نحو مفهوم واحد لموضوع الإرهاب(الحلقة الثانية)

[جميل أبو علي]

وما من كاتب إلا سيفنى ....ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء....يسرك في القيامة أن تراه
اللهم اغفر لمؤلف هذا الكتاب وكاتبه ولمن يقرؤه ويساعد على نشره آآآآمين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
انتهينا في الحلقة السابقة إلى( أن كلاً من الكلمتين غير موجود وهنا العدل كل العدل والحق كل الحق )ونتابع ونقول

الكلمة في المعاجم العربية
ولنتصفح المعاجم العربية لكي نرى مصداق ذلك .
ففي معجم الصحاح وجدنا التالي
[رهب] ر ه ب: رَهِبَ خاف وبابه طرب و رَهْبةً أيضا بالفتح و رُهبا بالضم ورجل رَهَبُوتٌ بفتح الهاء أي مرهوب يقال رهبوت خير من رحموت أي لأن تُرهب خير من أن تُرحم و أرْهَبَهُ و اسْتَرْهَبَهُ أخافه و الرَّاهِبُ المتعبد ومصدره الرَّهْبَةُ و الرَّهبَانِيَّةُ بفتح الراء فيهما و التَّرَهُّبُ التعبد‏
وفي معجم القاموس المحيط وجدنا التالي
رَهِبَ، كَعَلِمَ، رَهْبَةً ورُهْباً، بالضم وبالفتحِ وبالتحريكِ، ورُهْباناً، بالضم ويُحَرَّكُ: خافَ، والاسْمُ: الرَّهْبَى، ويُضَمُّ ويُمَدَّانِ، والرَّهَبُوتَى،
Explanation الشرح:و"رَهَبُوتٌ، مُحَرَّكَتَيْنِ، خيرٌ منْ رَحَمُوتٍ"، أي: لأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ منْ أن تُرْحَمَ.
Explanation الشرح:وأرْهَبَهُ واسْتَرْهَبَهُ: أخافَهُ.
Explanation الشرح:وتَرَهَّبَهُ: تَوَعَّدَهُ.
Explanation الشرح:والمَرْهُوبُ: الْأَسَدُ،
Explanation الشرح:كالرَّاهِبِ، وفَرَسُ الجُمَيْحِ بنِ الطَّمَّاحِ.
Explanation الشرح:والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ.
Explanation الشرح:والرَّهْبُ: النَّاقَةُ المَهْزُولَةُ، أو الجَمَلُ العالِي.
Explanation الشرح:وأرْهَبَ: رَكِبَهُ، والنَّصْلُ الرَّقيقُ، ج: كَحِبالٍ. وبالتَّحْرِيكِ: الكُمُّ. وكالسَّحابَةِ، ويُضَمُّ، وشَدَّدَ هَاءَهُ الحِرْمَازِيُّ: عَظْمٌ في الصَّدْرِ مُشْرِفٌ على البَطْنِ،
Explanation الشرح:ج: كَسحابٍ.
Explanation الشرح:والرَّاهِبُ: واحِدُ رُهْبَانِ النَّصارَى، ومَصْدَرُهُ: الرَّهْبَةُ والرَّهْبَانِيَّةُ، أو الرُّهْبَانُ، قد يكونُ واحِداً،
Explanation الشرح:ج: رَهابِينُ ورَهابِنَةٌ ورَهْبانُونَ.
Explanation الشرح:و"لا رَهْبانِيَّة في الإِسْلامِ": هي كالاخْتِصاءِ، واعْتِناقِ السَّلاسِلِ، ولُبْسِ المُسوحِ، وتَرْكِ اللَّحْمِ ونَحْوِها.
Explanation الشرح:وأرْهَبَ: طالَ كُمُّهُ.
Explanation الشرح:والْأرْهابُ، بالفتحِ: مالا يَصِيدُ من الطَّيْرِ، وبالكسرِ: قَدْعُ الْإِبِلِ عنِ الحَوْضِ.
Explanation الشرح:وكَسَكْرَى: ع. وسَمَّوْا: راهِباً ومُرْهِباً، كَمُحْسِنٍ، ومَرْهُوباً.
Explanation الشرح:ورَهَّبَتِ النَّاقَةُ تَرْهِيباً فَقَعَدَ يُحاييها: جَهَدَها السَّيْرُ، فَعَلَفَها حتى ثابَتْ إليها نَفْسُها.‏
التعريف للفعل رهب ومنه (الإرهاب) مجازاً
وهكذا يظهر معنا بوضوح أن كلمة (رَهِبَ) وملحقاتها تأتي كلها
بمعنى (خاف ،أخاف،توعد ،منع،هدّد....)
ومن حيث استخدامها وتوظيفها، نرى أنها تدل دلالة واحدة،ومفادها
(أن أحد الطرفين يريد أن يخوف الآخر أو يردعه أو يمنعه عن عمل( ما))
فهي بهذا المفهوم الحقيقي لها ، وسيلة وليست غاية ،وأسلوب في التعامل ، وقلما يخلو إنسان من استعمالها .
وهكذا نجد أن هذه الكلمة في الواقع المُعاش هي مطلوب بشري وإنساني في كل مجالات الحياة ومن كل الأشخاص على وجه الإجمال فهي من حيث الاستخدام تستخدم في كافة الدول دون استثناء و ضمن الدولة الواحدة أو في تعامل الدول مع بعضها البعض .
وفي كافة فروع الدولة ووزاراتها ( أي دولة كانت ) في التعليم والجيش والمواصلات الخ......
ففي المدرسة هناك المدير والمعلمون والتلاميذ
وفي المواصلات هناك الشرطي والسائق الخ......
وفي الجيش هناك الضابط والجندي وغيرهما ...
وهناك أيضا الدساتير والقوانين والأنظمة المعمول بها في كافة مجالات الوزارة( أي وزارة )
وكافة مجالات الشركات ( أي شركة ) وهكذا ....
ولنأخذ أمثلة على ذلك وفي وسع القارئ أن يأتي بالآلاف من الأمثلة في كافة مجالات الحياة .
المعلم الذي يقول للتلميذ أن بقيت كسولاً ومهملاً لدروسك ووظائفك ودوامك وأخذت علامات سيئة فسترسب في نهاية العام أليس في هذا تخويف وتحذير وتهديد للطالب إن بقي على حاله متصفاً بهذه الصفات المذمومة وبالتالي فالمعلم هنا مخوف ومحذر ومهدد للتلميذ .
وهنا نتساءل الم يستعمل المعلم مع التلميذ الكسول أسلوب الترهيب (هنا)
فهل يصح أن نقول عن المعلم الذي استخدم الترهيب في معاملته مع التلميذ أنه(إرهابي) وهذا العمل (( إرهاب ))
وإذا قلنا نعم فهل هذا الإرهاب سيئ و ممنوع أم انه إرهاب جيد ومطلوب وبالتالي فكلمة إرهاب وإرهابي جاءت هنا بمعنى المقبول والممدوح والمطلوب .
وإلى مثال قريب وفي نفس المجال التعليمي
المادة القانونية التي تقول إذا رسب التلميذ في مادة اللغة العربية أو رسب في مادتين ولم يأتي فيهما بمجموع ربع العلامة أو رسب في أكثر من مادتين يعتبر راسباً
أليست هذه المادة تخويفية وتهديدية وبالتالي هنا ترهيب فهل نقول عنها إرهابية
وبالتالي إن قلنا ذلك هل الإرهاب هنا مطلوب ومحمود أم غير ذلك .....
وإذا انتقلنا إلى وزارة أخرى ولنأخذ وزارة المواصلات ودخلنا إلى مواد المخالفات والعقوبات وقوانين السير
فواحدة من قوانين السير تقول : إذا خالفت أيها السائق وسرت في الاتجاه الممنوع فتكون قد ارتكبت مخالفة وسيفرض في حقك عقوبة مخالفة
وواحدة أخرى أيها السائق إن تجاوزت سرعتك هنا السرعة المسموح بها تكون قد خالفت وحقت عليك عقوبة مخالفه وهكذا .....
أليست هذه المواد تخويفية وتهديدية حتى ينز جر السائق ولا يخالف هذه القوانين وبالتالي هل نصف هذه القوانين بالإرهابية وإن وصفناها بذلك ..
هل الإرهاب هنا محمود ومطلوب أم هو مذموم ومرفوض
وبعد: الآلاف الآلاف من الأمثلة يستطيع أن يسردها أياً كان يفهم بالقوانين وبالتالي ما هي النتيجة التي سنصل إليها ....
نقول :
أ- الترهيب إن كان يستعمل لإحقاق حق وإبطال باطل أو يستخدم للنفع العام والخاص
أو للخير والفضيلة فهذا ترهيب محمود ومطلوب وصفة مستخدمة من قبل الجميع ....
ولكن لا نقول عن ذلك إرهاب وإذا قلنا فلنقل إرهاب مطلوب ومحمود
ب- وإن كان الترهيب يستعمل لإحقاق باطل وإبطال حق أو يستخدم للضرر العام والخاص أو للشر والرزيلة ..
فهذا ترهيب مذموم ومرفوض
ولا نقول عنه إرهاب ؛وإذا قلنا فلنقل إرهاب مرفوض ومذموم
السر في عدم استخدام كلمة إرهاب سابقاً
ج- وهنا إذن يظهر السر في عدم استخدام من قبلنا كلمة إرهاب وإرهابي لأنهم وجدوا أنها
1- يتصف بها الجميع كما نوهنا سابقا
2-إنها صفه مطاطة تستخدم للخير والشر والحق والباطل
3- لا بد من استعمال وصف لازم لها لتمييزها
4- في ألفاظ اللغة العربية العظيمة ألفاظ أقرب وألصق بكافة المواضيع فلماذا استخدامها ؟
ملاحظة هامة
إن كلمة ترهيب أو ما يماثلها لم تأت في القرآن الكريم أو بالأحرى في الشرع الإسلامي إلا بمعناها المحمود والمطلوب
أي لإحقاق حق وإبطال باطل وبالزجر عن كل ماهو مضر وضار بالفرد والمجتمع على اختلاف زمانهم ومكانهم .
الإرهاب دولياً
والآن وبعد كل ما تقدم نصل إلى بيت القصيد وهو أن أمم الأرض قاطبة من الجمعية العمومية إلى مجلس الأمن إلى الولايات المتحدة وبريطانيا إلى .....!
قد اتفقوا على محاربة الإرهاب أو القضاء عليه ويقصدون طبعاً الإرهابيين وأيضا محاربة من يحرض على الإرهاب أقول اتفقوا على ذلك ولم يُعرِّفوا الإرهاب وإنما اقترحوا مادة مفادها( إن قتل المدنيين أين وأنى وجدوا فهذا إرهاب ويجب محاربته ).
أي إن قتل المدنيين حالاً أومآلاً في أي بقة وفي أي زمن هو إرهاب .
والذين يقتلون المدنيين بهذا المعيار هم ارهابييون ويجب محاربتهم.
وأخروا تعريف الإرهاب إلى مابعد.
نعم هذا الذي تم . طبعا ومعروف من اقترح هذه المادة ومن روج لها وماهو القصد من ورائها.
نقول وهذا الذي اجمع عليه العالم قََبِلنا به بالرغم مما توصلنا إليه في بحثنا آنفاً و عدم موافقتنا ....و نتابع .
 إن قتل المدنيين بأي حال من الأحوال عمل إرهابي والذين يخططون لقتل المدنيين إرهابيون ويجب محاربتهم .
والآن سنضع أسئلة وان كان عند الغير أجوبة غير التي نقولها فليأتوا بها
الأسلحة المحرمة دولياً
1- لماذا هناك أسلحة لا يحرم استخدامها وأسلحة محرم استخدامها دوليا .
2- هل الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية محرمة دوليا أم لا .
3- هل نستطيع أن نطلق على هذا النوع من الأسلحة اسم الأسلحة الذكية أي أنها لا تصيب إلا الشخص المطلوب أو الهدف المنشود
4- وهل قتل المدنيين حاليا إرهاب وبعد فترة لا يصبح إرهاباً .
5- وهل قتل المدنيين إرهاب في بلد وغير إرهاب في بلد آخر ..
وللإجابة على الأسئلة السابقة نقول:
1- نعم إن المجتمع الدولي اتفق على أن هناك أسلحة لا يحرم استخدامها وأسلحة يحرم استخدامها دوليا.وذلك لفداحة وعموم ضررها ولان الضرر منها يكون وقت استخدامها وتمتد بعدها إلى عشرات السنيين. ولان ضررها يعم الإنسان والحيوان والنبات والبيئة إلى غير ذلك من الأضرار
2- نعم هذه الأسلحة في البند الثاني محرم استخدامها عند الجميع دون استثناء.
3- ليس من احد على وجه الأرض قادر على أ ن يصف هذه الأسلحة بالذكية
فضرر هذه الأسلحة يصيب الجميع دون استثناء المحارب وغير المحارب والمذنب وغير المذنب
ولعل الذي جرى في روسيا وفي احد المسارح خير دليل .على ذلك
مع العلم أن هيروشيما وناغازاكي أعظم منه دلالة .
4-5- وفي الجواب على السؤالين الرابع والخامس نلاحظ الكيل بأكثر من مكيال .
ونقول قتل المدنيين الآن وفي المستقبل وفي أي بلد وأي بقعة على هذه البسيطة إرهاب ويجب محاربته

إلى هنا تنتهي الحلقة الثانية وإلى اللقاء مع الحلقة الثالثة بعون الله سبحانه وتعالى وهي بعنوان( الإتهام )
وكتبه : جميل أبو علي algameel_55@hotmail.com