المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهي تنهض ُ ب ( تفاحة القلب ) 1 فتحتُ للجاذبية ِ قانونا ً آخر َ



حسن رحيم الخرساني
14/09/2007, 08:06 PM
وأنا أتهجى رغبات ِ النهار أرتطمتْ بخيول تأملي أجنحة ٌ لفراشات ٍ أسستْ لتناغمها أمواجا ً من أعماقِها المزدحمة ِ بالألوان ِ التي لا تفرش ُ جمالـَها إلا
على كفوف ِ الهواء ِ وأنفاس ِ الشمس ِ وكذلك خيولي التي تحتضن ُ أسرارَ النور ِ
وإنعكاسات ِ النوم ِ بين يقظة ِ القصيدة ِ وقرارات ِ النزول ِ إلى الساحل ...
ولأنّ تلك الأمواج تفجرت ْ من ـ تفاحة القلب ـ ركضت ُ من رأسي كي أفتحَ للجاذبية ِ قانونا ً آخرَ وهو الصعود المعاكس للوصول ِ إلى البداية ِ والهبوط ثانية ً كي أكونَ أكثر َ توهجا ً مع النور الساطع من هذه ِ التفاحة ِ القلبية ِ المعنى .
تقول ُ الشاعرة ُ ـ إباء إسماعيل ـ :

( مزدهرة ٌ بدماري الشهيِّ
أحطّ على النار
بسفائني المترنحة ! ...) ـ 2 ـ

إنها لعبة ُ المبدعين من حيثُ الأرتقاء بهذا الجمال الكوني والتوحد بدمارهم مع قداس ِ النار بنشوة ٍ تزدهر ُ من ربيع ِ الغياب ِ الواعي لدي الشاعرة بكل ِ أنوثتها البيضاءَ التي ترتل ُ للزمن ِ منادية ً بحفيف ِ الدخول ِ حينَ تندمج ُ الروح ُ بالأشياء

( آن لرمادي المثقل بالغربة
أنْ يسقسقَ بأخضراره ِ الزاهي ..
آن لحرائقي الصغيرة
أنْ تفجّر شموسنا المقدّسة
آنَ للضوء في أعماقنا
أنْ يـُدخلنا دهشة البياض
النّاصع
كالحنين
والأرتعاشْ ..! ) ـ 3 ـ

وتظلُ الفراشات ُ بأجنحتها تتنقل ُ بأصوات ٍ لها مذاقات ٌ لا يفهمـُها إلا عشاق الغيث النازل ِ على شفاه ِ الورد ِ والمشاكس بقليل ٍ من القلق أنهار َ الحب ..
الحب ُ الذي يقود ُ المسافات ِ من الذاكرة ِ إلى القلب ِ ومن القلب ِ إلى المسافات

( أقود ُ سفينة َ قلقي
لتعبر َ محيطكَ البعيد َ
الواسع َ
المتراميَ الرغبات ) ـ 4 ـ

لكنّ الغربة َ لها يد ٌ كما إن ّ للموت ِ صرخة ً وللسكون ِ خطوات ٍ يرسمنَ سماء َ المعنى حين تقول ُ إباء :

( مغارات ُ جسدي ظامئة ٌ
والثلج يجرح ُ أنوثتي
بحرارة ِ الغربة ِ والموت ) ـ 5 ـ

الموت ُ الذي يضئ ُ لغزَ التراب ِ بعدما يدخل ُ أعماق َ الليل ِ وينتمي إليه ِ وبلا كلمات ٍ تتحقق ُ النتائج ُ وتلتقي الذوات ُ المتنافرت ُ والمتجاذبة ُ معا ً ...
وتبقى الشاعرة ُ ـ إباء إسماعيل ـ تنهل ُ من إكتمالها البعيد القريب الظاهر المختفي الهلامي المجسم حتى تـُحقق َ وجودَها الحالم في منطقة ٍ عاطلة ٍ عن أحتوائـِها والتناغم ِ معها تحت نشيد ِ طفولة ِ الأغنية ِ التي ترحل ُ بها :


( يا أنت َ
أمواجـُك َ نسغ ُ دمي
تـُرابـُك َ عجينة ُ تعبي
وأحلامي البيضاء ..
...................
...................
أغمرروحي
باليقظة ِ
والأرتعاشة ِ
والنوم !! ...) ـ 6 ـ


أيتـُها التفاحة ُ القلبية ُ المذاق ... هكذا أنا
أتهجى رغبات ِ النهار
وأفتح ُ للجاذبية ِ أثوابا ً لتتراقصَ عليها
وبصمتْ ..
أيها الصمت ُ ... هناك َ
على بابـِك َ نورس ٌ من دعاء القمر
يجرجرُك َ إلى هناك .. وإلى هنا ..!
أيها الصمت ُ
وحدَه ُ الفراغ فازَ بالشجرة ِ التي أنبثقت ْ في دمك َ ...


( أيـّها العميق ... البعيد
كحبة القلب
كتفاحة الشمس
في الجسد البهي ِّ ..
...............
...............
أنا الشجرة ُ التي أنبثقت ْ
في دمك َ
ونمتْ أغصانـُها الغريبة ُ
في الفراغ
.........
.........) ـ 7 ـ

وتحت رغبة ِ الضوء
ثمة َ قارب ٌ جاء َ من كهوف البحر
حاملا ً معه ُ قبسا ً يرفض ُ التوازن َ
ليتوهج َ بين بعدين ِ لا يفصلهما سوى هذا الأنين ..


( أيـُّها البعيد ..
كم أتأمل أعماقي ،
لأجدك صاخبا ً ،
صاخبا ً
تحت رغبة ِ الضوء ِ
الحارقة ؟ !!! ..) ـ 8 ـ

----------------------

هامش :

1 ـ تفاحة القلب ـ قصيدة للشاعرة إباء إسماعيل من ديوانها ( خيول الضوء والغربة )
2 ـ 3 ـ 4 ـ 5 ـ 6 ـ 7 ـ 8 ـ مقاطع من قصيدة تفاحة القلب