المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وها قد اتى يوم الرحيل



مقبوله عبد الحليم
07/09/2007, 12:18 PM
اتعبتها الرحلة المضنيه ذهابا وايابا .. لتجمع قشاتها الصغيره تلك التي ارادت أن تبني بها بيتها الصغير ...
الحقل بعيد والقش قليل .. وهي تريد بيتا لها لتُكون فيه أسرتها السعيده ..
رحلة مضنيه كل يوم بل قل كل ساعه كانت تقوم فيها .. وقشة قشة استطاعت أن تبني بيتها على أحد الأشجار الباسقه التي كلما هبت نسائم الربيع تبدا بالتموج يمينا وشمالا وكأنها ترقص على انغام ايقاع جميل ...
يا لسعادتها بذلك البيت الذي صنعته بيديها ويا لفرحها عندما وضعت تلك الدورية الصغيره بيضاتها فيه ...
رعت بيضها الى أن خرج منه الدوري الاول مزقزقا معلنا ولادة حياة جديده .. الثاني والثالث الى ان اكتمل العدد .. خمس من العصافير الصغيره بدأت تدب الحياة في انحاء هذا البيت العالي ..والذي يعطي لساكنيه شعور بالشموخ ....
ومرت الأيام ... وبدا العصفور الصغير يحاول الطيران ... وقع في المرة الاولى لكنها شدت من ازره شجعته الى ان طار ... المسكينه لم تعرف بانه سيتركها ويبتعد وطار الثاني والثالث الى ... أن بقيت وحيده ترفرف بجناحي الحزن تاره وبجناحي الوجع والألم تارات اخرى ....
كيف لا ... وقد تفرق الأحبه وذهبت كل المشاعر الجميله والتي كانت تجعل لدنياها طعم آخر ...
تجهم وجه السماء وعزفت الرياح الغاضبه لحنها على وتر قلبها الموجوع .. والذي فقد حرارة المحبة والحنان فسكنه الفراغ والخوف من المجهول ...
لكنها عرفت وبسرعه أنها يجب ان تبحث عن مكان آخر قد تجد فيه ذاك الدفء وذاك الحنان والحب الذي فقدته هنا .....
وقفت لبرهه ... نظرت الى ذلك العش الذي بنته وتذكرت كل التعب الذي كان ... تذكرت رحلات الذهاب والإياب التي كانت تفرحها برغم كل التعب والجهد الا انه كان تعبا حبيبا على قلبها فقد أسست من قشاتها الصغيره بيت يعج بالحياة ....
نظرت اليه بحسرة وألم وتذكرت ان لكل شيء نهايه ... وانه لا بد للجميع من يوم للرحيل
صفقت بجناحيها حزنا .... وابتعدت الى حيث الدفء الذي ترجو ...
نعم فقد أتاها يوم الرحيل حاملا معه كل آلام الدنيا .. فرحلــــــــــــــت

لطفي منصور
07/09/2007, 04:41 PM
هذا القلم الإيحائي الذي يلخص عذابات وآلام الطير واليشر هو انعكاس لقلب كبير لكاتبة عندها مخزون من الألم الممتزج بالأمل ....
هذه هي الأم أختي الموقرة ...
هل تعلمين ... والدتي تسكن معي وقد نافت عن التسعين عاما ولها من الأولاد الذكور ستة أنا أوسطهم ... والكبير من جاوز السبعين ... تصوري أن السيدة الوالدة تقف على شرفة المنزل بعد كل صلاة لتطمئن بأن ابنها الذي ناف عن السبعين أدى الصلاة أم لا .. خوفا أن يكون قد ألم به مكروه .. وإذا لم يمر يجب أن تطمئن عليه باتصال أو أية وسيلة أخرى .... فهو بنظرها صغير ..... سبحان الله ما أعظم الأم وما أجل قدرها ... قبل أيام غضبت منها زوجة أخي الأكبر لكثرة ما تكرر وصاتها عليه لأنه خرج من وعكة صحية ... واعتبرت أنها تتهمها بالتقصير ... ولم يدر في خلدها أنها عاطفة الأم وحنانها وقلبها المضيء إيمانا وعطاء ....
أرجو ألا أكون قد أزعجتك بهذا التعليق .. فعندما أكتب تنساق الأفكار والصور الواقعية طواعية دون تكلف أو إعداد مسبق ....
لك كل الاحترام سيدتي .

لطفي منصور

مقبوله عبد الحليم
10/09/2007, 11:15 PM
هذا القلم الإيحائي الذي يلخص عذابات وآلام الطير واليشر هو انعكاس لقلب كبير لكاتبة عندها مخزون من الألم الممتزج بالأمل ....
هذه هي الأم أختي الموقرة ...
هل تعلمين ... والدتي تسكن معي وقد نافت عن التسعين عاما ولها من الأولاد الذكور ستة أنا أوسطهم ... والكبير من جاوز السبعين ... تصوري أن السيدة الوالدة تقف على شرفة المنزل بعد كل صلاة لتطمئن بأن ابنها الذي ناف عن السبعين أدى الصلاة أم لا .. خوفا أن يكون قد ألم به مكروه .. وإذا لم يمر يجب أن تطمئن عليه باتصال أو أية وسيلة أخرى .... فهو بنظرها صغير ..... سبحان الله ما أعظم الأم وما أجل قدرها ... قبل أيام غضبت منها زوجة أخي الأكبر لكثرة ما تكرر وصاتها عليه لأنه خرج من وعكة صحية ... واعتبرت أنها تتهمها بالتقصير ... ولم يدر في خلدها أنها عاطفة الأم وحنانها وقلبها المضيء إيمانا وعطاء ....
أرجو ألا أكون قد أزعجتك بهذا التعليق .. فعندما أكتب تنساق الأفكار والصور الواقعية طواعية دون تكلف أو إعداد مسبق ....
لك كل الاحترام سيدتي .

لطفي منصور
بسم الله
انت لا تزعجني استاذي بل بالعكس استمتع جدا بتعليقاتك وردودك الجميله .. ونعم هو قلب الام ذاك الذي ينبض بنبض قلوب احبته
وبدونهم ستتوقف خفقاته ويموت ...
فليتهم استاذنا يحبوننا بقدر محبتنا لهم وليتهم يعلمون ان نبضنا من نبضهم
دمت بكل الخير والصحه والسعاده

أبويزيدأحمدالعزام
19/10/2007, 12:32 AM
تصوير جميل لدور الأم في الحياة,وتضحيتها وصبرها وكفاحها,وكيف انها تضحي من اجل ابنائها,خاطرة جميلة جدا
إحترنا معك يا اديبتنا مقبولة ابدعتِ في الشعر وفي الخواطر وفي القصص إبداع تلو الابداع تلو الابداع ....
تحية عطرة لك ولقلمك الجميل الحساس النابض بالأمل دائما.

مقبوله عبد الحليم
19/10/2007, 10:30 AM
تصوير جميل لدور الأم في الحياة,وتضحيتها وصبرها وكفاحها,وكيف انها تضحي من اجل ابنائها,خاطرة جميلة جدا
إحترنا معك يا اديبتنا مقبولة ابدعتِ في الشعر وفي الخواطر وفي القصص إبداع تلو الابداع تلو الابداع ....
تحية عطرة لك ولقلمك الجميل الحساس النابض بالأمل دائما.



اخي ابو هاجر

وانا لا اعرف كيف اكافؤك .. فردودك الجميله تشعرني بانني اوصل الرساله وهذا هو مطلبي ومبتغاي
دائما اجدك حاضرا ... فلا تحرمني هذا الحضور الذي بتُ اعتاده
دمت بكل الخير والسعاده

حنين حمودة
19/10/2007, 12:14 PM
إليك قصيدة كنت قد كتبتها للأطفال بعنوان حديث ما قبل النوم
قد تجدي فيها بعض ما انتابك ايتها العصفورة مقبولة:

الأم : نامت شمس نهار آخر نامت تحتضن الأسرار
بمنامتها رسم نجوم تحرس أحلام الأحرار
هيا يا طفلي للنوم قد نامت كل الأطيار
هيا فرفاقك قد ناموا شوقا لاستقبال نهار

ولد : أمي ها طير في الأعلى ما نام وما حط رحال

الأم : هذا العصفور أب حر قد جاء يعود الأطفال

ولد : ولماذا ؟ الأم ألآ تفعل ؟
الأم : تفعل حقا يا أبطال
لكن هذا اليوم صعيب تعبت من كثر الترحال
جابت كل بقاع الحي تحضر أكلا للأطفال

ولد : ولماذا الوالد لا يفعل ؟
الأم : يفعل في كل الأحيان
لكن شغل اليوم كثير زاد العبء وكان وكان
في العش صغار لم تقو لم تَصلب منها الجنحان
ضاق العش فما من حل الا توسيع الأركان

ولد : أمي
الأم : هيا يا أطفالي قد نعست كل الأكوان

مقبوله عبد الحليم
20/10/2007, 09:49 AM
هيا يا أطفالي قد نعست كل الأكوان

ما اجملها مناجاة الام لاطفالها وما اجمله هذا الحنان الدافق في قلبها
ذاك الذي ينسيها نفسها من اجل من تحب ...
عزيزتي حنين ..
ما اروع ما خط قلمك
وشكرا على هذا الاسم الذي وهبتني اياه .. عصفوره ... احببته
دمت حبيبتي بكل الخير

روان خليفة
10/11/2008, 03:30 PM
خاطرة ...
ناظرة، طاهرة.
بارك الله فيك اختي مقبولة، دائما مبدعة

مقبوله عبد الحليم
10/11/2008, 05:57 PM
خاطرة ...
ناظرة، طاهرة.
بارك الله فيك اختي مقبولة، دائما مبدعة


أهلا يا روان

سبحان الله ذكرتني بنصوصي القديمة تلك التي كنت أكتبها بحبر القلب وعندما انتهي اشعر بأنني قد امتلكت الدنيا ...
جميل أن نعود للوراء فكل الأصالة فيه

لك سلال محبة:fl:

عبيدة ابو رميلة
10/11/2008, 06:30 PM
أستاذتي الرائعة السيدة مقبولة كم هو رائع هذا الحس المرهف وهذه الرقة في ألأحاسيس
لقد تعرضتِ إلى أرقى المشاعر من خلال خاطرة صغيرة
كم هو مؤلم أن نفكر في الرحيل الذي لا مفرمنه:good:

بوهدبة شهرالدين
11/11/2008, 11:00 AM
سلام .

هذا هو حال دنيانا ، كل شيء يرحل ، و تبقى الذكرى مصحوبة بكان يا ما كان ، أو في يوم من الأيام ..

استمتعت كثيرا بقراءة نصكِ الجميل الذي ذكّرني بأشياء كثيرة ، و بموضوع كتبته ههنا ..

شكرا لكِ أختي الفاضلة مقبوله عبد الحليم و تقبلي مروري و تحيتي .

مقبوله عبد الحليم
15/11/2008, 07:37 PM
أستاذتي الرائعة السيدة مقبولة كم هو رائع هذا الحس المرهف وهذه الرقة في ألأحاسيس
لقد تعرضتي إلى أرقى المشاعر من خلال خاطرة صغيرة
كم هو مؤلم أن نفكر في الرحيل الذي لا مفرمنه:good:


عبيدة أبو رميلة


وكم جميلة هي اشراقة هذا الوجه الصبوح

افرح عندما أرى ابتسامتك يا عبيدة

نعم للفراق طعم الألم وكثيرا ما يأتي على غير ميعاد

لك حبيبات الندى:fl:

م . رفعت زيتون
16/11/2008, 12:30 AM
هذا القلم الإيحائي الذي يلخص عذابات وآلام الطير واليشر هو انعكاس لقلب كبير لكاتبة عندها مخزون من الألم الممتزج بالأمل ....
هذه هي الأم أختي الموقرة ...
هل تعلمين ... والدتي تسكن معي وقد نافت عن التسعين عاما ولها من الأولاد الذكور ستة أنا أوسطهم ... والكبير من جاوز السبعين ... تصوري أن السيدة الوالدة تقف على شرفة المنزل بعد كل صلاة لتطمئن بأن ابنها الذي ناف عن السبعين أدى الصلاة أم لا .. خوفا أن يكون قد ألم به مكروه .. وإذا لم يمر يجب أن تطمئن عليه باتصال أو أية وسيلة أخرى .... فهو بنظرها صغير ..... سبحان الله ما أعظم الأم وما أجل قدرها ... قبل أيام غضبت منها زوجة أخي الأكبر لكثرة ما تكرر وصاتها عليه لأنه خرج من وعكة صحية ... واعتبرت أنها تتهمها بالتقصير ... ولم يدر في خلدها أنها عاطفة الأم وحنانها وقلبها المضيء إيمانا وعطاء ....
أرجو ألا أكون قد أزعجتك بهذا التعليق .. فعندما أكتب تنساق الأفكار والصور الواقعية طواعية دون تكلف أو إعداد مسبق ....
لك كل الاحترام سيدتي .

لطفي منصور


أستاذي لطفي

أستاذتي مقبوله

الخاطرة التي كتبتها والتعليق الجميل

الذي أتى به الأخ الكبير لطفي منصور

يكملان بعضهما بعضا وواحد هو تفسير

للآخر وربما مرآته فهذه هي الأم

وهذا هو قلبها ولكنها هذه

هي الحياة التي قدّر الله

بها اللقاء والفراق

لكما أجمل تحيه

..
.

مقبوله عبد الحليم
13/10/2009, 01:04 PM
سلام .
هذا هو حال دنيانا ، كل شيء يرحل ، و تبقى الذكرى مصحوبة بكان يا ما كان ، أو في يوم من الأيام ..
استمتعت كثيرا بقراءة نصكِ الجميل الذي ذكّرني بأشياء كثيرة ، و بموضوع كتبته ههنا ..
شكرا لكِ أختي الفاضلة مقبوله عبد الحليم و تقبلي مروري و تحيتي .


وشكرا لمرورك أخي بو هدبة

واعتذر عن التأخير

ورودي النديات