المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د.جورج حبش



أبويزيدأحمدالعزام
29/09/2007, 04:59 AM
http://www.felfel.ps/palpersons/gorg_habash.jpg
الرفيق القائد د. جورج حبش

مناضل فلسطيني كرّس حياته للعمل الدؤوب والمتواصل من أجل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستقبل أفضل للأمة العربية. طبيباً تحول إلى طريق النضال ليعالج جراح شعبه ويعيش هموم أمته، مؤمناً بالهوية العربية وبحتمية الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني على الأرض العربية.

ولد الدكتور جورج حبش في اللد عام 1925، ونشأ وسط عائلة ميسورة الحال تتألف من سبعة أولاد وتمتلك أراضي زراعية ومحلات تجارية، حيث كان والده تاجراً معروفاً في فلسطين، كما كانت والدته تحرص على توجيه أولادها لمتابعة دراستهم والحصول على شهادات جامعية.

في عام 1961 تزوج ابنة عمه هيلدا حبش من القدس، التي وقفت إلى جانبه وشاركته في جميع مراحل حياته النضالية على مدار أربعين عاماً بشجاعة نادرة وما زالت، وخاضت نضالاً مديداً في تصديها لكافة المؤامرات التي تعرض لها الحكيم، من محاولات اختطاف واغتيال، وتحملت عناء الاعتقال والاختفاء إلى جانب نشاطها الجماهيري والنسوي المتميز بعيداً عن الأضواء، خاصة أثناء الحرب الأهلية في لبنان. له ابنتان، ميساء وهي طبيبة متزوجة ولها ثلاث أولاد، ولمى وهي مهندسة كيماوية.

أكمل المرحلة الابتدائية في اللد ثم انتقل لمتابعة دراسته الثانوية في كل من مدينتي يافا والقدس. ثم تخرج من مدرسة تراسنطة في القدس. ] ومن الجدير بالذكر أنه عاد إلى يافا مدرساً لمدة عامين قبل التحاقه بالجامعة، مع أنه لم يكن قد تجاوز السادسة عشر من العمر[.

كان الشعور العام في فلسطين مشحوناً بالغضب والاستياء من الانتداب البريطاني آنذاك، الذي مهّد الطريق للعصابات الصهيونية ( الهاغاناه، شتيرن...الخ )، الأمر الذي توج باحتلال فلسطين من قبل هذه العصابات واقتلاع غالبية الشعب الفلسطيني من أرضه.

انتقل إلى بيروت عام 1944 للالتحاق بكلية الطب في الجامعة الأمريكية. تخرج طبيباً عام 1951. و من الجدير ذكره أنه كان طالباً ناجحاً ومتميزاً، عاش حياته الجامعية جامعاً بين الدراسة وهواياته في الرياضة وحب الفنون والموسيقى.

شكلت السنوات في الجامعة الأمريكية المرحلة التي تبلور فيها انتماؤه وفكره القومي، حيث تأثر بفكر أستاذه الكبير قسطنطين زريق الذي كان بمثابة الأب الروحي للفكر القومي العربي. كما كانت الجامعة الأمريكية ملتقى للشباب العرب الذين قدموا من مختلف الأقطار العربية يحملون همومهم وأحلامهم القومية المشتركة، حيث شاركوا في نشاطات جمعية العروة الوثقى، وهي جمعية ثقافية انتخب الدكتور حبش أميناً لهيئتها العامة عام 1950.

أما الحدث الجسيم الذي تخلل سنوات دراسته الجامعية فهو نكبة عام 1948 الذي كان منعطفاً تاريخياً ونقطة تحول في حياته، إذ قطع دراسته واندفع نحو فلسطين التي بدأت تسقط بلدة تلو الأخرى في يد العصابات الصهيونية. عمل كطبيب متدرب في مستوصف اللد حيث عالج الكثير من الجراح، لكن الجرح الكبير كان سقوط اللد واستشهاد شقيقته الكبرى في تلك الهجرة القاسية، تاركة وراءها ستة أطفال، كما تساقط المئات والآلاف من الفلسطينيين واقتلع شعباً بأكمله من الجذور. هكذا تحول الدكتور جورج حبش الذي لقب بالحكيم من طبيب وإنسان يمارس الحياة الطبيعية إلى مقاوماً وثائراً، وبعد سنوات من الدراسة والتنظيم واستلهاماً لفكر قسطنطين زريق وساطع الحصري قام جورج حبش مع مجموعة من الرفاق مثل وديع حداد، هاني الهندي، أحمد الخطيب، صالح شبل وحامد جبوري بتأسيس حركة القوميين العرب عام 1951، التي كانت تستهدف نهوض عربي شامل في المنطقة.

وقد لعب الدكتور جورج حبش ورفاقه دوراً قيادياً في المظاهرات الطلابية التي عمت لبنان في تلك الفترة. هذه المظاهرات الحاشدة التي جرت في أواخر تشرين أول عام 1951 تأييداً لموقف حكومة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد، التي قامت بإلغاء المعاهدة المصرية – البريطانية. وألهبت خطوة الوفد الشجاعة مشاعر الجماهير العربية ولقيت الدعم في معظم البلدان العربية وخاصة بلدان المشرق العربي.

ثم تابع الدكتور حبش النشاط السياسي في الأردن عام 1952، ومارس مهنة الطب هناك مع الدكتور وديع حداد، وأقاما عيادة وسط عمان وقدما علاجاً مجانياً للطبقة المسحوقة من أبناء المخيمات. وكانت هذه العيادة مركزاً للتعبئة والتوعية السياسية ونشر أفكار حركة القوميين العرب، حيث كان هناك هامشاً من الحريات في الأردن في ذلك الوقت. سرعان ما تعرض بعدها للملاحقة، مما أضطره للعمل السري والاختفاء لمدة عامين في الأردن، وبعدها انتقل إلى سوريا ليمارس نشاطه السياسي والجماهيري في دمشق.

الحدث الأبرز عام 1952 كان قيام الضباط الأحرار في مصر بإعلان الثورة على النظام الملكي، وبدأ المد القومي بالتنامي بدعم من الرئيس عبد الناصر وصولاً لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، الأمر الذي أعطى زخماً كبيراً لحركة القوميين العرب، حيث كانت هناك روابط متينة وعلاقة متميزة مع الرئيس عبد الناصر.

ومن المفارقات السياسية، أن الدكتور جورج حبش تعرض للمطاردة والملاحقة ومحاولات الاعتقال من قبل كل من الرجعية المعادية للوحدة، التي قامت بالانفصال عام 1961، ومن القوميين البعثيين الذين استطاعوا إسقاط الرجعية واستلام السلطة عبر ثورة آذار وذلك بسبب الخلافات التي نشبت بينهم وبين الناصريين، الذين قاموا بدورهم (أي الناصريون) بمحاولة انقلاب فاشلة، نتج عنها حملة إعتقالات ومحاكمات واعدامات، وكان د.حبش ممن أصدر البعثيون بحقهم حكم الإعدام بتهمة المشاركة مع الناصريين بمحاولة الانقلاب الفاشلة.

كانت هذه المرحلة الممتدة من 61-64 من المراحل البالغة الصعوبة والقاسية من نضاله السياسي ، إذ تميزت بطابعها السري، نتيجة اشتداد حملات المطاردة والملاحقة لاعتقاله، ترافق ذلك مع بداية حياته الزوجية، مما اضطره عام 1964 للانتقال سراً من دمشق إلى بيروت ومواصلة نضاله من هناك.

كان لهزيمة 1967 والكارثة الكبرى بسقوط القدس واحتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بالغ الأثر في نفس الدكتور جورج حبش، وكان لها أثراً كبيراً أيضاً في انحسار المد القومي بشكل عام، علماً أن نشاط حركة القوميين العرب كان قد شمل كافة الأقطار العربية من لبنان والأردن وسورية وصولاً لليمن والبحرين وليبيا. كما كانت الهزيمة سبباً في التحول الأيديولوجي من حركة قوميين عرب إلى حزب ماركسي لينيني دون أن يتعارض هذا التحول مع الانتماء القومي، حيث تم تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 وبدأ الإعداد الجدي للكفاح المسلح.

أعتقل عام 1968 في سوريا لمدة عام، ثم نفذت بعدها عملية اختطاف لتهريبه من السجن خطط لها ونفذها الدكتور وديع حداد. وعندما أصبح خارج السجن عام 1969 وجد نفسه أمام مؤامرة وانشقاق سياسي تنظيمي قام به نايف حواتمة.

انتقل إلى الأردن سراً عام 1969، حيث كانت مرحلة المقاومة الفلسطينية في الأردن، التي شهدت الكثير من المصادمات مع الجيش الأردني أدت إلى معارك ضارية في أيلول عام 1970 وخروج المقاومة الفلسطينية من عمان إلى أحراش جرش. وفي عام 1971، وبعد عام من الحياة القاسية وسط الأحراش تم تطويق القواعد الفدائية مما أدى إلى تغلب الجيش على المقاومة وخروج المقاتلين والقيادة إلى لبنان.

في العام 1972 تعرض لنوبة قلبية كادت تودي بحياته. وفي نفس العام استشهد الرفيق غسان كنفاني على يد الموساد، وكان للحادث وقع الصاعقة على الحكيم. وفي العام 1973 دارت معارك طاحنة مع الجيش اللبناني، وفي نفس العام تعرض الدكتور حبش لمحاولة اختطاف حيث قامت إسرائيل بخطف طائرة ميدل إيست اللبنانية كان يفترض وجود الحكيم على متنها، لكنه نجى منها بأعجوبة نتيجة لإجراء أمنى احترازي أتخذ باللحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة.

عام 1975 انفجر الوضع في لبنان بين القوى الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وبين الكتائب والقوى اللبنانية اليمينية المتعاونة مع إسرائيل تحت غطاء حرب أهلية طائفية، انتهت بكارثة أدت إلى دمار البلد واستشهاد أكثر من مائة ألف مواطن.

كان لاستشهاد الدكتور وديع حداد في ظروف غامضة عام 1978 أكبر الأثر على الحكيم، حيث فقد برحيله صديق ورفيق الدرب وقائداً بارزاً للشعب الفلسطيني.

تعرض الدكتور حبش عام 1980 لنزيف دماغي حاد، ولكنه استطاع بإرادته الصلبة أن يتغلب على المرض واستمر على رأس عمله يمارس مهماته كأمين عام للجبهة الشعبية حتى استقالته من الأمانة العامة للجبهة عام 2000.

عام 1982 توجت الحرب اللبنانية بالاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث صمدت المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ثمانون يوماً بوجه عدوان إسرائيلي شرس استخدمت فيه شتى أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً انتهت بحصار بيروت ورحيل المقاومة عن المدينة. وهنا توجهت القيادة الفلسطينية المتمثلة بياسر عرفات إلى تونس، أما الدكتور حبش فقد اختار دمشق كمقر جديد له وللجبهة الشعبية مع باقي الفصائل الفلسطينية لإيمانه العميق باستمرار النضال من إحدى بلدان الطوق مهما كانت الصعوبات.

في عام 1983 عقد المجلس الوطني فلسطيني بعد الخروج من بيروت دورته السادسة عشر في الجزائر، كان للحكيم فيه كلمة تاريخية أعلن فيها الإصرار على استمرار المقاومة بشتى الوسائل.

في عام 1986 تعرض لمحاولة اختطاف ثانية عندما أقدمت إسرائيل على خطف الطائرة الليبية الخاصة التي كان على متنها من دمشق إلى ليبيا، وكان من المفترض أن يعود على نفس الطائرة، لكنه أجّل سفره في اللحظات الأخيرة فنجا بأعجوبة.

عام 1987 اندلعت الانتفاضة الأولى داخل فلسطين مما جعل الدكتور جورج حبش يجند كل طاقاته لدعمها ومساندتها، وكان له دوراً بارزاً في إدارتها.

لقد أدهش الشعب الفلسطيني العالم كله وهو يواجه الجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح بحجارته وإرادته الصلبة، هذه الإرادة الحديدية للشعب الفلسطيني جعلت إسرائيل ولأول مرة تجلس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.

عام 1988 عقد المجلس الوطني دورته التاسعة عشر في الجزائر، والذي نتج عنه إعلان وثيقة الاستقلال. لكن حرب الخليج الثانية وما نتج عنها من انقسام في الصف العربي، وضرب العراق وحصاره، هيّأت الظروف المناسبة لطرح مبادرات التسويات الاستسلامية، فانعقد مؤتمر مدريد.

عاد إلى عمان عام 1990 بعد غياب عشرين عاماً للمشاركة في المؤتمر الشعبي لمساندة العراق أثناء حرب الخليج التدميرية.

بدأت الاتصالات السرية بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل بإشراف ورعاية أمريكية بعد مؤتمر مدريد عام 1991 ونتج عنها اتفاق أوسلو عام 1993.
لقد عارض الدكتور حبش بشدة تلك الاتفاقيات التي أدت إلى إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني في مرحلة لاحقة، إيماناً منه أن هذه الاتفاقيات لم تلب الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة فوق تراب فلسطين وعودة اللاجئين إلى وطنهم.

عام 1992 توجه إلى فرنسا للعلاج بعد موافقة الحكومة الفرنسية، لكن سرعان ما تحولت زيارة العلاج إلى قضية سياسية كبيرة. فقد تم احتجازه من قبل القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب ( DST ) تحت ضغط اللوبي الصهيوني حيث احتشد الآلاف من اليهود في ساحة المستشفى. وطلبت إسرائيل من فرنسا تسليمه لها، بينما أرادت الحكومة الفرنسية تحويله للقضاء بتهمة الإرهاب. لكن الدكتور حبش وزوجته هيلدا واجها هذا الموقف بتحد كبير وشجاعة نادرة.
إلا أنه غادر فرنسا وفشلت كل هذه المحاولات فشلاً ذريعاً، وذلك بسبب الضغوط الشعبية العربية ودور بعض الأنظمة الرسمية، وخاصة دور الجزائر الشقيق، حيث توجهت طائرة رئاسية جزائرية إلى فرنسا من أجل تأمين عودته وضمان سلامته.

بعد قيام السلطة الفلسطينية وعودة الكثير من القيادات الفلسطينية إلى أراضي السلطة الفلسطينية، ربط الدكتور حبش عودته إلى تلك المناطق بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، رغم المناشدات والرسائل الكثيرة التي وجهت له، رافضاً التخلي عن اللاجئين.

عام 2000 قدم استقالته من منصب الأمين العام للجبهة في المؤتمر السادس، فاتحاً بذلك فرصة لرفاق آخرين، معطياً بذلك المثل والنموذج للتخلي الطوعي عن المسؤولية الأولى، رغم تزامن هذه الاستقالة مع عدم رضاه على بعض المواقف السياسية التي اتخذتها الهيئات القيادية للجبهة آنذاك.

استمر الدكتور حبش يؤدي دوره الوطني والسياسي، فالاستقالة من الأمانة العامة للجبهة لم تكن تعني أبداً التخلي عن النضال السياسي الذي أمضى ما يزيد عن خمسين عاماً مكرساً حياته من أجله، فاستمر في تأدية هذا الدور، وخاصة في ظل الانتفاضة الثانية والمتواصلة، وبقي على تواصل دائم مع الهيئات القيادية للجبهة ومع كافة الفصائل الوطنية والمؤسسات والفعاليات الوطنية الفلسطينية والعربية، الرسمية منها والشعبية.

بعد استقالته وتحرره من ضغوط العمل اليومي كمسؤول أول للجبهة الشعبية، حدد الدكتور حبش لنفسه ثلاث مهام أساسية:
المهمة الأولى: كتابة تاريخ حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية وتجربته النضالية.

المهمة الثانية: العمل لتأسيس مركزاً للدراسات يعنى بقضايا النضال العربي، وفي مقدمتها الصراع العربي الصهيوني، ومحرضاً على ضرورة تعمق العقل الفلسطيني والعربي في محاولة الإجابة عن أسباب الهزيمة أمام المشروع الصهيوني، رغم ما تمتلكه الأمة العربية من طاقات بشرية وإمكانيات مادية هائلة.

والمهمة الثالثة: العمل من أجل إقامة نواة جبهة قومية هدفها حشد القوى القومية العربية من أجل التصدي لمسؤولياتها وتوحيد جهودها في هذه الظروف، وفي مقدمة مهامها في هذه المرحلة مواجهة عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ولا زال الدكتور جورج حبش يعمل بإرادة صلبة من أجل الأهداف التي نذر حياته من أجل تحقيقها.
_ نقلا عن موقع:الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين_
http://www.geocities.com/mared8m/abuali_4.gif
تحية لأبطال هذه الامة

أبويزيدأحمدالعزام
29/09/2007, 10:07 PM
http://www.palestine-studies.org/final/covers/arabic/75/9-a.jpg
انصحكم بقرائة الحوار, والحصول عليه,لمعرفة السيرة المشرفة لهذا البطل,الذي نذر نفسه في سبيل نصرة قضيته.
تحية

طه خضر
29/09/2007, 11:04 PM
في زمن كهذا قل أن تجد إنسان ملتزم بمبادئه ولا يحيد عنها قيد أنملة ..

هذا هو الحكيم الذي عرفناه عن قرب ..

جبل المبادئ قد رسى ... فطأطأت التلال رؤوسا !!

أبويزيدأحمدالعزام
29/09/2007, 11:37 PM
في زمن كهذا قل أن تجد إنسان ملتزم بمبادئه ولا يحيد عنها قيد أنملة ..

هذا هو الحكيم الذي عرفناه عن قرب ..

جبل المبادئ قد رسى ... فطأطأت التلال رؤوسا !!

الله الله يا اديبنا طه خضر ,احسنت الوصف,يشرفني ويسعدني مرورك وأطراءك الجميل لهذا البطل الذي كما قلت لم يحد عن مبادئه قيد انملة.
دمت مبدعا بقلمك الصادق دائما.
تحية عطرة:good:

معتصم الحارث الضوّي
30/09/2007, 12:22 AM
كان لهزيمة 1967 والكارثة الكبرى بسقوط القدس واحتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بالغ الأثر في نفس الدكتور جورج حبش، وكان لها أثراً كبيراً أيضاً في انحسار المد القومي بشكل عام، علماً أن نشاط حركة القوميين العرب كان قد شمل كافة الأقطار العربية من لبنان والأردن وسورية وصولاً لليمن والبحرين وليبيا. كما كانت الهزيمة سبباً في التحول الأيديولوجي من حركة قوميين عرب إلى حزب ماركسي لينيني دون أن يتعارض هذا التحول مع الانتماء القومي، حيث تم تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 وبدأ الإعداد الجدي للكفاح المسلح.

[/QUOTE]

الأخ الكريم أبا هاجر
شكرا جزيلا لهذا الموضوع المهم ، و ليتك تنقل لنا نص الحوار الشامل مع الأستاذ جورج حبش إذا توفر لديك إلكترونياً . من ناحية أخرى ، فإن المقولة المُبرزة باللون الأحمر تخالف الواقع ، فقد أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عقب نكسة 1967 استلهامها مبادئ الماركسية - اللينينية " دليلاً و مرشداً للعمل " ، مما يعني ضرورة تطبيق مقولات المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية في تحليل الطروحات الفكرية و السياسية للحركة الناشئة ، و يستدعي بالضرورة القطيعة مع الطروحات الرئيسة للخط القومي الوحدوي ممثلاً في كتابات مؤدلجيه المعروفين مثال قسطنطين زريق و ساطع الحصري و أحمد ميشيل عفلق .. إلخ .

مع فائق التقدير

أبويزيدأحمدالعزام
30/09/2007, 12:38 AM
شكرا لمرورك استاذنا الكبير معتصم الحارث الضوي,, بالنسبة للحوار فالكتاب موجود عندي, لم اجده الكترونيا ابدا احببت ان ارفقه بالموضوع لكني لم اجده فأرفقت صورة الكتاب من صفحات الانترنت لأنه للبيع فقط وهو مؤلف من 121صفحة. حقوقه محفوظة لمؤسسة الدراسات الفلسطينية.
تحية طيبه افرحني مرورك جدا

أبويزيدأحمدالعزام
30/09/2007, 11:19 AM
لأخ الكريم أبا هاجر
شكرا جزيلا لهذا الموضوع المهم ، و ليتك تنقل لنا نص الحوار الشامل مع الأستاذ جورج حبش إذا توفر لديك إلكترونياً . من ناحية أخرى ، فإن المقولة المُبرزة باللون الأحمر تخالف الواقع ، فقد أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عقب نكسة 1967 استلهامها مبادئ الماركسية - اللينينية " دليلاً و مرشداً للعمل " ، مما يعني ضرورة تطبيق مقولات المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية في تحليل الطروحات الفكرية و السياسية للحركة الناشئة ، و يستدعي بالضرورة القطيعة مع الطروحات الرئيسة للخط القومي الوحدوي ممثلاً في كتابات مؤدلجيه المعروفين مثال قسطنطين زريق و ساطع الحصري و أحمد ميشيل عفلق .. إلخ .
ــــــــــــــــــــــــ
اعتقد انك اصبت استاذ معتصم

أبويزيدأحمدالعزام
18/10/2007, 08:48 PM
فيما يلي بعض الكلمات المأثورة للدكتور جورج حبش:
تستطيع طائرات العدو أن تقصف مدننا ومخيماتنا وتقتل الاطفال والشيوخ والنساء ولكن لا تستطيع قتل إرادة القتال فينا

لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه

أنا مسيحي الديانة ، اسلامي التربية، اشتراكي الفكر

لا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها
:good:

حـــاتم ســــــالم
03/11/2007, 12:00 PM
فى
زمن الردة
والانهزام بعد العام 48
خرج جورج حبش مع زملائه
ليرفعوا العار الذى لحق بالامة جراء
خيانة قادتها فكانت حركة القوميين العرب
هى نتاج الثأر لشباب الثأر التى انضم لها كل شباب
العرب المقاتل ، وبقي حبش وحتى وهو يصارع
المرض لحتى الان مثالا لرجال المبادئ
اصحاب البوصلة التى تشير
الى الطريق
الصحيح

الف شكر لك ابا هاجر على هذا الموضوع الهام

أبويزيدأحمدالعزام
03/11/2007, 02:10 PM
فى
زمن الردة
والانهزام بعد العام 48
خرج جورج حبش مع زملائه
ليرفعوا العار الذى لحق بالامة جراء
خيانة قادتها فكانت حركة القوميين العرب
هى نتاج الثأر لشباب الثأر التى انضم لها كل شباب
العرب المقاتل ، وبقي حبش وحتى وهو يصارع
المرض لحتى الان مثالا لرجال المبادئ
اصحاب البوصلة التى تشير
الى الطريق
الصحيح

الف شكر لك ابا هاجر على هذا الموضوع الهام
صدقت يا اخ حاتم واشكر لك مرورك العطر فلم يثنيه مرض او اي شيء على مواصلة رسالته وكفاحه.

تيسير نظمي
03/11/2007, 02:33 PM
الرفيق جورج حبش لا خلاف على مكانته لكن الخلاف اليوم على الجبهة نفسها وتذبذب مواقفها
الرفيق أحمد سعدات لا خلاف عليه ولكن لخلاف اليوم على الجبهة نفسها وتذبذب مواقفها

أبويزيدأحمدالعزام
13/11/2007, 10:49 AM
الرفيق جورج حبش لا خلاف على مكانته لكن الخلاف اليوم على الجبهة نفسها وتذبذب مواقفها
الرفيق أحمد سعدات لا خلاف عليه ولكن لخلاف اليوم على الجبهة نفسها وتذبذب مواقفها
الموضوع عن حياة الدكتور المناضل جورج حبش وسيرته الذاتية,فقط لا اكثر,عموما اشكر لك هذا المرور.
تحية

هداية الحاج
17/12/2007, 09:44 PM
جورج حبش وما ادراك من هو جورج حبش....
مثال صارخ لعزيمة رجال. رجال بالمعنى الحقيقي للرجولة، فلسطين هي ابعد واقرب شيء اليهم .
قارئ التاريخ موقن جدّا من تلك الحقيقة التي ثار عديدون كي تبقى نصب اعيننا .
وكما يقول ناجي العلي :"الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة "
تحياتي لك

أبويزيدأحمدالعزام
17/12/2007, 10:01 PM
جورج حبش وما ادراك من هو جورج حبش....
مثال صارخ لعزيمة رجال. رجال بالمعنى الحقيقي للرجولة، فلسطين هي ابعد واقرب شيء اليهم .
قارئ التاريخ موقن جدّا من تلك الحقيقة التي ثار عديدون كي تبقى نصب اعيننا .
وكما يقول ناجي العلي :"الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة "
تحياتي لك
الاخت هداية ماأجمل مرورك وما اجمل مابحت به بالفعل الدكتور المناضل جوروج حبش مثال صارخ لعزيمة الرجال,اشكر لك هذا التعليق الجميل والمرور الكريم.
تحية

أبويزيدأحمدالعزام
28/01/2008, 10:58 PM
وفاته:
توفي مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والزعيم الفلسطيني التاريخي الدكتور_ جورج حبش ,السبت 26-1-2008، في عمان حيث كان يقيم منذ سنوات عدة,وكان يعاني من المرض منذ سنوات عدة، واختار الأردن مقرا له, وهو البلد الذي تنتمي إليه زوجته.
رحمك الله ايها البطل,إنا لله وإنا اليه راجعون.

أبويزيدأحمدالعزام
28/01/2008, 10:58 PM
وفاته:
توفي مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والزعيم الفلسطيني التاريخي الدكتور_ جورج حبش ,السبت 26-1-2008، في عمان حيث كان يقيم منذ سنوات عدة,وكان يعاني من المرض منذ سنوات عدة، واختار الأردن مقرا له, وهو البلد الذي تنتمي إليه زوجته.
رحمك الله ايها البطل,إنا لله وإنا اليه راجعون.

طه خضر
28/01/2008, 11:10 PM
قيل على لسان المناضل الاممي المعروف كارلوس بعد أن غدر به الأعراب وسلـّموه إلى فرنسا وهو المناضل الأول والمدافع عن الحقوق العربيّة التي فرط بها الكثير ممن نصـّبوا أنفسهم حرسا عليها قيل على لسانه بعد الغدر به واعتقاله :

لو كان صديقي جورج حبش بصحة جيدة لما مكثت في الاعتقال ساعة واحدة!!

طه خضر
28/01/2008, 11:10 PM
قيل على لسان المناضل الاممي المعروف كارلوس بعد أن غدر به الأعراب وسلـّموه إلى فرنسا وهو المناضل الأول والمدافع عن الحقوق العربيّة التي فرط بها الكثير ممن نصـّبوا أنفسهم حرسا عليها قيل على لسانه بعد الغدر به واعتقاله :

لو كان صديقي جورج حبش بصحة جيدة لما مكثت في الاعتقال ساعة واحدة!!

عبدالله العبادي
28/01/2008, 11:48 PM
مات جورج حبش ومات .......ومات مناظلون كثر ولكن لن تموت القضايا التي ناظلوا من اجلها
رحمهم الله جميعا ,لن ينساهم التاريخ
المجد للرجال
تحية

عبدالله العبادي
28/01/2008, 11:48 PM
مات جورج حبش ومات .......ومات مناظلون كثر ولكن لن تموت القضايا التي ناظلوا من اجلها
رحمهم الله جميعا ,لن ينساهم التاريخ
المجد للرجال
تحية

الدكتور أسعد الدندشلي
29/01/2008, 01:46 AM
عندما يهوي المارد، لا ينحني !
كان الحكيم رمزا نضاليا وسيبقى! ولا عجب وهو على فراش الموت كان يوصي زوجته ومن حوله على السرير أن يكونوا أمناء على القضية: وتلك كانت كلمة السيدة زوجته عندما نعته لفلسطين والشعب العربي، فلنكن أمناء على الوصية، وليبقى وجه جورج ناصعا مخضبا بالكفاح الطويل المرير ولكنه نضال الشرفاء الذين لا يقهرون...وسنبقى أوفياء بإذن الله
شكرا من الأعماق على الموضوع وعلى المجهود
ومع محبتي واحترامي وتقديري
د.أسعد الدندشلي

الدكتور أسعد الدندشلي
29/01/2008, 01:46 AM
عندما يهوي المارد، لا ينحني !
كان الحكيم رمزا نضاليا وسيبقى! ولا عجب وهو على فراش الموت كان يوصي زوجته ومن حوله على السرير أن يكونوا أمناء على القضية: وتلك كانت كلمة السيدة زوجته عندما نعته لفلسطين والشعب العربي، فلنكن أمناء على الوصية، وليبقى وجه جورج ناصعا مخضبا بالكفاح الطويل المرير ولكنه نضال الشرفاء الذين لا يقهرون...وسنبقى أوفياء بإذن الله
شكرا من الأعماق على الموضوع وعلى المجهود
ومع محبتي واحترامي وتقديري
د.أسعد الدندشلي

أبويزيدأحمدالعزام
30/01/2008, 12:25 AM
عندما يهوي المارد، لا ينحني !
كان الحكيم رمزا نضاليا وسيبقى! ولا عجب وهو على فراش الموت كان يوصي زوجته ومن حوله على السرير أن يكونوا أمناء على القضية: وتلك كانت كلمة السيدة زوجته عندما نعته لفلسطين والشعب العربي، فلنكن أمناء على الوصية، وليبقى وجه جورج ناصعا مخضبا بالكفاح الطويل المرير ولكنه نضال الشرفاء الذين لا يقهرون...وسنبقى أوفياء بإذن الله
شكرا من الأعماق على الموضوع وعلى المجهود
ومع محبتي واحترامي وتقديري
د.أسعد الدندشلي
دكتور اسعد اشكر لك هذا المرور وان شاء الله سنبقى امناء على الوصية ونفدي ارواحنا في سبيل قضيتنا.
تحية

حـــاتم ســــــالم
30/01/2008, 09:30 AM
http://www.watan.com/upload/Habash1.jpg

قال الدكتور ماهر الطاهر بكلمة أكد فيها على التمسك بالثوابت الوطنية، والوحدة الوطنية الفلسطينية، والإصرار على الكفاح المسلح حتى التحرير. وروى بعض تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمعه مع حبش في اليوم السابق لوفاته، وذلك داخل غرفة الإنعاش في مستشفى الأردن قائلا إنه زار الحكيم وغادره بعد بضع دقائق مكتفيا بأن حياه بإشارة من يده حتى لا يرهقه، ورد عليه الحكيم بإشارة مماثلة، ثم غادر الغرفة ليتبعه أحد الأطباء ويخبره بأن الحكيم يطلبه، فعاد للغرفة مجددا، ليسأله الحكيم "ما الأخبار في غزة..؟". فأجابه بأن الأمور جيدة..سأله الحكيم ثانية ماذا يعني بجيدة..؟ما الذي يجري..؟ فأخبره أن الناس اقتحموا معبر رفح باتجاه الأراضي المصرية، فأبدى الحكيم سروره لذلك قائلا "ممتاز.ممتاز..ممتاز"، وأضاف "سيأتي يوم تهدم فيه كل الحدود التي صنعتها اتفاقية سايكس بيكو".

أبويزيدأحمدالعزام
30/01/2008, 09:49 PM
السيد حاتم سالم: لك اجمل تحية مني على هذه الاضافة الرائعة في سيرة هذا البطل حتى وهو على فراش الموت قلبه ينبض بالثورية والوطنية,رحمه الله.

هري عبدالرحيم
30/01/2008, 10:50 PM
قيل على لسان المناضل الاممي المعروف كارلوس بعد أن غدر به الأعراب وسلـّموه إلى فرنسا وهو المناضل الأول والمدافع عن الحقوق العربيّة التي فرط بها الكثير ممن نصـّبوا أنفسهم حرسا عليها قيل على لسانه بعد الغدر به واعتقاله :

لو كان صديقي جورج حبش بصحة جيدة لما مكثت في الاعتقال ساعة واحدة!!

الأخ الكريم طه خضر
ولو أن الموضوع عن القائد البطل جورج حبش،ملهم الثوار والمطالبين بالحق المغتصب،فإني وجدتُ في مداخلتك ما يستوقفني ،حيث وضعتَ كارلوس في خانة المناضلين والمساعدين للقضية العربية،فقط أريدك أخي أن تصحح لي معلوماتي البسيطة،وتستعرض لنا بعضا من تجليات هذا المناضل الذي ومنذ صغري أعتبره مجرما مرتزقا .
وأستسمح تدخلي.

هري عبدالرحيم
31/01/2008, 04:21 AM
http://i34.servimg.com/u/f34/10/05/89/00/15801613.jpg

ثلاثة زعماء أيام عز لم تدم طويلا بسبب تخاذل العرب.
(معمر القذافي يتوسط الراحل أبو عمار ياسر عرفات والراحل جورج حبش).

أبويزيدأحمدالعزام
31/01/2008, 08:28 AM
السيد هري عبد الرحيم,,بالفعل رحم الله ايام العزم والرجال الاشداء, نحن نعيش الان في زمن تخاذل وصمت وضعف زمن لا نستطيع حتى ان نقول فيه كلمة لا.
تحياتي وشكرا لك على هذه المداخلة.

حـــاتم ســــــالم
31/01/2008, 01:55 PM
http://www.pflp.ps/img/syria/syria.jpg

د.جورج حبش..ضمير فلسطين ورمز وحدتها الوطنية
بقلم: د. ماهر الطاهر
عضو المكتب السياسي
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
مسؤول قيادتها في الخارج
في مساء يوم حزين السبت 26/1/2008 وفي قلب العاصمة الأردنية – عمان توقف عن الخفقان قلب رجل كبير كان من أصدق الرجال وأخلص الرجال وأصلب الرجال الدكتور جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب قبل ستة عقود ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل أربعة عقود.
آخر الكلمات التي سمعتها منه في غرفة العناية المشدّدة في مستشفى الأردن قبل يوم من رحيله وكان في كامل وعيه السؤال عن أخبار قطاع غزة والحصار المفروض على أهلنا هناك، ولما أخبرته أن الناس قد اقتحمت المعبر ابتسم قائلاً: سيأتي اليوم الذي تزول فيه الحدود بين الدول العربية ويتحقق حلم الوحدة.
بقلوب يعتصرها الحزن والألم تودع فلسطين والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم كله القائد الرمز المناضل الفلسطيني والقومي العربي الكبير جورج حبش الذي أفنى عمره وحتى آخر لحظة من حياته في خدمة قضية شعبه وأمته وفي خدمة قضية الحرية في العالم أجمع.
بقي قابضاً على المبادئ كالقابض على الجمر، رغم كل الظروف والعواصف والتحولات.
غادر موقعه كأمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمحض إرادته لأنه آمن بالديمقراطية والتجديد وأصر على ترك موقعه رغم مطالبة رفاقه له بالبقاء.
غادر موقعه ولم يغادر مواقفه ومبادئه وقناعاته، وبقي يقدم النصيحة والمشورة حتى آخر لحظة من حياته، وكانت وصيته التمسك بالمبادئ ومواصلة النضال والمقاومة وتحقيق الوحدة الوطنية كشرط للانتصار وتحرير فلسطين.
في هذه السطور نقدم لمحة موجزة عن هذا القائد الفلسطيني والعربي الذي شكلت قضية فلسطين والوحدة العربية هاجسه اليومي منذ النكبة عام 1948 وحتى لحظة رحيله.
الميلاد والنشأة والتكوين:
- ولد جورج حبش في الأول من آب عام 1925 في مدينة اللد.
- بدأ دراسته في المدرسة الإنجيلية في نفس المدينة، وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة اللد الحكومية، وبقي فيها حتى إكمال المرحلة الابتدائية.
- تابع قسماً من دراسته الثانوية في المدرسة الأرثوذكسية في مدينة يافا، لأنه لم يكن في اللد ما يتجاوز دراسة المرحلة الابتدائية.
- واصل استكمال دراسته الثانوية في القدس، حيث لم تكن المدرسة الأرثوذكسية في يافا تشمل المرحلة الثانية بكاملها.
- أنهى دراسته الثانوية عام 1942 ونجح بتفوق.
- بعد حصوله على الشهادة الثانوية مارس التدريس لمدة عامين في يافا، بنفس المدرسة التي تعلم فيها.
- في عام 1944 التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، لدراسة الطب.
- تأثر كغيره من أبناء فلسطين ومنذ الصغر بالأحداث السياسية التي مرت في بلاده.
- تأثر بشكل خاص بالإضراب الكبير عام 1936، والثورة المسلحة أعوام 1936 – 1939.
- أحدث قرار التقسيم عام 1947 صدمة كبيرة في نفسه، ولم يكن يتصور أن من حق أحد أن يقسم وطنه ويحرمه من أرضه، أرض الآباء والأجداد عبر آلاف السنين.
- بعد قرار التقسيم أصبح تفاعله وتأثره بالأحداث السياسية أبعد مدى وأكثر عمقاً.
- في عام 1948، بدأت قوافل من الفلسطينيين الذين طردتهم عصابات شتيرن والهاجاناه بالتدفق على لبنان ومعظمهم كان من شمال فلسطين.
- لا يمكن أن ينسى الحالة المأساوية التي كان عليها أبناء فلسطين، ولا زال يتذكر بعض النشاطات التي قام بها ضمن مجموعات من الطلاب، حاولت أن توفر للناس بعض المتطلبات الدنيا للعيش من غذاء وكساء.
- مع انتهاء السنة الدراسية في صيف عام 1948، وجد أنه لا يستطيع البقاء في بيروت رغم طلب أهله وأصدقائه، فتوجه إلى فلسطين عن طريق شرق الأردن، لأن طريق الناقورة أصبحت غير سالكة.
- من شرق الأردن – عمان ذهب إلى بيت والده الذي بدأ حياته العملية في بيع بعض البضائع في القرى المحيطة بمدينة اللد، لكن ومع الوقت تحسنت أوضاعه، وافتتح محلاً تجارياً في يافا وفي القدس.
- في الأيام التي سبقت احتلال مدينة اللد، لازال يذكر أن الثوار الفلسطينيين المدافعين عن وطنهم كانوا يتصدون لجيش الهاجاناه، ويدافعون عن اللد من الأطراف.
- كانت صدمته كبيرة عندما عرف أن اللد قد سقطت في أيدي القوات الصهيونية، ولم يكن قادراً على تصور ذلك. وتساءل مع كل الناس: أين الجيوش العربية؟
- يذكر أنه بعد أيام قليلة من احتلال اللد، ألقيت قنبلة على العصابات الصهيونية، فاتخذ هذا الحادث ذريعة للهجوم على بعض الناس المجتمعين في مسجد المدينة، وقتل عدد منهم.
- في تلك الفترة عمل جورج حبش في مركز للإسعاف، ولم يكن يعرف ماذا حل بأهله، وأهله لا يعرفون ماذا حل به.
- فوجئ بإحدى قريباته التي تمكنت من الوصول إلى مركز الإسعاف تطلب منه ضرورة الحضور للقاء مع شقيقته.
- كان يعرف أن شقيقته الكبرى مصابة بمرض التيفوئيد، واستطاع أن يستنتج أنها على الأرجح قد فارقت الحياة.
- اضطر أن يتحرك إلى بيت أخته، وفي الطريق لازال يذكر صور الكثير من جثث المدنيين العزل من السلاح ممن يعرف بعضهم، والذين قتلوا على أيدي الصهاينة.
- بعد وصوله إلى البيت علم أن شقيقته قد توفيت، وأن أهله اضطروا لدفنها في حديقة البيت بسبب استحالة الوصول إلى المقبرة.
- أثناء وجوده مع أهله في البيت تأتي مجموعة من الجنود الصهاينة وتطالبهم بمغادرة المنزل دون أن يعرفوا إلى أين ولماذا؟ وفي الطريق هناك جنود جالسون يشيرون لهم كيف يسيروا، حتى وجدوا أنفسهم خارج مدينة اللد.
- لا زال يذكر ذلك اليوم الحار جداً، من شهر رمضان المبارك، حيث كان بعض كبار السن غير قادرين على مواصلة السير بسبب العطش.
- كانت عصابات الهاجاناة تفتش الناس الخارجين من اللد، يسلبون النساء جواهرهن، الناس تشعر بالخوف والضياع، الأطفال يصرخون، الشيوخ يلهثون، أي إنسان يقاوم التفتيش يتعرض للرصاص.
- لا زال جورج حبش يذكر ابن الجيران الذي حاول مقاومة التفتيش فأردي قتيلاً.
- شقيقة ابن الجيران الذي قتل تفارق الحياة بنوبة قلبية حزناً عليه.
- مآسي عديدة لا يمكن وصفها ستبقى شاهداً على همجية وفاشية الصهاينة.
- وصل جورج حبش مع أهله إلى رام الله، وأقاموا هناك.
- كانت الناس تتلقف الأخبار، وتعتقد أنها لا بد أن تعود خلال أيام أو أسابيع.
- كان شعور الناس هل معقول أن يتركنا العالم ويصمت على هذه الجريمة، وهل معقول أن تتخلى عنا الجيوش العربية؟.. لا يمكن تصور ذلك ولا بد أننا سنعود خلال أسبوع أو أسبوعين.
- أسئلة كثيرة كانت تدور بذهن جورج حبش في تلك اللحظات. وكان يسترجع بعض كلمات الأساتذة الأمريكيين، في الجامعة الأمريكية في بيروت، عن الحرية والكرامة، وحقوق الإنسان. وكان يتساءل: هل من المعقول أن كل الأشياء التي كنا نسمعها خدعة وأكاذيب؟
- بعد النكبة، عاش جورج حبش صراعاً نفسياً حاداً بين إكمال الدراسة، أو التوقف عنها، انتهى بإكمال الدراسة بناءً على إلحاح والدته بشكل خاص، التي كانت تحلم أن تراه طبيباً.
- عاد إلى الجامعة، لكن جل تفكيره واهتمامه ومشاعره، انصبت حول المأساة التي حصلت.
الحياة السياسية والنضالية:
- لقد ترك احتلال القسم الأكبر من فلسطين آثاراً عميقة في تفكير جورج حبش، وكانت مشاعره تتأجج بالغضب والتحدي، وضرورة الرد على ما حصل.
- كانت جمعية العروة الوثقى في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1949، منتدى يهتم باللغة والآداب، حولته مجموعة من الشباب، من ضمنهم جورج حبش إلى منتدى للنشاط السياسي والفكري. ومن خلال بعض النشاطات، حاول الشباب العربي الإجابة على أسئلة تفسر ما حصل في فلسطين.. وكيف حصل؟ وما هو الرد؟
- يذكر جورج حبش أنه تم تنظيم سلسلة من الندوات، تحدث بها كبار المتحدثين، ويتذكر منهم الشاعر العربي الكبير عمر أبو ريشة.
- كان الشباب العربي في تلك الفترة، يعاني حالة من التمزق والغضب، والبحث عن طريقة للرد.
- كانت مشاعر جورج حبش وقناعاته، تتبلور باتجاه أن العنف هو الطريق الوحيد لاسترداد الحق، ومن هنا كان تحركه مع مجموعة صغيرة من الشباب العرب، المتواجدين في سوريا ولبنان والمشرق العربي لتشكيل "كتائب الفداء العربي".
- قامت كتائب الفداء العربي ببعض العمليات في ذلك الوقت، وضرب بعض المؤسسات الصهيونية في الوطن العربي.
- انكشف تشكيل "كتائب الفداء العربي".
- بدأت تتبلور لدى جورج حبش فكرة وأهمية العمل من خلال الجماهير، وبين صفوفها، وهذا ما قاد إلى بداية التفكير بتأسيس حركة القوميين العرب.
- في بداية عام 1951، تخرج جورج حبش من الجامعة. وبدأ مع الشباب يفكر، وماذا بعد؟ وصلوا إلى حل أن يبقى في الجامعة الأمريكية ويعمل على محاولة التدريس بها بهدف الاستمرار في تعبئة وتنظيم الشباب العربي.
- في يوم من الأيام، وعندما كان معيداً في الجامعة، تم التخطيط لعمل مظاهرة، فأحيطت الجامعة بالإجراءات الأمنية، وأغلقت أبوابها لمنع المظاهرة. وكانت الطريقة الوحيدة للتحدي والنجاح أن ينزل جورج حبش والشهيد وديع حداد،وغيرهم ويغلقوا الباب بالقوة.
- عرفت إدارة الجامعة أن أحد أساتذتها يحرض الطلاب على التظاهر ويخلع باب الجامعة، فبادر جورج حبش وقد استقالته.
- بعد الاستقالة، تم الاتفاق أن يغادر جورج حبش إلى عمان لافتتاح عيادة، وبعد فترة يلحق به وديع حداد.
- في عمان افتتح جورج حبش عيادة طبية.
- أصبح الأردن هو المركز الذي يشرف من خلاله، جورج حبش، على أنوية حركة القوميين العرب، التي بدأت تتشكل في لبنان وسوريا والخليج والعراق.
- في الأردن تم التفكير بضرورة شق مجرى للعمل بين الجماهير، من خلال بعض الوسائل وأهمها:
* العيادة المجانية.
* العمل في أحد نوادي الشباب.
* مدرسة لمكافحة الأمية.
* إصدار مجلة أطلق عليها اسم مجلة الرأي.
- تابع جورج حبش، هذه النشاطات في الأردن، بنفس الوقت الذي أشرف فيه على النشاطات الأخرى في لبنان والكويت وسوريا والعراق.
- انتقل جورج حبش إلى دمشق ثم غادر إلى الأردن.
- وبعد عودته جرت انتخابات نيابية، شارك فيها جورج حبش ومجموعة من أعضاء الحركة وأصدقائها بهدف الاتصال مع حركة الجماهير، وحصل جورج حبش على أصوات أكثر مما كان يتوقع، رغم أنه لم ينجح في الانتخابات.
- في عام 1956، عقد المؤتمر التأسيس الأول في الأردن، وتم اختيار اسم حركة القوميين العرب. وحضر المؤتمر مندوبين عن: لبنان، العراق، سوريا، الأردن، الكويت، وفلسطين.

- بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا وتصاعد المد الناصري والتفاف الجماهير العربية حول قيادة عبد الناصر، طرح بعض مسؤولي الحركة سؤالاً حول مبرر استمرار وجود الحركة.
- جورج حبش مثل وجهة نظر، أكدت على ضرورة وأهمية تنظيم حركة الجماهير عبر إطار سياسي. وأن عبد الناصر يمثل القيادة الرسمية للجماهير العربية، والحركة واجبها تنظيم وتعبئة هذه الجماهير للنضال من أجل تحقيق الشعارات التي رفعها عبد الناصر.
- غادر جورج حبش الأردن بصورة إلى دمشق لتحديد الموقف، ومتابعة قيادة أوضاع الحركة، ورسم برنامج المستقبل بطموحاته الكبيرة.
- في صيف 1959 تم تأسيس أنوية لحركة القوميين العرب في ليبيا والسودان واليمن بشطريه الشمالي والجنوبي، ومناطق أخرى من الخليج العربي.
- عام 1961 وقع الانفصال، وانفك عقد الوحدة بين مصر وسوريا. فقامت المظاهرات والتحركات الجماهيرية المطالبة بإعادة الوحدة، وإسقاط الانفصال. ولعبت الحركة دوراً في تحريك الشارع العربي، وبشكل خاص في سوريا.
- في هذه الفترة تم اعتقال جورج حبش ثم أفرج عنه.
- عام 1963، حصل انقلاب جاسم علوان في دمشق، والذي كان يستهدف إعادة الوحدة الفورية مع مصر، وكان جورج حبش أحد المتهمين بالتخطيط لهذا الانقلاب.
- اختفى جورج حبش لمدة تسعة شهور، غادر بعدها إلى لبنان لقيادة عمل حركة القوميين العرب.
- بداية عام 1964، غادر جورج حبش إلى القاهرة، لمقابلة الرئيس عبد الناصر، وتكونت بينهما علاقات صداقة ومودة.
- طرح جورج حبش على الراحل الكبير عبد الناصر، موضوع الكفاح المسلح في جنوب اليمن، والكفاح المسلح في فلسطين، ودار نقاش طويل حول الموضوعين كانت نتيجته بدء الكفاح المسلح في جنوب اليمن الذي انتهى بطرد القوات البريطانية، وكذلك الاتفاق على بدء الإعداد للكفاح المسلح الفلسطيني على أن تتم عملية التنفيذ في اللحظة المناسبة.
- عام 1967 وقع زلزال الخامس من حزيران، وكانت الصدمة الكبيرة والتحول النوعي العميق في فكرة جورج حبش.
التطور الفكري والسياسي (الثوابت والتحولات):
- شكلت هزيمة الخامس من حزيران نقطة تحول عميقة في مسار تفكير جورج حبش، وحركة القوميين العرب، وحصل على ضوء هذه الهزيمة أكبر تطور فكري في ذهن جورج حبش.
- كان جورج حبش بعد تجربة الانفصال عام 1961، وسقوط تجربة الوحدة بين مصر وسوريا، قد بدأ يفكر بأهمية القضية الطبقية، أي تبني الاشتراكية العلمية، وأهمية العمل الوطني ضمن الإطار القومي. لكن هذا التفكير لم يتبلور بصورة واضحة إلا بعد هزيمة حزيران التي بلورت العديد من القضايا السياسية والنظرية في ذهن جورج حبش خلاصتها وأهمها:
1- أهمية الفكر الثوري، والمسألة الاجتماعية الطبقية.
2- الإطار القومي للنضال العربي لا يجوز أن يغيب أهمية وإبراز النضال الوطني والشخصية الوطنية الفلسطينية.
3- إن الجماهير المنظمة والمعبئة هي وحدها صانعة التاريخ، وهي الأساس في معركة التحرير.
4- أهمية وضرورة العنف والكفاح الجماهيري المسلح كأرقى شكل من أشكال النضال، في مواجهة العدو الصهيوني.
5- ترابط حلقات النضال الثلاث: الفلسطينية، والعربية، والأممية.
- هذه الموضوعات والاستخلاصات النظرية والسياسية، التي بلورتها الهزيمة هي التي مهدت لنشوء وتكون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
- بعد هزيمة حزيران تم البدء والإعداد لتأسيس الجبهة. وفي الحادي عشر من كانون أول عام 1967 تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا المنعطف لم يكن يعني انتهاء قناعات جورج حبش فيما يتعلق بالقضية القومية والوحدة العربية، ولكن التركيز والاهتمام أصبح منصباً على العمل الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية التي ستلعب دوراً أساسياً في تحقيق الوحدة.
- لقد شكل تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انطواء مرحلة في عمل ونضال حركة القوميين العرب وبداية مرحلة جديدة.
- في آذار 1968، اعتقل جورج حبش في سوريا، وشكل له هذا الاعتقال فرصة ثمينة لتكثيف مطالعاته.
- ونجح في الهروب من السجن في سوريا، من خلال عملية دقيقة خطط لها الشهيد وديع حداد، وغادر إلى لبنان، ثم سافر إلى القاهرة، حيث قابل الرئيس الراحل عبد الناصر للمرة الأولى بعد هزيمة الخامس من حزيران.
- جرى عتاب بين عبد الناصر وجورج حبش، بسبب نقد بعض جوانب التجربة الناصرية، وأوضح جورج حبش موقفه وقناعاته المبدئية. وجرى الاتفاق على ضرورة استمرار التعاون ودعم المقاومة الفلسطينية المسلحة.
- وقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر موقفاً مبدئياً في دعم الكفاح المسلح الفلسطيني وقال لجورج حبش سأكون مع أي مناضل يقاتل ضد إسرائيل.
- كان عام 1972 من الأعوام الصعبة بالنسبة لجورج حبش، حيث أصيب بأزمة قلبية حادة، وفوجئ باغتيال رفيقه غسان كنفاني.
- في آب 1973 يقوم الطيران الحربي الإسرائيلي، بمحاولته الأولى لاختطاف طائرة الميدل إيست المتوجهة من بيروت إلى بغداد، والتي كان يفترض أن يكون على متنها جورج حبش، لكن جنرالات إسرائيل وعلى رأسهم موشي دايان يصابون بخيبة أمل عميقة. حيث تم إجبار الطائرة على الهبوط في أرض فلسطين، لكن جورج حبش لم يكن على متنها.
- في عام 1975، واجه جورج حبش الحرب الأهلية في لبنان. أكد جورج حبش على ضرورة أن يكون التحالف الفلسطيني – الوطني اللبناني بقيادة الحركة الوطنية، وليس العكس.

- في عام 1978 تقوم إسرائيل/ بمحاولة اجتياحها الأولى للجنوب اللبناني، ويعطي جورج حبش التعليمات للقيادة العسكرية للجبهة بالصمود والتصدي للعدوان، وعدم الانسحاب من مدينة صور مهما كانت النتائج.
- في عام 1979 تقوم إسرائيل، بمحاولة اجتياحها الأولى للجنوب اللبناني، ويعطي جورج حبش التعليمات للقيادة العسكرية للجبهة بالصمود والتصدي للعدوان، وعدم الانسحاب من مدينة صور مهما كانت النتائج.
- في عام 1979، بدأ جورج حبش بالإعداد للمؤتمر الوطني الرابع للجبهة الشعبية وأنجز التقرير السياسي للمؤتمر.
- في عام 1980 أصيب جورج حبش بأزمة صحية وأجريت له عملية جراحية في الدماغ كان من مضاعفاتها أصابته بالشلل النصفي.
- خضع لعناية طبية مكثفة، اشترك فيها الطاقم الطبي للرئاسة الجزائرية وأرسل له الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي ربطت جورج حبش به، صداقة عميقة أرسل له طائرة نقلته من بيروت إلى دمشق ثم إلى الخارج لتلقي العلاج.
- في نيسان 1981، تم انعقاد المؤتمر الوطني الرابع للجبهة الشعبية بعد شفاء جورج حبش، وكان هذا المؤتمر من أنجح المؤتمرات في حياة الجبهة الشعبية.
- قال جورج حبش في جلسة افتتاح المؤتمر: "أنه يشعر بالفخر والاعتزاز، لأنه أسس عملاً سيستمر ويتواصل وينتصر".
- في عام 1982، وأثناء الحصار الإسرائيلي لمدينة بيروت، رفع جورج حبش شعار: لنجعل من بيروت أسطورة في الصمود وصمد شعب لبنان وفلسطين لأشهر عديدة.
- في أحد أيام الحصار، وبعد قصف الطيران الإسرائيلي الهمجي على مدينة بيروت لمدة 18 ساعة متواصلة، وبعد أن تغيرت معالم مدينة بيروت البطلة، سأله أحد الصحافيين الأجانب: ماذا يوحي لك هذا القصف؟ أجاب جورج حبش: المزيد من حب السلام، المزيد من حب الأطفال، المزيد من التصميم على مواجهة العدو لاجتثاث المشروع الصهيوني وبناء السلام.
- عاشت الساحة الفلسطينية بعد الخروج من بيروت أزمة داخلية، عاصفة، وانقسام عميق، كاد أن يهدد وجود ومستقبل الثورة الفلسطينية.
- بعد مرور 4 سنوات على الأزمة الداخلية والانقسام في م.ت.ف جرت حوارات بين جورج حبش والشهيد أبو جهاد/خليل الوزير في العاصمة التشيكية. وتعرف جورج حبش على أبو جهاد عن قرب، وتلمس إمكانيات استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
- في نيسان 1987، تم انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الجزائرية.
- في التاسع من كانون أول 1987 اندلعت الانتفاضة الباسلة للشعب الفلسطيني في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
- نظر جورج حبش للانتفاضة أنها محطة نوعية هامة ومنعطفاً تاريخياً يؤسس لمرحلة جديدة في النضال الوطني الفلسطيني بشكل خاص، والنضال التحرري العربي بشكل عام، فرفع شعار لتكن الانتفاضة محور عملنا في الجبهة الشعبية والثورة الفلسطينية.
- أكد جورج حبش على أهمية الحماية السياسية للانتفاضة، والتمسك الثابت بشعارها الناظم المتمثل بتحقيق الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة، ورفض بحزم سياسة التنازلات المجانية لبعض الاتجاهات في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
- لقد مرت تجربة الدكتور جورج حبش النضالية، القومية الوطنية، على امتداد الستة عقود الماضية بمنعطفات كبيرة وتطورات عميقة، ولكن رغم كل التحولات، فإن تجربة الحياة الغنية بلورت في ذهن جورج حبش مجموعة من الثوابت تمثل جوهر تفكيره ومنطلق مواقفه، أهمها:
1- حقيقة الكيان الصهيوني، ككيان عنصري استيطاني، يمثل أسوأ ظاهرة استعمارية في هذا العصر، لا يمكن التعايش معها، أو التسليم بوجودها.
2- ترابط كافة أشكال النضال وفي طليعتها العمل المسلح، كأرقى شكل كفاحي تفرضه طبيعة العدو العنصري الذي نواجهه.
3- ترابط النضال الوطني الفلسطيني مع النضال العربي وأهمية إبراز الشخصية الوطنية الفلسطينية كنقيض للمشروع الصهيوني، ولكن بذات الوقت الإيمان العميق والعلمي بقومية المعركة وترابط النضال الفلسطيني الوثيق والجدلي مع نضال حركة التحرر الوطني العربية.
إن إيمان جورج حبش بالوحدة العربية لم يتزعزع على امتداد تاريخ كفاحه الطويل، فقد آمن بعمق أن الجماهير العربية وقواها الطليعية برغم واقع التجزئة والكيانات القطرية ستتمكن من تحقيق وحدتها وبناء مجتمعها الديمقراطي الاشتراكي الموحد.
4- أهمية وضرورة الربط الدقيق والواضح بين التكتيك والاستراتيجية، التي تستهدف في النهاية تحرير كامل تراب فلسطين.
5- أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي من شروط الانتصار،
6- أهمية ترابط وتكامل حلقات النضال الفلسطيني والعربي والأممي.
- في المؤتمر العام السادس للجبهة في تموز عام 2000، ألقى د. جورج حبش كلمة شاملة تضمنت قضايا أساسية في الفكر والسياسة والتنظيم جمعت خلاصة القضايا الجوهرية التي أراد التركيز عليها وخاطب أعضاء المؤتمر موضحاً أسباب قراره بالتنحي عن موقعه، قائلاً: هناك سببان رئيسيان يقفان وراء قراره:
الأول: رغبة تبلورت لديه بتقديم مثل ونموذج بأن الإنسان المناضل والقائد يستطيع أن يستمر في العمل والعطاء بدون مواقع قيادية رسمية.
الثاني: شعوره أن من الأفضل أن يتفرغ لمهام بحثية من خلال توثيق تجربة حركة القوميين العرب، وتأسيس مركز للدراسات هدفه دراسة التجارب الوطنية الفلسطينية والعربية.
رحم الله جورج حبش وله منا الوفاء والعهد

هري عبدالرحيم
01/02/2008, 03:37 AM
الدكتور جورج حبش يشحد الهمم
http://i34.servimg.com/u/f34/10/05/89/00/15801614.jpg

طه خضر
01/02/2008, 03:50 AM
الأخ الكريم طه خضر
ولو أن الموضوع عن القائد البطل جورج حبش،ملهم الثوار والمطالبين بالحق المغتصب،فإني وجدتُ في مداخلتك ما يستوقفني ،حيث وضعتَ كارلوس في خانة المناضلين والمساعدين للقضية العربية،فقط أريدك أخي أن تصحح لي معلوماتي البسيطة،وتستعرض لنا بعضا من تجليات هذا المناضل الذي ومنذ صغري أعتبره مجرما مرتزقا .
وأستسمح تدخلي.


الأستاذ الفاضل هري عبد الرحيم ..

ساهم الإعلام العربي قبل الغربي في تشويه سمعة وسيرة المناضل الأمامي إيليتش راميريز المعروف بكارلوس، ولعل من سقط المتاع إيجاز سيرة هذا الرجل الذي يستحق منا أن ننصفه بعدة أسطر وإن شاء الله وفي القريب سأفرد له موضوعا بذاته أذكر فيه أبرز عملياته وما قدمه من خدمة للقضيّة الفلسطينيّة والقضايا العربية مع العلم أن هذا الرجل كان يقيم في الأردن حتى فترة قريبة قبل الغدر به وتسليمه لفرنسا طمعا بعودة العلاقات السودانيّة معها!

ولعل من أبرز عملياته والتي استغلها الجميع بطريقة قذرة لتشويه سمعته هي العمليّة التي احتجز فيها وزراء الأوبك في سبعينيات القرن المنصرم وذكرها بتفاصيلها وزير النفط السعودي أحمد زكي يماني في مذكراته وأنصف الرجل بحق عندما وصفه بالشريف والرجل الثائر المخلص !

الجدير بالذكر وهذا ما لا يعلمه كثير من الناس أن كارلوس اعتنق الإسلام قبل اعتقاله بفترة وجيزة !

محمد علي محيي الدين
01/02/2008, 06:44 PM
وهكذا يذهب القادة المناضلين وكانهم لم يكونوا رغم أنهم تركوا أرثا نضاليا يوجب الأكبار والأعزاز، لقد كان الراحل الكريم من أعمدة المقاومة الفلسطينية وله مواقفه الرائعة في سوح الوغى والمواقف الجريئة بمواجهة الأحتلال،وكان رافضا للمشاريع التصفوية التي تخطط لها الأمبريالية العالمية،واليوم يرحل بصمت بعد أن كان علامة بارزة في النضال العربي،له الرحمة والمغفرة والعوض للثورة الفلسطينية بأناس من هذا الطراز.

حـــاتم ســــــالم
04/02/2008, 11:08 AM
جورج حبش القائد والإنسان

بقلم: هاني المصري
لن أكتب عن جورج حبش الزعيم التاريخي الذي استحق لقب الحكيم فقط، بل سأكتب عن جورج حبش الانسان من خلال لقطات شاهدتها بأم عيني، وعشتها وما زالت معي، وستبقى ما حييت.

كُتب وسيكتب الكثير عن الحكيم اثناء حياته وبعد مماته، رغم الفترة القصيرة التي تفصلنا عن وفاته، فهو شخصية فلسطينية وعربية وعالمية مميزة جداً وفذة، لدرجة انني ازعم ان كل من تعرف إليه - وان احداً من بني البشر، اذا تعرف إلى جورج حبش عن قرب - سيبقى يكن له المحبة والود مهما اختلف معه، لان له شخصية جذابة ساحرة وآسرة.

ولمعرفة مدى اهمية الحكيم، علينا ان ننظر كيف تعاملت اسرائيل معه، وكيف نظرت إليه. فقد كتب مركز ابحاث اسرائيلي، قبل عشرات السنين: ان جورج حبش لو لم يكن مسيحياً، ولو لم يكن ماركسياً، لاحتل مكانة في العالم العربي، لا تقل عن المكانة التي نالها جمال عبد الناصر، وذلك للصفات القيادية العديدة التي يملكها، وانا أقول ان جورج حبش ورغم كونه مسيحياً وماركسياً، إلا أنه نال مكانة كبيرة جداً في فلسطين والوطن العربي، تدلل عليها حالة الحزن العميم والشعور بالخسارة التي حلت وعمت بعد وفاته داخل فلسطين وخارجها، الحزن الكبير وقع رغم ان الحكيم تنحى قبل ثماني سنوات عن موقعه في الأمانة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغاب عن صدارة الاحداث، ولكنه بقي حاضراً في قلب شعبه وأمته.

جورج حبش، المؤمن حتى النهاية، والمقتنع حتى النخاع، بالديمقراطية والتجديد، آثر الترجل رغم انه قادر على البقاء والانتصار على مرضه، لأنه مدرك لأهمية ان يترك الجيل المؤسس مساحة للشباب، بحيث يمكن الجمع بين حكمة الشيوخ وحماسة وابداع الشباب. فكان قدوة رغم اصرار القادة على أن لا يحذوا حذوه، فهم آثروا التمسك بمقاعدهم رغم ان بعضهم اصيب بكافة الامراض، بما فيها الزهايمر.

كتب الكثير عن جورج حبش، الثوري والراديكالي، وزعيم المعارضة الفلسطينية اكثر من عشرين عاماً، ولكنهم حين كتبوا لم يلتفتوا الى ان حبش عارض ياسر عرفات ولكن ضمن معادلة، "نختلف حوله ولا نختلف عليه". وعارض السياسة الفلسطينية دون ان تصل المعارضة الى حد الانقسام والالغاء والخروج على المنظمة الكيان والاطار والمرجعية. بل كانت معارضة جورج حبش معارضة داخل البيت، وتهدف الى اصلاحه وليس إلى هدمه.

وكتب الكثير عن جورج حبش بسبب سياسة خطف الطائرات والعمليات الخارجية، وكتب عنه كمؤسس لحركة القوميين العرب، وصديق ورفيق عبد الناصر، وحليف السوفييت وكوبا كاسترو، وكصديق وناصح لرفاقه في اليمن الجنوبي، ولكن جورج حبش الانسان، الصادق، المتواضع، الأمين، البسيط، لم يُكتب عنه الكثير.
ولم ينل الانسان في جورج حبش سوي نزر يسير من الاهتمام. لعل السبب اعتقاد خاطئ بأن البساطة والتواضع يتناقضان مع الثورة والحزم والمعارضة.

"ليس من مدرسة الباحثين عن الشهرة"
جورج حبش رغم اهميته، ودوره وكارزميته لا ينتمي الى مدرسة الباحثين عن الشهرة بأي ثمن من اجل تسويق روايته. فلقد شاءت الظروف ان اكون معه في عدة زيارات واثناء انعقاد عدة جلسات للمجلس الوطني، ولاحظت بأم عيني، كيف تهافت الصحافيون عليه دائماً من اجل اجراء المقابلات، وكان يرفض ليس من قبيل التمنع، وانما لأنه يرى ان المقابلة يجب ان تُجرى في موعدها، وان القائد لا يجب ان يثرثر ويكرر آراءه ويتحدث "عمال على بطال"، وفيما يفهمه وفيما لا يعرف عنه. وعندما يختار الموافقة على اجراء مقابلات يدقق بها، وبعد إلحاح مني ومن غيري من الصحافيين والإعلاميين الذين يريدون أن يكون الحكيم حاضراً في الإعلام، وانا اكتب هذا الكلام تحضرني عبارات كررها على مسامعي صحافيون وصحافيات وكيف انهم يتجنبون المرور مجرد المرور، بالقرب من بعض القادة الفلسطينيين خشية من ان يفرضوا عليهم فرضاً بالتخجيل والالحاح اجراء مقابلات معهم؟ بينما الحكيم يتهرب من اجراء المقابلات معهم.

كانت تربطني بجورج حبش علاقة مميزة، أكبر وأعمق من مجرد علاقة كادر في تنظيم الجبهة بالأمين العام، فقد كانت علاقة محبة وتقدير واحترام متبادل. ويمكن ان اسمح لنفسي بأن أقول انها علاقة صداقة. فكان يهمه بين حين وآخر ان يستمع لوجهة نظري رغم الحاحي الدائم على ضرورة الاسراع في اصلاح وتطوير الجبهة وتحويلها الى التنظيم الذي نصبوا اليه، الى التنظيم القائد وليس المعارض فقط. وبالمناسبة جورج حبش كان يسمع اكثر مما يتكلم رغم ان هذا الكلام لا يبدو منسجماً مع اعتقاد الذين استمعوا أو قرؤوا خطابات جورج حبش عن بعد، خصوصاً التي القاها بمناسبات انطلاقة الجبهة، والتي كان يتحدث فيها اكثر من 4 ساعات دون تعب وبترابط بحيث ينتقل الخطاب من موضوع الى آخر ليصل الى ما يريد الحكيم ايصاله للجماهير، فالقادر على القاء هذه الخطابات الحماسية والفكرية كان يستمع اكثر مما يتحدث!!

من أشد اللحظات على نفسي كتابة كتاب استقالتي من الجبهة الشعبية في نهاية العام 1990، لاسباب تتعلق بالخلافات في وجهات النظر، ولا تمس برأيي بدور الجبهة التاريخي المميز في النضال الفلسطيني، فالجبهة رغم خروجها عن الخط احياناً، لكنها سرعان ما تعود اليه، مثلت البوصلة والضمير، والتعبير الصادق عن الاتجاه الفلسطيني العام التلقائي. وهذا يعود اولاً لشخصية الحكيم، عندما وصلته استقالتي من عمان وهو في دمشق، حاول ان يثنيني عن الاستقالة وكلف أحد أعضاء المكتب السياسي بأن يقنعني بأهمية البقاء في الجبهة، ولكنه لم يكن الشخص المناسب لهذه المهمة، فهو كان "كفران" هو الآخر، أو بدا لي كذلك. لم أكن في الجبهة بسبب جورج حبش فقط، ولكن اهتمامه بي وبدوري، وقوله مراراً بأنني وبعض الرفاق الآخرين ساهمنا بتطوير اعلام الجبهة، وبمقدورنا ان نساهم بتطوير الجبهة، كان عنصر اطراء كبيراً لا يستطيع الانسان ان يتجاهله، وشكل قيداً كبيراً حال دون الاستقالة قبل ذلك.
كان تقدير الحكيم لي ولأمثالي، رغم انني لم أكن من المصفقين له او الموافقين دائماً على ما يقوله او يفعله، يرجع الى اقتناعه بضرورة الجدل والمبادرة والاختلاف من اجل التطوير.

جورج حبش مؤدب ولطيف وانسان بكل ما لهذه الكلمة من معنى. فهو يهتم بك كإنسان، ويسأل عن احوالك الشخصية وهمومك ويحاول ان يساعد على حلها، ويدعوك الى بيته للغداء او العشاء دون اية حواجز، ويعترف بخطئه امام الجميع، ويسجل اخطاء الجبهة الشعبية في الاجتماعات واللقاءات والمقابلات، وفي التقارير الصادرة عن مؤتمراتها العامة، ويقبل كما كان مراراً وتكراراً، ان يكون مع الاقلية في الجبهة، ويلتزم بالقرار، رغم انه مؤسس الجبهة وقائدها منذ ولادتها وحتى العام 2000، حين قرر الفارس ان يترجل. ولم يرحل جورج حبش، ولم يختر رغد العيش وبمقدوره ذلك لو أراد تكفي اشارة من اصبعه، بل انكب على دراسة تجربته في سياق البحث في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.

كان بمقدور "ابو الميسا" ان يرتاح في نهاية عمره، ولكنه انشغل في القضية وانشغلت به، حتى آخر لحظة من حياته. فكما روى ماهر الطاهر رفيق دربه فإن آخر ما عانى منه الحكيم هو حصار غزة، وآخر ما فرح به هو رؤية العبور العظيم من غزة الى مصر، العبور الذي كسر الحصار واثبت نظرية الحكيم الذي لم يمل من تكرارها عن ان الجماهير المعبأة المنظمة المؤمنة بقضيتها، قادرة على اجتراح المعجزات وتحقيق النصر.

لم يتحدث الكثيرون عن ان الحكيم كان شريفاً طاهراً، ولم يصب بلوثة الفساد رغم انها اصابت الكثيرين، فقد عاش ومات ويده بيضاء، تعطي ولا تأخذ، رغم توفر لحظات كثيرة كان يستطيع فيها ان يأخذ الكثير.

"ابو عمار لن يخون"
قال لي مرة، وهو في ذروة الخلاف مع توأمه السياسي ياسر عرفات، ان ابو عمار لن يخون، قلت له لماذا تقول اذاً انه منحرف، ويقود الاتجاه الاستسلامي وانه... الخ... فقال هذا خلاف سياسي ولكنني واثق انه لن يخون.
فقلت له: من اين تجد كل هذه الثقة.
قال لي: لقد أكد لي كثيراً انه لن يخون وأنا اثق بكلمته. واضاف ان ياسر عرفات لا يريد أن يموت دون أن يحقق شيئاً لشعبه مثل الحاج امين الحسيني، بل يخشى اكثر ما يخشى ان يواجه هذا المصير. لذلك لا يكف عن الحركة والمبادرة والسفر في كل اصقاع الدنيا، ويبدي مرونة احياناً تكون مبالغاً بها، ولكن لم يحد عن هدفه ابداً وهو فلسطين. هكذا قال جورج حبش اما انا فأقول بعد تأييد ما قاله ان ياسر عرفات خطا خطوة كبيرة نحو تحقيق حلمه و استشهد على ارض فلسطين وكان حلمه ولا يزال محلقاً بسماء فلسطين.
وهذا يقودني الى اهم نقطة في فكر جورج حبش، وهي ايمانه العميق بأن طبيعة الحركة الصهيونية وعداءها للأمة العربية وجذرية الصراع معها، لا يتركان أية إمكانية للوهم بإمكانية عقد سلام حقيقي معها ومع انه وافق على البرنامج المرحلي، إلا أنه لم يتنازل ابداً عن كون هذا البرنامج يتراوح ما بين كونه اعتراضياً او مرحلياً اي خطوة على طريق تحرير فلسطين... كل فلسطين. جورج حبش كان يعتقد ان ميزان القوى القادر على تحقيق دولة فلسطينية ذات سيادة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وحل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً على اساس قرار 194 الذي يضمن التعويض والعودة، سيكون قادراً او لا يفصله الكثير، عن تحرير فلسطين كل فلسطين. لذلك عارض اوسلو بشدة، ورفض ان يدخل فلسطين تحت حراب الاحتلال، وبينما يرفرف علم اسرائيل على حدودها مع الاردن.

لقد قال مراراً وتكراراً ان هذا فوق قدرته على الاحتمال.
رحل جورج حبش الفلسطيني العربي الأممي، القومي الاشتراكي، الانسان المتواضع، الصادق، وترك وراءه ميراثاً يجعله شخصاً سيبقى اسمه شامخاً مؤثراً وحاضراً في ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني.

حـــاتم ســــــالم
04/02/2008, 11:08 AM
جورج حبش القائد والإنسان

بقلم: هاني المصري
لن أكتب عن جورج حبش الزعيم التاريخي الذي استحق لقب الحكيم فقط، بل سأكتب عن جورج حبش الانسان من خلال لقطات شاهدتها بأم عيني، وعشتها وما زالت معي، وستبقى ما حييت.

كُتب وسيكتب الكثير عن الحكيم اثناء حياته وبعد مماته، رغم الفترة القصيرة التي تفصلنا عن وفاته، فهو شخصية فلسطينية وعربية وعالمية مميزة جداً وفذة، لدرجة انني ازعم ان كل من تعرف إليه - وان احداً من بني البشر، اذا تعرف إلى جورج حبش عن قرب - سيبقى يكن له المحبة والود مهما اختلف معه، لان له شخصية جذابة ساحرة وآسرة.

ولمعرفة مدى اهمية الحكيم، علينا ان ننظر كيف تعاملت اسرائيل معه، وكيف نظرت إليه. فقد كتب مركز ابحاث اسرائيلي، قبل عشرات السنين: ان جورج حبش لو لم يكن مسيحياً، ولو لم يكن ماركسياً، لاحتل مكانة في العالم العربي، لا تقل عن المكانة التي نالها جمال عبد الناصر، وذلك للصفات القيادية العديدة التي يملكها، وانا أقول ان جورج حبش ورغم كونه مسيحياً وماركسياً، إلا أنه نال مكانة كبيرة جداً في فلسطين والوطن العربي، تدلل عليها حالة الحزن العميم والشعور بالخسارة التي حلت وعمت بعد وفاته داخل فلسطين وخارجها، الحزن الكبير وقع رغم ان الحكيم تنحى قبل ثماني سنوات عن موقعه في الأمانة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغاب عن صدارة الاحداث، ولكنه بقي حاضراً في قلب شعبه وأمته.

جورج حبش، المؤمن حتى النهاية، والمقتنع حتى النخاع، بالديمقراطية والتجديد، آثر الترجل رغم انه قادر على البقاء والانتصار على مرضه، لأنه مدرك لأهمية ان يترك الجيل المؤسس مساحة للشباب، بحيث يمكن الجمع بين حكمة الشيوخ وحماسة وابداع الشباب. فكان قدوة رغم اصرار القادة على أن لا يحذوا حذوه، فهم آثروا التمسك بمقاعدهم رغم ان بعضهم اصيب بكافة الامراض، بما فيها الزهايمر.

كتب الكثير عن جورج حبش، الثوري والراديكالي، وزعيم المعارضة الفلسطينية اكثر من عشرين عاماً، ولكنهم حين كتبوا لم يلتفتوا الى ان حبش عارض ياسر عرفات ولكن ضمن معادلة، "نختلف حوله ولا نختلف عليه". وعارض السياسة الفلسطينية دون ان تصل المعارضة الى حد الانقسام والالغاء والخروج على المنظمة الكيان والاطار والمرجعية. بل كانت معارضة جورج حبش معارضة داخل البيت، وتهدف الى اصلاحه وليس إلى هدمه.

وكتب الكثير عن جورج حبش بسبب سياسة خطف الطائرات والعمليات الخارجية، وكتب عنه كمؤسس لحركة القوميين العرب، وصديق ورفيق عبد الناصر، وحليف السوفييت وكوبا كاسترو، وكصديق وناصح لرفاقه في اليمن الجنوبي، ولكن جورج حبش الانسان، الصادق، المتواضع، الأمين، البسيط، لم يُكتب عنه الكثير.
ولم ينل الانسان في جورج حبش سوي نزر يسير من الاهتمام. لعل السبب اعتقاد خاطئ بأن البساطة والتواضع يتناقضان مع الثورة والحزم والمعارضة.

"ليس من مدرسة الباحثين عن الشهرة"
جورج حبش رغم اهميته، ودوره وكارزميته لا ينتمي الى مدرسة الباحثين عن الشهرة بأي ثمن من اجل تسويق روايته. فلقد شاءت الظروف ان اكون معه في عدة زيارات واثناء انعقاد عدة جلسات للمجلس الوطني، ولاحظت بأم عيني، كيف تهافت الصحافيون عليه دائماً من اجل اجراء المقابلات، وكان يرفض ليس من قبيل التمنع، وانما لأنه يرى ان المقابلة يجب ان تُجرى في موعدها، وان القائد لا يجب ان يثرثر ويكرر آراءه ويتحدث "عمال على بطال"، وفيما يفهمه وفيما لا يعرف عنه. وعندما يختار الموافقة على اجراء مقابلات يدقق بها، وبعد إلحاح مني ومن غيري من الصحافيين والإعلاميين الذين يريدون أن يكون الحكيم حاضراً في الإعلام، وانا اكتب هذا الكلام تحضرني عبارات كررها على مسامعي صحافيون وصحافيات وكيف انهم يتجنبون المرور مجرد المرور، بالقرب من بعض القادة الفلسطينيين خشية من ان يفرضوا عليهم فرضاً بالتخجيل والالحاح اجراء مقابلات معهم؟ بينما الحكيم يتهرب من اجراء المقابلات معهم.

كانت تربطني بجورج حبش علاقة مميزة، أكبر وأعمق من مجرد علاقة كادر في تنظيم الجبهة بالأمين العام، فقد كانت علاقة محبة وتقدير واحترام متبادل. ويمكن ان اسمح لنفسي بأن أقول انها علاقة صداقة. فكان يهمه بين حين وآخر ان يستمع لوجهة نظري رغم الحاحي الدائم على ضرورة الاسراع في اصلاح وتطوير الجبهة وتحويلها الى التنظيم الذي نصبوا اليه، الى التنظيم القائد وليس المعارض فقط. وبالمناسبة جورج حبش كان يسمع اكثر مما يتكلم رغم ان هذا الكلام لا يبدو منسجماً مع اعتقاد الذين استمعوا أو قرؤوا خطابات جورج حبش عن بعد، خصوصاً التي القاها بمناسبات انطلاقة الجبهة، والتي كان يتحدث فيها اكثر من 4 ساعات دون تعب وبترابط بحيث ينتقل الخطاب من موضوع الى آخر ليصل الى ما يريد الحكيم ايصاله للجماهير، فالقادر على القاء هذه الخطابات الحماسية والفكرية كان يستمع اكثر مما يتحدث!!

من أشد اللحظات على نفسي كتابة كتاب استقالتي من الجبهة الشعبية في نهاية العام 1990، لاسباب تتعلق بالخلافات في وجهات النظر، ولا تمس برأيي بدور الجبهة التاريخي المميز في النضال الفلسطيني، فالجبهة رغم خروجها عن الخط احياناً، لكنها سرعان ما تعود اليه، مثلت البوصلة والضمير، والتعبير الصادق عن الاتجاه الفلسطيني العام التلقائي. وهذا يعود اولاً لشخصية الحكيم، عندما وصلته استقالتي من عمان وهو في دمشق، حاول ان يثنيني عن الاستقالة وكلف أحد أعضاء المكتب السياسي بأن يقنعني بأهمية البقاء في الجبهة، ولكنه لم يكن الشخص المناسب لهذه المهمة، فهو كان "كفران" هو الآخر، أو بدا لي كذلك. لم أكن في الجبهة بسبب جورج حبش فقط، ولكن اهتمامه بي وبدوري، وقوله مراراً بأنني وبعض الرفاق الآخرين ساهمنا بتطوير اعلام الجبهة، وبمقدورنا ان نساهم بتطوير الجبهة، كان عنصر اطراء كبيراً لا يستطيع الانسان ان يتجاهله، وشكل قيداً كبيراً حال دون الاستقالة قبل ذلك.
كان تقدير الحكيم لي ولأمثالي، رغم انني لم أكن من المصفقين له او الموافقين دائماً على ما يقوله او يفعله، يرجع الى اقتناعه بضرورة الجدل والمبادرة والاختلاف من اجل التطوير.

جورج حبش مؤدب ولطيف وانسان بكل ما لهذه الكلمة من معنى. فهو يهتم بك كإنسان، ويسأل عن احوالك الشخصية وهمومك ويحاول ان يساعد على حلها، ويدعوك الى بيته للغداء او العشاء دون اية حواجز، ويعترف بخطئه امام الجميع، ويسجل اخطاء الجبهة الشعبية في الاجتماعات واللقاءات والمقابلات، وفي التقارير الصادرة عن مؤتمراتها العامة، ويقبل كما كان مراراً وتكراراً، ان يكون مع الاقلية في الجبهة، ويلتزم بالقرار، رغم انه مؤسس الجبهة وقائدها منذ ولادتها وحتى العام 2000، حين قرر الفارس ان يترجل. ولم يرحل جورج حبش، ولم يختر رغد العيش وبمقدوره ذلك لو أراد تكفي اشارة من اصبعه، بل انكب على دراسة تجربته في سياق البحث في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.

كان بمقدور "ابو الميسا" ان يرتاح في نهاية عمره، ولكنه انشغل في القضية وانشغلت به، حتى آخر لحظة من حياته. فكما روى ماهر الطاهر رفيق دربه فإن آخر ما عانى منه الحكيم هو حصار غزة، وآخر ما فرح به هو رؤية العبور العظيم من غزة الى مصر، العبور الذي كسر الحصار واثبت نظرية الحكيم الذي لم يمل من تكرارها عن ان الجماهير المعبأة المنظمة المؤمنة بقضيتها، قادرة على اجتراح المعجزات وتحقيق النصر.

لم يتحدث الكثيرون عن ان الحكيم كان شريفاً طاهراً، ولم يصب بلوثة الفساد رغم انها اصابت الكثيرين، فقد عاش ومات ويده بيضاء، تعطي ولا تأخذ، رغم توفر لحظات كثيرة كان يستطيع فيها ان يأخذ الكثير.

"ابو عمار لن يخون"
قال لي مرة، وهو في ذروة الخلاف مع توأمه السياسي ياسر عرفات، ان ابو عمار لن يخون، قلت له لماذا تقول اذاً انه منحرف، ويقود الاتجاه الاستسلامي وانه... الخ... فقال هذا خلاف سياسي ولكنني واثق انه لن يخون.
فقلت له: من اين تجد كل هذه الثقة.
قال لي: لقد أكد لي كثيراً انه لن يخون وأنا اثق بكلمته. واضاف ان ياسر عرفات لا يريد أن يموت دون أن يحقق شيئاً لشعبه مثل الحاج امين الحسيني، بل يخشى اكثر ما يخشى ان يواجه هذا المصير. لذلك لا يكف عن الحركة والمبادرة والسفر في كل اصقاع الدنيا، ويبدي مرونة احياناً تكون مبالغاً بها، ولكن لم يحد عن هدفه ابداً وهو فلسطين. هكذا قال جورج حبش اما انا فأقول بعد تأييد ما قاله ان ياسر عرفات خطا خطوة كبيرة نحو تحقيق حلمه و استشهد على ارض فلسطين وكان حلمه ولا يزال محلقاً بسماء فلسطين.
وهذا يقودني الى اهم نقطة في فكر جورج حبش، وهي ايمانه العميق بأن طبيعة الحركة الصهيونية وعداءها للأمة العربية وجذرية الصراع معها، لا يتركان أية إمكانية للوهم بإمكانية عقد سلام حقيقي معها ومع انه وافق على البرنامج المرحلي، إلا أنه لم يتنازل ابداً عن كون هذا البرنامج يتراوح ما بين كونه اعتراضياً او مرحلياً اي خطوة على طريق تحرير فلسطين... كل فلسطين. جورج حبش كان يعتقد ان ميزان القوى القادر على تحقيق دولة فلسطينية ذات سيادة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وحل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً على اساس قرار 194 الذي يضمن التعويض والعودة، سيكون قادراً او لا يفصله الكثير، عن تحرير فلسطين كل فلسطين. لذلك عارض اوسلو بشدة، ورفض ان يدخل فلسطين تحت حراب الاحتلال، وبينما يرفرف علم اسرائيل على حدودها مع الاردن.

لقد قال مراراً وتكراراً ان هذا فوق قدرته على الاحتمال.
رحل جورج حبش الفلسطيني العربي الأممي، القومي الاشتراكي، الانسان المتواضع، الصادق، وترك وراءه ميراثاً يجعله شخصاً سيبقى اسمه شامخاً مؤثراً وحاضراً في ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني.

أبويزيدأحمدالعزام
05/02/2008, 10:39 PM
مات جورج حبش ومات .......ومات مناظلون كثر ولكن لن تموت القضايا التي ناظلوا من اجلها
رحمهم الله جميعا ,لن ينساهم التاريخ
المجد للرجال
تحية
بالتاكيد لن ينساهم التاريخ وسيكتبهم ويمجدهم بسطور من ذهب,, السيد عبدالله العبادي شكرا لك عبى هذه المرور العطر.

أبويزيدأحمدالعزام
05/02/2008, 10:41 PM
الاستاذ حاتم سالم شكرا لك على هذه المعلومات الجميلة والقيمة عن مناضل فلسطين الاول الدكتور جورج حبش رحمه الله.

أبويزيدأحمدالعزام
05/02/2008, 10:44 PM
الاستاذ محمدعلي محيي الدين ,,,بالطبع ستبقى الثورة الى تحرير الارض,,اشكر لك هذا لاالمرور الجميل.

أبويزيدأحمدالعزام
08/02/2008, 09:09 AM
أشكر الاديب والاستاذ الكبير الباحث طه خضر على مروره العطر الدائم وتعليقاته المفيدة .
تحية

أبويزيدأحمدالعزام
08/02/2008, 09:09 AM
أشكر الاديب والاستاذ الكبير الباحث طه خضر على مروره العطر الدائم وتعليقاته المفيدة .
تحية

هري عبدالرحيم
12/02/2008, 03:50 AM
http://i34.servimg.com/u/f34/10/05/89/00/15891610.jpg

أبويزيدأحمدالعزام
13/02/2008, 05:24 PM
الاستاذ هري اكرر لك الشكر الجزيل على اهتمامك بالموضوع وعلى هذه الصور التاريخية الجميلية لرجال سجلهم التاريخ في صفحات الابطال.