خالد ساحلي
23/09/2007, 01:47 AM
سلخ له الموس الحاد أصبعه حين كان منهمكا في قطع الشريط الفولاذي الملفوفة به بالة السراويل ، أعتاد أن يسلخ أصابعه كما أعتاد على الجروح وما صحبها من ألم ينفذ لقلبه كالسم ، سال دمه حينها بغزارة كنبع ماء ، أدار عليه قطعة قماش و صبر محتسبا كفاحه لأجل لقمة الخبز.
عاد من السوق بعدما باع و أشترى ، استلقى على الكنبة دون مضيعة للوقت ، أغمض عينييه علّه يظفر بسنة من نوم ، الذباب يزعجه ويرفع له ضغط الدم ، يتجمع على أصبعه المعطوب . يضع يده اليمنى تحت رأسه ويستجمع قليلا من الماضي ، يتذكر يوم قرر المتاجرة بالألبسة القديمة الوافدة من العالم الأول ، لقد أوصلته تجارته لنظرية اجتماعية أكدت أدلة من سبقوه ، الشعب في بلاده يعشق القديم الوافد من هناك ، ينفر من الجديد ويفنى في حب المستعمل ، العقلية راسخة في حب الرث لكن الرث الآتي من هناك أحسن من الجديد المنتج هنا ، لطالما سمع هذه العبارة من الناس .
تأسف حين تذكر السنين الفاصلة عالمه عن العالم الأول لا شك هي سنين غير عادية ، ثم ما لبث أن أنفجر ضاحكا حتى البكاء حين توافق التشبيه في ذاته منعكسا على عصره و راهنه ، يكلم نفسه بمعادلته :
" المتغير" هو الأصبع المجروح .
" الثابت " هو ذباب يلدغ يقرص.
رفض النتيجة ثم أصر ، كان يجب أن تكون النتيجة هكذا :
"المتغير ذباب مزعج ."
" المجتمع النائم هو أصبع مجروح صاحبه المتعب نفسيا وعقليا."
يجذب يده من تحت رأسه يهش بها على الذباب، يقف مضطربا مشوش الفكر خائف ، ربما سمعه أحد ، متأكد لا أحد سمعه ، وبالمرة ظله تركه بالخارج . قرر رفض كل النتائج المتحصل عليها ، عوّضها بتلخيص ولعن وسوسة إبليس والدور الذي يلعبه في مسلسل الذباب " ذباب ضعيف لا يتركك ترتاح فما بالك بملايين البشر من لهم السطوة و القوة و الجبروت ، الأبالسة " . استلقى على الكنبة من جديد ، راح يغط في نوم عميق بفعل حبة الدواء المنوّمة التي تناولها ، عبث الذباب على أصبعه بعدما استراح من اليد اللعينة التي ضايقت عليه رزقه في دم فاسد متعفن . كان في نومه متثاقلة عليه حواسه كأنه صارع ثيرانا ودببة ، شخيره دلالة تعب ، في نومه أتاه كابوس ، رسول في صورة ذبابة ، كان عليه تغيير نظريته ومعادلته علّه يفلح في الخروج من الدائرة التي وضعه فيها الرسول الذبابة، كان الرسول بصورة الذبابة يهاتفه" معادلة جائرة ـ جائرة ، انتقام ـ انتقام" بدأ المسكين في تغيير المعادلة بسرعة ضوئية .
"الأصبع المعطوب هو المجتمع المريض ."
"الذباب هو الفعل المنشّط للذات المتعبة الخاملة ، الفاعل الإيجابي الدال على موقع الجرح و المرض ، الدافع للإنقاذ للمشارك الثالث ضميره هو الغير متقد و الغير فطن الذي عرّضه للجرح دون التفكير في موضع النظر قبل اللمس ودون التعديل في خبرة مهنته ."
كان لا يزال يرتجف من الرسول بصورة الذبابة ، وهو يقدّم النتائج والمعادلات إلى ان توصل إلى معادلة فكّت عنه حصارا لرسول بصورة الذبابة ، كانت أطرافه تشبه المشط و كلاّب التعذيب إلا أنها كانت تتواءم و الصورة .
المعادلة التي تنجيه بكل بساطة : "الذباب هو مخلوق لطيف يؤشر للناس المكان غير النظيف ليعالج الوسخ . "
ابتسم ، تقلب على جنبه الأيمن فرحا بانفكاكه من كلاّب و مشط الرسول بصورة الذبابة، مفتخرا بانتصار عبقريته في زهو ، كان لا زال يغط في نوم عميق وحرارة الحمى تدفعه للهذيان أكثر، لم يستيقظ إلا في المساء ليجد أصبعه صار بحجم العصا ، هذه المرة رفض التشبيه بصق على أصبعه ثم لعقه ، تراه أخطأ ثم صحح الخطأ ، قال: " من ذا الذي يستطيع البصق على العصا ، ليحفظ الله أصبعي ليكون دليل الخير لكل فاقد وجهته ." قال هذا بعدما تأكد بأن الدواء لا يزال أثره يدعوه للنوم.
عاد من السوق بعدما باع و أشترى ، استلقى على الكنبة دون مضيعة للوقت ، أغمض عينييه علّه يظفر بسنة من نوم ، الذباب يزعجه ويرفع له ضغط الدم ، يتجمع على أصبعه المعطوب . يضع يده اليمنى تحت رأسه ويستجمع قليلا من الماضي ، يتذكر يوم قرر المتاجرة بالألبسة القديمة الوافدة من العالم الأول ، لقد أوصلته تجارته لنظرية اجتماعية أكدت أدلة من سبقوه ، الشعب في بلاده يعشق القديم الوافد من هناك ، ينفر من الجديد ويفنى في حب المستعمل ، العقلية راسخة في حب الرث لكن الرث الآتي من هناك أحسن من الجديد المنتج هنا ، لطالما سمع هذه العبارة من الناس .
تأسف حين تذكر السنين الفاصلة عالمه عن العالم الأول لا شك هي سنين غير عادية ، ثم ما لبث أن أنفجر ضاحكا حتى البكاء حين توافق التشبيه في ذاته منعكسا على عصره و راهنه ، يكلم نفسه بمعادلته :
" المتغير" هو الأصبع المجروح .
" الثابت " هو ذباب يلدغ يقرص.
رفض النتيجة ثم أصر ، كان يجب أن تكون النتيجة هكذا :
"المتغير ذباب مزعج ."
" المجتمع النائم هو أصبع مجروح صاحبه المتعب نفسيا وعقليا."
يجذب يده من تحت رأسه يهش بها على الذباب، يقف مضطربا مشوش الفكر خائف ، ربما سمعه أحد ، متأكد لا أحد سمعه ، وبالمرة ظله تركه بالخارج . قرر رفض كل النتائج المتحصل عليها ، عوّضها بتلخيص ولعن وسوسة إبليس والدور الذي يلعبه في مسلسل الذباب " ذباب ضعيف لا يتركك ترتاح فما بالك بملايين البشر من لهم السطوة و القوة و الجبروت ، الأبالسة " . استلقى على الكنبة من جديد ، راح يغط في نوم عميق بفعل حبة الدواء المنوّمة التي تناولها ، عبث الذباب على أصبعه بعدما استراح من اليد اللعينة التي ضايقت عليه رزقه في دم فاسد متعفن . كان في نومه متثاقلة عليه حواسه كأنه صارع ثيرانا ودببة ، شخيره دلالة تعب ، في نومه أتاه كابوس ، رسول في صورة ذبابة ، كان عليه تغيير نظريته ومعادلته علّه يفلح في الخروج من الدائرة التي وضعه فيها الرسول الذبابة، كان الرسول بصورة الذبابة يهاتفه" معادلة جائرة ـ جائرة ، انتقام ـ انتقام" بدأ المسكين في تغيير المعادلة بسرعة ضوئية .
"الأصبع المعطوب هو المجتمع المريض ."
"الذباب هو الفعل المنشّط للذات المتعبة الخاملة ، الفاعل الإيجابي الدال على موقع الجرح و المرض ، الدافع للإنقاذ للمشارك الثالث ضميره هو الغير متقد و الغير فطن الذي عرّضه للجرح دون التفكير في موضع النظر قبل اللمس ودون التعديل في خبرة مهنته ."
كان لا يزال يرتجف من الرسول بصورة الذبابة ، وهو يقدّم النتائج والمعادلات إلى ان توصل إلى معادلة فكّت عنه حصارا لرسول بصورة الذبابة ، كانت أطرافه تشبه المشط و كلاّب التعذيب إلا أنها كانت تتواءم و الصورة .
المعادلة التي تنجيه بكل بساطة : "الذباب هو مخلوق لطيف يؤشر للناس المكان غير النظيف ليعالج الوسخ . "
ابتسم ، تقلب على جنبه الأيمن فرحا بانفكاكه من كلاّب و مشط الرسول بصورة الذبابة، مفتخرا بانتصار عبقريته في زهو ، كان لا زال يغط في نوم عميق وحرارة الحمى تدفعه للهذيان أكثر، لم يستيقظ إلا في المساء ليجد أصبعه صار بحجم العصا ، هذه المرة رفض التشبيه بصق على أصبعه ثم لعقه ، تراه أخطأ ثم صحح الخطأ ، قال: " من ذا الذي يستطيع البصق على العصا ، ليحفظ الله أصبعي ليكون دليل الخير لكل فاقد وجهته ." قال هذا بعدما تأكد بأن الدواء لا يزال أثره يدعوه للنوم.