المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفالنا والعيد - خاطرة ، بقلم : د . محمد أيوب



د . محمد أيوب
08/11/2006, 12:59 AM
أطفالنا والعيد
خاطرة
بقلم : د . محمد أيوب
كان الأطفال في الأعياد السابقة يتوجهون إلى المراجيح ويشترون البالونات وغيرها من الألعاب الهادئة ، ولكن حال أطفالنا انقلب اليوم انقلابا شاملا ، لم يعد الأطفال يبحثون عن الألعاب المسلية ، صار كل همهم أن يقلدوا الكبار في كل شيء ، يشترون الأسلحة البلاستيكية المقلدة والتي تطلق صوتاً يشبه صوت الرصاص الحقيقي أحيانا ، ينقسمون إلى مجموعات ويتبادلون إطلاق النيران ، يحاولون بذلك القفز على مرحلة طفولتهم وصولا إلى رجولة مبكرة يعتقون أنهم بحاجة إليها للتناغم مع ما يجري حولهم من صراعات عائلية أو تنظيمية أو من مواجهات مع جنود الاحتلال .
فكرت في التوجه إلى وسط البلد في سيارة أجرة ، وعندما أردت العودة إلى البيت أشرت إلى سيارة مارة فتوقف السائق ، ركبت في المقعد الأمامي ، وركبت في المقعد الخلفي امرأة مع أطفالها ، سألها السائق إن كانت تريد المقعد كاملا أم أنها تريد مكان شخصين فقط ، اختارت مكان شخصين لها ولأولادها ، وعندما جاء الراكب الثالث لم يكن هناك متسع فطلب السائق من أحد الأطفال أن يركب بجانبي ، كان الطفل يحمل بندقية بلاستيكية ، حاولت مداعبة الطفل فطلبت منه أن يبعد فوهة البندقية عني لأنني أخاف أن ينطلق الرصاص منها فجأة فيصيبني ، ابتسم الطفل ووجه فوهة بندقيته من شباك السيارة نحو الخارج ، سألت الطفل : في أي صف أنت ؟
قال : في الصف السادس الابتدائي .
قلت : بكم اشتريت هذه البندقية ؟
أجاب : بثمانية وعشرين شيكلا !
قلت ألم يكن من الأفضل لك لو أنك اشتريت ملابس جديدة بهذا المبلغ ؟
صمت الطفل ولم يجب ، وكأنه استهجن كلامي ورأى أنه لا يستحق أكثر من الصمت ، علق الراكب في المقعد الخلفي : ربما كان والده موظفا في وكالة الغوث .
قلت : ولو ، لا يجوز إنفاق مثل هذا المبلغ على لعبة سرعان ما تتحطم لو وقعت على الأرض ، خصوصا وأننا نعيش ظروفا صعبة للغاية .
قلت للطفل : هل تحب أن تصبح فدائيا ؟
قال باعتداد واضح بالنفس : نعم . ولم يزد على ذلك حرفا واحدا وكأنه تعلم فضيلة الصمت !
ترى ، من المسئول عن غرس مثل هذه الروح في أطفالنا ، هل هو الاحتلال باعتداءاته المتكررة ، أم أنه حب التقليد للكبار أم أنها النزعة العائلية والقبلية وغياب الشعور بالأمن والأمان في مجتمع بات يفتقر إلى كل أسباب الحياة المستقرة والطبيعية ، إلى متى تظل ثقافة العنف هي السائدة في مجتمع استمرأ العنف الذي أصبح مظهرا طبيعيا في حاراتنا وشوارعنا ، يتم تبادل إطلاق النار لأتفه الأسباب ! يموت من يموت ويصاب من يصاب والفاعل مجهول ، علما بأن غالبية المصابين هم ممن لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الدائر، سواء أكان هذا الصراع عائليا أم تنظيميا ، لقد بات الأطفال يقلدون الكبار ويطلقون رصاصات بلاستيكية على بعضهم مما يؤدي في أغلب الأحوال إلى فقدان بعض الأطفال لعيونهم ويؤدي بالتالي إلى نشوب صراع عائلي جديد .
أما آن لنا أن نهتم بتربية أبنائنا تربية صحيحة والاتفاق على أسس سليمة لتربية متوازنة ؟ أما آن لنا أن نقلص من مساحة ثقافة العنف والموت في مجتمعنا بدلا من الصراع على النفوذ وكراسي الحكم في وطن لم يتحرر بعد ولا نستطيع السيطرة على مقدراته ؟ أما آن لنا أن ننبذ الصراع الداخلي مهما كانت الأسباب المشجعة له ؟ يجب علينا أن نعيد لأطفالنا طفولتهم التي سلبناها منهم وجعلناهم ينضجون قبل الأوان ، متى يعود أطفالنا إلى ممارسة لعب الأطفال بدلا من ممارسة ألعاب الكبار ولعبة الموت ، أم أن لعبة الرولو أصبحت هي اللعبة المفضلة في مجتمع أصبح يمجد الموت بدلا من تمجيد الحياة ومن احترام حق الناس في حياة آمنة مطمئنة.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
08/11/2006, 07:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي الفاضل
لقد قتل العهد الاستعماري الطفولة والتهى الكبار بهموم القتل الجسدي والسعي للقمة العيش
فمن للاطفال يعيد لهم طفولتهم المسروقة

د . محمد أيوب
18/12/2006, 12:52 PM
أخي العزيز د . صلاح
دوام الحال من المحال ولكن يجب ألا ننسى قول الله تعالى : " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " التغيير يجب ان يبدا منا كي ننقذ أطفالنا ومستقبلنا
مودتي وتقديري
د . محمد أيوب

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
19/12/2006, 10:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل الدكتور محد ايوب
وهذا هو السؤال الكبير
كيف نبدا بالتغيير في انفسنا
الا ترى ان البداية تكون بالاعتراف باننا في وضع غير صحيح

د . محمد أيوب
20/12/2006, 08:01 PM
كيف يمكن لنا أن نغير وكل طرف يرى أنه على صواب وأن الآخرين على خطأ ، وأنه هو المسلم والآخرين كفرة وأنه الوطني والآخرين خونة ، " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وحتى يكون التغيير في الاتجاه الصحيح يجب أن نتوجه إلى أطفالنا ونعيد النظر في طريقة تربيتنا لهم
دمت أخا عزيزا
أخوكم
محمد أيوب

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
21/12/2006, 07:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التغيير في هذه الحالة لا يأتي الا اذا اعترف الجميع بانهم في الخندق الخطأ اما فكرا او اسلوبا
ولنبدا من جديد
المشكلة في من يستمتعون بالتبعية ويرفضون دون ذلك
تحية

صباح الحكيم
21/12/2006, 05:44 PM
ليت الامر كان مقتصرا فقط على كيفية توجيه اطفالنا لاختيار لعبهم
متى نطعم اطفالنا؟
متى يكف اطفالنا عن مسؤليتهم الكبيرة الا وهو دفاعهم عن الوطن العزيز
او بالاحرى استرجاع اوطانهم من الاحتلال
اطفالنا اليوم يا سيدي يحملون هموم الدهر على عاتقهم
يحملون مسؤلية وطن و الذي يغفل عنه متربعي العروش
دمت كما انت ايها الماجد
تحيتي و امتناني

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
21/12/2006, 06:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا.. ارجو ان لا تحسب كلماتى من ضمن الفلسفة .انما ما أراه..ان الاطفال لن يكفوا عن الدفاع عن الوطن
عندما يكف الاطفال عن التفكير بالوطن ندخل بالتاي بالتيعية والاحتلال
الاطفال ينتظرهم هم كبير لكنهم لا يحملون الا ما نحملهم نحن
فلنهتم نحن بارثنا ولنحاول ان نقلل من الاثم الذي ينتظره الا طفال في الغد
تحية