المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (المهذبون والأنثى) للدكتور محمد محمد الغريب



رودينا
19/08/2007, 06:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم)
(المهذبون والأنثى)



لم تكن تدرى هيام أن فى خريفها سهد وأرق-فقد ولى شبلبها مع الربيع وتساقطت أوراق تحوى فى طياتها ذكريات يوم عاشته-وأيام تمنت أن تمحوها من ذاكرتها وخيالها -ولكن هيهات فذكريات الماضى نقش على صخر الحياه-ملك لنا للاخرين
تنقلت هيام كفراشه صغيره بين الغصون تراقب الزهور حتى إذا ما حطت على زهرة وإحتواتها بين جناحيها وجدت رحيقها قد نضب فتلك زهرة عراء رائق الحسن والجمال-----وتلك زهرة بيضاء ذكيه أريجها-- وتلك وتلك-حتى أذا ما كلت جناحاها إستسلمت لمصيرها فى احضان زهرة الصبار. تهترالزهور من حولها--وتتمايل بين النسمات الرقيقه وهى تراقبها---وتنبهر بها ولا تجد فيها ذاتها وهى تكاد تختنق بين طيات أوراق الصبار الغليظه.
وخرجت من خيالها وغفلتها وأطلقت لعقالها عنان التفكير.
من يكون ذلك المتغطرس-المتصلط-الأصم الذى لا يعرف الرحمه ولا الشفقه حتى على نفسه ----حتى ترتسم البسمه والموده على شفتيه- وما أن يرانى ذلك الاشيب حتى تبدو الموده على وجهه----- ويتصا بى ويترك الكثير من كرامته بعيداَ أمام باب دارى.
حتى ذلك المتين مشقوق اللسان بدأ فصيحاَ ناضج التفكير يعرف الكثير من دروب الحياه--- هذا رقيق عطوف وذاك لاينطق إلا حلو الكلام ألم يغد هناك رجال قساه سوى القابع بجوارى- سليط اللسان غليظ القلب-لا يذهب بتفكيره بعيداَعن جوفه- حتى إذا ما اتاه خاطر--- إندفع نحوى وجذبنى غليه وراح ينهش فى لحمى ولا أقوى على الصراخ -- وينصب منه العرق ويتركنى وهو يلهث دون أن ينظر إلي ويمضى واعود وأجلس القرفصاء و اترقق السمع و خطوات قدميه لاتفارق أذنى-------- وأنظر حولى أبحث عن شئ ألفه حول جسدى و ادارى خلفه نفس مهلهلة.
ويطرق بابى أحد المهذبون---- وتعود البسمه باهته شاحبه لوجهى----وتحرج الألفاظ مهذبه ومنمقه---- يطلب الرأس السديد فى اكل الباذنجان فى الصباح.
حتى إذا ما اجبته ان أكل الباذنجان فى الصباح يسبب الدوار وعسر الهضم تهلل وجهه بالبشر و السعاده--- فقد ضاق صدره من كثرة التفكير وتنسل أصابعه تلمس أطراف اصابعى برقه- حتى إذا ما نظرت غليه رأيت عيونه وقد زادت بريقها و إتفرجت شفتاه عن بسمه عريضه وخلفها أسنان بيضاء مدببه.
لقد نهش لحمى سليط اللسان--- وألقى بى وأولانى ظهره ---وولى واجما. ونظرت له نظره عابثه - فسحب يده وتاهت بسمته بين الخجل والواقع---- وتردد فى نفس لافرق بين الإنسان والحيوان- لكلاهما رغباته---- ويستوى كل عند القتيل سواء قتل بسيف من ذهب أو سيف من حديد صدأ أو بيد حسناء --أو بين فكوك الوحوش وعدت أنظر إليه فبدى متعلثما متأسفاَ---- و أخرج من جيبه مسبحه أنيقه---- تتراقصى حياتها اللامعه بين أصابعه و هو شارد الفكر--- وعاد يبتسم وترددت بين شفتاه كلمات رقيقه وإنصرف- ورحت أترقق السمع لخطوات قديه-- حتى غابت عنى -- إنطويت بنفسى----- وتصبب على وجهى قطرات العرق البارد فسرت فى جسدى رجفه شديده---- إلتصقت بالحائط ونظرت للسماء --وتاهت عيناى بين النجوم-----وبهرتنى نجمه لامعه ولكنها تبدوبعيده مثل احلامى---- وعاد الصوت الذى ملاً نفسى وتردد فى أذنى منذ زمن بعيد يصرخ فى ----- الحب وهم وسراب--- وايام سهد وخيال وأوراق زرق---سيمضى العمر كله ولن يكون---- ويطرق بابى مهذب جديد.
الأيام تمضى رتيبه لا يملاً حياتى سوى نظرات وجوه باسمه---- وكلمات المهذبون الرقيقه-- تلك الكلمات التى حرمت منها منذ طفولتى------- وخيال حبيب لم أراه يلوح لى ---- حت إذا ما إحتضنت خيالى و رحت فى نشوه مراهقتى لكزتنى عجوز كانت ترقد بجوارى --- وكنت إسميها قبل رحيلها لربها أمى -- فأفيق من نشوتى أنظر فى عيناها فأغوص فى واقعى وتموت البسمه و تفر النشوه مع أحلامى المتساميه.

وتمد يدها وتمسك بيدى وتمتمت بكلمات ما زالت تتردد فى أذنى (كف يدك صغيره فإبحثى لك عن يد صغيره)-- ومضى الزمان بى فصرت دميه صغيره فى يد حقيره
رحمك الله أيها الأم - تلك كل شئ ولم يملك خيالى يستطيع أن يفعل كل شئ-- ولا يستطيع أن يمنعنى أن أحتضن خيالى.
إلتقت عينى به فبدى -------------000 صامتا مبتسماَ مددت له يدى-فخرجت كلماته منمقه سرت فى عقلى وفى جسدى رعشه لا أروى لها سببا ومضيت و دقات قلبى السريع تعلثم لسانى وفى نفسى نشوه و سعاده من يكون هذا المنمق الباسم ؟ وما سر نشوتى وسعادتى؟
حتى إذا ما خليت بنفسى و اغمضت عيناى و إحتضنت خيال حبيبى و مضيت به بعيداَ لسراب ورحت أناجيه.
اًه حبى ألا تجيب--- اين أنت متى--- قد غاب لقاك--- وما ان هممت أن أفتح عيناى حتى أبصرت تلك العينان تغوصان فى عيناى---وبسمه علىشفتاه--- وكلماته المنمقه تتردد فى أذنى-- صرخت فى الاعماق انت حبيبى وأنا على موعد لقاك منذ ولادتى-- أو قبل أن أكون---سأحبك شئت أو لم تشأ يا حبيبى.
و أخرجنى من الصمت ونجواى من معبد حبى الخيالى غليظ القلب سليط اللسان---فتحت عيناى فرأيته واجما -شارد الذهن لا يحمل لصاحبه أى صفه او معنى اشار لى باصبعه فلم يكن لى الخيار والحق فى قول لالا----- أفسحت له مكانا و أسلمت له جسدى يعبث به بحق ملكه له أبى يوم أن زوجنى إياه وراحت انفاسه الحاده تحرق وجهى---- و أكاد أختنق بين يداه الملفوفتان حول صدرى فاغمضت عيناى.
فعاد خيال حبيبى باسما وعيناه فى عيناى فإ حتضنت حبيبى وأنفاسه الدافئه أملاَ بها صدرى--و أخفيت وجهى فى صدره--- فإمتلأت نفسى بأمان - و لفنا نشوة الحب و السعاده.
ودفعنى عنه -- فخرجت بنفسى من خلف جفونى فأبصرت ظهر غليظ القلب و قد راح يغط فى نوم عميق أغمضت عيناى و ألقيت برأس على صدر حبيبى الواقف خلف جفونى