لطفي زغلول
22/09/2007, 09:00 AM
رمضان .. شعائر وذكريات
من ديوان
نفح الذكرى
للشاعر الراحل
عبد اللطيف زغلول
والد الشاعر لطفي زغلول
هلّـت بشـائرُهُ على الأكوانِ = بالنورِ والإيمانِ والفرقان
شهرُ الإنابةِ بوركتْ أيامهُ = بفريضةٍ قُصرت على رمضانِ
البذلُ والإيثارُ فيهِ رغيبةٌ = وصيامُهُ ركنٌ من الأركانِ
فيهِ الجنانُ تَفتّحت .. وجهنّمٌ = أبوابُها انغلقت على النيرانِ
التائبونَ العابدونَ استبشروا = فيهِ بعفوِ المُنعمِ المنّانِ
والصائِمونَ القائمونَ تَبتَلوا = وتضرعوا في السّرِ والإعلانِ
طوبى لهم وُعِدوا الجنانَ وبُشّروا = بِدخولِها من بابِها الريّانِ
والصومُ إن كانَ احتساباً خالصاً = فلهُ جزاءُ الضعفِ في الميزانِ
رمضانُ يا شهرَ الصَفا علّمتَنا = أن الصيامَ مُطهّرُ الوجدانِ
عوّدتنا الصَبرَ الجميلَ على الطّوى = لنذوقَ طعمَ الجوعِ والحرمانِ
فحَنا الغنيُ على الفقيرِ مؤدّياً = حقَ الغِنى بشريعةِ الديّانِ
ليفوزَ أهلُ الصومِ والإنفاقِ من = ربّ الوَرى .. بالعتْقِ والغفرانِ
رمضانُ فيكَ مآثِرٌ ومفاخِرٌ = غنّت بها الدُنيا بكلِ مكانِ
كم فيكَ أرخصتِ النفوسُ يحُثها = شوقُ الشهيدِ لجنةِ الرضوانِ
فحديثُ بدرٍ لم يزل متجدداً = يروي مفاخِرَ أمّةِ القرآنِ
بدرٌ .. وما أدراكَ ما بدرٌ .. ألمْ = تسمعْ بها يومَ التقى الجمعانِ
قد خاضها خيرُ البريّةِ واثقاً = بالنصرِ من ربٍ رحيمٍ حـانِ
ناجى مُحمدُ ربَهُ مستنجزاً = وعدَ الإلهِ بنُصرةِ الإيمانِ
فإذا به في غمرةِ النجوى يَرى = جنداً تباشِرُ ضربَ كلِ بنانِ
ويرى ملائكةَ السماءِ تنزّلتْ = ويرى مصارعَ عُصبةِ الشيطانِ
يا يومَ بدرٍ فيكَ ذلّ جبابرٌ = وفَرقْتَ بينَ الحقِ والبهتانِ
وفجعتَ أهلَ الشركِ في ساداتِهم = والرعبُ منكَ سرى مع الركبانِ
ياللطغاةِ وقد تمزّقَ شملُهمْ = وتمرّغوا بالخزيِ والخسرانِ
وغدا لواءُ النصرِ معقوداً على = هامِ النبيِ وصحبِه الشجعانِ
وكذاكَ نصرُ اللهِ يهديهِ لمن = يسعى إليهِ بطاعةِ الرحمـنِ
من كانَ يبغي النصرَ فليبذلْ له = أغلى المُهورِ وأشرفَ الاثمانِ
فالنصرُ يحرزُ بالجهادِ وبالتّقى = فهما السبيلُ لعزة الإنسانِ
يا أهل بدرٍ نلتمو ما لم ينلْ = أحدٌ ، من التكريمِ والشكرانِ
إذ قالَ ربكمُ اعملوا ما شئتمو = بشراكمو أنتم غداً جيراني
إني غفرتُ لكم بصدقٍ جهادِكم = فأووا بمغفرتي لرحبِ جناني
رمضانُ يا شهرَ العزائمِ والنهى = كم فيكَ من بُشرى ونيلِ أمانِ
الذكريات الغرُّ فيك تشدُّنا = لربوعِ مكةَ غرّةِ البلدانِ
تحكي عن الفتحِ المبين وما جرى = في ذلكَ اليومِ العظيمِ الشانِ
إذ جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ الذي = أنهى عهودَ الظلمِ والطغيانِ
فاستسلمت لمحمدٍ أمُّ القرى = فعفا عن الأبناء والإخوانِ
وهدى العبادَ إلى هدايةِ ربِّهم = وقضى على الأصنامِ والأوثانِ
وأتتهُ أفواجُ القبائلِ تحتمي = في ظلِّ رايةِ خاتمِ الأديانِ
رمضانُ أكرمكَ الإلهُ بليلةٍ = مشهودةٍ قد زانَها نورانِ
نورٌ يُجابُ به الدعاءُ ويُرتجى = فيه لكلِّ عبادةٍ أجرانِ
والوحيُ نورُ النورِ حيثُ تنزلت = آيـاتُه بالـحقِّ والبرهـانِ
في ليلةِ القدرِ المباركةِ التي = قد نُضّرت بالروْحَِ والريحانِ
يهنيك يا من بتَّ فيها ساهراً = تدعو وتسألُ خالقَ الأكوانِ
أبشرْ فربُّك لا يخيِّبُ سائلاً = يدعو بقلبٍ مخلصٍ ولسانِ
فأليكَ نضرعُ .. ربَّنا فالطفْ بنا = يا من يلوذُ بعفوِه الثقلانِ
واغفرْ لناظمِ هذه الأبياتِ يا = ربَّ الشهورِ وربَّ كلِّ زمانِ
رمضانُ حسبُك في الشهورِ مكانةً = قدسيةً ليست لشهرٍ ثانِ
فيكَ النفوسُ تصالحت وتآلفت = كتآلفِ الأرواحِ والأبدانِ
وبكَ العُصاةُ الى المتابِ تسارعوا = وبكَ القلوبُ صفت من الأضغانِ
فإذا قدمت ففي قدومك فرحةٌ = ولدى وداعِك تذرفُ العينانِ
رمضانُ ما بالُ الليالي قد مضت = كالبرقِ مسرعةً بغيرِ ثوانِ
بالأمسٍ جئتَ ولم نكدْ بكَ نحتفي = حتّى شددتَ الرحلَ قبلَ أوانِ
أترى تعودُ وقد تحرَّرَ قدسُنا = من كلِّ نيرٍ بعدَ طولِ هوانِ
سنظلُّ حتّى قابلٍ نهفو إلى = لقياكَ في شوقٍ وفي تحنانِ
واللهَ نسألُ أن تعودَ ونحن في = أوطانِنا في عزّةٍ وأمانِ
والمسجدُ الأقصى يرفرفُ فوقَه = رمزُ السلامِ ورايةُ القرآنِ
من ديوان
نفح الذكرى
للشاعر الراحل
عبد اللطيف زغلول
والد الشاعر لطفي زغلول
هلّـت بشـائرُهُ على الأكوانِ = بالنورِ والإيمانِ والفرقان
شهرُ الإنابةِ بوركتْ أيامهُ = بفريضةٍ قُصرت على رمضانِ
البذلُ والإيثارُ فيهِ رغيبةٌ = وصيامُهُ ركنٌ من الأركانِ
فيهِ الجنانُ تَفتّحت .. وجهنّمٌ = أبوابُها انغلقت على النيرانِ
التائبونَ العابدونَ استبشروا = فيهِ بعفوِ المُنعمِ المنّانِ
والصائِمونَ القائمونَ تَبتَلوا = وتضرعوا في السّرِ والإعلانِ
طوبى لهم وُعِدوا الجنانَ وبُشّروا = بِدخولِها من بابِها الريّانِ
والصومُ إن كانَ احتساباً خالصاً = فلهُ جزاءُ الضعفِ في الميزانِ
رمضانُ يا شهرَ الصَفا علّمتَنا = أن الصيامَ مُطهّرُ الوجدانِ
عوّدتنا الصَبرَ الجميلَ على الطّوى = لنذوقَ طعمَ الجوعِ والحرمانِ
فحَنا الغنيُ على الفقيرِ مؤدّياً = حقَ الغِنى بشريعةِ الديّانِ
ليفوزَ أهلُ الصومِ والإنفاقِ من = ربّ الوَرى .. بالعتْقِ والغفرانِ
رمضانُ فيكَ مآثِرٌ ومفاخِرٌ = غنّت بها الدُنيا بكلِ مكانِ
كم فيكَ أرخصتِ النفوسُ يحُثها = شوقُ الشهيدِ لجنةِ الرضوانِ
فحديثُ بدرٍ لم يزل متجدداً = يروي مفاخِرَ أمّةِ القرآنِ
بدرٌ .. وما أدراكَ ما بدرٌ .. ألمْ = تسمعْ بها يومَ التقى الجمعانِ
قد خاضها خيرُ البريّةِ واثقاً = بالنصرِ من ربٍ رحيمٍ حـانِ
ناجى مُحمدُ ربَهُ مستنجزاً = وعدَ الإلهِ بنُصرةِ الإيمانِ
فإذا به في غمرةِ النجوى يَرى = جنداً تباشِرُ ضربَ كلِ بنانِ
ويرى ملائكةَ السماءِ تنزّلتْ = ويرى مصارعَ عُصبةِ الشيطانِ
يا يومَ بدرٍ فيكَ ذلّ جبابرٌ = وفَرقْتَ بينَ الحقِ والبهتانِ
وفجعتَ أهلَ الشركِ في ساداتِهم = والرعبُ منكَ سرى مع الركبانِ
ياللطغاةِ وقد تمزّقَ شملُهمْ = وتمرّغوا بالخزيِ والخسرانِ
وغدا لواءُ النصرِ معقوداً على = هامِ النبيِ وصحبِه الشجعانِ
وكذاكَ نصرُ اللهِ يهديهِ لمن = يسعى إليهِ بطاعةِ الرحمـنِ
من كانَ يبغي النصرَ فليبذلْ له = أغلى المُهورِ وأشرفَ الاثمانِ
فالنصرُ يحرزُ بالجهادِ وبالتّقى = فهما السبيلُ لعزة الإنسانِ
يا أهل بدرٍ نلتمو ما لم ينلْ = أحدٌ ، من التكريمِ والشكرانِ
إذ قالَ ربكمُ اعملوا ما شئتمو = بشراكمو أنتم غداً جيراني
إني غفرتُ لكم بصدقٍ جهادِكم = فأووا بمغفرتي لرحبِ جناني
رمضانُ يا شهرَ العزائمِ والنهى = كم فيكَ من بُشرى ونيلِ أمانِ
الذكريات الغرُّ فيك تشدُّنا = لربوعِ مكةَ غرّةِ البلدانِ
تحكي عن الفتحِ المبين وما جرى = في ذلكَ اليومِ العظيمِ الشانِ
إذ جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ الذي = أنهى عهودَ الظلمِ والطغيانِ
فاستسلمت لمحمدٍ أمُّ القرى = فعفا عن الأبناء والإخوانِ
وهدى العبادَ إلى هدايةِ ربِّهم = وقضى على الأصنامِ والأوثانِ
وأتتهُ أفواجُ القبائلِ تحتمي = في ظلِّ رايةِ خاتمِ الأديانِ
رمضانُ أكرمكَ الإلهُ بليلةٍ = مشهودةٍ قد زانَها نورانِ
نورٌ يُجابُ به الدعاءُ ويُرتجى = فيه لكلِّ عبادةٍ أجرانِ
والوحيُ نورُ النورِ حيثُ تنزلت = آيـاتُه بالـحقِّ والبرهـانِ
في ليلةِ القدرِ المباركةِ التي = قد نُضّرت بالروْحَِ والريحانِ
يهنيك يا من بتَّ فيها ساهراً = تدعو وتسألُ خالقَ الأكوانِ
أبشرْ فربُّك لا يخيِّبُ سائلاً = يدعو بقلبٍ مخلصٍ ولسانِ
فأليكَ نضرعُ .. ربَّنا فالطفْ بنا = يا من يلوذُ بعفوِه الثقلانِ
واغفرْ لناظمِ هذه الأبياتِ يا = ربَّ الشهورِ وربَّ كلِّ زمانِ
رمضانُ حسبُك في الشهورِ مكانةً = قدسيةً ليست لشهرٍ ثانِ
فيكَ النفوسُ تصالحت وتآلفت = كتآلفِ الأرواحِ والأبدانِ
وبكَ العُصاةُ الى المتابِ تسارعوا = وبكَ القلوبُ صفت من الأضغانِ
فإذا قدمت ففي قدومك فرحةٌ = ولدى وداعِك تذرفُ العينانِ
رمضانُ ما بالُ الليالي قد مضت = كالبرقِ مسرعةً بغيرِ ثوانِ
بالأمسٍ جئتَ ولم نكدْ بكَ نحتفي = حتّى شددتَ الرحلَ قبلَ أوانِ
أترى تعودُ وقد تحرَّرَ قدسُنا = من كلِّ نيرٍ بعدَ طولِ هوانِ
سنظلُّ حتّى قابلٍ نهفو إلى = لقياكَ في شوقٍ وفي تحنانِ
واللهَ نسألُ أن تعودَ ونحن في = أوطانِنا في عزّةٍ وأمانِ
والمسجدُ الأقصى يرفرفُ فوقَه = رمزُ السلامِ ورايةُ القرآنِ