البؤس الثقافي والمثقف (الكشخة)

[عبد العالي العتيبي]

ما أن تصدر مجلة جديدة ونفرح بها
حتى نفاجأ بأننا لم نفق بعد من حلمنا الطويل
فغلافها تتصدره صور الفنانين والفنانات.. واللاعبين
وبينهم تجد صورة لرئيس ناد ما
أو شاعر شعبي مشهور
وهو محاط بمثل هذه العينات
وتقرأ في المجلة التي يفترض أن تكون
رافدا مهما من روافد الثقافة
شتى أنواع الحوارات التي استهلكت
وبذات السخف مع أناس تحت الأرض
أو هياكل تدب فوق الأرض
وكأنه لا يوجد في هذا البلد أو ذاك
سوى الفنانين والفنانات واللاعبين .. وهلم جرا
إنها عملية رخيصة سخيفة تافهة
ولجذب القارئ المسكين
وعادة لا ينجذب لمثل هذه المجلات
بحواراتها المتدثرة بلحاف الإثارة
سوى قليلي الثقافة أو عديمها... لا فرق
انه البؤس الثقافي الذي ضرب أطنابه
ويتحدثون عنه ويعيشونه واقعا مؤلما
في ضل غياب الأقلام الثقافية المؤثرة والجادة
بل إنه بداية الإفلاس الثقافي لأصحاب الزوايا الذين شاخوا
في هم الثقافة وتداعياتها وسواليفها ولم نرى لهم أثرا
لأن اليوم هو يوم القلم الكروي والفنان واللاعب
بل ورئيس النادي أو الشاعر الذي تجد صورته المهيبة {الكشخة}
محاطة بعدة صور لفنانات تخجل من النظر إليهن
ولكنهن بالنسبة له برواز نسائي مطرز بأنواع المكياج الغلافي
دون خجل من صاحب المجلة أو رئيس تحريرها
وتقدير واعتبار لمكانة هذا الرجل أو ذلك الشاعر
ألم أقل لكم أنه يوم لا حظ فيه لكل قلم مثقف واعي
ومن يقول غير هذا الكلام فليثبت لنا ذلك.