عبد الرحمن فراج
16/09/2007, 11:38 AM
حاول أن يدخل المبني لكن المباحث الفيدرالية منعته كما أن الشرطة الأمريكية أحاطت بالمكان ابرز لهم بطاقته الصحفية لكنهم اشارو له أن يبتعد من المكان فورا اضطر إلي الابتعاد والانضمام إلي حشد الصحفيين المجتمعين بالمكان منذ الصباح وكان هو العربي الوحيد بينهم جاء علي الفور حين أشارت أنباء أولية أن حادثا إرهابيا كاد أن يقع لولا أن المباحث الفيدرالية أحبطت المحاولة وهناك أنباء غير رسمية تشير إلي مقتل احد الإرهابيين ، إنباء كثيرة متضاربة ترددت عبر الكواليس الأمنية ، الجميع هاهنا حتى رفقاء المهنة من الصحفيين ينظرون إليه في توجس وريبة يعاملونه بجفاء كأنه زعيم الخلية التي قامت بالعملية ، في أمريكا يكفي أن تكون مسلما أو ذو سحنة عربية لتكون في دائرة الإدانة والاتهام المسبق ، فكل مسلم أو عربي متهم ولن تثبت براءته أبدا خرج متحدث امني من المبنى وطلب من الصحفيين والمراسلين إخلاء المكان وقال انه سيعقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق يطلعهم علي كل التفاصيل لكن الحاسة الصحفية أشعرت الجميع أن المباحث الفدرالية تريد أن تهرب أو تخفي شيئا ما فأصر الصحفيون على البقاء إلى أن يأتي لهم من يوضح الموقف ، عجبت لقوة الصحافة هنا في أمريكا خاصة والغرب عامة فهي بحق عين الشعب ودرئه أما في بلادنا فيكفي أن يشير شرطي صغير بسبابته لينصرف الجميع والويل كل الويل لمن عصي ، الصحافة هنا تدافع عن الشعب ومصالحه وقيمه أما عندنا فالكل يعلم عن أي شيء تدافع الصحافة ............ ، تقدم الصحفيون إلى باب المبنى الرئيسي وعزموا علي ألا يغادروا فخرج إليهم ذاك المتحدث الأمني وطلب منهم أن يتكرموا بالدخول إلى قائمة المبنى وسيعقد هناك مؤتمرا صحفيا لإخبارهم بكل الأحداث والوقائع ، دخلت مع الصحفيين والمراسلين إلى القائمة وجلست بجانب احد الصحفيين الامريكين فنهض على الفور وتحول من مكانه ورطن بكلمات تنم عن الغضب وشعرت بالإهانة وكان صدري يغلي كالمرجل من الغضب لم يمض وقت طويل حتى دخل مسسئول امن المبني وضابط صغير السن من المباحث الفيدرالية ومعهم المتحدث الأمني ودخل خلفهم شاب عربي ممزق الثياب يبدو على وجهه أثار الضرب وعلى ذراعيه توجهت آلات التصوير والعدسات نحوه كأنه صيد ثمين حوصر بالصادين ، كنت في موقف لا احسد عليه ولولا واجبي المهني وشماتة هؤلاء النتناء الجالسون حولي لتركت القاعة على الفور ، تزاحمت سهام الأسئلة على الصيد العربي من أي البلاد العربية جئت ؟ من أرسلك ؟ لماذا يكره العرب الأمريكيين ؟ لماذا يتعطش المسلمون للدماء الأمريكية ؟ لماذا يأمركم قرانكم ودينكم بالقتل والتخريب ؟ ومن ولماذا وهل ...... كدت ابصق على أصحاب هذه الاسئلة الحقيرة ولكن لو فعلت لزدت الطينة بله ، لكن ما أدهشني وأثار فضولي في هذا المؤتمر الصحفي غياب شخصيات أمنيه كبيرة نراها دائما في مثل هذه الأحداث تنتفش وتتباهي بإحباط هذه العملية وقتل الإرهابي كما أن الشخصيات الأمنية التي حضرت المؤتمر الصحفي كان يبدو عليها على غير العادة الصمت والخجل ........ في مثل هذا المواقف الثرثرة والاستعراض والزهو ، قطع المتحدث الأمني الهجوم الصحفي المتواصل على العربي المتهم وطلب من السادة الحضور الصمت ويتركو للسيد مسلم أبو ضعيف إخبارهم بنفسه بالحقيقة كاملة ربض الصمت على القاعة كأنها خاوية على عروشها ، الأعين كانت محدقة والأذان مشرئبة والكاميرات مصوبة نحو ذلك العربي
لم يطل الصمت طويلا قال : اسمي مسلم ابوضعيف من إحدى القرى العربية جئت مع بن قريتي حنا بطرس إلى أمريكا هو جاري بالقرية عهد إلى أبوه أن اصحبه إلى أخيه المقيم بأمريكا وكان حنا بطرس يحمل معه حقيبة كبيرة مملؤه بهدايا العائلة لأخيه بأمريكا كشيمة قرانا العربي في الكرم ، وصلنا إلى ناطحة السحاب التي يعمل فيها أخوه وعلى سجيته القروية دخل حنا مهرولا إلى المصعد وتوقفت أنا وسمعت احدهم يصيح اقتلوه انه عربي وسقط حنا على الأرض مخضبا بدمه أما أنا فترون ما على جسدي من أثار ، لم يسمعني احد في البداية ولما تكلمت لم يصدقوني لم يكلف احدهم نفسه فحص جثة حنا ولو فعل لرأي الصليب مرسوم على يده إلى أن جاء أخوه وتعرف عليه ، أتدرون يا ساده لما قدمت إلى بلدكم جئت لشهادة الدكتوراه كان عنوانها كيف نجح مجتمعكم الأمريكي في التحرر من العنصرية والآن لا احتاج لإعداد الرسالة فالإجابة واضحة عندي فمجتمعكم الأمريكي لم يتحرر من العنصرية فشل ولم ينجح فاليوم كما رأيتم يقتل بالهوية ويتهم بالهوية والآن هل فهمتم ياساده لماذا يكرهكم العرب بل العالم اجمع
انقضى المؤتمر الصحفي ولم ينظر احد من الصحفيين والمراسلين في وجهي انصرفوا في عجل أما أنا فقعدت في سيارة بمفردي اتامل وجوه سكان نيويورك البيض منهم خاصة أقول لنفسي هل البعض من هؤلاء فقط تقع عليهم الإدانة لعنصريتهم أم أن الأكثر ادانه من تهاون في حقه وتركهم يفعلون ما يفعلون أم أن الأكثر ادانه وأكثر من قدم لهم المبرر بأفعاله الهوجاء لينفثو سموم عنصريتهم ... وصلت مكتبي فلما أمسكت القلم لم ادر ما اكتب ولما ألقيته لم ادر ما افعل
تمت
لم يطل الصمت طويلا قال : اسمي مسلم ابوضعيف من إحدى القرى العربية جئت مع بن قريتي حنا بطرس إلى أمريكا هو جاري بالقرية عهد إلى أبوه أن اصحبه إلى أخيه المقيم بأمريكا وكان حنا بطرس يحمل معه حقيبة كبيرة مملؤه بهدايا العائلة لأخيه بأمريكا كشيمة قرانا العربي في الكرم ، وصلنا إلى ناطحة السحاب التي يعمل فيها أخوه وعلى سجيته القروية دخل حنا مهرولا إلى المصعد وتوقفت أنا وسمعت احدهم يصيح اقتلوه انه عربي وسقط حنا على الأرض مخضبا بدمه أما أنا فترون ما على جسدي من أثار ، لم يسمعني احد في البداية ولما تكلمت لم يصدقوني لم يكلف احدهم نفسه فحص جثة حنا ولو فعل لرأي الصليب مرسوم على يده إلى أن جاء أخوه وتعرف عليه ، أتدرون يا ساده لما قدمت إلى بلدكم جئت لشهادة الدكتوراه كان عنوانها كيف نجح مجتمعكم الأمريكي في التحرر من العنصرية والآن لا احتاج لإعداد الرسالة فالإجابة واضحة عندي فمجتمعكم الأمريكي لم يتحرر من العنصرية فشل ولم ينجح فاليوم كما رأيتم يقتل بالهوية ويتهم بالهوية والآن هل فهمتم ياساده لماذا يكرهكم العرب بل العالم اجمع
انقضى المؤتمر الصحفي ولم ينظر احد من الصحفيين والمراسلين في وجهي انصرفوا في عجل أما أنا فقعدت في سيارة بمفردي اتامل وجوه سكان نيويورك البيض منهم خاصة أقول لنفسي هل البعض من هؤلاء فقط تقع عليهم الإدانة لعنصريتهم أم أن الأكثر ادانه من تهاون في حقه وتركهم يفعلون ما يفعلون أم أن الأكثر ادانه وأكثر من قدم لهم المبرر بأفعاله الهوجاء لينفثو سموم عنصريتهم ... وصلت مكتبي فلما أمسكت القلم لم ادر ما اكتب ولما ألقيته لم ادر ما افعل
تمت