المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذهب الضائع



زهراء قبلان
25/08/2007, 03:44 PM
أفاقت عيناي على ما حدث لأجد كل شيء قد آل للتلاشي ، أين ذراع الأشداء ؟؟ أين قوانين الحكومات الأوفياء ؟؟ أين الشهامة ؟؟
لقد حطمت ، دمرت ، طردت ، و لكن من أين ؟ من بيئتي ! أصبحت حياتي بائسة ، لا معنى لها ، يخيم الظلام على معظمها ، لم أعد أرى ، و لا أسمع ، ولا أشعر ، إلا بما سيحدث لي في الأيام العصيبة ، التي تلاحقني أينما حللت ، أصبحت أرى الفرح شبحاً يتوارى حتى لا أستطيع رؤيته ، و مع كل ذلك أرى النوم قريناً هجرني ، فلم يعد يرغب في رؤيتي ، أعيش اللحظة تلو الأخرى ، ولا أرى في نفسي سوى مشرداً تائهاً يبحث عن ملجأ من مصائب الدهر البتار ، فأمسيت لا أأمن على نفسي من القادم ، فربما حياة ، وربما فناء ، و هذا ما يغلب على تفكيري في الآونة الأخيرة ، المنية، نعم ، المنية أصبحت شيء لا أعجب لذكره ، بل حتى لا أخافه ، و لكني ... ولكني خائف على أبناء جنسي من الغزلان ، الذي لم يبق منهم إلا ما رحم ربي...
أشعر بالوحدة في هذا العالم المليء بالكائنات ، كرهت من حولي من الحيوانات ، الأصدقاء أصبحوا أعداءً ينقبض القلب لمرآهم ، إنهم كالتماسيح يذرفون الدمع كالشلالات ، و على أنيابهم تتحطم عظام الأسماك الصغيرة ، ساد الخداع المكان ، وعم أرجاء الزمان ، لقد أضحيت وأنا عزيز كريم في عيون البشر - أضحيت فريسةً أكثر من سهلة لأي طامع في لحمي أو جسدي ، سواءً كان إنساناً أو حيواناً ، أوشكت أن أقتل نفسي من الحسرة على ما حل بنا ، بعد أن كنا ملوكاً يحكمون العالم بأسره ، طيوراً تحلق حرةً منطلقةً دون خوف أو جزع ، فلتسمعوا شكوانا ، و لتجيبوا دعوانا ، و لتلبوا نداءنا ، فإننا مخلوقات منحنا الله الحياة مثلكم .
نحن الغزلان نملك صفات تميزنا عن غيرنا من الحيوانات ، فالذكر من له قرون كأنها مثقاب في حدتها ، أما الأنثى فقرونها كالعود في رفعه و استقامته ، كما أن الغزال منا يتمتع بحاسة بصر قوية ، و كذلك حواس الشم والسمع ، فقد أوجدها الله لنا نحن الغزلان ، لنستطيع التعايش مع طبيعة حياتنا .
إنني حيوان اجتماعي ، أعيش مع جماعة من أفراد أسرتي من الغزلان ، أحبها وتحبني ، يعاون بعضنا بعضاً ، فإذا ما شعر واحد من الغزلان بالخطر ، نبه الجميع ، و هذه هي حياتنا ، نعيش لأنفسنا و مع أنفسنا ، لا نؤذي أحداً ، و لا نزعجه، و لكن ! ما الذي طرأ على حياتنا ؟ لا أدري !! لقد كنا نأكل من عشب الأرض و خشاشها ، و الآن أصبحنا نتضور جوعاً ، و قد كنا نعيش في الصحراء النائية ، التي نجد فيها كل احتياجاتنا ، والآن أصبحنا نطرد منها ، الواحد تلو الآخر ، و لم يبق فيها إلا القليل منا ، وأنا منهم ، أصبح الإنسان يأكل الحشائش التي كنا نتغذى عليها ، و ينشئ المباني و العمارات في أرضنا ، تهاجمنا الحيوانات المفترسة كل ليلة ، فبتنا لا نأمن على أنفسنا ، أصبح النوم عدواً لنا ، نخشى أن يغافلنا و يأتي مهاجماً ، فننام نوماً لا قيام بعده ، ساءت أحوال المناخ ، فيوم دافئ و عشرة حارقة ، و يوم بارد ويومان متقلبان ، فكنا نخاف أن يهاجمنا يوم من أيام الحر فيقضي على عدد من أفرادنا ، و إن حصل ذلك ، فسنعاني من انقراض سريع، و هو ما هاجم كثيراً من الفصائل الحيوانية المجاورة لنا ، و أكبر دليل على ذلك قرب انقراض حيوانات الفقمة ، و الكثير الكثير التي لا يتسع المكان لذكرها ، الحمد لله ، فهذه الأحوال من عنده سبحانه و تعالى ، و لكنا نطلب مساعدتكم يا بني البشر ، تذكروا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم من إغاثة الملهوف ؟! استعيدوا ذكرى رحمته صلى الله عليه وسلم و رأفته بالحيوان ؟ توقفوا عن حرق زادنا ، فهو كل حياتنا ، و اتركوا لنا بقعة من الأرض نعيش عليها ،وفروا لنا مكاناً آمناً من الأعداء ، ساعدونا على التكاثر ، ازرعوا لنا أشجاراً نستظل بها ، أبعدوا بنادقكم عن أعناقنا ، أنشؤوا لنا المحميات الدافئة ، دافعوا عن حقوقنا ، أغيثونا أغاثكم الله !! فنحن بحاجة إليكم يا سكان العالم .
صرخة ألم تخرج من فؤاد مزقه الحزن ، و أدماه الشوق إلى أرض آمنة ، بعيدة عن الخوف والألم ، تخرج حاملة معها كل الرجاء و الشوق لتقف على أعتاب أفئدتكم و ضمائركم ، علها تجد من يفتح لها فؤاده و ضميره ليستقبلها بصدر رحب ، فهل يا ترى ستكونون أول من يفتح قلبه لهذه الصرخة المتلهفة ، لقد أبت هذه الصرخة أن تخرج و تستغيث و تطلب العون إلا منكم ، فأجيبوها و لا تردوها خائبة !! لقد سمعت و إخواني الغزلان عن الرحمة التي أودعها الله في قلوبكم ، فأردنا أن نعلم مدى استغلالكم لهذه الرحمة ، لكننا في الوقت نفسه سمعنا عن ضمائر بني البشر التي دخلت في سباتها في الفترة الأخيرة ، فأردنا أن نوقظها برسالة تحمل بين ثناياها صرخات تطلب العون من هذه الضمائر النائمة ، لا تهملوا رسالاتنا و لا تتركوها للغبار ليأكلها ، فهذه الرسالة تتعلق بمصير مخلوقات استنجدت بكم ، مخلوقات أبت أن تكون فريسة سهلة المنال للوحش الذي أراد التخلص منها ، و أنا غزال من جماعة الغزلان ، أردت التعبير عما ضاقت به صدورنا ، فلا تنسونا من مساعدتكم ، أجيبونا أجاب الله دعواكم!

ريان الشققي
25/08/2007, 03:49 PM
الفاضلة زهراء
تحية طيبة
بوركت وإلى الأمام
ريان

زهراء قبلان
27/08/2007, 04:55 PM
الفاضل ريان الشققي ..

حياك المولى ..

شرفتمونا بمروركم وردكم الطيب ..

تحياتي ..