أسماء حسن محمد
22/09/2007, 08:35 PM
الضحية
لم يكن يخطر ببالي أن يحدث لي ما حدث. ولم أكن أتوقع أن هذا اليوم سيكون مختلفا عن غيره من الأيام التي مرت في حياتي... في يوم من أيام الشتاء صحوت على صوت قطرات المطر وهي تطرق على نافذتي وتدعوني للنهوض والاستعداد ليوم حسبته سيمر كغيره من الأيام. ارتديت ملابسي وبادرت بالنزول لمساعدة أمي في إعداد طعام الإفطار ومن ثم الذهاب إلى مدرستي التي تبعد مسافة ثلاثة أميال عن منزلنا الصغير. مرت سبعة أعوام وما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي طبع على وجهي النحيف ملامح الحزن والألم..
مازلت أتذكر صوت أمي وهي تودعني وتحذرني من التأخر في العودة..أمي التي ما زالت كلماتها تتردد على مسامعي كنسيم بارد في ليلة صيف حارة . فعلى الرغم من حزمها وقوتها إلا أنها كانت لطيفة وحنونة
" حاضر يا أمي .. حاضر لن أتأخر "
نعم .. سأحضر في الموعد .. واندفعت مسرعة إلى الهاوية السحيقة .. إلى ذلك القدر الذي كان ينتظرني على أحر من الجمر
أنا التي لم أبلغ حتى الثانية عشرة.. كنت كيرقة لم تخرج بعد من شرنقتها
دفعني إليه القدر بجسدي الهزيل كعروس النيل حين زفت إلى معبودها
ذلك اليوم الذي تحولت فيه إلى تمثال بارد لا روح فيه
دفعني إليه القدر لأتحول إلى قطعة صقيع جافة باردة حافلة بالموت
سبعة أعوام من الليل الأخرس في فراش الألم والمعاناة
سبعة أعوام من الخوف والقلق المتواصل
في ذلك اليوم سلكت ذات الطريق التي كنت أسلكها كل يوم, إلاأن القدر كان ينتظرني وبكل قسوة كان يحفر لي حفرة تقتل في أنوثتي وتحطم كل ذرة مني.. كان يتمثل بثلاثة ذئاب بشرية تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة و التاسعة عشرة عاما
ما زلت أتذكر كيف رمقوني بنظرة اهتزت أوصالي لقسوتها, ومازلت أشعر بخطواتهم تتعقبني وتطاردني كوحوش ضارية
وأتذكر لسعة أصواتهم
" أيتها الفتاة...توقفي قليلا"
تملكني الخوف فقررت أن أسلك طريقا جانبيا
وفجأة انقطعت تلك الخطوات وما عدت أسمع سوى صوت لهاثي المنتشر في الهواء
وبعيون يتطاير منها الشرر باغتوني كوحوش كاسرة فقتلوا حلمي الصغير الذي مازال في مهده
ألبسوه الكفن وواروه الثرى
لم يكن يخطر ببالي أن يحدث لي ما حدث. ولم أكن أتوقع أن هذا اليوم سيكون مختلفا عن غيره من الأيام التي مرت في حياتي... في يوم من أيام الشتاء صحوت على صوت قطرات المطر وهي تطرق على نافذتي وتدعوني للنهوض والاستعداد ليوم حسبته سيمر كغيره من الأيام. ارتديت ملابسي وبادرت بالنزول لمساعدة أمي في إعداد طعام الإفطار ومن ثم الذهاب إلى مدرستي التي تبعد مسافة ثلاثة أميال عن منزلنا الصغير. مرت سبعة أعوام وما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي طبع على وجهي النحيف ملامح الحزن والألم..
مازلت أتذكر صوت أمي وهي تودعني وتحذرني من التأخر في العودة..أمي التي ما زالت كلماتها تتردد على مسامعي كنسيم بارد في ليلة صيف حارة . فعلى الرغم من حزمها وقوتها إلا أنها كانت لطيفة وحنونة
" حاضر يا أمي .. حاضر لن أتأخر "
نعم .. سأحضر في الموعد .. واندفعت مسرعة إلى الهاوية السحيقة .. إلى ذلك القدر الذي كان ينتظرني على أحر من الجمر
أنا التي لم أبلغ حتى الثانية عشرة.. كنت كيرقة لم تخرج بعد من شرنقتها
دفعني إليه القدر بجسدي الهزيل كعروس النيل حين زفت إلى معبودها
ذلك اليوم الذي تحولت فيه إلى تمثال بارد لا روح فيه
دفعني إليه القدر لأتحول إلى قطعة صقيع جافة باردة حافلة بالموت
سبعة أعوام من الليل الأخرس في فراش الألم والمعاناة
سبعة أعوام من الخوف والقلق المتواصل
في ذلك اليوم سلكت ذات الطريق التي كنت أسلكها كل يوم, إلاأن القدر كان ينتظرني وبكل قسوة كان يحفر لي حفرة تقتل في أنوثتي وتحطم كل ذرة مني.. كان يتمثل بثلاثة ذئاب بشرية تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة و التاسعة عشرة عاما
ما زلت أتذكر كيف رمقوني بنظرة اهتزت أوصالي لقسوتها, ومازلت أشعر بخطواتهم تتعقبني وتطاردني كوحوش ضارية
وأتذكر لسعة أصواتهم
" أيتها الفتاة...توقفي قليلا"
تملكني الخوف فقررت أن أسلك طريقا جانبيا
وفجأة انقطعت تلك الخطوات وما عدت أسمع سوى صوت لهاثي المنتشر في الهواء
وبعيون يتطاير منها الشرر باغتوني كوحوش كاسرة فقتلوا حلمي الصغير الذي مازال في مهده
ألبسوه الكفن وواروه الثرى