المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحجاب من أجل التحول ..!



سها جلال جودت
14/09/2007, 01:48 PM
توقف .. الحجاب من أجل التحول ..!؟
سها جلال جودت
حين سألت نفسي: هل يمكنك أن تحب شخصاً بعد أن كرهته جداً ؟
أجابتني على حيرتي من قلق السؤال رواد .. أجابتني وأخفت امتكار نفسها عن الشائعات التي كانت تدور من حولها.
أذكر يوم اشتجرت معها لأنها كانت تدخن في غرفة الأطفال، بعد المشاجرة حطت في قلبي الرأفة والشفقة مثلما تحط الحمامة نفسها على أرض الدار.
- إذن كريمتك وحيدة يا عزيزتي ..
لم تفهم أختي معنى كريمتك ، لكنها ابتسمت وأغمضتها فبقيت الثانية مفتوحة عندئذٍ تنبهت أختي إلى الأمر ولاذت بالصمت .
- رواد ليست سوى كلب بوليسي يتشمم الأخبار..!
هذه المنعوت به شخصها كان يستفزني لمحاربتها، بل لردعها عما تقوم به، الناس أسرار والبيوت أسرار هكذا علمتني أمي، لا علاقة لنا بما لايخصنا !!
وحدث أن نقلوا أختي إلى المشفى، الطبيب أشار إلى نقل دم فوري، الزائدة الدودية انفجرت وقد تودي بحياتها.
أمام صاعقة الخبر على الهاتف التاثت نفسي وحركاتي وأنفاسي، سمعت بالقصة رواد، ربما لأنها تملك أذانا اصطناعية تحتوي على الرادارات الخفية، قالت لي بثقة وجرأة عهدتها: هيا بنا إلى المشفى.
لا أعرف كيف رافقتها إلى هناك، بلا تفكير شمرت عن ساعدي وقلت للطبيب لاهثة : - خذ من دمي.
أمسكت بيدي وأعادتها إلى مكانها ، والتفتت نحو الطبيب وقالت له بهدوء : - دمي يصلح لكل الزمر، أنا جاهزة، الحامل لا يجوز تبرعها بالدم.
كنت أفكر برواد وأنا أرى الأنبوب الرفيع يسري فيه دم قان إلى كيس بلاستيكي كان موضوعاً قرب رأسها على عمود حديدي.
من هذه اللحظة سكن الولاء ذاكرتي لفتاة كنت أمقتها، تحول الكره إلى حب فيه تقدير ووفاء لمشاركتها في إنقاذ أختي.
وتركت العمل وسافرت مع زوجي، لكنني أبداً لم أنس رواد.
أولادي الذين حملتهم على صدرها حتى كبروا كانوا مثلي يحبون في رواد حنانها، لكن شعوراً خفياً كان يؤرقني " لماذا لاتترجم نفسها بمثل ما تفعله النساء في الحفلات" ، كانت تبدو لي غريبة الأطوار، وكنت أعزو الأمر إلى مهنتها غير المعلن عنها.
طلبت منها ذات مرة أن تلبس فستان سهرة، كان الحفل بمناسبة نجاح ابنتي في الشهادة الإعدادية، استعارت من إحدى قريباتها ثوباً، حملته في كيس وجاءت، لكنها لم تبدل ملابسها، قالت لي: أشعر بنفسي غريبة في هذه الملابس.
يوم مرضت واحتجت إلى دواء خرجت في منتصف الليل تبحث عن الصيدلية المناوبة ، يومها تسببت لها في مشكل مع أهلها.
جلست قرب رأسي تضع لي ضمادات مبلولة بالماء البارد بعد أن كشفت عن مؤخرتي وحقنتني إبرة للالتهاب.
زوجي كان يحترمها لحرصها على علاقتنا وإنسانيتها التي تحكمت بمشاعرنا نحوها.
في الكويت قال لي : هذه المرة سأشتري لرواد جلابية مطرزة على ذوقي.
وجئنا البلد نحمل عطر الشوق واللهفة على لقاء الأهل والأحبة جميعهم، مضى الوقت سريعاً، ولم ألتق برواد، وكان زوجي قد تركني أكمل عطلة الصيف مع الأولاد.
اتصل كي يطمئن علينا وسألني:
- هل أعطيت الهدية لرواد.
تنبهت أنني نسيت في زحام المشاغل بين الأسواق وأفراح الأهل بنجاحات الأولاد.
اتصلت بها، جاءني صوت غريب، قلت: - أريد رواد .
- أنا رواد
بانفعال مكتوم كررت: - من فضلك أريد رواد.
- أنا رواد
أغلقت سماعة الهاتف، أخذت نفساً عميقاً، وأنا في حالتي تلك رن الهاتف، فارتجفت !

لا أدري سبباً لهذا الشعور بالخوف، لكنني فعلاً تضايقت مما ظننت أنه نوع من مزاح أكره الوقوع به.
أمسكت بسماعة الهاتف، جاءني نفس الصوت:
- آلو ، أم ميس
بجفاء وانفعال قلت: - نعم أنا أم ميس ماذا تريد مني؟
- أريد أن أراك، اشتقت إلى ابتسامتك وأحاديثك الشائقة.
بغضب زمهر في داخلي قلت: - أنت واحد قليل أدب . وأغلقت سماعة الهاتف وأنا أرتعش .
رن الهاتف مرة أخرى، ناديت أمي بصوت عال:
- تعالي ، ردي على هذا الوقح ووبخيه، ناس ما عندها أخلاق.
أمام حالة الارتباك التي ضجت عليها ملامح انفعالي وحنقي تسمرت في مكاني مثل لوحة صامتة دقت في الحائط وأنا أسمع أمي تقول : أهلاً وسهلاً نحن في الانتظار.
رأسي عشش فيه دوار ليس كدوار البحر، الأفكار تعصف مثل إعصار مباغت، كيف؟ ومتى؟ ولماذا ؟
عند الباب رجل يقول : السلام عليكم
ترد أمي : وعليكم السلام، تفضلي ، عفواً تفضل.
نظرت من فتحة باب غرفة نومي، شعر قصير جعد مسرح بهدوء، قميص وبنطال، شارب صغير، ذقن حليقة، وسيجارة في الفم.
في تلك اللحظة تخيلت قسمات وجه زوجي ودهشته وأنا أعيد إليه الجلابية قائلة له: - في الزيارة القادمة اشتر لرواد بنطالاً وسبحة.
حين وقعت رواد في حالة اضطراب نفسي قال الطبيب : الآن بدأت تظهر علامات الذكورة الخجولة.
وأمام هذا التحول من سيقدم فنجان القهوة لمن كانت صديقتي التي كنت في السابق أكرهها أبو ميس.


10/ 9/ 2007

محمد فؤاد منصور
14/09/2007, 02:15 PM
الأخت سها جودت
أهنئك أولاً على إلتقاط هذه الفكرة التى ربما لم يتناولها أحد من قبل ، لقد أجدت الإختيار وطرحت علينا معضلة لانعرف كيف نجيبك عليها كان من الواضح منذ البدء أن الفتاة قبل التحول كانت تتصرف بمنتهى الرجولة كما نقول ، فلتستمر إذن الصداقة كما هى فالعثور على صديق مخلص هذه الأيام يشبه العثور على إبرة فى كومة من القش ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

صبيحة شبر
16/09/2007, 02:31 PM
الأخت العزيزة سها جلال جودت
قصة ممتعة لفكرة جديدة لم يتم التطرق اليها سابقا
تهنئتي لقلمك

سها جلال جودت
16/09/2007, 04:50 PM
الأخت سها جودت
أهنئك أولاً على إلتقاط هذه الفكرة التى ربما لم يتناولها أحد من قبل ، لقد أجدت الإختيار وطرحت علينا معضلة لانعرف كيف نجيبك عليها كان من الواضح منذ البدء أن الفتاة قبل التحول كانت تتصرف بمنتهى الرجولة كما نقول ، فلتستمر إذن الصداقة كما هى فالعثور على صديق مخلص هذه الأيام يشبه العثور على إبرة فى كومة من القش ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

العزيز الدكتور محمد
أهنئ نفسي أولاً لحظيتي بمرورك الكريم وكلمتك الأكثر من جميلة
تحياتي واحترامي وخالص تقديري

عبد الرحمن محمد
17/09/2007, 07:18 PM
مشكوره اختي سها

سلمت لنا اناملكِِ الذهبيه

الله يعطيكِي الف عافيه

ننتظر جديدكِِ المبدع

دمت بود

سها جلال جودت
20/09/2007, 11:00 AM
الأخت العزيزة سها جلال جودت
قصة ممتعة لفكرة جديدة لم يتم التطرق اليها سابقا
تهنئتي لقلمك


الصديقة العزيزة صبيحة
تحية احترام لقلمك ومرورك الجميل
كنت أتمنى على مشاركي واتا الخوض في حكائية هذا النص الذي كما تفضلت وذكرت أنها فكرة جديدة وقصة ممتعة.
مودتي صبيحة
دام حبرك متألقاً

سها جلال جودت
23/09/2007, 10:44 PM
مشكوره اختي سها

سلمت لنا اناملكِِ الذهبيه

الله يعطيكِي الف عافيه

ننتظر جديدكِِ المبدع

دمت بود


الأخ العزيز عبد الرحمن محمد
تحية تقدير واحترام لمرورك الكريم
كل الشكر والتقدير
مودتي