المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة إلى الأعماق - رواية من الخيال العلمي - الجزء 4 - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
24/09/2007, 10:51 AM
رحلة إلى الأعماق
رواية من الخيال العلمي في حلقات
الجزء الرابع
نزار ب. الزين*
*****
أبطال القصة :
د.عبد الله من المغرب تخصص ألكترونيا و برمجة و هندسة الحاسوب
د. هشام من سورية تخصص معادن و سبائك معدنية
د. مجدي من مصر تخصص جيولوجيا و طبقات الأرض و علم الزلازل و البراكين
د. حمود من الإمارات العربية المتحدة /أمارة دبي تخصص كيمياء ، فرع النفط و الصناعات النفطية
د. رياض فلسطيني يعيش في الأردن تخصص ميكانيك و محركات ثقيلة .
*****
تجرأ الدكتور رياض ، ففتح بوابة المركبة بيد مرتجفة ، و لذهوله الشديد ، سار كل شيئ كما أخبرهم به ميمون ، لم يندفع ماء المحيط و لم تتفجر المركبة فكأنها فوق السطح ، لم ير اي اثر للفقاعة و لكنها بالتأكيد موجودة بدلالة خروجه من المركبة دون حدوث أي مكروه .
و تجرأ الآخرون ، فخرجوا الواحد إثر الآخر ، ثم قام الدكنور رياض بإغلاق الفتحة ، تولى ميمون إحاطة كل من الدكتور عبد الله و الدكتور حمود و الدكتور هشام بفقاعة من المادة المعتمة غير المرئية و فعل نفس الشيء زينون لكل من الدكتور مجدي و الدكتور رياض . و بلا أدنى وجل أو تردد تبعوا جميعا ميمون مطمئنين واثقين .
تحرك ميمون في المقدمة فتحركوا وراءه ، شعروا كأنهم طيور تحلق بكل يسر ، كان النفق الذي بدؤوا يخترقونه ضيقا للغاية ، و لكنه كان واضحا تحيطه من جميع الجوانب نتوءات ملونة بدت و كأنها زخارف ، و لكنه كان أيضا طويلا و متعرجا ، و ما أن أتموا اختراقه حتى ظهرت أمام أعينهم ما يشبه مدينة كبيرة تعج بالمخلوقات المشعة من فوقهم و تحتهم و من جوانبهم ، ثم بدا لهم ما يشبه البيوت ، و لكنها صغيرة جدا ، مبنية كلها من هياكل مرجانية ملونة ، ثم لفتت أنظارهم بضع أبنية عالية نسبيا تراءت لهم و كأنها قصور أو قلاع أوربية من القرون الوسطى ، ثم ما لبث ميمون و من ورائه زينون أن دخلا أكبرها فدخلوا وراءهما .
كان الملك يتصدر قاعة كبرى و كان يتميز بلونه الأزرق و من حوله عدد قليل ممن بدوا أنهم من العائلة المالكة فذلك لأنهم يشعون جميعا بلون أزرق جميل ، إضافة إلى عدد آخر من المخلوقات العادية من أمثال ميمون و زينون .
رحب بهم جلالته ، و ضحك ملء شدقيه عندما علم أنهم علماء عرب ، و لكنه توقف عن الضحك عندما اقترب منه ميمون و خاطبه بلغة غير مفهومة .
ثم نطق جلالته قائلا بترو و بصوت بدا أوضح من صوتي ميمون و زينون :
- أخبرنا مستشارنا أنكم في رحلة إستكشافية ، و إننا نقدر لكم هذه الجرأة غير المسبوقة من البشر ، كما نقدر علومكم الوفيرة التي أهلتكم لهذا الإنجاز العظيم ، و سنكلف في الحال فريقا من كبار علمائنا للإجابة على كل ما ستطرحونه من أسئلة علمية تهمكم و سيكونون خير معين لكم ، فإن جرأتكم العلمية هذه تستحق منا كل عون .
و لكن : " و لكن هل أعجبتكم مملكتنا ؟ " استدرك قائلا ، فتطوع الدكتور حمود للإجابة :
= نعم يا جلالة الملك ، إنها جميلة و لكن ما لفت نظري و ربما نظر إخواني ، أن البيوت صغيرة جدا مقارنة ببيوتنا .
فتصدى لإجابته زينون وزير العمران قائلا :
- ليس لدينا عائلات و أطفال مثلكم و لا نقضي في بيوتنا مددا طوية كما تفعلون ، نحن نلجأ إلى بيوتنا للراحة مرة كل أسبوع حيث نقضي فيها بضع ساعات من التأمل ، فنحن لا ننام ، أو نلجأ إليها من أجل الإستنساخ مرة كل ثلاث سنوات حيث يقضي فيها واحدنا - عندئذ - حوالي اسبوع ؛ فكما ترى لسنا بحاجة للبيوت الكبيرة ..
يسأله الدكتور عبد الله :
= هل لديكم حكومة و مجلس شعب أو أحزاب سياسية أو اي نوع من التشكيلات السياسية ؟
يجيبه جلالته :
- لاحاجة بنا إلى أحزاب و نرفض كل تشرذم أيا كان نوعه ، فما شوَّه حياتكم أيها البشريون غير التشرذم ، فكل فرد من شعبنا يحق له أن يتقدم بمطالبه في أي وقت ، ثم يقوم الوزير المسؤول أو أحد أعوانه بتنفيذها على الفور إذا كانت معقولة ، اما بالنسبة للتشكيلات التي تسمونها بالحكومة ، فهي ثلاثا لا غير : مجلس العلماء برئاسة وزير العلوم ، و مجلس العمران ويرأسه وزير العمران و هو للقرن الحالي صديقكم زينون ، و مجلس الأطباء برئاسة وزير الشؤون الصحية ؛ و كل منها لديه الصلاحيات المطلقة ، و لا يرجعون إليّ إلا عند الحاجة الماسة .
يسأله الدكتور هشام و لكنني ألاحظ يا جلالة الملك ، أن جسدك يشع باللون الأزرق و هو مختلف عن الآخرين !
يجيبه : " سأترك الرد لميمون " فيقترب هذا منهم و يبدأ بالرد على السؤال :
- في طفرة تطويرية تميز بعضنا بقدرات عقلية فائقة ، فيتحول لونهم إلى الأزرق ، و من مجلس هؤلاء يخرج الملك ! أما الآخرون فيترأسون المجالس العلمية كمجلس الأطباء مثلا ...
ثم أشار جلالته إلى أحدهم ، فتقدم من العرش ، ثم استدار نحو العلماء العرب قائلا :
- لم نكن بحاجة إلى الأطباء أو لمجلس الأطباء حتى قبل حوالي سبعين سنة ، اي عندما بدأ البشر يجرون تجاربهم على القنابل النووية ، فمنذ أول تجربة بدأ من كان متواجدا على السطح منا يشكون من بعض الأعراض كالاضطراب العام و عدم القدرة على الإستنساخ ، ثم تضاعفت المشكلة عندما ظهرت الهواتف اللاسلكية فالهواتف الجوالة التي انتشرت كالتار في الهشيم فأحدثت اضطرابات مغناطيسية كبرى ، لهذا ظهرت الحاجة إلى الأطباء .
قاطعه الدكتور حمود متسائلا :
= ألم تقولوا أن خروجكم إلى السطح بات نادرا ؟
- علماؤنا مضطرون للتواجد ، و قد راينا أن تكون مدة تواجدهم قصيرة ، و هناك بعض منا يحب المغامرة و المخاطرة مهما كلفه ذلك ، و نحن لا نمنع أحدا و نكتفي بالنصح .
تذكر ميمون مستشار الملك أمرا فتقدم من جلالته هامسا ، الذي التفت إليهم قائلا :
- بالتأكيد أنتم جوعى و بحاجة إلى الطعام ، سأعطي أوامري في الحال إلى وزير العلوم ليتدبر الأمر لكم .
ثم اضاف متسائلا :
- ما هي تخصصاتكم العلمية ؟
أجابه الدكتور حمود :
= أخي الدكتور عبد الله إختصاص برمجة حاسوب و هندسة ألكترونية ، أخي الدكتور هشام إختصاس معادن و سبائك معدنية و بفضله و فضل أخي الدكتور رياض المختص بالميكانيك و المحركات الثقيلة نحن هنا ، أما أخي الدكتور مجدي فهو إختصاص جيولوجيا و طبقات الأرض إضافة إلى علم الزلازل و البراكين ؛ أما أنا فاختصاصي كيمياء فرع النفط و الصناعات النفطية .
يجيبه جلالته ، و هو يهز برأسه إعجابا :
- هذا شيئ عظيم يا عرب ، أن تحملوا مثل هذه التخصصات و أن تتفقوا معا في خدمة العلم على هذا النحو ، مع أننا نعلم أن عربيين لا يمكن أن يتفقا ، و أن عشقكم للزعامة يدمر عقلكم الجمعي ؛ و برأيي أن البشر لن ينقذهم من نزعتهم العدوانية و ما تجره عليهم من ويلات غير العلم النظيف ، أي العلم الذي لا يشمل اختراع أو تطوير الأسلحة بجميع أشكالها و على الأخص أسلحة الدمار الشامل .
و سأضع تحت تصرفكم وزير العلوم ليقدم إليكم ما تشاؤون من مساعدة ضمن اختصاصاتكم ، و التي ستوفر عليكم الكثير من العناء .
*****
بعد تناولهم لطعام شهي أعدوه لهم مما لذ و طاب من مأكولات بحرية ، و بعدما أدخلهم إلى قاعة بدا أنها مخصصة للبحوث العلمية ، قال لهم وزير العلوم (جِمنا ) و هو على ما يبدو من لونه الأزرق من العائلة المالكة :
- في هذا المكان نرصد و نسجل كل ما يجري فوق سطح الأرض ، و هناك قاعة ثانية لتتبع ما يجري في أعماقها ، و قاعة ثالثة لرصد الكون ، و في كل منها عشرات العلماء و الخبراء – كما ترون هنا مثلا - مستخدمين مئات الأجهزة العلمية ، و نحن متقدمون عنكم علميا ، و لكننا لا ننكر أننا نستفيد من بحوثكم و اكتشافاتكم العلمية ثم نطورها ، فنحن - عل سبيل المثال لا الحصر - نستخدم مرصد (سييرا باشون) المقام حديثا في شمال جمهورية التشيلي منذ إنشائه ، و قد أضفنا إلى تجهيزاته أجهزة مصنوعة من المادة المعتمة ، و كنا قبل عقود نستخدم مرصد ( بانومار قرب مدينة إسكنديدو ) جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، بحيث لا يرانا أو يرى أجهزتنا أحد ، ذلك لأن الرصد من عمق أحد عشر كيلومتر متعذر ، نحن نتلقى المعطيات من علمائنا فوق السطح و نحللها هنا .
بُهِت الأصدقاء العلماء لما سمعوه ، و تمكن الدكتور عبد الله من تجاوز دهشته فسأله :
= هل تقصد أن لديكم تسجيلات من السطح منذ وُجِد الإنسان ، مثلا ؟
يجيبه جِمنا :
يجيبه جِمنا :
- امسكوا أعصابكم و التفتوا إلى الوراء :
يلتفتون ،
يضطرب الماء قبالتهم قليلا ،
ثم يتشكل فجأة أمام أعينهم ما يشبه شاشة سينمائية بانورامية ،
ثَمَتَ ما بدا أنها سفينة فضائية ضخمة تهبط على السطح ،
تتوقف مثيرة غبارا كثيفاِ ،
يهدأ الغبار ،
تُفتح من أحد جنباتها بوابة كبيرة ؛
يخرج منها أعداد كبيرة من المخلوقات الشبيهة بالبشر ، ذكورا و إناثا و أطفالا ، من مختلف المقاسات ، شقر الشعر ، حفاة عراة ، و قد كسا الشعر الأشقر معظم أجسادهم ،
ثم يصدر من المركبة شعاع يغمرهم جميعا ،
ثم ينغلق الباب لتنطلق المركبة صعودا نحو الفضاء .
قال جِمنا موضحا :
- إنهم منفيون من كوكب بعيد في أقصى مجرة اللبانة ، نسميه الكوكب رقم 18300 ، فقد دأبت الكواكب المتحضرة على نفي كل من يجدون لديه نزعة تمردية أو عدوانية ، يجمعونهم في معسكرات ، ثم يطلقونهم إلى كواكب ليست مأهولة ، كما كان حال الأرض ، يمحون ذاكراتهم بنوع من الإشعاع كالذي رايتموه ، ثم يتركونهم لمصيرهم .
فالأرض أحد كواكب الجنس البشري المنفيين من الكواكب الأرقى ، أما المكان الذي نزلوا فيه فهو الجزيرة التي تسمونها صقيلية ، و قد أسمى سلالتهم بعض علمائكم بالإنسان النيندرتالي.
يسأله الدكتور حمود :
= هل ما شاهدناه هو أول موجة من المنفيين مثلا ؟
يجيبه جِمنا :
- كلا ، بل عرضت لكم إحدى هذه الموجات ، فقد نفي إلى الأرض – مثلا - مجموعة من الكوكب رقم 4222 و هم يمتازون بلون بشرة باذنجانية و شفاه غليظة و شعور مجعدة و قد هبطوا أول مرة في كينيا بأفريقيا ، و أخرى من الكوكب رقم 1402 و لون جلودهم باهت و عيونهم صغيرة و قد نزلوا في وسط الصين ، و هذه مجرد أمثلة ، ذلك أن بعضهم يشبه الإنسان الحالي أما غيرهم فكان إلى القرود أقرب .
يسأله الدكتور رياض :
= تقول أن الأرض كانت غير مأهولة ، بينما تعلمنا أن الأرض كانت مسكونة بالحيوانات الضخمة التي نسميها دايناصورات ، قبل ظهور الإنسان .
يجيبه جِمنا :
- أنا لم أقل خاوية بل عنيت أنها غير مأهولة بالمخلوقات البشرية أو أشباهها .
-------------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
عضو اتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

ريمه الخاني
25/09/2007, 11:57 AM
مرور سريع بالروايه استاذي
يبدو انها من يد انسان خبر الحياة وله رسالة مشرفه
اتشوف الى قراءتها كامله هنا او ورقيا
تقديري

نزار ب. الزين
29/09/2007, 05:26 PM
مرور سريع بالروايه استاذي
يبدو انها من يد انسان خبر الحياة وله رسالة مشرفه
اتشوف الى قراءتها كامله هنا او ورقيا
تقديري
====================================
أختي الفاضلة أم فراس
الشكر الجزيل لكلماتك الطيِّبة و ثنائك الجميل
و في انتظار قراءتك إليك روابط الأجزاء الأول و الثاني و الثالث
مع العلم أن الرواية لم تطبع ورقيا
عميق مودتي و تقديري
نزار
رابط الجزء الأول
http://www.freearabi.com/مجموعة7ولادةمجرة-سفينةالأعماق.htm
رابط الجزء الثاني :
http://www.freearabi.com/مجموعة7-رحل...جزء-الثاني.htm
رابط الجزء الثالث :
http://www.freearabi.com/مجموعة7=رحل...الثالث=ن-ز.htm
رابط الجزء الرابع :
http://www.freearabi.com/مجموعة7=رحل...جزء-الرابع.htm