د. فدوى
05/09/2007, 03:47 AM
استيقظت صباحا ، شرعت نافذة الحلم و الواقع ، لم تحس بشيء ذي بال ....خطت بخطوات واهنة نحو مطبخ مهجور ، فتحت الباب لتجد قطة مختبئة في وضع بئيس لا يقل بؤسا عن حالها ، ما ان راْْتها حتى هرولت اليها لتلحس قدميها الواهنتين ...استكانت و اعترتها موجة بكاء فجائية...انحنت تمسح على رئسها وأخذت تربت على ظهرها ،اغرورقت عيناها بالدموع فقد تذكرت طفلتها التي ابتلعتها الحرب الضارية ...تذكرت زوجها الذي مات شهيدا في ساحة المعركة ..تذكرت أهلها و جيرانها الذين هرب منهم من هرب و قتل منهم من قتل...استفاقت على مأساة وحدتها و مرارة حياتها لتجد نفسها في شبه وحدة قاتلة ...تماسكت قليلا و أخذت تبحث عن شيىء ما لتطعمها اياه ، فلم تجد شيئا يذكر... ...أحضرت صحنا به ماءا موهمة اياها بأن به حليبا ما ، انحنت القطة تلتهم الصحن بما فيه ...و اذا بها قد تراجعت مبتلة دون شبع يذكر.....لم تعد تعلم الى أين تذهب و لا ماذا تفعل لتجد طعاما ينقدها من موت محقق.....بيتها مهجور.......أهلها قتلى أو فارون من جحيم الحرب ......و في الخارج لا معالم للحياة تذكر...لقد فضلت أن تظل هنا متمسكة بالذكرى .....بالحنين القاتل لكل من قتلوا أو غابوا، و شكلوا ذاكرة المكان...و لعلها قد فضلت أن تموت هنا وحيدة، على أن تغادر.....فبيتها جزء من وطنها المستلب و هي لن تستسلم أبدا !!!!!
تذكرت أيامها الخوالي حين كان بيتها الدافئ يحفل بالبهجة ، يعمره الأهل و الأحباب ، يسكنه الزوج و تمرح فيه طفلتها الرائعة.....تذكرت قهوتهم الصباحية على الشرفة المهجورة ....و تذكرت وطنها الحر الأبي الذي أصبح مرتعا للمحتلين و الناهبين...أطلقت صرخة مكتومة، و هرولت نحو الباب المكسور علها تجد طارقا ينقد ما تبقى من حلمها
المستلب!!!
تذكرت أيامها الخوالي حين كان بيتها الدافئ يحفل بالبهجة ، يعمره الأهل و الأحباب ، يسكنه الزوج و تمرح فيه طفلتها الرائعة.....تذكرت قهوتهم الصباحية على الشرفة المهجورة ....و تذكرت وطنها الحر الأبي الذي أصبح مرتعا للمحتلين و الناهبين...أطلقت صرخة مكتومة، و هرولت نحو الباب المكسور علها تجد طارقا ينقد ما تبقى من حلمها
المستلب!!!