المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة التوحيد و الإصلاح



عبدالصمد زيبار
09/11/2006, 08:30 PM
مدرسة التوحيد و الإصلاح

عقدت حركة التوحيد والإصلاح في الأيام 4-5-6 من نونبر الجاري مؤتمرها الثالث و الذي يصادف الذكرى العاشرة لتأسيس هذه الحركة إثر الاندماج بين مكونين سابقين في العمل الإسلامي بالمغرب وهما حركة الإصلاح والتجديد أو حاتم و رابطة المستقبل الإسلامي.
يصف كثير من المتابعين للعمل الإسلامي بالمغرب حركة التوحيد والإصلاح بأنها تجربة متميزة و رائدة للعمل الإسلامي لا في المغرب وحده بل في العالم الإسلامي.
يقول الدكتور سلمان بن فهد العودة عنها: أننا فعلا أمام تجربة جيدة وناضجة وتستحق الإشادة والفرح والسرور بها.
وقال الأستاذ جميل بنمنصور الناشط الاسلامي الموريتاني :بالنسبة لنا مدرسة نعتبرها من أهم المدارس العملية والتي أضافت إضافات متميزة في الحقل الإسلامي المعاصر.

استطاعت حركة التوحيد والإصلاح أن تتجاوز كثير من المنزلقات و المشاكل التي وقعت فيها كثير من الحركات الناشطة في العمل الإسلامي وذلك من خلال مجموعة من السمات سنعرض لأهمها .

الانفتاح على التجارب فحركة التوحيد والإصلاح استفادت من كثير من التجارب الإسلامية إيجابا و سلبا كأدبيات حركة الإخوان المسلمين و التجربة المغاربية المتمثلة في حركة الشبيبة الإسلامية المغربية و جبهة الإنقاذ الجزائرية فأسست الحركة منهجها بعيدا عن العنف و الصدام, و استفادت من نهج حركة النهضة التونسية السلمي. وشكل تواصل قياديي الحركة مع قياديي العمل الإسلامي بتركيا البروفسور نجم الدين أربكان و عمدة اسطنبول آنذاك رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان نقلة نوعية في تصور العمل و علاقة الدعوي و السياسي,وكانت هناك تجربة ذاتية لكلا التنظيمين المؤسسين للحركة.

الوحدة و التلاحم بدل التقاسم و الانشقاق فالحركة اندماج بين تيارين يقول الأستاذ محمد الحمداوي رئيس الحركة : أهم ما أنجزته خطوة الوحدة، هو أولا مساهمتها في بناء مدرسة وتجربة متميزة في مجال العمل الإسلامي، وثانيا فتحها المجال لمراجعة مجهودات عقدين من عمل الحركتين السابقتين واستخلاص أنفع ما لديهما للانطلاق منه في صياغة التصورات الجديدة.

الاستفادة من التجارب الإدارية والتنظيمية وذلك من خلال : تقوية البناء التنظيمي وفق هيكلة جديدة تنبني
على تحديد وظائف أساسية للحركة لتركيز اهتماماتها وهي الدعوة والتربية والتكوين، والفصل بين هذه الوظائف والأعمال المتخصصة التي فوضت لمؤسسات العمل العام كالعمل السياسي و النقابي و الاجتماعي و الثقافي مع إعادة الاعتبار للعمل التلاميذي والشبابي عموما.
وثم العمل نحو التخفيف من المركزية في تسيير أعمال الحركة من خلال إحداث مديرية للتنظيم العام ومديرية للإشراف والتنسيق مع التخصصات.
وستدخل الحركة بعد الجمع العام الوطني الثالث مرحلة أخرى جديدة حددت ملامحها على المدى المتوسط والبعيد في إطار أول مخطط استراتيجي ستتم المصادقة على خطوطه العريضة ومعالمه وكذا أهدافه الاستراتيجية .
الحركة ليس لها سلطة تنظيمية على التخصصات، ولا تتدخل في القرارات التي تتخذها هذه الهيئات، بل الحركة لها حضور فقط من خلال أعضائها .
بسياية التخصصات هذه انتقلت حركة التوحيد و الإصلاح من التنظيم الجماعة إلى التنظيم الرسالي فأصبحت نفس يستشري في كل المجتمع المغربي من خلال عدد كبير من المؤسسات/تخصصات نقابات و عدد من الجمعيات الاجتماعية و الثقافية و الكشفية و النسوية التي تعمل كمؤسسات مستقلة عن الحركة لكن بروح و نفس مدرسة التوحيد و الإصلاح.
وبهذا توسعت مساحة تأثير الحركة لتتعدى الأعضاء و المتعاطفين إلى كل المجتمع.

العلاقة بين الدعوي و السياسي في إطار ما أصطلح عليه سياسة التخصصات فالعمل الحزبي لا يدخل ضمن الوظائف الأساسية للحركة بل هو تخصص مستقل عن الحركة التي تسعى نحو التمايز بينها و بين الحزب المقصود حزب العدالة و التنمية المغربي.
يقول الحمداوي: يصعب أن تجد في بيانات الحركة وجدول أعمالها واهتماماتها محليا وجهويا ووطنيا، أي اهتمام أو اشتغال بما هو سياسي حزبي له علاقة بالتدبير اليومي للشأن العام، لأنه لا معنى أن تكرر مؤسستان نفس العمل لأن ذلك يتعارض مع مفهوم التخصص، نعم قد تظهر بين الفينة والأخرى بعض الأعمال متكررة لكنها نادرة. وبالمقابل حددت الحركة ثلاث وظائف أساسية جعلتها من صميم اهتماماتها واشتغالها وهي الدعوة والتربية والتكوين، بينما يشتغل الحزب في مجال تدبير الشأن العام.
وهذا التمايز يشمل مجالات العمل و الخطاب و الرموز وهو أي التمايز ليس المقصود منه الفصل في هذا الصدد يقول رئيس الحركة التمايز لا نقصد به الفصل بل ستبقى إمكانية الجمع بين عضوية هيئتين قائمة لدى من يستطيع أن يوفي بمقتضيات العضوية المشتركة، بل ونعتبر ذلك ضامنا للتواصل السلس بين الهيئتين ومتجنبين للقطيعة بين الحركة والحزب التي راهن ويراهن عليها البعض.

فالحركة امتداد جماهيري للحزب و الحزب ذراع الحركة السياسي مع تمايز بينهم .

أولوية التربية تشكل التربية جانبا مهما من جوانب اهتمام الحركة فهي تعتقد بعقيدة أهل السنة و الجماعة و تؤمن بضرورة التجديد في الخطاب و الوسائل وتدعوا إلى الإصلاح بإتباع دعوات الأنبياء.

الشمول في المنهج يقول الأستاذ محمد يتيم أحد أبرز منظري و مفكري الحركة
الحركة تنطلق من مبدأ شمول الاسلام, ومن ثم فقد كانت لها أهداف شمولية منها : الإسهام في إقامة الدين في الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة وصولا إلي الإسهام في الحضارة الإنسانية الشاملة..لكن شمولية أهداف الحركة لم تحجب عنها حقيقة أنها مجرد مساهم أو طرف في العمل لإقامة الدين وليست الوحيدة فيه، فالمغرب- في تصور الحركة- دولة إسلامية بها مكتسبات تاريخية للإسلام ..ومن ثم فلا تقدم الحركة نفسها
كبديل وإنما كتجربة مكملة تتكامل مع غيرها..



يقود الحركة مكتب تنفيذي يرأسه رئيس الحركة و تعتمد ا على مبدأ الرئاسة بالانتخاب و القرارات بالشورى الملزمة.
من أبرز وجوه الحركة نجذ العالم المقاصدي الكبير أحمد الريسوني و الداعية العالم عزالدين توفيق والأستاذ محمد الحمداوي و عدد من المفكرين منهم ذ محمد يتيم و ذ المقرئ الادريسي أبوزيد و ذ عبدالإله بنكيران وغيرهم.

نهج الحركة دعا عدد من الأصوات إلى الدعوة لاستنساخ تجربة حركة التوحيد و الإصلاح


قال الدكتور خالد ابن عبد الرحمن العجيمي عن الحركة ظاهرة دعوية يفترض أن تستنسخ في المغرب العربي، بل في العالم العربي. وقال الشيخ محمد الحسن ولد الددو مدرسة جديدة للعمل الإسلامي كله وتجربة رائدة ينبغي أن يقتدى بها في كل الأماكن.

أما المفكر الإسلامي راشد الغنوشي فيقول إن حركة التوحيد والإصلاح جماعة إسلامية أصيلة، ومؤصلة في بيئتها وفي أصول دينها، معتدلة، واسعة الانتشار، وهي ثمرة لخبرات ذاتية. جمعت فصائل إسلامية متعددة حول قراءة متأنية للإسلام، ولتجارب الحركة الإسلامية المعاصرة، وكذلك لبيئة الدولة والمجتمع المغربي، مع اعتبار دروس وخلاصات التجارب الإسلامية، وبالخصوص تونس والمغرب ومصر
صاغت من كل ذلك نهجها المتميز، جمعا بين ثوابت الدين، وبين البيئة المحلية والإقليمية والدولية، وبين التربية والسياسة، بين الخطاب الجماهيري والخطاب المتجاهل النخبوي، بين نقد السلطة واستمرار الحوار والتفاعل معها حفاظا على المصلحة الوطنية العامة ودرءا للفتنة ونهج الدوران في بوثقة التكافل والتآكل.

وكثيرا ما امتدح العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حركة التوحيد و الإصلاح و قيادييها .