المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطافة



صبيحة شبر
06/11/2006, 09:10 PM
الخطافة
انتظرت أوبتك باشتياق ، أيام طويلة تمضي وانا امني النفس أنني سألقاك ، لازلت معي بروحك ، وان كنت بعيدا ، تفرق بيننا المسافات الطويلة ، أترقب أنبائك ، أتلهف لسماع أخبارك وتمضي السنون وأنا أحيا على ذكراك المتوهجة في خاطري ، وفجأة وأنا احلم باللقاء رايتك الى جانبي ، اهرع الى لقيا ك ، لنحيي الأمل الذي مافتيء يعيش في قلبي ، نتبادل الذكريات ، أحاديث عذبة تدور بيننا ،،، ونحن نعيد حكايات الماضي التي لم تزل حية ، نتذكر اللقاء الاول حين كنا صغارا ، نلهو مع الزمان
- تراني واقفة ، انظر الى الكون بانبهار ، أتأمل الشمس بأشعتها الفضية الجميلة ، تعاجلني بقبلة سريعة ، تبتعد قليلا ، الحق بك ، أقف أمامك ، وكأن قطرات من المطر تصيب روحي فتنعشها
- ولكنك صغيرة بالنسبة لي
أقف متشبثة بفرحي ، ترى إصرارا يحيط بي ...
-الا زلت تقفزين فوق السطوح ؟ اذهبي الى سطح منزلك ، واقفزي الى السطح الثاني والثالث ثم الرابع والخامس ، ستجدينني أمامك
الدنيا لا تسعني من البهجة ، العالم كله طوع أناملي ، أنفذ توجيهاتك في التو ، اقفز الجدران الواطئة بين السطوح واصل الى سطحكم ، اجلس قربك منتشية ، اتطلع اليك بوله طفلة وإعجاب ، تأخذ شعري بيديك ، تضفره وتطلقه ، تشكل منه كرات صغيرة ، وانا مبهورة لان العالم في قبضتي تحدثني حديثا طويلا عن الناس والعالم يثير إعجابي وان كنت لا افقه منه شيئا ، ترسمني ، ترسم العينين اولا ، ثم الوجنتين والفم والعنق ، تكمل الوجه ، أي سعادة تغمرني بدفئها حينذاك ، كل ظهيرة من الصيف الخانق ، ينام أفراد الأسرة كلهم ، وبعد ان يستبد بهم النعاس أتسلق السطوح ، أمك وحدها تبقى معنا تغزل باستمرار ، وكأنها تحوك للناس أحلامهم ، يداها عجيبتان سريعتان ، وعيناها تتطلع بين الحين والآخر الينا وكلها ثقة أننا نحسن التصرف ، يطول بنا اللقاء ، نصنع طيارات ورقية ، نجري بالسطح ونطير الطيارة ، أنجمها بعيدة بعمق السماء ، توافق على طلبي وتصنع لك طيارة أخرى ، نشعل شمعة وهاجة في وسط الطيارة ، أراها خافقة في السماء ، فتصبح نجمة مضيئة في قلبي
امرأة ممتلئة في العقد الخامس من العمر ، تمسكني من الكتف ، ترجني وتأمرني
- أيتها السارقة ،، لقد خطفت مني حظي
- من تكونين أيتها المرأة ؟ أنا لا أعرفك ، ولم اخطف منك شيئا
الذكريات تتراءى ، نأتي عليها بلهفة
نمضي الى البستان ، تحملني ، تضعني فوق الشجرة ، وتذهب لتصنع لي باقة من ورد احمر تعرف إني اعشقه ، نتطلع الى عصفورين يتناجيان ، أتمناك قربي فوق الشجرة تصنع لي عشي
- هاتي حظي ، أيتها السارقة ، أعيدي لي ما سرقته مني ، هذا الرجل الذي بجانبك هو حظي
- لكنه جاء من اجلي ، هو حبيب طفولتي
- لا رجل لك ، انظري هنا ... أمامي اسمك ورسمك
- هذا الرجل لي
- لا رجل لك ,,,, قصص الحب عندك مبتورة منذ البداية ،،، انظري الى الرسوم هنا ،،، الرجل الذي تحبينه طوال عمرك ذهب عنك ونسيك ، والذي جاءك يسعى ، اجلس امرأة أخرى على ركبتيه في ليلتكما الثانية ، وتركك ترتعشين من الغم ، وهذا الذي بجانبك جاء إحياء للذكرى وليس من أجلك
نجري في الطرقات ، لا أحد بقربنا ، ننظر بفرحة طاغية الى أنفسنا ، أي قدرة على الابتهاج كنا نملك ذلك الحين ؟ أجزاء جسمي وروحي تشع سعادة ، كنت أقوى مخلوقة
- سأذهب لإكمال دراستي ، وأعود جديرا بك
يطول بك الغياب أشعر بالعجز لبعدك ـ تهجرني إرادتي ، وأصبح مشلولة أمام قوى تريد اختراقي
- هاتي حظي ، ولا تتشبثي
تعود من السفر وتهرع لرؤيتي ، واذا بك أمام مخلوقة أخرى ضعيفة مستسلمة
تتهمني أنني قد تدهورت وأنني لست من أحببتها ، اقسم أنني نفس المخلوقة ، لا تبالي بقسمي ، وتدعي انني لم اظهر فرحي بعودتك
- أعيدي لي ما خطفت
تأتيني عندما اشعر أنني قد أصابني الضعف واستولى على نفسي الخنوع
المراة تتطلع الي بإمعان ، تمد يدها ، تمسك يدك ،تذهب معها طائعا ، ابقى وحدي ، تلتفت لي :
- فرصة أخيرة لك ، انه بعيد ويهواك ، اطلعي البحار من اجله ، وحين تصلين إليه تعيشين ثلاثة أيام في الجنة ثم يتركك الى العالم الآخر




صبيحة شبر

مصطفى لغتيري
08/11/2006, 06:23 PM
المبدعة صبيحة شبر.
لقصصك دائما طلاوة الشعر وبهاؤه ..وأنا أقرأ قصتك هذه استبد بي الإيقاع الداخلي للقصة ،ذلك الذي يميز عادة النثر الفني ،و هو لا يتحقق إلا في نصوص بعينها ،يمتلك- بلا شك- أصحابها موهبة حقيقية..
دمت مبدعة موهوبة.
تحياتي القلبية.

صبيحة شبر
08/11/2006, 06:36 PM
المبدعة صبيحة شبر.
لقصصك دائما طلاوة الشعر وبهاؤه ..وأنا أقرأ قصتك هذه استبد بي الإيقاع الداخلي للقصة ،ذلك الذي يميز عادة النثر الفني ،و هو لا يتحقق إلا في نصوص بعينها ،يمتلك- بلا شك- أصحابها موهبة حقيقية..
دمت مبدعة موهوبة.
تحياتي القلبية.
الاخ العزيز مصطفى لغتيري
كلماتك العابقة بالعبير اسعدتني
ايها المبدع القدير
دمت بخير

الشربيني المهندس
09/11/2006, 01:25 AM
ايتها الخطافة
سرقت متعتي وانهيت القصـة مبكرا
عشت مع المنولوج وكأنها قصتي واسمتعت بالديالوج
لا زلت راك واقفة ، انظر معك الى الكون بانبهار ، أتأمل الشمس بأشعتها الفضية الجميلة ، تعاجلني بقبلة سريعة ، كما فعلت معها تماما .. تلحق بي ، أقف أمامها ، وكأن قطرات من المطر تصيب روحي فتنعشها فأعود لقراءة قصـة من خطفت قلبي يوما

صبيحة شبر
09/11/2006, 01:29 AM
ايتها الخطافة
سرقت متعتي وانهيت القصـة مبكرا
عشت مع المنولوج وكأنها قصتي واسمتعت بالديالوج
لا زلت راك واقفة ، انظر معك الى الكون بانبهار ، أتأمل الشمس بأشعتها الفضية الجميلة ، تعاجلني بقبلة سريعة ، كما فعلت معها تماما .. تلحق بي ، أقف أمامها ، وكأن قطرات من المطر تصيب روحي فتنعشها فأعود لقراءة قصـة من خطفت قلبي يوما
المبدع المتألق الشربيني المهندس
يسعدني جدا ان تنال قصتي رضاك
دمت مبدعا للجمال والحروف الناصعة

اشرف الخريبي
09/11/2006, 08:41 PM
هذا الى جانب متعتى كلما قرأت لك
والى جانب حرصى على المشهد القصصى الثرى الذى استمتعت به هنا
فأنا ادعوك اولا
لأعطائى عنوانك لأرسل اليك المجموعة القصصية الجديدة
ذاكرة الجسد
على بريدى الخاص
safircompany@hotmail.com
اما القصص التى اراها امامى تطير بجناحين من عاج وعرش
فلى معها وقفات طوال

اشرف
تقديرى

صبيحة شبر
09/11/2006, 10:14 PM
هذا الى جانب متعتى كلما قرأت لك
والى جانب حرصى على المشهد القصصى الثرى الذى استمتعت به هنا
فأنا ادعوك اولا
لأعطائى عنوانك لأرسل اليك المجموعة القصصية الجديدة
ذاكرة الجسد
على بريدى الخاص
safircompany@hotmail.com
اما القصص التى اراها امامى تطير بجناحين من عاج وعرش
فلى معها وقفات طوال

اشرف
تقديرى
العزيز المبدع اشرف الخريبي
اسعدني تقييمك الذي اعتز به كثيرا
انتظر وقفاتك الطوال بشوق
مودتي الخالصة وتقديري الكبير