المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلمانية كما أفهمها هل من معترض؟



عبدالقادربوميدونة
26/08/2007, 06:39 PM
العلمانية كما أفهمها هل من معترض؟
القسم الأول

بقلم الكاتب: عبد القادر بوميدونة
الجزائر
كثيرا ما نجد بعض الحداثيين وممتطيي موجة العولمة والعلمانية منهم العرب وغير العرب سواء أكانوا من أولئك الرافضين لوجود الدين أصلا، أو ممن يميلون إلى وجوده والاعتراف بنزوله، ولكنهم ينكرون قدرته على استغراق واحتواء مستحدثات العصر، ومبتكراته، ملمحين أحيانا إلى أن الدين قد شل قدرة العقل البشري على التطور وحد من طاقته على التفكير، متحججين في ذلك بالدافع الذي يتمثل في صور الريبة والشك لديهم أنهم كلما أحسوا امتلاكهم قدرا من العلم، ومن أدوات تحليل وتركيب الأفكار،أصبح من واجبهم ومن حقهم امتلاك زمام ريادة الشعوب، وتنصيب أنفسهم أئمة عليها، ليوجهوها نحو المزيد من التطور والرقي ـ حسب أهوائهم طبعا ـ وأنه من واجب هذه الشعوب أن ترى ما يرون وتتبع وتنفذ ما فكروا فيه وإلا فسوف يحملونها مسؤولية تقهقرها وتخلفها، في شتى الميادين، وأنها لن تستطيع تحقيق نتائج تذكر في مجال محاولات تطورها ورقيها، وتقدم الإنسان العربي والمسلم وتوفير وسائل راحته وازدهاره.

فإن كان هؤلاء الحداثيون العلمانيون الذين ما فتئوا يطلون علينا كل يوم ـ تقريبا ـ عبر أعمدة الصحف واسعة الانتشار ومواقع انترناتية كثيرة في مختلف أنحاء الوطنين العربي والإسلامي مرددين باحتشام أن التفكير العلمي الحر قد وقف في وجهه ذلك المقدس الذي لايجوز الاقتراب منه أو البحث فيه، فإن كانت لديهم الشجاعة والجرأة الكافيتان فليقولوا أولا ما رأيهم في خلق السماوات والأرض، وما هي نظرتهم للحياة وللوجود والكون، دونما ارتكاز على أسس دين
أو معتقد وينشرون أفكارهم تلك بدون تلميحات، كما نشر سلمان رشدي وتسليمة نسرين رأيهما بكل وضوح، وساعتها ينتظرون رد من يخالفهم الرأي،عارضين أدلتهم وبراهينهم للدلالة على ما ذهبوا إليه، دونما وجل أو تردد، من "أفكار" وهرطقات وتهويمات، قد خاض في يمها أغلبية المفكرين المسلمين وغيرهم، ولم يتركوا أي مجال لم يقلبوه من جميع أوجهه، فعاد بصرهم ـ بعد تلك الرحلة الشاقة ـ إليهم خاسئا حسيرا...مع بعض التحفظ حول تلك المدارس الفكرية والمذاهب الدينية والمشارب السياسية " ....ومن حذا حذوهم، وما تمخض عنها من مآس ومحن، مانزال نتجرع مرارتها الى اليوم!

ـ أليس تخلف المسلمين في شتى مجالات الحياة مرده إلى أسس فكرية خاطئة، قعد لها أولئك المرجفون وعبر الخريطة الزمنية لما يربو عن عشرة قرون ؟! ـ أليس ذلك الصراع الخفي الهادف إلى الهدم سعيا لإفشال وإلغاء أفكار الآخر هو ما يهدد وجود الطرفين معا ؟! ألم تكن دورة الحضارات في صعودها وتقهقرها ناجمة أصلا عن أفكار ومعطيات أسست لها ؟!

ـ من باستطاعته البرهنة على أن الفساد السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تعيش مظاهره الآن الأمتان العربية والإسلامية سببه تشبث العرب والمسلمين بمبادئ عقيدتهم الدينية ؟!

لمحاولة الاقتراب من الإجابة عن تلك الأسئلة نورد بعض الآيات القرآنية ونقول: أن مثل هذه الأمور نراها لا تقدم ولا تؤخر في مجال البحوث التي تناولت أو ستتناول قضايا غيبية كبرى لم يصبح باستطاعة العقل البشري تحمل مشاق الخوض فيها، وأن صراعا بين تيارين معروفين من المفكرين في عالمنا العربي والإسلامي قد استنفد كل منهما طاقاته في عملية محاولة إلحاق الهزيمة بمن يخالفه الرأي في هذا الشأن ، فليتقوا الله في أنفسهم أولا، وفي الأجيال الصاعدة
التي لم تعد تتحمل مثل هذه المعارك الفكرية البيزنطية عديمة النفع ثانيا، فإن كان ولابد فليقترح كل من الطرفين عقد
مؤتمر عالمي يتباريان فيه بالتوصيات والنتائج التي قد يتوصل إليها الجانبان للفصل في الموضوع، موضوع الديني واللاديني وتنويرالباحثين والمهتمين والمعنيين وكذا عموم الناس، فيظهر من هو على حق ومن يدعو إلى باطل، وكل ذلك في إطار (ولا يزالون مختلفين ) (هود، الآية:118)

( قال الله جل وعلا) ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) (الإسراء ،الآية :36 ) الله هو الأول، الذي لا شيء قبله، والآخِر الذي لاشيء بعده، الظاهر، الذي لا شيء يخفيه، الباطن الذي لا شيء يجليه، سبحانه وتعالى عما يصفون .

جاء جمع من سكان اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن كيفية بدء الخلق، فقالوا له: أخبرنا يا رسول الله، كيف كان الكون قبل أن يخلق الله مخلوقاته، أي قبل خلق القلم، واللوح المحفوظ، والعرش، وسائر مخلوقاته وموجوداته من جنة ونار و جن وبشر ووحوش والسماوات والأرض، فقال: كان الله.. فقالوا له كيف؟ فقال في عمى.. أي لا يستطيع العقل البشري تصور شيء.

فأول شيء خلقه الله هو القلم، والنون التي هي الدواة ( ن والقلم وما يسطرون ) قال الله للقلم : اكتب، قال يا رب ماذا أكتب؟ قال: اكتب علمي فيما هو كائن وما يكون إلى يوم القيامة، ثم خلق اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل شيء .( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) ثم خلق العرش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه:

إن السماء الدنيا ما هي بالنسبة للسماء الثانية، إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الثانية، بالنسبة للسماء الثالثة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الثالثة، بالنسبة للسماء الرابعة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الرابعة، بالنسبة للسماء الخامسة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الخامسة، بالنسبة للسماء السادسة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء السادسة بالنسبة للسماء السابعة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء السابعة بالنسبة للعرش، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن العرش بالنسبة للكرسي، ما هو إلا كحلقة في صحراء. ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.) (الحاقة، الآية: 17 ) ( ثم خلق باب التوبة من جهة الغرب ، يبلغ اتساع هذا الباب مسيرة سبعين عاما ، تركه مشرعا للتائبين، إلى أن تشرق الشمس من الغرب، أي أن باب التوبة يبقى مفتوحا لمن أذنب وعصى فيرجع ويتوب إلى رب العالمين، فإذا أشرقت الشمس من الغرب أغلق هذا الباب وانتهى الأمر فلا توبة بعده. ثم خلق الرحم، التي تعلقت بعرش الرحمان قائلة: أعوذ بك ممن قطعني، فقال لها: (من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته، أترضين قالت رضيت) ثم خلق مئة رحمة، فأنزل منها إلى مخلوقاته واحدة، واحتفظ بتسع وتسعين أخرى ليوم القيامة.

كل ما نراه ونحسه من عطف وتعاطف ومحبة وشفقة في الأمهات والآباء من بشر أو حيوان أو طير،ما هو إلا رحمة واحدة من مئة رحمة خلقها الله جل وعلا. ثم خلق الملائكة والجن وبقية مخلوقاته (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة....) ( البقرة الآية 30) ما رأيهم في هذا فلسفيا ولاهوتيا ومنطقيا؟!!

( وترى الجبال تحسبها جامدة..)

توضيحا لذلك أحاول أن أستعرض بعض الآيات ، التي تتحدث عن حقائق إعجازية، وردت في القرآن الكريم وأثبتها العلم الحديث، متحدية أفهام الناس وعقولهم، أيام نزوله وإلى يوم يبعثون على لسان خير البشر، محمد صلى الله عليه وسلم، إذ لم يتعد فهم بعض الناس لمعاني بعض الآيات التفسير الظاهري لها، وقد كانت تعتبر بالنسبة للكثير منهم ـ مؤمنين وكفارا ـ غاية في العمق والشمولية والدقة والبلاغة، وذلك على الرغم من كون القوم كانوا سادة العربية، وفحول بيانها، بينما البعض الآخر أدرك بإيمانه الراسخ، ويقينه الثابت، أن القرآن جملة وتفصيلا، بآياته المحكمات والمتشابهات، هي إعجاز بياني رباني، وإفحام منطقي،لا يمكن مضاهاتها أو التطاول عليها ،لأنها كلام رب العالمين (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. (فصلت، الآية: 43 )

لا ولن يمكن لأي مخلوق ـ وبأي حال من الأحوال ـ أن يأتي بمثله، ولو بآية واحدة منه، ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.) (الإسراء ، الآية 88 )

ولنبدأ بالآية التالية، ثم نرى مدى قدرة وقوة حجج هؤلاء للرد على ذلك : ــ (وترى الجبال تحسَبُها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء..) (النمل، الآية :88 )

من المعلوم، أن أعلى نقطة في العلو، وصل إليها الإنسان، أيام نزول القرآن الكريم، هي سنام الجمل، أو ظهر الفيل، أو صهوة الجواد،أو سطح الكعبة، أو قمة الجبل، أو هرم، باستثناء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وصل إلى سدرة المنتهى، في رحلته المعروفة، ليلة الإسراء والمعراج، بينما ما عداه من الناس لم يكونوا يعرفون معنى مرور الجبال كمر السحاب، فالآية تتحدث عن مرور الجبال وحركتها، وسفرها الدائمين، فقد كان بعض الناس يظنون أن الجبال، لا يمكن أن تتحرك من مكانها، وأنها ثابتة، ولذلك يُضرب بها المثل في الثبوت، وعدم الحركة، فيقال للشيء: (ثابت ثبوت الجبال). وأن الحديث عن مثل هذا الأمر،أي تحرك الجبال وطيرانها ـ إن جازالتعبيرـ يعتبر ضربا من ضروب الهراء، أو نوعا من أنواع الخبل، الذي قد يصيب عقل من يقول بذلك.

فلو كان المقصود ـ والله أعلم بمراده ـ رؤية الجبال في يوم القيامة فقط ، تتحرك، وتسير، لذكرت الآية مثلا : (ويومئذ ترى الجبال..) ولكنها قالت: وترى الجبال، أي أنها على غرار (سنريهم آياتنا في الآفاق..) ومن ثم ها نحن أهل القرون الحديثة والبعيدة عن ذلك العصر، نلاحظ أن الجبال تمر مر السحاب، كيف؟ الجواب: بعد أن يسر الله للبشر وسائل تجاوز الغلاف الجوي، والتخلص من الجاذبية الأرضية والنفوذ إلى الفضاء الخارجي ، بعد أن أخذوا بالأسباب طبعا (ثم أتبع سببا...)(الكهف، الآية: 89،92 ) (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان..) (الرحمن ،الآية :33)

وصعدوا إلى سطح القمر، بل إلى أكثر من ذلك إلى كواكب أخرى، ما كانت لتخطر على قلب بشر، وما نزول رائدي الفضاء (أرمونسترونغ وألدرين) ووضع قدميهما على أديم القمر سوى عينة على ذلك.

فلو فرضنا مثلا أن أحدا من أهل العصر الأول، الذي نزل فيه القرآن، هو الآن حاضر معنا، وذكرنا له أن الإنسان قد أصبح بإمكانه النزول على سطح القمر،هذا القمر الذي كان الشعراء يتغنون ببهائه وجماله، ويتغزلون بحسنه، صار اليوم جبالا وصخورا، لقال: أن هؤلاء الذين يستطيعون فعل ذلك هم الشياطين وليس البشر، وذلك نظرا لاستحالة تحمل عقله، لهذا الأمر، ناهيك عن التصديق به .وكما جاء في الأثر أن(الجبال لا يقهرها إلا الحديد، والحديد لا تقهره إلا النار ، والنارلا يقهرها إلا الماء ، والماء لا تقهره إلا الريح، والريح، لا تقهرها إلا الصدقات) الصدقات أسرع وأقوى من الريح.

و لنتلو الآية من جديد ،(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) : من كان يظن من هؤلاء الناس، أن الأرض مكورة الشكل! أوأنها عبارة عن كرة مستديرة ، تسبح في الفضاء اللامتناه،أوهي مثل حبة رمل، ملقاة في صحراء، مترامية الأطراف، بالنسبة للمجموعة الشمسية، وللفضاء الفسيح، وما فيه من مجرات؟! أو أنها كوكب صغير،لا يكاد يرى ، في محيط مجرة، تسبح ضمن عدد غير معروف لحد الآن من المجرات ، التي لا عد لها ولا حصر، حسب آخر ما توصل إليه علماء الفلك والفضاء، وما تم استنتاجه من نظريات، ثبتت صحة فرضياتها، وذلك بعد أن غزا الإنسان الفضاء الخارجي بوساطة مختلف المسابر الفضائية، وما تم الوقوف عليه من حقائق علمية ثابتة، في أن الأرض ما هي إلا كوكب صغير جدا جدا يسبح في الفضاء، كسائر الكواكب الأخرى. ألم يكونوا يعتقدون أنها مركز الكون ومحوره ؟!

وقد جاء في تفسير القرطبي، وابن كثير: أن الجبال يراها الناس يوم القيامة جامدة، أي واقفة، لا تتحرك بينما هي في واقع حالها تتجمع وتسير، لتصير كالعهن أو كالسراب، فتراها العين كأنها غير متحركة ، وهي تمر مر السحاب، وهذا ربما ـ والله أعلم ـ تفسير ظرفي ، جاء لزمانه، بينما الحقيقة الماثلة للعيان الآن، هي أن الجبال تسير، وتتحرك، وهي مسافرة سابحة في الفضاء، ولم يكن باستطاعة هؤلاء المؤمنين، آنذاك إدراك هذه الحقيقة، نظرا لعدم وجود وسائل،
تساعدهم على فهم هذه الحقيقة المكتشفة حديثا، وكنوز القرآن وحقائقه لا تنتهي بانتهاء حقبة معينة أو عصر من العصور.

فهو تحدِ واضح جلي، لعقول سكان الجزيرة العربية من غير المؤمنين، الذين كانوا يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأته جبريل، ولم ينزل عليه الوحي من ربه، بل ربما طاف به طائف من الجن،أو أنه سحر أو أن القرآن الذي أتى به لم يكن سوى من نسج خياله، فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم خبيرا في علم الجغرافيا؟! أو في علم الجيولوجيا؟! أوفي علم الفلك؟! أو أنه كان يملك مراكب فضائية تساعده على الانطلاق في أجواء الفضاء الرحب، ومن ثم يتوصل إلى حقيقة أن الأرض كروية الشكل، وأن الجبال تمر مرالسحاب، بالنسبة للملاحظ الموجود خارج الغلاف الجوي للأرض ....؟!

فكيف يتسنى لرجل لم يغادر شبه الجزيرة العربية، إلا نحو الشام تاجرا، في رحلة الشتاء والصيف؟! ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) (قريش، الآية:2 ) أن يعرف هذه الحقائق من دون وحي، أومن دون وسائل ارتقاء؟!.....

( وكل في فلك يسبحون) ( يس، الآية 40) كل شيء في الكون يَسبح ويُسبح بما فيها الأرض التي كانوا يرونها، وهم يمشون على أديمها أنها مركز الكون، فالأوائل لم يكن بإمكانهم إدراك أن الأرض تسبح مثلها مثل بقية الكواكب والنجوم، باعتبار أنهم كانوا يلاحظون بأعينهم أن تلك الكواكب والنجوم من غير الأرض تتحول من مكان الى مكان في حين أن الحقيقة هي أن ما كانوا يشاهدونه هو مواقع النجوم وليست النجوم ذاتها، فالمدة التي يستغرقها وصول الضوء إلى الأرض تتطلب زمنا طويلا،(8 دقائق) وبالتالي فالنجوم قد غادرت مكانها منذ فترة غير قصيرة، فهؤلاء لم يكونوا يشاهدون سوى مواقع للنجوم، وهو الأمر الذي ورد في الآية:( فلا أقسم بمواقع النجوم)(الواقعة، الآية:75)

إذن الأرض تدور حول نفسها دورة كاملة خلال أربع وعشرين ساعة بما فيها الجبال الراسيات على أديمها وفي عمقها وتدور حول الشمس دورة كاملة خلال ثلاث مئة وخمس وستين يوما (وترى الجبال ...نحن نراها من خلال هذه الدورات المتتاليات تمر مر السحاب ، فالسحاب يمر حولها سواء أأفرغ حمولته أم لم يفرغها، أأكمل دورة حول الأرض أم لم يكملها، فهو متنقل إذن والجبال متنقلة كذلك.من أين لمحمد صلى الله عليه وسلم معرفة ذلك إن لم يكن ما يقول به وحيا يوحى وتنزيل من رب العالمين؟!!!

(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ؟!!!

وللحديث بقية ...

عبد القادر بوميدونة
الجزائر

منذر أبو هواش
26/08/2007, 09:21 PM
العلمانية كما أفهمها هل من معترض؟
القسم الثاني

بقلم الكاتب: عبد القادر بوميدونة
الجزائر

(صنع الله الذي أتقن كل شيء) كل المصنوعات التي نعرفها ونلمسها بأيدينا ونعرف منافعها من أدوات مختلفة ووسائل مادية نستعملها في حياتنا اليومية فيقال أنها من صنع الشركة الفلانية أو العلانية ومن إبداع وتخطيط وتنفيذ وتركيب فلان، هي في حقيقة الأمر اكتشافات لحقائق كانت موجودة من قبل، فالشركة لم تصنع شيئا يذكر أبدا، إنما الإنسان، بعد أن هداه الله إلى ذلك توصل إلى قوانين وجودها وتركيباتها المختلفة، وأنه لم يضف إليها شيئا أبدا، فالصانع المبدع هو الله سبحانه وتعالى، فكما أن الإنسان الأول توصل إلى معرفة كيفية إشعال النار بوساطة احتكاك الأشياء بعضها ببعض، كذلك إنسان اليوم توصل إلى حقيقة تذويب الحديد والنحاس ومعادن أخرى وصهرها وتركيب أجزائها، وضمها إلى بعضها البعض، ثم ركب السيارة والطائرة والغواصة ومختلف وسائل التمدن التي نلمس منافعها المباشرة وغير المباشرة، فبعد إعماله النظر في الشيء، وكذا التأمل في مكوناته، والعناصر التي يتركب منها ، تأتيه الفكرة،،أية فكرة،، من شأنها أن تقوده إلى الاستفادة من ذلك الشيء، فيحلل، ويركب ويعيد التحليل والتركيب وهو ما يسمى بالتقنية، أي أن الفكرة تتحول من شيء نظري إلى شيء ملموس، فتسمى هذه العملية (تكنولوجية) كل ما يخطر على البال ويمكن استغلاله لصالح الإنسان والاستفادة منه يحول إلى ملموسات ومحسوسات، أصوات.... الصوت مادة، أبواق ،أجراس، طبول، أشرطة اسطوانات... روائح، عطور طيبة، وغير طيبة ،، مأكولات ... ملبوسات .... صنع الله الذي أتقن كل شيء ،، نعم كل شيء،، هل هناك من شيء يمكن استثناؤه؟! أبدا المعنى واضح جلي ولا يحتاج إلى تفسير أو تأويل، أتقن أي: عمله بإتقان متناه في أية صورة ما شاء ركبه.في البحر نرى الرخويات، والثدييات، بألوانها الزاهية وأشكالها المختلفة،،،،وفي البر نفس الشيء، وفي السماء الأمر ذاته.

هو المبدع المصور، فاطر السماوات والأرض، بينما البشر ما هم إلا مكتشفين لأمور كانت وما تزال موجودة أصلا، في الكون فالإنسان لم يضف إلى تلك الموجودات ولو جناح بعوضة، بل ولو جزء من مليار من جناح بعوضة. فكل العناصر المادية الموجودة، المعروفة وغير المعروفة، من حديد وفضة وذهب ونحاس، هي من خلق وصنع الله ، والإنسان منذ أن خلقه الله كبقية مخلوقاته، يحاول باستمرار أن يعرف ماهية الأشياء، وكنهها، ولكنه بعد الجهد والعناء والبحث المتواصل عبر مختلف الأجيال والعصور ، يعجز عن إدراك جوهر الأشياء وماهيتها، من ذرات ونترونات... فيعود بصره إليه حسيرا، فلا يستطيع الوصول إلى حقيقة خلق الأشياء، إنما الله هوالذي ييسرله معرفة مكوناتها، للاستفادة منها ومن خصائصها، وتطويعها لصالحه، ولذلك فلا ينبغي أن نقول بضرورة استيراد التكنولوجيا من دول الغرب، فالتكنولوجيا لا تستورد، إنما هي مجرد اكتشافات لقوانين علاقات ونواميس تضبط الأشياء التي غابت عن إدراكنا. فلولا تلك الحواجز والقيود السياسية، والعادات السيئة، والأعراف البالية، التي تعيق جهود النوابغ والعباقرة وتجعل الأجيال تراوح مكانها مقلدة ،غير مكتشفة، مستهلكة غير منتجة ولا مضيفة لما سبق ، في كل شيء، وهي الظروف التي لا تسمح بمحاولة إعمال النظر والتأمل في موجودات الله، الذي أتقن كل شيء، لسارت وقطعت أشواطا طويلة في ميدان الاكتشافات واستغلال العناصر الطبيعية التي أوجدها الله منذ أن فطر السموات والأرض وما بينهما.

فالعمل الصالح في نظري الذي فاق إماطة الأذى من الطريق هو صناعة الطائرة واكتشاف الكسندر فليمينغ للبنسيلين واكتشاف الكهرباء ... إلى غير ذلك من الأعمال النافعة للإنسان فما الذي جعل المغضوب عليهم والضالين يتمكنون من الوصول إلى اكتشاف أسرار قوانين الطبيعة في الجو والبر والبحر ويصنعون ـ لغيرهم الذين أنعم الله عليهم بنور القرآن ـ السيارة والطائرة والباخرة والهاتف والحاسوب والأقمار الاصطناعية، إنها الحواجز السياسية التي تجعل الأجيال متخلفة ثقافيا واقتصاديا ومن ثم اجتماعيا وأخلاقيا فلا تستطيع حتى اكتشاف عوامل تخلفها ولا أسبابه فما بالك باكتشاف أسرار وقوانين موجودات الله في العالم!!

(وأنزلنا الحديد..) ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس..) ( الحديد، الآية: 25) ربما لم يسأل بعض الناس عن كيفية نزول الحديد، وأن مفهومهم لمعنى نزول الحديد، لم يتعد الإيمان، والتسليم، لأن البحث بدون توفر الأسباب مضيعة للوقت، وتضييع للجهد، وقفز في الفراغ، في حين نجد أهل العصور الحديثة، قد هيأ لهم المولى تبارك وتعالى، كل أسباب البحث والتنقيب والاطلاع والاكتشاف، وربما قد سألوا عن كيفية نزوله، فاقتنعوا لضرورات الإيمان، وقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله أن الله أنزل أربعة أشياء من رحمته هي الحديد والنار والماء والملح.
وقالوا كذلك أن الحديد قد أنزل مع آدم كالميقعة أي المطرقة والسندان وكذا الحجر الأسود الذي كان أبيض ثم تحول إلى أسود.

أما الآن فقد زود المبدئ المعيد عباده بوسائل علمية، سخرها لهم، وعلموا أن الحديد قد أنزله الله إلى كوكب الأرض، منذ ملايير السنين، ولم يكن عنصرا من العناصر الطبيعية المعروفة ، حسب نتائج آخر الدراسات والبحوث العلمية، أي منذ الإنفجار الأول للكون،(كانتا رتقا ففتقناهما) بإرادة الله ، وأن الحديد قد أنزله الله من خارج كوكب الأرض ، فكان الناس لا يسألون إلا عما تصل إليه مداركهم العقلية، والحسية (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين..) (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ....)( الأنبياء، الآية:30 ) أي أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين ففصلهما الله عن بعضهما، وخلق من السماء سبع سماوات ومن الأرض سبع أراضين،أي أن السماء كانت لا تمطر والأرض لا تنبت، وبعد فتقهما وفصلهما عن بعضهما،أنزل ما شاء من المعادن، وهو الأمر الذي يعبر عنه العلماء الآن بالانفجار الأول للكون، فكيف تسنى لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يدرك هذا الأمر دونما وحي؟! ولماذا كانت (وأنزلنا الحديد.. هي الآية:26 كما يقول العلماء بإضافة آية البسملة إليها التي تأتي في مقدمة كل سورة من سور القرآن وليست مقصورة فقط على سورة الفاتحة، تتوافق مع عدد الوزن الذري للحديد وهو 26 ؟!!.......

( وما أنتم له بخازنين) ( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ..)(الحجر ألآية: 22) إن الكميات المعروفة من الماء أو غير المعروفة،الموجودة على سطح كوكب الأرض، سواء كانت محمولة في ركام السحب أوهي في باطن الأرض أوهي في البحار والمحيطات هي نفسها بأوزانها وأحجامها منذ أن خلق الله الأرض وما عليها، لم تضف إليها قطرة أو تنقص، سواء تبخر الماء، أو لم يتبخر، تحول من سائل إلى غاز، أو جامد، فالكمية هي نفسها، تنتقل من حالة إلى أخرى، دون زيادة، أو نقصان ، الماء نشربه، ثم تخرجه أجسامنا بشكل أو آخر، فيسلك طريقه إلى الأرض، ثم إلى النهر، أو إلى البحر، ثم يتبخر ويتكثف عبر السحاب،وهكذا دواليك، يعيد الكرة نفسها...

(ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله..) (النور ، الآية: 43) (ويجعله، كسفا فترى الودق يخرج من خلاله..) (الروم، الآية:48) فينزل مرة أخرى مطرا، فنستعمله في أغراض كثيرة، أو نشربه، مرة أولى، وثانية، وثالثة، ورابعة ومليون مرة.... ولذلك يقال:( دورة المياه) وهكذا، (فما أنتم له بخازنين..) من بإمكانه تخزين الماء ؟! أفي براميل ؟! أفي أوعية؟! أفي أحواض؟! هذا ليس بتخزين، فالتخزين ألا يغادر مكانه، ولا أن تتحول حالته من حالة إلى حالة، خارج إرادتنا، ذلك مستحيل طبعا . تتدخل مشيئة الله، فتغيره من وضع إلى وضع آخر، سواء، بفعل الزلازل والفيضانات والطوفان، أو بحالات التجمد والتبخر...فهل محمد صلى الله عليه وسلم كان كيميائيا! حتى يطلع على هذه الحقيقة العلمية، ألم يكن النبي أميا! لا يقرأ ولا يكتب ؟! من زوده بهذه الحقيقة الثابتة، الراسخة رسوخ الشمس الساطعة ؟! أليس علام الغيوب، غفار الذنوب، ستار العيوب؟! سبحانه وتعالى عما يصفون ...؟

(كأنما يصعد في السماء) ( يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء..) ( سورة الأنعام، الآية: 125 ) ـ كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا ما قطع مسافة ما في ارتفاعه وابتعاده عن سطح الأرض يضيق صدره، ويكاد ينفجر، إن لم يكن مزودا بأجهزة، تمده بالأوكسجين، وهي نفس العملية التي تحدث للإنسان أثناء غوصه في أعماق البحار، يضيق صدره ولا يستطيع تحمل ضغط المياه ؟! فكذلك لا يمكنه تحمل ضغط الجو الخارجي ، كيف كان بإمكان النبي الأمي أن يصل إلى هذه الحقيقة الثابتة التي وقف عليها علماء البحار وعلماء الفضاء والفلك في العصر الحديث؟! أفبعد هذا ينكرون؟!! فبأي حديث إذن يؤمنون؟!!أليست الآيات باهرات ومعجزات ؟!! أليست لهم عقول يفكرون بها؟!! وأبصار ينظرون بها؟!! المجهر والتليسكوبات والقميرات وليعلم القارئ الكريم أن الكاميرا هي لفظ عربي شكلا ومحتوى فابن الهيثم هو من ابتدع تلك الكوة الصغيرة التي كان يرى بها الأشياء بوساطة تسليط الضوء فسماها قميرة أي تصغير قمر ومن ثم أخذها الغرب وغربت لتعود إلينا في شكل قميرات فيديو وعدسات تصوير سينمائي وتلفازي ردت إلينا بضاعتنا مطورة ونحن نائمون، فصح النوم. لقد أوصلتهم كاميرات المصورين إلى أعماق البحار والى ظلمات المحيطات وشاهدوا عن قرب مخلوقات لا تعد ولا تحصى بأشكال وألوان وأحجام لم يكن في إمكان أي بشر آخر أن يراها أويرى مثل ما يرون اليوم ؟!! ماذا يريد هؤلاء الناكرون الجدد؟!! أتحييد القرآن وتعطيل آياته لدى الذين آمنوا به؟!! أم إلغاء عقول وأفهام من آمن وترسخ إيمانه بفضل من الله وهدايته ؟!! هيهات، وعبثا يحاولون!.

(التوسع المستمر ثم الرجوع ) (والسماء بنيناها بأيد وإنا لمُوسِعون) (الذاريات الآية: 47 ) إن آخر ما توصل إليه العلم الحديث، في مجال بحوث الفضاء وسبرأغواره هو أن الكون ما فتيء يتوسع ، وهو في حالة امتداد متواصل، منذ أن خلقه الله ، وسوف يستمر في توسعه إلى ما شاء له، ثم يعود مرة أخرى إلى حالته التي انطلق منها، وهي حالة التكثف والانزواء، والانكماش آي إلى نقطة الصفر، التي بدأ منها، ( كانتا رتقا ففتقناهما )(الأنبياء الآية: 30 ).. (ويعرج إليه في يوم مقداره ألف سنة مما تعدون ..) الكلم الطيب يصعد إلى الله سبحانه وتعالى في يوم ، اليوم عند البشر يتكون من أربع وعشرين ساعة هذا الوقت الذي نحسبه ونقول أن تاريخ نشوء الأرض هو كذا مليار سنة هذا، المليار من السنوات كم من يوم فيه فإذا حسبنا كم فيه من يوم فقط ، مع علمنا أن اليوم مقداره ألف سنة من حسابنا البشري هل باستطاعة أي جهاز حاسوب أن تحتوي ذاكرته حساب مليون يوم فقط؟!!فما بالك بمليارات السنوات!! زد على ذلك فإذا كانت تلك السنوات تحسب بالسنوات الضوئية؟!!وهي وسيلتنا وحسابنا الذي نعد به المسافات والأبعاد الفلكية،وأن سرعة الضوء كما هو معروف هي ثلاث مئة ألف كلم في الثانية لأدركنا أن هذا الأمر فوق طاقة البشر وفوق أن يتصور المرء حدا له سبحان الله المبدع المصور العزيز الحكيم...وبالتالي فإن تاريخ الرتق
والفتق أو الانفجار الأول للكون لا يقدر بزمن ومن ثم فتاريخ عودته إلى الانزواء والانكماش والرتق من جديد أي يوم القيامة لا يعلمه إلا الله.

( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه..)(الزمر، الآية: 67)

(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) (فصلت: الآية 53)

من المعروف لغويا أن حرف ( السين) إذا دخل على الفعل المضارع يفيد حصول ذلك الفعل فيما استقبل من الزمن، الزمن القريب، بينما ،( سوف) تفيد حصول الفعل في المستقبل البعيد، فالآية تتحدث عن حتمية إظهار آيات الله في الآفاق لكل ما استقبل من الزمن، أي زمن وصل وحصل، أو ما زال لم يحن ميعاد حصوله ، لكل جيل من الأجيال معجزات تبهر عقولهم وتحير أفهامهم على إدراك حقيقة ما يتوصلون إليه من حقائق كونية لم تكن من قبل لتدرك . ففي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان الناس يعتقدون أن الآفاق هي المسافة أو المساحة التي يصلها البصر أفقيا، أما عموديا إلى حيث القمر وما وراء القمر من مجرات ونجوم فلم يخطر على قلب بشر آنذاك، وأنه سيأتي يوم يصعد فيه الإنسان إلى ما فوق السحاب وأنه بإمكانه قطع مسافات تقدر بملايين الكيلومترات و بالسنوات الضوئية إلى المريخ والزهراء وما بعدهما من كواكب وأجرام ونجوم ومجرات ،، فذاك أمر يعد ضربا من ضروب المحال آنذاك.

سنريهم: من هم هؤلاء الذين سيريهم الله؟ سيبين لهم؟ سيظهر لهم؟ علامات وجوده؟ وقدرته؟ وعظمته، جل وعلا ؟ الكفار ، الملاحدة، والعياذ بالله ، الذين ينكرون وجوده ، والذين يقولون بخلق الكون هكذا عبثا، دون مبدع ، دون خالق ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون...)(المؤمنون، الآية 115) ففيما تتبين لهؤلاء الكفارعلامات وجود الله ؟! في الآفاق أولا، أي في السماوات وما تحتويه من كواكب ونجوم ومجرات ...وفي أنفسهم ثانيا أي في نتائج تلك البحوث البيولوجية والفيزيولوجية وعلوم النفس والخلايا وعمل آلاف الأعصاب والمخ ووظائف القلب المبهرة هذا القلب الذي يتحرك ويضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم من دون محرك كهربائي أو بطارية فلا يكل ولا يتوقف ولا يستريح، نائما كنت أم يقظا، متحركا أم ساكنا ، في جهاز السمع والبصر، وحركة اليدين والرجلين ما الذي يجعل هذه الأعضاء تتحرك دون محرك يمنة ويسرة فوقا وتحتا؟!! الله سبحانه وتعالى، هل استطاعوا جعل ( الروبوت) يمشي ويتحرك دونما طاقة كهربائية أو نفطية هل بإمكان هذا (الروبوت) الحركة والسير ذاتيا دون دفع خارجي أو داخلي ؟!!
يسمى (آليا) ولكن هذه الآلية ما الذي يدفعها للحركة؟ إن لم تكن مزودة بشكل ما من أشكال الطاقة.

هل هناك سفينة بدون ربان؟! قد يجيب أحدهم أنه توجد الآن سفينة بدون ربان أي تسير متحكما في سيرها عن بعد، ذلك وارد الآن وممكن، ولكن ما نقصده هو الصانع فلا مصنوع بدون صانع. ولا بأس أن نورد ها هنا تلك الحادثة التاريخية التي جرت وقائعها بين أحد كبار علماء المسلمين، وبين أحد الكفار، الذي سمع بغزارة علم هذا العالم، وقوة منطقه، وكثرة أدلته،،، هذا الكافر، كان ملكا بإحدى دول آسيا الصغرى ، فأرسل في طلب العالم (أعتقد أنه الإمام أبي حنيفة )، ليرى ويسمع مباشرة، منه، وليقف على أدلته، التي يقول بها للتدليل على وجود الله.

فلما وصل العالمَ المسلمَ خطابُ السلطان أو الملك، يدعوه بالحضور إليه ، شد رحاله فورا إلى ذلك الملك أو السلطان ، وعوضا من أن يصل إليه في ظرف يوم أو يومين، تأخر كثيرا متعمدا هذا التأخر، فغضب الملك عليه كثيرا ولما وصل، سأله : لماذا تأخرت كل هذا التأخر؟! وما الذي أخرك ؟! فقال العالم المسلم: لقد مررت بنهر عظيم ، فلم أستطع عبوره، وبقيت أنتظر حتى تجمعت أخشاب الأشجار، وضمت إلى بعضها البعض، ثم تحولت إلى سفينة، فركبت هذه السفينة، وقطعت بي النهر، دون أن يكون بها أي ربان أو ملاح ، فها أنا كما ترى قد وصلت .فقال له الملك: ويحك، أتهزأ بي؟! كيف للأخشاب أن تتجمع وتتلاصق ويشد بعضها بعضا، ثم تصير سفينة، فتركبها أنت دون أن يكون لها صانع ولا ربان ؟! فرد العالم المسلم قائلا: وكيف يمكن أن تصدق أنت أن هذا الكون الفسيح، يشد بعضه، بعضا، في انسجام تام وبديع دونما خالق مدبر؟! فبهت الملك، ولم يستطع الرد ولو بكلمة واحدة.

إذن المسألة مفصول فيها عقلا ومنطقا، ومنذ مئات آلاف السنين، إن لم نقل ملايين أو حتى مليارات، ومع ذلك ما يزال بعض المتنطعين الجدد في العالم الإسلامي يحاولون السير عكس التيارـ تيار عودة الأمم والشعوب إلى ينبوع الإيمان الذي لا ملاذ لهم غيره، سواء وصلوا إلى نهاية العالم ونفاد الزمن أم بقوا يتأرجحون في بداياتهما ـ

بتلك النتائج التي توصلوا إليها عبر البحث في الجينات البشرية والحيوانية، وإنجاب الأطفال بواسطة الأنابيب والاستنساخ المتكرر للمخلوقات، في محاولة يائسة للوصول إلى عدم صدقية الأنبياء والرسل ،وهي محاولات كمن ينطح الصخر الصوان برأسه، أملا في تفتيته بلحم وشحم، فمن كان يمتلك القدرة على التفكير والإبداع، فليقل للبشرية عن الكيفية التي يمكن بها القضاء على مختلف الأمراض والأوبئة، وكذا الوسائل والطرق التي من شأنها الحد من مآسي الفقر والأمية والجهل المتفشية في ربوع العالم ، وما هي الآليات المثلى لتحجيم الصراعات وتقليصها إلى أدنى حد ممكن ، حتى تعيش البشرية في وئام وانسجام، وحتى يعم الرخاء سائر أنحاء الكرة الأرضية، ويعيش الجميع متحابين متآزرين، من شاء يؤمن فليؤمن ومن شاء يكفر فليكفر ولكن دونما صدام، ولا سفك للدماء في إطار حريتك تنتهي عند بدء حريتي، وليس بتسفيه إيمان الآخرين ومحاولات حصرهم في زاوية الضالين المتحجرين المتخلفين، ظلما وعدوانا ومن ثم إلغاء حقهم في الوجود.

ذاك ما يحاول قطيع العلمانيين والشيوعيين والملاحدة القدامى والجدد نشره وتعميمه على كل من أدرك أو لم يدرك أن الآية الأكثر إبهارا ودهشة وتعجيزا للبشرية جمعاء هي تلك التي تثبت أن الناس مبعوثون ليوم معلوم، آلا وهي آية الموت التي لا جدال فيها منذ عهد آدم إلى يوم يبعثون متناسين أو ناسين أو لم يطلعوا على التراث الفكري والأدبي وأسس المذاهب الكبرى في الفقه الإسلامي أن فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة ابن الرومي قد فصل في هذا الأمر منذ قرون، عندما أنكر بعض العلمانيين والملاحدة القدامى أن لا حياة بعد الموت، تصديقا لرأي الطبيب والمنجم اللذين أثبتا أن ما يقوم به المصلي من حركات ودعاء ما هو إلا عبث مؤكدين أن ذلك سوف يذهب سدى، فالفناء أو الموت يعني عندهما التلاشي ،العلم يقول :(لا فناء للمادة ولا تستخرج من عدم ) والقرآن يقول:( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) لا تعارض ولا تناقض، صحيح لا يمكن استخراج أي شيء من عدم منطقيا وعقليا، تسنده فكرة أن المادة لا تفنى وإنما تتحول من شكل إلى شكل آخر جامد، سائل، غاز ...ثم تبعث في شكل آخر، جسد الإنسان يتحلل في القبر ولا يبقى منه إلا عظم العصعص الذي هو على شكل حبة خردل ....وهذا قد جاء في أحاديث الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وأثبته العلم الحديث .

وقال الملحدون أن لا أمل في بعث وجزاء وعقاب، فقال ابن الرومي فاصلا في المسألة:

قال الطبيب والمنجم كلاهما * لا تبعث الأجسام قلت إليكما
إن كان ذا حقا ما خسرت شيئا * وإن كان باطلا فالخسار عليكما.

يعني أن الإنسان المؤمن بالله وباليوم الآخر وبالبعث والجزاء والعقاب وبالقضاء والقدر خيره وشره وبالرسل والملائكة والكتب، يصلي ويصوم ويزكي ويحج ويوحد الله ويتبع الرسول، فإن كان في ريب ولم يبلغ درجة المؤمنين بالغيب يقينا، فلا يخسر في نهاية المطاف شيئا في دنياه، بينما من أنكر وتولى فسيكون الخاسر الأكبر بالتأكيد.

(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ؟!!!

عبد القادر بوميدونة
الجزائر:fl:

========== ملاحظة هامة =============
أخي عبد القادر،

يبدو أن كبر المقالة قد حال دون ظهورها، لذلك فقد تحايلت على الأمر بتقسيمها إلى قسمين، وأرجو منكم مراعاة هذا الأمر في المستقبل، وأعتذر عن التعليقات غير المقصودة الناتجة عن التقييم الخاطئ للعنوان بسبب اختفاء الموضوع الأساسي الذي نشكرك عليه ... كما وأعتذر للأخوين الحبيبين عن حذف التعليقين الذكيين لعدم الضرورة.

وللجميع تحية،

منذر أبو هواش

:fl:

احمد خميس
15/11/2008, 05:46 PM
الاخ الاستاذ / عبدالقادربوميدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحقيقه انك افضت بفكرك ما عجز غيرك عن التعبير عنه

واردت ان اضع قليل من الافكار ربما يفيد غيرى



ثمار العلمانيه الخبيــــثه!!


1-رفض الحكم بما أنزل الله تعالى

2-تحريف التاريخ الإسلامي وتزييفه

3-إفساد التعليم

4-إذابة الفوارق بين حملة الرساله الصحيحه،وهم المسلمون،
وبين أهل التحريف والتبديل والألحاد

5-نشر الإباحيه والفوضى

6- محاربة الدعوة الإسلاميه

7-مطاردة الدعاة إلى الله تعالى

8-التخلص من المسلمين الذين لا يهادنون العلمانيه

9-إنكـــــــــــار فريضة الجهاد في سبيل الله ومهاجمتها

10-الدعوة إلى القوميه أو الوطنيه

وسائل العلمانيه في تحريف الدين في نفوس المسلمين وتزييفه

1- إغراء بعض ذوي النفوس الضعيفه والإيمان المزعزع بمغريات الدنيا من المال والمناصب
العليا، أو النساء،لكي يرددوا دعاوي العلمانيه على مسامع الناس لكنه قبل ذلك يقام لهؤلاء
الأشخاص دعايه مكثفه في وسائل الإعلام!!
التي يسيطر عليها العلمانيون لكي يظهروهم في ثوب علماء مفكرين وأصحاب خبرات واسعه

2- القيام بتربية بعض الناس في محاضن العلمانيه في البلاد الغربيه

3- تجزيء الدين والإكثار من الكلام والكتابه عن بعض القضايا الفرعيه"وإشغال الناس بذلك ،
والدخول في معارك وهميه حول هذه القضايا مع العلماء وطلاب العلم والدعاة لإشغالهم وصرفهم
عن القيام بدور التوجيه ، والتصدي لما هو أهم وأخطر من ذلك بكثير.

4- تصوير العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله - في نظر كثير من وسائل الإعلام المقروءه
والمسموعه والمرئيه-على أنهم طبقه منحرفه خلقياً!!!!
وأنهم طلاب دنيا ومناصب ومال ونساء، حتى لا يستمع الناس إليهم، ولا يثقوا في كلامهم ،
وبذلك تخلوا الساحه للعلمانين للأسف!!، وبذلك تخلـــــــوا الساحه للعلمانين في بث دعواهم!

5-الحديث بكثرة عن المسائل الخلافيه ، واختلاف أهل العلم وتضخيم ذلك الأمر،
حتى يخيل للناس أن الدين كله اختلافات وأنه لا اتفاق على شيء فيه يقيني مجزوم به،
وإلا لما وقع هذا الخلاف،
والعلمانيون كثيرا ما يركزون على هذا الجانب،ويضخمونه،
لإحداث ذلك الأثر في نفوس المسلمين،
مما يعني انصراف الناس عن الدين.ولا حول ولا قوة الا بالله!

6- انشاء مدارس وجامعات ومراكز ثقافيه أجنبيه،
والتي تكون في حقيقة الأمر خاضعه لإشراف الدول العلمانيه.

7- الإتكاء على بعض القواعد الشرعيه والمنضبطه بقواعد وضوابط الشريعه،
الإتكاء عليها بقوة في غير محلها وبغير مراعاة هذه الضوابط،
(((ومن خلال هذا الإتكاء الضال يحاولون ترويج كل قضايا الفكر العلماني أو جلها)))

مثال

عندهم قضية المرأه على راس اجندتهم
بما ما فيها من
(( مساواه بين الرجل والمرأه - حقوق المرأه - الاختلاط - تعدد الزوجات - الطلاق والكثير ))


وعندهم يأخذون ما يكون حجه في رفض كل ما لا يحبون من شرائع الإسلام،
وإثبات كل ما يرغبون من الأمور التي تقوي العلمانيه وترسخ دعائمها في بلاد المسلمين.

ومثل هذه القواعد

((ارتكاب أخف الضررين-واحتمال أدنى المفسدتين-والضرورات تبيح المحضورات-
ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح-وصلاحية الإسلام لكل زمان-
واختلاف الفتوى باختلاف الأحوال))


تنبيه

أن نؤكد أن اعتمادهم على هذه القواعد أو غيرها ليس لإيمانهم بها،
وليس بعموم وشمول وكمال الدين الذي انبثقت منه هذه القواعد

(( وإنمـــــــــــــــــــــــــــا ))

هي عندهم مجرد أداة يتوصلون بها إلى تحقيق غاياتهم الضاله المنحرفه الخبيثه


(( حكم العلمانية ))

العلمانية تعني أن يعتقد الإنسان أنه غير ملزم بالخضوع لأحكـام الله في كل نواحي الحياة
ومن اعتقد هذه العقيدة فهو (( كافـر بإجمــاع العلماء ))

قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هـــم الكافرون )

وقال تعالى
( فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيمــا شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا
مما قضيت ويسلموا تسليما).


قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز (رحمه الله) :
"ويدخل في القسم الرابع(أي نواقض الإسلام)
من اعتقد أن الأنظمه والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام،
وأن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين،
أو أنه كان سببا في تخلف،أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه
، دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى)

اخيرا

كلنا مسلمين رغم الحمله العلمانيه الكافره

ومحمد صلى الله عليه وسلم باقى الا ان يرث الله الارض ومن عليها .
وبقاء الدين إلى يوم القيامة وتجديده
فلايمكن لأحد أن يمحوه إلى الأبد
، قال تعالى ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ،
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ).

احمد محمد عبده عبد السلام
15/11/2008, 07:19 PM
اشكرك جزيل الشكر علي الموضوع الجميل حقا

مصطفى عودة
15/11/2008, 08:38 PM
العلمانية تعني اللادينية او الدنيوية
ما الذي فتح هذا الموضوع الذي اصبح العديد من العَلْمانيين يخجلون من طرحه الان بعد ان بانت عورته وعوراتهم واصبحت بضاعتهم مزْجاة؟يبدو ان احدهم قد استفز ابن الجزائر ؟ جاءكم الدعم من بطن المعاناة واللالام من العَلْمانيين الذين يبيعون الوطن بثمن بخس ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عِوَجا وبالاخرة هم كافرون،من جانب المسجد الاقصا لنفش فلول الدعاة الكذبة المستأجرين.

العَلمانية لا تصلح في مجتمعنا العربي لوجود الدين المناقض لها ولاننا لا نصلح الا بالدين ــ لا حاجة للدليل ــ لذا حمل هذا الهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكانوا ولا يزالون من الذين لا يفصلون بين الفكر والسلوكْ. انما تصلح حيث صكوك الغفران والفساد والافساد الكنسي والجهل الديني واحتكار العلم والمعرفة عند رجال الدين.

عمر العلمانية التطبيقية في اوروبا وامريكا لا يتجاوز 250 سنة ساندها في ذلك الشيوعيون الذين استخدموا مصطلح الرجعية (ليسقط الدين).

العّلْمانية(نسبة الى العالم) وليس العِلْمانية (نسبة الى العلم كما دلَّس علينا المضبوعين او الناعقين او المروجين او المرجفين في الارض او المخربين او العملاء للفهم والفكر والقصد الغربي) من مصدرها الغربي هي كما يلي في القاموس الغربي:
Secularism is generally the assertion that governmental practices or institutions should exist separately from religion or religious beliefs. Alternatively, it is a principle of promoting secular ideas or values in either public or private settings over religious ways of thought.

In one sense, secularism may assert the right to be free from religious rule and teachings, and freedom from the government imposition of religion upon the people, within a state that is neutral on matters of belief, and gives no state privileges or subsidies to religions. In another sense, it refers to a belief that human activities and decisions, especially political ones, should be based on evidence and fact rather than religious influence
خلاصة الترجمة (لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين. لا دين في التعليم.لا دين في السلوك. لا قيم دينية في الحياة ولا في الفكر يرجع اليها).

عبدالقادربوميدونة
17/11/2008, 11:46 PM
الإخوة الأساتذة الكرام المحترمين
- أحمد خميس
- أحمد محمد عبدة عبد السلام
- مصطفى عودة
أحييكم تحية حارة وأشكركم على التعليق والإضافات القيمة التي توجتم بها كلامي في هذا الشأن ..
الموضوع ليس جديدا في " واتا " لقد نشرته منذ سنة تقريبا ولم يحظ مع الأسف بالقراءة والتعليق ..وهو من جهة أخرى موضوع نشرته بجريدة
" الشروق " اليومي الجزائرية واسعة الانتشارفي ربيع 2005 إثر نشرأحد الزملاء الموصوفين بالانتماء للماركسية وقد علق على خبرنشر بتلك الجريدة ..تحت عنوان :
" ورثة روما وأتباع محمد " وفي الحقيقة لم يتناول في تعليقه أي مس بالدين بشكل مباشروإنما عمد إلى التلميح والغمز فوجدت الفرصة مناسبة لوضع النقاط على الحروف - كما يقال - ليس ردا على تعليقه وإنما قصدت كل الناس به ..وتم نشر الموضوع وأحدث ضجة في الأوساط الشعبية والرسمية آنذاك ..ولذلك رآه أخي مصطفى كرد مني لاستفزاز ما قد تعرضت له من قبل أحدهم ..وأقول لأخي مصطفى عودة المحترم :
العلمانية ..لم تنته ..بل ما تزال تفعل فعلها على مستويات كثيرة والواقع يدعم ذلك ..فشكرا لكم جميعا مع وافراحترامي ومحبتي .

NAJJAR
05/12/2008, 10:26 AM
بارك الله فيكم أستاذنا الكبير
وجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

NAJJAR
05/12/2008, 10:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تكن العلمانية دينا، فهي مناهضة لدفقات الوحي الإلاهي التي هيأت للبشرية سبل رشادها واستقامة عقيدتها. ولم تكن فلسفة مكتملة بذاتها فهي لا تقوم على أسس جدلية واقعية وإنما تعتمد على الدعاية واسجلاب العاطفة أكثر من كونها فكراً يعتمد المنطق ويسايره.
والواقع أنني كلما ذكرت العلمانية قفزت إلى ذهني مباشرة الآية الكريمة " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون " (الأنعام/112)

فهي عملية دعائية يعرف القائمون عليها مدى سطحية علوم البشر ومعارفهم ولكنهم يستكثرون على العامة أن يكون لهم حظ من العلم يضاهون به حظ العلماء، وهي الخاصية التي اختص الله بها عباده المؤمنين بما يفتح لهم من فهم فطري لأمور يحار فيها علماء أهملوا المد الرباني وذهبوا في وحشة ونفور، وهم يثنون عطفهم ليضلوا عن سبيل الله.
وهم لا يريدون أن يقروا بالنبوة لسيد ولد آدم أجمعين، لأنهم لا يطيقون تصور أن عربيا أميا في بادية الصحراء قد جاءهم برسالة يحارون في عظمتها ولا يقدرون على تحريكها أو خلخلتها كلما ناشدهم هواهم أن يفعلوا.

والعلمانية التي تتنكر للأديان وتسعى إلى تحديد إقامة الفكر الديني هي التي تقف عقبة أمام تطور الفكر الإنساني، وهي التي تؤخر فهم البشر للحقيقة الثابتة الوحيدة وهي التوحيد.وهي التي تقف عائقا أمام العقل البشري أن يتبين الحق، فتضله وتختلق له المزاعم والدعايات التي تضيع على البشرية الوقت الذي يمكن استثماره ليصل البشر إلى الحقيقة بأدلة مادية كما لمسوها بأدلة عقلانية وهداية ربانية وحس قلبي.

لقد غر الشيطان أولياءه بأن سول لهم أن وصولهم إلى القمر هو مرحلة مبكرة لوصولهم فيما بعد إلى أبعد من ذلك، وربما جال بخاطر المتخرصين أنهم يصلوا حتى إلى الله، وهو زعم ليس بجديد، فلقد حاول فرعون من قبلهم ذلك واستخف به قومه فأطاعوه. والواقع هو أن البشر لا يزالون مقيدون داخل المنظومة الشمسية في أصغر ما يكون حجمهم وحجم المنظومة أمام كون، يتضاءل فيه حجم المجموعة الشمسية بحيث لا يكاد يرى بالعين المجردة.

فأى عقل ذلك وما حجمه وما هو محيط علمه، وهو يدور في فلك لا نهائي الصغر. فسبحان من شرفنا بعنايته وأكرمنا بهدايته وأفاض علينا برحمته، وهو مالك كل شىء والقادر فوق كل شىء.

إن العلمانية ليست فقط عاجزة عن استيعاب مجتمعاتنا الأكثر تأثرا بالإسلام، وأنما هي أيضا تعاني من أزمة حقيقية في بنيانها وفي صياغتها الفكرية تعميها عن البشر بدعاية غوغائية لا تسمن ولا تغني من جوع. ومنها تخرج أبخرة مسمومة من الفكر الهلامي الذي يظهر آنا في شكل وطنية مستغلا ارتباط الناس بالأرض والبيئة، وتارة أخرى في شكل قومية مستغلة انتماء الناس إلى طائفة بعينها، وكل طائفة تظن أنها الأفضل. ولقد ظن اليهود أنهم أسياد الأمم وأن الأمم الأخرى هم قطعان ماشية وأسموهم بالجوييم. وظن الرومان أنهم أسياد العالم كذلك، وترفع الفرس على العرب في فترة من الزمان. واعتقد الألمان أنهم الجنس الأنقى في أوربا وحاولوا تسخيرها لغاياتهم القومية، واعتقد العرب أنهم أفضل من العجم وذلك على عكس ما أقره الإسلام الذي هو دعامة نجاحهم الأساسية وبه يعلون وبغيره يذلون.

هذه هي أفكار البشر، وهذا ما يمكن أن يصلوا إليه وهناك ما هو أقبح... وهذه هي صورة العلمانية

أستاذنا الكبير.......الأستاذ عبدالقادر بوميدونة.... أنا معكم على من يعترض
بارك الله فيكم، ودمتم للحق شهداء.
وكل عام وأنتم وأحباؤنا بخير إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الرشيـد حاجب
05/12/2008, 11:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة أن السلطات العربية ، تخشى العلمانيين أكثر مما يخشاهم سائر الناس.

إذ السؤال ماذا يبقى في يد السلطة لو فصلت الدين عن الدولة وتركت المساجد

تسيرها الجمعيات الدينية ؟

تصوروا !

NAJJAR
07/12/2008, 06:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة أن السلطات العربية ، تخشى العلمانيين أكثر مما يخشاهم سائر الناس.

إذ السؤال ماذا يبقى في يد السلطة لو فصلت الدين عن الدولة وتركت المساجد

تسيرها الجمعيات الدينية ؟

تصوروا !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي عبدالرشيد حاجب اكرمكم الله

لو تمكنت السلطات من فصل الدين عن السياسة لكانت كارثة لا يبقى بعدها شيئ نخاف عليه. فالسياسة هي عصب الحياة ولها في الدين أهمية لا يمكن حتى مجرد اقتراح مثل هذا الموقف ولو على سبيل النقاش.

والدين الاسلامي دين حياة ولا يمكن تحجيمه او محاصرته او التحكم فيه، حيث العقل البشري لا يمكنه أن يكون ندا للقرآن والسنة، الوحي الذي جاء من رب العباد إلى أشرف الخلق. ولن تتمكن أية سلطة من هذا ما دامت هناك قلوب تخفق بالقرآن. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

عبدالقادربوميدونة
07/12/2008, 02:24 PM
تحية للأستاذين نجاروعبد الرشيد ..واسمحوا لي أن أوضح شيئا مهما هنا أريد من أي أحد منكم إذا أراد نقاشا مفيدا أن يكتب فيه وحوله دون أن يخرج إلى غيره من المحاورالتالية الواردة في النكتة ...
السلطة في الوطن العربي بشكليها الملكي والجمهوري سلطة لا لون ولم طعم ولا رائحة لها ..فهي تتخذ شكل الوعاء الذي توضع فيه.. سلطة مائعة زئبقية مصلحية ظرفية ليست قائمة على انتخابات فعلية حقيقية تستمد شرعيتها من أفراد الأمة أومنبثقة عن تقاليد دستورية ..
العلمانية في نظري لا تعني البتة فصل الدين عن الدولة في الوطن العربي والإسلامي ..ذلك يخص الغرب أما عندنا فالأمر يختلف تماما عند العرب والمسلمين لن تستطيع فصل الإنسان المسلم من الكافر والملحد والمنافق والإسلامي والعلماني بالمفهوم الغربي .نحن أمة متداخلة الأهواء والمشارب والاتجاهات نحن في مهب الريح نتأثرولا نؤثرأبدا بغض النظر عن بعض المحاولات البسيطة هنا وهناك .....
واسمحوا لي أن أورد النكتة التالية :
نحن عرب أمازيغ بربركرد شركس تركمان فراعنة زنوج مسلمون مسيحيون أسياويون أفارقة مغاربة مشارقة لائكيون علمانيون ديمقراطيون مستبدون إسلاميون يمينيون متطرفون يساريون مخرفون وسطيون متزلفون ...الخ..
نحن لا نعرف لحد الساعة من نحن؟
من أين أتينا وإلى أين نتجه ؟ ظهورنا عارية والسياط تلهبها من كل جهة ...
الله غالب على أمره .وشكرا لكم .

عبد الرشيـد حاجب
07/12/2008, 03:56 PM
أنا فقط أردت الإشارة إلى أن السلطة تستغل الدين لتدويخ الشعوب .
مقولة ماركس " الدين افيون الشعوب " تستغلها السلطات العربية بمهارة.
وإلا لماذا تسيطر على المساجد ؟ وما معنى وزارات الشؤون الدينية؟
أليس هدفها تضييق الخناق على الدين حتى لا يتسرب الوعي الصحيح إلى الشعوب؟
ألم تلاحظوا نوعية خطب الجمعة التي تكون أحيانا نسخة واحدة توزع على جميع المساجد
لتهيئة الرأي العام ؟
ولو طبقت العلمانية في الأوطان العربية وتم فصل الدين عن الدولة وأعطيت
للمساجد حريتها لأنقلب الأمر عليهم سريعا ،وفي غضون شهور .
أليس كذلك؟

عبدالقادربوميدونة
07/12/2008, 04:43 PM
أنا فقط أردت الإشارة إلى أن السلطة تستغل الدين لتدويخ الشعوب .

مقولة ماركس " الدين افيون الشعوب " تستغلها السلطات العربية بمهارة.

وإلا لماذا تسيطر على المساجد ؟ وما معنى وزارات الشؤون الدينية؟

أليس هدفها تضييق الخناق على الدين حتى لا يتسرب الوعي الصحيح إلى الشعوب؟

ألم تلاحظوا نوعية خطب الجمعة التي تكون أحيانا نسخة واحدة توزع على جميع المساجد

لتهيئة الرأي العام ؟

ولو طبقت العلمانية في الأوطان العربية وتم فصل الدين عن الدولة وأعطيت

للمساجد حريتها لأنقلب الأمر عليهم سريعا ،وفي غضون شهور .

أليس كذلك؟


ينقلب الأمرسيدي عبد الرشيد على السلطة وليس على الدولة ..
فصل الدين عن الدولة لا يمكن في الدول العربية ...إذا قلنا فصل الدين هذا يعني أية ديانة كانت ..
فكلمة وزارة الشؤون الدينية ..تضم تحت لوائها عدة ديانات يهودية ومسيحية ..وإذا قلنا وزارة الشؤون الإسلامية يختلف الأمر..
وبالتالي الدولة مفهوم شامل وكبير فحتى المساجد وما تحتويه من أعوان كخطباء وأئمة هي جزء أومكون من مكونات الدولة ..
أما الخطاب الديني المسيس فذاك يعني محاولة السلطة الحاكمة أي الحكومة السيطرة على المرافق الحساسة في الدولة ..
لا يمكن فصل الدين عن الدولة في نظري أبدا وأخص بالذكرالدول العربية ..محاولة فصل الدين عن الدولة لدى الدول العربية مستحيل التحقيق ..إلا إذا أعلنت الدولة إلحاديتها وتخليها نهائيا عن الدين وهذا لن يتم لها لأن المكون الأساس للدولة هو الشعب والشعب متدين بالضرورة حسب أصوله وانتمائه الحضاري .

عبدالقادربوميدونة
18/03/2009, 09:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تكن العلمانية دينا، فهي مناهضة لدفقات الوحي الإلاهي التي هيأت للبشرية سبل رشادها واستقامة عقيدتها. ولم تكن فلسفة مكتملة بذاتها فهي لا تقوم على أسس جدلية واقعية وإنما تعتمد على الدعاية واسجلاب العاطفة أكثر من كونها فكراً يعتمد المنطق ويسايره.
والواقع أنني كلما ذكرت العلمانية قفزت إلى ذهني مباشرة الآية الكريمة " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون " (الأنعام/112)

فهي عملية دعائية يعرف القائمون عليها مدى سطحية علوم البشر ومعارفهم ولكنهم يستكثرون على العامة أن يكون لهم حظ من العلم يضاهون به حظ العلماء، وهي الخاصية التي اختص الله بها عباده المؤمنين بما يفتح لهم من فهم فطري لأمور يحار فيها علماء أهملوا المد الرباني وذهبوا في وحشة ونفور، وهم يثنون عطفهم ليضلوا عن سبيل الله.
وهم لا يريدون أن يقروا بالنبوة لسيد ولد آدم أجمعين، لأنهم لا يطيقون تصور أن عربيا أميا في بادية الصحراء قد جاءهم برسالة يحارون في عظمتها ولا يقدرون على تحريكها أو خلخلتها كلما ناشدهم هواهم أن يفعلوا.

والعلمانية التي تتنكر للأديان وتسعى إلى تحديد إقامة الفكر الديني هي التي تقف عقبة أمام تطور الفكر الإنساني، وهي التي تؤخر فهم البشر للحقيقة الثابتة الوحيدة وهي التوحيد.وهي التي تقف عائقا أمام العقل البشري أن يتبين الحق، فتضله وتختلق له المزاعم والدعايات التي تضيع على البشرية الوقت الذي يمكن استثماره ليصل البشر إلى الحقيقة بأدلة مادية كما لمسوها بأدلة عقلانية وهداية ربانية وحس قلبي.

لقد غر الشيطان أولياءه بأن سول لهم أن وصولهم إلى القمر هو مرحلة مبكرة لوصولهم فيما بعد إلى أبعد من ذلك، وربما جال بخاطر المتخرصين أنهم يصلوا حتى إلى الله، وهو زعم ليس بجديد، فلقد حاول فرعون من قبلهم ذلك واستخف به قومه فأطاعوه. والواقع هو أن البشر لا يزالون مقيدون داخل المنظومة الشمسية في أصغر ما يكون حجمهم وحجم المنظومة أمام كون، يتضاءل فيه حجم المجموعة الشمسية بحيث لا يكاد يرى بالعين المجردة.

فأى عقل ذلك وما حجمه وما هو محيط علمه، وهو يدور في فلك لا نهائي الصغر. فسبحان من شرفنا بعنايته وأكرمنا بهدايته وأفاض علينا برحمته، وهو مالك كل شىء والقادر فوق كل شىء.

إن العلمانية ليست فقط عاجزة عن استيعاب مجتمعاتنا الأكثر تأثرا بالإسلام، وأنما هي أيضا تعاني من أزمة حقيقية في بنيانها وفي صياغتها الفكرية تعميها عن البشر بدعاية غوغائية لا تسمن ولا تغني من جوع. ومنها تخرج أبخرة مسمومة من الفكر الهلامي الذي يظهر آنا في شكل وطنية مستغلا ارتباط الناس بالأرض والبيئة، وتارة أخرى في شكل قومية مستغلة انتماء الناس إلى طائفة بعينها، وكل طائفة تظن أنها الأفضل. ولقد ظن اليهود أنهم أسياد الأمم وأن الأمم الأخرى هم قطعان ماشية وأسموهم بالجوييم. وظن الرومان أنهم أسياد العالم كذلك، وترفع الفرس على العرب في فترة من الزمان. واعتقد الألمان أنهم الجنس الأنقى في أوربا وحاولوا تسخيرها لغاياتهم القومية، واعتقد العرب أنهم أفضل من العجم وذلك على عكس ما أقره الإسلام الذي هو دعامة نجاحهم الأساسية وبه يعلون وبغيره يذلون.

هذه هي أفكار البشر، وهذا ما يمكن أن يصلوا إليه وهناك ما هو أقبح... وهذه هي صورة العلمانية

أستاذنا الكبير.......الأستاذ عبدالقادر بوميدونة.... أنا معكم على من يعترض
بارك الله فيكم، ودمتم للحق شهداء.
وكل عام وأنتم وأحباؤنا بخير إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ نجارالمفكرالإسلامي المحترم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أين أنت يا أخي لقد افتقدناك في " واتا " لمدة طويلة.. إن شاء الله خير ..
لقد أصبحت " واتا " في غياب بعض الأقلام الجادة المقتدرة تعج ببعض المتنطعين والمتحاملين على الأبرياء فهلا من إطلالة جديدة تلقي بها ضوءا على ما يعيشه العرب والمسلمون في هذه الظروف العصيبة من اختلاط الحابل بالنابل بالتنابل بالقنابل.؟

NAJJAR
21/03/2009, 02:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الكريم: الأستاذ بوميدونة الموقر
شكرا لسيادتكم على هذا الإطراء الذي تفضلتم به علينا

في الحقيقة أستاذي الكريم.. فحال الأمة العربية يرثى له من حيث النظر على مستوى الطغمة الحاكمة التى ابتلانا الله بها في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، التي تمثل إرهاصة العودة للنظام الإسلامي بكافة مفرداته التي غيبت قرابة القرن، واحلت مكانها مفردات أحادية غربية لا نعرفها ولا تعرفنا.

ولسنا قلقين على الشعوب العربية إلا من جهة الإعلام المضلل وهامات رفعت وهي خاوية وهامات خفضت وهي بالعلم ممتلئة، حتى أصبح العامة يخوضون فيما لا يعلمون بعد أن شاهدوا خلاف العلماء واستهانة الجهلاء بثوابت ثقافية كان المساس بها أو مجرد الإقتراب منها من الموبقات التي تدخل صاحبها نار الدنيا ونار الآخرة.

ولكن مصدر قلقنا هو أن استهانة الغرب بحكامنا إلى هذه الدرجة والتلاعب بأحلامهم غير المشروعة قد أضعف الآصرة ما بين أولي الأمر والعامة بحيث إذا جد الجد وحانت لحظة فطام الأنام عن الحرام، كانت هناك هوجاء وعانى المصلحون ما تركه المفسدون من إرث من عدم الإحترام لولي الأمر والإقلال من قدره وتحدي الجهلاء له فنخسر حرباً يعد الغرب لها جيداً.

والحقيقة هي أن الخلاف الذي يطفح على الساحة السياسية ودعاوى الوحدة الزائفة ومؤتمرا اللقمة العربية التي يسعى فيها الزعماء الى تخاطف المساعدات والدعم الغربي الخبيث، كل ذلك لا يمثل الخط العام للأمة ولا يوافق شعب عربي علي أيِ منها. ولعل بادرة الأمل في كل ذلك هي انكشاف الأمر وسطوعه بحيث أصبح من اليسير الآن على رجل الشارع أن يفهم من تلقاء نفسه دون ان يتعرض لضلالات المضللين.

واما بالنسبة للعلمانية، فهي لا تعني تطبيق العلوم وإلا كان الإسلام أولى بها من أهلها، ولا يعني نبذها نبذ العلم وسلخه عن الدين. والذي يحضرني هنا في هذا الأمر هو أن العلمانية تتصف بتعلية العلوم الإجتماعية وليس العلوم الطبيعية. وهذا مدخل الخطأ في تقييمها، إذ يدافع البعض عنها على أنها تهتم بتعلية العلم في مقابل فكرتهم الضالة عن الدين على أنه خرافات وروايات وأقاويل قديمة بشرية. في حين أن المسألة تتركز في دفع الدين لما يسمونه بالعلوم الإجتماعية، وهي مجال فسيح للتخرصات البشرية التي تعد التفافا على الحقيقة ومحاولة لتعلية إرادة البشر على غرادة الخالق دون التعرض المباشر للدين. وحينما نجحت هذه العلوم المزيفة في السيطرة على أهواء البشر، بدات المرحلة الثانية وهي وصفها بالعلم، وبالتالي تجهيل من يعارضونها. وتزامن ذلك مع دعاوى تجهيل المتدينين، ووصفهم بالرجعية والتقوقع.

إن الحرب هنا ليست مع العلم، فهو مكون هام من مكونات الفكر الديني، ولا يمكن أن يوضع في الطرف النقيض، إذ أن من يفعل ذلك واحد من ثلاثة: إما أنه لا يعلم الدين، أو أنه لا دراية له بفلسفة العلوم، أو أنه مكابر يضل الناس على علم. والعلمانية نظرية سياسية إجتماعية، تحاول أن تزهد المجتمعات في موروثاتها الثقافية لجرها إلى فكر أحادي بشري ينأى بها عن الفكر الديني الذي تعتبره جامدا وغير متعاون في أصوله مع الأهواء البشرية التي تسميها تظريات إجتماعية. ورغم تهاوي تلك النظريات واحدة تلو الأخرى، إلا أن المكابرة والغرور يقود العلمانيين إلى خلق المفردات التقويمية لهذه النظريات وإعادة بثها في صور جديدة، وهكذا.

والذي نعتقد فيه هو أنه بدون بعث حديث لمفردات الحوار الديني والبعد عن التفرقة المذهبية والتناقضات المجتمعية، لن يكون هناك أمة عربية على المدى البعيد، أو ستكون هناك أمة عربية متشرذمة غير ذات كيان، تحصدها أحداث الساعة.

نسأل الله لأمتنا الحبيبة أن تكون رائدة الأمم على مضمار العودة إلى الحق الذي هو سارب، وأن يكفينا الله شر الضال من المشارب والمآرب، إنه هو مولى ذلك والقادر عليه.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عبدالقادربوميدونة
23/07/2009, 06:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الكريم: الأستاذ بوميدونة الموقر
شكرا لسيادتكم على هذا الإطراء الذي تفضلتم به علينا
في الحقيقة أستاذي الكريم.. فحال الأمة العربية يرثى له من حيث النظر على مستوى الطغمة الحاكمة التى ابتلانا الله بها في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، التي تمثل إرهاصة العودة للنظام الإسلامي بكافة مفرداته التي غيبت قرابة القرن، واحلت مكانها مفردات أحادية غربية لا نعرفها ولا تعرفنا.
ولسنا قلقين على الشعوب العربية إلا من جهة الإعلام المضلل وهامات رفعت وهي خاوية وهامات خفضت وهي بالعلم ممتلئة، حتى أصبح العامة يخوضون فيما لا يعلمون بعد أن شاهدوا خلاف العلماء واستهانة الجهلاء بثوابت ثقافية كان المساس بها أو مجرد الإقتراب منها من الموبقات التي تدخل صاحبها نار الدنيا ونار الآخرة.
ولكن مصدر قلقنا هو أن استهانة الغرب بحكامنا إلى هذه الدرجة والتلاعب بأحلامهم غير المشروعة قد أضعف الآصرة ما بين أولي الأمر والعامة بحيث إذا جد الجد وحانت لحظة فطام الأنام عن الحرام، كانت هناك هوجاء وعانى المصلحون ما تركه المفسدون من إرث من عدم الإحترام لولي الأمر والإقلال من قدره وتحدي الجهلاء له فنخسر حرباً يعد الغرب لها جيداً.
والحقيقة هي أن الخلاف الذي يطفح على الساحة السياسية ودعاوى الوحدة الزائفة ومؤتمرا اللقمة العربية التي يسعى فيها الزعماء الى تخاطف المساعدات والدعم الغربي الخبيث، كل ذلك لا يمثل الخط العام للأمة ولا يوافق شعب عربي علي أيِ منها. ولعل بادرة الأمل في كل ذلك هي انكشاف الأمر وسطوعه بحيث أصبح من اليسير الآن على رجل الشارع أن يفهم من تلقاء نفسه دون ان يتعرض لضلالات المضللين.
واما بالنسبة للعلمانية، فهي لا تعني تطبيق العلوم وإلا كان الإسلام أولى بها من أهلها، ولا يعني نبذها نبذ العلم وسلخه عن الدين. والذي يحضرني هنا في هذا الأمر هو أن العلمانية تتصف بتعلية العلوم الإجتماعية وليس العلوم الطبيعية. وهذا مدخل الخطأ في تقييمها، إذ يدافع البعض عنها على أنها تهتم بتعلية العلم في مقابل فكرتهم الضالة عن الدين على أنه خرافات وروايات وأقاويل قديمة بشرية. في حين أن المسألة تتركز في دفع الدين لما يسمونه بالعلوم الإجتماعية، وهي مجال فسيح للتخرصات البشرية التي تعد التفافا على الحقيقة ومحاولة لتعلية إرادة البشر على غرادة الخالق دون التعرض المباشر للدين. وحينما نجحت هذه العلوم المزيفة في السيطرة على أهواء البشر، بدات المرحلة الثانية وهي وصفها بالعلم، وبالتالي تجهيل من يعارضونها. وتزامن ذلك مع دعاوى تجهيل المتدينين، ووصفهم بالرجعية والتقوقع.
إن الحرب هنا ليست مع العلم، فهو مكون هام من مكونات الفكر الديني، ولا يمكن أن يوضع في الطرف النقيض، إذ أن من يفعل ذلك واحد من ثلاثة: إما أنه لا يعلم الدين، أو أنه لا دراية له بفلسفة العلوم، أو أنه مكابر يضل الناس على علم. والعلمانية نظرية سياسية إجتماعية، تحاول أن تزهد المجتمعات في موروثاتها الثقافية لجرها إلى فكر أحادي بشري ينأى بها عن الفكر الديني الذي تعتبره جامدا وغير متعاون في أصوله مع الأهواء البشرية التي تسميها تظريات إجتماعية. ورغم تهاوي تلك النظريات واحدة تلو الأخرى، إلا أن المكابرة والغرور يقود العلمانيين إلى خلق المفردات التقويمية لهذه النظريات وإعادة بثها في صور جديدة، وهكذا.
والذي نعتقد فيه هو أنه بدون بعث حديث لمفردات الحوار الديني والبعد عن التفرقة المذهبية والتناقضات المجتمعية، لن يكون هناك أمة عربية على المدى البعيد، أو ستكون هناك أمة عربية متشرذمة غير ذات كيان، تحصدها أحداث الساعة.
نسأل الله لأمتنا الحبيبة أن تكون رائدة الأمم على مضمار العودة إلى الحق الذي هو سارب، وأن يكفينا الله شر الضال من المشارب والمآرب، إنه هو مولى ذلك والقادر عليه.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

إن شاء الله ..لكن أين أنت يا أخي هل هو الصيف جاءك بأكثرمن ضيف ؟

عبدالرحمن هنانو
23/07/2009, 08:00 PM
أنا أعترض يا أستاذ عبدالقادر بوميدونة ،وأعترض على من وافقك لكن تاكد " بحب"[/color]

ويبدوا أن المتدخلين اختلطت عليهم المفاهيم وتحديدات المصطلحات وانطلقوا من خوفهم على الدين الإسلامي الذي لا خوف عليه وهو بقوته ورزانته وعمق رسالته التي يحاول البعض فرض تفسيراتهم على الناس ،أفرادا وجماعات وفصل الدين عن الدولة هو ابعاد سلطة الدولة على إحكامات التدين سلوكا وفكرا.وأن يكون الأمر خالصا إيمانيا بين العبد وربه.
وتأكد أن لي مداخلة جادة في هذا الموضوع سأقدمها لاحقا.لانشغالي في هذه اللحظة بأمور دنيوية.
ولن تجد في مداخلتي مثل الألفاظ التي يستعملها بعض الإخوة سامحهم الله. مثل:
" العلمانية الخبيثة" –"بانت عورته وعوراتهم"- "فلول الدعاة الكذبة المستأجرين" – " المضبوعين او الناعقين او المروجين او المرجفين في الارض او المخربين او العملاء للفهم والفكر والقصد الغربي" – "هواهم"-"المتخرصين"-" الطغمة"-"الأهواء البشرية التي تسميها تظريات إجتماعية"-" المكابرة والغرور"

وغيرها من الكلام الوصفي الذي لا يخدم الدرس والبحث والنقاش الناضج ،الذي يدفع بالتي هي أحسن.
مشكور جدا أستاذي الفاضل على طرح هذا الموضوع وأتمنى أن يرتفع مستوى النقاش .وأن يكون علمانيا بمعنى الابتعاد عن الاندفاع الديني والدفع بالتي هي اخشن والاقتراب من المفاهيم التي تنصف الدين فكرا وسلوكا لأن المنزه هو الله والمقدس هو تنزيل الحكيم وليس الفهم والتفسير، وما عهدنا عليه اباءنا مع توقيرهم والترحم عليهم وشكر الله على فضله أنهم أسسوا للحياة فكرا وعلما وعلينا ان نقوم بدورنا في التاسيس والتجديد للحياة فكرا وعلما.انطلاقا من موروثنا وتراثنا.وليس بالضرورة التسليم به والانقياد له.لأن ما انتجه الانسان خلال قرنين إلى اليوم من علوم ومعارف واكتشافات كفيلة بأن تراجع ما سبق وأن كان مسلما ومن الموبقات الخوض فيه على حد قول أحد الأساتذة الأفاضل المتدخلين. واقتفي في هذه اللحظة لأعود.
وأشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا رسول الله الخاتم لرسالاته. وحسبي الله ونعم الوكيل.

ناصر محمود الحريري
23/07/2009, 11:43 PM
أيها الشيخ الجليل سيدي واستاذي الفاضل عبد القادر بو ميدونه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لقلبك وقلمك وروحك النقية وعقلك الوافر
لن أتداخل هنا ياسيدي، فانا أؤمن بأن الإسلام عظيم وراسخ حد اليقين، وقد مر عليه الكثير من الإيديولوجيات والفلسفات والدعوات الباطنية والمشبوهة وغيرها ولم تفت في عضده ولم تزعزع من رسوخه، وظل وسيظل حاضرا في ضمير الأمة يملأ حياة الناس والعباد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا خوف على الإسلام قيد أنملة
غير اني يا سيدي أحببت وليس لمثلي ان يستدرك على مثلك وأنت من عرفناه برجاحة العقل وصواب الرأي والتثبت والإلتزام بالمنهج والأمانة العلمية والتحمل والاداء،
جاء جمع من سكان اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن كيفية بدء الخلق، فقالوا له: أخبرنا يا رسول الله، كيف كان الكون قبل أن يخلق الله مخلوقاته، أي قبل خلق القلم، واللوح المحفوظ، والعرش، وسائر مخلوقاته وموجوداته من جنة ونار و جن وبشر ووحوش والسماوات والأرض، فقال: كان الله.. فقالوا له كيف؟ فقال في عمى.. أي لا يستطيع العقل البشري تصور شيء.

فهل هذا الحديث الذي ذكرته، صحيح وثابت روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل هو مذكور في أحد الصحاح أو المسانيد المعتبرة والمشهورة بهذه الصيغة؟
هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كان الله.. فقالوا له كيف؟ فقال في عمى..؟ أم أنها الفلسفة الإشراقية الصوفية؟ التي تزعم أن أول مراتب الوجود أو أول التعينات هو وجود الحق في مرتبة العماء حيث لا يوصف الحق في هذه المرتبة بصفة ولا إسم ولا رسم كما يزعمون، وهم يقصدون الوجود المطلق، أي الحق والخلق وليس الخلق فقط لأنه لا فرق عندهم بين الحق والخلق، فالكل من عين واحدة فيما يسمونه بوحدة الوجود، ثم كان التعين الثاني بالحقيقة الأحمدية حيث رأى الحق صورة ذاته متجليا بها أو كما يزعم ابن عربي رأى الحق صورة ذاته متجليا في الحقيقة الأحمدية كما يرى أحدنا صورة ذاته في المرآة، فأعجبه ذلك وأراد أن تكتمل التجليات فخلق من نور أحمد جميع المخلوقات وأصبح يتجلى في كل ذرات الوجود؟

فأول شيء خلقه الله هو القلم، والنون التي هي الدواة ( ن والقلم وما يسطرون ) قال الله للقلم : اكتب، قال يا رب ماذا أكتب؟ قال: اكتب علمي فيما هو كائن وما يكون إلى يوم القيامة، ثم خلق اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل شيء .( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) ثم خلق العرش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه:
إن السماء الدنيا ما هي بالنسبة للسماء الثانية، إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الثانية، بالنسبة للسماء الثالثة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الثالثة، بالنسبة للسماء الرابعة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الرابعة، بالنسبة للسماء الخامسة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الخامسة، بالنسبة للسماء السادسة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء السادسة بالنسبة للسماء السابعة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء السابعة بالنسبة للعرش، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن العرش بالنسبة للكرسي، ما هو إلا كحلقة في صحراء. ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.) (الحاقة، الآية: 17 ) ( ثم خلق باب التوبة من جهة الغرب ، يبلغ اتساع هذا الباب مسيرة سبعين عاما ، تركه مشرعا للتائبين، إلى أن تشرق الشمس من الغرب، أي أن باب التوبة يبقى مفتوحا لمن أذنب وعصى فيرجع ويتوب إلى رب العالمين، فإذا أشرقت الشمس من الغرب أغلق هذا الباب وانتهى الأمر فلا توبة بعده. ثم خلق الرحم، التي تعلقت بعرش الرحمان قائلة: أعوذ بك ممن قطعني، فقال لها: (من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته، أترضين قالت رضيت) ثم خلق مئة رحمة، فأنزل منها إلى مخلوقاته واحدة، واحتفظ بتسع وتسعين أخرى ليوم القيامة.
واما هذا الحديث استاذي الكريم عبد القادر فقد بحثت عنه ولم أعثر له على سند أو أصل في كتب الحديث وإنما هو منتشر في المنتديات وعلى ألسنة العامة، والمعروف المشتهر في كتب الحديث هو أن الكرسي موضع القدمين وان العرش أعظم من الكرسي وقد سأل عن هذا الحديث أحد العلماء فأجاب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو بهذا اللفظ غريب ولايعرف في كتب السنة المشهورة
ولعل أقرب الألفاظ له ما أخرجه أبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 635 – 637 / 63 ) حدثنا الوليد ، حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا أبواليمان ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن أشعث بن عبدالله التميمي ، عن عبدالعزيز بن عمر – أو عمران الشك من ابن العياش – ، أن أبا ذر – رضي الله عنه – ، قال : قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " أتدري ما الكرسي ؟ " ، فقلت : لا ، قال : " ما السماوات والأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما العرش في الماء إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما جميع ذلك في قبضة الله – عز وجل – إلا كالحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم ، وذلك قوله – تعالى – : { والأرض جميعاً قبضته يوم القيمة } " .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24790
وقد سقط سهوا كلمتان من سورة العصر
ما كان قصدي أن أحرف الموضوع عن مساره، وإنما هي همسة أقدمها لك استاذي الفاضل عبد القادر بو مديونة
مع تمنياتي لك بالصحة الوافرة والعمر المديد وأن يحفظك الله ويديم فضلك وظلك

محمد خلف الرشدان
02/08/2009, 02:42 AM
الأخ الحبيب الأستاذ الكبير عبد القادر بوميدونة المحترم تحية طيبة وبعد العلمانية هي معنى كلمة (secularism) ومعناها: ابتعد عن الدين، فلا تبالي بالدين ولا الاعتبارات الدينية، وقد ظهرت كمذهب أو مصطلح يناهض انحرافات الكنيسة في أوربا التي حرمت العلم والعلوم التجريبية كالطب والهندسة والصناعة وغيرها من العلوم .
فكانت العلمانية ردة فعل على الكنيسة، وذلك في ظل الثورة الفرنسية سنة 1789م، فكانت هذه بداية العلمانية في العالم، إذا العلمانيون هم فئة من الناس همهم وغايتهم ومنهجهم إبعاد الدين عن الحياة وعن المجتمع، ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) فكانت العلمانية خيرا للشعوب الأوربية من انحرافات الكنيسة وجهلها وحربها على العلوم التجريبية .

العلمانية شجرة خبيثة نمت فأثمرت خبثا وفسادا في المجتمعات الإسلامية قال الله تعالى:" والذي خبث لا يخرج إلا نكدا " 0 الأعراف: 58
سخريتهم بتعاليم الإسلام وأهله، ورميهم بالتخلف والجمود والرجعية والإرهاب ، معروفة للجميع
فهل بعد هذا يشك عاقل بكفر هؤلاء العلمانيين وشركهم ؟

الواجب على المسلمين أن يحصروهم ويقعدوا لهم كل مرصد، ويقيموا عليهم حكم الله في المرتدين لقوله صلى الله عليه وسلم:" من بدل دينه فاقتلوه " رواه البخاري وأي تبديل أعظم من تبديل العلمانيين لدين الله سبحانه وتعالى .
مع شكري وتقديري لك أيها الجزائري ذو النسب الشريف والعقل الحصيف والقلم النظيف .
:mh78:

عماد الدين علي
02/08/2009, 03:13 AM
الأخ الحبيب الأستاذ الكبير عبد القادر بوميدونة المحترم تحية طيبة وبعد العلمانية هي معنى كلمة (secularism) ومعناها: ابتعد عن الدين، فلا تبالي بالدين ولا الاعتبارات الدينية، وقد ظهرت كمذهب أو مصطلح يناهض انحرافات الكنيسة في أوربا التي حرمت العلم والعلوم التجريبية كالطب والهندسة والصناعة وغيرها من العلوم .
فكانت العلمانية ردة فعل على الكنيسة، وذلك في ظل الثورة الفرنسية سنة 1789م، فكانت هذه بداية العلمانية في العالم، إذا العلمانيون هم فئة من الناس همهم وغايتهم ومنهجهم إبعاد الدين عن الحياة وعن المجتمع، ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) فكانت العلمانية خيرا للشعوب الأوربية من انحرافات الكنيسة وجهلها وحربها على العلوم التجريبية .
:mh78:
أخي الحبيب الأستاذ محمد خلف الرشدان ..
كنت أتمنى عليك أن تكمل موضحاً الفارق بين العلمانية لديهم والعلمانية لدينا ،فاسمح لي أن أكمل مستأنساً بما قاله فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في احدى حروبه التي خاضها مع العلمانية ، فأقول :
العلمانية من ناحية أخرى، ضد أصالتنا وسيادتنا، لأنها مبدأ مستورد من خارج أرضنا، ومن قوم غير قومنا، لهم تاريخ غير تاريخنا، ومفاهيم غير مفاهيمنا، وقيم غير قيمنا، وعقائد غير عقيدتنا، وقوانين غير شريعتنا، وأوضاع غير أوضاعنا.
إنهم احتاجوا إلى العلمانية لظروف خاصة بهم، ونحن لا حاجة لنا إلى العلمانية، لأنها كانت حلا لمشكلهم مع كنيستهم، وهي عندنا تكون مشكلة في ذاتها.
والعلمانية لا تصادم عقيدتهم، ولا شريعتهم، ولا تعارض أحكاما إلهية مفروضة عليهم من ربهم، ولكنها عندنا تصادم العقيدة، التي من مقتضياتها النزول على حكم الله ورسوله، وتعارض الشريعة، التي أنزلها الله منظمة لحياة الناس، بوضع الأصول الضابطة لها، والأحكام الهادية لمسيرتها.
والعلمانية عندهم، لم تمح سلطة الدين ورجاله، وإنما فصلت بين السلطتين: الروحية والزمنية، وتركت لكل منهما مجالها ونفوذها وحرية تحركها، وقد بقيت هناك سلطة الكنيسة، تمارس نشاطها بما تملك من مال ورجال وسلطان.
أما نحن، فليس لنا سلطة دينية مستقلة مقتدرة، فالعلمانية ـ عندنا ـ تعني تصفية الوجود الإسلامي، بحيث لا يبقى له قدرة ولا سلطان ولا حرية، ما لم يكن خادما للسلطة السياسية القائمة
ولم يعرف المسلمون في تاريخهم انفصالا بين الدين والدولة إلا عندما نجم قرن العلمانية في هذا العصر، وهو ما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منه، وأمر بمقاومته كما في حديث معاذ: ( ألا إن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الإسلام حيث دار، ألا إن القرآن والسلطان سيفترقان (أي الدين والدولة) فلا تفارقوا الكتاب. ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، فإن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم". قالوا: وماذا نصنع يا رسول الله؟ قال: "كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم: نشروا بالمناشير، وحملوا على الخشب. موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله ) الطبراني.
والله الموفق
-------------------------------------------------------------------------------------------
مدخل لمعرفة الإسلام للقرضاوي
معجم الطبراني الكبير

عبدالقادربوميدونة
04/08/2009, 05:35 PM
أنا أعترض يا أستاذ عبدالقادر بوميدونة ،وأعترض على من وافقك لكن تاكد " بحب"[/color]

ويبدوا أن المتدخلين اختلطت عليهم المفاهيم وتحديدات المصطلحات وانطلقوا من خوفهم على الدين الإسلامي الذي لا خوف عليه وهو بقوته ورزانته وعمق رسالته التي يحاول البعض فرض تفسيراتهم على الناس ،أفرادا وجماعات وفصل الدين عن الدولة هو ابعاد سلطة الدولة على إحكامات التدين سلوكا وفكرا.وأن يكون الأمر خالصا إيمانيا بين العبد وربه.
وتأكد أن لي مداخلة جادة في هذا الموضوع سأقدمها لاحقا.لانشغالي في هذه اللحظة بأمور دنيوية.
ولن تجد في مداخلتي مثل الألفاظ التي يستعملها بعض الإخوة سامحهم الله. مثل:

وغيرها من الكلام الوصفي الذي لا يخدم الدرس والبحث والنقاش الناضج ،الذي يدفع بالتي هي أحسن.
مشكور جدا أستاذي الفاضل على طرح هذا الموضوع وأتمنى أن يرتفع مستوى النقاش .وأن يكون علمانيا بمعنى الابتعاد عن الاندفاع الديني والدفع بالتي هي اخشن والاقتراب من المفاهيم التي تنصف الدين فكرا وسلوكا لأن المنزه هو الله والمقدس هو تنزيل الحكيم وليس الفهم والتفسير، وما عهدنا عليه اباءنا مع توقيرهم والترحم عليهم وشكر الله على فضله أنهم أسسوا للحياة فكرا وعلما وعلينا ان نقوم بدورنا في التاسيس والتجديد للحياة فكرا وعلما.انطلاقا من موروثنا وتراثنا.وليس بالضرورة التسليم به والانقياد له.لأن ما انتجه الانسان خلال قرنين إلى اليوم من علوم ومعارف واكتشافات كفيلة بأن تراجع ما سبق وأن كان مسلما ومن الموبقات الخوض فيه على حد قول أحد الأساتذة الأفاضل المتدخلين. واقتفي في هذه اللحظة لأعود.
وأشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا رسول الله الخاتم لرسالاته. وحسبي الله ونعم الوكيل.

في الحقيقة - كما ترى - الأستاذ المحترم عبدالرحمن هنانوأبوسمراء أني لم أعرف العلمانية لا لغة ولا اصطلاحا ولا ممارسة ..إنما كتبت عرضا انطباعيا تأثرا وردا على أحدهم وقد نشرموضوعا في جريدة
" الشروق العربي " الجزائرية ربيع 2005 م تحت مسمى " ورثة روما وأتباع محمد "..وقد لقي الموضوعان صدى كبيرا في تلك الجريدة ولدى قرائها ..ولم أن أنتبه ساعتها لضرورة تذييله بمراجع أو هوامش.. لأن أكثرما ورد في موضوعي هوعبارة عن وجهة نظرشخصية نظرا لعدم تجرؤ أغلب الصحفيين والكتاب آنذاك لتناول مسألة الخلق وبداية نشوء الكون وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم والخوض في مسائل يخشى كثيرمن الناس التطرق إليها ..إما لفقرالزاد المعرفي وإما خوفا من ردة الفعل لدى المعارضين ..
وها أنت جئت معارضا لكنك لم تتناول ما طرح في الموضوع من أفكارجديدة وقراءة مخالفة نوعا ما لما سبق مدعمة بآيات قرآنية ..نتمنى أن تتاح لك فرصة العودة ومناقشة الجديد في الطرح وليس المسلمات في كون أن الفكرالبشري يؤخذ ويرد عليه ..شكرا لك .

عبدالقادربوميدونة
07/08/2009, 09:46 PM
أيها الشيخ الجليل سيدي واستاذي الفاضل عبد القادر بو ميدونه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لقلبك وقلمك وروحك النقية وعقلك الوافر
لن أتداخل هنا ياسيدي، فانا أؤمن بأن الإسلام عظيم وراسخ حد اليقين، وقد مر عليه الكثير من الإيديولوجيات والفلسفات والدعوات الباطنية والمشبوهة وغيرها ولم تفت في عضده ولم تزعزع من رسوخه، وظل وسيظل حاضرا في ضمير الأمة يملأ حياة الناس والعباد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا خوف على الإسلام قيد أنملة
غير اني يا سيدي أحببت وليس لمثلي ان يستدرك على مثلك وأنت من عرفناه برجاحة العقل وصواب الرأي والتثبت والإلتزام بالمنهج والأمانة العلمية والتحمل والاداء،
جاء جمع من سكان اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن كيفية بدء الخلق، فقالوا له: أخبرنا يا رسول الله، كيف كان الكون قبل أن يخلق الله مخلوقاته، أي قبل خلق القلم، واللوح المحفوظ، والعرش، وسائر مخلوقاته وموجوداته من جنة ونار و جن وبشر ووحوش والسماوات والأرض، فقال: كان الله.. فقالوا له كيف؟ فقال في عمى.. أي لا يستطيع العقل البشري تصور شيء.
فهل هذا الحديث الذي ذكرته، صحيح وثابت روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل هو مذكور في أحد الصحاح أو المسانيد المعتبرة والمشهورة بهذه الصيغة؟
هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كان الله.. فقالوا له كيف؟ فقال في عمى..؟ أم أنها الفلسفة الإشراقية الصوفية؟ التي تزعم أن أول مراتب الوجود أو أول التعينات هو وجود الحق في مرتبة العماء حيث لا يوصف الحق في هذه المرتبة بصفة ولا إسم ولا رسم كما يزعمون، وهم يقصدون الوجود المطلق، أي الحق والخلق وليس الخلق فقط لأنه لا فرق عندهم بين الحق والخلق، فالكل من عين واحدة فيما يسمونه بوحدة الوجود، ثم كان التعين الثاني بالحقيقة الأحمدية حيث رأى الحق صورة ذاته متجليا بها أو كما يزعم ابن عربي رأى الحق صورة ذاته متجليا في الحقيقة الأحمدية كما يرى أحدنا صورة ذاته في المرآة، فأعجبه ذلك وأراد أن تكتمل التجليات فخلق من نور أحمد جميع المخلوقات وأصبح يتجلى في كل ذرات الوجود؟
فأول شيء خلقه الله هو القلم، والنون التي هي الدواة ( ن والقلم وما يسطرون ) قال الله للقلم : اكتب، قال يا رب ماذا أكتب؟ قال: اكتب علمي فيما هو كائن وما يكون إلى يوم القيامة، ثم خلق اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل شيء .( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) ثم خلق العرش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه:
إن السماء الدنيا ما هي بالنسبة للسماء الثانية، إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الثانية، بالنسبة للسماء الثالثة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الثالثة، بالنسبة للسماء الرابعة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الرابعة، بالنسبة للسماء الخامسة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء الخامسة، بالنسبة للسماء السادسة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء السادسة بالنسبة للسماء السابعة، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن السماء السابعة بالنسبة للعرش، ما هي إلا كحلقة في صحراء، وأن العرش بالنسبة للكرسي، ما هو إلا كحلقة في صحراء. ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.) (الحاقة، الآية: 17 ) ( ثم خلق باب التوبة من جهة الغرب ، يبلغ اتساع هذا الباب مسيرة سبعين عاما ، تركه مشرعا للتائبين، إلى أن تشرق الشمس من الغرب، أي أن باب التوبة يبقى مفتوحا لمن أذنب وعصى فيرجع ويتوب إلى رب العالمين، فإذا أشرقت الشمس من الغرب أغلق هذا الباب وانتهى الأمر فلا توبة بعده. ثم خلق الرحم، التي تعلقت بعرش الرحمان قائلة: أعوذ بك ممن قطعني، فقال لها: (من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته، أترضين قالت رضيت) ثم خلق مئة رحمة، فأنزل منها إلى مخلوقاته واحدة، واحتفظ بتسع وتسعين أخرى ليوم القيامة.
واما هذا الحديث استاذي الكريم عبد القادر فقد بحثت عنه ولم أعثر له على سند أو أصل في كتب الحديث وإنما هو منتشر في المنتديات وعلى ألسنة العامة، والمعروف المشتهر في كتب الحديث هو أن الكرسي موضع القدمين وان العرش أعظم من الكرسي وقد سأل عن هذا الحديث أحد العلماء فأجاب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو بهذا اللفظ غريب ولايعرف في كتب السنة المشهورة
ولعل أقرب الألفاظ له ما أخرجه أبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 635 – 637 / 63 ) حدثنا الوليد ، حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا أبواليمان ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن أشعث بن عبدالله التميمي ، عن عبدالعزيز بن عمر – أو عمران الشك من ابن العياش – ، أن أبا ذر – رضي الله عنه – ، قال : قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " أتدري ما الكرسي ؟ " ، فقلت : لا ، قال : " ما السماوات والأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما العرش في الماء إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما جميع ذلك في قبضة الله – عز وجل – إلا كالحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم ، وذلك قوله – تعالى – : { والأرض جميعاً قبضته يوم القيمة } " .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24790
وقد سقط سهوا كلمتان من سورة العصر
ما كان قصدي أن أحرف الموضوع عن مساره، وإنما هي همسة أقدمها لك استاذي الفاضل عبد القادر بو مديونة
مع تمنياتي لك بالصحة الوافرة والعمر المديد وأن يحفظك الله ويديم فضلك وظلك

الأستاذ ناصرمحمود الحريري المحترم :
أحييك وأتمنى لك دوام اليقظة والانتباه.. في كل اتجاه ..لرد من ضل وتاه ..
في الحقيقة كما أوضحت سابقا هومقال صحفي نشرته ابن لحظته كرد فوري على من اعتقدت أنه قصد شيئا ما للإساءة للدين الإسلامي ..ولم أذيله آنذاك بمصادروهوامش لظني أنه يموت بموت تلك الصفحة التي حملته ..غيرأني بعد مدة وبعد الانفتاح الإعلامي العربي والغربي الرهيب ومد يد الناس إلى كل شيء دون استثناء تذكرت أنه يمكن لهذا المقال أن يطوروينمى ويتوسع فيه ..
أما ما يتعلق بصحة الحديث من عدمها فقد قرأت ذلك في صفحة من صفحات تفسيرابن كثيرالمؤلف من أربعة أجزاء ولون أخضر ..ولا أتذكرلا الطبعة ولا رقم الصفحة ولا أظن أن كتابا قيما ككتاب ابن كثير يدون فيه حديث غيرصحيح أومشكوك في روايته وسنده ..وأعدك إن أتيحت لي فرصة من الوقت أن أعود إليه وآتيك بالخبراليقين إن شاء الله ..نصا ورقم صفحة وسنة طباعة ونشر..
أشكرك وأرجوالله أن يسعدك وينورعليك حياتك أخي الكريم المحترم .