الحاج بونيف
11/09/2007, 05:56 PM
تمرد ظل
وأنا أتأمل نملة تسحب حبة قمح لا زالت متمسكة بسنبلتها، افتقدته فلم أستطع التنقل عبر الشارع الطويل من دونه،..انه الشعاع الخفي الذي يلامس عواطفي فيضفي عليها حبا وتعلقا بهذه الشمس المشرقة...انه من ينبهني دوما ونحن في زحمة الشارع الى المطبات المزروعة على طول الطريق..تعثر الكثير من المارة، ومنهم من سحقته الأقدام وداسته تلك النعال بقسوة، فلم ينجده أحد.. انه يعلم أننا لانستغني عن بعضنا ،.. غير أنني أكثر وفاء واخلاصا ومحبة..وطول الطريق الموحش يفرض عليك اختيار الرفيق..
استانست بعودته، بدا لي أكثر سوادا، فلم أشا أن أحدثه، وتظاهرت بالتفكير والتحديق في الافق البعيد .. فتجاهلني .. ومرت علينا ساعات استسلمنا فيها لأحلامنا وخيالاتنا .. رأيت انفراجا على ملامحه ، وانبساطا في وجهه ، فقلت له وأنا أخفي ابتسامة '' هلا استأذنتني قبل المغادرة ؟ .." بدرت منه التفاتة ولم ينبس بكلمة .. لم أجد الجو يساعد على الاستمرار في المساءلة فامسكت ، ولسان حالي يقول ." لن يثنيني تمردك عن تعلقي بك ، وعن المزيد من اذلاللك ايها الابق ...
طفرت من عينيه دمعتان شعرت بحرارتهما تمزق سويداء قلبي .. أطبق اجفانه وار سل زفرة متذللة ، وبصوت خافت قال .." أما آن لك أن تتحرر من هذا السجن الضيق المخيف ؟ .." قلت من الاليق أن تؤلف جمعية أصلاحية تنادي بتحرري وانعتاقي من هذا السجن الذي تراه أيها العبد .. انتفض لكلمة عبد وانتصب قائما كأسد مكلوم وقال " هكذا انتم أيها الجبابرة اعمت العنصرية أبصاركم ، ولئن كان جسدي أسود فقلبي اشد بياضا من الثلج... قلت عفوا ....لم اقصد لون البشرة ولكن العبودية للشهوات والنزوات والطيش والانحلال ...قال " لا تغير مجرى الحديث ...انكم ترون الشمس ما خلقت الا لكم ، والبحار الا لغسل ادرانكم ...ونصبتم انفسكم أوصياء على رقاب الناس ، فماذا فعلتم بأخلاقكم...وهذه السوداء كوندوليزا تقودكم وتوجهكم وتتلقون اوامرها صاغرين ....
أسرعت الخطى كي اجعل حدا لاتهاماته فاستطرد قائلا ..." لاحظ ايها النرجسي أنت تسير على الرصيف وتترككني عرضة للعجلات والاقدام ...منذ اصطحبتك لم ارك الا مع الدهماء ، تحيا لحياتهم ، وتموت لموتهم ، عانقت نفسك صبرهم وجزعهم وآما لهم وآلامهم ...أوثقت حاضرك بماضي آبائك وأجدادك وافنيت زهرة شبابك تقلب أسفارا من الكتب العتيقة ، وجررتنيي معك الى حلقات الجوامع ومدرجات الجامعات ....فماذا بلغت بها ؟ ...ولولا أنني اتسلل خفية عنك من حين الى آخر فاروح عن نفسي من قسوتك وتشددك ...فألهو وأمرح وأتذوق طعم الحياة ، وكنت شهيد استئصالك وضحية استبدادك وطغيانك ....انتبه الى حالك وابعد عنه شبح القبر...وقال كلاما آخر بصوت جهوري فيه ترانيم النصر وابتهاج التغلب ....توقفت وحدقت في جهه فارتاع ارتجف ونظر الي نظرة ظامئ ، ودلائل الندم بادية على ملامحه ، ....انعطفت الى مقهى صغير قلّ رواده ، فتبعني ....وعاد الصمت يلفنا من جديد ، ومرت دقائق لا يكلم احدنا الاخر ...ولما رآني احجمت عن الحديث قال ..'' صحبتك حتى صرت شبيها بك .، والفتك حتى لم أعد أطيق فراقك ، فأنت أنا وأنا أنت ..... إذاك كانت الشمس قد مالت الى المغيب .....تفرست فيه فوجدته شاحبا ....ثم ارتمى تحت قدمي ، فاستغفرت الله ، وقمت منصرفا وقد امتزجنا روحا واحدة .
وأنا أتأمل نملة تسحب حبة قمح لا زالت متمسكة بسنبلتها، افتقدته فلم أستطع التنقل عبر الشارع الطويل من دونه،..انه الشعاع الخفي الذي يلامس عواطفي فيضفي عليها حبا وتعلقا بهذه الشمس المشرقة...انه من ينبهني دوما ونحن في زحمة الشارع الى المطبات المزروعة على طول الطريق..تعثر الكثير من المارة، ومنهم من سحقته الأقدام وداسته تلك النعال بقسوة، فلم ينجده أحد.. انه يعلم أننا لانستغني عن بعضنا ،.. غير أنني أكثر وفاء واخلاصا ومحبة..وطول الطريق الموحش يفرض عليك اختيار الرفيق..
استانست بعودته، بدا لي أكثر سوادا، فلم أشا أن أحدثه، وتظاهرت بالتفكير والتحديق في الافق البعيد .. فتجاهلني .. ومرت علينا ساعات استسلمنا فيها لأحلامنا وخيالاتنا .. رأيت انفراجا على ملامحه ، وانبساطا في وجهه ، فقلت له وأنا أخفي ابتسامة '' هلا استأذنتني قبل المغادرة ؟ .." بدرت منه التفاتة ولم ينبس بكلمة .. لم أجد الجو يساعد على الاستمرار في المساءلة فامسكت ، ولسان حالي يقول ." لن يثنيني تمردك عن تعلقي بك ، وعن المزيد من اذلاللك ايها الابق ...
طفرت من عينيه دمعتان شعرت بحرارتهما تمزق سويداء قلبي .. أطبق اجفانه وار سل زفرة متذللة ، وبصوت خافت قال .." أما آن لك أن تتحرر من هذا السجن الضيق المخيف ؟ .." قلت من الاليق أن تؤلف جمعية أصلاحية تنادي بتحرري وانعتاقي من هذا السجن الذي تراه أيها العبد .. انتفض لكلمة عبد وانتصب قائما كأسد مكلوم وقال " هكذا انتم أيها الجبابرة اعمت العنصرية أبصاركم ، ولئن كان جسدي أسود فقلبي اشد بياضا من الثلج... قلت عفوا ....لم اقصد لون البشرة ولكن العبودية للشهوات والنزوات والطيش والانحلال ...قال " لا تغير مجرى الحديث ...انكم ترون الشمس ما خلقت الا لكم ، والبحار الا لغسل ادرانكم ...ونصبتم انفسكم أوصياء على رقاب الناس ، فماذا فعلتم بأخلاقكم...وهذه السوداء كوندوليزا تقودكم وتوجهكم وتتلقون اوامرها صاغرين ....
أسرعت الخطى كي اجعل حدا لاتهاماته فاستطرد قائلا ..." لاحظ ايها النرجسي أنت تسير على الرصيف وتترككني عرضة للعجلات والاقدام ...منذ اصطحبتك لم ارك الا مع الدهماء ، تحيا لحياتهم ، وتموت لموتهم ، عانقت نفسك صبرهم وجزعهم وآما لهم وآلامهم ...أوثقت حاضرك بماضي آبائك وأجدادك وافنيت زهرة شبابك تقلب أسفارا من الكتب العتيقة ، وجررتنيي معك الى حلقات الجوامع ومدرجات الجامعات ....فماذا بلغت بها ؟ ...ولولا أنني اتسلل خفية عنك من حين الى آخر فاروح عن نفسي من قسوتك وتشددك ...فألهو وأمرح وأتذوق طعم الحياة ، وكنت شهيد استئصالك وضحية استبدادك وطغيانك ....انتبه الى حالك وابعد عنه شبح القبر...وقال كلاما آخر بصوت جهوري فيه ترانيم النصر وابتهاج التغلب ....توقفت وحدقت في جهه فارتاع ارتجف ونظر الي نظرة ظامئ ، ودلائل الندم بادية على ملامحه ، ....انعطفت الى مقهى صغير قلّ رواده ، فتبعني ....وعاد الصمت يلفنا من جديد ، ومرت دقائق لا يكلم احدنا الاخر ...ولما رآني احجمت عن الحديث قال ..'' صحبتك حتى صرت شبيها بك .، والفتك حتى لم أعد أطيق فراقك ، فأنت أنا وأنا أنت ..... إذاك كانت الشمس قد مالت الى المغيب .....تفرست فيه فوجدته شاحبا ....ثم ارتمى تحت قدمي ، فاستغفرت الله ، وقمت منصرفا وقد امتزجنا روحا واحدة .