تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هوامش على اللغة العربية



وديع العبيدي
09/11/2006, 08:18 PM
وديع العبيدي

هوامش على اللغة العربية

اللغة العربية اليوم واحدة من اللغات القديمة نسبياً، تتمتع بخصائص الحيوية والديناميكية، ولعل هذا يدعو لتسجيل بعض الملاحظات التي تصادفنا في التعامل والكتابة والتي أرجو أن تكون محل اجتهاد علمي لما يخدم تطور اللغة وتقنياتها .. ومن هذه الملاحظات..
- مشكلة الابتداء بساكن..
فقلد لجأ الأقدمون إلى تحويل الساكن إلى متحرك، الكس أو الفتح، فمال عرب اليمن إلى الكسر (القحطانينين) ومال أهل الحجاز للفتح (العدنانين). ولكن هذه القاعدة ليست بنفس الآلية في جميع استخداماتها، ناهيك عن اقتصارها على لغة الكتابة دون المحادثة. ويضيف المشارقة حرف الألف في بداية الكلمة المبتدئة بساكن، مثل (بِنْ) التي لا يستساغ التلفظ بها دون ألألف. ناهيك أنها نقلت السكون من أولها |إلى آخرها، مما يجعلها عاطلة اعرابياً. وهي تقرأ (ابن). وهي مما تنوقل من اللغات القديمة ولا أهمية لها من ناحية المعنى كما في معظم الأسماء الحديثة. وقد تجاوزتها لغات أخرى كالألمانية والتي تعادل فيها الحرف (فون) (von) كما في اسم الفيلسوف والشاعر الألماني الشهير يوهان فولفانغ فون غوته (Johann Wolfgang von Göthe) علما أن معنى (فون) لغويا هوحرف الجرّ بالعربية (من) وثمة قرابة لغوية بين لفظتي [من- بن]. ولا تعتمد الأسماء العاصرة هذه القاعدة لا في الألمانية ولا العربية، ما خلا بعض مناطق شبه الجزيرة.
- همزة الوصل..
وهي حالة أخرى لاحتضان حرف ساكن [فظ الهمزة (الميتة) في (أل) التعريف] فيتم الغاء الحرف المتحرك ما قبلها بحرف اللام في المفردة المعرف بالألف كالقول [مِنَ الْـمَدْرَسَةِ] فحرف (ا) المحصورة بين من/ لمدرسة ، سقطت من اللفظ ويطلق عليها اعرابيا همزة الوصف.. من الممكن ملاحظة أن عملها هنا لا يختلف عن الحالة السابقة للتخلص من الابتداء بالساكن. ولا بدّ من مراجعة للاستمرار في كتابتها والتعامل بها.
- مرجعية الحكي..
أعتقد أن اللغة المحكية تجاوزت مشكلة الابتداء بساكن عبر تكرار الحرف مرتين (للمدرسة) أو فصله عن التلفظ (لـْمدرسة). ويحقق ذلك انسجاماً أكثر بين التلفظ والكتابة (التدوين) كما في اغنية وديع الصافي [لحب هلحرفين.. ] أو الأغنية الشائعة [شفتلقمر علباب].

ثمة ملاحظات يومية كثيرة تستحق المراجعة والدراسة للتقريب بين اللغة والعصر وبين لغة الحديث والكتابة..

أديب عراقي مقيم حاليا في لندن، يكتب باللغتين العربية والألمانية. له مساهمات متنوعة في الشعر والقصة والنقد والترجمة. صدر له في النمسا هذا العام (فبراير 2006) ديوان شعر باللغة الألمانية مع ترجمته العربية. صاحب ورئيس تحرير مجلتي ضفاف العربية ومجلة [UFER] الألمانية المعنيتين بالثقافة والأدب والترجمة.