فؤاد بوعلي
31/08/2007, 12:01 AM
نيني ،المساء والآخرون
تعيش الصحافة المستقلة اليوم في المغرب مرحلة مفصلية من تجربتها الحديثة . فبعد أن كان شارع الإعلام محتلا من قبل الجرائد الحزبية والمرتبطة بها مباشرة أو بشكل خفي ، عرفت السنوات الأخيرة بروزا قويا لنموذج جديد على الساحة يتمثل في ثلة من الأقلام والمنابر المستقلة عن الأحزاب والسلطة . واليوم هي في مواجهة دائمة مع مختلف التكتلات التي ترفض وجود تيار إعلامي خارج التحكم من إدارة وأحزاب وهيئات سياسية وجمعوية كان آخرها المحاكمات التي بدأت تعيدنا إلى سنوات الجمر والرصاص ممثلة في محاكمات أريري وحرمة الله (الوطن الآن) ومصطفى العلوي (الأسبوع ) والبقية تأتي ...
المساء تصنع الحدث بامتياز
وإذا كانت كل المنابر المستقلة قد صنعت لها نخبة متلقية معينة ، فإن المثير من بينها هو الجريدة اليومية "المساء " التي استطاعت في ظرف وجيز أن تتفوق على أعتى الصحف والجرائد الوطنية الممولة من قبل الأحزاب والدولة . ولمن يشكك في ادعاء الجريدة بأنها الأكثر مبيعا في المغرب ما عليه إلا أن يقوم بجولة استطلاعية في إحدى المدن ليرى مدى الإقبال عليها وتلهف المواطن المغربي على اقتنائها .بل المثير هو أنه في بعض المدن الصغرى ينبغي عليك أن تأتي في الوقت المحدد لوصول الجريدة وإلا فإنك لن تحصل على نسختك منها... حيث لا حديث في المقاهي والأندية إلا عن مواضيع وملفات "المساء" التي غدت خبزا معرفيا يوميا ضروريا للمواطن المغربي ...فمن أين تأتى هذا النجاح ؟
بين السوداوية والواقعية
من الاعتراضات التي تساق اليوم من طرف زبانية الإعلام الحزبي بكل ألوانه ضد المساء هو أنها تقدم صورة سوداوية عن الواقع ...وخير دليل على ذلك هو تغطيتها الأخيرة للانتخابات . حيث يخلص قارئ الجريدة إلى أنها تركز دوما على النصف الفارغ من الكأس وعلى الثقوب المختفية في صورةواقع يحاول أصحابه كل يوم تقديم وصفات تجميلية دون جدوى . فمن الوقوف الدائم عند أهم الخروقات الانتخابية إلى استغلال أصحاب النفوذ لسلطتهم إلى انعدام الثقة لدى المواطن المغربي في العملية برمتها .... كلها مظاهر استنتاجية لصحفيي المساء من خلال متابعاتهم اليومية للحملة الانتخابية . لكن الواقع أن سر نجاح هذه الصحيفة دون غيرها هي تعبيرها الدائم عن واقع مهمش وحقائق يتم تزييفها يوميا سواء من قبل الإعلام الرسمي أو الحزبي .فلا أحد في المغرب كان يجرؤ على مناقشة جدوى الانتخابات بشكل علني ، ولا أحد كان يفكر أن يطرح هموم الشعب كما هي دون مزايدات سياسية ، ولا أحد كان يتصور أن يأتي منبر يعارض كل المنابر الموجودة بيمينها ويسارها ويعلن دفاعه عن حزب الكادحين والمستضعفين الذين لا يجدون منبرا يعبر عنهم في ظل الصراعات السياسية بين أفراد النخبة الحاكمة. هذا هو سر نجاح المساء.
نيني "شوف تشوف"
غدت كتابات مدير نشر الجريدة رشيد نيني في عمود خاص يومي حديثا يوميا في النوادي والمقاهي والصالونات ـ بل حتى داخل دهاليز الإدارات الأمنية . فالكاتب الذي بدأ حياته معطلا ومهاجرا سريا أصبح أحد صناع الذهنية الوطنية بامتياز .فما يكتبه يوميا عن الفساد في الإدارة وعن مآسي المواطنين وطموحهم المستحيل وصراعهم الدائم مع الأحزاب والسلطة ، وبأسلوب السخرية اللاذعة ، محور التحليلات اليومية للمواطنين، والسؤال الرسمي بين المتلقين هو : ماذا كتب نيني اليوم؟ . وكأن ما يقوله نيني هو تعبير عن كلمات مكبوتة في صدور أهل بلده المحاصرين بالحاجة والسلطة وخداع الأحزاب . فأصبحت كلماته اليومية ونقوده اللاذعة بوحا عن مكنون القاعدة الشعبية من جماهير هذا الوطن ... فهل سيستمر البوح ؟ ... هذه أمنية لكن الواقع شيء آخر .
تعيش الصحافة المستقلة اليوم في المغرب مرحلة مفصلية من تجربتها الحديثة . فبعد أن كان شارع الإعلام محتلا من قبل الجرائد الحزبية والمرتبطة بها مباشرة أو بشكل خفي ، عرفت السنوات الأخيرة بروزا قويا لنموذج جديد على الساحة يتمثل في ثلة من الأقلام والمنابر المستقلة عن الأحزاب والسلطة . واليوم هي في مواجهة دائمة مع مختلف التكتلات التي ترفض وجود تيار إعلامي خارج التحكم من إدارة وأحزاب وهيئات سياسية وجمعوية كان آخرها المحاكمات التي بدأت تعيدنا إلى سنوات الجمر والرصاص ممثلة في محاكمات أريري وحرمة الله (الوطن الآن) ومصطفى العلوي (الأسبوع ) والبقية تأتي ...
المساء تصنع الحدث بامتياز
وإذا كانت كل المنابر المستقلة قد صنعت لها نخبة متلقية معينة ، فإن المثير من بينها هو الجريدة اليومية "المساء " التي استطاعت في ظرف وجيز أن تتفوق على أعتى الصحف والجرائد الوطنية الممولة من قبل الأحزاب والدولة . ولمن يشكك في ادعاء الجريدة بأنها الأكثر مبيعا في المغرب ما عليه إلا أن يقوم بجولة استطلاعية في إحدى المدن ليرى مدى الإقبال عليها وتلهف المواطن المغربي على اقتنائها .بل المثير هو أنه في بعض المدن الصغرى ينبغي عليك أن تأتي في الوقت المحدد لوصول الجريدة وإلا فإنك لن تحصل على نسختك منها... حيث لا حديث في المقاهي والأندية إلا عن مواضيع وملفات "المساء" التي غدت خبزا معرفيا يوميا ضروريا للمواطن المغربي ...فمن أين تأتى هذا النجاح ؟
بين السوداوية والواقعية
من الاعتراضات التي تساق اليوم من طرف زبانية الإعلام الحزبي بكل ألوانه ضد المساء هو أنها تقدم صورة سوداوية عن الواقع ...وخير دليل على ذلك هو تغطيتها الأخيرة للانتخابات . حيث يخلص قارئ الجريدة إلى أنها تركز دوما على النصف الفارغ من الكأس وعلى الثقوب المختفية في صورةواقع يحاول أصحابه كل يوم تقديم وصفات تجميلية دون جدوى . فمن الوقوف الدائم عند أهم الخروقات الانتخابية إلى استغلال أصحاب النفوذ لسلطتهم إلى انعدام الثقة لدى المواطن المغربي في العملية برمتها .... كلها مظاهر استنتاجية لصحفيي المساء من خلال متابعاتهم اليومية للحملة الانتخابية . لكن الواقع أن سر نجاح هذه الصحيفة دون غيرها هي تعبيرها الدائم عن واقع مهمش وحقائق يتم تزييفها يوميا سواء من قبل الإعلام الرسمي أو الحزبي .فلا أحد في المغرب كان يجرؤ على مناقشة جدوى الانتخابات بشكل علني ، ولا أحد كان يفكر أن يطرح هموم الشعب كما هي دون مزايدات سياسية ، ولا أحد كان يتصور أن يأتي منبر يعارض كل المنابر الموجودة بيمينها ويسارها ويعلن دفاعه عن حزب الكادحين والمستضعفين الذين لا يجدون منبرا يعبر عنهم في ظل الصراعات السياسية بين أفراد النخبة الحاكمة. هذا هو سر نجاح المساء.
نيني "شوف تشوف"
غدت كتابات مدير نشر الجريدة رشيد نيني في عمود خاص يومي حديثا يوميا في النوادي والمقاهي والصالونات ـ بل حتى داخل دهاليز الإدارات الأمنية . فالكاتب الذي بدأ حياته معطلا ومهاجرا سريا أصبح أحد صناع الذهنية الوطنية بامتياز .فما يكتبه يوميا عن الفساد في الإدارة وعن مآسي المواطنين وطموحهم المستحيل وصراعهم الدائم مع الأحزاب والسلطة ، وبأسلوب السخرية اللاذعة ، محور التحليلات اليومية للمواطنين، والسؤال الرسمي بين المتلقين هو : ماذا كتب نيني اليوم؟ . وكأن ما يقوله نيني هو تعبير عن كلمات مكبوتة في صدور أهل بلده المحاصرين بالحاجة والسلطة وخداع الأحزاب . فأصبحت كلماته اليومية ونقوده اللاذعة بوحا عن مكنون القاعدة الشعبية من جماهير هذا الوطن ... فهل سيستمر البوح ؟ ... هذه أمنية لكن الواقع شيء آخر .