المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف جديد ل(ادونيس )/ بقلم : نهاد عبد الستار رشيد



نهاد عبد الستار رشيد
09/11/2006, 08:33 AM
أنا ضد أي نظام يقوم على الدين

أدونيس يدعو إلى العلمانية

الشاعر السوري أدونيس يؤيد ثورات الشعوب لكنه يقف ضد توظيف معتقداتها الدينية في إدارة الدولة.
قال الشاعر السوري علي أحمد سعيد (أدونيس في محاضرة بمكتبة الاسكندرية الاحد أنه زار إيران منذ عام ونصف العام ووجد فرقا بين الشعب الايراني والنظام الحاكم "ولا تجوز المقارنة فالنظام شيء والشعب شيء آخر"، واصفا الشعب بأنه أكثر حيوية.
وأشار الى أنه دعي من قبل البعثة الفرنسية في ايران وقابل مفكرين وأساتذة بالجامعات ولم يستقبله أي مسؤول رسمي "حيث قاطعوا الزيارة تماما".
وتأتي محاضرة أدونيس في بداية سلسلة محاضرات ضمن برنامج "الباحث المقيم" الذي يستمر عشرة أيام وهو تقليد لمكتبة الاسكندرية القديمة منذ عصر البطالمة مؤسسي المدينة الساحلية بعد غزو مصر في القرن الرابع قبل الميلاد حيث كانت المكتبة تستضيف علماء أجانب للاقامة بها لتدريب الباحثين.
وأبدى أدونيس دهشته لان مسلمين بعد مرور مئات السنين ما زالوا يتكلمون عن الشيعة والسنة

عامر العظم
09/11/2006, 08:39 AM
فعلا إنه لأمر شائن أن نتحدث عن شيعة وسنة وتاريخ لا ناقة لنا به ولا جمل
أسعد الله صباحك يا سعادة السفير:)

اشرف الخريبي
09/11/2006, 11:50 AM
بقى للشاعر السورى الكبير أدونيس عدة لقاءات اخرى فى القاهرة
وسنرى ماذا لديه ايضا من تفاصيل جديدة
حول الشعر والقضايا الأخرى
شكرا لك الأستاذ الكبير للمتابعة


اشرف الخريبي
روائى مصري

نهاد عبد الستار رشيد
09/11/2006, 03:57 PM
الأستاذ الفاضل الروائي اشرف الخريبي

تحية من القلب

بمزيد من الفخر والأعتزاز ، قرأت مداخلتك القيمة ، وتمنيت لو تسعفنا ببعض الدراسات النقدية التي تناولت اعمالك الروائية ، بوجه خاص والرواية المصرية بوجه عام .

مع الود والتقدير

نهاد عبد الستار رشيد
مترجم وقاص وصحفي مستقل
سفير واتا في فنلندة

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
09/11/2006, 07:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دين لا يستطيع ان يدير دولة هو قطعا ليس بدين بل هو افكار بشرية تعتمد على الخطأ والصواب
ان الفكر الشعوبي في التعامل مع الدولة والسياسة للاسف لا يتوجه الا ضد الدين الا سلامى

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
09/11/2006, 07:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان فشل بعض التجارب الحالية في تطبيق الدين الاسلامي على ارض الواقع لا يعني فشل الدين انما فشل البشر

نهاد عبد الستار رشيد
09/11/2006, 09:50 PM
الأستاذ العزيز عامر العظم

تحية صادقة من الأعماق

قرأت ردك اعلاه ، واطلعت على موقفك النبيل المناهض لأية فتنة طائفية ، وانا اشاطرك هذا الموقف .
اعتذر عن تأخري في الرد
مع الود والتقدير
نهاد عبد الستار رشيد
مترجم وقاص وصحفي مستقل

فؤاد بوعلي
09/11/2006, 10:03 PM
الدكتور نهاد
تحية أخوية صادقة
أعتقد أن حياة أدونيس مليئة بالمواقف المتناقضة ... وحديثه عن زيارة إيران هي محاولة لتبرير مواقفه المعلنة حين بداية الثورة الإيرانية والتني بشر بأنها ستكون ثورة القومية العربية ...لكن عندما أتت بأصحاب العمائم إلى الحكم لم يعد يستطيع الدفاع عنها وهو أحد دعاة القومية والعلمانية ...بل غدا أحد رموزها الدين تحتفي بهم وزارات الثقافة الغربية كما حصل في اللقاء الشعري العربي الفرنسي
أما عن الفتنة الطائفية فأحسب أن للعامل الخارجي دورا حاسما في إذكائها وإحيائها بغية مصالح خاصة ... لكن لا ننسى أننا قوم تاريخانيون حتى النخاع ترانا نردد صباح مساء شعارات متهالكة ونقاشات قديمة وندخل صراعات القدماء ونعيد اجترارها ...لذلك من السهل أن نرفع السيوف في وجه بعضنا البعض من أجل قضية عاشتها الأمة في قرون غابرة
ودي وتحياتي

نهاد عبد الستار رشيد
10/11/2006, 02:28 AM
الدكتور الفاضل صلاح الدين ابو الرب

تحية اكبار واعتزاز ،

ان ما جرى ويجري في العراق، من قتل وتدمير ، انما يعود اساسا للأطماع الأيرانية في احتلال العراق ، والرغبة الأمريكية في الهيمنة على موارد النفط العراقية ، وتحويل العراق الى مقابر جماعية للبشر ، ولنفاياتها النووية .
فرحت بمداخلتك اللطيفة التي اضافت مزيدا من الأيضاح ، واتمنى ان اقرأ المزيد من المشاركات .
مع خالص الود والتقدير
نهاد عبد الستار رشيد
مترجم وقاص وصحفي مستقل

نهاد عبد الستار رشيد
10/11/2006, 03:00 AM
الدكتور الفاضل فؤاد بو علي
تحية صادقة

ليس بودي ان اتحدث عن الطوائف الدينية ، لأنني احترم جميع الآراء والمعتقدات واؤمن بنظرية التعايش السلمي بين الشعوب على اختلاف اديانهم وقومياتهم ، وافرح كثيرا حين اجد ابناء وطني متحابين ومتآلفين ، لا تفرقهم المذاهب ، ولا ينصاعون لأوامر من خارج الحدود .
ما اجمل ان نعيش بسلام ، وما ابغض ان يثير البعض ضغائن الماضي البعيد ليسفك دماء الأبرياء ، ويفرق الصفوف ، ويمهد الطريق للغزاة .
مع فائق تقديري لشخصكم النبيل .
نهاد عبد الستار رشيد
مترجم وقاص وصحفي مستقل

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
10/11/2006, 09:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي الفاضل
ان الحديث عن الاطماع الايرانية في العراق.. عميق في القدم ولا دخل له في الديانات تقريبا سوى المعبر في بعض الفترات
ان الاطماع لم تبدأ من الفترة الحالية.. واذا عدنا للتاريخ قليلا لوجدنا ان هناك كان غزوا اجتماعيا فكريا للخليج من اجل السيطرة على البترول وعلى العراق بل وعلى القرار العربي
كان ذلك منذ وصول المهاجرين الايرانيين الاوائل للخليج.... وطريقة دخولهم المجتمع العربي ثم التسلل للمجتمع ثم للقرار
ومع ذلك اذا عدنا للحرب العراقية الايرانية ...فمن مولها بالاسلحة فعليا ،،الم تكن القوى الاجنبية التى كانت تجلس اخر النهار وتحسب كم كسبت من لعبة الشطرنج
مشكلتنا في منطقتنا اننا لا نقرأ التاريخ ولا نملك قرارنا
انا سعيد بالحديث معك مع ان الحديث في هذه المواضيع يوجع القلب والعقل
تيحتي

منذر أبو هواش
10/11/2006, 02:09 PM
هذا ما يقوله أدونيس

الأخوة الأعزاء،

كلمة مشين تستعمل باعتبارها اسم فاعل، وهي بهذا الوزن تأتي من الفعل "أشان"، وهو فعل لا وجود له. أما الفعل الصحيح فهو "شانَ"، واسم الفاعل منه هو "شائن"، مثل: كان، كائن، وبناء على ذلك فإن الادعاء والتعميم بأن أدونيس يؤيد ثورات الشعوب هو إدعاء شائن. لأن أدونيس لا يؤيد ثورات الشعوب إلا إذا كانت ضد الدين، وإليكم ما يقوله أدونيس حقيقة بدون تعليق:

قال أدونيس: "إن الظلاميين هم الذين يريدون منا العيش على تعاليم دين ظهر قبل أربعة عشر قرناً مضى واندثر؟ لسبب أو آخر"

ويقول أدونيس في الصراع مع الظاهرة الإسلامية: «إنه من غير السهل التغلب على هذه الظاهرة، ذلك أنها تعتمد على تقاليد عتيقة وهي تتسلل وتتسرب إلى الحياة اليومية وإلى الحياة الأسرية، ولكل المؤسسات، وهناك أيضاً ارتباط بينها وبين المؤسسات السياسية. نحن نطالب أوروبا بعدم تأييدها أو تدعيم التيار الإسلامي.. نطالبهم بأن يدعمونا ويؤيدونا نحن المثقفين العرب، ولكننا سننجح حتى بدون مساعدتهم في التغلب على التيار الإسلامي»!!

ويقول أدونيس:
(الأخلاق التقليدية هي التي تعيش الخوف من الله، وتنبع من هذا الخوف، الأخلاق التي يدعو إليها جبران هي التي تعيش موت الله)، الثابت والمتحول 3 - صدمة الحداثة: ص 178 - 179.

ويقول أدونيس:
(الله والأنبياء والفضيلة والآخرة، ألفاظاً رتبتها الأجيال الغابرة، وهي قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة،... والتمسك بهذه التقاليد موت، والمتمسكون بها أموات، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفّار قبور، لكي يدفن أولاً هذه التقاليد، كمقدمة ضرورية لتحرره)، انظر: الثابت والمتحول 3، صدمة الحداثة: ص 136 - 137.

ويقول أدونيس في ديوانه: ( دماء، لا عاصمٌ، والنبيون ماتوا)، الأعمال الشعرية لأدونيس 1/474.

ويقول أدونيس: (ها غزال التاريخ يفتح أحشائي، نهر العبيد يهدر، لم يبق نبي إلاّ تصعلك، لم يبق إله...، هاتوا فؤوسكم نحمل الله كشيخ يموت، نفتح للشمس طريقاً غير المآذن، للطفل كتاباً غير الملائك، للحالم عيناً غير المدينة، والكوفة هاتوا فؤوسكم)، الأعمال الشعرية لأدونيس 2/266.

وفي ختام كتابه " الثابت والمتحول" عرض أدونيس الشبهات كافة حول النبوة والقرآن وكأنها حقائق علمية ثابتة مما لا يخفي تبنيه لها، وأقر في ختام كتابه صراحة باعتناقه وتأييده وامتداحه "للرازي" الملحد جاحد النبوات، حيث يقول: ( لقد نقد الرازي النبوة والوحي وأبطلهما، وكان في ذلك متقدماً جداً على نقد النصوص الدينية في أوروبا في القرن السابع عشر، أن موقفه العقلي نفي للتدين الإيماني، ودعوة إلى إلحاد يقيم الطبيعة والمحسوس مقام الغيب، ويرى في تأملهما ودراستهما الشروط الأول للمعرفة، وحلول الطبيعة محل الوحي جعل العالم مفتوحاً أمام العقل: فإذا كان للوحي بداية ونهاية فليس للطبيعة بداية ونهاية، إنها إذن خارج الماضي والحاضر: إنها المستقبل أبداً. لقد مهد الرازي وابن الراوندي للتحرر من الانغلاقية الدينية، ففي مجتمع تأسس على الدين، باسم الدين، كالمجتمع العربي، لابد أن يبدأ النقد فيه بنقد الدين ذاته ). الثابت والمتحول 2/214.

والأخوة مدعوون للتعليق على هذه الأقوال.

منذر أبو هواش

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
10/11/2006, 02:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد منذر
ان ادونيس هذا الذي يعتقد فعليا بانه اهل لجائزة نوبل لا يعلم بان فكرهه الذى يعجب الغرب وليس كتاباته
يرى ادونيس ان الدين الاسلامى ظهر واندثر اي انه ينكر بالحادية واضحة وجود الله عز وجل
فهل ياترى يستطيع ان يتكلم عن المسيحية بنفس الدرجة
ويعود لفكرة الخلق من الطبيعة وذلك يعنى بان الخالق وهو بنظره الطبيعة هو المخلوق نفسه الذي يستغله مخلوق اخر
يقول العالم العربي الرازي(تزعمون بان الجنين يتصور بطبيعته، فان كانت طبيعته هي صورته فقد صار المصور هو المصور

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
10/11/2006, 02:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس
نحن نطالب أوروبا بعدم تأييدها أو تدعيم التيار الإسلامي.. نطالبهم بأن يدعمونا ويؤيدونا نحن المثقفين العرب، ولكننا سننجح حتى بدون مساعدتهم في التغلب على التيار الإسلامي»!

ان كان ادونيس يطلب العون من الغرب لتايد ه ويحمل لواء التحدي فهو يطلبه من الغرب المسيحي الذي اعلنها حربا دينية مقدسه على لسان الرئيس الامريكي

او من انظمة لا تخشى سوى اليهود وهي ديانة اقدم من الاسلام ان كان ادونيس قد نسي

اشرف الخريبي
10/11/2006, 07:18 PM
الأستاذ الفاضل الروائي اشرف الخريبي

تحية من القلب

بمزيد من الفخر والأعتزاز ، قرأت مداخلتك القيمة ، وتمنيت لو تسعفنا ببعض الدراسات النقدية التي تناولت اعمالك الروائية ، بوجه خاص والرواية المصرية بوجه عام .

مع الود والتقدير

نهاد عبد الستار رشيد
مترجم وقاص وصحفي مستقل
سفير واتا في فنلندة

الأستاذ الغالى نهاد عبد الستار
محبتى واعزازى بتواصلك الحميم الذى استشعرت
واتمنى ان ارسل اليك مجموعتى القصصية الأخيرة ذاكرة الجسد
فقط ارسل ( العنوان ) او ارسالها اليك الكترونيا لو تفضل
الى جانب بعض الدراسات حول الأعمال الروائية التى صدرت مؤخرا فى مصر
او الأقطار العربية كما ترغب
لاشك انى سعيد بالحوار الذى دار هنا بين الزملاء الأفاضل وان كنت ارى انه اتخذ شكلا مختلفا
عما كان الطرح الأول عليه ولا شك ان كل فنان له موقفه ولكنى لازلت اؤيد بقوة هذه المقولة
إنه لأمر شائن أن نتحدث عن شيعة وسنة وتاريخ لا ناقة لنا به ولا جمل فى هذا الوقت

محبتى للجميع واتابع هنا بصدق
اشرف

نذير طيار
10/11/2006, 11:23 PM
أدونيس نموذج للمثقف العربي الضائع, هذا المثقف ظل ينادي بالثورة وحينما جاء بها الإسلاميون, بعد أن ظلت حكرا على اليساريين, كفر بها شر كفر, ولهذا أدخلنا بعض القوميين العرب في أسطورة الغزو الفارسي للعالم العربي, وظل صدام ينادي بأنه يقود حربه مع شيعة إيران نيابة عن السنة جميعا. ذات المثقف طالب سرا وجهارا بضرورة الانقلاب على الأنظمة الرجعية, وحينما فاجأهم إسلاميو السودان بالانقلاب كفروا بالانقلابات شر كفر. وأخيرا أعلنوا كفرهم بجميع البدائل وعدم قبولهم بغير الديمقراطية بديلا, ولكن فاجأهم إسلاميو الجزائر باكتساحهم للانتخابات البرلمانية, فكفروا بهذه الديمقراطية وساندوا الانقلاب العسكري عليها.
مثقفون بهذه المواقف, لا مباديء لهم, هم يقبلون بكل شيء ما دام محاربا للدين غير طالع منه.

فؤاد بوعلي
10/11/2006, 11:45 PM
الإخوة الأفاضل
دعونا في البدء نرحب بالأستاذ العزيز منذر أبو هواش الذي افتقدناه لمدة غير يسيرة لأسباب صحية على ما أظن ... وعودته حاملة معها نقاشا فكريا وأدبيا حول أدونيس الذي اختار الدفاع عن قيم الحداثة وفق رؤية تميز بين " الثابت والمتحول" في التراث العربي ...حيث تجول في أركانه مفصلا إياه على مقاس التحول الذي يعني رف التقليد والجمود ..فجمع في سلة واحدة العديد من المتناقضات ..حيث اعتبر رواد التحول مبشرين بالحداثة لأنهم ثاروا على قيم المجتمع ...فالحلاج كالرازي كابي تمام كعمر بن ابي ربيعة....رموز للتحول والخروج من ربقة التقليد .... وإذا كان منظر قصيدة النثر قد استطاع أدبيا أن يؤسس لموجة الشعر الحديث وفق النمط الغربي في الإبداع فإنه قد وصل أحياتا كثيرة إلى المس بثوابت الأمة ... واعتبار قيمها مجرد رموز للتقليد والاتباع...
وللحديث بقية بعد سماع الآراء
ودي وتحياتي

نهاد عبد الستار رشيد
12/11/2006, 07:42 PM
الأستاذ العزيز اشرف

فرحت كثيرا بعرضك السخي ، وارجو ارسال مجموعتك القصصية الأخيرة الموسومة ( ذاكرة الجسد ) على عنواني الألكتروني التالي : writerssansfrontiers@yahoo.com
ليتسنى لي دراستها وارشفتها و التعريف بها او الأشارة اليها في المقالات ذات العلاقة .
وتقبل فائق تقديري .

نهاد عبد الستار رشيد
مترجم وقاص وصحفي مستقل

شيزر منيب علوان
26/11/2006, 11:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ليس أدونيس إلا استمراراً للزنادقة الذين ظهروا في نهاية الدولة الأموية وبداية الدولية العباسية, فأخذوا يطعنون في الدين, تارة باسم التجديد والإصلاح, وتارة باسم إعمال العقل, متخذين الفلسفة مطيةً لهم, وكان الكثير منهم من الشعوبيين وبقايا عبدة النيران الذين دخلوا في الإسلام ظاهراً لهدمه وتشويهه. وقد استمروا في نشاطهم هذا منذ ذلك الوقت حتى الآن لا يكلون ولا يملون, لكن الله سبحانه وتعالى أبى إلا أن يحفظ دينه إلى يوم القيامة. قال تعالى:(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).سورة التوبة, الآية (32), وقال تعالى أيضاً:(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) سورة الصف, الآية (8). فهم بإذن الله لم يفلحوا ولن يفلحوا في النيل من الإسلام.

أما الرد على أمثال أدونيس فيكون بالحكمة والموعظة الحسنة دون مغالاة أو تفريط, فمثلاً أخطأ المعتزلة أهل الكلام في اجتهادهم حين نفوا الصفات عن رب العالمين ليردوا تهمة الزنادقة بتجسيم الله, تعالى عما يصفون, كما أخطأ الأشاعرة في اجتهادهم حين نفوا بعض الصفات وأثبتوا بعضها كحلٍ وسط, والصواب كان ما أخذ به أهل السنة والجماعة بإثبات الصفات كلها, والقول بجهل كيفيتها, قال تعالى:( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الشورى, الآية (11). فليس معلوماً لدينا صفة يده سبحانه وتعالى أو وجهه أو ساقه, لأنه ليس هناك مما تحيط به حواسنا ما يشبه أي صفة من صفاته سبحانه, فهو بديع السماوات والأرض.

وخير مثالٍ على الرد بالحكمة والموعظة الحسنة ما فعلة الإمام أبو حنيفة حين جاءه اثنان من الزنادقة لمناظرته, فتظاهر بالتفكر, فسألاه فيما يشغل تفكيره, فأجابهما بأنه يفكر في سفينة تجوب البحر في مكان بعيد بدون قائد أو ربان كيف تصل إلى وجهتها, فقالا له أنت الإمام العظيم تفكر في هذه المسألة المستحيلة, فأجابهما بأنه إن كانت السفينة في البحر تحتاج إلى قائد يوجهها, أفلا يحتاج هذا الكون إلى رب يديره, فتابا إلى الله تعالى وصلح أمرهما.

لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العصبية والقومية. جاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:( غَزَونا معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد ثابَ معهُ ناسٌ من المهاجرينَ حتى كثُروا، وكان منَ المهاجرينَ رجلٌ لَعّابٌ فكسَعَ أنصارياً، فغضِبَ الأنصاريُّ غضباً شديداً حتى تَدعَوا، وقال الأنصاريُّ: يَاللأنصار، وقال المهاجريُّ: يا لَلمهاجرين. فخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما بالُ دَعوَى أهلِ الجاهلية ؟ ثم قال: ما شأنُهم ؟ فأخبرَ بكَسعةِ المهاجريِّ الأنصاريَّ. قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: دَعُوها فإنها خَبيثة.), فالعصبية والقومية دعوى الجاهلية, فكوننا عرباً أو أكراداً أو أتراكاً أو فرساً أو شركساً أو غير ذلك من الأمم لن يدخلنا جنة عرضها السماوات والأرض, بل يدخلنا إياها تقوى الله سبحانه وتعالى. جاء في مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وسط أيام التشريق:( يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربيٍّ على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى.) لقد أخرجنا الله سبحانه وتعالى من ضيق العصبية القبلية والعشائرية والإقليمية والقومية إلى رحابة الإسلام, فصرنا إخواناً في الله. لقد احترم الإسلام خصوصية كل شعب من الشعوب الإسلامية ما لم تخالف ما جاء به الشرع, فلا يجوز لعربي أن يسخر من كردي, ولا لفارسي أن يسخر من عربي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِـعْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَيْعِ بَعْضٍ. وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخْوَاناً. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ. لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَىٰ هٰهُنَا». وَيُشِيرُ إِلَىٰ صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: «بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِم. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَىٰ الْمُسْلِمِ حَرَامٌ. دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ). وقال تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). ولم أجد شعراً يعبر عن عِظم هذه الرابطة بين المسلمين خيراً من الأبيات التالية:


أنا الحجازُ, أنا نجدٌ, أنا يمــــــنٌ
أنا الجنــــوب بها دمعـــــي وأشجانـــــي
بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا
بالرقمتيـــــــن وبالفسطاط جيرانـــــــــي
وفــي ثرى مكــةٍ تاريخُ ملحمـةٍ
علــــــى ثراها بنينا العالـــــم الفانـــــــي
دفنت في طيبةٍ قلبي ووا ولهي
في روضة المصطفى عمري ورضواني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي
وفـــي الجزائر أشواقـــــي وتطوانــــــي
فأينما ذكر اسم اللّــــــه في بلدٍ
عددت ذالك الحمـــــى من صلب أوطاني

وقال الشاعر:

إن يختلف ماء الوصال فماءنا
عذبٌ تحدر من غمامٍ واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننـــــا
دينٌ أقمنــاه مقــام الوالــد

أما أننا (أننا قوم تاريخانيون حتى النخاع), فليس أهل السنة والجماعة بالتاريخيين, بل أعدائهم هم التاريخيون, فعقيدة الشيعة كلها مبنية على كره معظم الصحابة وأمهات المؤمنين وسبهم وشتمهم واتهامهم بالكفر, واتهامهم بسلب الخلافة من آل البيت عليهم الصلاة والسلام, لذلك قالوا بتحريف القرآن وردوا الأحاديث الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق صحابته الكرام, حتى تجرأوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أن مقام الإمامة (إمامة علي رضي الله عنه وأولاده وأحفاده) أعلى من مقام النبوة, وصاروا يدعونهم من دون الله, ونسوا قوله تعالى:( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) سورة الجن, الآية (18), إلى غير ذلك من الافتراءات التي مصدرها الكره التاريخي لأهل السنة, وهاهم كل سنة يقيمون المآتم في عاشوراء يوم مقتل الحسين رضي الله عنه وأرضاه, فيقصون قصة موته, ويطلبون له الثأر, وينسون أن كتبهم تقول أن أجدادهم من أهل الكوفة الذين كانوا يدعون أنهم شيعة آل البيت هم الذين خذلوا الحسين عليه السلام وآله الطاهرين فلم ينصروهم بل تركوهم ليلقوا مصيرهم. وأُذكر بأن يزيد بن معاوية قتل قائد السرية التي قتلت الحسين رضي الله عنه جزاءاً له على فعلته الشنيعة. أما أهل السنة والجماعة فيقولون بأن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا بمعصومين، فقد يصدر الخطأ عنهم، وجُمهور العلماء من السلف والخلف ينصون على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحق بالخلافة، وأن معاوية نازعه، ولكن هذه أمورٌ جرت في ذلك الوقت، فلا ينبغي أن نشغل الناس بها، ولذلك كان كثير من العلماء إذا ذُكر مثل هذه الأمور يقولون: "تلك أمة قد خلت، لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم، ولا تسألون عما كانوا يعملون"، فنترضى عنهم جميعا، ونكل أمرهم إلى الله تبارك وتعالى، ولا يجوز الطعن في معاوية ولا سبه، ولا الكلام فيه، وإنما نقول: اجتهد فأخطأ، وأمره إلى الله عز وجل. وحتى يكون الحوار علمياً, وحتى لا يقول أحدهم بأني أتجنى على الشيعة, أو أني أنطلق في كلامي هذا من منطلق كرهي للشيعة, يمكن للمهتم الإطلاع على كتاب (لله ثم للتاريخ) الذي يتكلم فيه السيد حسين الموسوي - وهو عالم من كبار علماء الشيعة في حوزات النجف فضلاً عن أنه ابن عالم من علماء الشيعة - عن أسباب انتقاله من التشيع إلى السنة مستشهداً بكتب الشيعية فقط دون ذكر أي مصدر سني واحد.

أما اليهود الصهاينة, فأوهامهم التاريخية أفضت بهم إلى اغتصاب فلسطين من أهلها, ولا زالت هذه الأوهام التاريخية تعدهم بأرض جديدة من الفرات إلى النيل, ولا زال حلم العودة إلى خيبر يدغدغ مشاعرهم, فليحذر كل من ينادي بالسلام والتطبيع مع الكيان الصهيوني, فلا سلام مع اللئام الغادرين قتلة الأنبياء المفسدين في الأرض, وقد وصفهم الله تعالى بقوله:( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) سورة المائدة, الآية (64).

أما نصارى الغرب فقد ظهر كرههم التاريخي حين أعلنها جورج بوش حرباً صليبية جديدة على الإسلام, وحين أظهر بابا الكاثوليك الجديد تسفيهه للإسلام وتشكيكه في كون الإسلام ديناً سماوياً, مبيناً بذلك كذب كل دعوات الحوار بين الأديان.

إن أهل السنة والجماعة يسيرون على منهج وسطي خطه لنا الله سبحانه وتعالى في قوله:( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا), وقوله تعالى:( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).

والله أعلم وأحكم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

د.حمزة ثلجة
27/11/2006, 06:47 AM
الدكتور الفاضل فؤاد بو علي
تحية صادقة

ليس بودي ان اتحدث عن الطوائف الدينية ، لأنني احترم جميع الآراء والمعتقدات واؤمن بنظرية التعايش السلمي بين الشعوب على اختلاف اديانهم وقومياتهم ، وافرح كثيرا حين اجد ابناء وطني متحابين ومتآلفين ، لا تفرقهم المذاهب ، ولا ينصاعون لأوامر من خارج الحدود .
ما اجمل ان نعيش بسلام ، وما ابغض ان يثير البعض ضغائن الماضي البعيد ليسفك دماء الأبرياء ، ويفرق الصفوف ، ويمهد الطريق للغزاة .
مع فائق تقديري لشخصكم النبيل .
نهاد عبد الستار رشيد
مترجم وقاص وصحفي مستقل
أتوجه بالتحية للجميع
وخاصة للأستاذين الكبيرين الفاضلين
نهاد عبد الستار و د. فؤاد بوعلي

واسمحوا لي أن أتابع هذا النقاش القيم دون المشاركة الفعلية به

مع الود