المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يهدي إلى و يهدي ل



حنين حمودة
22/09/2007, 05:14 PM
قال تعالى في محكم كتابه:
قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق
قل الله يهدي للحق
صدق الله العظيم

ما الفرق بين اللام وإلى هنا؟

منذر أبو هواش
22/09/2007, 08:06 PM
الفرق بين تعدية الهداية بإلى وتعديتها باللام ...

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ (يونس 35)
الأخت حنين،

قد يقول لك قائل: يهدي للحق وإلى الحق بمعنى واحد، فالهداية تتعدى بكلا الحرفين.

غير أنني قرأت لك في كتاب النُحَاة وحُروفُ الجَرّ لصلاح الدين الزعبلاوي ما نصه:

يقول أبو البقاء الكفوي في كلياته فيما نحن بسبيله (الفعل المتعدي بالحروف المتعددة لابد من أن يكون له مع كل حرف معنى زائد على معنى الحرف الآخر، وهذا بحسب اختلاف معاني الحروف. فإن ظهر اختلاف الحرفين ظهر الفرق نحو رغبت فيه وعنه، وعدلت إليه وعنه، وملت إليه وعنه، وسعيت إليه وبه. وإن تقارب معاني الأدوات عسر الفرق، نحو قصدت إليه وله، وهديت إلى كذا ولكذا. فالنحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر. أما فقهاء أهل العربية فلا يرتضون هذه الطريقة بل يجعلون للفعل معنى مع الحرف ومعنى مع غيره، فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال، وهذه طريقة إمام الصناعة: سيبويه). وأبو البقاء من تعلم تبسطاً في العربية واستبحاراً وإيغالاً في البحث، وسعة إطلاع.

ويفسر ما جاء به أبو البقاء من تمايز وجهات الحروف ولو تدانى بعضها وتعاقب على معنى، قول البيضاوي في تفسير قوله تعالى (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق، قل الله يهدي للحق ـ يونس 35) وهدى كما يتعدى بإلى لتضمينه معنى الانتهاء، يُعدَّى باللام للدلالة على أن المنتهى غاية الهداية، وأنها لم توجه نحوه على سبيل الاتفاق، ولذا عُدّي بها ما أسند إلى الله). والموضع الذي عُديت فيه الهداية باللام في التنزيل هو ما صح أن يكون المهدي إليه فيه غاية الهداية حقاً، كالإيمان، والتي هي أقوم. ونور الله، والحق، وهكذا..

اللام وإلى:

فالقريب المختار، بل الأصل على هذا، هو التفريق في الأداء بين (اللام وإلى)، وإذا كان بعض الأئمة قد قال بتعاقبهما حيناً، كما فعل الأخفش والزجاج والزمخشري وأبو حيَّان، أو ذهب إلى تعاقبهما قياساً، كما فعل الإمام المالقي فذلك لتقاربهما وتماثلهما في كثير من المواضع. قال المالقي في كتابه (رصف المباني في شرح حروف المعاني). (والموضع الخامس أن تكون اللام بمعنى إلى، وذلك قياس، لأن إلى يقرب معناها من اللام، وكذلك لفظها)، ثم استدرك فقال: (وإن كان بينهما فرق من حيث أن إلى لانتهاء الغاية، واللام عارية عنها) وأردف: (فاستعمال أحدهما في موضع الآخر جائز) وأنت تعلم أن إغناء أحد الحرفين عن الآخر لا يعني أنهما على معنى. وهذا ما حمل أبا البقاء أن يقول: (ثم أن فعل الهداية، متى عُدّي بالى تضمن الإيصال إلى الغاية المطلوبة فأتى بحرف الغاية. ومتى عُدّي باللام تضمن التخصيص بالشيء المطلوب).

فثبت بهذا أن الفعل يصرّف في وجوه عدة بقدر من حروف الجر أطرد تصريفها فيها. وقد أحاطت كتب اللغة بوجوده تصريف كل حرف فاستعمل فيها، على جهة القياس والاطراد. تقول في تصريف (أجاب): (أجبت في الكتاب، وبالكتاب، وأجبت عنك، وعلى ورقة بيضاء، ولأمر مهم، وعن الأسئلة، من أولها إلى آخرها). كما أحاطت المعجمات بتصريف الأفعال في معانيها فنصَّت على تعديتها بحروف لا يتحكم بها قياس ظاهر، كقولك (أعنتك على عدوك، وتدربت على العمل، وحزنت عليه وغضبت، وحسدتك على كذا، وتوفرت على صاحبي، وارتحت إليه، واعتذرت إليه، وأنست به ورغبت على كذا، وتوفرت على صاحبي، وارتحت إليه، واعتذرت إليه، وأنست به ورغبت فيه) وهكذا. فإذا جمعت القياس في استعمال هذه الحروف على ما نصت عليه كتب اللغة عامة، إلى السماع فيما نصت عليه المعجمات خاصة، أقول إذا ضممت يدك على هذا وذاك، كان لابد من أن تلحظ أن تصريف الفعل بحرف من الحروف إنما يفرده بمعنى لا يؤديه تصريفه حرف آخر، وإن داناه أحياناً، لأن لكل حرف وجهة اختص بها دون سواه.

والله أعلم، وكل عام وأنتم بخير

منذر أبو هواش

:fl:

NAJJAR
25/09/2007, 06:44 PM
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ
أفمن يهدى للحق أحق أن يُتَّبَعَ أمَّن لا يَهِدِّى إلا أن يُهدَى

ذكركم الله فيمن عنده
لقد ذكرتمونى بشيخى الذى علمنى القرآن، الشيخ إبراهيم وهدان
يرحمه الله ويرحمنا جميعا
كنت أظن أننى جهبذ تلامذته فى قراءة القرآن وأحسنهم صوتاً
حتى قال لى فى جمع من الناس ليعلمنى
القرآن غالب لا مغلوب
قلت وإن تحريت القراءة
قال وإن قتلت نفسك فى التحرى
ثم طلب منى أن أقرأ بعض الآيات مثل " وليكونا من الصاغرين"
فلما نجحت طلب منى قراءة هذه الآية
وكانت المفاجأة أننى ظلت أقرأها وحدى لسنوات " أمن لا يَهْدِى..."
فهل منكم من لديه تفسيرا للفارق الذي تورده هذه الآية؟
بارك الله لنا فيكم

منذر أبو هواش
25/09/2007, 08:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ
أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى
فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (يونس 35)
صدق الله العظيم
أخي الكريم،

يقول المفسرون:
قرأه عامة قراء أهل المدينة: (أَمَّنْ لا يَهْدِّي) بتسكين الهاء، وتشديد الدال، فجمعوا بين ساكنين. وكأنّ الذي دعاهم إلى ذلك أنهم وجَّهوا أصل الكلمة إلى أنه: أم من لا يهتدي، وأن التاء حذفت لما أدغمت في الدال، فأقرُّوا الهاء ساكنة على أصلها الذي كانت عليه، وشدَّدوا الدال طلبًا لإدغام التاء فيها، فاجتمع بذلك سكون الهاء والدال. وكذلك فعلوا في قوله: وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ، [سورة النساء: 154]، وفي قوله: يَخِصِّمُونَ، [سورة يس: 49].

وتفسيرها: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (قل) يا محمد للمشركين (هل من شركائكم) آلهتكم وأوثانكم، (من يهدي إلى الحق) من يوصل ضالا إلى الحق أو يدله عليه؟ فإنهم لا يستطيعون أن يدَّعوا أن آلهتهم وأوثانهم توصل ضالا أو تدله على الحق. وذلك بسبب واقع الحال. فإذا قالوا " لا " وأقرُّوا بذلك، فقل لهم. فالله يهدي الضالَّ عن الهدى إلى الحق (أفمن يهدي) أيها القوم ضالا إلى الحقّ، (أحق أن يتبع) إلى ما يدعو إليه (أَمَّنْ لا يهدِّي إِلا أن يُهدى)؟ يعني لا يصل من نفسه أو يعرف الطريق إلى الحق من نفسه بل يحتاج إلى غيره ليوصله إلى الحق أو يهديه إليه.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:fl:

NAJJAR
26/09/2007, 11:24 AM
بارك الله لنا فيك
ومتعنا بمعارفك يا سيدى الفاضل

عبد اللطيف احمد
10/10/2007, 11:09 PM
ما أجمل القرآن وقراءته والعمل به




.

حنين حمودة
24/06/2008, 06:23 PM
لواتا فضائل. منها أنها خلقت فضولي في قراءة ورش بعد أن تعرفت على الإخوة من المغرب العربي الكبير هنا، فبدأت درب التعلم. ومن الجدير بالذكر أننا ندرس قراءة حفص في مدارسنا في المشرق العربي.

وقد أمتعني للغاية التعرف على صور هذه الآية في القراءات المختلفة.. فأحببت أن أنقل لكم البسيط الذي وصلني:

يهدّي هي يهتدي أصلا
يهتدي: حصل ادغام التاء في الدال فصارت دالا مشدّدة الأولى ساكنة والثانية متحركة،
1. حفص: حرك الهاء بالكسر لمنع التقاء الساكنين. يَهِدِّي.
2. ورش: أبقى حركة التاء ونقلها إلى الهاء الساكنة قبلها يَهَدِّي
3. أبو بكر: كسر ياء المضارعة للمناسبة، وكسر الهاء لمنع التقاء الساكنين. يِهِدِّي.
4. حمزة والكسائي: لم يدغموا.. يَهْدِي
5. أبو عمرو: اختلس حركة السكون يَهْدِّي

إذن فللكلمة خمس وجوه حسب القراءات المتواترة.

يَهِدِّي.. يَهَدِّي.. يِهِدِّي.. يَهْدِي.. يَهْدِّي.


قل لا علم لنا إلا ما علمتنا

احمد خميس
31/10/2008, 11:08 PM
http://www.arabswata.org/forums/imgcache/832.imgcache.gif