المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لن يهدر دم سمعة مكناس..



ندى يزوغ
16/09/2007, 09:03 PM
هل سمعتم عن مدينة مكناس.. إنها مدينة جميلة.. تقع في المنطقة الشمالية الجنوبية للمغرب..مدينة تشع منها حضارة الرومانيين منذ آلاف السنين..مدينة عطر الزيتون و الطبيعة الخلابة و الماء الزلال..مدينة الطيبة و الألفة و السكينة و الهدوء..السلام شعار أهلها..الجمال مرآة صباحها و الروعة آيات ليلها ..بين أحضان مساجدها تجد المؤمن المتبتل ..و بين أسواقها تقع عينك على أزهى المنتوجات تحاور كل الطبقات..مدينة تجلب العقل عندما تتنفس هواءها العليل..لا يستطيع أهلها العيش خارجها و لا فراقها..لن تطيب لهم النفس بعيدا عن سحر أسوارها و ذكريات طفولتهم بها ..كل شيء يوحي ببساطتها و سذاجتها و براءتها أحيانا.. و أحيانا أخرى خمولها..عايروها بركودها الاقتصادي و ضعف الحس السياسي لدى أهلها و عدم اهتمام ذوي الشأن بها..شتموا ذوي المال و المشاريع لأنهم لم يولوها الاهتمام الذي تستحقه..قارنوها مع جارتها العريقة فاس و سكبوا الكريستال على جميع قريناتها..لكنها في عيني المكناسيين و الزوارأجمل عروس..انتقدوا أهل العلم بها.. إلا أن مطلب العلم و العرفان لا يغادر أحلام طلابها و بنيها.. تخرج من جامعاتها و معاهدها العليا علماء أجلاء و دكاترة و مهندسين و فنانين..لكن فانوس المدينة العذراء بدأ يغمزعندما لاحت من بعيد شرارة الحقد و الحسد خصوصا عندما قرر أحد الحمقى و المعتوهين أو الذين تكالبت عليهم محن الأفكار ..عندما قرر أن يضعها بين قائمة المدن التي تعاني طاعون العصر..قرر أن يسرق السعادة من فم الأبرياء.. نعم انه شاب في الثلاثين من عمره رحبت به مكناس و أهدته وظيفة راقية يحلم بها الكثيرون من أهل المدينة..بل يحلمون بربعها. كان.يملك سيارة جديدة و يضع أغلى العطور..متزوج من فتاة جميلة و يقطن بشقة جميلة أيضا..و لكنه للأسف و في لحظة غسق فكري و في اللحظة التمام للاوعي.. انتابه إحساس أنه سوف ينقذ الكون أو المكناسين من نجاسة أحاطت ساحتهم الخالدة..أو لعله أرغم على دخول لعبة لم يعلمه أحد أنها لعبة.. و أنه يمثل فيها فقط الأداة للاستمرار في لعبة أكبر..كل الاحتمالات واردة.و كل المكناسيين بل كل المغاربة لم يعد يخف عنهم و لن يخف عنهم سبب الزوبعة التي عرفتها مكناس في الثالث عشر من شهر أغسطس 2007
لكن مكناس و كعادتها أصيلة متفائلة..فقد دعت أبناءها و زوارها و محبيها إلى استئناف الحياة الهادئة كأنها تخبرهم (لا أحد يستطيع أن يسرقني منكم ..أنا بكم أحيا أيها المكناسيون..لكنكم لا تخذلوني وولوا وجوهكم نحو انفجارات أخرى تحدث كل يوم..لكنها بدون دوي و بدون قارورة غاز..هي السرطان الحق الذي ينخر الشباب..)
ندى يزوغ
المغرب