المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مطيّنه منيّله ) يا حاجّة ( كوندي ) . جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
19/09/2007, 07:26 PM
جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــ
( مطيّنة منيّلة ) يا حاجّة ( كوندي ) !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لست ممّن يدّعون العبقرية في موضوع لايحتاج حتى لذكاء عادي لفهم ظاهرة : مرض تعاطي الكذب المقمر المشمس لإدارة عميد تجار الحروب الأغبياء في العالم . هذه الادارة إتخذت من حزمة اكاذيب عن العراق المحتل دريئة مدرّعة ( مستلتة ) ــ من ( ستلايت ) ــ تحتمي بها من كل رياح الارض فضلا عن رياح السماء : من اكذوبة سلاح التدمير العراقي الشامل الذي صار ذريعة لتدمير العراق الشامل ، مرورا باكاذيب يصعب حصرها في مقال ، وانتهاء باسطورة ( تحرير العراق !؟ ) التي تبيّن ان مبناها ومعناها هو تحرير العراق من اهله العرب وتفريغه من ثرواته الوطنية في شافطات حرب خلت من ايّة شرعية واخلاق .

من خلال شبكة ( إن . بي . سي ) الأمريكية فقعتنا الحاجّة المدرّعة المخوّذة ( كوندي ) ، نبية تجار الحروب المحليين المستوردين خصيصا للعراق بقبعات عراقية مستعارة ، بذات الأغاني المثيرة للغثيان لكثرة تكرارها : ( الولايات المتحدة تريد ضمان سلامة اراضي العراق في مواجهة جيران مشاغبين مثل ايران ) !! . والمضحك في تصريح الآنسة ( كوندي ) هو انها تعلم بكيفية استيراد منظمات الحرس الثوري الأيراني ، ( منظمة بدر) و (حزب الدعوة ) ، تحت غطاء ( عراقيين معارضين للنظام ) ، وتعرف انهم مرّوا نحو ( بغداد ) من غبار دبابات الاحتلال ذاتها !! .

اراهن ان الدكتورة ( كوندي ) لاتستطيع الاعتراف بذلك امام الشعب الأمريكي ، لأنها ستتحوّل فورا الى اضحوكة دبلوماسية !! . وارهن انها تعرف حدود الخطيئة التي ارتكبتها قوات الاحتلال عندما استعانت بمنظمات ، يعرف حتى ابناء قرانا من الأميين ، انها ايرانية قلبا وقالبا نجحت في خداع اغبياء ادارة عميد الاغبياء ، وتسللت الى مفاصل الحكم في العراق من خلال ابواب المراعي الخضراء التي مازالت مفتوحة الذراعين والساقين لها وبكل ديمقراطية !! . فعلام صارت ايران اذن ( مشاغبة ) و (محور شر ّ ) اذا كانت خارجية ( كوندي ) تتعاطى ولحد كتابة هذا المقال مراسيم الحب والمودّة مع حرس الثورة الأيراني ( الارهابي ؟! ) على شكل وزراء ونواب في حكومة الاحتلال المركّب ؟! .

لن تجيب ( الحاجّة ) عن هذا السؤال قط !! .
والاجابة ليست بلغز ولا سر ّ لأن كل العراقيين يعرفون كيف ورّط الأغبياء انفسهم بذات الشباك التي نصبوها لغيرهم وماعادوا يستطيعون الانفلات منها . ببساطة اكثر تفيد حمقى هذا الزمان ــ وتسهيلا لعمل المترجمين ( العرب ) في وكالات التجسس الأمريكية العاكفة على دراسة ما يكتبه معارضو الاحتلال ــ : ثمة قدم لقوات الاحتلال مربوط بحبل ايراني والقدم الآخر مربوط بحبل المقاومة العربية العراقية ، ووحده الرأس مازال حيّا يدعي مايشاء !! .

ادارة الاحتلال اعلنت وامام العالم كلّه ، ومنذ اليوم الأول الذي دخلت بغداد فيه ، عن أهم ماتريد ان ( تضمن سلامته ) : وزارة النفط العراقية !! . وكل ماعدها ترك للنهب والسلب الموثق وتحت انظار جنود الاحتلال وتجار الحروب العراقيين الذين رافقوهم يوم الغزو ومابعده ، ومن بين ماترك سائبا : كل الحدود الدولية للعراق ، ومعظمها مازال سائبا بطبيعة الحال ، فضلا عن نصف مليون برميل نفط مازالت تهرّب يوميا على ايادي العصابات المعروفة لأجهزة ( الحاجّة كوندي ) لأنها تمرّ من تحت انوف جنودها هناك ، ممّن يفترض انهم ( يرون النملة السوداء في الليلة الظلماء ) بفضل اجهزتهم التي يقال انها ( متطوّرة ؟! ) واسلحتهم الفتاكة الى هذا الحد ّ المخزي .

وعلى الجناح الآخر ، الأكثر اضحاكا ، تقول الآنسة ( كوندي ) في مقابلتها الدعائية تلك : ( ان الموقف تحسّن في العراق في ظل ّ استراتيجية الرئيس جورج بوش ، اجراء زيادة مؤقتة في القوات لإتاحة الوقت للنواب العراقيين لتحقيق المصالحة الوطنية ) !! ولم نعرف اي النواب تعني !! أنواب ايران ام نواب شعب ( كوندي ) المختار من تجار الحروب الأكراد ؟؟!! . وهل مازالت وزيرة خارجية اعظم دولة في العالم تظن ان العراقيين يثقون بهكذا ( نوّاب ) هزجوا بحقهم ذات يوم ديمقراطي :
( قشمرتنا المرجعية !! وانتخبنا السرسرية !! ) ؟؟ .

ريش ( الموقف الحسن ) الذي تراه محبوبة تجار الحروب ( مطيّن بنيلة ) ، ( مهبّب ) ــ كما يقول الاخوة المصريون بلهجتهم العامية ــ على دلالة مقتل اكثر من مليون شهيد وتهجير اربعة ملايين من عرب العراق ، ودلالة ان من تبقى حيّا من عرب العراق في الجنوب والشمال والوسط صرف اكثر من نصف عمره الذي جايل الاحتلال حبيسا في بيته ، وفي الزقاق ، والحي ّ الذي شاء له قدر الله ان يسكنه فيقع في سهو من التأريخ ضمن حدود فرقة موت تابعة لتاجر حرب من المتعاقدين مع الاحتلال بوظيفة رئيس وزراء او وزير او نائب وغير ذلك من القاب فارغة من معناها ومبناها . صار المواطن العراقي من اهل البلد نائب مواطن مفعول بكرامته في ظل ( تحسّن الظروف ) و استراتيجية عميد الحمقى القديمة والجديدة !! .

والأكثر إضحاكا في رؤى ( الحاجّة كوندي ) انها ترى في هذا النوع من ( التحسّن ) فرصة لإقامة ( مصالحة وطنية ) لاوجود لها اصلا ولافصلا ولانسبا سليما ، بل صارت من مستحيلات العراق الجديد ، إذ لايمكن لكل ّ القوى الوطنية ان ( تصالح ) ، بهذه البساطة وهذا الغباء ، من دمّر البلد دون مسوّغ شرعي ، ودون وازع اخلاقي !! كما لايمكن لها ان تتعامل مع من يبنون ، ويساعدون في بناء ، اغلى واثمن سفارة احتلال حربية مدرّعة في العالم على ( امل !! ) : البقاء الأبدي .

وكأن المصالحة الوطنية ، التي تعنيها صاحبة ( الوضع المتحسّن المطيّن بنيلة وهباب ) ، قائمة حساب يطلبها زبون نافذ فاحش الثراء والغباء في آن من نادل معدم في مطعم ، وليس قائمة حساب يقدمها شعب أهين حتى النخاع في كل قيمه وبدون استثناء !! وكأن النادل الذي تستخدمه إدارة عميد تجار الحروب بصفة رئيس وزراء ، لامعنى ولامبنى وطني حقيقي لهم ، قادر على سلخ لحم شعب كامل لإجباره على تقديم مراسيم الاحترام على بساط احمر من دمائهم لمن غزاهم وانتهك اعراضهم وشتت ارضهم الى مستوطنات للمتعاقدين معه !! .

واخيرا فطنت الدكتورة ( كوندي ) الى حقيقة سبق وان داست عليها بحذائها ، وقالت : ( ان الشرق الأوسط المستقر سيجعل اميركا اكثر امنا ) !! . يالها من ( عبقرية ) مثيرة للحسد في هذا الاكتشاف ، او الكشف ، المتأخر جدا جدا من اخت الرجال !! .

أبعد كل هذه ( الفوضى الخلاّقة ) التي فتحت ابواب جحيمها ادارتك يا آنسة ( كوندي ) ، وبعد كل هذا العجز عن غلق ولو باب واحد من ابوابها المشرعة على المجهول ، تكتشفين وبكل هذا ( الذكاء الخارق الحارق ) ان: الشرق الأوسط ( المستقر ) سيضمن امانا اكثر لأميركا ؟! .

ماذا كان حال هذا الشرق العجيب اذن قبل الاحتلال يا ( حاجّة ) ؟! .

jarraseef@yahoo.com