المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبراء يحذرون من تلف وفقدان المخطوطات الإسلامية في القدس



غالب ياسين
15/09/2007, 11:49 AM
القدس المحتلة - أشرف الخضراء

حذر عدد من العاملين في دائرة المخطوطات داخل أسوار الحرم القدسي الشريف من أن السلطات الإسرائيلية تمنع ترميم المخطوطات الإسلامية التي يخشى أنها تتعرض للتلف يوما بعد يوم.

وتضم الدائرة مخطوطات تاريخية نادرة من بينها مخطوط لكتاب "إحياء علوم الدين" للإمام أبي حامد محمد الغزالي بجزئه الأول الذي يقع في 299 صفحة، ويبلغ عمره أكثر من 791 سنة، وهناك خزائن خاصة للشيخ محمد بن شمس الدين بن محمد الخليلي تضم كتبا يعود تاريخها إلى عام 1147 هجري، إضافة إلى مخطوطات يعود تاريخها إلى العام 634 الهجري.


ويشرف على صيانة هذه المخطوطات مجموعة من الشباب الفلسطينيين درسوا أساليب الترميم في إيطاليا لمدة 3 سنوات، في برنامج تم بالتعاون مع اليونيسكو؛ إلا أنهم بعد عودتهم إلى القدس مجددا في العام 1999 وجدوا أنفسهم بلا حيلة في ظل منع السلطات الإسرائيلية دخول المواد الكيمائية اللازمة لترميم وصيانة هذه المخطوطات.

من بين هؤلاء قال المرمم خضر شهابي للعربية.نت إن الدائرة تضم أيضا مجموعة من الوثائق القديمة تعود إلى العهد المملوكي والعباسي، وإلى الفترة العثمانية؛ ولكنها جميعا في حالة سيئة "ولا نملك الإمكانيات لإسعافها؛ فتحولت إلى مجموعة من الأوراق المبعثرة التي تأكلها البكتيريا، ولا يمكننا ترميمها بدون المواد التي تمنعها سلطات الاحتلال".

وأضاف أن وضع هذه المخطوطات يزداد خطورة مع تقادم الزمن؛ حيث تقوم البكتيريا التي تتغذى على الغراء بالقضاء عليها يوميا.

وحول الإجراءات التي يقومون بها لحماية هذا الإرث الاسلامي يقول مرمم آخر هو رامي سلامة إن "ما نقوم به هو فتح شبابيك المركز لتهوية المخطوطات والقيام بتنظيف أولي لها. فالمبنى غير مكيف والرطوبة والحرارة عالية، وهو ما يؤثر سلبا على سلامة المخطوطات"، ويحذر من استمرار التجاهل الإسلامي والعالمي لهذه المخطوطات، مشددا على أنها "إرث للعالم يجب الحفاظ عليه".

وكانت المدارس الإسلامية في القدس تزيد على 70 مدرسة ارتادها الآلاف من علماء الدين وطلابه. وكان عدد زوايا الصوفية ورُباطاتهم أكثر من 55 زاوية لا يزال كثير منها قائما، وترك هؤلاء مئات المخطوطات في المدينة المحتلة منذ العام 1967.

ويرى مروان البشيتي وهو أحد سكان البلدة القديمة في االقدس أن ما يجري مع المخطوطات هو جزء من عملية طمس الهوية العربية والإسلامية للبلدة القديمة، يأتي جنبا إلى جنب مع الضرائب العالية التي تفرضها سلطات الاحتلال على سكانها لدفعهم إلى الرحيل.

وقال مروان للعربية.نت إن المحكمة الشرعية في القدس التي يعود تأسيسها إلى عام 1923، وتحتوي على أرشيف تاريخ سكان فلسطين، تعرضت هي الأخرى للسرقة مرتين من قبل اليهود المتطرفين لطمس هوية سكان فلسطين، وتحديدا صكوك بيوت البلدة القديمة، "خصوصا أن المحكمة -التي أسسها العثمانيون- هي المرجع الرئيس لكافة المعاملات الاجتماعية والتجارية حتى الآن".