المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيزوفرينيا الإنسان العربي المسلم..



ندى يزوغ
07/09/2007, 10:29 PM
الإسلام الحق بعيد عن الإسلام السياسي الذي يضطهد الفكر و يحجب العقول و يزاول ممارسات تدعو إلى التكفير و القمع و سفك الدماء..ونشر العنف و اغباء العقول المريضة..إنها شرذمة تحاول قراءة الدين قراءة مبتذلة.. مستغلة فقر القراءة فينا و انتشار الأمية و الجهل. شرذمة تدعي إسلاما يهول و يمارس سياسة ترهيب العقول الصغيرة بالتخويف و التحذير من النار و من جهنم و غضب الله..سياسة و مسرحية مريضة لبس مقاساتها و يقوم بأدوارها مجموعة اختارت وسائل رخيصة للوصول إلى مصالحها الشخصية..من مال و شهرة و سلطة..و لكن للأسف تحت شعار و تحت أسماء واهمة تحت اسم الإسلام..و الإسلام برئ من كل الانحرافات التي تمارس باسمه..
فأن تصبح قضية حجاب المرأة و نقابها شغل الناس الشاغل.. وتبرجها كما يعهد إلى تسميتها هو مشكلة المشكلات و رأس الفتن و أساس الظلم و الطغيان..و هو السبب في انتشار التجارة الجنسية و السياحة الجنسية..و أساس للتشتت الأسري.. و أساس لمعيقات التقدم..و لب انشغال الرجال عن مسؤولياتهم و عن التزاماتهم بواجباتهم.. و المنبر الذي فوقه تمارس حروب سفك الدماء..فأن تصبح المرأة بتبرجها كما يصفون العائق و المعيق و الكارثة و المصيبة و التي يتربع فوق عرشها المسلمون..فهذا هو الغباء بعينه و قلة العقل..رقنة واحدة على هاته العقول المريضة و سوف تتنبهون إلى أن المحرك لهذا كله مصلحة خاصة..أصبح الاتجار بكل شيء.شطارة .. بالمرأة.. بتحجبها.. بتبرجها ..وللأسف فهي توافق بخط يدها على أن تكون وسيلة قذرة..
الاتجار طال حتى تفسيرات أهل العلم و الفتوى في هذا العصر.. الكل منح لنفسه حق الفتوى.. حق التحليل و التحريم..حق التكفير إن اقتضى الحال..إرضاع الكبير..الاقتراض من البنوك....و اللائحة طويلة..
و الكارثة هي تلكم الفنانات الداعيات إلى الهداية و الرجوع إلى الحق..فما إن تفتح إحدى القنوات العربية المسلمة إلا و تجد من يفتي.. إلا و تجد تقليعة أو موضة جديدة لفنانة أو راقصة قلبت الفيسطة..قلبت ثوبها نعم بعد أن تعرضت للفشل في شكلها السابق ..فالعري أحيانا صفقة خاسرة لغير المحظوظين لان التفنن فيه يتطلب قلوبا صامدة صمود الهيافة و الروبية.. فالمنافسة على أشدها..حتما الرهان خاسر دون تطوير المهارات و المكتسبات.. فأضحت أغلبهن تجرب وصفة الحجاب و تتورع و تتقي الله.. ثم ما تلبث تبدأ بعرض عضلات النصائح المعسولة و الأحاديث النبوية المؤثرة كأنها رابعة العدوية التي أنعم عليها الله عز و جل بثوب الطهارة و النقاء..كأنها الباتول مريم العذراء الطاهرة التي تنصب نفسها داعية لكل شابات العالم بالهداية..
أتكذبن على الذقون ؟ أم تكذبن على أنفسكن ؟ فالقناع مكشوف ..لا بد من تغيير الحجاية فما عادت تقنع سوى العقول البسيطة التي لا تفقه أن الإنسان خلق حرا و له عقل يفكر به ..و أن المرأة إنسان عليها أن تحجب نفسها أولا من الجهل و من الأمية بجميع أنواعها ..أن تحصن نفسها من أفكار و تقاليد و عادات خاطئة تمارس عليها و تمارسها كأنها الصواب ..كأنها ما ينبغي أن يكون..لا لشيء إلا أنها ورثتها و تشربت معانيها من مجتمعها و محيطها الذي وجد نفسه يقدس كل ثقيل.. يقدس كل ما يجده موجودا دون تعب تغييره أو تجديده..فالماضي يحمل أعراف الأجداد الجاهزة.. لم التعب و بذل الجهد إذن في تطبيع هدا الكنز و هذا التراث من العلم و الثقافة وفق ما تتطلبه الحياة الجديدة.؟. وفق هاته الحضارة الجبارة التي نعيش تحت ظلالها.. و لم نعد صانعيها..أ و حتى مشاركين فيها إنما بتنا خارج لعبة الحجلة.. مستهلكين تابعين فقط ..نهاجم من صنعها و ابتكرها و تعب فيها.. نهاجمه بسيوف خشبية فقط لتمويه أنفسنا أننا ما زلنا في الميدان..و أننا ما زلنا نعيش ادوار الأقوياء في زمن أوروبا المظلمة و الأندلس الزاهية..كذبة الأندلس يا ليثها تفارق ذاكرتنا و كتب تلامذتنا المدرسية.. لأنها للأسف لم تعد دافعا للتفوق و اخذ العبر.. لم تعد القدوة الحسنة ..لا أحد يأخذ العبرة من ابن سينا و الخوارزمي و ابن طفيل و ابن رشد..العبر حفرت في أذهان الشباب.. أبطالها رياضيون و فنانون و شباب نجحوا في برامج بلاستيكية سلبت معنى النجاح الحقيقي و حلاوته ..حولت المفاهيم و قلبت الحقائق.. و أصبح النجاح رهينا بضربة حظ.. و بصوت دافئ تتفنن التكنولوجيا الحديثة في ترصيعه و نحته..لم يعد أي معنى للجد و التعب و الصبر و سهر الليالي و كل مقومات النجاح التي يذكرها بديع الزمان الهمذاني في مقامته عن إدراك العلم إذ يقول (وجدته بعيد المرام..لا يصطاد بالسهام..و لا يقسم بالأزلام..و لا يرى في المنام..و لا يضبط باللجام.. و لا يورث عن الأعمام..و لا يستعار من الكرام...فتوسلت إليه بافتراش المدر..و إسناد الحجر و رد الضجر..و ركوب الخطر..و إدمان السهر و كثرة النظر و إعمال الفكر...) فشتان بين نظرة الهمذاني للحياة و بين نظرة شباب اليوم..
ندى يزوغ..
المغرب