د. إبراهيم أبراش
23/09/2007, 11:21 AM
20/09/2007
أ-د/إبراهيم ابراش
غزة كيان معادي لإسرائيل
ولكن، هل إسرائيل كيان صديق للفلسطينيين؟
كل يوم يمر إلا وتتضح معالم مخطط تدمير المشروع الوطني الفلسطيني ،وإعلان إسرائيل قطاع غزة كيانا معاديا هو آخر خطوة ولكنها ليست الأخيرة ،فالمخططون لن يتوقفوا حتى إنجاز مبتغاهم و هو تدمير المشروع الوطني الذي هو حصيلة نضال أكثر من ثلاث وأربعين سنة من النضال و ستون سنة من المعاناة والشتات وتسعون سنة من المواجهة المستميتة للمشروع الصهيوني .اعتبار غزة كيانا معاديا هو استكمال لخطة شارون للانسحاب من قطاع غزة في أغسطس 2005 واستمرار إطلاق الصواريخ من القطاع بعد الانسحاب ثم الإنزلاق نحو انتخابات تشريعية في 25 يناير 2006، ثم فصل غزة عن الضفة بمسرحية إنقلاب حركة حماس على الشرعية وما ترتب على ذلك من تداعيات أخطرها اعمال عنف في كل من الضفة وغزة تمهد لحرب أهلية في كلا المنطقتين .
لا شك أن إسرائيل هي العقل المدبر لكل ذلك ولكن لو لم يكن متواطئون من الفلسطينيين واخطاء أرتكبت ما أستطاعت إسرائيل تنفيذ مخططها وأن يصل بها الامر لإعلان قطاع غزة منطقة معادية .هذا الإعلان وفي هذا الوقت بالذات يثير القلق و يطرح أكثر من سؤال ويتطلب موقفا واضحا وحازما ليس فقط من سلطة الامر الواقع في غزة بل من السلطة الشرعية والرئاسة .وإن كان الرئيس أبو مازن أدرك بسرعة خطورة هذا القرار الإسرائيلي وأعلن عن رفضه للقرار وحذر من خطورته ،إلا أن الأمر يتطلب خطوات أخرى لمواجهة تداعيات القرار ليس على غزة بل على مجمل المشروع الوطني .
القرار الإسرائيلي أخطر مما يتصوره البعض للأسباب التالية : -
أولا :عندما تقول إسرائيل إن قطاع غزة كيان معادي فكأنها تقول أيضا إن بقية مناطق السلطة ليست معادية لإسرائيل ،وهذا معناه تعميق الخلاف بين الفلسطينيين وإثارة الفتنة ،صحيج أن هناك سلطة إنقلابية في غزة ولكن غزة وسلطة الامر الواقع فيها ليسوا أعداء للضفة أو للرئيس أو للحكومة الفلسطينية ،الخلاف بيننا خلاف سياسي وهو شأن فلسطيني داخلي ويجب أن يحل داخليا .
ثانيا:إن كان القطاع كيانا معاديا ،فهل إسرائيل كيان مسالم وصديق للفلسطينيين؟ ،وإذا كان أهلنا بالقطاع معادين لإسرائيل ،فلماذا تمارس إسرائيل القتل والاعتقال وسياسة الهدم والتجريف وسرقة الأرض والمياه في الضفة الغربية ؟وأن يتزامن القرار الإسرائيلي مع استمرار العدوان في الضفة واخرها مهاجمة مخيم عين الماء في نابلس وما نتج عنه من قتلي وجرحى واستعمال جيش الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية ،إنما يدل على أن إسرائيل هي الكيان المعادي لكل الشعب الفلسطيني .
ثالثا:القرار تجاوز الحديث عن حركة حماس كحركة معادية لإسرائيل أو حركة إرهابية في نظرإسرائيل وواشنطن ليتحدث عن قطاع غزة ككيان معاد أي عن أكثر من مليون ونصف من أهلنا في القطاع ،وهذا يعني أن أكثر من مليون ونصف المليون أصبحوا أعداء مما يبرر لإسرائيل محاصرتهم وتجويعهم ولا يمكن لأي فلسطيني ،مسؤل كان أم مواطن أن يسكت عن العقاب الجماعي لأهلنا في ؤالقطاع وتحويل حياتهم لجحيم .
رابعا : تزامُن القرار الإسرائيلي مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة للتمهيد لعقد مؤتمر الخريف حول السلام ،إنما يثير القلق من المؤتمر بشكل عام ،ومنبع القلق هو أن تطرح إسرائيل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية مشروعا لتسوية يقوم على استبعاد قطاع غزة من التسوية وتركيز المفاوضات على الضفة الغربية أو بالأصح على ما تبقى منها.
خامسا : القرار الإسرائيلي يهدد المشروع الوطني و يغير كل مرتكزات التسوية .المشروع الوطني يقوم على وحدة الضفة والقطاع ويُؤسس على انهما أرض الدولة الفلسطينية الموعودة ،فكيف للممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وللسلطة وللحكومة أن يتعاملوا مع القطاع باعتباره جزءا من المشروع الوطني فيما إسرائيل تعتبر القطاع كيانا معاديا؟وكيف يمكن للرئيس أبو مازن أن يتفاوض في مفاوضات مع الإسرائيليين باسم الشعب الفلسطيني ،فيما إسرائيل تعتبر جزءا من الشعب كيانا معاديا.أيضا فإن كل قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعتبر الضفة وغزة وحدة سياسية واحدة ولا تميز بينهما ،وعليه فالقرار الإسرائيلي يتناقض مع القرارات والاتفاقات الموقعة ويعيق تنفيذهما إن لم يجعل تطبيقهما امرا مستحيلا.
أ-د/إبراهيم ابراش
غزة كيان معادي لإسرائيل
ولكن، هل إسرائيل كيان صديق للفلسطينيين؟
كل يوم يمر إلا وتتضح معالم مخطط تدمير المشروع الوطني الفلسطيني ،وإعلان إسرائيل قطاع غزة كيانا معاديا هو آخر خطوة ولكنها ليست الأخيرة ،فالمخططون لن يتوقفوا حتى إنجاز مبتغاهم و هو تدمير المشروع الوطني الذي هو حصيلة نضال أكثر من ثلاث وأربعين سنة من النضال و ستون سنة من المعاناة والشتات وتسعون سنة من المواجهة المستميتة للمشروع الصهيوني .اعتبار غزة كيانا معاديا هو استكمال لخطة شارون للانسحاب من قطاع غزة في أغسطس 2005 واستمرار إطلاق الصواريخ من القطاع بعد الانسحاب ثم الإنزلاق نحو انتخابات تشريعية في 25 يناير 2006، ثم فصل غزة عن الضفة بمسرحية إنقلاب حركة حماس على الشرعية وما ترتب على ذلك من تداعيات أخطرها اعمال عنف في كل من الضفة وغزة تمهد لحرب أهلية في كلا المنطقتين .
لا شك أن إسرائيل هي العقل المدبر لكل ذلك ولكن لو لم يكن متواطئون من الفلسطينيين واخطاء أرتكبت ما أستطاعت إسرائيل تنفيذ مخططها وأن يصل بها الامر لإعلان قطاع غزة منطقة معادية .هذا الإعلان وفي هذا الوقت بالذات يثير القلق و يطرح أكثر من سؤال ويتطلب موقفا واضحا وحازما ليس فقط من سلطة الامر الواقع في غزة بل من السلطة الشرعية والرئاسة .وإن كان الرئيس أبو مازن أدرك بسرعة خطورة هذا القرار الإسرائيلي وأعلن عن رفضه للقرار وحذر من خطورته ،إلا أن الأمر يتطلب خطوات أخرى لمواجهة تداعيات القرار ليس على غزة بل على مجمل المشروع الوطني .
القرار الإسرائيلي أخطر مما يتصوره البعض للأسباب التالية : -
أولا :عندما تقول إسرائيل إن قطاع غزة كيان معادي فكأنها تقول أيضا إن بقية مناطق السلطة ليست معادية لإسرائيل ،وهذا معناه تعميق الخلاف بين الفلسطينيين وإثارة الفتنة ،صحيج أن هناك سلطة إنقلابية في غزة ولكن غزة وسلطة الامر الواقع فيها ليسوا أعداء للضفة أو للرئيس أو للحكومة الفلسطينية ،الخلاف بيننا خلاف سياسي وهو شأن فلسطيني داخلي ويجب أن يحل داخليا .
ثانيا:إن كان القطاع كيانا معاديا ،فهل إسرائيل كيان مسالم وصديق للفلسطينيين؟ ،وإذا كان أهلنا بالقطاع معادين لإسرائيل ،فلماذا تمارس إسرائيل القتل والاعتقال وسياسة الهدم والتجريف وسرقة الأرض والمياه في الضفة الغربية ؟وأن يتزامن القرار الإسرائيلي مع استمرار العدوان في الضفة واخرها مهاجمة مخيم عين الماء في نابلس وما نتج عنه من قتلي وجرحى واستعمال جيش الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية ،إنما يدل على أن إسرائيل هي الكيان المعادي لكل الشعب الفلسطيني .
ثالثا:القرار تجاوز الحديث عن حركة حماس كحركة معادية لإسرائيل أو حركة إرهابية في نظرإسرائيل وواشنطن ليتحدث عن قطاع غزة ككيان معاد أي عن أكثر من مليون ونصف من أهلنا في القطاع ،وهذا يعني أن أكثر من مليون ونصف المليون أصبحوا أعداء مما يبرر لإسرائيل محاصرتهم وتجويعهم ولا يمكن لأي فلسطيني ،مسؤل كان أم مواطن أن يسكت عن العقاب الجماعي لأهلنا في ؤالقطاع وتحويل حياتهم لجحيم .
رابعا : تزامُن القرار الإسرائيلي مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة للتمهيد لعقد مؤتمر الخريف حول السلام ،إنما يثير القلق من المؤتمر بشكل عام ،ومنبع القلق هو أن تطرح إسرائيل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية مشروعا لتسوية يقوم على استبعاد قطاع غزة من التسوية وتركيز المفاوضات على الضفة الغربية أو بالأصح على ما تبقى منها.
خامسا : القرار الإسرائيلي يهدد المشروع الوطني و يغير كل مرتكزات التسوية .المشروع الوطني يقوم على وحدة الضفة والقطاع ويُؤسس على انهما أرض الدولة الفلسطينية الموعودة ،فكيف للممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وللسلطة وللحكومة أن يتعاملوا مع القطاع باعتباره جزءا من المشروع الوطني فيما إسرائيل تعتبر القطاع كيانا معاديا؟وكيف يمكن للرئيس أبو مازن أن يتفاوض في مفاوضات مع الإسرائيليين باسم الشعب الفلسطيني ،فيما إسرائيل تعتبر جزءا من الشعب كيانا معاديا.أيضا فإن كل قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعتبر الضفة وغزة وحدة سياسية واحدة ولا تميز بينهما ،وعليه فالقرار الإسرائيلي يتناقض مع القرارات والاتفاقات الموقعة ويعيق تنفيذهما إن لم يجعل تطبيقهما امرا مستحيلا.