المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معركة هز الجوال العربي



حسين راشد
02/10/2007, 02:34 AM
معركة هز الجوال العربي
بفكر :حسين راشد
بعد أن أعلنت القوى الغاشمة الصهيونية العالمية تجبرها علناً وعلى مرأى ومسمع العالم الذي يمكن لنا أن ننعته (المستضعف) تحت بنود المعونات والإعانات رغم أن ما يملكه من ثروات هي ما تجعل هذه القوى الغاشمة يسيل لعابها فتحفر في جذوره كي توقعه في شرك التحالف .. وتحت وطأة كراسي الحكم و إلهاء الشعوب عن الواجب والمفروض بإعلام زيف الحقائق ودس مكانها .. أساطير جندي المارينز الذي لا يقهر ..( كالسابق حين كان جيش إسرائيل) ومشاة البحرية الأمريكية التي لا يوقفها أحد ..
وبعد أن خلعت الصهيونية العالمية (قناعها ) و سحبت جزء كبير من وكالتها لدول الحرب في المنطقة .. و أصرت على خوض المعركة الحقيقية بجبروتها الذي خدعت فيه .. وأظن أن القادة الأمريكان هم الآخرون قد خدعوا أنفسهم وصدقوا أفلام هوليود وظنوا أنها حقائق ..ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.
فسولت لهم أنفسهم المغيبة عن الواقع .. إعلان الحرب على العراق .. بعدما أقنعوا أنفسهم والعالم بخطر الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين رحمه الله .. وأنهم القوة المبعوثة لتخليص العالم من شره .. وكي يكون فريسة سهلة المنال , قاموا بحصار الشعب العراقي لأكثر من عشرة سنوات .. والحصار هذا لم يكن هدفه فقط عدم التعامل مع النظام العراقي , بل كان من أساسيات الخطة الحربية التي جهزت .. لينقلب الشعب العراقي على حاكمه .. و أن تظهر بعض عملاؤها على السطح تمهيداً لجلبهم إلى العراق ليحكموا باسمهم .. هذا فضلاً عن منع القوى الوطنية العراقية من الفوز بالأسلحة الحديثة التي يمكنها التصدي بها للعدو .. و تدمير الروح المعنوية للمقاتل العراقي الذي من المفترض بعد حصار ما يقرب من 10 سنوات أن يبحث عن لقمة العيش في ظل حصار جائر .. والكثير من الأهداف التي يعرفها الجميع .. وما خفي كان أعظم !!
وقد حدث بعض ما تقدم ذكره .. ولكن كان الأهم وهو ما لم يحدث .. أن الجندي العراقي لم ييأس ولم يبع وطنه أو قائدة فكانت المقاومة العراقية البطلة التي أحرجت القوى العظمى الوحيدة .. والجيش الأول على العالم بتكنولوجيته وعتاده .. و حلفاءه من كل حدب وصوب ..
وبرغم السلبية المطلقة التي تعامل بها حكام العرب مع القضية .. و بعد العرب عن الدفاع عن العروبة المتمثلة في الدفاع عن الحق العربي .. و تجاوز الأزمة العربية عربياً .. وعدم السماح لأي جهة كانت أن تتدخل بين الأخ و أخيه .. مما جعل الأمة كلها لا قيمة لها ولا وزن بين شعوب العالم .. تحت مزاعم أن الرئيس صدام حسين كان يشكل خطراً على إخوانه .. وهذا ما تم نفيه في المحاكمة الهوليودية التي رآها العالم أجمع .. ورأى شموخ الرجل و كيف أنه كان مهاب حتى وهو أسير .. مكبل .. وحين وقف ليدافع عن الشعب العراقي والأمة العربية .. متناسيا نفسه .. وبرغم سلبيات الحكام العرب في هذه القضية إلا أنه لم يهاجم أيهم في تصريحاته .. لأنه يعلم الحقيقة المؤلمة .. فالجميع بات خائف على نفسه من أن يتكرر الحدث معه فيقف نفس وقفته .. ولأن أخطاء الحكام عادة ما تحفر في صدور الشعوب .. ولأن الإنسان بطبعه ينسى الحسنات ويتذكر السيئات .. فأنكمش الجميع أمام هذا التجبر الصهيوني العالمي .
وبعد أن أعلنت أمريكا عن نزهة عسكرية لجنودهم لأيام في العراق ومن ثم يعودوا بالنصر .. طالت أيامهم .. وأصبحت سنوات .. وبدأت القوة العالمية بهزيمتها المنكرة وانتحار جنود المارينز على أسوار بغداد كما قال شهيد العروبة الراحل( صدام حسين) .
كان يجب على هذه القوة الغاشمة أن تنسحب قبل أن تفقد ما تبقى لها من هيبة في عيون العالم .. وقبل أن تسقط إمبراطوريتها التي تفردت بها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ..
و من المعروف مسبقاً (( أنه حين تريد إلهاء العامة عن حدث قوي على الواقع فيجب أن توجه نظره إلى حدث أقوى ولكن يكون هذا الحدث عادة – حدث مصنوع- أي أنه حدث لم يحدث ولن يحدث إلا في خيال صانعه ))
ولأن أكبر ما يشد العامة من الناس ويأخذ بالهم ويلهيهم عن الحياة بما فيها هي الحرب .. فكان لزاماً على العقول المخططة أن تفتعل حرب أو تعلن عن حرب يكون صداها أكبر وأعظم من التي سبقتها .. لتخيف الشعوب وترهب قلوبهم .. فتنسى ما قد فات وتصوب عقولهم إلى الحدث الآتي .. بالطبع كانت حرب لبنان جزء من تلك الملهاة ولكنها كانت كارثية على الصهيونية فقد فشلت القوة الصهيونية في تحقيق هدف وصولها للبحر لتطويق سوريا .. كما فشلت في وضع جنودها المنهكين في العراق في لبنان لا، لا تزال هناك قوة في المنتصف وهي سوريا .. وسوريا وهي حليفة لإيران .. ولم تكن عدوة للعراق .. ما يعني أنها دولة تعد من الدول الوسطية في التعامل مع القضية العربية .. ما جعلها بؤرة الحدث الآن .. ورغم أن ما يروجه الإعلام الصهيوني من حرب مرتقبة على إيران من القوى العظمى .. وأن هناك حرب على سوريا من وكيلتها في المنطقة ( العصابة الصهيونية في أرض فلسطين المحتلة) إلا أن التكهنات جميعها لا تعطي مصداقية حقيقية في أحدهم .. لان معنى خوض حرب مثل هذه قد يفني الأسطورة الصهيونية إلى الأبد .. ولو أن هناك حرب حقيقية في المنطقة فلن تكون بين هؤلاء ..
فالحرب التي يدبر لها العدو الصهيوني هي حرب عصابات .. حرب عربية عربية ..
تجمع فيها الجماعات والمنظمات التي دربتها خلال الحقب الفائتة في أمريكا ولندن و باقي معسكراتهم في العالم .. والذين استقطبتهم من معارضي الحكم في البلاد العربية .. وأغلبهم عليهم أحكام .. ومن هؤلاء من كان الطعم الذي اصطادت به أمريكا قرار الحرب على ما سموه ( الإرهاب) وهم الجماعات التي دعمتها أمريكا سابقاً وأعطتها المال والسلاح للتصدي للاتحاد السوفيتي .. ولم ينقلب السحر على الساحر .. ولكن كان هذا من ضمن خطة استخدام نفس الفصيل الذي صنعته أمريكا لدحر السوفيت هو ذاته الورقة التي استخدمتها لدحر وإذلال العرب .
ولأن هؤلاء الذين تستخدمهم أمريكا غير مرغوب بهم في بلادهم لكونهم في عرف كل بلد خارجون عن النظام فمن الطبيعي أنهم ينتظرون ساعة الصفر ليثأروا لأنفسهم ليعودوا و يقتنصوا سدة الحكم .. ويكون المثال للحكم و للحكام العرب هوة ذاته ما حدث في العراق .. كما فعل بالقيادة العراقية ونظامه الشرعي بالرئيس الراحل صدام حسين .. حين أعطى الاحتلال سدة الحكم لمعارضي النظام العراقي فكان نهاية النظام بالثأر لا بالعدل ..
و هذا الموضوع كبير لا تفيه سطور في مقال ..
ومن هنا نستنتج .. الحرب الخفية ..
و لعبة هز الجوال .. ولمن لا يعرفها سأقصها عليه ..
وقفت مجموعة من المتسابقين أمام شرعة ماء و عليها جسر يمتد من الشط إلى الشط لا يسع سوى لنفر .. فقام المراهن ليقول من منكم يستطيع أن يحمل جوال مليء بالجرذان ( الفئران) ويتخطى هذا الجسر به ..
تقدم الأول فحمل الجوال لمتر أو مترين فقرضته الفئران فألقى الجوال .. فجاء الثاني .. فحمل الجوال لعدة أمتار وفعل ما فعله السابق حتى جاء رجل فحمل الجوال و كلما خطا خطوتين أو ثلاث فأنزل الجوال خابطاً إياه في الأرض حتى جعل الفئران في وضع تتداخل في بعضها البعض فينشغلون عن قرضه فيحمل الجوال حتى إذا ما شعر باستقرار الفئران أعاد الكرة حتى وصل إلى خط النهاية ..
هذا هو الحال في السياسة .. فكلما فتحت أفواه الشعوب لتطالب بحقوق .. هزت الصهيونية جوال القمع والغلاء والفتن حتى تعض الشعوب أنفسهم داخلياً فينشغلون عن كون أن هناك احتلال للأراضي العربية وأنه يجب أن تسن الأسنان على هذا المغتصب .. ولكن آثرت القوى العربية إلا أن تصبح مثلها مثل الفئران التي تعض بعضها وتترك الغاصب ينعم بما اغتصبه ..
أعتذر عن تقديم مثل هذا المثال .. ولكن دائما المثل ما يدل على الوضع .. وليس لتشبيه من فيه بالإنسان .. فالإنسان كرمه الله ولا يجب أن يهن نفسه ..
أتمنى أن نتدارك أمورنا .. وأن نفتح عقولنا كي نستطيع رد المكائد الصهيونية لنحورها .. و أن نعلم أننا كعرب أمة واحدة .. يجب أن تلتحم .. يجب أن تتحد .. يجب أن تنزع الفرقة من قلبها وتتخطى مشاكلها بنفسها دون الاعتماد على العدو الصهيوني ( الأصل) أو العدو الصهيوني ( الفرع) ..
وللحديث دائماً بقية
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
رئيس تحرير جريدة مصر الحرة