المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام بين الحرب والسلام(الحلقة الأولى)



جميل أبو علي
14/08/2007, 10:55 PM
وما من كاتب إلا سيفنى .....ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيئ.....يسرك في القيامة أن تراه
اللهم اغفر لمؤلف هذا الكتاب وكاتبه ولمن يقرؤه ويساعد على نشره آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
أيها الإخوة القراء في هذا المنتدى الحبيب كنا قد وعدناكم في آخر حلقة من نحو مفهوم إسلامي واحد الحلقة الخامسة وهي بعنوان (التساؤلات والطروحات والشبهات) أننا سنجيب عن كافة الأسئلة التي أوردناها وغيرها وتصديقا لذلك نبدأ اعتبارا من الآن في الإجابة على هذه الأسئلة وأبدأ في الأسئلة التي يطرحها بعض علماء وحكام المسلمين وعلى حسب ظنهم هم يدافعون عن الإسلام ويرجون من وراء ذلك الخير للمسلمين ولتوضيح ذلك لابد من بحث الأمور بشكل كامل وإحاطة كافية ووافية وشاملة لكل موضوع مما سبق وأرجو من ذلك أن نصل إلى مفهوم واحد حول كل موضوع وأول المواضيع التي سنجيب عليها ونبحثها


الإسلام
بين
الحرب و السلام
1
- الاسلام دين السلام
هذه إحدى التقليعات الأخيرة التي نطلقها – واخص المسلمين بل علماء المسلمين – على الإسلام واقصد من ذلك موضة
\\الاسلام دين السلام \\.
أقول لو ظهرت هذه اليافطة ممن يعملون بالسياسة وكانت موجتهم موجهة إلى الأعداء فقط / أي أعداء الإسلام /لقلنا لعلّ في الأمر مندوحة (ما) , إذ أن ترك مساحة لأهل السياسة كي يسمح لهم ذلك بالجولات والمناورات أمام الأعداء , فهذا مما لا يناقض العقل والدين بل لعله مطلوب حالياً , فالرسول الكريم (ص) قال : الحرب خدعة . وقال لأحد اليهود الذي جاء سراً إلى رسول الله (ص) يعلن إسلامه في غزوة الأحزاب – خذل عنا ما استطعت – وهناك أمثلة متنوعة وكثيرة جرت في العصر الإسلامي الأول وفعلها رسول الله (ص) لا مجال الآن لذكرها لأنها ليست موضوعنا . أما وأن هذه اليافطة تظهر من كثير من العلماء الأعلام الذين هم محط القبول والقدوة من المسلمين , وبنفس الوقت موجتهم .
موجهة تجاه المسلمين , وكأن ما نحن فيه من الضعف والجبن والخذلان لا يكفينا .
فأقول لكل ما سبق لا بد من وضع النقاط على الحروف وتبيان وإظهار الحق في هذا الموضوع ما استطعت إلى ذلك سبيلا وهنا لا بد قبل البدء في توضيح ما سبق , من إطلاق بعض الأسئلة على أنفسنا, ومن خلال الإجابة عليها يتوضح لنا الكثير من جوانب هذه المساْلة :
1- إذا قلنا للأعداء , الدين الإسلامي دين سلام هل يقنعون بذلك وهل يعاملوننا على هذا الأساس ؟
2- هل كل الأراضي العربية والإسلامية خارج نطاق الاستعمارأو هي متحررة حتى يكون عندنا أمام غيرنا مصداقية فيما نقول؟
3- وهل صحيح ادعاؤنا أن القتال لم يشرع في الإسلام إلا دفاعاً عن النفس ولرد العدوان ؟
4- وهل الواقع الإنساني قديماً وحديثاً وحتى هذه اللحظة يصغي ويستمع إلى الضعيف ؟
5- وهل ما جرى مع السلف وما قاموا به يوافق على هذه الأطروحة
6- وأولاً وأخيراً هل استعمال اللين دوماً والمناداة به يؤدي إلى نتيجة حسنة أم إلى نتيجة سيئة ؟ وهل اللين في كل شئ مطلب إنساني ويوافق عليه العقل أم لا ؟
وهل ....وهل.....وهل.....؟؟
فإذا لم يكن الواقع الإسلامي وغيره والقديم والحديث يتفق من قريب أو بعيد مع هذه الفكرة .
فما هو الحق في ذلك ؟ وما هو الميزان لمعرفة هذه الحقيقة .
ولننطلق بعد كل ما سبق لنوضح الأمر ونجليه على حقيقته بعد الاعتماد على الله اولاً وأخيراً وطلب الهداية والمدد منه تعالى وعليه الاتكال .
لنقرا التاريخ أولاً ولنبدأ من البداية :
هل كان آدم عليه السلام محارباً أم مسالماً لإبليس حينما بادره هذا بالعدواة الصريحة ؟ ومن الذي بدأ المعركة , ومن الذي حاول خداع الآخر, ومن الذي كان السبب في خروجنا من النعيم المقيم إلى البؤس والشقاء ؟
هل يوجد اثنان يختلفان في حقيقة الأمر وحقيقة ما جرى ؟
1- ومع أول دم سفك على الأرض , وماذا فعل هابيل مع قابيل ولدي آدم عليه السلام ؟. ألم يقل له إنني مسالم ولن أحاربك , وإنني
((لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {28})) المائدة
ألم يأمرهما ويطلب منهما أبوهما آدم عليه السلام الإحتكام إلى الحق ؟ الإحتكام إلى الله سبحانه وتعالى ؟
2- ثم ما كانت الصلة بينهما أليسا أخوين ......
وماذا كانت النتيجة بعد ذلك ألم يسفك أحدهما دم الآخر ضاربا عرض الحائط بكل ما يمنع من وقوع هذه الجريمة

3- ألم تكن صلة الأخوة بينهما مانعة من حدوث هذه الجريمة البشعة
-أي القتل-
-ألم يكن في تصريح أحدهما للآخر بأنه
أ- مسالم
ب- لن يمد يده بأذى لأخيه
ج- وأن الآخر لو حاول قتله فهو لن يرد عليه, مانع أيضا من وقوع الجريمة
وأخيراً وأهم من كل ما سبق
2- ألم يكن في حكم الله سبحانه وتعالى أكبر رادع حتى لا تقع هذه الجريمة ؟
فإذا لم يمنع كل ما سبق وما أقواه وأشد ردعه وتأثيره من ارتكاب هذه الجريمة التي بلغت أقسى أنواع الشر والظلم , ولتوضيح ما سبق اسمع الآية الكريمة وتمعن فيها تجد الجواب
((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا....{32}))المائدة
فهل بعد ذلك . إذا قلنا للأعداء إننا أهل سلم وديننا دين سلام , يردعهم ذلك عن ارتكاب حماقات تليق بهم وبما يدينون به ضدنا ؟
3- وهل كان الأنبياء والرسل إجمالاً , حينما كانوا يعرضون الإسلام على أممهم , هل كانت وسيلتهم لتحقيق ما يرمون إليه الحرب أم السلام ؟لا شك كلهم تقريباً كانوا أهل سلم ومسالمين ويدعون إلى الإسلام بسلام . فماذا كانت النتيجة ؟ وماذا فعل اليهود مع الأنبياء؟
هل حينما قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام كان كلا النبيين يدعوان إلى الإسلام ملوحين بالحرب أم كان شعارهما السلم ؟
وهل يقاتل ويحارب ويلوح بذلك من لم يكن عنده جيش , ومن منهم عنده جيش .؟
فإذا كان الخطاب ممن عنده جيش ؟ وكان يلوح باستخدام القوة لمن لا يستمع إلا إلى القوة , كانت الإستجابة من الأعداء تشي وتؤيد استخدام القوة في مكانها الصحيح , كما جرى مع سيدنا سليمان عليه السلام .

وإلى العصر المحمدي لكي أقول :
ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قومه إلى الإسلام بكل ما أوتي من قوة في الإقناع والعلم , وبكل ما تحلى به من أدب وأخلاق . وبأعظم المعجزات على الإطلاق وبسلام ما بعده سلام .
فهل نفع كل ذلك أمام حقد الحاقدين وظلم الفاسدين ؟ هل تركوا باباً من أبواب الشر إلا وولجوا منه إليه ؟ وهل تركوا وسيلة وسياسة من سياسات الخزي والعار إلا وطبقوها بحقه وحق أتباعه؟
من شكوى , لإغراء , لمقاطعة , لتعذيب , لأنصاف الحلول , إلى غير ذلك ... حتى كان آخر قرار لهم هو اغتياله صلى الله عليه وسلم .
هل كانت وسيلته لإقناعهم حتى تلك اللحظة , هي الحرب والسيف , أم الحجة والبرهان والفكر والسلام ؟
وهل نفع كل ما سبق ؟!
إجماعهم على قتل الصادق الأمين فيه اكبر الرد على ذلك ...
ولننتقل إلى اجتياح المغول لديار الإسلام , فهل نفع موقف الخليفة العباسي ولسان حاله ومقاله ((تكفيني بغداد )), وسلمه لهم لأبعد الحدود وطغيانهم وجبروتهم وحروبهم بدون حدود . فهل نفع الادعاء بالسلم والمسالمة أمام الأعداء , أم كان العكس هو الصحيح ؟
ثم إلى حروب الفرنجة التي تجلببت بجلباب الصليب .من الذي أثار تلك الحروب وأشعلها؟ هل كان المسلمون يعلنون الحروب على الفرنجة في ذلك الوقت ؟ وهل كانوا حقاً وحقيقة يضطهدون أهل الكتاب أم لا ....؟
وليس من طفل عربي ومسلم إلا وهو يعرف الجواب على ذلك .

ملاحظة
أرجو من كل مسلم غيور على دينه يحب الحق ويكره الباطل أن يقرأ
ما كتبته بتجرد ويعلق عليه ويرد بمشاركة نابعة مما يمليه عليه إسلامه وإيمانه واتباعه للحق دون وجل ولا خوف ولا ممالقة ولا إنحياز إلا للحق
وأن يردّ عليّ بالشكل الآتي
1- أوافقك على ما ذهبت إليه أو على الموضوع أو على هذه الفكرة وسأعمل على نشرها إن شاء الله .
فالدال على الخير له مثل أجر فاعله كما ورد في الحديث الشريف .
2- ما كتب في الموضوع مثل كذا....... وكذا ........لم أفهمه وأطلب توضيحه
3- لا أوافقك على ما كتبت ولا على كذا ..... من الأفكار ودليلي هو كذا.......من القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة


وإلى اللقاء مع الحلقة الثانية من(الإسلام بين الحرب والسلام )وهي بعنوان (وإلى العصر الحديث) بعون الله سبحانه وتعالى
وكتبه : جميل أبو علي