المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة قصيدة "أين السلام ؟"* الصينية



Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
05/11/2006, 11:37 PM
قصيدة "أين السلام ؟"*

للشاعر الصيني تشو زيشي**

أين السلام ؟ أين الأمل ؟

إنهما في يديك ، في يديَّ ، وفي يديه.

في يديِّ كل إنسان يملك زمام مصيره !

في أيدي الملايين من المستكشفين الشجعان !

أين السلام ؟ أين الأمل ؟

إنهما ليسا منحتين ، أو هبتين ، أو حلمين ،

ولكنهما متعة الحياة ، خَلْق الجمال ، وبذر بذور الحب ،

والمشاعر الملتهبة التي تصوغ الصداقة والتي تلهم الشِّعْر !

أين السلام ؟ أين الأمل ؟

إنهما حيث لا توجد طلقات نارية ، أو إرهاب ، أو مجاعة ،

حيث لا يُمتهن الإنسان مثل حيوان ،

حيث لا يجري المعتدون الأجانب غير مكبوحين !

السلام هنا ، في بلدك وبلدي



حيث يكثر السمك الناشط والجمبري[1] في الأنهار ،

حيث ترعى الأغنام والجياد الرائعة في المراعي

حيث الغابات التي تئن وشدو الطيور الذي يُفعم الجبال بالحياة.

السلام هنا ، في حقول القمح التي تتلاطم مثل الأمواج ،

في حجرات تشغيل أجهزة الحاسب الإلكتروني التي تغني

إلى جوار مهود الأطفال في ليلة هادئة.

في الطريق إلى العمل في الإيقاعات الرتيبة للصباح.

السلام يكمن في ضحك الأطفال في الملاعب ،

في الألحان المتآلفة في قاعات الحفلات الموسيقية ،

أيضا في القبلات الدافئة للعشاق الصغار تحت الأشجار ،

وفي ثرثرتهم الحلوة ...

فليكن هناك المزيد من البحث للقضاء على التلوث والضوضاء ،

والمزيد من المناقشات من أجل السيطرة المبكرة على السرطان والإيدز ،

والمزيد من الفحوص قبل إطلاق الصواريخ لمنع تكرار المآسي ،

والمزيد من الدراسات لضمان سلامة كل محطة قوى نووية !

استمروا ، أيها الإخوة الأفارقة ، في رفع المشاعل عالية في سباق جرى

المسافات الطويلة !

"دعوا ضحايا المجاعة يعيشون !" "الضوء للأرض السوداء !"

حيّوا نلسون و ويني مانديلا ! وطالبوا الطغاة :

"أطلقوا النسر المحبوس في سجن جوهانسبرج !"[2]

إلى الأمام ، أيتها السلاسل التي يُكَوِّنها الناس الذين تلتحم أيديهم عبر

الأمريكتين !

"لا تتفرقوا أبدا ، الوحدة من أجل البقاء !"

"ماراثون[3] السلام" على ساحل بحر إيجه[4] يرفع صيحة تحذير :

"لا قنابل نووية" لا مزيد من الحروب ! نحن نريد السلام ! نحن نريد نزع

السلاح!"

السلام هنا ، فاللوفر لن يحترق ،

والمتحف على شاطئ نهر التيمز لن يتداعى ،

والكتل الحجرية من الأهرام القديمة لن تتكسر في النيل ،

وجواهر تاج محل لن تذيبها النار الغضبى !

ولن يُسمح أبدا للزوبعة النووية بأن تحرق





المدن في أعماق الأرض مثل بومبي[5]

ولن تصبح واشنطون وموسكو

فجأة مثل هيروشيما وناجازاكي أخريين ...

تعالوا ، أيها الأصدقاء ، فلنذهب إلى أرض السباق في الألعاب الأوليمبية !

إلى القارة القطبية الجنوبية لنرفع أعلام فرق المسح العلمي !

إلى القمر والمريخ لننشيء محطة إرسال !

إلى الفضاء الخارجي فتلتقي ، ونغني ونلقي القصائد مع مخلوقات الكواكب الأخرى !

أوه ، إن السلام هنا ، إن الأمل هنا ،

على مركبنا الذي يبحر برايات حريرية ترفرف تحت القمر والنجوم اللامعة.

فنحن جميعا في السفينة نفسها ، نصارع الريح والأمواج

لكي نصل إلى الجانب الآخر من البحر الذي يستحم في ضوء الشمس والذي تدوي في أرجائه الأغنيات !

















--------------------------------------------------------------------------------

* ترجم القصيدة إلى الإنجليزية يو شينج. والقصيدة منشورة في عدد شتاء 1987 من مجلة الأدب الصيني ، ص ص. 142 – 144.

** ولد الشاعر تشو زيشي سنة 1921 في هونان. وهذه القصيدة جزء من "سيمفونية السلام" التي كتبها سنة 1986 بمناسبة العام الدولي للسلام.



[1] الجمبري shrimp هو الإربيان ؛ الرُّبيان ؛ القُرَيدس (سمك). (المترجم)



[2] الإشارة إلى نلسون مانديلا، الذي لم يكن قد أُطلق سراحه بعد وقت كتابة القصيدة (المترجم).



[3] الماراثون سباق في العَدْو مسافة نحو 26 ميلا. كما تطلق كلمة الماراثون على سباق في غير العدو طويل المسافة جدا. كما تطلق على أية مباراة في القدرة على الصبر والاحتمال. (المترجم)



[4] بحر إيجه هو لسان البحر المتوسط شرقي اليونان. والإشارة هنا إلى اليونان، الموطن الأصلي للألعاب الأوليمبية. (المترجم)



[5] بومبي Pompeii مدينة قديمة كانت تقع على خليج نابولي. دمرها ثوران بركان فيزوف سنة 79 للميلاد. (المترجم)

صبيحة شبر
31/12/2006, 03:45 PM
الاخ العزيز احمد شفيق الخطيب
قصيدة رائعة تبين ان احلام الانسان واحدة
يتمنى الانسان ان يحصل على السلام وعلى الامن وعلى الحياة الجميلة
وسط الحقول ، حيث ينعم بجمال الطبيعة التي وهبها الخالق
وليس الجمال في الحروب واشعال الفتن والتعدي على عباد الله
الانسان احلامه واحدة وطموحاته متشابهة
وهي ان ينعم مع احبابه بحياة زاهية

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
01/01/2007, 12:09 PM
الكاتبة المتميزة الأستاذة صبيحة شبر
الشكر لك على هذه القراءة المتعمقة لترجمة القصيدة.
ومبارك لك تكريم الجمعية الذي تستحقينه بجدارة.
وكل عام وأنتم بخير.