المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الندوة الدولية الثالثة | دور جمعيات الترجمة في الوطن العربي؟



عامر العظم
23/08/2007, 03:20 PM
دور جمعيات الترجمة في الوطن العربي؟

هل تعرف أيا من جمعيات الترجمة في الوطن العربي؟!
ما الإنجازات التي حققتها هذه الجمعيات حتى الآن؟!
ما الأثر الذي تركته هذه الجمعيات على واقع وحركة الترجمة في بلدانها؟!
ما الفرق بين رؤساء هذه الجمعيات ورؤساء بعض الدول العربية والشمولية؟!
لماذا لا تعقد هذه الجمعيات اجتماعات منتظمة وتجري انتخابات دورية؟!
لماذا لا يقدم رؤساء هذه الجمعيات استقالاتهم واعتذاراتهم العلنية؟!
لماذا يحتاج ترخيص أو تأسيس جمعية في بعض البلدان العربية إلى ثورة دموية؟!
ماذا تفعل مجالس النواب والشورى والبرلمانات العربية؟!
ماذا تفعل وزارات الثقافة العربية، برب السماء؟!
أين هم المسؤولون العرب الذي يفهمون دور الترجمة ويدعمونها؟!
هل يحتاج الواقع العربي إلى المزيد من الرياء والنفاق وبوس اللحى؟!
متى نتوقف عن الرياء وسياسة التوريث وبوس اللحى والمناقير والخياشيم والخراطيم؟!

أسئلة نشوطها في مرماكم جميعا ولكم الخيار في شوطها في المرمى الذي تريدون!

د. محمد اياد فضلون
23/08/2007, 03:38 PM
الأستاذ عامر العظم رئيس الجمعية الموقر
أخوتي الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرد على بعض الأسئلة و أترك الرد على القسم الآخر إلى وقت آخر


ماذا تفعل مجالس النواب والشورى والبرلمانات العربية؟!
ماذا تفعل وزارات الثقافة العربية، برب السماء؟!
أين هم المسؤولون العرب الذي يفهمون دور الترجمة ويدعمونها؟!
هل يحتاج الواقع العربي إلى المزيد من الرياء والنفاق وبوس اللحى؟!
متى نتوقف عن الرياء وسياسة التوريث وبوس اللحى والخياشيم والخراطيم؟!

ردي الوحيد على هذه الأسئلة موجود على هذا الرابط
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=15661



مودتي و تقديري

إياد

.

Munir Mezyed
23/08/2007, 04:51 PM
لأستاذ عامر العظم رئيس الجمعية الموقر
أخوتي الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

انا اريد ان ارسل صرخه من رومانيا الى الامة العربية عل وعسى تستفيق من سباتها..تلك المؤسسات ما هي الا مؤسسات لهبش المال العام.. ولكن جل إهتمامتها لجان تسافر في ارض اللة الواسعة وهذه اللجان تاتي الى اوروبا من اجل تطوير العمل وسبحان اللة عمل هذه اللجان في بارات ونوادي الليلية والمنتجعات السياحية وتعود تلك اللجان بعداد توصيات ..وتقبض تلك للجان علاوات وبدل سفر..اللة على رأي اخواننا المصريين لجان جاية تتفسح على حساب قوت الشعب..واللي عايز شوف اللجان فليأتي الى اوروبا محاطين بشقروات اوروبا..نعم لقد تم تطوير العلاقات مع جميلات اوروبا

عبدالستارعبداللطيف الاسدي
23/08/2007, 05:00 PM
الاخ العزيز
الجمعية التي كنا نعرفها في البلد لم تكن الا واجهة للنظام و لأزلام النظام وليس لها علاقة لا من قريب و لا من بعيد بالترجمة ... فكيف ينتظر منها ان تقوم بدورثقافي و رسالي و هي لا تملك مقومات ذلك ...و لا يغرنك ان جمعية المترجمين عندنا قد تراسها فلان و فلان من الاساتذة الكبار في التخصص و الممارسة .. فالعبرة ليست هنا و انما بالآليات التي تنتهج و بالخطط التي توضع و بالبرامج التي تنفذ ... و مع الاسف لم تلعب الجمعية ايا دور يذكر لها ... بل هذا ما كان مرسوما لها ضمن هذا النطاق ... لقد كانت ملتقى لشرب الشاي و سماع اخبار الخلان و الاصحاب و الجلوس في تلك الصالة الوحيدة قرب جهاز التكييف القديم و الحال ينطبق على غيرنا .

Munir Mezyed
23/08/2007, 05:03 PM
يا اخوتي دون ذكر اسماء التقيت مع مسؤؤل عربي قادما من حر وصيف شرق الاوسط من اجل البحث في تطوير العلاقات العربية الرومانية..اعددت له قائمة باسماء اعلامية وثقافية من اجل التعرف عليهم..سبحان اللة / ما عجبة من هؤلاء الى صحفية مبتدئة لم تكن ضمن الاسماء ولا احد يعرف من ارسل لها دعوة
واذا بلقاء صحفي مع هذا السؤول موقع باسم تلك الصحفية وسرعان ما تسربت
الاخبار بان تلك الصحفية تلقت دعوة لزيارة وطن ا
لمسؤول لعمل ريبورتاج عن وطن المسؤول بالتالي لم تجد تلك الصحفية اي تلفزيون يرغب بنشر البرنامج الوثائقي
اتصلت بسعادة المسؤول وارسل لها مبلغ لدفعة اجر ثمن نشر في محطة تجارية...

Munir Mezyed
23/08/2007, 05:08 PM
والمرشحة لهذا العمل تم استناءها/ وقامت تلك الاعلامية بعرض مشروعها على تركيا..تم استضافة تلك الاعلامية لتعود في برنامج وثائقي تم دفع مبالغ لعرضة وتم ترجمة البرنامج الى العديد من اللغات وعرضه في تلفزيونات دول الاتحاد
عمار يا شرق اوسط

Munir Mezyed
23/08/2007, 05:10 PM
وبعد يا استاذ عامر
اتصدق هؤلاء وتصدق جمعياتهم ... اتمنى لو استاذنا واديبنا ابراهيم الكوني معنا الان حتى يعطيك وجهة نظره

Munir Mezyed
23/08/2007, 05:26 PM
اجم الروائي الليبي إبراهيم الكوني حال المثقفين العرب المايل، في معرض لقاء معه، بمناسبة تكريم الحكومة السويسرية له، والتي منحته أرفع جوائزها (جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى)، أعلى جائزة في بيرن السويد، قال ان «المثقفين العرب تحكمهم الأهواء، والعلاقات الشخصية بالكاتب، وهم لا ينظرون الى النص الإبداعي، بل الى شخص الكاتب، ومدى علاقتهم به، ووضعه السياسي ونفوذه في أوساط معينة، وتحكمهم نوايا أخرى. مع أن المفروض الذي يحكم هنا هو النص، وليس الشخص (الكاتب).

خلال مؤتمر الرواية العربية، مطلع هذا العام في القاهرة، شعرت أن المثقفين العرب لديهم أسبقيات معينة، إذا جاز التعبير، وهناك ترتيب ديموغرافي معين للكتاب بحسب جنسياتهم، وعندما يظهر مبدع حقيقي ويخلط الأوراق يحقدون عليه، فإذا طلع عليهم إبراهيم الكوني، وهو صحراوي من ليبيا، التي أعتقد أنها دولة مظلومة على الساحة الثقافية العربية، يعتقدون أن الصحراء لا يمكن أن تنجب مبدعين كبارا.. المناخ الثقافي في العالم العربي يعاني حالة مرضية اسمها «أزمة ضمير»، ولقد شعرت بهذا المرض في كل مكان ذهبت إليه في الوطن العربي. الثقافة العربية لا يمكنها أن تتحرر من مرضها ما لم تعترف به، وهو الآيديولوجيا المهيمنة عليها، وهذه كارثة. وبصراحة.. لم يعد يهمني أن يحتفي بي العالم العربي.

سيرة ابراهيم الكوني الذي يجيد تسع لغات وكتب ستين كتاب حتى الآن، ويعيش عزلة المثقف عن الأغيار من الغوغاء، بجمع المعارف، والصبر على متطلباتها، من عزلة ومران وتدريب، لا تشبه سيرته معظم مثقفينا العرب، فكثير منهم يعتقدون أن الإبداع يهبط عليهم وهم يدخنون (الأركيلة) في المقهى، بين صياح الباعة، وضجيج الشارع بحجة الالتصاق بالشارع، أما في حقل المعارف، فإن قدوتهم هم الفاشلون في دراستهم من النوابغ والأدباء والعاطلين عن العمل، بل أن بعضهم يفضل نوع معينا من خريجي السجون، والنائمين على الرصيف كجان جينيه الفرنسي الذي وجد نفسه لقيطا دون خيار، كمثال للمثقف الحقيقي!.

أما العامل الدؤوب، والمبدع المتعلم، الشغوف بالمعرفة، فهو آخر نموذج يسرهم الحديث عنه. لكن رغم كل هذا فابراهيم الكوني لم يكن موضوعيا في محاكمته للمناخ الثقافي الفاسد، ليس إلا انعكاسا لفساد كل المناخات المحيطة به، فكيف يصلح حال المثقفين وبعضهم يعتبرون أنفسهم، موظفين في حقل الثقافة، ويجلسون على مقاعد العمل فيها حتى يشيخون ويبلغون من العمر عتيا ولا يستطيع أحد أن يحرك لهم مقعدا، فيكثر حولهم المنافقون الذين يضطرهم الدخول إلى ممالكهم ويتلون على مسامعهم إن كتابتهم ملاحم عربية تكتب بماء الذهب.

كيف يصلح حالا ثقافيا يصحو فيه مثقف مثل عبد المحسن الخفاجي صباحه، ليكتب من سجن العراق رسالة، لجورج بوش (مصلح هذه الأمة) جزاه الله عنا كل خير، يسأله أن يطلق حريته التي سلبت منه، ونسي القائمون على سلب الحريات أنه سجين حتى جاء بوش و(عفسها) من جديد، أو قاصا سعوديا يطلب من وزير الثقافة أن يدفع له فاتورة إصلاح يده المكسورة، ليعاود الكتابة بها، ومن تسول للحرية، وتسول لإصلاح اليد المكسورة (يا ابراهيم لا تحزن).

Munir Mezyed
23/08/2007, 05:32 PM
ابراهيم الكونى فى حوار جرئ
الغزاة لا يمنحون الحرية


بعد ان قدم تسعةً وخمسين مُؤلفاً روائياً وفكرياً، يقول ابراهيم الكونى انه ربما قطع نصفَ الشوطِ لا أكثر فى الطريق الى فردوس الحكمة، ذلك الذى قد نفنى كدحا من اجله وقد لا نصله أبداً.
رجلٌ من فريدِ الرؤيا يأتي. ومن فريدِ العبارةِ أيضا. ممتلئٌ حدَّ الفيض، ولكن قطوفه دانيةٌ الى الأرض. قلتُ له، ثراءُ اعمالك يضعك فى مصاف أعظم أدباء البشرية، فاستدرك "ما أنا الا رؤيتى الخاصة فى البحث عن الحقيقة"، محاولا ان ينجو بتواضعه الجم حتى عما كان فى القلب، حياله، أكثر من مجرد مغازلة.
ناءٍ عن كلِّ مشاغل الدنيا، حتى وهو ما يزال يُشاغلها باعمال أدبية، شكلَّ كلُ واحدٍ منها ما يناظرُ مرجعاً ابداعياً خالداً. شقَّ لنفسه، منذ كتابه الأول، طريقا لم يسبقه اليه أحد. فكان علامةً بارزة من علامات الأدب العالمي، ليس لانه الأول الذى خاض غمار الرواية من بيئة الصحراء، بل لانه قدمها للمرة الأولى كفكرةٍ فلسفيةٍ، وكمنبعِ حكمةٍ، أكثر منها كبيئة اجتماعية او كظاهرة جغرافية.
بدأ بالصلاة خارج الأوقات الخمسة، تميّزا، وظل الى يومنا هذا يُصلى صلاته الروحية الخاصة، خارج الزمان والمكان، ولكن فى قلبهما حصرا. وكأنه، بهما وبعيدا عنهما، يعيد خلق الكون والحقيقة من علٍ، الشأن الذى يعتبره، على اى حال، وظيفةَ الروائى الأهم، بل وربما الوحيدة.
أبعد من ذلك، فان لغته، بكل رشاقتها البلاغية، ظلت على الدوام عميقةً كبئر، ودافقةً كنهر. يكتب وكأنه يرسم بريشة دافنشي. وكل عمل من اعماله موناليزا روحية تحيطُ بها روضةُ فكرٍ غنّاء ومدهشة. فاذا به يكتبُ بلغةِ الفردوسِ، وبحثاً عنه، فردوساً آخر.
وربما يكون هذا هو تعويضه الجمالى الوحيد. وهو إذ نشأ فى بقعةِ أرضٍ ثريةٍ وقاحلة، مليئة وخالية فقد اغترف من ثرائها وامتلائها ما كان يكفى لاثارة السؤال عما اذا كنا نرى فعلا إذ لم نر الا قاحلا وخاليا. وذلك قبل ان يدفعنا خطوة أبعد ليقنعنا انها جوهر الوجود ومبدأه. ساحرٌ كهذا، كان من حقه ان يتألق ويُدهش وان يملأ قلبك بالمسرة. ولئن كان هو الوحيد الذى يستطيع ان يسبر غور فتنتها المتوحشة، فانه الوحيد الذى قدمها على راحةِ الإلفة، بعبارةٍ وديعةٍ وداعته هو وطيبةٍ طيبته هو.
الأدباء العرب الذين تمكنوا من ان يسحروا العالم قليلون. والكونى واحدٌ من ابرزهم حيث تُرجمت اعماله الى العشرات من لغات العالم. ولعله صار بها أكثر شهرةً فى اركان القارات الخمس منه فى بعض عالم اللغة العربية.
يقال ان الرواية فن حديث على أدبنا، خاصةً واننا أمةُ شعر. ولكن اقرأ الكونى لتعرف ان الرواية شيءٌ من حكمتنا أيضاً وهى روايتنا أولاً. ولكنه إذ يسبر غور الأفق، بحثا عن الحقيقة، فانه لا يقدمها محتشدةً بالدينى والميتافيزيقى الا من اجل ان يمزج أرضها بسمائها، فتبدو عالماً وكأنه ليس عالمنا، مع اننا نعيش فيه معه.
هل كان يمكن للعالم ان يُعاش من دون رواية، وبالتالى من دون تولستوى وديستوفسكى وديكنز وهمنغواى وولف وماركيز وكونديرا ومحفوظ وبو جدرة ومنيف والوطار والكثير الكثير غيرهم؟ هل يمكن؟ ولكنه مستحيل أيضا من دون ابراهيم الكوني.
شكراً لوجودهم الذى اعاد صياغة وجودنا. وشكرا لوجوده الذى خلق من صحراءِ الوجودِ وجوداً لم نكن نجرؤ ان نطرق بابه الا خائفين، حتى أتاح لنا ان ندخل رحابها، برفقته، آمنين ومؤمنين.
هذا واحد من أكبر الرائين فى عالمنا. وها هو يتكلم.
قبل ان نلج عالمكم فى الفكر والأدب، حرارة جرحنا الدامى تملى علينا ان نسأل: كيف تنظرون إلى عالم السياسة اليوم من وجهة نظر الحرية اللامتناهية التى ولدتم فيها؟ ك

Munir Mezyed
23/08/2007, 05:36 PM
يف ترون عالمنا وإلى اين سنذهب؟
ــ أتدرى ماذا قالت لى طفلة روسية ذات مرّة؟ قالت: الإنسان السويّ لا يحترف السياسة ، وهو ما يعنى حقاً أن السياسة ضربٌ من ضروب الجنون. والناس يحترفون السياسة لأنها أقرب سبيل لنيْل السلطة أوّلا، ولأنها السبيل الأهون كما يظنّون. وهم كمرضى لا يهمّهم أن يحترفوا هذه اللعبة المميتة جهلاً بطبيعتها. بل يفعلون ذلك برغم علمهم أنها لا تهب نفسها دون خيانة الضمير، ودون التحلى بالنذالة، ودون اراقة الدماء . أى انهم مجرمون عن سبق اصرار. ولا يدركون أنها سعادة لا تترك عشّاقها إلاّ أمواتاً إلاّ بعد فوات الأوان. ولهذا لا نغالى اذا قلنا ان هذه الملّة هى ملّة من سلالة لا تعترف بناموس لأنها تمارس عملاً لا أخلاقياً وهى أعلم الخلق بلا أخلاقيته. وكى تخدع بلهاء الناس تدّعى بوقاحة أنها تضحى بنفسها فى سبيل انقاذ العالم. وهى لا ترتدع عن ضلالها إلاّ مرّتين: يوم تفقد السلطة، ويوم تهجع على فراش الموت. لهذا ينطبق عليها الحديث الشريف القائل: الناس نيام حتى اذا ماتوا انتبهوا ! بلي. أهل السياسة فى غيبوبة، ولا يفيقون من سباتهم إلاّ فى اللحظة التى يفقدون فيها السلطة. ولكن المأساة الأسوأ انما تحدث عندما يخون المبدع رسالته ويذهب ليتطاول فى السياسة. فان لم يكن ذلك مأساة فلابد أن ينقلب ملهاةً. فكيف تريدنى أن اعترف برسالة أناسٍ يذرّون الرماد فى عيون الناس ليوهموهم بان غايتهم هى الحقيقة فإذا نالوا السلطة انتهوا إلى عبادة مظهر الحقيقة فى أحسن الأحوال، أو أنبروا يسفهّون ما نادوا به بالأمس دون أن يرفّ لهم جفن. هذا هو ما عبر عنه البير كامو فى مسرحية العادلون بالقول: كلنا نبدأ بطلب العدالة، ولكننا ننتهى بتنظيم جهاز للشرطة . هذه هى رؤية المبدع من رحاب معبودته الحرية إلى عالم يستطيع فيه الإبن أن ينحر ابيه، أو يقوم فيه العابد بانكاره معبوده، أو يتحرر فيه الخلّ من العهد المقدس ليطعن خلّه! لهذا السبب لم تعترف الصحراء بالسياسة يوماً، ولا بالسلطة السياسية. لأن ناموس الصحراء هو الناموس الأخلاقى المتوارث كوصايا خالدة من أجيال الأسلاف.
وأحسب أنى عبّرت عن رؤيتى بهذه اللعبة الكريهة فى أسطورتى المسماة الدمية وأنبّه إلى الاستشهادات المستعارة من متون الصين القديمة التى تصدرت الرواية والتى يقول مضمونها أن الإنسان لا يعرض على أخيه الإنسان القيام بتولى السلطان على الناس إلاّ اذا أساء به الظنّ. ولهذا يفضّل هؤلاء الموت انتحاراً على أن يتولّوا زمام السياسة!
هذا يعنى أن المبدع حليف الثائر لأن القاسم المشترك بينهما هو الصدق حتى لو انتهى هذا الصدق إلى هزيمة "وهو ما يحدث دوماً" ما دام المثال أمر مستحيل المنال. المبدع، كرديف للثائر، يحمل على منكبيه قدراً تراجيدياً، لأنه لابدّ أن يكتشف فى نهاية المطاف أن الإنسان لا يُقاد إلى الجنّة بالسلاسل، وتشييد صروح الفردوس على الأرض فكرة كثيراً ما أدّت إلى اغراق هذه الأرض فى برك الدّم مستثيرة بذلك سخرية ربّ السماوات والأرض!
بطولة الانسان ليست فى احتراف عمل يعلم مسبقاً طبيعته السيزيفيّة، ولكن فى ظمائه إلى الحرية، ففى حين يركض مريد الباطل الدنيوى "المسمى فى لغتنا صاحب السياسة" وهى تتدحرج إلى أسفل ، فان المبدع "مريد الحرية" يذهب حتّى إلى اعتناق الخطيئة بعقد الصفقة مع الشيطان "على طريقة فاوست أو آدم على السواء" فى سبيل نيل هذه الحرية يقيناً منه أن الفردوس "وإن كان فردوساً" إلاّ انه تحريم. والتحريم هو تعبير بلغة الربّ عندما يريد ان يسمى القيد. واذا كانت السياسة وليدة الاستقرار فإن الاستقرار هو الخطيئة لا إرادة الحرية التى اخرجتنا من الفردوس لتصير لنا هذه الحرية فردوساً بديلاً. وهو استقرار يرى فيه الكثيرون سبباً للحضارة، فى حين يعلم القليلون ان حضارة العالم التى خرجت من رحاب الصحراء الكبرى منذ ما يزيد على المائة الف عام تنتشر فى أرض الله الواسعة بعد ان استفحل التصحّر، كانت حضارة متنقلة لها زعيمها الروحى "لا السياسي" وكاهنها الديني، وناموسها الخالد المسمى فى لغة الأجيال آنهى الذى ورد بهذا الاسم فى أقدم متون مصر القديمة، ونجده فى اللغة اليونانية القديمة بذات الإسم أيضاً الذى يعنى المبكّر أو البدْئى . أما مؤسس الحضارة الحقيقى فليس سوى البُعْد الميتافيزيقي، أى النزعة الايمانية فى روحها الطقسية لا الدوغمائية. أمّا إلى أين سنذهب اذا سلمنا أمرنا للساسة، فالجواب هو أننا لن نذهب إلى الحقيقة فى كل حال اذا انقدنا وراء هذه الملّة الشيطانية. لن نذهب لا إلى الحقيقة ولا إلى الحرية لأنهم سلالة تنتمى إلى وانتهيط الذى تقول أسطورة الطوارق أنه يقبل على الاقوام على اتانٍ ناصعة واعداً الناس بانه سيقودهم إلى الخلاص، فاذا سعوا خلفه قادهم إلى هاوية بلا قرار!
السياسة يمكن أن تتطهّر من لعنة الباطل فى حالٍ واحدة: عندما تستبدل الصفقة مع مفيستوفيليس بالصفقة مع الحكمة. ولو لم يحقّق صولون "مشرّع اليونان القديمة" هذه الأعجوبة لما تبؤّا عرش الإنتماء إلى محفل الحكماء السبعة. وكان عليه أن يضحى بحكم اليونان أيضاً يوم فضل الفرار حتى من الوطن فى سبيل أن تعتنق الأمّة اليونانية شرائعه وألاّ تعمد إلى استبدالها بأخرى طوال سنوات عشر. لأن غايته لم تكن السلطة، ولكن الفضيلة. والفضيلة فى ناموس القدماء هى الإسم الآخر للحقيقة عندما تنزلها من ملكوت المثال لنجعلها ثوبا على الأرض بقدمين. هذا يعنى أن صاحب السياسة لن يفلح فى شأن الدنيا ما لم يزهد فى السلطة، ما لم يحتقر البعبع الكاذب الذى تهبه السلطة. أى ان صاحب السياسة لن يكون انساناً يحمل رسالة الخير ما لم يتخل عن ظمائه الى السلطة، ما لم يتخل مريد السياسة عن معشوقته السياسة!
- جحيم الطائرات والدبابات يغزو اوطاننا لينتهك أفقنا، وحقنا فى ان نصيب وأن نخطيء، فى أن نبنى حرّيتنا انطلاقاً من تجربتنا الخاصة، ومعارفنا الخاصة، حقنا فى ان نتعلم من أخطائنا الخاصة. ماذا نفعل كى نخرج من هذا الجحيم؟
ــ الحرية عنقاء لا تُنال على سبيل الهبة. الحرية التى يتطوّع إنسان ويذهب ليعلقها على رقبة إنسان كما يُعلق الوسام ليست حرية، ليست حتى ظلاً لحرية. بل هى أشبه بمسخ الحرية، لأن الحرية تجربة دموية لن يعرف حقيقتها إلاّ من مارسها. الحرية، كالإبداع "بل هى أنبل ضروب الإبداع" التى يجب علينا أن نحترق بنارها لكى نحققها لأنفسنا. نحقّقها بأنفسنا لأنفسنا. وعندما يحسب أحد الغزاة ان بوسعه أن يأتى بالحرية هبةً لانسان آخر فإن هذا العمل معادٍ لشروط الحرية ذاتها التى لا تعترف بغير مبدأ الخيار. أنه كمن يقول لنا اسمح لى ان أميتك كى أُحْييك .
وبرغم أن الحرية ميتة فى كل الأحوال، إلاّ أن ثمة فرقا بين الميتة التى تأتينا من خارج لأنها تهلكنا. أمّا الميتة التى تأتينا من أيدينا فتحيينا! تحيينا لأنها هى التى تحررنا، لأنها تستطيع أن تحقّق لنا الميلاد الثاني.
- أنت أول روائى فى تاريخ الأدب العالمى كلّه يقدّم لنا الصحراء كروح مقدّسة، وفكرة كونية، وكفضاء مليء بالحكمة. بعدك لن تعود الصحراء مجرد ظاهرة جغرافية حتى كأنك خلقت شيئاً لم نكن نراه أو نعرفه من قبل. أى صحراء هى صحراؤك الخاصة؟ وهل العالم كلّه صحراء واحدة برغم كل الزخم فى معانيه المتضاربة؟
ــ صحرائى كمدلول استعاريّ هى رديف لا للعالم وحسب، ولكن للوجود كلّه. لأن الوجود بذاته ما هو إلاّ صحراء فى معزلٍ عن حقيقته، ولكنه فى ذاته "اذا استخدمنا لغة عمانويل كانت" ليس خالياً من المعني، أى أنه الوجه الآخر، المجهول، لفكرة الصحراء لا كما يراها الناس، ولكن كما تغنيّت بها فى أعمالي، أى كواحة فى صحراء اسمها العالم، كروح لجسد اسمه العالم، كوجودٍ لوجود العالم المفقود. وحتّى لو جاء ذلك اليوم الذى سيختفى فيه العالم فان الصحراء هى التى سترث العالم. سترث العالم لا كأنقاض ، ولكنها ستنقذ العالم من قدره لأنها ستبعث العالم من رماده حياً كما فعلت دائماً. الصحراء، بهذا المعني، ذاتُ العالم الحية. حقيقة العالم الجدلية التى لا تنفى إلاّ لتؤكد، ولا تميت إلاّ لتحيي. بلي، العالم صحراء واحدة، خالدة، تتسترّ على جوهرٍ واحدٍ، ولكن صحراء العالم هذه فى مظهرها ليست واحدة، بل ترتدى أقنعة مختلفة مثلها فى ذلك مثل كل ظاهرة. الصحراء فى النهاية هى هوية العالم الضائعة. هوية العالم الروحية الضائعة. وهى تميمة العالم أيضا التى عليه ان يحتكم إلى حرمها اذا أراد أن ينال الخلاص من لعنة اغترابه. لأن الصحراء التى كانت دوماً وطناً للرؤى السماوية، بتعبير روبرت موزيل، ما هى إلا فردوس الحرية. هذه الحرية التى صارت لنا بديلاً للفردوس الأوّل. وهى لهذا السبب الرديف الوحيد لغاية اسمها الحقيقة.
مستودع التجربة الروحية
- فى عالم الكونى الروائى نشعر بوجود خطاب دال تمّ تأليفه بشكل كامل يتفكك بعد ذلك تدريجياً فى مجموعة نصوص هى رواياتك. وهذا يدل على أن المعنى يتم اعادة بنائه فى كل مرّة. ألا ترى أن هذا يجعل من رواياتك رواية واحدة كبيرة؟
ــ الروائى فى نهاية المطاف لا يكتب سوى رواية واحدة حتى لو كتب مائة رواية. والواقع أن هذه الحقيقة ليست حكراً على العمل الروائى وحده، ولكنها طبيعة كل عمل إبداعي. أى أنها ناموس يعتنقه كل مبدع سواء أكان نحاتاً أم رسّاماً، موسيقاراً أم صاحب معمار. وهو ما يعنى أن الإبداع بسليقته الأولى مجبول ببعد شمولى أشبه ما يكون بالشجرة المشدودة إلى الأرض بجذر يمثّل الغضب الذى تتغذى منه، لكنها ثرية بامتداداتها المتمثلة فى الفروع، ذلك أن الروائى ، أو كل مهووس بإبداع على وجه العموم، لابد أن يعتنق ناموس الوجود اذا، اراد ان يعبّر عن محنة الوجود، والارتهان إلى مركز لا مرئى هو سمة أساسية من سيماء هذا الوجود برغم ثراء هذا الوجود فى رحلة الظاهرة التى نطلق عليها إسم الدنيا. فى حين تعلّمنا أن نطلق إسم الميتافيزيقا على ذلك الجذر المجهول للغز الوجود امّا لعجز فى اللغة التى لا تستطيع أن تعبر عن الحقيقة الغيبية أبداً، وإمّا لجهلنا الخالد بالحقائق الخالدة.
والروائى الحقيقى لابدّ أن يمتح من البئر الملفوفة بالظلمات هذه لسبب منطقى هو أن الملكوت الذى نطلبه ولا ندركه أكثر ثراء بطبيعته من المُلْك الذى نراه ولا نملك حيلة لتأويل هويته المبدْئيّة.
هذا يعنى أن الروائى فى ذاته ما هو إلاّ كائن ميتافيزيقى يحاول باخلاص أن يفك طلسم هويته الوجودية. يحاول أن يفكّ طلسم التكوين. أى أنه مخلوق متأمّل فى هذه التجربة. وتعبير متأمّل لابد أن يعنى انه كائن ديّن إذا ترجمنا هذه الكلمة الغامضة من معجم الفلسفة. والانتماء إلى حَرَم الديانة لا يعنى بالضرورة أنها ذات تمارس الشعيرة الدينية بقدر ما يعنى أن هذه الذات تعيش تجربة روحية. والروح كما نعلم الإسم الثانى الأكثر غموضاً والذى يصلح رديفاً لإسم الميتافيزيقا برغم أنه لا يعنيه تماماً. فاذا آمن المبدع بقَدَر الإنتماء إلى هذا المبدأ الشمولى الميتافيزيقى "أو الروحي" الواحد، فلابدّ أن يعتنق ناموس الوجود فى بعده الذى لا يتجزّأ ليصنع منه نموذجه هو، أو أمثولته هو تبعاً لبطولته، أو مهارته، فى استجلاء الشفرة الحاملة لسرّ هذا اللغز الذى نسمّيه وجوداً.

Munir Mezyed
23/08/2007, 05:41 PM
ولمّا كانت الرواية خطاباً مثلها مثل أى ابداع فمن البديهى أن تؤسس حدود عالمها إذا شاءت أن تعبرّ عن حقيقة هذا العالم. تؤسس حدود هذا العالم مسبقاً لا كأفكار تشترط لتنفيذها تمهيداً سردياً قبل أن تتحوّل إلى أفكار، ولكن كهويّة مرجعيّة تشير اليها ايماءً دون أن تعلن عنها عبارةً. وترجمة هذا الإيمان إلى لغة الرواية يشترط نهجاً تفكيكياً لا يتداعى فيه العالم ككيان، ولكنه يسرى فى سربال نسيج من التفاصيل، ومسيرة التفاصيل هى وجدان الإبداع فى رحلة التكوين. التكوين بشقيّه الدينى "بمعنى التأملي" والدينوى على حدّ سواء. هذه السيرورة تعيد خلق العالم. تبدأ بخلق العالم المستتر. تبدأ باستجلاء حقيقة العالم المستخفى لتحقّق بالإستعارة حقيقة العالم المستظهر. تظهر العالم المستتر وتعمل على إخفاء العالم المستظهر. تحيى العالم فى بعده الدنيوى ببلسم العالم فى بعده المغترب.
بهذا تعود الرواية فكرة بعد أن كانت فى الأساس فكرة. كانت فكرةً مجرّدةً، ولكنها صارت بعبور الجحيم الدينوى فكرة مُنْقِذَة. هذه الأعجوبة هى ما نسميه روايةً وهى من حيث طبيعتها كتجربة استسرارية إنمّا غايتها تحقيق الحريّة وليس انجاز تسلية من أى نوع كما يذهب الكثيرون. وعندما يعالج الروائى كنزه الاستسرارى هذا بسلسلة روايات "على طريقة بلزاك أو مارسيل بروست، أو فوكنر" فإنه يقدّم لنا الدليل على صواب يقيننا حول وحدة الوصيّة انطلاقاً من سجيّتها كغنيمة ميتافيزيقية أصلاً. وحتى عندما يقوم بمعالجتها بأعمال روائية تبدو مختلفة، فانه يحوم حول غنيمته فى الواقع ليقدّمها لنا من زوايا مختلفة وبرؤى مختلفة. وبحيَل تعبيرية مختلفة.
جدل الإختلاف والإئتلاف
- يقوم عالم الكونى الدلالى على صرح من التضادات. هذه التضادّات هى التى تنتج المعني، ومثال هذه التضادات: حياة ــ موت، أرض ــ سماء، اللّه ــ الشيطان، خير ــ شر، روح ــ جسد.. إلخ، هل ترى أن هذا التضاد يحكم العقلية البدائية ويفرضه عالم الكونى الروائي، أم أنه يتعمد هذه التضادّات لأنها تحكم الإنسان؟
ــ السرّ يقيناً لا يكمن فى هذه النقائض فى حدّ ذاتها، ولكن فى طبيعتها. هذه الطبيعة التى تحكم عليها أن تتقاطع فى زمان مّا، وفى نقطة مّا، مهما سار بها ناموس التضاد هذا. ولهذا فإن وحدة هذه النقائض هو ما يجب أن يستفزّ فضولنا وليس اغترابها. لأن ذلك ينبّهنا إلى حقيقة خطيرة هى أن العناصر التى يقوم عليها كيان الكون محكومة بناموس ينفى فى أكثر الأحيان كل النواميس التى نعتنقها كمسلّمات ونعتمدها كقوانين نهتدى بها فى حياتنا الدنيوية، ولا يتجلى هذا النفى كما يتجلى فى الائتلاف الذى لا يتحقق عادة إلاّ بالاختلاف. أى أن أكثر ضروب الائتلاف حميمية لا تتحقق إلاّ فى أشدّ الضروب اختلافاً. وهذا الاتحاد العجيب بين هذه الأطراف المتنافرة، أو المتضادة، هو ما يحقق معجزة الوجود. هذه المعجزة التى تظل لغزاً، ما ظلّ لقاء الأضداد المستحيل "أو الذى يجب أن يبقى مستحيلاً" لغزاً يستعصى تأويله على دهاء منطقنا الدنيوي، ونعجز أن نجد له تفسيراً لو لم تهب لنجدتنا الميتافيزيقا بناموس الجدل القائل بضرورة التحام الأضداد فى رحاب البُعْد المفقود فحسب.
وطبيعى أن يقف انسان البدايات أمام هذه الظاهرة "ظاهرة النقائض" مشدوهاً لا لحداثة عهده بالتجربة العقلية، ولكن لحداثة عهده بتجربة الوجود ذاتها برغم أننا لا يجب فى الواقع أن نرى فرقاً بين هاتين التجربتين أصلاً.
ولهذا السبب فإن إنساناً فطرياً كــ بورو "بـطل ملحمة السّحرة مثلاً" لابدّ أن يستشعر الذهول، ثم الضياع بالتالي، يوم يكتشف أن الزعيم الخفى الذى تتحدث الأساطير فتقول أنه يسكن الطبقة السابعة من طبقات جبال تارات ما هو إلاّ المخلوق الفظيع المتنكّر فى مسوح التيس الجبلى الذى يروق له أن يطارده عبر الصحراء الوسطى كلها. وطبيعى أن يزعزع هذا الإكتشاف سليل الفطرة هذا، لأن هذا الحدث سوف يعنى تماهى المبدأ المقدس مع المبدأ المدنّس فى لحمة واحدة تنذر بزلزلة النظام الروحى بل والوجودى الذى يقوم عليه عالم إنسان الفطرة هذا إلى حدّ تنسف فيه مبرر وجوده برمّته.
هذا يعنى فى نهاية المطاف أن وجودنا دائماً مبدأ مهدّد، وجودنا دائماً فى خطر ما لم نفهم طبيعة هذا الوجود، وجودنا غنيمة لليأس والشكوك وفقدان المعنى ما لم ندرك جيداً لا قوانين الطبيعة وحسب، ولكن قوانين ما وراء الطبيعة أيضاً. هذا برغم يقيننا المسبق أن فهمنا لهذه القوانين "الطبيعى منها والميتافيزيقي" لن يحقق لنا تلك الأحجية الأكثر غموضاً والتى نسميها سعادة لسبب صغير نبّهنا إليه حكيم الجامعة عندما أخبرنا فى سفره الرهيب أن: فى كثرة الحكمة كثرة الغمّ، والذى يزيد علماً يزيد حزناً !
ناموس العمل الروائي
- نقف عند تركيزك على الأسلوب البانورامي، وهو الرؤية الخلفية. هل يشدّد الكونى على هذه الرؤية لكى يحول دون انتباه القاريء إلى صواب أو عدم صواب ما يُروي، أم أنه يشدّد على ذلك مراعاة لمنطق العمل السردى الذى يقتضى ذلك؟
ــ ليس منطق العمل السردى هو ما يستدعى التشديد على ما أسميتموه الرؤية الخلفية، ولكنه ناموس العمل الروائى وهو "هذا الناموس" لا يفعل ذلك لصرف الانتباه عن زيف الأعمال المروية أو صوابها حسب تعبيركم، ولكن لتعزيز أهم ركن من أركان الناموس الروائى وهو الحياد. ومبدأ الحياد لا يكون مبدأ حياد ما لم يتجرّد. لا يكون مبدأ حياد ما لم يتحرر. واعتناق مذهب الحرية هو ما يؤهله لأن يتبّوأ منبر السموّ ليرى الحضيض الدنيوى المعبر عنه من علٍّ . يتبّوأ السماء ليحقق شمولية ضرورية.ليحقّق شمولية الرؤية. ليحقق معجزة الرؤيا قبل الرؤية، لأن الكشف عن ستور الواقع لا يتأتى بدون الإستعانة بالروح البانورامية التى تَرَى أن تُري، ترصد دون أن تُرصد. تستجلى وهى تتوارى فى حصن منيع، تفعل ذلك وهو تتسلّح بروح الأسطورة، هذه الروح الأسطورية التى تحوّل الراوى من صاحب بيان يمارس تجربة سردية إلى ربّ ينهمك فى إبداع طينة التكوين.
وهذا الفعل ليس غاية فى ذاته، ولكنه تقنية. تقنية لمغالبة التحدّى الذى يطرحه التعبير عن أدغال الواقع وملابساته. ويقيناً أننا لن نفلح كروائيين فى بعث الخلق من منفاه بحيلة الخلْق من ناحية، وباقناع الاخرين بحقيقة هذا البعث من ناحية أخري، ما لم نتقن تجربة الحياد هذه.
هذه التجربة التى ليست فى حقيقتها النهائية سوى تجربة حرية. الحرية لا بدلالتها الميتافيزيقية وحسب، ولكن بمدلولها المكاني. بمدلولها كتحرّر من أغلال المكان. أى بحقيقتها كظلّ لبعْدها الميتافيزيقي، بحقيقتها كمحاكاة لأصلها الغائب ولا أقول المفقود. مدلولها المستعار من إسمها البدْئي، مدلولها المستعار من اسمها الدينى الكامن فى كلمة صغيرة مركبة من حرفين أصليين اثنين هما الحاء والراء. حرف الحاء فيه إبدال سامى من حرف حامى هو الهاء ليصير الإسم "هر" الذى نجده مستخدماً فى ديانة قدماء المصريين كــ "Horus" كما ورثناه عن اليونانية التى استعارته فى الهيروغليفية لتضفى عليه نواميس لغتها بإضافة الــ as أو الــ as كعلامة لصيقة بكل إسم علم فى هذه اللغة. فاذا جرّدناه من هذا المسوح اكتشفنا فيه اسم Hor. أى حرّ، الدّال فى لغة الطوارق على الحماية، أو التعويذة. وقد اطلقه القدماء كإسم على الصقر لقدرته على ارتياد السماء ومراقبة الكائنات من علٍ من جانب، ولامتيازه بقوّة لا ينافسه فيها أحد من سلالة الكائنات التى تسكن السماء من جانب ثان، وقد بلغ اكبار العقل القديم للصقر حدًّا جعل اللسان الألمانى يستعير اسمه فى Herr "هرّ" ليجعل منه قريناً للزعامة، بل وللسيادة، وحتى للربوبية من خلال مدلول المولى الرديف لهذه الكلمة ولهذا فإن نتيجة الإشراف على الكائنات من علٍ له ايماء دينى لا بمدلوله المعنوى فحسب، ولكن فى مفهومه المكانى أيضاً.
لأن مبدأ الإرتفاع يظلّ تجلياّ ربوبياً قريناً بالألوهة دائماً. والخطاب الروائى من هذه الزاوية لا يحقق حرية النفاذ إلى خفايا الكائنات الدنيوية وحسب، ولكنه يهب الراوى سلطاناً على الكائنات. يهب الراوى على الأشياء ذلك السلطان المستعار من ملكوت القداسة القرينة لمبدأ العلوّ سلطان البرهان المستعار من سلطة المتن الديني.
لغة القداسة
- هناك افتتان باللغة الشفاهية وايمان بطاقتها وجمالها وحتى خطرها فى اعمالك. لهذا نجدها وثيقة الصلة بالصوت. فهل ذلك وثيق الصلة بعالم البدايات الذى يتحدّث عنه الكوني، وهو عالم خالٍ من الكتابة، وكأنك تريد ان تعيد الجذور الشفاهية لكل تعبير لديه؟
ــ يٌقال فى النقد سواء العربى أو الأوروبى أن لغة أعمالى الروائية هى لغة المتون المقدّسة . واقول انها لغة الأسطورة. والواقع أن لغة الأسطورة لن تختلف فى حقيقتها عن لغة المتون المقدّسة. لذا أرى أن الأكثر صوابا أن نسميها لغة الخطاب الصحراوي. الخطاب الصحراوى أيضاً يمتلك الحقّ فى أن يبتدع لغته الفريدة، لغته المسربلة بروح التكوين، لأنها هى مهد هذا التكوين أولاً، ولأن الزمان فى رحابها ليس زماناً وجوديا. بل هو زمان اسطوري، زمان تكويني، زمان ديني، ولهذا فإن لسانها لسان جماليّ . اعنى أنه وجداني، أو بالأصح، غنائي.
هذه النزعة الغنائية هى ميزة لا البيان البدْئى وحسب، ولكنها امتياز الخطاب الملحمي. هذا الخطاب المستودع فى مجاهل الزمان الغابر، ولذلك يستحيل التعبير عن حقيقته المجهولة دون اللجوء إلى الشّعر من ناحية، والى الاحتكام إلى دهاء الإستعارة من جانب ثانٍ.
ولهذا فإن استخدام هذه اللغة ليس عودة باللسان إلى جذوره الشفاهية، ولكن استعادة لتجربة اللسان المفقود. استعادة لزمان اللسان المفقود، عودة به إلى ملكوت روحه الضائعة.
هذا يقودنا إلى الأهمية الاستثنائية التى يجب أن يكتسبها الزمان الماضى فى رواية الصحراء لا لحقيقته البدْئية الحاملة لثقافة التكوين فحسب، ولكن بسبب طبيعته الميتافيزيقية التى تجعلنا لا نستشعر الثقة بالنفس، أو بالإمتلاء ان لم نهدهده فى قلوبنا، ونستعيده دائماً حتى يصير لنا تميمة من تمائم وجودنا الدينوي. ومأساتنا أننا لا نستطيع ان نستعيد هذا الزمان الضائع بالذاكرة وحدها. لأن الذاكرة أيضا لا وجود حقيقى لها خارج اللغة.
ولهذا فإن عالم البدايات رهين بلسان البدايات، ولسان البداية رهين فى وجوده باللحون. رهين بالموسيقي. الموسيقى فى سليقتها الفطرية الأولي.
فى سليقتها الدينية الأولى كابتهال مشيّع إلى ملكوت الربّ على النحو الذى نجده فى أغانى الطوارق، وليس الموسيقى كوسيلة طرب على النحو المتداول فى دنيا هذا الزمان. وهو ما يعنى أن الترنيمة الغنائية لم تكن فى دنيا البدايات سوى صلاة. صلاة مخلصة تختلف كليّا عن صلاة اليوم التى هى ليست فى حقيقتها سوى صفقة مثلها مثل كل الصفقات الأخرى المتبادلة فى عالم اليوم. لماذا؟ لأنها ليست رحلة وجدانية أبدعتها روح طقسية كما هو الحال فى عالم الإنسان القديم، ولكنها رجاء. رجاء دينوي. أعنى منفعى من حيث هى رجاء. ويبدو ان روح الصفقة هذه هى التى افقدت أغانينا روح القداسة، كما أفقدت صلواتنا روح الصلاة، ولهذا السبب أيضا فقدت لغتنا أيضاً روحها كلغة، فقدت اللغة روحها لا كاستعارة ولكنها فقدت روح الشعر أيضاً، ففقدت بهذا الفقد روح البطولة كميزة من ميزات كل عمل ملحمي.
ولهذا السبب آليت على نفسى أن أعيد للغة اعتبارها كما حاولت قبلها أن أعيد للصحراء اعتبارها كمهد لمبدأ التكوين، حاولت أن أبثّ فى روح اللغة أنفاس هذا التكوين لتعود الكلمة أغنيةً، والأغنية صلاةً، والصلاة تميمةً.
التّثْنية
- هل ترى أن وجود مقولات كالخير والشر، الأرض والسماء، يمثل جوهر إبداعك؟
ــ التثنية إثم لا يحقّ لنا أن ننكره، برغم أننا لا نملك إلاّ ان نستنكره، لا يحقّ لنا أن ننكره لأنه علّة وجودنا الدينوي، ولا نملك إلاّ أن نستنكر لأنه اغتراب عن حقيقتنا، اغتراب عن هويتنا الروحية. هذا الإغتراب الناتج عن عزلتنا فى ذواتنا، لا فى مبدأ وجودنا كتَثْنية، أى كجسد. والفيثاغوريون عندما ينكرون الإزدواج فى العدد، إنما يكبرون الحقيقة الميتافيزيقية الكامنة فى الاحدية فى مقابل الخطيئة المتمثلة فى التّثْنية. فكيف لا تصير هذه التثنية جوهراً فى كل عملية إبداعية ما دمنا لا نستشعر وجودنا إلاّ مجبولاً بالخطيئة؟
وتجربة الدنيا كممارسة آثمة ما هى إلاّ مظهر لنزاع التثنية فى ذاتها. هذا النزاع الذى يؤسس صروح ناموس الجدل فى أكثر نزعاته تطرّفاً. وبرغم أن فلسفة الرواية لا تبدو للكثيرين معنية بالتحوّل "تحوّل الذات إلى موضوع، أو تحوّل الطبيعة اذا اغتربت عن نفسها إلى روح، أو العكس" إلاّ أن الرواية لا تستطيع أن تبرّر وجودها كرواية إلاّ اذا انحازت إلى هذه التجربة واعتنقت ناموس المسرح الذى تتنازع على خشبته الأضداد، وهو ما يعنى استحالة أن تحيا هذه العنقاء فى رحاب القداسة. وهى كسليلة إثم لابد أن ترتمى فى أحضان الجحيم اذا شاءت أن تصير رديفاً شرعياً للحياة لتحقق بالتالى الأمثولة بدل الاكتفاء بتحقيق اللذّة.
فالزهد وحده مبدأ لن يطعم خبزاً فى ناموس الرواية.
الزهد يستطيع أن يحقّق القداسة، ولكن القداسة خصم الرواية. القداسة البعبع الذى يخيف الرواية لأنه يهدّدها لأن تتحوّل إلى نبوّة بدل ان يبثّ فيها روح الشعر. أو يشعل فى ثناياها مارد الحنين.
من هنا رأى الكثيرون استحالة انجاز عمل روائى فى ساحة زهدية كالصحراء. هذه الصحراء التى كانت عبر العصور مسرحاً للتخلّي، وحَرَماً للعُبّاد، وقبلةً لأهل الزهد وهو ما يعنى أن هذا الوطن المسمّى صحراء يستطيع ان ينجب نبوّة، ولكن كيف يستطيع أن ينجز عملاً تتنازع فيه الاهواء ويعج بالشهوات، ويكتنز من النوازع البشرية، ومن إرادة الشرور ما يكفى لابادة الفريضة الأخلاقية التى لم نوجد فى هذه الدنيا إلاّ من أجلها؟
هذه هى المغامرة التى تستحق الممارسة. مغامرة تحويل الحرم الصحراوى إلى عمل روائي. مغامرة الدخول بالشهوة إلى وطن القداسة، مغامرة الخروج بالدنيا من وطنها والذهاب بها إلى زيارة الربّ فى محرابه. فى صحرائه. فى ملكوت سكونه، وسكينته، وتأمّله. وهى تجربة لا تعنى سوى الدنس. تجربة لن تعنى فى نهاية المطاف سوى زرع بذرة الاثم فى رحاب الفردوس، وهى تجربة لابدّ أن تعادل فى فظاعتها وجسارتها تجربة الخطيئة الأولى التى نحرنا فيها الخلاص الأبدى مقابل الفوز بالحرية. هذه هى خطورة انجاز الملحمة فى الفضاء الصحراوي. وهى خطورة ليست ناجمة عن شحّ الواقع الصحراوي. شحّ الوطن الصحراوى فى مقابل اوطان أمنّا الطبيعة الأخري. ولكن المأزق يكمن فى استباحة محراب القداسة لممارسة الإثم فى رحابه. يكمن فى تدبير المكيدة لارتكاب الخطيئة فى ملكوت الربّ. أى أن التجربة ليست مأزقاً ولكنها تجديد. تجديد من حزبٍ لا يجب أن نرتجى من ورائه غفراناً. لأنه فى حقيقته عصيان، والعصيان كعصيان التكوين، لابد أن يستوجب القصاص.
وطن التكوين
"الفردوس المفقود"
- فى رواياتك هناك فردوس مفقود، فهل اخترت عالم البدايات كفضاء للكلام عن ملحمة سقوط الإنسان؟
ــ الجدير بان يستثير هو حداثة العهد بالتكوين. أعنى العلاقة البكر بالطبيعة البكر، وهو ما تجرّأت فأطلقت عليه مراراً إسم روح التكوين . وهو مبدأ يستعسر التعبير عنه خارج الصحراء، لأن هذا الوطن العارى يظلّ الفضاء الوحيد المؤهّل لاحتضان هذا الدور بسبب طبيعته كتجسيد للبكارة فى بعْدعا الأرضي. أى أنها فى حدّ ذاتها مجال استعاري، فهى استعارة كمنفى مغترب عن حقيقة أخرى حاملاً فى ذاته أيضاً بعداً مفقوداً يجرى البحث عنه بلا انقطاع، يجرى البحث عنه من المهد إلى اللّحد . يجرى البحث عنه من قبل موضوع الوجود الحامل فى ذاته لسر الوجود أيضاً لأنه غاية هذا الوجود ألا وهو الإنسان.
الصحراء تكتسب من هذا المنطلق معنى ساحة الاغتراب الأولى التى فتّش التائه المطوّق بلعنة النسيان فى رحابها عن إسمه لأوّل مرة، فتّش فى دنياها عن يقينه، عن هـوّيته، وعن حقيقته. وهذا السؤال الموجع هو ما استوجب الملحمة . الملحمة فى الصحراء بالذات لا فى مكانٍ آخر خارج الصحراء. ملحمة التكوين فى وطن التكوين. ملحمة موضوع التكوين فى وطن التكوين. لأننا عندما ننعت الصحراء بلقب وطن التكوين فإن طبيعة الأشياء أيضاً تهبّ لتأكيد نظرتنا لا ديانات الوحى السماوى وحدها. فاذا آمنّا بفلسفات العالم القديم، بل والحديث، القائلة بأسبقية الغمر المائى على كل وجود، فانه من الطبيعى أن يكون ما نسميه اليوم صحراء هو الوطن الاول الذى برز من اليم المائى ليصير يابسة. وهذه الجزيرة البدئية لابد أن تكون الملجأ الوحيد الموهل لأن يكون مهداً لأى حياة خارج الخضم المائي. وما تصحّره تالياً إلاّ دليل على فوزه بقصب السبق فى رحلة التكوين الطويلة والدرامية، لأن ما يبيده الزمان أولاً هو ما كان الزمان شاهداً على وجوده أولاً. فكيف لا تكون الصحراء مسرحاً لملحمة الإنسان اذا كانت الصحراء هى أرجوحة التكوين الأولي؟ وكيف لا تكون جزيرة وجوده الدينوى اذا كان هذا الوطن الأنبل من بين كل الأوطان هو أوّل شاهد على انفصامه عن طبيعته الأولى ليبدأ بعدها سفر اغترابه الأبديّ بحثاً عن فردوسه الضائع؟
وإذا آمنّا بالمبدأ القائل بأن الطبيعة اذا اغتربت عن حقيقتها تحوّلت روحاً، والروح اذا اغتربت عن حقيقتها تحوّلت طبيعةً، فمن المنطقى أن تتحوّل الصحراء المغتربة عن حقيقتها كطبيعة إلى مملكة روحية لا يزال يستشعرها كل من رمت به الأقدار إلى رحابها فتعجزه الحيلة للتعبير عن هذا الإحساس بسبب جهل سلالة الدنيا بهويّة الصحراء البدْئية: الجهل بحقيقة الصحراء الحاملة لسرّ إسمه التكوين.
المتن الدّينى
أو معنى الاستشهاد
- مما يسرعى الانتباه وجود نصوص قرآنية أو توراتية فى روايتك وفى النهاية نشعر كأن نص الرواية تفسير أو تفكيك للمعنى المكثف فى النص الديني، كيف يبدو ذلك؟
ــ الاستشهاد ليس تعويذة أو طلسما مستغلقاً، ولكنه كلمة سرّ. كلمة سرّ تحمل من الإيماء ما تحمله من كفاءة لاستجلاء المستغلق فى النصّ. أى أنها فى حقيقتها النهائية سرّ النصّ ذاته. ولهذا لا يجب الاستهانة بها أبداً. بل ينبغى الاجتهاد فى قراءتها القراءة الصحيحة سيّما عندما تنتحل هويّة دينيّة. لأن فكّ لغز رمز الختم الذى يبدو مجرّد استشهاد، ولكنه يتستر فى جوهره على حقيقة المتن.
هذا يعنى أن هذا التميمة المبهمة غالباً ليست مفتتحاً أو مدخلاً يمهد للدخول فى عالم الخطاب الروائي، ولكنها الكلمة الأخيرة فى هذا الخطاب، برغم انها تبدو فى تصدرها للمتن كلمة أولي. وهى تقنية للأحتيال على قانون الخطاب الروائى الذى لا يستهجن أمراً، كلما يستهجن البوح بالسرّ: سر العمل الذى يجب ان يظل سرَّا إلى النهاية وربما إلى ما لا نهاية عملاً بناموس فنّ رسالته أن يخفى لا أن يُبدي. بل سرعان ما يفقد مبرر وجوده ما أن ينتحل لنفسه دور النذير الذى يجهر بالقول بدل أن يتمثلّ دور الكاهن الذى يوميء دوماً ولا يقول أبداً. هذا يعنى ان رسالة الرواية السباحة فى مادّة الحياة بدل التشدّق بالأفكار. رسالة الرواية تحويل الحياة إلى أفكار أو تحويل الأفكار إلى حياة دون انتهاك حرم الإخفاء.
الروائى رسول يجرى على لسانه الإلهام رمزاً، والاستشهاد فى عمله ليس سوى شهادة براءة لتعزيز قانون الاخفاء، لا لتأكيد لسان الإبداء. لأن الإستشهاد ضرب من نبوءة. والنبوءة كالحقيقة يستحيل التعبير عنها باللغة. لأن لغتها لم تخلق للكشف عن النوايا، ولكن لإخفاء النوايا.
- هل لكم أن تحدثونا عن طفولتكم؟
ــ كيف أعطى لنفسى الحقّ فى أن أتحدّث عن طفولتى إذا كنت مازلت طفلاً؟
كيف يستطيع المبدع أن يروى أسطورة الطفولة إذا كان شرط الإبداع الأول والأخير احتضان جينات البكارة وهدهدة مبدأ الطفولة؟ إذْ كيف يُفْلح المبدع فى التعبير عن طفولة العالم فيما لو اغترب عن فردوس الطفولة؟ ولهذا السبب فإن القطيعة مع العالم "قطيعة المبدع مع العالم" لا تعلن عن نفسها إلاّ فى اليوم الذى يفقد فيه أحد الطرفين الطفولة. هذه القطيعة التى كانت منذ التكوين سرّ ذلك الطلسم المبهم الذى نسميه إبداعاً . لماذا؟ لأن العالم فى زمن التكوين كان طفلاً، لهذه العلّة لم يكن فى حاجة لعون الطفل "المبدع" لكى يكتشف فى نفسه سرّ الطفولة. سر التكوين، سرّ الألوهة. ولكن العالم ما لبث أن اغترب عن نفسه ففقد بهذه اللغة "التى تسميها المتون المقدّسة الطرد من الفردوس" كنز الطفولة. فقد هويته الأولى فكان لزاماً عليه أن يذهب إلى حرم الساحر "الذى لم يكن فى حقيقته سوى الشاعر متنكراً فى مسوح الساحر" ليستجدى الخلاص. ليستجدى تميمة الإستسرار.
وطبيعى أن تكون نتيجة هذا الإستجداء هبّة الطّقس البدْئى كأستجابة لهذا النداء الوجودى اللّجوج. يأتى الطقس من فم الساحر "الشاعر" كطوق للنجاة من المحنة. يولد الإبداع مجبولاً بروح الطقس. يولد من روح الطفولة "الساحر فى زمن التكوين دائماً طفل" ليعيد للعالم العليل اعتباره فى روح الطفولة. يولد الطقس كتجربة وجودية غايتها البعث. غايتها إعادة بث الحياة فى وجدان كائن هو العالم. يولد الطقس حنيناً لرحاب الفردوس المفقود كطفولة قبل أن يستقيم الحنين فى أعجوبة اللحن. لأن اللحن ليس سوى روح الطفولة الضائعة إذا تبدّدت وفقدت شروط وجودها فى المكان. واللحن الظاميء إلى المثال لابّد أن يتحوّل أغنية. والأغنية كبطولة شعرية هى الملحمة الوحيدة التى تقع على عاتقها مسؤولية إنقاذ العالم، إعادة تكوين العالم بنفث روح الطفولة فى وجدان العالم. ذلك العالم الذى لم يغترب عن حقيقته إلاّ بسبب تضييعه لتميمة الطفولة.
الطفولة إذاً، ليست شيئاً آخر سوى الحياة. الحياة لا بمعناها الدنيوي، ولكن بمعناها كحقيقة. والمبدع المجبول بشرط الطفولة كحجة إبداع لابدّ أن يهدهد فى القلب وسوسة أقسى هى الحقيقة.
وهاجس الحقيقة هو ما كان لى علّة العلل منذ فتحت عينيّ على فضاء عارٍ. لا مبالٍ، قاسٍ فى لا مبالاته، وفى سكونه، وفى تكتّمه على سرّه، يحتضن فى النهار كوكباً لا يقل قساوة، يصلى الدنيا بناره الموقدة فتحترق فى سعيره حتى الحجارة. أمّا فى الليالى فتومض تلك الرقعة العليا، اللا نهائية فى امتدادها، فى غموضها، فى صمتها، فى إيمائها، فى كبريائها، فى طغيانها، فى عزلتها الخالدة التى تبدو لعنة أبدية لو لم تهبّ لنجدتها النجوم لتصير لها فى تلك المتاهة عزاء. أمّا الأسافل، أمّا الأرض فكانت منفى آخر. الأرض عراء آخر لا يقل قساوة عن قرينه فى الأعالي. ولكنه برغم القساوة ملكوت حميم. حميم بسبب نبل غامض لابدّ أن يصير لسليله هاجساً. وهكذا وجدت نفسى مكبّلاً بجنون البحث عن حقيقة هاتين المملكتين السرمديتين "العليا والسفلي" فى إلتحامهما الخالد، وفى خصامهما الأبدى أيضاً دون أن أعلم فى المراحل الأولى بالطبع أنى بهذا الجنون إنما أحاول فى الحقيقة أن أجد تأويلاً منطقياً للغز الذى أعجز حتّى الأنبياء المتمثّل فى سرّ الوجود الملفّق من بعدين متنافرين هما الروح والجسد.
وبرغم الكنز الذى تسعفنا به أعجوبة التأمّل عادةً "لأن لا صلة بالربوبية دون اعتناق ناموس التأمّل"، وبرغم أهميّتها فى تأسيس كيان الرسالة، بل وفى زرع روح الوصية فى صميم المريد، إلاّ أن ثمّة بُعْد آخر فى الرحلة لابدّ أن يستكمل لإتمام الصفقة ألا وهو: الهجرة! الهجرة لا فى الوطن الصحراوى الذى يعيش الهجرة كعرف فى حياته اليومية، ولكن الهجرة إلى أبعد الأوطان لا لأننا لا نستطيع أن نتبيّن المكان إلاّ إذا أشرفنا على المكان من علّ، ولكن لأننا يجب أن نفعل ذلك عملاً بالوصيّة القائلة: لن ننال أنفسنا إن لم نفقد أنفسنا! وهو ما يعنى أن فى الهجرة بُعْد ميتافيزيقى يفوق فى دلالته معنى الطلب الذى يمنحه له أهل التصوّف عندما يريدون أن يعبرّوا عن ظمأ الإنسان إلى المعرفة. وأفضّل أن أهبه البُعْد الآخر الذى يهبه للهجرة علماء النفس "فرويد" كرديف للموت. ذلك يعنى أن الهجرة بهذا المعنى المرادف للموت ما هى إلاّ ذهاب لزيارة الملكوت فى حرمه. ذهاب لزيارة الحقيقة فى حرمها. ذهاب لزيارة الربّ فى حرمه. وهو عمل أكثر بطولة، ولا يتمّ بالزهد فى حطام الدنيا وحده، ولكن بالتسلّح بالطفولة أيضاً. وهذا هو ما أعنيه عندما أردد دائماً تعويذتى التى تقول: لا يجب أن نثق فى إنسانٍ لم نر فى عينيه طفولة!
فى الهجرة إذاً تجربة مما يروق للقديس بولس أن يسمّيه الميلاد الثانى . لأنه من المستحيل التعبير عن حقيقة العالم من قبل مبدعٍ لم يجد فى نفسه الشجاعة لكى يولد من جديد.
ولا يجب أن نعتقد أن هذه التجربة المميتة يمكن أن تتحقّق بالممارسة الروحية وحدها، ولكن لابد أن نشرك فى نيلها الجسد أيضاً. ولم أكن أعلم يوم خرجت من أحضان أمّى الكبرى "صحرائى الكبري" ونزلت الواحات لأستجلى طلسم العرفان بفكّ حروف اللغة العربية لأوّل مرّة بعد مضى إثنى عشر عاماً من عمري، انما أضع قدمى فى أرض الخطر. ولكن الهاجس "هاجس الوصيّة" كان فى دمي، أقوى من استشعار الأخطار حتّى لو كان هذا الخطر هو الأخطر على الإطلاق فى تاريخ الإنسانية ألا وهو: المعرفة! المعرفة كخطيئة دفعنا ثمنها غالياً يوم فقدنا فى مقابل نيلها الطفولة. وكان عليّ ان أطرق أبواب هذه الكاهنة القاتلة لكى استعيد الطفولة الضائعة، لكى أعيد للعالم طفولته الضائعة، لكى أعيد العالم إلى واحته المفقودة، تلك الواحة التى اطلقت عليها إسماً أسطورياً فى أعمالى الروائية هو "واو".
أمّا الطفولة ذاتها فكان عليّ أن أهاجر طويلاً، وأعرف طويلاً، وأتألم طويلاً فى صحراء إسمها العالم، وأقول فى مديح الحقيقة أشعاراً كثيرة يطلق عليها الاخرون إسم الروايات، كى أتمكّن أخيراً من قول كلمتها أيضاً. كى أتمكن من قول حقيقة العالم، بل من إدانة العالم، من خلال مسلك طفلة أغنتها الإشارة عن التلفظ بـ دنس العبارةً فى رواية ملكوت طفلة الرّبّ .
أردت أن أقول أنى تسلحت بوصية نفيسة لا أذكر الآن قائلها هي: من أراد المعرفة فعليه أن يصبر على تعلّم اللغات . فبعد اللغة الأم فتحت باباً آخر باستجلاء أسرار لغة أخرى هى العربية. ثم لم أكتفِ بذلك ولكن استعنت بالهجرة مرة أخرى لكى أتعلّم لغة أخرى غير لغة الحرف، ذهبت إلى المدن لأتعلّم لا لغة الحرف ولكن لغة الألم.
اكتشفت أن لغة الألم أبلغ بما لا يُقاس من لغة البيان. اكتشفت أن لغة الألم هى التى يجب أن نتعلّمها كى نعرف. اكتشفت أن لغة الألم هى التى يجب أن نتكلّمها إذا شئنا أن نشهد ما أسماه القديس بولس بــ الميلاد الثانى . اكتشفت أن لغة الألم هى اللغة التى يجب أن نتكلّمها إذا شئنا أن نجد لغة مشتركة مع الوجود الذى يخاطبنا باللغة التى تتكلّمنا بدل أن نتكلّمها "على حد تعبير هايدغر" فلا نجد لهذا السبب لفهمه سبيلاً.
ولمّا كان المزيد من الألم هو السبيل الوحيد لمداواة الألم فقد حملت متاعى مرة أخرى وعبرت البحار لأحلّ لا فى أكثر أوطان ذلك الزمان بُعْداً فحسب، ولكن أكثرها غموضاً وقسوة ورهبة أيضا. ذلك الوطن الذى أطلقت عليه إسم أرض الديلم فى ملحمة مراثى اوليس تيمناً بإسمه العربى القديم.
هناك تعلمّت لغة أخري، وعشت آلاماً أخري، ونلت هبة أثمن هى المنفي. صارت التعويذة ثالوثاً مكوّناً من العرفان والوجع والمنفي، وكل هذه الأركان تحيل إلى الطفولة. كل هذه الأسلحة تجلى فى الروح طلسم الحقيقة. هذه المعجزة التى نهاجر كثيراً ونشقى طويلاً، ونموت مراراً لنبعث أحياءً مراراً كى نجد فى نهاية المطاف أنها أقرب لنا مما ظننا، أقرب لنا من حبل الوريد لأنها ليست فى بُعْد آخر، ولكنها بين أيدينا. فينا. لأن.. لأن الحقيقة فى نهاية المطاف ليست سوى طفولتنا. والطفولة هى الإسم الآخر للحريّة. كما أن الحرية ليست سوى الإسم المستعار للحقيقة.


هذا من يستحق ان نفتخر ونعتز به وهو النموذج الذي يمثلنا وليس عشاق بنات الاصفر الروم/ هذا الاستاذ افضل من كل الجيوش العربية وكل المؤسسات العربية الرسمية وغير رسمية// مليارات من الدولارات تذهب سدى ولا يذهب دولار واحد على شخص مثل ابراهيم الكوني..لماذا

Munir Mezyed
23/08/2007, 06:16 PM
هكذا خسرنا وصارت كل معاركنا حروب دونكوشتية/ لاننا اردنا ان نعيش خارج
حدود الزمن ويخرج الينا صبية يعلموننا الادب والشعر والفلسفة فقط لانهم قراء الواحد منهم كتابا واحد وحفظ بعض آيات القرأن الكريم ليعطي لنسفه الحق في منح صكوك اشبة بصكوك الغفران..وبعد يا استاذي الفاضل تسأل لماذا مفكرينا في الغرب..لماذا هاجر جبران/ الكوني/امين الريحاني / نعمة الله الحاج/# ميخائيل نعيمة ./ايليا ابو ماضي./نسيب عريضة./رشيد أيوب./عبد المسيح حداد./ # الياس عبد الله./وديع باموط./وليم كاتسليف./ندرة حداد./
بلند الحيدري/ يوسف شحادة/ باسم فرات/منير مزيد/ ميشيل نعمان معلوف - فوزي المعلوف - رشيد سليم خوري - شفيق المعلوف - الياس فرحات - عقل الجر - شكر الله الجر - جرجس كرم - توفيق قربان - اسكندر كرباج - نضير زيتون - مهدي سكافي// صلاح محاميد/ عدنان الصائغ....وغيرهم الكثير الكثير
اللائحة اطول من ادباء العرب في وطن العرب
اعطيني اسم اديب واحد غير عربي مقيم في وطن العرب

كامل عويد العامري
23/08/2007, 07:18 PM
حضرة الدكتور عبد الستار الأسدي
هذه فرصة طيبة أن التقيك من خلال هذا المنبر لأدعوك للكتابة
في مجلة الثقافة الأجنبية، العريقة ، وكما تعلم ،فهي تصدر عن
دار الشؤون الثقافية ببغدادمنذ ثمان وعشرين عاما ولحد الآن.

عماد حمزة أبو النصر
23/08/2007, 11:38 PM
الأستاذ الفاضل/ عامر العظم الموقر،

تحية طيبة مباركة،

أشاركك الرأي في قوة طرح كل هذه الأسئلة، و لكني أردت فقط أن أكون همزة وصل لإخباركم بأنه قد تم إنشاء "الجمعية المصرية للمترجمين" وعنوان موقعها هو www.egyt.com ، وحسب علمي فهي ما زالت تسعى للتسجيل كنقابة للمترجمين عبر البرلمان المصري في دورته القادمة. أما عن دورها و حجم إنجازاتها، فلكم تبين ذلك عبر موقعها والتواصل معها، علماً بأن أحد كبار الشخصيات الإدارية في واتا يساهم في منتدياتها على موقع الإنترنت.

تقبلوا أسمى آيات الاحترام والتقدير،

عامر العظم
24/08/2007, 05:28 AM
دعوة لرؤساء هذه "الجمعيات"!

الأساتذة الأفاضل،
أشكركم وأحييكم. جميع المترجمين واللغويين وأساتذة وجمعيات الترجمة وصلهم علم بهذه الندوة ونحن نتحداهم أن يبينوا لنا هنا ما أنجزوا حتى الآن. هم يعلمون جميعا أننا نعرفهم ونعرف تفاصيل جمعياتهم وأسرارهم ونصل إليهم جميعا وهم يتابعون الجمعية ويتسللون ويولون الأدبار كالعادة!

هناك رؤساء يترؤسون جمعيات مشلولة منذ أكثر من عشر سنين وقد تم اختيارهم بالتزكية أو بالواسطة أو الشللية أو المحسوبية أو العشائرية أو المناطقية ولم يفعلوا شيئا يذكر. أما آن لهم أن يحترموا أنفسهم قليلا!

هناك أيضا جمعيات اسمية ليس لها مواقع إلكترونية حتى الآن! كيف سينهضون بواقع وحركة الترجمة وهم يحتاجون لقصاص أثر ليدلهم على أزرار لوحة المفاتيح؟!

أدعوهم إلى تقديم استقالاتهم الجماعية وعدم حضور أي مؤتمر لأننا سئمنا تنظيرهم وكلماتهم المكررة!

ناجي امهز
25/08/2007, 07:08 PM
حضرة الاستاذ عامر المحترم
ان الاسئلة التي طرحت من قبلكم سارد عليها بجواب بسيط ؟
ان الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب هي الفرق , لانها قدمت الي المجتمع العربي منذ ان ابصرت النور ما يعجز اللسان العربي بكل احرفه وقوافيه , عن ترجمته بكل لغات الوجود او وصفه بكل الشعور الوجودي الموجود .
اما الفرق فهو واضح واتا تخرج الكبار الكبار والنظم الشمولية تولد اقزام المعرفة وعبيد المال والانبطاحيين عند اقدام الصغار

hassanouahbi
26/08/2007, 03:06 PM
السيد عامر المحترم
كم استفدت من هذا المنتدى ومن اصحابه وسفرائه الاعزاء
لهذا اطلب منكم سيدي ان اكون سفيرا من المغرب في حالة عدم توفره
انا استا الاجتماعيات( التاريخ و الجغرافيا و التربية على المواطنة ) وناقد سينمائي ومتعامل مع عدد من الجرائد المغربية والعربية خصوصا في المجالات الثقافية و الفنية و التربوية

أمل كاظم الطائي
27/08/2007, 12:24 AM
تحية طيبة

اخي العزيز ان موضوع دور جمعيات الترجمة في الوطن العربي موضوع مهم ولفت انتباهي فعلا وانت فتحت باب النقاش في هذا الموضوع الحساس والحيوي , ساتحدث عن واقع الجمعيات في العراق بصورة عامة . يوجد حوالي ثلاثة الاف جمعية مسجلة رسميا لدى وزارة المجتمع المدني وجمعيات اخرى اما وهمية او غير مسجلة وحقيقة فأن القليل من هذه المنظمات والجمعيات هي فاعلة ولها دور مميز ومعروفة على مستوى وطني ودولي وعالمي اما الجمعيات الاخرى فليس لها عمل او حتى مقر رسمي والكثير منها هي انشأت في بيوت وعضويتها مؤلفة من افراد العائلة والاقارب وطبعا معظم هذه الجمعيات تعتمد على التمويل الخارجي وعلى العلاقات الشخصية للحصول على التمويل , ولا يشغلهم سوى القيل والقال واقتسام الاموال او بمعنى ادق اقتسام الاموال المسروقة ولا يهمهم ترجمة او الوضع الدموي الماساوي في العراق . انه شيء محزن حقا فبدلا من ان نبني ونطور انفسنا من خلال الاطلاع والاستفادة من تجارب الغير فنحن نهد ونهدم على الرغم من ان لنا موروث ادبي وتاريخي متنوع كتنوع اطياف العراق واقولها وبحسرة وغصة والم كان المفروض من له ارث ادبي وفني متنوع كالعراق ان يكون له اكثر من مئسسة ترجمة كي يطلع العالم على حضاراتنا ومبدعينا ولكن للاسف فالاختلاف جرنا الى حرب طائفية اهلية ليس لها اول من اخر.
امل الطائي
من العراق

عامر العظم
30/08/2007, 01:02 AM
الجمعية الدولية تدعو جمعيات الترجمة والمترجمين إلى الانضمام تحت لواء واتا

الدكتورة كوكب سالم محمد
30/08/2007, 07:21 PM
تحية طيبة

اخي العزيز ان موضوع دور جمعيات الترجمة في الوطن العربي موضوع مهم ولفت انتباهي فعلا وانت فتحت باب النقاش في هذا الموضوع الحساس والحيوي , ساتحدث عن واقع الجمعيات في العراق بصورة عامة . يوجد حوالي ثلاثة الاف جمعية مسجلة رسميا لدى وزارة المجتمع المدني وجمعيات اخرى اما وهمية او غير مسجلة وحقيقة فأن القليل من هذه المنظمات والجمعيات هي فاعلة ولها دور مميز ومعروفة على مستوى وطني ودولي وعالمي اما الجمعيات الاخرى فليس لها عمل او حتى مقر رسمي والكثير منها هي انشأت في بيوت وعضويتها مؤلفة من افراد العائلة والاقارب وطبعا معظم هذه الجمعيات تعتمد على التمويل الخارجي وعلى العلاقات الشخصية للحصول على التمويل , ولا يشغلهم سوى القيل والقال واقتسام الاموال او بمعنى ادق اقتسام الاموال المسروقة ولا يهمهم ترجمة او الوضع الدموي الماساوي في العراق . انه شيء محزن حقا فبدلا من ان نبني ونطور انفسنا من خلال الاطلاع والاستفادة من تجارب الغير فنحن نهد ونهدم على الرغم من ان لنا موروث ادبي وتاريخي متنوع كتنوع اطياف العراق واقولها وبحسرة وغصة والم كان المفروض من له ارث ادبي وفني متنوع كالعراق ان يكون له اكثر من مئسسة ترجمة كي يطلع العالم على حضاراتنا ومبدعينا ولكن للاسف فالاختلاف جرنا الى حرب طائفية اهلية ليس لها اول من اخر.
امل الطائي
من العراق

الاخت العزيزة امل الطائي
السلام عليك
قرأت كلماتك والالم يعتصرني
فكل ما ذكرتيه مرير...
وتكمن مرارته في صحته!!!
نعم هذا واقع جمعياتنا
اصابها الشلل...في حين ان سعير الحرب الطائفية قد آتى الاخضر واليابس
فحسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل

تحياتي
د.كوكــــب
العراق

محمد محمد جبلي
31/08/2007, 01:34 AM
لابد ان يكون لجمعيات الترجمة دورها في عالمنا العربي
في تفعيل الحوار