المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدور سلسلة جديدة لتعليم وتعلم الأمازيغية



فؤاد بوعلي
04/09/2007, 03:05 PM
بعد ولوج اللغة الأمازيغية المنظومة التربوية المغربية انطلاقا من شتنبر 2003، أضحى ديداكتيك هذه اللغة قيد التشكل شيئا فشيئا. كما شكل المنهاج التربوي الخاص بها، بكل مكوناته، آلية للتأسيس لجملة من المفاهيم الخاصة بتدريس اللغة الأم، ومنطلقا لبناء المناهج والبرامج التربوية المتعلقة بها. هذه الأخيرة ستمكن- حسب الخبراء في الميدان- من انتقال الأمازيغية من مرحلة التداول الشفوي إلى مرحلة التقنين الكتابي وخصوصا في المستوى المرتبط بالمدرسة العمومية المغربية.
في هذا الإطار، صدر أخيرا الجزء الرابع من السلسلة المسماة «تيفاوين أتمازيغت» (بمعنى صباح الخير أيتها الأمازيغية) ليواكب المستجدات التربوية الخاصة بالموسم الدراسي الحالي 2007-2008. وقد تم البناء التربوي لهذا الجزء الجديد حسب مقاربة تعتمد على التنويع وتتجه نحو المعيرة والتوحيد التدريجي للأمازيغية، إضافة إلى ضمان الأمن اللغوي والثقافي للمتعلم الناشئ من خلال خلق نوع من الاستمرارية بين المحيط اللغوي والعائلي والمكون اللغوي والثقافي المدرسي العام.
عملية التوحيد تعتبر سيرورة أساسية تتواجد في جميع مستويات تدريس هذه اللغة. إنها تتحقق تبعا للمنهجية التالية: تبني خط موحد ومنمط على أساس فونولوجي، تطبيق نفس القواعد الإملائية، تبني نفس أشكال النيولوجيسم، تبني نفس التعليمات البيداغوجية، اعتماد التقارب البنيوي بين مختلف التنويعات اللهجية، استغلال التنوع اللهجي في الاتجاه المساعد على تنمية اللغة. وأثناء إنجاز هذا الكتاب المدرسي، تم العمل على توحيد البنيات اللغوية من خلال المقاربة بالكفايات وتبعا لمنهجية تدريجية.
يسجل هذا الكتاب المدرسي للسنة الرابعة في إطار الاستمرارية المنهجية للسنوات الثلاث السابقة، وهو موجه لعملية تعليم وتعلم تستهدف مراجعة البنيات المكتسبة ومعرفة البنيات المتكافئة في التنوعات اللغوية الأخرى، مع التركيز على نص وظيفي مشترك، بحيث يتمثل الهدف الرئيسي لهذا النشاط في تحديد وتدعيم الترادف المعجمي والمتكافئ النحوي المكتسب في السنتين الثانية والثالثة، مع تكوين أرضية لإعداد المتعلمين لنشاط القراءة والفهم عبر نص مشترك وموحد على مستوى السنتين الخامسة والسادسة من التعليم الابتدائـي. وغايته إعداد المتعلمين في نهاية المسار الدراسي الابتدائي للتواصل من خلال الشفوي والمكتوب في لغة موحدة.
إن المنهجية المعتمدة في المجموعة التربوية «تيفاوين أتمازيغت» هي منهجية وظيفية ومفاهيمية وتصنيفية في زاوية المقاربة التواصلية-الطبيعية. هذه المنهجية تعتمد على تنظيم وتدريج لارتباط المفردات في مقاطع تعلمية موزعة في وضعيات للتواصل بحسب الوظائف والمفاهيم القابلة للاستعمال في وضعيات أخرى. يتعلق الأمر باستعمال اللغة الأمازيغية في وضعيات ملائمة وفهم البنية اللغوية في سياقها الاجتماعي والثقافي واللغوي.
أما الوظائف التواصلية المراد تحقيقها، فقد تم إبرازها في خمس كفايات، هذه الوظائف هي: وظائف ذات علاقة بالآخرين: الإخبار، الاستخبار، الشرح، الوظائف التوجيهية: الفرض، البرهان. الوظائف المرجعية: الوصف، الحكي. ثم الوظائف التخيلية والإبداعية: إبداع قصيدة شعرية، إبراز مقال صحافي، حدث...وفي ما يخص بنية «تيفاوين أتمازيغت»، فهي تتكون من ثمانية مقاطع تعلمية وأربعة مقاطع خاصة بالدعم والمراجعة. وتتداول المقاطع التعلمية المبرمجة خلال ثلاثة أسابيع فيما تتداول المقاطع الخاصة بالدعم والمراجعة خلال أسبوعين، وتأتي بعد نهاية المقاطع التعليمية التعلمية لزوج من الكفايات. ويحتوي كل مقطع تربوي على الأنشطة التالية: التعبير الشفوي والتواصل، القراءة والفهم، القراءة الوظيفية، أنشطة توظيف اللغة (المعجم، التراكيب والصرف)، الإنتاج الكتابي، الأنشطة الترفيهية والثقافية. وتتناول الوضعيات التعلمية عددا من المحاور النوعية المرتبطة بالبيئة، محاور ثقافية، محاورة حضارية: المحاور النوعية مرتبطة بالعالم المحيط بالمتعلم مثل: المناخ، الحيوانات، المشتريات، أحداث متنوعة.
المحاور المرتبطة بالثقافة والتاريخ مثل: السنة الأمازيغية الجديدة، فن الطبخ الأمازيغي، الشخصيات التاريخية. المحاور ذات الطبيعة الحضارية والتي تدور حول المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التقليدية، مثل نظام السقي والري والتقنيات الهندسية. أما الخطابات المروجة من خلال المضامين فإنها تهدف على ترسيخ تربية متعلقة بالمواطنة عبر القيم الإنسانية الكونية، مع التركيز على التواصل الكتابي عبر القراءة، وهو يعد المتعلم لاكتساب القدرات التالية: توقع وتنبؤ معنى النص انطلاقا من الربط بين العنوان والصورة أو الرسم، جمع المعلومات الضرورية للنص، بناء معنى النص باستخراج معلومات محددة ودقيقة، مثلا: تحديد شخصيات النص، استخراج المؤشرات الزمنية والمكانية، استخراج العلاقات السببية، استخراج الدلائل والدلائل المضادة انطلاقا من النص.
في ما يتعلق بالكفاية الثقافية، فإنها مستلهمة من مواضيع الثقافة الأمازيغية كالحكايات، الأشعار، الأمثال والحكم، الأحاجي، فن الطبخ، عناصر الحضارة الأمازيغية...ومن أجل المساعدة على ترسيخ التعلمات، يقترح هذا الكتاب عددا كبيرا ومتنوعا من تمارين الدعم والتقوية. كما يندرج الجزء الأخير من السلسلة التربوية «تيفاوين أتمازيغت» للسنة الرابعة في إطار مقاربة متعددة الأبعاد تضع في الاعتبار الأول المظاهر البيداغوجية المتعلقة بتعلم الأمازيغية كأداة للتواصل، ولكن كذلك المظاهر المتعلقة باستيعاب الأنماط الثقافية المختلفة وتملك القيم الحضارية الكونية: يتعلق البعد البيداغوجي بإتقان اللغة الأمازيغية والكفاية التواصلية بإعمال قدرات الإنصات والفهم والتعبير. فالمتعلم يكون لكي يصبح قارئا تفاعليا، يخص البعد الثقافي اكتشاف أهمية الحفاظ وتقييم التراث الأمازيغي، وذلك بطريقة تشاركية، في حين يختص البعد الإنساني في الانفتاح على الآخرين وتقبل الاختلاف الثقافي واللغوي. إنه يدعم الإحساس بالانتماء إلى جماعة لسنية جد واسعة ويقوي الانسجام الوطني.
رشيد نجيب:http://almasae.info/?issue=298&RefID=Content&Section=7&Article=4315

مولاي عمر
14/09/2007, 05:34 PM
مشكور أخي على الاضاءة الثمينة

tanmirt i3zzan

سعيدة فرحات
22/09/2007, 01:38 AM
يبقى الاشكال الرئيسي في تدريس اللغة الامازيغية هو اللغة المعيارية التي تخلق لغة جديدة يصعب على الامازيغيين تقبلها.

ابراهيم درغوثي
28/10/2007, 11:22 AM
مبروك لشعب البربر في مغربنا الكبير هذا الانفتاح على اللغة المكتوبة
يعدما ظلت لعتهم محكية على مدى السنين
متمنيين أن تغني ثقافات العالم بالجديد

حنان الأغا
15/12/2007, 03:10 AM
شكرا أخي فؤاد بو علي

ومبارك للغة الأمازيغية خروجها للنور لغة مكتوبة مقروءة. والحقيقة أنني أستمع إلى بعض الأغنيات حيث تعجبني الموسيقا واللغة والأداء ، فهي لغة ذات أصوات لها جرس خاص جميل وشجي ، وحماسي أحيانا .

أتساءل كيف يمكن الحصول على الحروف الأبجدية لهذه اللغة وما يقابلها في العربية ؟وهل تختلف كثيرا اللهجتين الأمازيغيتين؟ أو اللغتين إن كانت الأصوب.


لك الشكر .