ابراهيم جادالله
28/08/2007, 09:39 PM
الحداثة ... فعالية واستخدام
ابراهيم جادالله
عودة إلى أرق فكرى حل ببعضنا ونحن نتابع فعاليات واحدا من المؤتمرات الثقافية التى أبت إلا مدارسة موضوعية التراث بين انقطاعه وتواصله– أقام الباحثون مايشبه العراك ، كل يحمل حمية الإنتصار لرؤية يراها الأجدر فى الابتعاث ، فما بين ناظر للتراث كوقود انطلاق للغد ، ومابين مطل على الحداثة كملاذ أخير لامفر منها 0
وللتراث فعالياته الخاصة ، وللحداثة فعالياتها الخاصة أيضا ، وتراشقهما بالدعاوى المتناقضة والعداء العلنى والمضمر ، لا يمكن له إنتاج مواليد خصبة وشرعية 0 بل إن تحاورهما هو ما يؤول بالفكر وبالناس الذين يخدمهم هذا الفكر ، إلى حياة خصبة متجددة ، ليعطى ما هو مطلوب ومرجو 0
إن توجيه أضواء كاشفة إضافية ومختلفةعما اعتدناه ، إلى التراث كمضامين ومراحل ، لابد أن يخدم الحداثة ، فى الشعر والأدب خاصة ، وفى الفكر والحياة الإنتاجية ، وفى النظر إلى العالم ، وفى مجابهة الظروف القاسية التى تخضع لها الأمة اليوم إخضاعا ، فتتركها جسدا مطعونا خامدا ، مستعدا لتقبل المزيد من من الطعن المسموم ، من دون قدرة على المقاومة ، ومن دون أى استعداد لها0
فالتناقض بين التراث والحداثة تناقض ظاهرى ، ذلك أن التراث الذى يتعين علينا انتقاؤه والتعامل معه ، تراث ممدود على أعصر عدة ، وليس تراث فترة واحدة من فترات التاريخ ، إنه يمتد على سنوات تزيد عن الخمسة آلاف عام ، وهو الثرُّ المنشىء اليقظ والمتفتح على الوعى الإنسانى
فى حوار الحداثة / التراث ، هل يمكننا تأويل رفضنا للتجدد والانخراط فى مشروعنا العربى الإنسانوى للحداثة ، محللين اليابانى والأوروبى والإسلامى والقومى والأميركى ، وحتى كل ما يمكن تحليله من دون خجل وبعين متفحصة ، شكاكة لا هيّابة ؟ 0
إنى لأتذكر بكل الألم ، أن طروحات من هذا النوع ، لا تلقى إلا كل جفوة وامتناع ومنع على أصعدة متنوعة ، إن كتبا ودراسات وأفكارا ، على جانب خطير من الأهمية ، تدرسنا حاضرا ، وتستشرفنا مستقبلا تترجم أو توضع فى هذا البلد العربى أو ذاك ، لكنها تمنع وتكشح ، بحيث يزداد عمى الرؤية والفكر ، وتبقى الآفاق مغلقة وضبابية أمام الدارسين والمفكرين والمترجمين والمثقفين ، فتحرم العقول العربية القادرة على الإفادة ، فى صياغة أى مشروع ممكن للحداثة والنهضة ، والآخر ، الأوروبى وريث ( العثملى ) ، لا يرغب فينا 0 إنه يرفضنا عقلا يفكر ونمرا يستطيع الوثوب والدفاع 0
قالت هاديا سعيد ذات مرة : إن الحداثة هى فى المقام الأول وعى التصدع 0 إذن هى رغبة فى التغيير عارمة ، وكسر القيود عن العقل والقلب ، من أجل الإنطلاق فى سهل الحرية الفسيح ، إنها طرح قلق لأسئلة قلقة0 وفى الحداثة لا شىء غير قابل للتحاور ، لأنها بطبعها تعددية 0 ترفض التسليم بما يأتى دون محاكمة ، وتتفهم أطراف الصراع الفكرى فى العالم المعاصر وصوره المحلية والجدران الاستنادية لهذه الأطراف فى الإقتصاد والسياسة والثقافة ، والحداثة عملية انتماء للمبدع فى الماضى والراهن المستقبلى 0 لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة ،فى صدد الوضع الإنسانى وعلاقات الأفراد والمجتمعات هو ( ماذا بعد الثورة العلمية التكنولوجية الراهنة ، وأثرها المتزايد ، على البنى المتخلفة البدائية وأساليب التفكير لدينا كعرب ، وعلى ما نمتلكه وما ندعى امتلاكه من الرؤى والمعطيات والحداثية ؟ وأى أثر يمكن إدراكه ، للعلاقة مع الآخر ، بما فيه المعاصرة والمستقبلية ؟
إنها دعوة للباحثين الآصدقاء والمفكرين الرواد للالتفاف حولها
لنر 0 ماذا نصنع بأيدينا؟
ابراهيم جادالله
عودة إلى أرق فكرى حل ببعضنا ونحن نتابع فعاليات واحدا من المؤتمرات الثقافية التى أبت إلا مدارسة موضوعية التراث بين انقطاعه وتواصله– أقام الباحثون مايشبه العراك ، كل يحمل حمية الإنتصار لرؤية يراها الأجدر فى الابتعاث ، فما بين ناظر للتراث كوقود انطلاق للغد ، ومابين مطل على الحداثة كملاذ أخير لامفر منها 0
وللتراث فعالياته الخاصة ، وللحداثة فعالياتها الخاصة أيضا ، وتراشقهما بالدعاوى المتناقضة والعداء العلنى والمضمر ، لا يمكن له إنتاج مواليد خصبة وشرعية 0 بل إن تحاورهما هو ما يؤول بالفكر وبالناس الذين يخدمهم هذا الفكر ، إلى حياة خصبة متجددة ، ليعطى ما هو مطلوب ومرجو 0
إن توجيه أضواء كاشفة إضافية ومختلفةعما اعتدناه ، إلى التراث كمضامين ومراحل ، لابد أن يخدم الحداثة ، فى الشعر والأدب خاصة ، وفى الفكر والحياة الإنتاجية ، وفى النظر إلى العالم ، وفى مجابهة الظروف القاسية التى تخضع لها الأمة اليوم إخضاعا ، فتتركها جسدا مطعونا خامدا ، مستعدا لتقبل المزيد من من الطعن المسموم ، من دون قدرة على المقاومة ، ومن دون أى استعداد لها0
فالتناقض بين التراث والحداثة تناقض ظاهرى ، ذلك أن التراث الذى يتعين علينا انتقاؤه والتعامل معه ، تراث ممدود على أعصر عدة ، وليس تراث فترة واحدة من فترات التاريخ ، إنه يمتد على سنوات تزيد عن الخمسة آلاف عام ، وهو الثرُّ المنشىء اليقظ والمتفتح على الوعى الإنسانى
فى حوار الحداثة / التراث ، هل يمكننا تأويل رفضنا للتجدد والانخراط فى مشروعنا العربى الإنسانوى للحداثة ، محللين اليابانى والأوروبى والإسلامى والقومى والأميركى ، وحتى كل ما يمكن تحليله من دون خجل وبعين متفحصة ، شكاكة لا هيّابة ؟ 0
إنى لأتذكر بكل الألم ، أن طروحات من هذا النوع ، لا تلقى إلا كل جفوة وامتناع ومنع على أصعدة متنوعة ، إن كتبا ودراسات وأفكارا ، على جانب خطير من الأهمية ، تدرسنا حاضرا ، وتستشرفنا مستقبلا تترجم أو توضع فى هذا البلد العربى أو ذاك ، لكنها تمنع وتكشح ، بحيث يزداد عمى الرؤية والفكر ، وتبقى الآفاق مغلقة وضبابية أمام الدارسين والمفكرين والمترجمين والمثقفين ، فتحرم العقول العربية القادرة على الإفادة ، فى صياغة أى مشروع ممكن للحداثة والنهضة ، والآخر ، الأوروبى وريث ( العثملى ) ، لا يرغب فينا 0 إنه يرفضنا عقلا يفكر ونمرا يستطيع الوثوب والدفاع 0
قالت هاديا سعيد ذات مرة : إن الحداثة هى فى المقام الأول وعى التصدع 0 إذن هى رغبة فى التغيير عارمة ، وكسر القيود عن العقل والقلب ، من أجل الإنطلاق فى سهل الحرية الفسيح ، إنها طرح قلق لأسئلة قلقة0 وفى الحداثة لا شىء غير قابل للتحاور ، لأنها بطبعها تعددية 0 ترفض التسليم بما يأتى دون محاكمة ، وتتفهم أطراف الصراع الفكرى فى العالم المعاصر وصوره المحلية والجدران الاستنادية لهذه الأطراف فى الإقتصاد والسياسة والثقافة ، والحداثة عملية انتماء للمبدع فى الماضى والراهن المستقبلى 0 لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة ،فى صدد الوضع الإنسانى وعلاقات الأفراد والمجتمعات هو ( ماذا بعد الثورة العلمية التكنولوجية الراهنة ، وأثرها المتزايد ، على البنى المتخلفة البدائية وأساليب التفكير لدينا كعرب ، وعلى ما نمتلكه وما ندعى امتلاكه من الرؤى والمعطيات والحداثية ؟ وأى أثر يمكن إدراكه ، للعلاقة مع الآخر ، بما فيه المعاصرة والمستقبلية ؟
إنها دعوة للباحثين الآصدقاء والمفكرين الرواد للالتفاف حولها
لنر 0 ماذا نصنع بأيدينا؟