المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفشل الإسرائيلي في لبنان- الآراء وبعض الخلفيات



أبوبكر خلاف
23/10/2006, 11:55 PM
يتفق الكثير من المحللين أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله كشفت حقائق مذهلة حول قدرات حزب الله العسكرية والإستخباراتية.

فقد أكد التقرير الاولي الذي أعدته اللجنة الإسرائيلية لتقصي الحقائق في ادارة الحرب على لبنان ان قيادة «حزب الله» نجحت في اختراق نظام الاتصالات اللاسلكية الذي كان يستخدمه الجيش الاسرائيلي على جبهة القتال كما تمكنت بفضل التقنيات المتطورة للغاية من رصد المكالمات الهاتفية بين هيئة أركان جهاز المخابرات العسكرية «آمان» والمخابرات الخارجية والموساد وشبكة المخبرين الناشطة في مناطق مختلفة من لبنان.
وأشار التقرير الذي رفع الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتز الى أن وحدة الهندسة التابعة لحزب الله تمكنت من اختراق اللاسلكي التابع لقيادة المنطقة الشمالية، واستمعت الى الاحاديث التي جرت بين الجنود والضباط في ارض المعركة.

ولفت تقرير لجنة التحقيق ان هذه الوحدة الهندسية على مستوى عال ورجالها يجيدون اللغة العبرية بطلاقة، الأمر الذي ساعدهم على اتمام مهمتهم على احسن وجه واسهموا بصورة مباشرة ورئيسة في احداث اخفاقات اودت بحياة العديد من الجنود وأجهضت عمليات تنفيذ خطط عسكرية.

وذكر التقرير الاولي الذي تمت مناقشته في مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر بحضور عدد من المسؤولين الامنيين وبمشاركة قائد اركان الجيش الجنرال دان حالوتس ورئيس جهاز الامن العام «الشاباك» يوفال ديسكين، ان عناصر من سرية النخبة «متكال» تمكنوا من مصادرة «كراسات ارشادات» كان يستخدمها مقاتلو حزب الله، وتشمل معلومات مفصلة عن الجيش الاسرائيلي وعن كل وحداته وطرق التعرف عليها من خلال رموزها.

وكما جاء في الكراسة التي حصل عليها الجنود من أحد المواقع التابعة «لحزب الله» في جنوب لبنان، معلومات عن وحدات الجيش الراجلة ومنها بعض الوحدات التي تعتبر سرية كـ«مبيتار» و«موران».

ويبدو أن حزب الله لم يكتف بذلك، بل عمل على تدشين موقع باللغة العبرية من أجل التأثير على الرأي العام في الدولة العبرية.
وفي مقال لها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن موقع حزب الله على شبكة الإنترنت يتم استضافته في إيران.

الموقع يزود القراء بأخبار عن الجيش الاسرائيلي وقدراته، على المفاوضات مع الفلسطينيين، وحتى أخر المستجدات بخصوص أمور داخلية في إسرائيل قد لا يهتم بها الآخرون.

الموقع أكتشفه البروفيسو مارك لست ، وهو محاضر في هندسة تقنية المعلومات في جامعة بن غوريون في بئر السبع وهو يرأس فريق متخصص لبحث مواقع إرهابية عبر الانترنت.

وحسب بيان اصدره حزب الله خلال الحرب، أن الهدف الرئيسي من إطلاق الموقع هو تزويد الجميع بالحقائق والمعلومات الصحيحة لما يجري على أرض الواقع. وذكر البيان ان إسرائيل كانت تزود مواطنيها بمعلومات خاطئة .
وحسب البروفيسور لست ، فإن هذه هي المرة الأولى التي يقوم حزب الله بإطلاق موقع باللغة العبرية. ويعتقد لست أن هدف حزب الله هو الوصول لمجموعة من سكان إسرائيل من اليهود الين يعارضون نشاطات اسرائيل في لبنان وفي المناطق الفلسطينةوالعمل على الـاثير عليهم للضغط على الحكومة الإسرائيلية .
وأعترف لست ، ان الموقع منظم بشكل متاز ، فهناك قسم الأخبار ، وقسم التقارير ، وقسم الصور. وابدى لست إعجابة بأسلوب اللغة العبرية في كتابة التقارير والأخبار، وقال أنه لم يجد حتى خطأ إملائي واحد.

_____________________
*نقلا عن موقع البوابة www.albawaba.com
*رابط الموضوع بالعبرية http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-3315955,00.html#n#n

نذير طيار
24/10/2006, 12:02 AM
أخي أبو بكر:
هذا نموذج متقدم جدا للانفتاح الدقيق والواعي والإيجابي على اللغة العبرية, يناقض بعض النماذج التي تستعمل اللغة العبرية للإشهار المجاني لإسرائيل. وذاك واحد من أسباب انتصار حزب الله.

أبوبكر خلاف
24/10/2006, 05:40 PM
الاخ العزيز نذير
اشكرك على كلمتك..واهنئك بالعيد اولا ..واهنئك كذلك باشرافك على منتديات الحاسوب. وقد ظهرت مهارتك في ذلك جليا في ردك عليى مشاركتي بعد لحظات من ارسالي لها، حتى ظننت ان تكون مشاركتك جديدة وبنفس العنوان ..

وفقنا الله جميعا الى محبته ورضاه..
تقديري وتحياتي

يسري حمدي
24/10/2006, 09:03 PM
الزملاء الأعزاء

من هو حزب الله؟ ما هو بناءه وتنظيمه الداخلى؟ ما هى التكيتات التى يتعبها فى مواجهة العدو الصهيونى؟ ما هى الإستراتيجية التى يعتمدها ؟

إجابة هذه الأسئلة وأكثر تجدونها فى الملف المرفق الذى يمثل دراسة شاملة عن حزب الله للباحث سميح خلف

أرجو أن تحوز رضاكم
مع خالص تحياتى


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/136_1161712860.pdf

عمرو زكريا خليل
09/11/2006, 02:38 PM
نصر الله أكثر مصداقية من الزعماء والمتحدثين الإسرائيليين
المحرر: المشهد الإسرائيلي
التاريخ: 24/10/2006
قال باحث إسرائيلي مرموق إن نتائج بحث أجراه مؤخراً حول أداء الإعلام الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان أظهرت أن الدعاية والإعلام الإسرائيليين عانيا في ما يتعلق بالحرب من قصور شديد وعدم مصداقية، لدرجة أن قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي كانت ميّالة للاعتماد على تقارير "حزب الله" والثقة بصدقية بيانات أمينه العام، السيد حسن نصر الله، أكثر من ثقتها بصدقية سائر المتحدثين الإسرائيليين، السياسيين والعسكريين على حد سواء.
وقال معدّ البحث، د. أودي ليفل، وهو محاضر بارز في علم النفس السياسي وعلاقات الجيش ووسائل الإعلام في جامعة "بن غوريون" في بئر السبع: "لقد نشأ وضع إشكالي، فبدلاً من أن يعتمد الجمهور الإسرائيلي على متحدث قومي يُطلعه ويبيّن له مجريات الأحداث يومياً، أصبح الجمهور يولي ثقته في هذا الصدد لزعيم العدو الذي نحارب ضده".
وتابع ليفل موضحاً، في مقابلة أجريت معه حول النتائج التي توصل إليها بحثه الذي نشر حديثاً في إسرائيل: "في مواجهة زعيم يتمتع بتأثير إعلامي مثل نصر الله كان يتعيّن على المؤسسة (الإسرائيلية) الرسمية تجنيد رد بنفس المستوى على الأقل". وأضاف أن زعيماً إعلامياً جيداً يجب أن يوفّر للمشاهد ثلاثة جوانب أساسية وهي: المصداقية واليقين والترقب. المصداقية بمعنى قول الحقيقة، واليقين بمعنى نقل واقع الأمور في الميدان، والترقب أو الانتظار لسماع بياناته.
في سياق البحث (الاستطلاع) الذي أجراه د. ليفل سئل المشتركون عن الشخص الذي وفر لهم (الخبر) اليقين بشأن مجريات القتال ومن هو الذي حظي بأقصى ثقة ومصداقية لديهم، وقد كانت النتائج قاطعة حيث أشار المشتركون إلى حسن نصر الله باعتباره أكثر مصداقية بكثير من سائر المتحدثين الإسرائيليين على اختلاف أنواعهم، إذ لم يحظ أي من المتحدثين الناطقين بالعبرية بعلامات مصداقية عالية كالتي حصل عليها نصر الله (الناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي، ميري ريغف، حصلت على 19% فقط). كما اعتبرت النتائج خطب نصر الله بأنها توفر للجمهور الإسرائيلي اليقين والترقب على حد سواء.
وأكد ليفل في استنتاجات بحثه أن مصداقية نصر الله لدى الجمهور الإسرائيلي أقوى بكثير من مصداقية الزعماء الإسرائيليين، وبالذات بعد انتهاء الحرب. وأضاف أنه نشأ خلال الحرب وضع نفسي غير مفهوم "فبدلاً من أن ينتظر الجمهور متحدثنا القومي ليوضح له ما يحدث كل يوم، وأن يبدو كمتحدث موثوق، فقد حدث شيء غير مسبوق، إذ بات الجمهور يرى في زعيم العدو الذي نحاربه متحدثاً موثوقاً أخذ الجمهور الإسرائيلي ينتظر ويترقب خطبه وبياناته".
المشتركون في البحث لم يعبروا عن كراهية تجاه نصر الله، بل عبروا عن نظرة فيها ازدواجية. يقول د. ليفل موضحاً: صحيح أن هناك كراهية لنصر الله كونه يمثل كل من يلحق بنا الأذى، ولكن ذلك يعكس نظرة من نوع معين لم تكن موجودة في السابق تجاه أي زعيم معادٍ. فالجمهور لم ينظر لنصر الله كشخص شرير مثير للاشمئزاز، وإنما نظر له بنوع من الغيرة والحسد. كان لسان حال الإسرائيليين يقول (عن نصر الله) "لقد أجاد اللعبة، ليذهب إلى الجحيم... ولكن يا ليته كان لدينا زعيم كهذا". لقد جسّد في نظر الإسرائيليين القدماء الدهاء الذي اعتقدوا أن إسرائيل كانت تجسّده فيما مضى. ويورد ليفل توصيفات أخرى في السجال الشعبي الإسرائيلي ترتبط بمصداقية نصر الله، من قبيل "صاحب كلمة" و"يمكن إبرام صفقة معه" ...الخ. ويؤكد ليفل أن نصر الله ما زال يعتبر في نظر الجمهور الإسرائيلي "شخصية تولد الإلهام والحسد".

تقصير في تقويض المصداقية
ويوافق د. ليفل على الطرح القائل بأن إسرائيل لم تنتهج سياسة تهدف إلى تقويض درجة مصداقية نصر الله في خطبه العلنية، ويقول "لم يحاول أحد تفنيد أو دحض أقواله بصورة مقنعة". ويضيف أنه على الرغم من محاولة بعض المعلقين الإسرائيليين، مثل إيهود يعاري وعوديد غرانوت، تقويض مصداقية نصر الله وكشف أكاذيبه إلاّ أن "الجمهور لم يأخذ ذلك على محمل الجد". ويؤكد ليفل أن نصر الله "لم يلجأ إلى الكذب في المفترقات الحاسمة".
ويظهر البحث أيضاً أن نصر الله فنّد أو نقض في غير مرة بلاغات وتقارير المتحدثين الإسرائيليين وبضمن ذلك تلك التي أدلى بها وزير الدفاع، عمير بيرتس. على سبيل المثال عندما خرج بيرتس معلنا "بنت جبيل في أيدينا!!" ظهر نصر الله بعد ساعة ونصف الساعة وقال إن الجيش الإسرائيلي سيتكبد عدداً كبيراً من القتلى في اليوم ذاته. وعندما تبين بالفعل وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية (التي هاجمت "بنت جبيل") كان حديث العامة في إسرائيل "والله صدق الرجل! الوزير- بيرتس- أطلق الكلام على عواهنه!".
تعقيب الجيش الإسرائيلي على حادث سقوط الطائرة المروحية أثار أيضاً، حسب قول ليفل، استياء الفئات المستهدفة في البحث. فقد كان نصر الله أول من تخلّى عن الادعاء بأن مقاتليه هم الذين أسقطوا المروحية، مؤثراً نشر الصيغة التي ثبت أنها صحيحة، وهي أن الأمر نتج عن حادث جوي. ويقول ليفل إن نصر الله كان حريصاً بذلك على تأكيد مصداقيته، من جهة، ولكونه يدرك من جهة أخرى أن رد فعل أو تأثر الجمهور الإسرائيلي إزاء حادث كهذا أصعب مما لو كانت الطائرة قد أُسقطت أثناء القتال. فالحادث أعاد إلى أذهان المستطلعين (في نطاق البحث) "كارثة تصادم الطائرتين المروحيتين الشهيرة (في شباط 97)". ويضيف ليفل أن رسالة نصر الله في صدد هذا الحادث استهدفت القول للإسرائيليين "أنتم لستم في أيدٍ أمينة".
وحسب ليفل فإن غياب التقارير والبيانات الدقيقة أضرّ أيضاً بمصداقية الجيش الإسرائيلي تجاه عائلات الجنود القتلى. ويقول "ليست هذه هي المرة الأولى التي تكتشف فيها أم ثكلى الحقيقة عن ظروف مقتل ابنها من خلال بيانات وأشرطة تصوير يبثها حزب الله، فالصورة تظهر هناك مختلفة تماماً عن الصورة التي قدمها الجيش الإسرائيلي والمتحدثون باسمه".
تقدير للاعتراف بالخطأ
رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت اعتمد في عدد من المبررات، التي أوردها في سياق حديثه عن "انتصار" إسرائيل في الحرب، على اعتراف حسن نصر الله بأنه أخطأ في تقديراته عندما أمر بتنفيذ عملية اختطاف الجنود الإسرائيليين. غير أن د. ليفل يعتقد أن ذلك جعل المشتركين في الاستطلاع يجيبون بالقول: "كل الاحترام والتقدير للاعتراف بالخطأ. أين هو رئيس حكومتنا ليقول أين أخطأنا نحن؟".
ويشير ليفل إلى هفوتين في المصداقية الإسرائيلية، الأولى زلة لسان رئيس الحكومة في حديثه عن خطة "التجميع"، والثانية عدم إخفاء "حروب الجنرالات" (في أعقاب الصراع الذي طفا على السطح بين قائد المنطقة الشمالية، أودي آدم وبين رئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس). ووصف ليفل، المتخصص في مواضيع الدعاية والإعلام، حديث أولمرت عن خطة "التجميع" أثناء الحرب، بأنه "خطأ جنوني". ويشير ليفل موضحاً أن حسن نصر الله "ركَّز خلال العقد الأخير على الحرب النفسية وعلى كسر التضامن الإسرائيلي. لذلك فقد جاء حديث أولمرت عن تنفيذ خطة التجميع ليعطي نصر الله فرصة ذهبية، استغلها مباشرة في موقعه على شبكة الإنترنت".
ووصف ليفل نصر الله بأنه "دكتور في سوسيولوجيا المجتمع الإسرائيلي"، إذ أنه يراقب متى تبدأ مظاهرات الاحتجاج في إسرائيل ضد الحكومة والتي تسهم في نزع شرعية أفكار الحرب ضد حزب الله. الهفوة الأخرى تتمثل، حسب ليفل، في فشل الدعاية الإسرائيلية في إبقاء موضوع "حروب الجنرالات" وراء الكواليس. ويقول ليفل إن "الصراع في قيادة المنطقة الشمالية أدى إلى انهيار في المصداقية".


هبوط في مصداقية المتحدث باسم الجيش
تبين نتائج البحث أن اللقاءات والإيجازات الصحافية التي ظهرت فيها المتحدثة بلسان الجيش الإسرائيلي، ميري ريغف، أثارت نفوراً شديداً لدى الجمهور (حصلت على تقدير 39% من المستطلعين لأدائها ومصداقيتها أثناء الحرب) وفي الأماكن التالية لها حصل وزير الدفاع عمير بيرتس على 16% ورئيس الأركان الجنرال دان حالوتس على 12% فقط. ويقول ليفل إن المتحدثة ريغف "أثارت حنق الجمهور بشكل فظيع" واعتبرت "موظفة علاقات عامة" لحساب رئيس هيئة الأركان شخصياً. وقد عبرت أغلبية جمهور المستطلعين عن سرورها عندما قللت ريغف من ظهورها. ورداً على سؤال: مَنْ مِنَ المسؤولين عليه أن يستخلص استنتاجات شخصية؟ جاء ترتيب رئيس هيئة الأركان العامة والمتحدثة باسم الجيش بصورة مماثلة، وبأعلى علامة (حوالي 7 في سلم درجات من 1 إلى 10). وأشار ليفل إلى أنه في الوقت الذي بلغت فيه ثقة الجمهور بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في استطلاع أجري العام 1997 نسبة 86%، فقد تدهورت مصداقية المتحدثة باسم الجيش في أعقاب الحرب الأخيرة لتبلغ 19% فقط. وأشار ليفل إلى أن المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي اعتبروا في الماضي "فوق السياسة"، كذلك كان الجيش يحظى بمصداقية عالية (86%) تفوق بكثير مصداقية المتحدثين السياسيين (حوالي 55%) الذين يسعون لتحقيق مصالح ضيقة، أما الآن فقد أصبحت الصورة، للمرة الأولى، مقلوبة على هذا الصعيد.
ويشير الباحث إلى أن إحدى مشكلات الإعلام الموجه للجمهور الإسرائيلي تمثلت في القرار بعدم وصف "الأحداث" على الجبهة الشمالية على أنها حرب. ويقول ليفل موضحاً "هنا تتجلى أهمية اللغة. الإصرار على وصف الوضع كعملية عسكرية وليس كحرب أعطى الانطباع بأن ما يجري هو قتال مؤقت ومحدود، يجري تحت السيطرة ووفق تخطيط مسبق، الأمر الذي ترتب عليه نفس قصير حيال الخسائر البشرية وزمن المكوث في الملاجئ". ويضيف "لم تتوفر خلال هذه الحرب شخصية إعلامية كاريزماتية تمنح الجمهور الإسرائيلي الوضوح والمصداقية والترقب للاستماع إليه". ولقد كان من المفروض بمتحدث قومي من هذا الطراز أن يخرج ليخاطب الجمهور بالقول "مواطنو دولة إسرائيل الأعزاء... مع الأسف الشديد، وبالرغم عن أننا محقون، نحن ندخل الآن إلى حرب". وبحسب د. ليفل فإن مثل هذا الإعلان كان من شأنه أن يغير كل سيكولوجية الجمهور، وعلى سبيل المثال فقد "رغب الناس في معرفة متى ستصل قواتنا إلى نهر الليطاني، وما هي كمية صواريخ الكاتيوشا المتوقع سقوطها في إسرائيل ... لقد رغبوا في الاستماع لزعيم".ويعتقد ليفل أن المتحدث العسكري يجب أن يتوارى عن الأنظار في زمن الحرب، بحيث يكون دوره الأساسي "مساعدة المتحدث الإعلامي القومي في الحصول على المعلومات والإسهام في خلق المصداقية القادرة على جذب الجمهور خلفها". ويضيف أن المتحدث باسم الجيش، وبشكل خاص المتحدثة الحالية، لا تمتلك أي إدراك لعامل التضحية أو مقومات الشخصية القومية. فهي لا تعتبر في نظر الجمهور شخصية ذات سلطة وهيبة، وإنما موظفة دعاية أو علاقات عامة. وقد طرحت في سياق البحث عدة أسماء، يقول ليفل إنها "تعكس هيبة رسمية أكثر، كان يمكن تجنيدها لهذه المهمة خلال الحرب الأخيرة". وأشار ليفل في هذا الصدد إلى أسماء الجنرالات (احتياط) يوسي بيلد، أوري ساغي وعوزي ديان، حيث حظي هؤلاء بدرجة مصداقية عالية (66%).

قصور في الدعاية الخارجية
تحرّى د. ليفل و طاقمه في سياق البحث أيضاً جهود الدعاية الإسرائيلية في العالم. يقول ليفل "أخذنا أربع قنوات- تلفزيونية- اثنتان من أوروبا واثنتان من الولايات المتحدة، وتفحصنا الرسائل التي طرحت فيها، ثم حاولنا معرفة إلى أي مدى تؤثر الدعاية الإسرائيلية الموجهة للخارج على الأفكار القائمة هناك تجاه إسرائيل".
وحمل ليفل بشدة على الأسطورة القائلة بأن مهمة الدعاية الإسرائيلية هي عرض ضحايانا أمام وسائل الإعلام العالمية، وقال "هذه سخافة لا نظير لها" مشيراً إلى أن الجمهور الأوروبي "لا يتأثر كثيراً بحجم التضحيات اليهودية". وأضاف أن فرصة كسب تعاطف وتأييد الجمهور الأوروبي يجب أن ترتكز إلى خطاب يقول بأن إسرائيل والإسرائيليين جزء من الأفكار التي يؤمن بها الأوروبيون أيضاً مثل "الليبرالية، حرية الدين، حقوق الإنسان والخوف من الإسلام الأصولي".
وأردف ليفل قائلاً إن من شأن ذلك أن يبين للأوروبيين بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل هي "جزء من الجهد الذي يصب في خدمة مصلحتهم... جزء من معركة الغرب".
الدعاية الموجهة للجمهور اللبناني في مجال الدعاية الإسرائيلية الموجهة للجمهور اللبناني يعتقد د. ليفل أيضاً أنه كان يتعين على إسرائيل إتباع نهج دعائي يتسم بشمولية أكبر. وانتقد ليفل السياسة التي اتبعت على هذا الصعيد خلال الحرب قائلاً "لقد ظنت إسرائيل أن قيامها بإلقاء عدة منشورات في جنوب لبنان سيجعلها تحقق في غضون يومين ما فعله حزب الله في سنوات".
وأضاف أنه كان يتعين على إسرائيل، لو أرادت الاستعداد لمواجهة مستقبلية، أن تباشر منذ انسحاب العام 2000 بحملة دعاية مستمرة تشمل مثلاً إنشاء موقع دائم على شبكة الإنترنت موجّه إلى اللبنانيين، إلقاء نشرة أو جريدة أسبوعية باللغة العربية فوق المناطق اللبنانية تبين ما يتسبب به حزب الله من ضرر وأذى للشعب اللبناني... وقال ليفل إن بلوغ هذه الغاية يحتاج إلى جهود دائمة ووقت طويل إلى أن يقتنع الجمهور (اللبناني) بنفسه من المعطيات والحقائق التي يراها ماثلة أمام أنظاره. وأضاف أن هذه حرب نفسية، والحرب النفسية تبنى على مرّ سنوات، وليس فجأة أثناء حرب.

الزعامة الإسرائيلية فقدت الثقة
أعرب د. ليفل عن شكّه فيما إذا كان الجمهور الإسرائيلي سيسير خلف الزعامة الإسرائيلية الحالية إلى جولة حربية مقبلة، مشيراً إلى أن 69% من الإسرائيليين الذين يؤيدون إقامة لجنة تحقيق (في الحرب على لبنان) قالوا إن تأييدهم لإقامة اللجنة يعود لرغبتهم في "رحيل الثلاثي-إيهود أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس- عن مناصبهم، وليس من أجل منع الحرب المقبلة".



ويلخص ليفل بقوله إن الإسرائيليين يشعرون باليتم مؤكداً "هذا الشعور مطروح بقوة. الجمهور الإسرائيلي مدرك بأنه لن يحظى بآباء (زعماء) حقيقيين...". وأردف "الصفات الثلاث التي يبحث الجمهور عنها لدى زعمائه- الرسمية والمصداقية والمهنية- انهارت".



ليفل لم يذكر، من ضمن زلات رئيس الحكومة إيهود أولمرت، الخطاب الذي أعلن فيه "غيّرنا وجه الشرق الأوسط"، وذلك لأن الخطاب، حسب رأي ليفل، لم يغير شيئاً في الواقع. وقد وصفه بأنه "خطاب ضبابي غير ملموس، ليس له أي مغزى". وختم ليفل قائلاً "هناك أزمة شرعية كبيرة جداً".

http://almash-had.madarcenter.org/almash-had/viewarticle.asp?articalid=3188
[ترجمة "مدار". المصدر: شبكة الانترنت]

عمرو زكريا خليل
09/11/2006, 03:23 PM
المحرر: أنطوان شلحت
التاريخ: 7/9/2006
[رام الله- صدر هذه الأيام عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار العدد رقم 36 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" على شكل كتاب يقع في 136 صفحة، ويضم آراء إسرائيلية حول الأداء العسكري للجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان.
ويعتبر هذا الكتاب من أوائل الإصدارات باللغة العربية حول الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتي استمرت طوال الفترة ما بين 13 تموز و14 آب 2006.
وقد أعدّ الكتاب وقدّم له الباحث في مركز "مدار"، أنطوان شلحت.
وفيما يلي نصّ المقدمة، التي جاءت تحت عنوان "حرب المفاجآت":]

لا شك في أن الحرب الإسرائيلية على لبنان عمومًا وعلى المقاومة التي تجسّدها منظمة "حزب الله" خصوصًا ستبقى في الميزان العسكري حتى إشعار آخر. ولذا فإن المقالات والتقارير، في هذا العدد الخاص من "أوراق إسرائيلية"، هي موجة القطاف الأولى من المداخلات السائرة في هذا الاتجاه.
وما يلفت النظر، أول شيء، أن صورة ومحتوى التعاطي مع هذه الحرب يعيدان إلى الأذهان، من عدة نواحٍ، ما أعقب حرب أكتوبر 1973 على مستوى البحث والتحقيق والاحتجاج لدى الجانب الإسرائيلي. ويتعيّن التنويه بأنه منذ أن اندلعت الحرب، في الثالث عشر من تموز 2006، توالت التقييمات من طرف المعلقين والخبراء العسكريين. وبالتالي كان لا بُدَّ من القيام باختيار صارم للمادة عند إعداد هذا الملف. وقد جاء الاختيار، بطبيعة الحال، محكومًا بعامل الزمن، بمعنى التمحور حول المواد التي كتبت فور انتهاء الحرب فصاعدًا، علمًا بأن ما كتب في أثنائها وآثرنا الإعراض عنه يستحق الوقوف عنده أيضًا.
وفي التحصيل العام لا يكاد المعلقون والخبراء العسكريون الإسرائيليون يجمعون على شيء، حسبما يمكن الاستشفاف من المواد المنشورة، بقدر إجماعهم على إخفاق الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب، من جهة وعلى أن هذه الحرب كانت حافلة بالمفاجآت غير المتوقعة، من جهة أخرى. وهي مفاجآت بمدى ما إنها توضح مبلغ كفاءة الطرف الآخر وجهوزيته اللائقة، فهي تضع على المحكّ الأداء العام للجيش والأداء الخاص للاستخبارات في إسرائيل. والأمر لا يبدو منحصرًا في الأداء الراهن للمستويين العسكري والسياسي، وإنما ينسحب بأثر رجعي على أداء هذين المستويين في السنوات الست المنصرمة منذ الانسحاب الإسرائيلي، الأحادي الجانب، من جنوب لبنان في أيار 2000، كما تبيّن ذلك العديد من المداخلات. بل إن أحد كبار الموظفين في "رفائيل" (سلطة تطوير الوسائل القتالية) يؤكد أنه إذا كان ثمة بحث دائب، بعد انتهاء الحرب، عن "قطع رؤوس"، وهو ما تبدّى إلى الآن أنه بمثابة "رياضة قومية"، فينبغي إيجاد هذه الرؤوس كذلك "في الحكومات السابقة، التي كانت مسؤولة عن التغاضي عما يحصل تحت سمعنا وبصرنا، عبر إهمال الجيش والجبهة الداخلية والرأي العام العالمي. والشعار الذي يطرح بأن الحرب ضبطت إسرائيل مع قادة غير مجربين هو شعار أجوف، سطحي وغير موضوعي. هذا في الوقت الذي كان فيه أداء رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزير الدفاع، عمير بيرتس ورئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس، رسميًا وموضوعيًا ومتزنًا. وفي ضوء الظروف والنتائج التي تم تحقيقها كان أداؤهم بمثابة الأفضل من ناحية الممكن والمتاح".
من ناحيته يرى أحد المؤرخين، وهو أيضًا ضابط في الاحتياط، أن دولة إسرائيل تحتاج إلى إصلاح سياسي واجتماعي وثقافي عميق "إذا كانت ترغب في مواصلة البقاء". وهو يلوّح بهذه الحاجة بعد إقراره بأن ما حدث في هذه الحرب هو لا أكثر من "طبعة ثانية" من حرب أكتوبر 1973، بحيث نجد مرة أخرى أن الجبهة الداخلية هي التي تدفع ثمن الأخطاء. لكن الفارق [بين الحالتين- الحربين، حرب 1973 وحرب 2006]، برأيه، هو أن الزعماء السياسيين والقادة العسكريين فشلوا في الأولى أمام جيوش كبيرة، بينما في هذه المرة أمام "منظمة إرهابية صغيرة"، ولذلك يغدو الفشل "خطيرًا بما لا يقاس".
على ذكر المؤرخين فإن الصحافي والمؤرخ توم سيغف يعتقد (ملحق "هآرتس"- 18 آب 2006) أنه لا يكفي تشكيل لجنة تحقيق في الحرب، بل يجب تشكيل لجنة مؤرخين لفحص "كيفية انزلاق مجتمع بأكمله" في هذا المنحدر الخطير والحادّ.
هناك الكثير من التفاصيل التي تستحق التأمل في المواد التي تضمّها هذه الورقة، القسم الأكبر منها يتعلق بالأداء العسكري الصرف. وهي تفاصيل حول المحاور التالية، بهذا الشكل أو ذاك: قضية جنود الاحتياط، العمليات البرية وفاعليتها، مفهوم الأمن، عمل أجهزة الاستخبارات، سلاح الجوّ وحدود قدرته على حسم المعارك، سلاح البحرية و"الإصلاحات" التي خضع أو ينبغي أن يخضع لها الجيش الإسرائيلي في ظلّ مستجدات محلية وإقليمية وعالمية. وتحيل بعض المقاربات الجافّة لهذه المحاور لا إلى "المعطيات الموضوعية" التي يتوافر عليها كل محور على حدة، وإنما أيضًا إلى طرائق التفكير الإسرائيلية حيال القدرة العربية وحيال الإنسان العربي بصورة عمومية.
أما الاستخلاصات العامة فهي ليست أقل أهمية. وفي هذا الشأن يجب التمييز بأن هناك استخلاصات "تخلص" للجانب العملياتي فحسب، وأخرى تدمج النتائج العسكرية للحرب مع خلاصة سياسية طال انتظار استحقاقها، وهي الاستفاقة من وهم القوة العسكرية.
في هذا الخصوص يشير الخبير الإستراتيجي الجامعي، رؤوبين بدهتسور، مثلاً، إلى أن حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973) لا تزال محفورة في الذاكرة (الإسرائيلية الجماعية) باعتبارها حدثًا انعطافيًا "تصدعت في أعقابه ثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي". لكن "ما زال من السابق لأوانه أن نُقدر فيما إذا كانت حرب لبنان الثانية ستُستذكر كخط انكسار يصحو الجمهور في أعقابه من وهم القوة العسكرية الإسرائيلية غير المحدودة".
وكتعويل على استبطان مثل هذه الخلاصة الأخيرة بدأ البعض، في الفترة القليلة الماضية، يبني عدة رؤى سياسية.
يمكن أن نذكر من هؤلاء المعلق السياسي عوزي بنزيمان، الذي رأى أن الحرب أثبتت حدود القوة العسكرية لإسرائيل وقوة الاستفزاز الكامنة في تأبيد مطالب الفلسطينيين والسوريين حيال إسرائيل (صحيفة "هآرتس"، 23 آب 2006). وأضاف أن إسرائيل "بحاجة إلى أجندة قومية جديدة، إلى تحدّ جديد... والغاية اللائقة لذلك هي إحلال علاقات جديدة مع العالم العربي". كما أن "الحرب الثانية على لبنان تلقي على كاهل الحكومة، مهما تكن تركيبتها، مسؤولية قيادة الجمهور نحو لحظة الانفصال عن الجولان والضفة" الغربية.
على النسق ذاته يرى شلومو بن عامي، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، أن البشرى السارّة هي أن الحرب الأخيرة ربما تخلق احتمالاً لتسوية سياسية. "فقد أضحى واضحًا أن الانتصارات الإسرائيلية الساحقة لم تؤد إلى تسويات سياسية، بينما كانت أوضاع التعادل في المعركة أو انكشاف هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بمثابة مقدمة لعمليات سياسية واعدة. هذا ما كان عقب حرب يوم الغفران التي أدت إلى سلام مع مصر وعقب الانتفاضة الأولى وصواريخ السكود في حرب الخليج التي قادت إلى مؤتمر مدريد" (صحيفة "هآرتس"، 22 آب 2006).
مع ذلك فلا ينبغي التوهّم بأن مقولة حدود القوة العسكرية قد تغلغلت على نطاق واسع في صفوف الرأي العام الإسرائيلي.
فالكثير من المعلقين والخبراء، كما تلحظون من المواد المنشورة هنا، يعتبرون أن ما أخفقت إسرائيل في تحقيقه من خلال قوتها الحالية في هذه الجولة من الحرب، يمكن بل ويجب تحقيقه بالمزيد من القوة في جولة مقبلة قد تكون عاجلة أم آجلة، لكنها بالتأكيد مستحقة ارتباطًا بنتائج الحرب.
ومن هؤلاء عضو الكنيست الليكودي يوفال شطاينيتس، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية السابق، الذي اعتبر فشل حرب لبنان الثانية هو فشل ثقافة الحرب الجديدة. وأضاف أن تفحص التاريخ العسكري منذ نهاية حرب لبنان الأولى في 1982 يدل على انفصال تدريجي عن تراث الحرب الغربية. وهو التراث المستند إلى تقليد "القضاء على الخصم بالضربة القاضية، بصورة لا تقوم له قائمة بعدها". ففي زمن ما في الثمانينيات، كما يضيف "كففنا عن الحديث عن الطموح إلى إخضاع العدو أو القضاء على قدرته القتالية بالضربة القاضية، وبدأنا نُنمي ثقافة تقدّس الاكتفاء بـ"النصر بالنقاط" أو "كيّ الوعي". وبكلمات أخرى: ثقافة الاكتفاء بأن يستوعب الجانب الثاني أن من الصعب عليه أن يُخضعنا. في زمان ما في الثمانينيات أصبح النصر كلمة معيبة، وتحوّلنا بدلا منها إلى الحديث عن الحصول على صورة نصر، أو تأثير انتصار في الوعي، مع افتراض أنه يمكن الحصول عليهما بثمن رخيص نسبيا من ناحية الخسائر في الأرواح".
وأيضًا: "بالإضافة إلى ذلك، بدأنا في زمان ما في التسعينيات نستبدل مبدأ (دافيد) بن غوريون (المتمسك بالتراث المذكور) بمفهوم جديد لحرب ساكنة وشحيحة المخاطر والخسائر قدر الإمكان على الأرض، عبر اعتماد زائد على التفوّق الجوي الذي يفضي إلى إخضاع العدو".
ويقتضي هذا الفشل في رأي شطاينيتس "تطبيقا فوريا لعدد من الدروس، التي لا يمكن أن تنتظر نقاشات أساسية ولجان تحقيق. أقصد الدروس في شأن تعزيز قواتنا البرية في الجولان، وفي شأن تحسين القدرة على إنجاز عملية تجنيد وانتظام تحت وابل الضربات، وفي شأن تجديد واستكمال الاحتياطيات، وفي شأن التدريبات العاجلة لألوية الاحتياط".
وفي ضوء ما يقوله هذا الخبير "الجهبذ" سيجد القارئ أن هناك عدة مداخلات ترتبط مع ما أشرنا إليه في الفقرة السابقة وتغوص، بالتفصيل المملّ أحيانًا، على وسائل المزيد من التسلح وتطوير الآلة القتالية، التي من شأنها تحسين أداء الجيش ورفع احتمالات وقاية الجبهة الداخلية من الصواريخ وحسم الحروب المقبلة بـ"نصر مؤزر".
أما المفاجآت التي انطوت عليها هذه الحرب فهي تندرج ضمن العناوين الرئيسة التالية: الصواريخ المتطورة المضادة للدبابات، صواريخ أرض- بحر، كمية إطلاق الصواريخ نحو العمق الإسرائيلي، طريقة محاربة مقاتلي "حزب الله" ومنظومة القيادة والاتصال والسيطرة وما إلى ذلك.
بيد أنه لا ينبغي أن تفوتنا، على سيرة مفاجآت الحرب، ضرورة التنويه بمراعاة أن إفراط بعض المعلقين في الحديث عن هذه المفاجآت ربما يستهدف التقليل من تداعيات الإخفاق الإسرائيلي وعدم خلخلة صورة الجيش، خصوصًا إذا ما أخذنا في الحسبان صدور تصريحات عديدة عن مسؤولين عسكريين وسياسيين أكدوا فيها أن كل ما دار في هذه الحرب لم يكن مفاجئًا من ناحية إسرائيل.

***************
تتوزع مواد هذه الورقة على قسمين:
الأول- يشمل المقالات والتقارير التي ارتأينا اختيارها لتغطية المحور العام.
والقسم الثاني يضم مداخلات تحاول أن تعرض بعض الخلفيات للسجال الدائر حول أداء الجيش الإسرائيلي، وفي طليعة ذلك البحث في مفهوم أو نظرية الأمن الإسرائيلية.
وبودي أن أشير على نحو خاص، في القسم الثاني، إلى مداخلة الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة، موشيه يعالون، بعنوان "الجيش والروح الإسرائيلية". فهذه المداخلة يمكن إدراجها في نطاق ما اعتبرناه، حتى من قبل اندلاع هذه الحرب، جهدا إسرائيليا، يظهر أنه منهجي ومبرمج، ينصبّ في غاية إعادة هندسة "الروح الإسرائيلية" حول الأمن، الذي يحيل مباشرة إلى أولوية الجيش على ما عداه.
بطبيعة الحال لا يضنّ يعالون في الهجوم على قرارات المستوى السياسي، إن لجهة ما هو متعلق بخطة الانفصال عن غزة، وإن لجهة مضمون البحث في مبنى الجيش ونظرية الأمن.
وما قد يهمنا أنه في هذا الموضوع الأخير يشدّد يعالون، بوجه خاص، على موضوع "توزيع العبء الأمني" على جميع السكان اليهود، الذي يؤكد أن الجيش يؤيده على الدوام لكنه لا يفلح في تطبيقه بسبب قرارات المستوى السياسي، فيكتب في هذا الشأن قائلاً: "يعاني الشعور بالتضامن القومي (الوطني) من خلل جراء الوضع القائم الذي لا تؤدي فيه أجزاء أو فئات معينة من الجمهور الإسرائيلي أية خدمة عسكرية في الجيش، الأمر الذي يتسبب في توزيع غير متساو للعبء الأمني. من جهته يساند الجيش الإسرائيلي بثبات توزيعاً متساوياً أكثر للعبء، غير أن قرارات سياسية مختلفة حالت دون تطبيق هذا التوجه حتى الآن. هذه المسألة، التي لا يجوز الاستخفاف بها، لها انعكاسات حاسمة على صورة الدولة وأمنها".
وينطلق يعالون، من ثمّ، كي يعيد "صورة إسرائيل" إلى نقطة الارتكاز الرئيسة، التي ترى أن سرّ قوة إسرائيل ينسحب أيضًا، وكاد أن يقول أساسًا، فضلاً عن نوعيتها البشرية وعن الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي تضعها في طليعة دول العالم، على ما يتعلق بالقوة العسكرية لإسرائيل. "فقد تمكنت إسرائيل من تطوير وبناء قوة عسكرية متقدمة بمقاييس عالمية، وتمنح التكنولوجيا العسكرية المتوفرة حالياً للجيش الإسرائيلي تفوقاً حاسماً لهذا الجيش في مجالات دقة النيران وسرعة الحركة وجمع المعلومات وغيرها. ويتيح تطوّر القدرة الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي رصد وتحديد أهداف ونقل معلومات في زمن حقيقي إلى مستوى متخذي القرارات، وإصابة الهدف إصابة دقيقة ومباشرة قدر الإمكان. هذه القدرات تُتَرجم إلى قوة عسكرية ملموسة وليس فقط في مجال محاربة الإرهاب".
لكن جوهر ما يقول به يعالون علاوة على كل ذلك إنمّا يتحدّد في أن مناعة إسرائيل الاجتماعية منوطة، أكثر شيء، ببقاء الجيش الإسرائيلي "جيش الشعب":

"إن الخدمة في الجيش تشكل فرصة ثمينة لتحقيق التقارب والألفة بين الأفراد من المجموعات السكانية المختلفة، وهو ما يشكل جانباً كبيراً من دور الجيش الإسرائيلي كـ "جيش الشعب". لكن ومع الأسف الشديد، فإن هذا الدور أيضاً أضحى محور خلاف. وقد طرحت مؤخراً مقترحات مختلفة لتحويل الجيش الإسرائيلي من "جيش الشعب" إلى جيش مهني. هذا النقاش سابق لأوانه حسب اعتقادي، ذلك لأن الجيش الإسرائيلي سيكون مطالباً، في ضوء التهديدات الآنفة الذكر، بالاستمرار في الحفاظ على حجمه الحالي، وعلى الأقل في المستقبل المنظور".
على ما يبدو فسيبقى الجيش الإسرائيلي "جيش الشعب" حتى إشعار آخر، في ضوء حقيقة أن اللجنة الخاصة بإعادة النظر في مفهوم أو نظرية الأمن الإسرائيلية (برئاسة الوزير وعضو الكنيست السابق دان مريدور) أوصت هي كذلك بهذا الأمر، في إطار توصيات أعمّ وأشمل عرضنا لها بالتفصيل المناسب.
لكن من الواضح في الوقت ذاته أن هذه التوصية وخلاصة يعالون تشكلان محاولة للهروب إلى الأمام من مترتبات الأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية على تلك المناعة، التي على ما يظهر بدأت تطول بعض المسلمات الصنمية المرتبطة بالأمن.
وفي هذه المحاولة فإن "لجنة مريدور" وم. يعالون لا يقفان بمفردهما.
ويثبت هذا الأمر، ليس على سبيل الحصر، ما ورد في وثيقة "مؤتمر هرتسليا السادس (2006) حول ميزان المناعة والأمن القومي لإسرائيل" في شأن روح الأمن، حيث ورد بالحرف ما يلي: "على أرضية الوضع الإستراتيجي المريح نسبياً للدولة (إسرائيل) أخذ الشعور بالتهديد الوجودي يخبو شيئاً فشيئاً. في الوقت ذاته ازداد الانشغال بموضوع الجيش (الإسرائيلي)، من حيث حجمه الضروري وحجم الاستثمار المطلوب فيه، وذلك في ضوء انتقال التأكيد أو الاهتمام الأساسي لينصب على الاحتياجات الاجتماعية. وعلى ما يبدو فإن روح الأمن أخذت تفقد من أهميتها إزاء الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وإزاء أن المجتمع الإسرائيلي لم يعد مجتمعاً مُجنَّداً".
وتتابع "الوثيقة":
"عند إعادة النظر في سلم الأولويات القومية لا بد من أخذ النقطتين التاليتين بعين الاعتبار:
أولاً- أن ميزانية الأمن انخفضت في السنوات الأخيرة بدرجة كبيرة- من 23 % من ميزانية الدولة سنة 1970 إلى 17 % أو 18 % حالياً. وقد انخفضت الميزانية الأمنية خلال خمس سنوات بصورة تراكمية بمبلغ مقداره 17 مليار شيكل.
ثانيًا- الدور الاجتماعي الذي يضطلع به الجيش الإسرائيلي في مجال التربية والتعليم وتقديم العون الاقتصادي للجنود وحتى في مجال "تهويد" الكثيرين من المجندين.
والسؤال المطروح: هل يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يبقى كـ "جيش الشعب"؟.
في دولة إسرائيل لا يمكن الاحتفاظ بجيش لا يقوم على التجنيد الإلزامي (أي "جيش الشعب")، إذ أن جيش المتطوعين سيكون متوسطاً أو دون المتوسط في مستواه، ولن يكون ملائماً للواقع الإسرائيلي".
هذه النتيجة تقتضيها أيضًا، وفقما يتبين في سياق الوثيقة ذاتها، بعض المحصلات التي توصل إليها "استطلاع الوطنية الإسرائيلية" الأول من نوعه، والتي عرضت في المؤتمر المذكور، ومنها ما يلي:

- هناك "نكوص في الوطنية" بمرور الأجيال. ففي صفوف الشبان (الإسرائيليين) الذين تَشكَّل وعيهم في الجيل الأخير، يُلاحظ وهن واضح في عامليّ التضحية والأصالة. وعلى سبيل المثال، فإن عدم الاستعداد للقتال دفاعاً عن الدولة لا يظهر تقريباً لدى الكبار من أبناء الجيل الذين ولدوا إبان سنوات إقامة الدولة، في المقابل يظهر عدم الاستعداد هذا لدى شخص واحد من بين كل سبعة شبان يهود (14 %)، كذلك أفاد اثنان من بين كل خمسة شبان (44 %) أنهم سيغادرون الدولة إذا كان مستوى حياتهم سيتحسن بصورة ملموسة في الخارج.

- يلاحظ وجود اغتراب في صفوف ذوي المداخيل المتدنية من الجمهور اليهودي، إذ أن هؤلاء هم الأكثر تردداً فيما يتعلق بالاستعداد للمحاربة دفاعاً عن الدولة ولا يبدي حوالي عشرهم أي استعداد لذلك (9 %)، كذلك يبرز لديهم إحجام واضح عن وصف أنفسهم كـ "وطنيين متحمسين".

وفي ضوء الأجندة الاقتصادية- الاجتماعية للحكومة الحالية، كما للحكومة السابقة، التي تفيد بانتفاء الرغبة والميزانيات لإيقاف التدهور المتسارع للوضع الاقتصادي- الاجتماعي، فإن الأمن هو الملاذ المرتجى لتمتين أواصر "اللحمة الوطنية" ولصبغ "الروح الإسرائيلية".

أمّا بالنسبة لماهية العلاقة بين المستويين العسكري والسياسي فليس من شأن ما قيل على لسان يعالون أن يشي بوجود خلاف يصل إلى حدّ التناحر بينهما، سواء فيما يخص المثال العيني الذي أورده أو فيما يتعلق بتاريخ هذه العلاقة على مرّ سنوات وجود إسرائيل.

هذا لا يعني أو لا ينبغي به أن يعني عدم وجود "الكثير من الخلل" في هذه العلاقة. وهو موضوع أعادته أحداث الحرب على لبنان إلى صدارة الاهتمام من جديد.
وللمعلومية فقد سبق للرئيس السابق لمركز "يافه للدراسات الإستراتيجية" (جامعة تل أبيب)، أن رأى أن الوضع في إسرائيل على هذا الصعيد خطير وغير سليم، ذلك لأن الجيش يحتكر لنفسه مهمة تفسير الواقع (وإن كانت الأمور غير محدّدة بهذا الشكل بموجب ما ينص عليه القانون). وأضاف: في الوقت الحالي نجد أن شعبة الاستخبارات العسكرية مطالبة بتجاوز مجال عملها- التقويم الاستخباراتي للوضع- والقيام أيضاً بإعداد وتقديم تقييم للوضع القومي العام.

وكان خبير إسرائيلي آخر أشار إلى أن مثل هذا الوضع غير قائم البتة في أية دولة ديمقراطية. وهو ما حدا بأحد المفكرين الإسرائيليين إلى رؤية أن الإخفاق العسكري في حرب لبنان الثانية هو، بكيفية ما، انتصار للديمقراطية.
لكن بحسب ما نرى ونلمس ونسمع قد لا يكون لهذا الانتصار، إذا صحّ أنه كذلك، أثر تحويلي بالغ على مستقبل التفكير الرسمي والشعبي، في ضوء الحقيقة البسيطة التي تظهر أن المزاج الإسرائيلي العام ما زال مقتنعًا بأنه يتوجب "محو عار" هذا الإخفاق العسكري وبالتالي فإنه يتحرّق شوقًا، ومعه أغلب قادة المستويين العسكري والسياسي، لجولة حربية أخرى تثبت أن بمقدور الجيش الإسرائيلي أن ينتصر وأن ذلك الإخفاق هو "لمرة واحدة"!.

أبوبكر خلاف
09/11/2006, 06:00 PM
في عدد خاص لمجلة "العين السابعة" التي يصدرها المركز الإسرائيلي للديمقراطية، يتناول أداء الصحافة الإسرائيلية في فترة حرب لبنان الثانية، كتب الصحفي إيتاي روم (من صحيفة غلوبس) تقريرا عن أداء الصحافة العبرية في فترة الحرب.

بدأت صحيفة هآرتس الحرب بتحفظ ما ولكن بعد أسبوعين تغير الحال ورفضت "وقف إطلاق نار قبل الموعد" بحيث لا يبدو كنصر لحزب الله، ودعت الجيش إلى العمل " بسرعة وبقوة أكثر من أجل خفض إطلاق الكاتيوشا إلى أكبر حد ممكن" . وفي 1- آب وفي مقالة تحت عنوان " القتال حتى انتهاء المعركة" جاء فيها "أنه بالرغم من الإخفاقات فلا يجب التنازل عن أهداف الحملة الأصلية ".

وكتب يوئيل ماركوس، المحلل السياسي لصحيفة هآرتس في اليوم الأول للحرب أن حزب الله يسعى إلى جر إسرائيل إلى "مصيدة عمليات برية في لبنان" وفي 18 يوليو/ تموز استبعد خيار الحملة البرية على مناطق "يعرف حزب الله كل شق فيها" ولكنه دعا بعد أسبوع إلى " ضربهم من البحر والبر". واعتبر الحملة البرية "مطلوبة منذ وقت طويل..." وأضاف: " يجب أن نكون مدينين بالشكر لحزب الله الذي أعطانا الفرصة للبدء في حملة برية، من أجل تغيير قواعد اللعبة". وكتب في 28 يوليو/تموز أنه قبل عقد أي تسوية يجب تنفيذ" هجوم بري جوي مكثف-من أجل إنهاء هذه الحرب المربكة بضربة كبيرة" ولكن بعد ثلاثة أسابيع من المعارك قال أن الحملة كانت مبررة ولكن "الخطأ الكبير هو أنها لم تبق ضمن رد فعل محدود".

لا يتماشى عنوان مقالة بن كاسبيت " نتعلم محدودية القوة" مع الخط الذي كتب به في الأيام الأولى للحرب، ففي اليوم الثاني للحرب، كتب بن كاسبيت في صحيقة معريف، مقالا بعنوان " نصر الله يتصبب عرقا" قال فيه أنه ينبغي أن يخرج حزب الله من الحملة العسكرية الإسرائيلية، مضروبا مدمرا زاحفا مولولا.. ويجب تدمير مخزن صواريخه، ويجب أن يموت نصر الله". وقال بن كسبيت عن خطاب إعلان الحرب الذي ألقاه أولمرت في الكنيست : " كان أولمرت بالأمس قائدا". وفي 17 يوليو/ تموز كتب أن " الجيش بحاجة إلى عدة أيام وربما أسبوع من أجل تنظيف جنوب لبنان". وبعد عدة أيام، بعد المعارك القاسية في بنت جبيل، قال بن كسبيت أن "المهمة الملقاة على عاتق الجيش غير ممكنة التحقيق". وفي 6 أغسطس/ أب قال أن مشكلة رئيس الوزراء الأساسية تكمن في خطابه في الكنيست إذ حدد أهدافا في السماء(...) وبالنهاية وبعد أن يتناثر غبار الجنرالات سيتبين لنا أن ذالك كان غير ممكن. كالعادة، كان ذلك ليس كما اعتقدنا...

وكتب رافي غينات في صحيفة يديعوت أحرونوت في 28 تموز/يوليو أنه يجب إفساح المجال للجيش " كي ينفذ ما يعرفه، وهو يعرف، وسترون..". وكتب عمير ربابورت في معريف "حينما نمنح الجيش حرية العمل بشكل كامل، فهو يجيد ذلك".

وفي 16 يوليو كتب بن كاسبيت في يديعوت أن عمير بيرتس "يرى إشارات انكسار في لبنان"، ويصرخ العنوان الرئيسي في معريف "إشارات انكسار في لبنان".

وقد أظهرت الصحافة استهتارا بحزب الله . فقد وصف بن كاسبيت، نصر الله في بداية الحرب أنه يائس كحيوان في قفص.. و.... ذهب العجب وبقي الولد"، وفي مكان آخر وصفه بالغبي. وكتب سابر بلوتسكر في يديعوت أحرونوت أن حزب الله " لديه عدة آلاف من المقاتلين، منهم عدة مئات يتقنون عملهم. وهم ليسو جيشا .. وليسو ربع جيش. وحتى أنهم ليسو تنظيم غريلا شجاع".

وفي أواخر يوليو حدث الخطأ التراجيدي في قانا، وكتبت سيما كدمون في يديعوت أحرونوت واعتبرت المجزرة "مردودا دعائيا لنصر الله"، وتساءلت ما الذي سبب ذلك " هل هي قلة الحظ، أم قلة الانتباه، أم الاستخفاف وقلة التفكير؟... على ما يبدو.. جميع الأسباب سوية". ولكن العنوان الرئيسي لصحيفتها كان قبل أربعة أيام " مصدر رفيع المستوى في الجيش: سنمحو القرى التي ينطلق منها صواريخ(ترجمة حرفية عن العبرية)"- وذلك يشير إلى أن الحادث(مجزرة قانا) جاء نتيجة سياسة منهجية، أضف إلى ذلك، حسب فيشمان في ذات اليوم، أنه لا يدور الحديث عن اقتباس بل عن قرار في هيئة الأركان العامة.

قبل يومين من القصف القاتل في قانا، كتب رافي غينات مقالا بعنوان " فرسان القيم المزدوجة " ، وأعلن فيه أنه من أجل "ولد في غولاني" هو على استعداد أن "يغسل بنار ملتهبة " ليس فقط مقاتلي حزب الله بل "كل من يشم حزب الله- وليموتوا أبرياءهم بدل أبرياءنا ". ولا يجب أن أن نقوم بذلك فقط بل "أن نشعر جيدا مع ذلك". وفي مقال كتبه تسابر بلوتسكر بعد يومين من أحداث قانا، متجاهلا ما كتبه غينات، ويحدد أن حقيقة كون البلدة كانت قاعدة لانطلاق الصواريخ " لا تعطي الحق ولا تبرئ ولا تهدئ أي ضمير إسرائيلي". ويعود بلوتسكر ويكتب حتى بعد العنوان في الصحيفة الذي تحدث عن "محو" قرى كاملة "، " لم يقصد أحد في إسرائيل أن يقتل لاجئي قانا. ليس بنوايا مسبقة وليس بنية آنية".

وقد جاء التحول في التعليقات الصحفية قبل انتهاء الحرب، حينما توضح تعثر الجيش في تحقيق الأهداف بعد أن دخل المعلقون إلى لبنان. في 10 أغسطس كتب برنيع من لبنان: ما نراه من هنا ...لا نراه للأسف من هناك، من مكاتب الجنرالات في هيئة الأركان العامة، ومن نوافذ مكتب رئيس الحكومة". وأضاف: " على ما يبدو... أننا سنضيع في الجري حلف نصر غير موجود"، وشبه الحرب "بطوم وجيري" حيث أنه "في كل صراع بينهما ينتصر جيري".

و عن نتيجة الحرب- جاء مقال لبرنيع بعنوان "لم ننتصر" ولكن مقالا بلوتسكر يقول " مع كل ذلك انتصرنا"، ويضيف: " جاء الوقت كي نقتلع أسطورة- لا يمكن الانتصار على قوات الغريلا التابعة لحزب الله". وأضاف: " الجيش يمكنه وهزمهم. وها هو نصر الله يبدو في خطابه طعم الهزيمة المرة". وفي المقابل يقول يوئيل ماركوس:" ليس فقط أنه لايوجد نصر هنا، بل أن الردع الإسرائيلي تضرر أيضا. ولكن حسب دانكنر فالردع استعيد بشكل كامل في 17 يوليو. ويكتب كسبيت مع وقف القتال:" كل واحد يحاول اقناع نفسه أننا انتصرنا، ولكن معروف أن في هذا النوع من الحروب لا يوجد من منتصر". ولكن حينما خطب أولمرت في بداية الحرب قالوا " سننتصر"، ولم يكتب كسبيت آنذاك أن في هذا النوع من الحروب لا يوجد منتصر. بل كتب بعد الخطاب :" يهود أولمرت كان بالأمس قائدا".
ــــــــــ
مقال نشر بموقع عرب48
19/10/2006

عمرو زكريا خليل
14/11/2006, 01:05 PM
دراسة: الجمهور الإسرائيلي انتظر بفارغ الصبر خطابات نصر الله..
بينت دراسة أجريت في إسرائيل أن الجمهور الإسرائيلي انتظر بفارغ الصبر خطابات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بسبب صدقيتها أساساً. كما بينت الدراسة أن الجمهور يمنح نصر الله علامة أفضل بالمقارنة مع الناطقين باللغة العبرية. كما تشير الدراسة الى تأثير استخدام مصطلح "حملة عسكرية" بدلاً من "الحرب" الأمر الذي ترك انطباعاً لدى الجمهور بأن الحديث هو عن حملة مؤقتة ومحدودة وتحت السيطرة، ولم تترك متسعاً لدى الجمهور لتحمل الخسائر وطول الإنتظار في الملاجئ.

فمنذ أن انتهت الحرب على لبنان، انشغل الجمهور الإسرائيلي بمسألتين؛ المحاسبة على القصورات من قبل القيادة الإسرائيلية، ونقد وسائل الإعلام على الطريقة التي قدمت بها التقارير. إلا أن دراسة جديدة أجريت من قبل د. أودي ليفل، من معهد "بن غوريون" في جامعة بئر السبع، بينت أن هناك مشكلة أخرى تتطلب علاجاً جذرياً وعاجلاً، وهي الإعلام الإسرائيلي.

وفي إطار الدراسة، التي كان عنوانها "إدارة الإعلام أثناء حرب لبنان الثانية"، طلب من أعضاء 6 مجموعات مشاهدة شريط فيديو عرض فيها الإعلام الإسرائيلي في البلاد والخارج، والإجابة على نماذج أسئلة.
وبحسب أقوال ليفل، الذي أجرى في السابق عدة دراسات حول الإستراتيجية الإعلامية وعلم النفس السياسي وعلاقات الجيش مع وسائل الإعلام، فإن نتائج البحث تظهر أن الإعلام الإسرائيلي كان فيه الكثير من النواقص، لدرجة أنه في حالات كثيرة كان الجمهور يضطر إلى الإعتماد على تصريحات السكرتير العام لحزب الله حسن نصر الله.
ويقول معد الدراسة:" مقابل قائد إعلامي مثل نصر الله، كان على المؤسسة أن ترد بنفس المستوى على الأقل". ويضيف:" القائد الإعلامي يمنح المشاهد 3 مرتكزات؛ تأملات وتأكيد وصدقية". وبحسب أقواله، فإنه لدى سؤال المشاركين في الدراسة حول من قدم لهم "التأكيد" حول مواصلة الحرب، ولمن ينسبون "الصدقية"، كانت الأجوبة تقول أن الجمهور الإسرائيلي قد أشار إلى خطابات نصر الله كمن زودته بالعنصرين.
ولدى سؤال المشاركين في الدراسة حول "صدقية" نصر الله، مقابل الناطقين الإسرائيليين، لم يحصل أحد من المتحدثين بالعبرية على علامة أفضل.
ويقول:" وصلنا إلى وضع جنوني.. حالة نفسية لا تخطر ببال أحد؛ فبدلاً من أن ينتظر الجمهور الإسرائيلي ناطقاً قومياً يوضح له ماذا يحصل في كل يوم، ويقلص الفوضى ويرتسم كصادق، فقد حصل ما لم يحصل من قبل.. الجمهور لجأ إلى القائد الذي نحاربه، وجلس بفارغ الصبر ينتظر خطاباته".
وتشير متابعة التقارير أنه في أكثر من مرة، فند نصر الله تصريحات المتحدثين الإسرائيليين، وخاصة تصريحات وزير الأمن، وكان أول من أعلن عن مقتل جنود إسرائيليين، وعن الظروف التي أدت إلى ذلك.
"ليست هذه هي المرة الأولى التي تكتشف فيها أم ثكلى الحقيقة حول ظروف مقتل ابنها في شريط يعرضه حزب الله، حيث تظهر صورة مختلفة تماماً عن تلك التي يعرضها الجيش، ويتحدث عنها ناطقوه".
وطرحت خلال الدراسة قضايا أخرى تتصل بالإعلام المعروض للجمهور الإسرائيلي. وعلى سبيل المثال ترد حقيقة أنه طوال أول أسبوعين على بدء الحرب، لم يسمع الجمهور الإسرائيلي من قادته أن الحديث هو عن "حرب".

ويقول ليفل:" هنا تبرز أهمية اللغة، فالإصرار على تعريف الوضع بأنه "حملة عسكرية" وليس "حرباً" خلقت وهماً بأن القتال هو مؤقت ومحدود ومخطط وفي حدود السيطرة، ولم يترك متسعاً لتحمل الخسائر وطول المكوث في الملاجئ. فلم يبادر أي قائد إسرائيلي إلى التوضيح للجمهور بأنه في حالة حرب، الأمر الذي يغير الكثير من التوقعات بشكل مطلق"..
وتابع ليفل وطاقمه الجهود الإعلامية الإسرائيلية في العالم. وهو يقف أساساً ضد المتبع في الإعلام الإسرائيلي الذي يتمثل في عرض ضحايا إسرائيل أمام الإعلام الدولي. ويقول:" لا يوجد خطأ أكبر من ذلك، فالعالم لن يتأثر بسبب شقة متهدمة في حيفا، فمثلها يوجد في كوسوفو والشيشان".

وبرأيه "لو كان هناك هيئة مركزية تدرس المخاوف الأوروبية والمصالح الأمريكية وقلق الغرب من تهديد مسار حياته اللبرالية، لكانت ستدرك أنه لا جدوى من تحويل العالم إلى مناصر لليهود، وإنما كان يجب التوضيح بأن الحرب الإسرائيلية هي جزء من معركة الغرب".

ويضيف أنه كان يجب مع بدء الحرب البدء بنشر أشرطة تعرض أصوليين يعملون في العواصم الأوروبية ويخططون لثورة إسلامية هناك أيضاً. ويتابع أنه من أجل النجاح في الإعلام كان يجب الإلمام برموز وميول دول العالم ورواياتها.

كما يتطرق إلى الجمهور اللبناني، حيث كان يتوجب، برأي ليفل، العمل بطريقة إعلامية شاملة. فيقول:" في حين كان نصر الله طبيباً في علم نفس المجتمع الإسرائيلي، فقد اعتقدت إسرائيل أنها إذا ألقت فجأة عدة مناشير في جنوب لبنان، فإنها ستنجز خلال يومين ما عمل على إنجازه حزب الله خلال سنوات. ولو أردنا الإستعداد لليوم الذي تحصل فيه المواجهة، كان يجب منذ الإنسحاب (عام 2000) إلقاء صحيفة أسبوعية باللغة العربية فوق سماء لبنان. فتحطيم معنويات حزب الله لا يأتي من خلال كاريكاتيرات مضحكة تسقط من السماء"..
ويقول:" كل المعطيات تشير إلى أن هناك أزمة قيادة. وليس مهماً من الناحية الموضوعية أنها بذلت قصارى جهدها. فالجمهور يدرك أنها معزولة، وكأنها غير رسمية، ومتغطرسة، ولن يسير وراءها في المواجهة القادمة"..

خالد شحاته ابو المجد
18/11/2006, 07:43 PM
لماذا هزمونا في الحقيقة
(رون يشي - يديعوت احرونوت– 22/8/2006)

هناك كثير من الوضوح في الادعاء السائد عندنا بأن الفشل في تحقيق أهداف الحرب البرية كان في مجمله نتيجة إخفاقات على المستوى السياسي والقيادة العليا. وعلينا أن نقول لأنفسنا بصراحة إن حزب الله قد نجح لأنه حارب بصورة جيدة أكثر من جيش الدفاع الإسرائيلي في المنطقة الجبلية، مع استعداد كامل للقتال.
إن ميزان حرب لبنان الثانية بالتحديد لا يشير إلى انتصار جيش الدفاع الإسرائيلي بل يشير إلى خسارة أكثر من إنجاز، مع أخذ المعاناة المتواصلة للجبهة الداخلية في الاعتبار. وفي الواقع فإنه على ضوء القرار الجيد نسبيًا الذي حصلنا عليه من مجلس الأمن والتطورات الإيجابية التي من المنتظر أن تحث في لبنان، فإنه لم تكن هناك هزيمة ؛ لكن ما حدث لنا يشبه كثيرا الهزيمة التي تلقاها الجيش الأمريكي في فيتنام والعراق وتلك التي تلقاها "الجيش الأحمر" في أفغانستان.
وقد استعرضت عددًا من هذه الحروب ورأيت عن قرب كيف تتفوق العصابة على الجيوش القوية الحديثة في العالم؛ وذلك لأن قادتها ومقاتليها عرفوا كيف يستغلوا معرفتهم بالمنطقة ويستغلوا كذلك تأييد الشعب. لم يكن ذلك هو السبب الوحيد؛ بل إن هذه العصابة قد انتصرت بسبب أنها حصلت على دعم عيني وفكري ومعنوي لا حدود له من دولة أو دول منحتها الحماية. وبسبب أن هذه العصابة قد امتنعت بشكل منطقي عن مواجهة مباشرة مع نيران سلاح الجو والبر المتفوق (لم تخجل من الهروب والاختباء متى لزم الأمر)، وأخيرًا بسبب أن لديهم دافع أكبر من دافع عدوهم، وعلى استعداد للتضحية بحياتهم.
إن الجيوش النظامية قد وقفت خائرة القوى أمام العصابة بسبب أنها لم تنجح (الجيوش) في بلورة مراوغة حربية ناجحة تمكنهم من تطويع سمات قتالية يطلق عليها "اضرب واهرب"كان يستخدمها الفايتكونج (الفدائيون الفيتناميون) والمجاهدون، وبسبب أن وحداتها المقاتلة فوق الأرض تفتقر إلى استخبارات تكتيكيه في الوقت بالقدر الكيفية التي تمكنها من التعبير عن قوتها الكبرى. إن القشة التي بسببها تندحر الجيوش في النهاية هي الخسائر الثقيلة التي تتكبدها دون الوصول إلي وضع تبدو فيه نهاية القتال في الأفق ، هذا بالضبط ما حدث لنا في لبنان.
وهناك كثير من الوضوح في الادعاء السائد لدينا بأن الفشل في تحقيق أهداف الحرب البرية كان في مجمله نتيجة إخفاقات وفشل في قيادة جيش الدفاع الأسرائيلى على المستوى السياسي والقيادة العليا .
إن ادعاء كهذا يزلزل قدرات العدو، ويفترض أنه لو تم اتخاذ قرارات حاسمه، وكانت الإمدادات العسكرية تصل كما يجب لكنا انتصرنا. لم يكن الأمر كذلك. وقد منع وقف إطلاق النار –حسب تقديري- هزيمة ذريعة أخرى في الحرب البرية. أيضا لو لم يكن ذلك سهلا، فعلينا أن نعترف بحقيقة أن جيش الدفاع الاسرائيلى لم يصل إلى حسم ليس فقط فيما يتعلق بإدارة قادته الفاشلة، ولكن بسبب أن حزب الله كان أكثر جداره وصرامة.
وقد تطورت المنظمة الشيعية من وسائل القتال التي تستغل بشكل جيد مواصفاته الطبيعية كميليشيا شعبيه، تعمل داخل منشأها الطبيعي، وكذلك فأن حزب الله قد شكل ميدان قتاله المستقبلي من خلال معرفه نقاط ضعف جيش الدفاع الإسرائيلي.
وقد تشكل حزب الله بشكل يسمح لخلاياه الصغيرة بالاختباء والظهور في النقطة والتوقيت التي يختارونها مع الصواريخ المعتادة للدبابات، والتي أتاحت له إصابة الدبابات والبيوت التي اتخذتها سلاح المشاة كملاجىء والاهم من ذلك هي المعلومات التكتيكية التي جمعها رجال حزب الله حول جيش الدفاع قبل –وبالأخص خلال- القتال.
إن معلوماتهم كانت أدق من تلك التي كان يحصل عليها جيش الدفاع الاسرائيلى لان حزب الله كان يقوم بجمع المعلومات عن طريق العين ونظارات الميدان علي بعد عشرات الأمتار من قواتنا، وليس عن طريق الطائرات الصغيرة بدون طيار والوسائل الحديثة الأخرى التي لم تنجح أن تكتشف في الوقت المناسب منصات صواريخ الكاتيوشا والخلايا الصغيرة التي كانت تتحرك من مخبأ إلي مخبأ. وقد اهتموا كذلك بان تقوم كل خلية مقاتلين تجمع معلومات لنفسها في المنطقة التي تتواجد فيها، سواء لضرورة إطلاق دقيقه للصواريخ (عن طريق التليفزيون الاسرائيلى) وسواء لضرورة محاربة قواتنا المتواجدة داخل القرى.
في المقابل، كان جنود الدفاع يدورون بلا تبصر بسبب أن المعلومات التكتيكية التي جمعت قبل الحرب كانت غير دقيقة، وعندما كان جيش الدفاع في القرى اللبنانية لم تكن المعلومات تجرى بشكل منهجي.
وعلينا كذلك أن نعترف بأن قادة حزب الله ومقاتليه كانوا مستعدين للتضحية بحياتهم في سبيل تنفيذ المهمة، في حين أن قادة جيش الدفاع ووزراء المجلس الوزاري المصغر قد أصيبوا بالذعر كلما تم إعلامهم بوجود إصابات وحاولوا منع وقوع خسائر كأنما كانت هذه هي المهمة العسكرية. إن جزءا كبيرا من الأوامر الغامضة والمختلفة قد نبعت من هذه الأغراض وكانت النهاية أن الرغبة القوية لمنع إصابات قد نتج عنها إصابات كثيرة جدا في صفوف قواتنا .
علينا القول لأنفسنا بصراحة، إن حزب الله قد نجح لأنه حارب بطريقة أفضل من جيش الدفاع في المنطقة الجبلية من خلال استعداد كامل للقتال. أمام جيش الدفاع الإسرائيلي قبل الأمريكيين أو الروس لا يملك خطة حرب محكمة تمكنه من مواجهة ناجحة مع عصابة كبرى ذات مميزات وتجهيزات جيش عصري. لكن الفشل يعد كذلك فرصة. إن الفشل الذريع يولد رغبة قوية حقيقية في إصلاحات جذرية. الأمر الضروري هو إجراء استنفار عام (شامل) في دولة إسرائيل معنوي ومادي حتى يستطيع جيش الدفاع أن يطور بشكل سريع أسلوب عمل تكتيكي ووسائل قتال خاصة، واستخبارات حربية تكتيكية فاعلة تثمر عنها نتائج أخري في الجولة القادمة.

أبوبكر خلاف
21/11/2006, 01:44 PM
حالوتس يؤكد : جيش الاحتلال سيدرس بامعان القصور التي تجلت خلال الحرب الأخيرة في لبنان
صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس بان الجيش يمر الآن بأيام غير سهلة مشيرا إلى انه تم خلال الحرب الأخيرة في لبنان اكتشاف بعض العيوب وأوجه القصور إلى جانب حالات النجاح ومظاهر البطولة والوفاء والمهارة القتالية العالية .

وأكد حالوتس أن الجيش سينظر في العيوب بامعان واستقامة دون خوف أو وجل وفقا للتقاليد المتبعة فيه .

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن حالوتس أدلى بهذه الأقوال صباح اليوم خلال جلسة خاصة لهيئة الأركان العامة عقدت في المركز لتخليد ذكرى رئيس الوزراء الراحل يتسحاق رابين بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لاغتياله .

وقال حالوتس أن المرحوم رابين كان يحرص على ضمان قوة جيش الاحتلال كونها الضمانة لوجودنا في هذه المنطقة .

وأضاف حالوتس أن رابين كان زعيما يستطيع التفكير للمدى البعيد وكان قادرا في الوقت نفسه الدخول في التفاصيل بدقة متناهية.

__________
عن فلسطين برس

أبوبكر خلاف
21/11/2006, 04:40 PM
الاستاذ خالد ابو المجد
خالص تقديري على مساهمتك القيمة وارجو ان تكون فاتحة خير للمزيد
من الدراسات والترجمات على المنتدى العبري ..
واتمنى الا تبخل علينا بعلمك وخبرتك في هذا المجال..
وتحية خالصة لابناء وعلماء مصر المحروسة ..

ودي وتحياتي
المنتدى العبري