المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفي هذا تَكْمُن "عبقرية" الدكتور زغلول النجار؟!



جواد البشيتي
03/10/2007, 02:22 PM
أفي هذا تَكْمُن "عبقرية" الدكتور زغلول النجار؟!

جواد البشيتي

مُكْتَشِف "الإشارات القرآنية إلى كل الاكتشافات والحقائق العِلْمية من فيزيائية وكوزمولوجية وكيميائية.." الدكتور زغلول النجار، الذي هناك مَنْ يرى فيه من "العبقرية" ما يَعْدِل عبقرية آينشتاين، إنْ لم يَفُقْها، اكتشف "إشارات قرآنية إلى عُمْر الكون".

وفي أمْر هذا "الاكتشاف" قال الآتي: لقد ذكر القرآن الكريم في كثير من آياتـه أن الله تعالى خلق الكون في ستـة أيام كمـا في قوله سبحانـه: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (قّ:38)".
أما عن الأيام فالمقصود بها مراحل أو حقب زمنية لخلق الكون وليست الأيام التي نعدها نحن البشر بدليل عدم وجود عبارة "مم تعدون " في جميع الآيات التي تتحدث عن الأيام الستة للخلق كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (هود:7)". وقوله: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (السجدة:4)".
وهنا نلاحظ أن اليوم في سورة السجدة آية (4) يمثل مرحلة من مراحل الخلق أما اليوم في الآية (5) فهو من آياتنا التي نعدها بطلوع الشمس كل يوم والسؤال الآن هو ما هي هذه الأيام أو المراحل الستة وكيف يمكن تقسيمها كونياً؟ والعلم يقدر عمر الكون بين 10 ـ 20 مليار سنة .
الإشارة القرآنية: قال تعالى: "قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (فصلت:9)".
طبقاً لهذه الآيات فإن الأيام الستة للخلق قسمت كما أجمع المفسرون إلى ثلاثة أقسام متساوية كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم النسبي للزمن .
أولاً: يومان لخلق الأرض من السماء الدخانية الأولى:"قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (فصلت:9)". و"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء:30)".
ثانياً: يومان لتسوية السماوات السبع: "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (فصلت:11)". وهذا يشير إلى الحال الدخانية للسماء بعد الانفجار الكوني العظيم بيومين حيث بدأ تشكل السماوات فقضاهن سبع سماوات في يومين .
ثالثاً: يومان لتدبير الأرض جيولوجياً وتسخيرها للإنسان: قال تعالى: "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (فصلت:10)". مما يشير إلى جبال نيزكية سقطت واستقرت في البداية على قشرة الأرض فور تصلبها بدليل قوله "من فوقها"، و"بارك فيها أقواتها" أي قدر أرزاق أهلها .
"في أربعة أيام سواء للسائلين" أي تمام أربعة أيام كاملة متساوية بلا زيادة و لا نقصان للسائلين من البشر عن مدة خلقها وما فيها و يرى جميع المفسرين أن هذه الأيام الأربعة تشمل يومي خلق الأرض و يومي التدبير الجيولوجي لها ويتضح مما سبق:
1 ـ تساوي الأيام زمنياً وإلا لما أمكن جمعها وتقسيمها إلى ثلاثة مراحل متساوية.
2 ـ التدبير الجيولوجي للأرض حتى وصول السائلين (الإنسان ) أستغرق يومين من أيام الخلق الستة أي أستغرق ثلث عمر الكون. وحيث أن التدبير الجيولوجي للأرض منذ بدء تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق زمناً قدره 4.5 مليار سنة طبقاً لدراسة عمر الأرض إذاً عمر الكون =4,5 × 3= 13,5 مليار سنة وهذا الرقم يقارب ما توصلت إليه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مؤخراً و ذلك باستخدام مكوك فضائي مزود بمجسات متطورة جداً لدراسة الكون حيث قدرت عمر الكون بـ 13,7 مليار سنة. انتهت "المقالة ـ الاكتشاف".

هذا "الاكتشاف" بدأ إذ اكتشف الدكتور النجار أنَّ العبارة القرآنية "ستَّة أيَّام" لم تَقْتَرِن حيث ذُكِرَت في القرآن بالعبارة القرآنية "مِمَّا تَعُدُّونَ ". وكما ترون، في مقالته فقد أخطأ لغوياً في كتابة "مِمَّا" إذ كتبها "مم"!

في سورة "السجدة"، وفي الآية 4 منها، نقرأ: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ". أمَّا في الآية 5 منها فنقرأ: "يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ".

الدكتور النجار، وعن عمد، ضَرَب صفحاً عن الآية 5 من سورة "السجدة". وضَرَب صفحاً عن الآية 47 من سورة "الحج"، والتي نقرأ فيها: "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ".

اليوم عند الله إنَّما يَعْدِل 1000 سنة مِمَّا نعد نحن البشر، أي 1000 سنة أرضية؛ أمَّا اليوم (من أيَّام الخَلْق الستَّة) فيَعْدِل عند الدكتور النجار 2.25 مليار سنة أرضية؛ فاخْتاروا أحد "التقويمين".. "التقويم الإلهي" أو "تقويم النجار"!

عُمْر الكون 13.5 مليار سنة.. وبحسب "اكتشاف" الدكتور النجار، اسْتَغْرَق "خَلْق" الكون 13.5 مليار سنة، تَعْدِل "ستَّة أيَّام".

والآن، اسْتَعِرْ من هذا "العبقري"، الدكتور النجار، عقله حتى يَسْهُل عليكَ الاقتناع بأنَّ الله أنْفَق من وقته 9 مليارات سنة (لا غير) في خَلْق وإتْمام خَلْق "كوكب الأرض"، وبأنَّ "ما بقي من الكون"، أي نحو 99.99999999999999999999999999 منه قد اسْتَغْرَق خَلْقه 4.5 مليار سنة!

مجنون يحكي وعاقل يَسْمَع.. كوكب الأرض، الذي يَعْدِل قطرة في بحر الكون، اسْتَغْرَق خَلْقُه 9 مليارات سنة؛ وسائر الكون اسْتَغْرَق خَلْقُه 4.5 مليار سنة فحسب!

بالله عليكم جيئوني ولو بعالِمٍ كوني واحد يجرؤ على أن يقول ما قاله هذا "العبقري" الذي اسْتَكْثِرَ عليه أن يكون نجَّاراً!

أُنْظروا الآن في "خُطَّة الخَلْق (الإلهية)" كما بسطها لنا الدكتور النجار. بحسب هذه "الخٌطَّة"، بدأ الخَلْق بخَلْق "الأرض"؛ وقد اسْتَغْرَق هذا الخَلْق 4.5 مليار سنة. وفي "المرحلة الثانية" من "الخُطَّة"، خَلَق الله "السماوات السبع"؛ وقد اسْتَغْرق هذا الخَلْق 4.5 مليار سنة. وفي "المرحلة الثالثة (والأخيرة)"، عاد الله لـ "يِسْتَكْمِل" خَلْق "الأرض"؛ وقد اسْتَغْرَق هذا العمل الإلهي 4.5 مليار سنة.

بالله عليكم جيئوني ولو بعالِمٍ كوني واحد يجرؤ على أن يُخْبِر طفلاً أنَّ "كوكب الأرض" هو أوَّل ما خُلِقَ من الكون (خُلِقَ حتى قبل أن تُخْلَق الشمس)!

"العبقري" النجار قال، وكأنَّ مستمعيه قَوْمٌ من الأغبياء، إنَّ الله، وفي يومين، "خَلَق الأرض من السماء الدخانية الأولى"؛ وهذه "السماء الدخانية الأولى" هي، بحسب "اكتشافه" هو أيضا، ما تَمَخَّضَ عنه "الانفجار العظيم" Big Bang. وهذا "الانفجار" يفهمه الدكتور النجار على أنَّه الأمر الإلهي بـ "الفَتْق".

في "آية الخَلْق الكبرى" نقرأ: "أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ".

إذا كان "الانفجار العظيم" هو "الفَتْق" فغنيٌ عن البيان أنَّ "الأرض" لم تُخْلَق من "السماء الدخانية الأولى"، التي جاء بها هذا "الانفجار". وغنيٌ عن البيان أيضا أنَّ "الأرض" كانت قبل "الانفجار العظيم"، أي قبل "الفتق".. كانت "ملتصقة، ملتزقة، بالسماء، فبدأ "الخَلْق"، بالتالي، بـ "فَصْل" كلتاهما عن الأخرى. قبل أن يبدأ الخَلْق مع أيَّامه الستَّة، كانت "الأرض" و"السماء" مُرتتقتين؛ ثمَّ فَصَلَ الله بينهما إذ أصْدَر أمْر "الفَتْق"، الذي يفهمه الدكتور النجار على أنَّه "الانفجار العظيم".

ويتطرَّف الدكتور النجار في "عبقريته"، فـ "يكتَشِف" أنَّ "الجبال" في الأرض قد أسْقَطَها الله عليها من فَوْق، أي من السماء. وعليه يسمِّيها "الجبال النيزكية"!

ودليله على ذلك هو الآية "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا..". ومعنى الآية الحقيقي، والذي لا يحتاج التوصُّل إليه إلى كل هذه "العبقرية"، هو أنَّ الله جَعَلَ فوْق الأرض (وليس تحتها) جبالاً. إذا أنتَ جَعَلْتَ "منزلاً" فوق قطعة من الأرض فقد يُفَسِّر الدكتور النجار وجود هذا "المنزل" فوْق الأرض على أنَّه "منزل نيزكي" أسْقَطَه الله على قطعة الأرض تلك من السماء!

الآن، افْتَحوا عقولكم، أي أغْلِقوها، حتى تَشْهدوا للدكتور النجار بـ "العبقرية"، فهو لا يُمَيِّز "عُمْر" الكون من "مُدَّة" خَلْقِه.

لقد ابتنى الدكتور النجار منزلاً فخما له من اتِّجاره بالأوهام التي لها في مجتمعنا سوقاً واسعة. ابتناه في زمن مقداره 6 أشهر. وقد انتهى من بنائه سنة 2000. لو سألْتَ هذا "العبقري" عن "عُمْر" منزله لأجابكَ على البديهة قائلا: "6 أشهر"!

إنَّه لا يُمَيِّز "عُمْر" منزله، والذي هو 7 سنوات، من "مُدَّة" خَلْقِه لهذا المنزل!

إذا كان "عُمْر" الكون" هو ذاته "مُدَّة" خَلْقِه، وإذا كانت هذه وذاك 13.5 مليار سنة، فهذا إنَّما يعني أنَّ الله قد انتهى من خَلْق الكون قبل بضعة آلاف من السنين!

إذا كان "عُمْر" منزلكَ الآن 6 أشهر، وإذا كان خَلْقُكَ له قد استغرق نحو 6 أشهر، فإنَّكَ الآن، أو قبل يوم أو يومين، قد انتهيتَ من خَلْقِه.

بحسب الدكتور النجار انتهى الله من خَلْق السماوات السبع، بما فيها من مجرَّات ونجوم..، قبل نحو 9 مليارات سنة؛ ثمَّ شرع يَسْتَكْمِل خلق "الأرض"؛ وهذا "الاستكمال" استغرق، على ما يَزْعُم، 4.5 مليار سنة.

من ذلك يمكن ويجب أن نَسْتَنْتِج أنَّ "عُمْر" أقْدَم مجرَّة (أو نجم) في الكون لا يزيد، ولا يُمْكِنه أن يزيد، عن 4.5 مليار سنة، فهل هذا يَحْظى بقبول عِلْم وعلماء الكون؟!

لقد ابتنى الدكتور النجار بناية مؤلَّفة من ثلاث طوابق، اسْتَغْرَق بناؤه لها 13.5 مليار سنة، فكم "عُمْرها"؟ بالله عليكم اسألوه هذا السؤال لعلَّه يجيب.

إذا انتهى من بنائها قبل 3 أشهر فَعْمرها 3 أشهر؛ أمَّا إذا انتهى من بنائها (الذي اسْتَغْرَق 13.5 مليار سنة) قبل 13.5 مليار سنة، فَعْمرها 13.5 مليار سنة.

بالله عليكم دعوه يجيب، ويَكْفينا، بالتالي، شرَّ "عبقريته"، التي لا يراها عبقرية إلاَّ كل من خَتَم الله على قلبه.. وعلى سمعه، وجَعَلَ على بصره غِشاوة!

جواد البشيتي
03/10/2007, 02:22 PM
أفي هذا تَكْمُن "عبقرية" الدكتور زغلول النجار؟!

جواد البشيتي

مُكْتَشِف "الإشارات القرآنية إلى كل الاكتشافات والحقائق العِلْمية من فيزيائية وكوزمولوجية وكيميائية.." الدكتور زغلول النجار، الذي هناك مَنْ يرى فيه من "العبقرية" ما يَعْدِل عبقرية آينشتاين، إنْ لم يَفُقْها، اكتشف "إشارات قرآنية إلى عُمْر الكون".

وفي أمْر هذا "الاكتشاف" قال الآتي: لقد ذكر القرآن الكريم في كثير من آياتـه أن الله تعالى خلق الكون في ستـة أيام كمـا في قوله سبحانـه: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (قّ:38)".
أما عن الأيام فالمقصود بها مراحل أو حقب زمنية لخلق الكون وليست الأيام التي نعدها نحن البشر بدليل عدم وجود عبارة "مم تعدون " في جميع الآيات التي تتحدث عن الأيام الستة للخلق كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (هود:7)". وقوله: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (السجدة:4)".
وهنا نلاحظ أن اليوم في سورة السجدة آية (4) يمثل مرحلة من مراحل الخلق أما اليوم في الآية (5) فهو من آياتنا التي نعدها بطلوع الشمس كل يوم والسؤال الآن هو ما هي هذه الأيام أو المراحل الستة وكيف يمكن تقسيمها كونياً؟ والعلم يقدر عمر الكون بين 10 ـ 20 مليار سنة .
الإشارة القرآنية: قال تعالى: "قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (فصلت:9)".
طبقاً لهذه الآيات فإن الأيام الستة للخلق قسمت كما أجمع المفسرون إلى ثلاثة أقسام متساوية كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم النسبي للزمن .
أولاً: يومان لخلق الأرض من السماء الدخانية الأولى:"قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (فصلت:9)". و"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء:30)".
ثانياً: يومان لتسوية السماوات السبع: "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (فصلت:11)". وهذا يشير إلى الحال الدخانية للسماء بعد الانفجار الكوني العظيم بيومين حيث بدأ تشكل السماوات فقضاهن سبع سماوات في يومين .
ثالثاً: يومان لتدبير الأرض جيولوجياً وتسخيرها للإنسان: قال تعالى: "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (فصلت:10)". مما يشير إلى جبال نيزكية سقطت واستقرت في البداية على قشرة الأرض فور تصلبها بدليل قوله "من فوقها"، و"بارك فيها أقواتها" أي قدر أرزاق أهلها .
"في أربعة أيام سواء للسائلين" أي تمام أربعة أيام كاملة متساوية بلا زيادة و لا نقصان للسائلين من البشر عن مدة خلقها وما فيها و يرى جميع المفسرين أن هذه الأيام الأربعة تشمل يومي خلق الأرض و يومي التدبير الجيولوجي لها ويتضح مما سبق:
1 ـ تساوي الأيام زمنياً وإلا لما أمكن جمعها وتقسيمها إلى ثلاثة مراحل متساوية.
2 ـ التدبير الجيولوجي للأرض حتى وصول السائلين (الإنسان ) أستغرق يومين من أيام الخلق الستة أي أستغرق ثلث عمر الكون. وحيث أن التدبير الجيولوجي للأرض منذ بدء تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق زمناً قدره 4.5 مليار سنة طبقاً لدراسة عمر الأرض إذاً عمر الكون =4,5 × 3= 13,5 مليار سنة وهذا الرقم يقارب ما توصلت إليه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مؤخراً و ذلك باستخدام مكوك فضائي مزود بمجسات متطورة جداً لدراسة الكون حيث قدرت عمر الكون بـ 13,7 مليار سنة. انتهت "المقالة ـ الاكتشاف".

هذا "الاكتشاف" بدأ إذ اكتشف الدكتور النجار أنَّ العبارة القرآنية "ستَّة أيَّام" لم تَقْتَرِن حيث ذُكِرَت في القرآن بالعبارة القرآنية "مِمَّا تَعُدُّونَ ". وكما ترون، في مقالته فقد أخطأ لغوياً في كتابة "مِمَّا" إذ كتبها "مم"!

في سورة "السجدة"، وفي الآية 4 منها، نقرأ: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ". أمَّا في الآية 5 منها فنقرأ: "يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ".

الدكتور النجار، وعن عمد، ضَرَب صفحاً عن الآية 5 من سورة "السجدة". وضَرَب صفحاً عن الآية 47 من سورة "الحج"، والتي نقرأ فيها: "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ".

اليوم عند الله إنَّما يَعْدِل 1000 سنة مِمَّا نعد نحن البشر، أي 1000 سنة أرضية؛ أمَّا اليوم (من أيَّام الخَلْق الستَّة) فيَعْدِل عند الدكتور النجار 2.25 مليار سنة أرضية؛ فاخْتاروا أحد "التقويمين".. "التقويم الإلهي" أو "تقويم النجار"!

عُمْر الكون 13.5 مليار سنة.. وبحسب "اكتشاف" الدكتور النجار، اسْتَغْرَق "خَلْق" الكون 13.5 مليار سنة، تَعْدِل "ستَّة أيَّام".

والآن، اسْتَعِرْ من هذا "العبقري"، الدكتور النجار، عقله حتى يَسْهُل عليكَ الاقتناع بأنَّ الله أنْفَق من وقته 9 مليارات سنة (لا غير) في خَلْق وإتْمام خَلْق "كوكب الأرض"، وبأنَّ "ما بقي من الكون"، أي نحو 99.99999999999999999999999999 منه قد اسْتَغْرَق خَلْقه 4.5 مليار سنة!

مجنون يحكي وعاقل يَسْمَع.. كوكب الأرض، الذي يَعْدِل قطرة في بحر الكون، اسْتَغْرَق خَلْقُه 9 مليارات سنة؛ وسائر الكون اسْتَغْرَق خَلْقُه 4.5 مليار سنة فحسب!

بالله عليكم جيئوني ولو بعالِمٍ كوني واحد يجرؤ على أن يقول ما قاله هذا "العبقري" الذي اسْتَكْثِرَ عليه أن يكون نجَّاراً!

أُنْظروا الآن في "خُطَّة الخَلْق (الإلهية)" كما بسطها لنا الدكتور النجار. بحسب هذه "الخٌطَّة"، بدأ الخَلْق بخَلْق "الأرض"؛ وقد اسْتَغْرَق هذا الخَلْق 4.5 مليار سنة. وفي "المرحلة الثانية" من "الخُطَّة"، خَلَق الله "السماوات السبع"؛ وقد اسْتَغْرق هذا الخَلْق 4.5 مليار سنة. وفي "المرحلة الثالثة (والأخيرة)"، عاد الله لـ "يِسْتَكْمِل" خَلْق "الأرض"؛ وقد اسْتَغْرَق هذا العمل الإلهي 4.5 مليار سنة.

بالله عليكم جيئوني ولو بعالِمٍ كوني واحد يجرؤ على أن يُخْبِر طفلاً أنَّ "كوكب الأرض" هو أوَّل ما خُلِقَ من الكون (خُلِقَ حتى قبل أن تُخْلَق الشمس)!

"العبقري" النجار قال، وكأنَّ مستمعيه قَوْمٌ من الأغبياء، إنَّ الله، وفي يومين، "خَلَق الأرض من السماء الدخانية الأولى"؛ وهذه "السماء الدخانية الأولى" هي، بحسب "اكتشافه" هو أيضا، ما تَمَخَّضَ عنه "الانفجار العظيم" Big Bang. وهذا "الانفجار" يفهمه الدكتور النجار على أنَّه الأمر الإلهي بـ "الفَتْق".

في "آية الخَلْق الكبرى" نقرأ: "أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ".

إذا كان "الانفجار العظيم" هو "الفَتْق" فغنيٌ عن البيان أنَّ "الأرض" لم تُخْلَق من "السماء الدخانية الأولى"، التي جاء بها هذا "الانفجار". وغنيٌ عن البيان أيضا أنَّ "الأرض" كانت قبل "الانفجار العظيم"، أي قبل "الفتق".. كانت "ملتصقة، ملتزقة، بالسماء، فبدأ "الخَلْق"، بالتالي، بـ "فَصْل" كلتاهما عن الأخرى. قبل أن يبدأ الخَلْق مع أيَّامه الستَّة، كانت "الأرض" و"السماء" مُرتتقتين؛ ثمَّ فَصَلَ الله بينهما إذ أصْدَر أمْر "الفَتْق"، الذي يفهمه الدكتور النجار على أنَّه "الانفجار العظيم".

ويتطرَّف الدكتور النجار في "عبقريته"، فـ "يكتَشِف" أنَّ "الجبال" في الأرض قد أسْقَطَها الله عليها من فَوْق، أي من السماء. وعليه يسمِّيها "الجبال النيزكية"!

ودليله على ذلك هو الآية "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا..". ومعنى الآية الحقيقي، والذي لا يحتاج التوصُّل إليه إلى كل هذه "العبقرية"، هو أنَّ الله جَعَلَ فوْق الأرض (وليس تحتها) جبالاً. إذا أنتَ جَعَلْتَ "منزلاً" فوق قطعة من الأرض فقد يُفَسِّر الدكتور النجار وجود هذا "المنزل" فوْق الأرض على أنَّه "منزل نيزكي" أسْقَطَه الله على قطعة الأرض تلك من السماء!

الآن، افْتَحوا عقولكم، أي أغْلِقوها، حتى تَشْهدوا للدكتور النجار بـ "العبقرية"، فهو لا يُمَيِّز "عُمْر" الكون من "مُدَّة" خَلْقِه.

لقد ابتنى الدكتور النجار منزلاً فخما له من اتِّجاره بالأوهام التي لها في مجتمعنا سوقاً واسعة. ابتناه في زمن مقداره 6 أشهر. وقد انتهى من بنائه سنة 2000. لو سألْتَ هذا "العبقري" عن "عُمْر" منزله لأجابكَ على البديهة قائلا: "6 أشهر"!

إنَّه لا يُمَيِّز "عُمْر" منزله، والذي هو 7 سنوات، من "مُدَّة" خَلْقِه لهذا المنزل!

إذا كان "عُمْر" الكون" هو ذاته "مُدَّة" خَلْقِه، وإذا كانت هذه وذاك 13.5 مليار سنة، فهذا إنَّما يعني أنَّ الله قد انتهى من خَلْق الكون قبل بضعة آلاف من السنين!

إذا كان "عُمْر" منزلكَ الآن 6 أشهر، وإذا كان خَلْقُكَ له قد استغرق نحو 6 أشهر، فإنَّكَ الآن، أو قبل يوم أو يومين، قد انتهيتَ من خَلْقِه.

بحسب الدكتور النجار انتهى الله من خَلْق السماوات السبع، بما فيها من مجرَّات ونجوم..، قبل نحو 9 مليارات سنة؛ ثمَّ شرع يَسْتَكْمِل خلق "الأرض"؛ وهذا "الاستكمال" استغرق، على ما يَزْعُم، 4.5 مليار سنة.

من ذلك يمكن ويجب أن نَسْتَنْتِج أنَّ "عُمْر" أقْدَم مجرَّة (أو نجم) في الكون لا يزيد، ولا يُمْكِنه أن يزيد، عن 4.5 مليار سنة، فهل هذا يَحْظى بقبول عِلْم وعلماء الكون؟!

لقد ابتنى الدكتور النجار بناية مؤلَّفة من ثلاث طوابق، اسْتَغْرَق بناؤه لها 13.5 مليار سنة، فكم "عُمْرها"؟ بالله عليكم اسألوه هذا السؤال لعلَّه يجيب.

إذا انتهى من بنائها قبل 3 أشهر فَعْمرها 3 أشهر؛ أمَّا إذا انتهى من بنائها (الذي اسْتَغْرَق 13.5 مليار سنة) قبل 13.5 مليار سنة، فَعْمرها 13.5 مليار سنة.

بالله عليكم دعوه يجيب، ويَكْفينا، بالتالي، شرَّ "عبقريته"، التي لا يراها عبقرية إلاَّ كل من خَتَم الله على قلبه.. وعلى سمعه، وجَعَلَ على بصره غِشاوة!

طه خضر
03/10/2007, 02:56 PM
خيّب الله الإنس والجان والأمريكان والألمان والإفرانسيس والطليان والأتراك والبلقان والهندوك والإسبان والبلجيك والرومان ومن وراءهم الإنجليز والبولونيز ، خيبهم الله وخيب علمائهم الذين شهدوا للعالم المفكر الأستاذ الدكتور زغلول النجار بالعبقرية واستضافوه في ديارهم واحتفوا به وأكرموه واستمعوا له وأنصفوه ، وشاء الله لمن شاء منهم أن يعرف طريق الحق على يديه ، هل أعمى الله بصيرتهم هم وعلمائهم الذين غزوا الفضاء وأرسلوا البعثات إلى الكواكب الأخرى عن هذه العبقرية المضادة التي تفتقت عنها عقليات البعض هنا ؟؟!! ، .. لا بأس ، على كل حال قد ينتبهوا مجتمعين لخطأهم الجسيم وتخلـّفهم العميم ؛ فيرسلوا المراسيل والرسل ليجلبوا هذه العقلية الجبارة المغوارة ليضفوا عليها ما هي أهل له من الثناء والتبجيل والتقديس والتهليل ..!!

قبل مدة دعونا الأستاذ الدكتور المفكر زغلول النجار لإلقاء محاضرة هنا في عمان واحتفينا به وأكرمناه وكانت مأدبة غداء تشرّفنا خلالها بتواجده بيننا ، وهالنا بعد أن ودعناه كم المكالمات المعاتبة التي تلقيناها من أكثر من 20 بعثة دبلوماسية غربية أبدوا امتعاظهم لعدم دعوتهم وتفويت تلك الفرصة النادرة عليهم للقاء العالم العلامة والاستماع له ، ولا بأس ما دُمنا في لب الموضوع ، ندعوا من يدّعي ويزعم ويدحض ونرى من يشرّفنا ويحضر ، لكن لن يكون هناك غداء على كل حال حتى لا نفتح مجال لكل من إيف في بطنه ليتحفنا بوجوده ..!!

ملاحظة أخيرة : قاعدة خالف تُـعرف أظنها كانت مقررة في مساق من مساقات العلوم السياسية ، نفرد لها موضوعا بذاته ، .. لكن بعد حين !!

وقبل أن أنسى ، جميل جدا أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية وننزل الناس منازلهم ؛ فالمفكر هو كذلك وننعته بذلك والمجادل هو كذلك وننعته بذلك ومن يهرف بما يحفظه من قوالب مسكوبة في عقله هو كذلك وننعته بذلك وهكذا الإنصاف وإلا فلا ..!!



:laugh:

طه خضر
03/10/2007, 02:56 PM
خيّب الله الإنس والجان والأمريكان والألمان والإفرانسيس والطليان والأتراك والبلقان والهندوك والإسبان والبلجيك والرومان ومن وراءهم الإنجليز والبولونيز ، خيبهم الله وخيب علمائهم الذين شهدوا للعالم المفكر الأستاذ الدكتور زغلول النجار بالعبقرية واستضافوه في ديارهم واحتفوا به وأكرموه واستمعوا له وأنصفوه ، وشاء الله لمن شاء منهم أن يعرف طريق الحق على يديه ، هل أعمى الله بصيرتهم هم وعلمائهم الذين غزوا الفضاء وأرسلوا البعثات إلى الكواكب الأخرى عن هذه العبقرية المضادة التي تفتقت عنها عقليات البعض هنا ؟؟!! ، .. لا بأس ، على كل حال قد ينتبهوا مجتمعين لخطأهم الجسيم وتخلـّفهم العميم ؛ فيرسلوا المراسيل والرسل ليجلبوا هذه العقلية الجبارة المغوارة ليضفوا عليها ما هي أهل له من الثناء والتبجيل والتقديس والتهليل ..!!

قبل مدة دعونا الأستاذ الدكتور المفكر زغلول النجار لإلقاء محاضرة هنا في عمان واحتفينا به وأكرمناه وكانت مأدبة غداء تشرّفنا خلالها بتواجده بيننا ، وهالنا بعد أن ودعناه كم المكالمات المعاتبة التي تلقيناها من أكثر من 20 بعثة دبلوماسية غربية أبدوا امتعاظهم لعدم دعوتهم وتفويت تلك الفرصة النادرة عليهم للقاء العالم العلامة والاستماع له ، ولا بأس ما دُمنا في لب الموضوع ، ندعوا من يدّعي ويزعم ويدحض ونرى من يشرّفنا ويحضر ، لكن لن يكون هناك غداء على كل حال حتى لا نفتح مجال لكل من إيف في بطنه ليتحفنا بوجوده ..!!

ملاحظة أخيرة : قاعدة خالف تُـعرف أظنها كانت مقررة في مساق من مساقات العلوم السياسية ، نفرد لها موضوعا بذاته ، .. لكن بعد حين !!

وقبل أن أنسى ، جميل جدا أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية وننزل الناس منازلهم ؛ فالمفكر هو كذلك وننعته بذلك والمجادل هو كذلك وننعته بذلك ومن يهرف بما يحفظه من قوالب مسكوبة في عقله هو كذلك وننعته بذلك وهكذا الإنصاف وإلا فلا ..!!



:laugh:

هدى الجيوسي
03/10/2007, 04:00 PM
يبدو بأن الأستاذ جواد لديه عقدة مزمنة إسمها زغلول النجار!
وإذا عرف السبب بطل العجب، أعتقد أنا شخصيآ بأن ذلك ناتج عن إحترام العالم الغربي قبل العالم الثالث! لهذا العبقري الذي أفحم من هم أكثر جدالآ من الأستاذ جواد، لا وبل دخل على يديه الكثير من العلماء في الإسلام، وهذ ما لا يروق لمن يبذل كل جهده حتى يثبت أن لا خالق لهذا الكون وإنما المادة هي الأساس! وهنا يدعي الأستاذ جواد بأنه فطحل زمانه الذي لا أحد سواه يعرف الحقائق العلمية في كيفية خلق الكون، وكأن الله قد أطلعه عليها! وهو بذلك أكثر عبقرية من كل علماء الغرب الذين رفعوا القبعات للدكتور النجار.

قليل من الحكمة والموضوعية لا تضر!

هدى الجيوسي
03/10/2007, 04:00 PM
يبدو بأن الأستاذ جواد لديه عقدة مزمنة إسمها زغلول النجار!
وإذا عرف السبب بطل العجب، أعتقد أنا شخصيآ بأن ذلك ناتج عن إحترام العالم الغربي قبل العالم الثالث! لهذا العبقري الذي أفحم من هم أكثر جدالآ من الأستاذ جواد، لا وبل دخل على يديه الكثير من العلماء في الإسلام، وهذ ما لا يروق لمن يبذل كل جهده حتى يثبت أن لا خالق لهذا الكون وإنما المادة هي الأساس! وهنا يدعي الأستاذ جواد بأنه فطحل زمانه الذي لا أحد سواه يعرف الحقائق العلمية في كيفية خلق الكون، وكأن الله قد أطلعه عليها! وهو بذلك أكثر عبقرية من كل علماء الغرب الذين رفعوا القبعات للدكتور النجار.

قليل من الحكمة والموضوعية لا تضر!

جواد البشيتي
04/10/2007, 11:03 AM
طه خضر
تَعلَّم "الإملاء" أوَّلاً، فـ "امتعاضهم" لا تُكْتَب "امتعاظهم"، و"ندعو" لا تُكْتَب "ندعوا". ويكفي أن تظلَّ على ما أنتَ فيه من "ضَعْفٍ لغوي" حتى نَقِفَ على سبب هذا "الاستخذاء الفكري" الذي تُظْهِره في مَعْرِض "دفاعِكَ" عن "عبقرية" الدكتور النجار.
غير مرَّة، اجْتَنَبْتُكَ، لا تعاليا ولا تَرَفُّعا؛ ولكن لانتفاء "الرأي" في "رأيكَ". إذا أردتَ أن تكون "صاحب رأي"، فَلِمَ تُضَيِّع كل الفُرَص التي سَنَحَت لكَ؟!
الآن، لديكَ فرصة.. لقد قرأتَ مقالة الدكتور النجار، ومقالتي، فَلْتُدْلِ بـ "رأيكَ" في بعضٍ مما تَضَمَّنته مقالتي إذا كان لديكَ رأي، فهذا الذي "تَكْتُب" لا يفيدكَ في شيء. أسْألُ الله أن يهديكَ إلى طريق العقل والفكر، فأراكَ، ولو مرَّة واحدة لا غير، تقارِع الحُجَّة بالحُجَّة!

جواد البشيتي
04/10/2007, 11:03 AM
طه خضر
تَعلَّم "الإملاء" أوَّلاً، فـ "امتعاضهم" لا تُكْتَب "امتعاظهم"، و"ندعو" لا تُكْتَب "ندعوا". ويكفي أن تظلَّ على ما أنتَ فيه من "ضَعْفٍ لغوي" حتى نَقِفَ على سبب هذا "الاستخذاء الفكري" الذي تُظْهِره في مَعْرِض "دفاعِكَ" عن "عبقرية" الدكتور النجار.
غير مرَّة، اجْتَنَبْتُكَ، لا تعاليا ولا تَرَفُّعا؛ ولكن لانتفاء "الرأي" في "رأيكَ". إذا أردتَ أن تكون "صاحب رأي"، فَلِمَ تُضَيِّع كل الفُرَص التي سَنَحَت لكَ؟!
الآن، لديكَ فرصة.. لقد قرأتَ مقالة الدكتور النجار، ومقالتي، فَلْتُدْلِ بـ "رأيكَ" في بعضٍ مما تَضَمَّنته مقالتي إذا كان لديكَ رأي، فهذا الذي "تَكْتُب" لا يفيدكَ في شيء. أسْألُ الله أن يهديكَ إلى طريق العقل والفكر، فأراكَ، ولو مرَّة واحدة لا غير، تقارِع الحُجَّة بالحُجَّة!

جواد البشيتي
04/10/2007, 11:16 AM
الأخت العزيزة هدى الجيوسي
سامحكَ الله، فأنا ليس لديَّ عُقْدة مُزْمِنة لا من زغلول النجار، ولا من عمرو خالد، ولا من هيفاء وهبي؛ فهؤلاء وأمثالهم لا أثَر لهم في عقلي ومشاعري. كل ما في الأمر أنَّني أحاوِل أن أكون في "جمهورهم" المَسْكين "مَغْسَلة فكرية"، من غير أن أطْمَع في جزاء أو شُكْر.

جواد البشيتي
04/10/2007, 11:16 AM
الأخت العزيزة هدى الجيوسي
سامحكَ الله، فأنا ليس لديَّ عُقْدة مُزْمِنة لا من زغلول النجار، ولا من عمرو خالد، ولا من هيفاء وهبي؛ فهؤلاء وأمثالهم لا أثَر لهم في عقلي ومشاعري. كل ما في الأمر أنَّني أحاوِل أن أكون في "جمهورهم" المَسْكين "مَغْسَلة فكرية"، من غير أن أطْمَع في جزاء أو شُكْر.

طه خضر
04/10/2007, 12:25 PM
طه خضر
تَعلَّم "الإملاء" أوَّلاً، فـ "امتعاضهم" لا تُكْتَب "امتعاظهم"، و"ندعو" لا تُكْتَب "ندعوا". ويكفي أن تظلَّ على ما أنتَ فيه من "ضَعْفٍ لغوي" حتى نَقِفَ على سبب هذا "الاستخذاء الفكري" الذي تُظْهِره في مَعْرِض "دفاعِكَ" عن "عبقرية" الدكتور النجار.
غير مرَّة، اجْتَنَبْتُكَ، لا تعاليا ولا تَرَفُّعا؛ ولكن لانتفاء "الرأي" في "رأيكَ". إذا أردتَ أن تكون "صاحب رأي"، فَلِمَ تُضَيِّع كل الفُرَص التي سَنَحَت لكَ؟!
الآن، لديكَ فرصة.. لقد قرأتَ مقالة الدكتور النجار، ومقالتي، فَلْتُدْلِ بـ "رأيكَ" في بعضٍ مما تَضَمَّنته مقالتي إذا كان لديكَ رأي، فهذا الذي "تَكْتُب" لا يفيدكَ في شيء. أسْألُ الله أن يهديكَ إلى طريق العقل والفكر، فأراكَ، ولو مرَّة واحدة لا غير، تقارِع الحُجَّة بالحُجَّة!

جواد البشيتي

لا بأس لا بأس ، حاولت أن أجد علاقة بين الأخطاء الكيبورديّة والاستخذاء الفكري ولم أفـُـلح ، الله أعلم ربما أكتشفوها أثناء انشغالي بالسحور ..!! ، أما أنا فمـُـتَعلّم على كل حال ولم أقل يوما أني ختمت العلم أو أوتيت جوامع الكـَلـِم ، أما الأستاذ الدكتور زغلول النجار فقد عرفته عن قرب ، وشهدت له مناظرات أعجز فيها حملة الجوائز وعتاولة العلم وجعلهم يبصمون له ولا يعقـّبون بل ويلزمون الصمت ، أما المنصف منهم فقد آب الى الله وتاب ، ولأنني لست ندا للدكتور ولن أكون وأرضى هنا بما وهبني الله ؛ فقد طلبت منك أن تبدي رأيك بهؤلاء الجهلة!! ومن لف لفهم ممن ارتادوا الفضاء وشهدوا لأستاذنا الدكتور ، ولأن قاعدة خالف تـُـعرف تكاد تفصح عن نفسها ، فقد أحجمتم عن الرد ، واكتفيتم باقتفاء وتتبع أثر الأخطاء الكيبورديّة والاستماتة في محاولة إيجاد صلة بينها وبين الاستخذاء والخواء الفكري ..!!

أسأل العظيم رب العرش العظيم أن يهديني وغيري أو يأخذني وإياه أخذ غزيز ٍ مقتدر ..!! ؛ فلا حاجة لنا بحياة لا يرضى عنها الله ..!

تحياتي ..

طه خضر
04/10/2007, 12:25 PM
طه خضر
تَعلَّم "الإملاء" أوَّلاً، فـ "امتعاضهم" لا تُكْتَب "امتعاظهم"، و"ندعو" لا تُكْتَب "ندعوا". ويكفي أن تظلَّ على ما أنتَ فيه من "ضَعْفٍ لغوي" حتى نَقِفَ على سبب هذا "الاستخذاء الفكري" الذي تُظْهِره في مَعْرِض "دفاعِكَ" عن "عبقرية" الدكتور النجار.
غير مرَّة، اجْتَنَبْتُكَ، لا تعاليا ولا تَرَفُّعا؛ ولكن لانتفاء "الرأي" في "رأيكَ". إذا أردتَ أن تكون "صاحب رأي"، فَلِمَ تُضَيِّع كل الفُرَص التي سَنَحَت لكَ؟!
الآن، لديكَ فرصة.. لقد قرأتَ مقالة الدكتور النجار، ومقالتي، فَلْتُدْلِ بـ "رأيكَ" في بعضٍ مما تَضَمَّنته مقالتي إذا كان لديكَ رأي، فهذا الذي "تَكْتُب" لا يفيدكَ في شيء. أسْألُ الله أن يهديكَ إلى طريق العقل والفكر، فأراكَ، ولو مرَّة واحدة لا غير، تقارِع الحُجَّة بالحُجَّة!

جواد البشيتي

لا بأس لا بأس ، حاولت أن أجد علاقة بين الأخطاء الكيبورديّة والاستخذاء الفكري ولم أفـُـلح ، الله أعلم ربما أكتشفوها أثناء انشغالي بالسحور ..!! ، أما أنا فمـُـتَعلّم على كل حال ولم أقل يوما أني ختمت العلم أو أوتيت جوامع الكـَلـِم ، أما الأستاذ الدكتور زغلول النجار فقد عرفته عن قرب ، وشهدت له مناظرات أعجز فيها حملة الجوائز وعتاولة العلم وجعلهم يبصمون له ولا يعقـّبون بل ويلزمون الصمت ، أما المنصف منهم فقد آب الى الله وتاب ، ولأنني لست ندا للدكتور ولن أكون وأرضى هنا بما وهبني الله ؛ فقد طلبت منك أن تبدي رأيك بهؤلاء الجهلة!! ومن لف لفهم ممن ارتادوا الفضاء وشهدوا لأستاذنا الدكتور ، ولأن قاعدة خالف تـُـعرف تكاد تفصح عن نفسها ، فقد أحجمتم عن الرد ، واكتفيتم باقتفاء وتتبع أثر الأخطاء الكيبورديّة والاستماتة في محاولة إيجاد صلة بينها وبين الاستخذاء والخواء الفكري ..!!

أسأل العظيم رب العرش العظيم أن يهديني وغيري أو يأخذني وإياه أخذ غزيز ٍ مقتدر ..!! ؛ فلا حاجة لنا بحياة لا يرضى عنها الله ..!

تحياتي ..

طه خضر
04/10/2007, 02:33 PM
Dear participants

I have few comments on the topic of Qur’an and the scientific interpretation. Anyone who wants to do this job he/she must have a strong background in science and Qur’an. In addition to that he must have a thorough understanding and skills of scientific method to be able to correlate an Arabic text to the findings of science. Unfortunately most writers in this subject do not have the above qualities, including the name mentioned in this article. Regarding the subject of the big bang and the age of the universe all Arab authors that I have read their articles are weak in the following areas: Astrophysics, astrodynamics, quantum mechanics, particle physics, astronomy, theory of relativity, and cosmology. These are the areas needed to understand the big bang and the origin of the universe. Almost all Arab writers in this subject use popular science books and they do not use well known scientific papers in the subject. Also, all Arab writers in this subject are not known here in the west in the respected scientific circles. They did not produce any research paper in the above subject. They are known only to Arab and Muslims communities and some of the Islamic centers. They are not aware of the differences between theory, facts, hypothesis, theorem, principles, laws, assumptions, and the mathematics of the big bang theory. I challenge anyone of them to come here and present a scientific paper about the big bang, black hole, the origin of the universe, etc. I will give you, In sha’ Allah many examples of their mistakes from scientific point of view in the future

,Best regards


A. K. Mazher
Professor of aerospace and aeronautical engineering and sciences
Auburn, Alabama 36830
USA
2397-826-334







Dear readers

Anyone knows Dr. Zaglool Alnaggar, please ask him the following questions

?Is the big bang a theory or a fact or a hypothesis-

?Can he solve the Einstein’s equation-
Does he know all solutions of this equation-


?Which solution gives the big bang theory-

?What are the assumptions used to obtain this solution -

? How the cosmologists calculate the age of the universe

? Is the Qur’anic verse explain the origin of the universe or the origin of the solar system -

?How many planets in the solar system-

More questions soon

Best regards

AK Mazher




الانفجار العظيم بين النظرية والفرضيّة والجدل العقيم والحقيقة التائهة بين من ضيّق ووسع واعتدل ..!!



إن القران الكريم يزخر بالعديد من الآيات التي تشير الي الكون وما به من مخلوقات سواء كانت من الأحياء أو الجمادات‏ ويعرض إلى صور من نشاتها ومراحل تكوينها‏,‏ والي العديد من الظواهر الكونية التي تصاحبها‏,‏ وقد أحصى الدارسون من مثل هذه الايات حوالي الالف ونيف آية لا مواراة فيها ,‏ بالاضافة الي ايات اخرى لا حصر لها تقرب دلالاتها من الصراحة.‏ ‏ ويقف المفسرون من هذه الايات الكونية مواقف متعددة‏ ؛‏ فمنهم من ضيـّق ووسع واعتدل ؛‏ فالمضيقون يرون ان تلك الاشارات لم ترد في القران لذاتها‏ ,‏ وإنما وردت من قبيل الاستدلال علي قدرة الله تعالى ‏,‏ وإبداعه في خلقة ‏,‏ وقدرته علي إفناء الخلق واعادته من جديد‏,‏ ومن ثم فلا يجوز تفسيرها في ضوء من معطيات العلوم الحديثة وذلك بدعوى انطلاق الكتابات العلمية من منطلقات مادية أو ميتافيزيقية ‏,‏ لا تعترف بكل ماهو فوق المدرك المحسوس‏ وربما كان منهم صاحب الطرح جواد البشيتي.‏
اما الموسعون فيرون أن القران الكريم يشتمل علي جميع العلوم والمعارف‏,‏ ولابد لحسن فهم ذلك من تفسيره علي ضوء ماتجمع لدى الانسان من رصيد علمي خصوصا في مجال العلوم البحتة والتطبيقية ‏,‏ ومن ثمن فقد قاموا بتبويب آيات الكونيات في كتاب الله وتصنيفها حسب التصانيف المعروفة في مختلف مجالات تلك‏‏ العلوم‏ ,‏ وقد تميز ذلك بشيء من التكلف الذي ادي الي رفض المنهج والوقوف في وجهه‏ بل والاصطدام اللامقصود مع بعض المسلمات ! التي قطع بها العلم الحديث .‏

اما من اعتدل فيرى أنه مع التسليم بان الاشارات الكونية في القران الكريم قد وردت في معرض التذكير بقدرة الله‏,‏ وبديع صنعه‏,‏ وهي تبقى إصباحا من الله‏,‏ خالق الكون ومبدع الوجود‏,‏ ومن ثم فهي كلها حق مطلق‏ ،‏ ولا غرابة إذن من انسجامها مع قوانين الله وسننه التي استنها في الكون‏,‏ ومع معطيات العلوم الحديثة عن حقائق هذا الكون‏ ؛ وهو مع التسليم بأن تلك الاشارات لم ترد في القران الكريم بهدف التبليغ بالحقيقه العلمية ,‏ لان الحكمه الالهية قد اقتضت ترك ذلك لاجتهاد الانسان علي مر الزمن‏ ,‏ إلا انها تتميز بالدقة الشديدة والمطلقة في التعبير‏,‏ والثبات في الدلالة والاستدلال ,‏ والشمول في المعنى بحيث يدرك فيه كل جيل مايتناسب ومستوياتهم الفكرية‏,‏ وماوصلوا اليه من علوم عن الكون ومافيه‏,‏ ثم ان تلك الدلالات تتميز كلها بالسبق إلى الحقيقة الكونية قبل أن تدرك الكشوف العلمية شيئا منها بقرون طويلة‏,‏ وهذا في حد ذاته يمثل الاعجاز العلمي للقران الكريم ,‏ ولكنه يبقى من أنسبها لعصر التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه لتثبيت إيمان المؤمنين‏,‏ ودعوة الجاحدين من مختلف صور المشركين والكافرين والضالين‏,‏ في زمن تحول فيه العالم الي قرية كبيرة ,‏ إذا ما حدث هناك أو هنا شيئا تردد في كافة الأصداء ,‏ ولا يأمن أهل الحق أن يصيبهم ما أصاب الأمم الضالة من عقاب‏,‏ او أن يجرفهم تيار الحضارة المادية التي باتت تجد لها آذانا صاغية وسط كم لا بأس به من مثقفي أهل الإسلام ، وساعتها لن يكون مآلهم إلا الذوبان وسط هذا الجمع من المهرطقة ؛ فيخسرون بذلك الدنيا والاخرة‏ ..!!

تحياتي ..

طه خضر
04/10/2007, 02:33 PM
Dear participants

I have few comments on the topic of Qur’an and the scientific interpretation. Anyone who wants to do this job he/she must have a strong background in science and Qur’an. In addition to that he must have a thorough understanding and skills of scientific method to be able to correlate an Arabic text to the findings of science. Unfortunately most writers in this subject do not have the above qualities, including the name mentioned in this article. Regarding the subject of the big bang and the age of the universe all Arab authors that I have read their articles are weak in the following areas: Astrophysics, astrodynamics, quantum mechanics, particle physics, astronomy, theory of relativity, and cosmology. These are the areas needed to understand the big bang and the origin of the universe. Almost all Arab writers in this subject use popular science books and they do not use well known scientific papers in the subject. Also, all Arab writers in this subject are not known here in the west in the respected scientific circles. They did not produce any research paper in the above subject. They are known only to Arab and Muslims communities and some of the Islamic centers. They are not aware of the differences between theory, facts, hypothesis, theorem, principles, laws, assumptions, and the mathematics of the big bang theory. I challenge anyone of them to come here and present a scientific paper about the big bang, black hole, the origin of the universe, etc. I will give you, In sha’ Allah many examples of their mistakes from scientific point of view in the future

,Best regards


A. K. Mazher
Professor of aerospace and aeronautical engineering and sciences
Auburn, Alabama 36830
USA
2397-826-334







Dear readers

Anyone knows Dr. Zaglool Alnaggar, please ask him the following questions

?Is the big bang a theory or a fact or a hypothesis-

?Can he solve the Einstein’s equation-
Does he know all solutions of this equation-


?Which solution gives the big bang theory-

?What are the assumptions used to obtain this solution -

? How the cosmologists calculate the age of the universe

? Is the Qur’anic verse explain the origin of the universe or the origin of the solar system -

?How many planets in the solar system-

More questions soon

Best regards

AK Mazher




الانفجار العظيم بين النظرية والفرضيّة والجدل العقيم والحقيقة التائهة بين من ضيّق ووسع واعتدل ..!!



إن القران الكريم يزخر بالعديد من الآيات التي تشير الي الكون وما به من مخلوقات سواء كانت من الأحياء أو الجمادات‏ ويعرض إلى صور من نشاتها ومراحل تكوينها‏,‏ والي العديد من الظواهر الكونية التي تصاحبها‏,‏ وقد أحصى الدارسون من مثل هذه الايات حوالي الالف ونيف آية لا مواراة فيها ,‏ بالاضافة الي ايات اخرى لا حصر لها تقرب دلالاتها من الصراحة.‏ ‏ ويقف المفسرون من هذه الايات الكونية مواقف متعددة‏ ؛‏ فمنهم من ضيـّق ووسع واعتدل ؛‏ فالمضيقون يرون ان تلك الاشارات لم ترد في القران لذاتها‏ ,‏ وإنما وردت من قبيل الاستدلال علي قدرة الله تعالى ‏,‏ وإبداعه في خلقة ‏,‏ وقدرته علي إفناء الخلق واعادته من جديد‏,‏ ومن ثم فلا يجوز تفسيرها في ضوء من معطيات العلوم الحديثة وذلك بدعوى انطلاق الكتابات العلمية من منطلقات مادية أو ميتافيزيقية ‏,‏ لا تعترف بكل ماهو فوق المدرك المحسوس‏ وربما كان منهم صاحب الطرح جواد البشيتي.‏
اما الموسعون فيرون أن القران الكريم يشتمل علي جميع العلوم والمعارف‏,‏ ولابد لحسن فهم ذلك من تفسيره علي ضوء ماتجمع لدى الانسان من رصيد علمي خصوصا في مجال العلوم البحتة والتطبيقية ‏,‏ ومن ثمن فقد قاموا بتبويب آيات الكونيات في كتاب الله وتصنيفها حسب التصانيف المعروفة في مختلف مجالات تلك‏‏ العلوم‏ ,‏ وقد تميز ذلك بشيء من التكلف الذي ادي الي رفض المنهج والوقوف في وجهه‏ بل والاصطدام اللامقصود مع بعض المسلمات ! التي قطع بها العلم الحديث .‏

اما من اعتدل فيرى أنه مع التسليم بان الاشارات الكونية في القران الكريم قد وردت في معرض التذكير بقدرة الله‏,‏ وبديع صنعه‏,‏ وهي تبقى إصباحا من الله‏,‏ خالق الكون ومبدع الوجود‏,‏ ومن ثم فهي كلها حق مطلق‏ ،‏ ولا غرابة إذن من انسجامها مع قوانين الله وسننه التي استنها في الكون‏,‏ ومع معطيات العلوم الحديثة عن حقائق هذا الكون‏ ؛ وهو مع التسليم بأن تلك الاشارات لم ترد في القران الكريم بهدف التبليغ بالحقيقه العلمية ,‏ لان الحكمه الالهية قد اقتضت ترك ذلك لاجتهاد الانسان علي مر الزمن‏ ,‏ إلا انها تتميز بالدقة الشديدة والمطلقة في التعبير‏,‏ والثبات في الدلالة والاستدلال ,‏ والشمول في المعنى بحيث يدرك فيه كل جيل مايتناسب ومستوياتهم الفكرية‏,‏ وماوصلوا اليه من علوم عن الكون ومافيه‏,‏ ثم ان تلك الدلالات تتميز كلها بالسبق إلى الحقيقة الكونية قبل أن تدرك الكشوف العلمية شيئا منها بقرون طويلة‏,‏ وهذا في حد ذاته يمثل الاعجاز العلمي للقران الكريم ,‏ ولكنه يبقى من أنسبها لعصر التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه لتثبيت إيمان المؤمنين‏,‏ ودعوة الجاحدين من مختلف صور المشركين والكافرين والضالين‏,‏ في زمن تحول فيه العالم الي قرية كبيرة ,‏ إذا ما حدث هناك أو هنا شيئا تردد في كافة الأصداء ,‏ ولا يأمن أهل الحق أن يصيبهم ما أصاب الأمم الضالة من عقاب‏,‏ او أن يجرفهم تيار الحضارة المادية التي باتت تجد لها آذانا صاغية وسط كم لا بأس به من مثقفي أهل الإسلام ، وساعتها لن يكون مآلهم إلا الذوبان وسط هذا الجمع من المهرطقة ؛ فيخسرون بذلك الدنيا والاخرة‏ ..!!

تحياتي ..

جواد البشيتي
04/10/2007, 02:37 PM
أ.د. عبد الحميد مظهر
نتمنى عليك أن تأخذ بيدنا، وأن تُصحِّح لنا أخطاءنا حيث وَرَدت في آرائنا في الكوزمولوجيا، ونظرية "الانفجار الكبير"، و"النسبية"، و"الثقوب السوداء"، و"المادة"، وغير ذلك من المسائل الكونية، فرُبَّما تأتي بما يؤكِّد ويُثْبِت أنَّكَ تفوقنا فَهْماً ومعرفة. كما نتمنى عليك أن تكتب باللغة العربية، فأنتَ قرأتَ ما كتبنا بالعربية.

جواد البشيتي
04/10/2007, 02:37 PM
أ.د. عبد الحميد مظهر
نتمنى عليك أن تأخذ بيدنا، وأن تُصحِّح لنا أخطاءنا حيث وَرَدت في آرائنا في الكوزمولوجيا، ونظرية "الانفجار الكبير"، و"النسبية"، و"الثقوب السوداء"، و"المادة"، وغير ذلك من المسائل الكونية، فرُبَّما تأتي بما يؤكِّد ويُثْبِت أنَّكَ تفوقنا فَهْماً ومعرفة. كما نتمنى عليك أن تكتب باللغة العربية، فأنتَ قرأتَ ما كتبنا بالعربية.

طه خضر
04/10/2007, 03:02 PM
أما عن الأيام فالمقصود بها مراحل أو حقب زمنية لخلق الكون وليست الأيام التي نعدها نحن البشر بدليل عدم وجود عبارة "مم تعدون " في جميع الآيات التي تتحدث عن الأيام الستة للخلق كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (هود:7)". وقوله: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (السجدة:4)".
وهنا نلاحظ أن اليوم في سورة السجدة آية (4) يمثل مرحلة من مراحل الخلق أما اليوم في الآية (5) فهو من آياتنا التي نعدها بطلوع الشمس كل يوم والسؤال الآن هو ما هي هذه الأيام أو المراحل الستة وكيف يمكن تقسيمها كونياً؟ والعلم يقدر عمر الكون بين 10 ـ 20 مليار سنة .
الإشارة القرآنية: قال تعالى: "قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (فصلت:9)".


قال رسول الله‏‏ صل الله عليه وسلم‏ في وصفه للقران الكريم (انه لاتنقضي عجائبه‏)
ومن هنا كان واجب المتخصصين من المسلمين في مختلف مجالات المعرفة الانسانية التسلح بمستلزمات تفسير كتاب الله من المام بقدر كاف من علوم اللغة العربية وآدابها‏,‏ ومن الحديث وعلومه‏,‏ والفقه واصوله‏,‏ وعلم الكلام وقواعده‏,‏ مع معرفه بعادات المجتمع العربي الاول‏,‏ واحاطة كاملة لا ثلم فيها بأسباب النزول‏,‏ وبالماثور في التفسير‏,‏ وبالسيرة النبوية المطهرة ، والثبوت القطعي وظنّية الدلالة ,‏ واجتهاد أعلام السابقين من أئمة المفسرين‏,‏ وغير ذلك من الشروط التي حددها علماء التفسير واصوله‏,‏ ثم تقوم تلك الطائفة علي شرح ايات الكتاب الحكيم كل فيما يخصه حتي تستبين للناس جوانب من الاعجاز في كتاب الله‏,‏ ‏ وحتى يتحقق قول الله تعالى في محكم كتابه‏:‏
‏(‏لكل نبا مستقر وسوف تعلمون‏)[‏ الانعام‏:‏ ايه‏67]‏
لذلك فالجدل العقيم هنا لا مكان له ، ما لم يحط المحاور بكل ما تقدم ، وهو لا يخرج عن كونه محاولات للفت الأنظار أو مخالفة الآخر بالرأي ..!!

طه خضر
04/10/2007, 03:02 PM
أما عن الأيام فالمقصود بها مراحل أو حقب زمنية لخلق الكون وليست الأيام التي نعدها نحن البشر بدليل عدم وجود عبارة "مم تعدون " في جميع الآيات التي تتحدث عن الأيام الستة للخلق كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (هود:7)". وقوله: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (السجدة:4)".
وهنا نلاحظ أن اليوم في سورة السجدة آية (4) يمثل مرحلة من مراحل الخلق أما اليوم في الآية (5) فهو من آياتنا التي نعدها بطلوع الشمس كل يوم والسؤال الآن هو ما هي هذه الأيام أو المراحل الستة وكيف يمكن تقسيمها كونياً؟ والعلم يقدر عمر الكون بين 10 ـ 20 مليار سنة .
الإشارة القرآنية: قال تعالى: "قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (فصلت:9)".


قال رسول الله‏‏ صل الله عليه وسلم‏ في وصفه للقران الكريم (انه لاتنقضي عجائبه‏)
ومن هنا كان واجب المتخصصين من المسلمين في مختلف مجالات المعرفة الانسانية التسلح بمستلزمات تفسير كتاب الله من المام بقدر كاف من علوم اللغة العربية وآدابها‏,‏ ومن الحديث وعلومه‏,‏ والفقه واصوله‏,‏ وعلم الكلام وقواعده‏,‏ مع معرفه بعادات المجتمع العربي الاول‏,‏ واحاطة كاملة لا ثلم فيها بأسباب النزول‏,‏ وبالماثور في التفسير‏,‏ وبالسيرة النبوية المطهرة ، والثبوت القطعي وظنّية الدلالة ,‏ واجتهاد أعلام السابقين من أئمة المفسرين‏,‏ وغير ذلك من الشروط التي حددها علماء التفسير واصوله‏,‏ ثم تقوم تلك الطائفة علي شرح ايات الكتاب الحكيم كل فيما يخصه حتي تستبين للناس جوانب من الاعجاز في كتاب الله‏,‏ ‏ وحتى يتحقق قول الله تعالى في محكم كتابه‏:‏
‏(‏لكل نبا مستقر وسوف تعلمون‏)[‏ الانعام‏:‏ ايه‏67]‏
لذلك فالجدل العقيم هنا لا مكان له ، ما لم يحط المحاور بكل ما تقدم ، وهو لا يخرج عن كونه محاولات للفت الأنظار أو مخالفة الآخر بالرأي ..!!

طه خضر
05/10/2007, 01:39 AM
كأني بالأستاذ الدكتور مظهر يمهد ليقول لنا أن القرآن عبارة عن كتاب لاستسقاء العبر وسرد القصص والتحدث عن الامم والحضارات البائدة لا أكثر..!!

مجرد استفسار لا أكثر ..

طه خضر
05/10/2007, 02:30 AM
It looks like you are not a good student. I have many M. Sc. and Ph. D. students they have much better skills.You need to take courses on reading, and comprehension, to be able to understand the written documents and intelligigble discuss. Based on . your skills of deduction, I suggest that you take GRE and TOEFL tests. I do not have time to spend with this type of flat mentality

Salam

شكرا وبارك الله فيك وكان في عونك ... لم تقصـّر ..!!

Salam.

جواد البشيتي
05/10/2007, 10:21 AM
أ.د. عبد الحميد مظهر
سريعأ، قرأتُ ما كَتَبْت؛ ولسوف أعيد القراءة في إمعان.
عندما ردَدتُّ عليكَ (بدايةً) لم أكن أملكَ من وضوح رأيكَ ما يسمح لي بردٍّ أكثر موضوعية؛ أمَّا الآن، حيث قرأتُ (سريعاً) مداخلتكَ القيِّمة جدا فإنَّني أعتذر إليكَ عن ردِّي الأوَّل، مُرْسِلا إليكَ تحيَّة علمية خالصة، فـ "واتا" تفخر بأنَّ بين أعضائها أُناس مثلك، بروحكَ وعقلك وأسلوبك في فهم الأمور وتحليلها.
شكرا لكَ، لقد أجدت وأبدعت
أخوك
جواد البشيتي

منذر أبو هواش
05/10/2007, 02:28 PM
تعريف بالأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهر

أ.د. عبد الحميد مظهر
سريعأ، قرأتُ ما كَتَبْت؛ ولسوف أعيد القراءة في إمعان.
عندما ردَدتُّ عليكَ (بدايةً) لم أكن أملكَ من وضوح رأيكَ ما يسمح لي بردٍّ أكثر موضوعية؛ أمَّا الآن، حيث قرأتُ (سريعاً) مداخلتكَ القيِّمة جدا فإنَّني أعتذر إليكَ عن ردِّي الأوَّل، مُرْسِلا إليكَ تحيَّة علمية خالصة، فـ "واتا" تفخر بأنَّ بين أعضائها أُناس مثلك، بروحكَ وعقلك وأسلوبك في فهم الأمور وتحليلها.
شكرا لكَ، لقد أجدت وأبدعت
أخوك
جواد البشيتي

تعريف بالأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهر:

http://www.tuskegee.edu/Global/story.asp?S=1072680

http://www.tuskegee.edu/Global/story.asp?S=1072680

:vg:

حسام الدين مصطفى
05/10/2007, 11:54 PM
أستاذنا البشيتي
الإخوة والأخوات الكرام
سلام الله عليكم
كعادتك تطل شمس كتاباتك علينا بما يحرك ما سكن من تفكير وتدفعنا للتدبر في الكثير ... وهذا تزجه إلينا بأسلوبك الشيق الجامح الذي كثيراً ما يتخطى الحيادية .... وفي معظم ما قرأته استطاعت قريحتي أن تنفذ إلى ما تهدف إليه من وراء طروحاتك ونجحت غير ذات مرة أن أنفذ إلى لب التساؤل الذي تطرحه في كل مرة وغالباً ما تسنى لي ذلك بعد جهد ومشقة فليس من السهل أن يصل عقلي إلى سامق عقليتك ... ولكني أسائلك –وهذا حقي عليك بصفتي قارئ- ما هو هدفك وغايتك من هذا الطرح ؟؟؟
وهل ترى أستاذي الكريم أن لديك من المنهجية والعلم الذي يخولك أن تخوض في مثل هذا النوع من القضايا الجدلية ... لا أعني هنا قدراتك الفكرية والتي لها من الاحترام ما لا يتسع المجال لتناوله ولكن ألا ترى معي أن ما أوردته هنا يحتاج في طرحه إلى مرجعية علمية وفقه تفسيري متخصصين وبكل موضوعية لا أحسب لديك سيدي أي منهما .... إلا إن رأيت غير ذلك
أراك أستاذنا قارنت بين عبقرية النجار وعبقرية آينشتاين ووجدتك تقر للأخير ضمناً بعبقريته بينما نفيتها عن الأول ألا ترى وأنت صاحب فكر له من العمق ما يؤهله أن يكون محايداً في حكمه أنك قارنت بين من لا تجمعهما المقارنة من قريب ولا بعيد أم أنك أطلقت لفظ "العبقرية" على علاته فبت لا ترى منها إلا عبقرية آينشتاين برغم أنه من السهل أن أدرج لك الكثير من الانتقادات التي تخلع تلك الصفة عن آينشتاين ...
وأراك أيضاً أستاذنا عمدت إلى أحادية النظرة والتحليل حين قست ما لا يخضع للقياس فاستعظمت المدة الزمنية المقترنة بفعل الخالق فأيهما تستكثر المدة أم القدرة ؟؟ وعلى أي أساس وضعت قياسك واي ميزان استخدمته ميزان الخالق أم ميزان المخلوق ؟؟
وإذا تحدثنا عن نظرية "جورج جاماو" بشأن الانفجار العظيم والتي أشرت إليها وعليها أضيف ما تبعها من آراء بنزياس و "ويلسون" ثم ما تناوله "فاينبرغ" في كتاب " الثلاث دقائق الأولى" ... ولنلاحظ أن هذه النظريات والكتابات ظهرت في أوائل الخمسينات من القرن الماضي –أي منذ ما لا يتعدى ستون عاماً- وهي في مجملها تناولت إفتراضية أوافقك أنها هي الأكثر قبولاً لدى العلماء لكنها لم تعط أي تصور تفصيلي عن تشكيل الكواكب وخلقها ولا المدد التي احتاجها كل كوكب للوصول إلى ما هو عليه .... فكيف إذاً تقيس المفصل بما لم يرد تفصيله ؟؟؟
ولنعد سوياً إلى قضية تثبيت القياس فلو أننا قررنا القياس تبعاً لنظرية الانفجار العظيم لبات قياسنا فقيراً بعيداً عن المنطق العقلاني فنظرية الانفجار العظيم لها من الانتقادات العلمية والعقلانية ما يمكن أن نفرد له مئات الصفحات وجميعها تستند على أسس العلوم المختلفة ..... ولو أنك وضعت القياس الديني مقياساً لسلمت بالمعطيات فلا أحسب نقدك إلا موجهاً لاجتهادات الدكتور النجار ...
وهناك نقطة يستوجبها التحليل وهي التلاعب اللفظي والاسقاطات الاستنتاجية والتي حفل بها طرحك وكان أولى بك أستاذي وانت تتناول موضوعاً خلعت عليه كساء المنطق والعلم أن تلزم نفسك بمعطياته ولا تشط في استنتاجاتك ولا تقرن بين ما هو ناتج عن تدخل الخالق وما هو من ابتداع المخلوق وإلا فأنك تقر ضمناً بأنه لا منطق ولا اساس علمي يمكن الاعتماد عليه قصراً...
وحيث أنك سيدي قد تكرمت فأثرت هذا الموضوع ولا أشك في أنك بنيت طرحك على ثوابت وحقائق عكفت على دراستها فما قولك في أن تحدد لي عمر الكون و عمر الأرض وتعطيني دليلاً علمياً ثابتاً لا يقوم على النظرية والافتراض فحسب بل يعتمد على حقائق ثبوتية لا يمكن ضحدها ...
حسام الدين مصطفى

حسام الدين مصطفى
06/10/2007, 12:11 AM
أستاذنا أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر (الموقر)
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
رعاك الله وجزاك لما أوردته من شروحات وتعليقات
ورغم تعدد هذه الشروحات وما بنيت عليه من نظرة علمية لها ولرأيك كل تقدير ولاحترام
لكن هناك أمر أردت أن أشير إليه أستاذنا الجليل
بشأن العلم الغربي والكتاب المقدس
فبكل تواضع أمام علمك سيدي أرى أن أشير إلى أن الكتاب المقدس كان هو المرجعية الأساسية لكل صنوف العلم الغربي
حتى قرنين وأن ما تم بعد ذلك لم يكن سوى الانطلاق مما تم التوصل إليه لتغلفه الطبيعة العلمية البحتة
ورغم أني لست اختصاصياً ولم أصل إلى ما وصلت إليه أستاذي
فإنني أعلنها حقيقة لسيادتك بأن التوراة والكتاب المقدس هما المرجعين الأساسيين لما لدي علم به على الأقل
وأشير هنا إلى علوم السياسة والشؤون الدولية
ويكفي أستاذي أن أشير إلى نظرية " التدبيرية الالهية" أو بتعبير آخر Forcing God's Hand وهي الحاكمة والضابطة والمطبقة لكل أمور علم السياسة الغربي
ولك كل التقدير والإحترام

جواد البشيتي
06/10/2007, 01:17 PM
أخي الأستاذ حسام الدين مصطفى
تحية
سألتني عن هدفي وغايتي.. إنَّني أبحث عن "الحقيقة"، فإذا وجدتها، وإذا ما اقتنعتُ بأنَّ هذا الذي بحثتُ عنه ووجدته هو "الحقيقة"، حاولتُ النطق به؛ ولكن بما يوافق "مبدأ فولتير"، فالأقوياء قد يرغمونني على أن أحجم عن قول كل ما أنا مقتنع به؛ ولكن ليس من قوَّة في مقدورها أن ترغمني على قول ما أنا غير مقتنع به.
أنا لم استعظم أو أستكثر الزمن الذي أنفقه الخالِق في خلقه الكون، أو السماوات والأرض وما بينهما، وإنْ كانت العظمة الإلهية تكمن في تقصير هذا الزمن وليس في إطالته.
هل تَعْلَم لماذا حاول الدكتور زغلول النجار جَعْلَ اليوم (من أيام الخلق الستة) يَعْدِل نحو 4.5 مليار سنة؟ حول ذلك حلاًّ لمشكلة؛ ولكنَّه أوقع نفسه في مشكلة أعظم.
لو قُلْنا إنَّ خلق السموات والأرض وما بينهما كان في ستة أيام أرضية (وهذا هو المعنى الحقيقي لليوم في تلك الآية) لترتَّب على ذلك أنَّ "الفَرْق في العُمْر" بين مخلوق ومخلوق يجب أن يكون دائما أقل من ستة أيام (أرضية).
إذا أنتَ صنعتَ أشياء عدة في زمن مقداره ستة أيام فهذا إنَّما يعني أنَّ الفَرْق في العُمْر بين شيء وشيء من تلك الأشياء، ومهما بلغت أعمارها، يجب أن يظل دائما أقل من ستة أيام. كوزمولوجيا هذا يعني، ويجب أن يعني، أنَّ الفَرْق في العُمْر بين الشمس والأرض، مثلا، يجب أن يظل دائما أقل من ستة أيام أرضية.. والفَرْق في العُمْر بين مجرتنا (مجرة "درب التبانة") والإنسان، مثلا، يجب أن يظل دائما أقل من ستة أيام أرضية. وغني عن البيان أنَّ هذا وذاك مخالفان لحقيقة كوزمولوجية لا ريب فيها، فالفَرْق في العُمْر بين الشمس والأرض، مثلا، لا يقل عن 5 مليارات سنة. وهذا الفَرْق سيظلُّ ثابتا لا يتغيَّر، زيادةً أو نقصناً، مهما كبرت الشمس والأرض. هذا الفَرْق هو في الرياضيات "ثابت التغيُّر".
مأخذي على ما قاله النجار إنَّما هو "الخلط".. الخلط بين "مدة" خلق الكون و"عُمْر" الكون.
أمَّا بالنسبة إلى نظرية "الانفجار العظيم" فأنا، وكما أوضحتُ في غير بحث، أرْفُض جوهرها الذي هو أقرب إلى الميتافيزياء منه إلى الفيزياء، فبعضٌ من جوانبها وعناصرها فحسب أراه مستوفيا للحقيقة الفيزيائية الموضوعية.
إنَّني لم أُقارِن، في العبقرية، بين النجار وآينشتاين، فأين الثرى من الثريا. لقد سخرتُ من القائلين بعبقرية النجار، مع أنَّني لم أقل، وليس في وسعي أن أقول، إنَّ هذا الرجل ليس بمتفوِّق في مجال اختصاصه.

الدكتور زغلول النجار، وفي مقالته تلك، أثْبَت أوَّلا أنَّه فاشل في الأمر (الإعجاز العلمي..) الذي أراد النجاح فيه؛ ثمَّ أثْبَت أنَّه "لصٌّ"، يسطو على فكر غيره، فقارِن بين مقالته تلك وهذا الجزء من مقالة للمرحوم الدكتور منصور محمد حسب الدين:

أيام الخلق الستة:
يقول الله عز وجل :( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) [السجدة]، وقوله عز وجل ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة ) [الأعراف].

تنص هذه الآيات على أن الله أتم خلقه، أي أنهى تقدير وإيجاد هذا الكون (السماوات والأرض وما بينهما) في زمن قدره ستة أيام التي اتفق جمهور المفسرين على أنها ستة أزمنة متساوية لا يعلم حقيقة مقدارها إلا الله سبحانه وتعالى، وخاصة أن هذه الأيام لم توصف بقوله تعالى : ( مما تعدون) كما في آيات أخر، ولهذا اعتبرها أبو السعود ست نوبات، أي ست وقائع وحوادث كونية، في ستة أزمنة لا يعلمها سواه سبحانه.

ولسوف أثبت ـ فيما يلي ـ صحة هذا الرأي علمياً وقرآنياً:

أيام الخلق الستة ليست كأيام الأسبوع، كما تخيلها بعض المفسرين، من يوم السبت إلى الجمعة، وذلك بعد أن تسربت إليهم بعض الإسرائيليات التي جاء معظمها ـ للأسف ـ مسنداً ظلماً وافتراء إلى بعض الصحابة والتابعين، بل جاء بعضها مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الذي تعجبت أنا شخصياً عند سماعه، لأنه مشابه للرواية الكهنوتية لخلق الكون، بالرغم من أنه ورد في (رياض الصالحين)، ورواه مسلم عن أبي قال : (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبعث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل).

وبالنظر إلى هذا الحديث يتضح وصف الأيام الستة بأيام الأسبوع، كما في العهدين (القديم والجديد)، بينما لم يذكر القرآن مطلقاً أن هذه الأيام مما نعد نحن البشر.

أو أنها من أيام الأسبوع بمعنى اليوم على كوكب الأرض. هذا من جهة، كما أن الحديث النبوي هنا يقتصر على خلق الأرض دون ذكر السماوات من جهة أخرى، علاوة على وضوح خلق النور يوم الأربعاء إذ كيف ينمو النبات في غياب الضوء، بالإضافة إلى تخصيص يوم لخلق المكروه، حتى تصل أيام الخلق سبعة.

وهذا الحديث يتعارض مع النص القرآني، فهل من المعقول أننا نأخذ بأقوال المفسرين المملوء بالإسرائيليات، علماً بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينطق عن الهوى، فلا يجوز إذن أن ننسب إليه صلى الله عليه وسلم أية خرافة وردت بكتابات البشر في (الإنجيل والتوراة) بنفس الأسلوب. فلقد قام اليهود بوضع تصورهم لإظهار خلق الكون وتوزيعها على أيام الأسبوع قبل أن يكون لهذه الأيام وجود، وزعموا أيضاً أن الخالق سبحانه وتعالى استراح في اليوم السابع، كما يلي في الترتيب، طبقاً لروايات كتبهم (كما في العهدين القديم والحديث):

الأحد : خلق الله النور والليل والنهار. الاثنين : خلق الله السماء والماء.

الثلاثاء : خلق الله الأرض والنبات . الأربعاء: خلق الله الشمس والقمر والنجوم والكواكب. الخميس : خلق الله الأسماك وطيور البحر والطيور المجنحة. الجمعة : خلق الله الماشية والزواحف والوحوش، وأخيراً الإنسان .

السبت أنهى الله عملية الخلق بالخلود إلى الراحة بعد التعب.

ولقد رد الله عز وجل في القرآن الكريم على هذه الأكذوبة (التي تقول أن يوم السبت استراح فيه الله ) ليبين لأهل الكتاب أنه سبحانه مطلق الكمال لا تأخذ سنة ولا نوم ولا يمسه لغوب، أي تعب أو إجهاد، كما في قوله تعالى : ( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) [ق].

كما أن وصف خلق الكون بأيام الأسبوع هنا في رواية التوراة (مشابه للحديث المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ) ويحتوي أيضاً على أخطاء علمية لخصها الدكتور موريس بوكاي في كتابه المشهور ، كما يلي : أ ـ ظهور النور في اليوم الأول بينما لم تخلق الشمس إلا في اليوم الرابع.

ب ـ ظهور النباتات في اليوم الثالث قبل خلق الشمس في اليوم الرابع.

ج ـ خلق الشمس والقمر في اليوم الرابع بعد خلق الأرض في اليوم الثالث.

د ـ ظهور الزواحف في اليوم السادس بعد ظهور الطيور في اليوم الخامس.
والمهم هنا هو التأكيد على خطأ هذه الروايات التي تصف أيام الخلق الستة بنفس المفهوم الزمني لأيام الأرض، بإشراقتين متتاليتين، أو زمن دورة الأرض حول نفسها، مما يتعارض مع ما كشفه العلم الحديث عن عمر الكون ومراحله التي تقدر ببلايين السنين، كما سنعرف فيما بعد.

وكلمة (اليوم) تأتي في القرآن الكريم بمعاني مختلفة ، كما يلي :

أ ) يوم أرضي كأيام الأسبوع، أي مما نعد نحن البشر بزمن دورة الأرض حول نفسها (24ساعة)، وفي هذه الحالة يأتي اليوم موصوفاً بقوله تعالى : ( مما تعدون ) كما في آيتي السجدة (5) والحج (47) :

(يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)[ السجدة]، ( وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون )[ الحجر]. وهاتان الآيتان تشيران إلى سرعة الضوء.

ب ) يوم أرضي إذا سمى بأحد أيام الأسبوع، كما في قوله تعالى : (... إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة .. ) [سورة الجمعة].

ج) اليوم بمعنى النهار فقط، كما في قوله تعالى : ( سخرها عليهم سبع ليالي وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية) [ الحاقة].

د) اليوم بمعنى طور أو مرحلة زمنية أو عصر من عصور الخلق، كما في أيام الخلق الستة في الآيات القرآنية التي ذكرناها، والتي هي موضوعنا الحالي .

والآن وبعد أن كفر الغرب بدينه، نظراً لتعارضه مع العلم، وخاصة في وصف الأيام الستة للخلق لا يجوز أن ننسب إلى المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم الحديث المذكور حول عملية الخلق في سبعة أيام من أيام الأسبوع بأسلوب غير علمي وغير منطقي، ويجب أن نعيد النظر في صحة هذا الحديث الذي رواه مسلم، أي نوليه عناية كبيرة من حيث دراسته رواية ودراية.. ولنحتكم إلى القرآن الكريم في بيان وتفصيل هذه الأيام الستة، كما وردت في سورة فصلت، وهذا التفصيل سوف يساعدنا في حساب عمر الكون، كما سنوضح فيما يلي.

حساب عمر الكون قرآنياً
يقول الله تعالى : ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[فصلت].

تضع هذه الآيات تفصيلاً للأيام الستة للخق، وهو تفصيل يتيح لنا حساب عمر الكون، من لحظة بداية الانفجار العظيم حتى وصول الإنسان، كما سنوضح فيما بعد. ولقد قسمت الآيات في سورة فصلت (9ـ 12) مراحل خلق الكون إلى ثلاث مراحل، هي ـ على الترتيب ـ من سياق الآيات: يومان لخلق الأرض، وأربعة أيام لتدبيرها جيولوجياً، ويومان آخران لتسوية وقضاء السموات. فيصبح المجموع ثمانية أيام، ولكن هذا المجموع يتعارض مع ما نعلم من النصوص القرآنية الأخرى، التي تؤكد خلق الكون وتدبيره في ستة أيام فقط ؟ وهذا تعارض ظاهري وليس حقيقياً، ولقد أعتبره بعض المستشرقين خطأ ـ لا سمح الله ـ في القرآن.

وللرد على هذا الافتراء، فإن الأيام الأربعة المذكورة (فصلت : 10) بعد يومي خلق الأرض (فصلت : 9) تشمل هذين اليومين المذكورين في البداية، لأن الحديث عن الأرض لم يتوقف في الآيتين .

ولقد أجمع المفسرون على أن لفظ (خلق) في الآية الأولى : (فصلت : 9) بمعنى التقدير (دون الإيجاد) الذي استغرق يومين، بينما استغرق تشكيل الأرض جيولوجياً يومين آخرين، ليصبح مجموع خلق وتدبير كوكب الأرض أربعة أيام متساوية، كما في الآية الثانية (فصلت : 10).

وبهذا يمكننا تفسير المراحل الثلاثة المتساوية الواردة في سورة فصلت، كما يلي (3):

أ . يومان لخلق جميع عناصر الأرض في الدخان الكوني،كما في (فصلت: 9) وأيضاً بالمعنى الوارد في (البقرة : 29).

ب . يومان لتسوية السماوات السبع وأجرامها(المجرات) من هذا الدخان كما في (فصلت : 11) والتي تبدأ بلفظ (ثم) الذي يفيد الترتيب بعد المرحلة السابقة.

ج . يومان أخيران لتشكيل الأرض جيولوجياً ابتداء من تصلب قشرتها(بعد قذفها من مقرها في السماء) وإلقاء رواسيها من فوقها وإخراج الماء والمرعى، كأساس البركة فيها، وتقدير الأقوات للسائلين، وحتى وصول الإنسان كخليفة الله في الأرض. مع ملاحظة أن هذين اليومين الأخيرين مع اليومين الأولين يغطيان الأيام الأربعة المذكورة (فصلت :10) التي شملت طبخ الذرات في الدخان، ثم التشكيل الجيولوجي لكوكب الأرض ونشأة الحياة عليها حتى وصول الإنسان.

وبذلك يصبح المجموع ستة أيام(للمراحل الثلاثة المتساوية)، وليس ثمانية أيام، كما يعتقد بعضا الذين لم يستوعبوا معنى هذه الآيات (فصلت: 9ـ 12).

إذ لا تعارض في القرآن مطلقاً، ولكن القرآن يفسر بعضه بعضاً.

كما أن هذا التقسيم سوف يتيح لنا حساب عمر الكون إذا ما عرفنا قيمة اليومين الممثلين للعمر الجيولوجي للأرض كما أعتقد، لأن هذا العمر الجيولوجي يمثل طبقاً للنص القرآني (والتقسيم السابق للمراحل الثلاث) ثلث عمر الكون، أي ثلث الستة أيام الرمزية لخلق السماوات والأرض في جميع الآيات القرآنية التي تعالج هذه القضية.

ولقد اتفق المفسرون جميعاً على فهم قوله تعالى: ( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) [فصلت].

يعني أربعة أيام شاملة ليومي الخلق (للسديم الدخاني الشامل لكل ذرات السماوات والأرض) ومتممة لهما، وبهذا يصبح التدبير الجيولوجي للأرض معادلاً ليومين فقط كان ترتيبهما بعد تمام بناء السماء كما ذكرنا في البند السابق.

وبهذا فإن المرحلة الثالثة بدأت بتصلب قشرة الأرض، بدليل قوله تعالى: ( من فوقها) ـ كما أتصور ـ إشارة لبدء العمر الجيولوجي للأرض حتى وصول الإنسان، بدليل قوله تعالى " سواء للسائلين "، وهذه المرحلة تعادل يومين فقط من الأيام الستة المشار إليها قرآنياً كعمر الكون، أي تعادل ثلث عمر الكون.

ومن وجهة نظري، فإنني أرى ـ والله أعلم بالحقيقة ـ أن العمر الجيولوجي للأرضن هو المقدر علمياً وعملياً بزمن مقداره 4500 مليون سنة، يعادل ثلث عمر الكون قرآنياً.

وهكذا فإننا نستنتج من آيات سورة فصلت أن :

عمر الكون = 4500× 3 = 13500 مليون سنة

= 13.5 مليار سنة

ويعد هذا تفسيراً علمياً جديداً للتفصيل الوارد في الآيات القرآنية (فصلت : 9_12) والتي تعطي بذلك عمراً للكون مقداره 13.5مليار سنة.

وهذه القيمة يتردد ذكرها كثيراً في الأوساط العلمية، بدليل أن نموذج أينشتين ودي سيتر يعطي للكون عمراً قدره 13.3 مليار سنة، كما أن معظم الدلائل العلمية تشير الآن إلى أن عمر الكون يتراوح بين 12 إلى 15 مليار سنة، كأرقام معروفة الآن لدى علماء الفيزياء الكونية.

كما أن سورة فصلت تؤكد لنا أن بناء السماء وتشكيلها بسبع سماوات (بما فيها من أجرام) وقع في الثلث الثاني من عمر الكون. وبهذا فإن عمر السماوات أقل من عمر الكون، وهذا ما تشير إليه التوقعات العلمية حالياً. ونحن في انتظار التقدير العلمي النهائي لعمر الكون وعمر المجرات (السماوات)، وصدق الحق تبارك وتعالى إذ يقول : (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون )[ الأنعام].

وبالرجوع إلى آيات سورة فصلت (9_12) لتفسيرها، فإننا نلاحظ أنها بدأت بهمزة للاستفهام الإنكاري في : " أئنكم "، و (إن ) و(اللام) في " لتكفرون " للتوكيد في خطاب الموجه هنا، بصفة عامة للكفار في كل عصر.

وأما لفظ (خلق) كما ذكرنا هنا ـ طبقاً لأقوال المفسرين ـ بمعنى التقدير دون إيجاد كوكب الأرض، واليوم هنا بمعنى مرحلة زمنية وليس يومنا العادي، بدليل عدم وصفه بالعبارة القرآنية(مما تعدون) الواردة في آيات أخرى.

والمعنى أن الله عز وجل خلق مكونات الأرض في يومين (4).

وقوله تعالى : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )، أي تعلقت إرادته تعالى تعلقاً فعلياً بخلق السماء وحدها، أي قصدها دون غيرها وهي في حالتنا الدخانية الأولى.

وقوله تعالى : (فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين)، المقصود به أنه سبحانه أراد تكوين السماوات والأرضين في هذه المرحلة فخضعت ذراتها وجسيماتها لهذه الإرادة الإلهية.

وللطوع والكراهية هنا ـ كما أعتقد ـ معنى علمياً ودقيقاً لأن السماوات والأرضين في هذه المرحلة فخضعت ذراتها وجسيماتها لهذه الإرادة الإلهية وللطوع والكراهية هنا ـ كما أعتقد ـ معنى علمياً ودقيقاً لأن السماوات والأرضين قامت على طاعة خلق كل منها للآخر بالقوانين والنواميس الكونية التي وضعها الله في الأمر الإلهي الخاص بالجاذبية العامة التي أدت إلى ارتباط كل منها بالآخر والاستجابة المتبادلة والتوافق التام بينهما، كأعضاء الجسم الواحد، كما في قوله تعالى : ( قالتا أتينا طائعين).

وأما (الكراهية) بين الأجرام السماوية فتعني علمياً عكس (الطاعة) في الخلق، أي لا تستجيب السماوات للأرض ويستقل كل منهما عن الآخر ولا يكون بينهما ملاءمة أو توافق، فتفسد الأمور الكونية، ويضطرب النظام السماوي وتصطدم الأجرام بعضها بالبعض بسبب عدم التنسيق بينها، وهذا لم يحدث طبعاً بدليل قوله تعالى في وصف السماوات والأرض: ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) [ الأنبياء].

وهكذا، فإن مفهوم المطاوعة من وجهة نظري، وهو التناسق والانسجام والترابط والجاذبية التي تؤدي حالياً إلى دوران الصغير حول الكبير في طواف كوني هائل شامل، وجريان كل الأجرام في مسارات منحنية محددة (دون تصادم) تعبيراً عن السجود لله سبحانه، وتسخير من المولى عز وجل لهذه الأجرام لتتحقق بذلك مصالح الحياة للناس على الأرض. ويؤيد معنى المطاوعة هذا قوله تعالى : ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض..) [السجدة]، وقوله : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً)[الطلاق].

وهذا الآية تدل على أن الله خلق سبع أرضين بنفس عدد السموات، وبهذا فإن لكل أرض ماء تعلوها، وبينهما دائماً ملاءمة ومطاوعة وأمر كوني إلهي، ممثل في الجاذبية(الجاذبية العامة) التي تنشر أمواجها بسرعة الضوء ولا يعوقها عائق لتربط بين مكونات هذا الكون.

والمهم هنا هو أن مرحلة بناء السماوات قد استغرقت يومين كاملين من الأيام الستة، كما في قول الله سبحانه: (فقضاهن سبع سماوات في يومين )، والرقم سبعة هنا يعني العدد المعروف لنا، وقد يأتي أيضاً بمعنى الكثرة دون تحديد، وقضاء الشيء هو إتمامه والفراغ منه، أي تمام بناء السموات وجميع الأجرام(مجرات ونجوم وكواكب وأرضين وأقمار).

في يومين كاملين، أي في الثلث الثاني من عمر الكون ـ كما أوضحنا سابقاً.

وقوله تعالى : (وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاًَ ذلك تقدير العزيز العليم)، بمعنى أنه أتم تشكيل السموات وأجرامها ودبر كل أمورها بما في ذلك تزيين السماء الدنيا بالمصابيح، أي العالم الذي نشاهده بالعين المجردة والقريب إلينا، فنراه مرصعاً بالنجوم(المصابيح) ومحفوظاً من أن يقع علينا أو يقع ما فيه علينا، كما يتضح في قوله تعالى : ( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون )[ الأنبياء].

وأما قوله تعالى : (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) فهو يبين أنه سبحانه بعد أن خلق المواد الخام للأرض في يومين، في المرحلة الأولى، في بداية الآيات (فصلت: 9) فإن تعالى خلق الكواكب والأرضين والأقمار والنجوم في يومين في المرحلة الثانية، ثم أتم التدبير الجيولوجي لكوكب الأرض في يومين آخرين في المرحلة الثالثة، ليصبح مجموع مرحلتي خلق الأرض وتدبيرها أربعة أيام ـ كما أوضحنا من قبل ـ عند اعتبار يومي التدبير ممثلين للعمر الجيولوجي للأرض الذي نقيسه علمياً بفترة زمنية قدرها 4500 مليون سنة والتي تعادل بدورها طبقاً لنص الآية ثلث عمر الكون كما ذكرنا من قبل. وفي بداية هذه المرحلة يقول الله تعالى : (جعل فيها رواسي من فوقها)، أي جعل من فوق الأرض، أي من سطحها العلوي، رواسي، أي أجساماً جامدة ثابتة فيها (كالجبال أو القشرة الأرضية الصلبة)، وبذلك جمد الله سطح الأرض العلوي بعد أن كانت في المرحلة الثانية كتلة من اللهب متقد بعد فتقها، أي انفصالها عن الشمس.

وهذا الاستنباط التفسيري ضروري لقوله سبحانه (من فوقها )، وإلا لصارت عبارة (من فوقها ) لغواً ـ يتنزه كلام الله عنه .

ويؤيد هذا التفسير قوله تعالى : (بارك فيها )، إذ لا بركة بلا ماء ولا أنهار، وهكذا يتضح لنا أنه ليس في القرآن لفظ إلا لمغزى، أو كما قال فخر الرازي: ما من حرف ولا حركة في القرآن إلا وفيه فائدة.

وأرى أن تعبير (من فوقها) يدل على ما يلي :
أ ) الأرض أصبحت صلبة في قشرتها لتتحمل وجود الرواسي فوقها.

ت) الجبال الأولى سقطت على هيئة نيازك من السماء (من فوق الأرض) والتي نزل معها الحديد، كما في قوله سبحانه:( .. وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) [الحديد].

ث) خلق الله النوع الناري من الجبال بانقباض القشرة في بداية التدبير الجيولوجي.

ج) خلق الله النوع الثاني الرسوبي من الجبال على شواطئ البحار مما يتبع خلق الأنهار وإحداث التغيرات التي تمكنها من حمل ما ترسب على هذه الشواطئ البحرية، ولهذا أضاف الله عبارة (وبارك فيها) . وهذا في نظري يدل على أخراج الماء والمرعى من هذه الأرض المباركة. وأما قوله سبحانه ( وقدر فيها أقواتها) فإنه يشير إلى جعل مصادر الرزق متنوعة في سطح الأرض توزيعاً حكيماً عادلاً لتوفير الأقوات التي يحتاج إليها سكان هذه الأرض.

ح) ولقد تم هذا التدبير الجيولوجي في زمن قدره (4500) مليون سنة، هي مدى عمر كوكب الأرض، وقبل هبوط الإنسان إلى الأرض وظهور ذرية آدم من السائلين عن عمر الأرض وبداية الخلق، والذين يأمرهم الله بالسير في الأرض للتعرف على إجابة هذا السؤال الضخم.

والآن هل اقتنعتم بأنه "لص فكري"؟!

جواد البشيتي
06/10/2007, 01:17 PM
أخي الأستاذ حسام الدين مصطفى
تحية
سألتني عن هدفي وغايتي.. إنَّني أبحث عن "الحقيقة"، فإذا وجدتها، وإذا ما اقتنعتُ بأنَّ هذا الذي بحثتُ عنه ووجدته هو "الحقيقة"، حاولتُ النطق به؛ ولكن بما يوافق "مبدأ فولتير"، فالأقوياء قد يرغمونني على أن أحجم عن قول كل ما أنا مقتنع به؛ ولكن ليس من قوَّة في مقدورها أن ترغمني على قول ما أنا غير مقتنع به.
أنا لم استعظم أو أستكثر الزمن الذي أنفقه الخالِق في خلقه الكون، أو السماوات والأرض وما بينهما، وإنْ كانت العظمة الإلهية تكمن في تقصير هذا الزمن وليس في إطالته.
هل تَعْلَم لماذا حاول الدكتور زغلول النجار جَعْلَ اليوم (من أيام الخلق الستة) يَعْدِل نحو 4.5 مليار سنة؟ حول ذلك حلاًّ لمشكلة؛ ولكنَّه أوقع نفسه في مشكلة أعظم.
لو قُلْنا إنَّ خلق السموات والأرض وما بينهما كان في ستة أيام أرضية (وهذا هو المعنى الحقيقي لليوم في تلك الآية) لترتَّب على ذلك أنَّ "الفَرْق في العُمْر" بين مخلوق ومخلوق يجب أن يكون دائما أقل من ستة أيام (أرضية).
إذا أنتَ صنعتَ أشياء عدة في زمن مقداره ستة أيام فهذا إنَّما يعني أنَّ الفَرْق في العُمْر بين شيء وشيء من تلك الأشياء، ومهما بلغت أعمارها، يجب أن يظل دائما أقل من ستة أيام. كوزمولوجيا هذا يعني، ويجب أن يعني، أنَّ الفَرْق في العُمْر بين الشمس والأرض، مثلا، يجب أن يظل دائما أقل من ستة أيام أرضية.. والفَرْق في العُمْر بين مجرتنا (مجرة "درب التبانة") والإنسان، مثلا، يجب أن يظل دائما أقل من ستة أيام أرضية. وغني عن البيان أنَّ هذا وذاك مخالفان لحقيقة كوزمولوجية لا ريب فيها، فالفَرْق في العُمْر بين الشمس والأرض، مثلا، لا يقل عن 5 مليارات سنة. وهذا الفَرْق سيظلُّ ثابتا لا يتغيَّر، زيادةً أو نقصناً، مهما كبرت الشمس والأرض. هذا الفَرْق هو في الرياضيات "ثابت التغيُّر".
مأخذي على ما قاله النجار إنَّما هو "الخلط".. الخلط بين "مدة" خلق الكون و"عُمْر" الكون.
أمَّا بالنسبة إلى نظرية "الانفجار العظيم" فأنا، وكما أوضحتُ في غير بحث، أرْفُض جوهرها الذي هو أقرب إلى الميتافيزياء منه إلى الفيزياء، فبعضٌ من جوانبها وعناصرها فحسب أراه مستوفيا للحقيقة الفيزيائية الموضوعية.
إنَّني لم أُقارِن، في العبقرية، بين النجار وآينشتاين، فأين الثرى من الثريا. لقد سخرتُ من القائلين بعبقرية النجار، مع أنَّني لم أقل، وليس في وسعي أن أقول، إنَّ هذا الرجل ليس بمتفوِّق في مجال اختصاصه.

الدكتور زغلول النجار، وفي مقالته تلك، أثْبَت أوَّلا أنَّه فاشل في الأمر (الإعجاز العلمي..) الذي أراد النجاح فيه؛ ثمَّ أثْبَت أنَّه "لصٌّ"، يسطو على فكر غيره، فقارِن بين مقالته تلك وهذا الجزء من مقالة للمرحوم الدكتور منصور محمد حسب الدين:

أيام الخلق الستة:
يقول الله عز وجل :( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) [السجدة]، وقوله عز وجل ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة ) [الأعراف].

تنص هذه الآيات على أن الله أتم خلقه، أي أنهى تقدير وإيجاد هذا الكون (السماوات والأرض وما بينهما) في زمن قدره ستة أيام التي اتفق جمهور المفسرين على أنها ستة أزمنة متساوية لا يعلم حقيقة مقدارها إلا الله سبحانه وتعالى، وخاصة أن هذه الأيام لم توصف بقوله تعالى : ( مما تعدون) كما في آيات أخر، ولهذا اعتبرها أبو السعود ست نوبات، أي ست وقائع وحوادث كونية، في ستة أزمنة لا يعلمها سواه سبحانه.

ولسوف أثبت ـ فيما يلي ـ صحة هذا الرأي علمياً وقرآنياً:

أيام الخلق الستة ليست كأيام الأسبوع، كما تخيلها بعض المفسرين، من يوم السبت إلى الجمعة، وذلك بعد أن تسربت إليهم بعض الإسرائيليات التي جاء معظمها ـ للأسف ـ مسنداً ظلماً وافتراء إلى بعض الصحابة والتابعين، بل جاء بعضها مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الذي تعجبت أنا شخصياً عند سماعه، لأنه مشابه للرواية الكهنوتية لخلق الكون، بالرغم من أنه ورد في (رياض الصالحين)، ورواه مسلم عن أبي قال : (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبعث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل).

وبالنظر إلى هذا الحديث يتضح وصف الأيام الستة بأيام الأسبوع، كما في العهدين (القديم والجديد)، بينما لم يذكر القرآن مطلقاً أن هذه الأيام مما نعد نحن البشر.

أو أنها من أيام الأسبوع بمعنى اليوم على كوكب الأرض. هذا من جهة، كما أن الحديث النبوي هنا يقتصر على خلق الأرض دون ذكر السماوات من جهة أخرى، علاوة على وضوح خلق النور يوم الأربعاء إذ كيف ينمو النبات في غياب الضوء، بالإضافة إلى تخصيص يوم لخلق المكروه، حتى تصل أيام الخلق سبعة.

وهذا الحديث يتعارض مع النص القرآني، فهل من المعقول أننا نأخذ بأقوال المفسرين المملوء بالإسرائيليات، علماً بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينطق عن الهوى، فلا يجوز إذن أن ننسب إليه صلى الله عليه وسلم أية خرافة وردت بكتابات البشر في (الإنجيل والتوراة) بنفس الأسلوب. فلقد قام اليهود بوضع تصورهم لإظهار خلق الكون وتوزيعها على أيام الأسبوع قبل أن يكون لهذه الأيام وجود، وزعموا أيضاً أن الخالق سبحانه وتعالى استراح في اليوم السابع، كما يلي في الترتيب، طبقاً لروايات كتبهم (كما في العهدين القديم والحديث):

الأحد : خلق الله النور والليل والنهار. الاثنين : خلق الله السماء والماء.

الثلاثاء : خلق الله الأرض والنبات . الأربعاء: خلق الله الشمس والقمر والنجوم والكواكب. الخميس : خلق الله الأسماك وطيور البحر والطيور المجنحة. الجمعة : خلق الله الماشية والزواحف والوحوش، وأخيراً الإنسان .

السبت أنهى الله عملية الخلق بالخلود إلى الراحة بعد التعب.

ولقد رد الله عز وجل في القرآن الكريم على هذه الأكذوبة (التي تقول أن يوم السبت استراح فيه الله ) ليبين لأهل الكتاب أنه سبحانه مطلق الكمال لا تأخذ سنة ولا نوم ولا يمسه لغوب، أي تعب أو إجهاد، كما في قوله تعالى : ( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) [ق].

كما أن وصف خلق الكون بأيام الأسبوع هنا في رواية التوراة (مشابه للحديث المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ) ويحتوي أيضاً على أخطاء علمية لخصها الدكتور موريس بوكاي في كتابه المشهور ، كما يلي : أ ـ ظهور النور في اليوم الأول بينما لم تخلق الشمس إلا في اليوم الرابع.

ب ـ ظهور النباتات في اليوم الثالث قبل خلق الشمس في اليوم الرابع.

ج ـ خلق الشمس والقمر في اليوم الرابع بعد خلق الأرض في اليوم الثالث.

د ـ ظهور الزواحف في اليوم السادس بعد ظهور الطيور في اليوم الخامس.
والمهم هنا هو التأكيد على خطأ هذه الروايات التي تصف أيام الخلق الستة بنفس المفهوم الزمني لأيام الأرض، بإشراقتين متتاليتين، أو زمن دورة الأرض حول نفسها، مما يتعارض مع ما كشفه العلم الحديث عن عمر الكون ومراحله التي تقدر ببلايين السنين، كما سنعرف فيما بعد.

وكلمة (اليوم) تأتي في القرآن الكريم بمعاني مختلفة ، كما يلي :

أ ) يوم أرضي كأيام الأسبوع، أي مما نعد نحن البشر بزمن دورة الأرض حول نفسها (24ساعة)، وفي هذه الحالة يأتي اليوم موصوفاً بقوله تعالى : ( مما تعدون ) كما في آيتي السجدة (5) والحج (47) :

(يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)[ السجدة]، ( وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون )[ الحجر]. وهاتان الآيتان تشيران إلى سرعة الضوء.

ب ) يوم أرضي إذا سمى بأحد أيام الأسبوع، كما في قوله تعالى : (... إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة .. ) [سورة الجمعة].

ج) اليوم بمعنى النهار فقط، كما في قوله تعالى : ( سخرها عليهم سبع ليالي وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية) [ الحاقة].

د) اليوم بمعنى طور أو مرحلة زمنية أو عصر من عصور الخلق، كما في أيام الخلق الستة في الآيات القرآنية التي ذكرناها، والتي هي موضوعنا الحالي .

والآن وبعد أن كفر الغرب بدينه، نظراً لتعارضه مع العلم، وخاصة في وصف الأيام الستة للخلق لا يجوز أن ننسب إلى المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم الحديث المذكور حول عملية الخلق في سبعة أيام من أيام الأسبوع بأسلوب غير علمي وغير منطقي، ويجب أن نعيد النظر في صحة هذا الحديث الذي رواه مسلم، أي نوليه عناية كبيرة من حيث دراسته رواية ودراية.. ولنحتكم إلى القرآن الكريم في بيان وتفصيل هذه الأيام الستة، كما وردت في سورة فصلت، وهذا التفصيل سوف يساعدنا في حساب عمر الكون، كما سنوضح فيما يلي.

حساب عمر الكون قرآنياً
يقول الله تعالى : ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[فصلت].

تضع هذه الآيات تفصيلاً للأيام الستة للخق، وهو تفصيل يتيح لنا حساب عمر الكون، من لحظة بداية الانفجار العظيم حتى وصول الإنسان، كما سنوضح فيما بعد. ولقد قسمت الآيات في سورة فصلت (9ـ 12) مراحل خلق الكون إلى ثلاث مراحل، هي ـ على الترتيب ـ من سياق الآيات: يومان لخلق الأرض، وأربعة أيام لتدبيرها جيولوجياً، ويومان آخران لتسوية وقضاء السموات. فيصبح المجموع ثمانية أيام، ولكن هذا المجموع يتعارض مع ما نعلم من النصوص القرآنية الأخرى، التي تؤكد خلق الكون وتدبيره في ستة أيام فقط ؟ وهذا تعارض ظاهري وليس حقيقياً، ولقد أعتبره بعض المستشرقين خطأ ـ لا سمح الله ـ في القرآن.

وللرد على هذا الافتراء، فإن الأيام الأربعة المذكورة (فصلت : 10) بعد يومي خلق الأرض (فصلت : 9) تشمل هذين اليومين المذكورين في البداية، لأن الحديث عن الأرض لم يتوقف في الآيتين .

ولقد أجمع المفسرون على أن لفظ (خلق) في الآية الأولى : (فصلت : 9) بمعنى التقدير (دون الإيجاد) الذي استغرق يومين، بينما استغرق تشكيل الأرض جيولوجياً يومين آخرين، ليصبح مجموع خلق وتدبير كوكب الأرض أربعة أيام متساوية، كما في الآية الثانية (فصلت : 10).

وبهذا يمكننا تفسير المراحل الثلاثة المتساوية الواردة في سورة فصلت، كما يلي (3):

أ . يومان لخلق جميع عناصر الأرض في الدخان الكوني،كما في (فصلت: 9) وأيضاً بالمعنى الوارد في (البقرة : 29).

ب . يومان لتسوية السماوات السبع وأجرامها(المجرات) من هذا الدخان كما في (فصلت : 11) والتي تبدأ بلفظ (ثم) الذي يفيد الترتيب بعد المرحلة السابقة.

ج . يومان أخيران لتشكيل الأرض جيولوجياً ابتداء من تصلب قشرتها(بعد قذفها من مقرها في السماء) وإلقاء رواسيها من فوقها وإخراج الماء والمرعى، كأساس البركة فيها، وتقدير الأقوات للسائلين، وحتى وصول الإنسان كخليفة الله في الأرض. مع ملاحظة أن هذين اليومين الأخيرين مع اليومين الأولين يغطيان الأيام الأربعة المذكورة (فصلت :10) التي شملت طبخ الذرات في الدخان، ثم التشكيل الجيولوجي لكوكب الأرض ونشأة الحياة عليها حتى وصول الإنسان.

وبذلك يصبح المجموع ستة أيام(للمراحل الثلاثة المتساوية)، وليس ثمانية أيام، كما يعتقد بعضا الذين لم يستوعبوا معنى هذه الآيات (فصلت: 9ـ 12).

إذ لا تعارض في القرآن مطلقاً، ولكن القرآن يفسر بعضه بعضاً.

كما أن هذا التقسيم سوف يتيح لنا حساب عمر الكون إذا ما عرفنا قيمة اليومين الممثلين للعمر الجيولوجي للأرض كما أعتقد، لأن هذا العمر الجيولوجي يمثل طبقاً للنص القرآني (والتقسيم السابق للمراحل الثلاث) ثلث عمر الكون، أي ثلث الستة أيام الرمزية لخلق السماوات والأرض في جميع الآيات القرآنية التي تعالج هذه القضية.

ولقد اتفق المفسرون جميعاً على فهم قوله تعالى: ( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) [فصلت].

يعني أربعة أيام شاملة ليومي الخلق (للسديم الدخاني الشامل لكل ذرات السماوات والأرض) ومتممة لهما، وبهذا يصبح التدبير الجيولوجي للأرض معادلاً ليومين فقط كان ترتيبهما بعد تمام بناء السماء كما ذكرنا في البند السابق.

وبهذا فإن المرحلة الثالثة بدأت بتصلب قشرة الأرض، بدليل قوله تعالى: ( من فوقها) ـ كما أتصور ـ إشارة لبدء العمر الجيولوجي للأرض حتى وصول الإنسان، بدليل قوله تعالى " سواء للسائلين "، وهذه المرحلة تعادل يومين فقط من الأيام الستة المشار إليها قرآنياً كعمر الكون، أي تعادل ثلث عمر الكون.

ومن وجهة نظري، فإنني أرى ـ والله أعلم بالحقيقة ـ أن العمر الجيولوجي للأرضن هو المقدر علمياً وعملياً بزمن مقداره 4500 مليون سنة، يعادل ثلث عمر الكون قرآنياً.

وهكذا فإننا نستنتج من آيات سورة فصلت أن :

عمر الكون = 4500× 3 = 13500 مليون سنة

= 13.5 مليار سنة

ويعد هذا تفسيراً علمياً جديداً للتفصيل الوارد في الآيات القرآنية (فصلت : 9_12) والتي تعطي بذلك عمراً للكون مقداره 13.5مليار سنة.

وهذه القيمة يتردد ذكرها كثيراً في الأوساط العلمية، بدليل أن نموذج أينشتين ودي سيتر يعطي للكون عمراً قدره 13.3 مليار سنة، كما أن معظم الدلائل العلمية تشير الآن إلى أن عمر الكون يتراوح بين 12 إلى 15 مليار سنة، كأرقام معروفة الآن لدى علماء الفيزياء الكونية.

كما أن سورة فصلت تؤكد لنا أن بناء السماء وتشكيلها بسبع سماوات (بما فيها من أجرام) وقع في الثلث الثاني من عمر الكون. وبهذا فإن عمر السماوات أقل من عمر الكون، وهذا ما تشير إليه التوقعات العلمية حالياً. ونحن في انتظار التقدير العلمي النهائي لعمر الكون وعمر المجرات (السماوات)، وصدق الحق تبارك وتعالى إذ يقول : (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون )[ الأنعام].

وبالرجوع إلى آيات سورة فصلت (9_12) لتفسيرها، فإننا نلاحظ أنها بدأت بهمزة للاستفهام الإنكاري في : " أئنكم "، و (إن ) و(اللام) في " لتكفرون " للتوكيد في خطاب الموجه هنا، بصفة عامة للكفار في كل عصر.

وأما لفظ (خلق) كما ذكرنا هنا ـ طبقاً لأقوال المفسرين ـ بمعنى التقدير دون إيجاد كوكب الأرض، واليوم هنا بمعنى مرحلة زمنية وليس يومنا العادي، بدليل عدم وصفه بالعبارة القرآنية(مما تعدون) الواردة في آيات أخرى.

والمعنى أن الله عز وجل خلق مكونات الأرض في يومين (4).

وقوله تعالى : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )، أي تعلقت إرادته تعالى تعلقاً فعلياً بخلق السماء وحدها، أي قصدها دون غيرها وهي في حالتنا الدخانية الأولى.

وقوله تعالى : (فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين)، المقصود به أنه سبحانه أراد تكوين السماوات والأرضين في هذه المرحلة فخضعت ذراتها وجسيماتها لهذه الإرادة الإلهية.

وللطوع والكراهية هنا ـ كما أعتقد ـ معنى علمياً ودقيقاً لأن السماوات والأرضين في هذه المرحلة فخضعت ذراتها وجسيماتها لهذه الإرادة الإلهية وللطوع والكراهية هنا ـ كما أعتقد ـ معنى علمياً ودقيقاً لأن السماوات والأرضين قامت على طاعة خلق كل منها للآخر بالقوانين والنواميس الكونية التي وضعها الله في الأمر الإلهي الخاص بالجاذبية العامة التي أدت إلى ارتباط كل منها بالآخر والاستجابة المتبادلة والتوافق التام بينهما، كأعضاء الجسم الواحد، كما في قوله تعالى : ( قالتا أتينا طائعين).

وأما (الكراهية) بين الأجرام السماوية فتعني علمياً عكس (الطاعة) في الخلق، أي لا تستجيب السماوات للأرض ويستقل كل منهما عن الآخر ولا يكون بينهما ملاءمة أو توافق، فتفسد الأمور الكونية، ويضطرب النظام السماوي وتصطدم الأجرام بعضها بالبعض بسبب عدم التنسيق بينها، وهذا لم يحدث طبعاً بدليل قوله تعالى في وصف السماوات والأرض: ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) [ الأنبياء].

وهكذا، فإن مفهوم المطاوعة من وجهة نظري، وهو التناسق والانسجام والترابط والجاذبية التي تؤدي حالياً إلى دوران الصغير حول الكبير في طواف كوني هائل شامل، وجريان كل الأجرام في مسارات منحنية محددة (دون تصادم) تعبيراً عن السجود لله سبحانه، وتسخير من المولى عز وجل لهذه الأجرام لتتحقق بذلك مصالح الحياة للناس على الأرض. ويؤيد معنى المطاوعة هذا قوله تعالى : ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض..) [السجدة]، وقوله : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً)[الطلاق].

وهذا الآية تدل على أن الله خلق سبع أرضين بنفس عدد السموات، وبهذا فإن لكل أرض ماء تعلوها، وبينهما دائماً ملاءمة ومطاوعة وأمر كوني إلهي، ممثل في الجاذبية(الجاذبية العامة) التي تنشر أمواجها بسرعة الضوء ولا يعوقها عائق لتربط بين مكونات هذا الكون.

والمهم هنا هو أن مرحلة بناء السماوات قد استغرقت يومين كاملين من الأيام الستة، كما في قول الله سبحانه: (فقضاهن سبع سماوات في يومين )، والرقم سبعة هنا يعني العدد المعروف لنا، وقد يأتي أيضاً بمعنى الكثرة دون تحديد، وقضاء الشيء هو إتمامه والفراغ منه، أي تمام بناء السموات وجميع الأجرام(مجرات ونجوم وكواكب وأرضين وأقمار).

في يومين كاملين، أي في الثلث الثاني من عمر الكون ـ كما أوضحنا سابقاً.

وقوله تعالى : (وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاًَ ذلك تقدير العزيز العليم)، بمعنى أنه أتم تشكيل السموات وأجرامها ودبر كل أمورها بما في ذلك تزيين السماء الدنيا بالمصابيح، أي العالم الذي نشاهده بالعين المجردة والقريب إلينا، فنراه مرصعاً بالنجوم(المصابيح) ومحفوظاً من أن يقع علينا أو يقع ما فيه علينا، كما يتضح في قوله تعالى : ( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون )[ الأنبياء].

وأما قوله تعالى : (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) فهو يبين أنه سبحانه بعد أن خلق المواد الخام للأرض في يومين، في المرحلة الأولى، في بداية الآيات (فصلت: 9) فإن تعالى خلق الكواكب والأرضين والأقمار والنجوم في يومين في المرحلة الثانية، ثم أتم التدبير الجيولوجي لكوكب الأرض في يومين آخرين في المرحلة الثالثة، ليصبح مجموع مرحلتي خلق الأرض وتدبيرها أربعة أيام ـ كما أوضحنا من قبل ـ عند اعتبار يومي التدبير ممثلين للعمر الجيولوجي للأرض الذي نقيسه علمياً بفترة زمنية قدرها 4500 مليون سنة والتي تعادل بدورها طبقاً لنص الآية ثلث عمر الكون كما ذكرنا من قبل. وفي بداية هذه المرحلة يقول الله تعالى : (جعل فيها رواسي من فوقها)، أي جعل من فوق الأرض، أي من سطحها العلوي، رواسي، أي أجساماً جامدة ثابتة فيها (كالجبال أو القشرة الأرضية الصلبة)، وبذلك جمد الله سطح الأرض العلوي بعد أن كانت في المرحلة الثانية كتلة من اللهب متقد بعد فتقها، أي انفصالها عن الشمس.

وهذا الاستنباط التفسيري ضروري لقوله سبحانه (من فوقها )، وإلا لصارت عبارة (من فوقها ) لغواً ـ يتنزه كلام الله عنه .

ويؤيد هذا التفسير قوله تعالى : (بارك فيها )، إذ لا بركة بلا ماء ولا أنهار، وهكذا يتضح لنا أنه ليس في القرآن لفظ إلا لمغزى، أو كما قال فخر الرازي: ما من حرف ولا حركة في القرآن إلا وفيه فائدة.

وأرى أن تعبير (من فوقها) يدل على ما يلي :
أ ) الأرض أصبحت صلبة في قشرتها لتتحمل وجود الرواسي فوقها.

ت) الجبال الأولى سقطت على هيئة نيازك من السماء (من فوق الأرض) والتي نزل معها الحديد، كما في قوله سبحانه:( .. وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) [الحديد].

ث) خلق الله النوع الناري من الجبال بانقباض القشرة في بداية التدبير الجيولوجي.

ج) خلق الله النوع الثاني الرسوبي من الجبال على شواطئ البحار مما يتبع خلق الأنهار وإحداث التغيرات التي تمكنها من حمل ما ترسب على هذه الشواطئ البحرية، ولهذا أضاف الله عبارة (وبارك فيها) . وهذا في نظري يدل على أخراج الماء والمرعى من هذه الأرض المباركة. وأما قوله سبحانه ( وقدر فيها أقواتها) فإنه يشير إلى جعل مصادر الرزق متنوعة في سطح الأرض توزيعاً حكيماً عادلاً لتوفير الأقوات التي يحتاج إليها سكان هذه الأرض.

ح) ولقد تم هذا التدبير الجيولوجي في زمن قدره (4500) مليون سنة، هي مدى عمر كوكب الأرض، وقبل هبوط الإنسان إلى الأرض وظهور ذرية آدم من السائلين عن عمر الأرض وبداية الخلق، والذين يأمرهم الله بالسير في الأرض للتعرف على إجابة هذا السؤال الضخم.

والآن هل اقتنعتم بأنه "لص فكري"؟!

طه خضر
06/10/2007, 05:22 PM
Point of order


من تواضع لله رفع ومن تعالى على الله قمعه ..

شيء من التواضع يا علماء ونخبة النخبة ، أستاذنا الأول يتحيّن الفرصة في كل مناسبة لينال من العلماء ويقدح فيهم وفي شرفهم ويتهمهم باللصوصية ولم يكلف نفسه حتى عناء توثيق ما سـُرق على حد زعمه ، وقد قالها صراحة أن لا قداسة عنده لأحد ، متناسيا مقولة ابن عساكر- رحمه الله - الشهيرة : " لحوم العلماء مسمومة " - في كتابه " تبيين كذب المفتري " ( ص 29 ) ، والثاني قالها أكثر من مرة وتمنن على الجميع ان اقتطع بعضا من وقته الثمين وترك طلابه الأمريكان وهم من جد في الحصول على العلم واستماتوا في سبيل ذلك ، وجاء ليعلمنا و يقوم اعوجاج ألسنتنا بكلام لا يحتمل النقاش ولا الأخذ ولا حتى التأويل ..!!

الأساتذة الأعزاء .. شيء من اللـّين والتواضع ، أنتم تخاطبون نخبة وأساتذة جامعات وبحـّاثة وتتكلمون عن علماء لهم احترامهم والسواد الأعظم هنا ليسوا من الأغرار أو طلاب معلومة عابرة في محاضرة أو مدرّج ، يلقيها أستاذ متوّج..!!


تحياتي ..!!

طه خضر
06/10/2007, 05:22 PM
Point of order


من تواضع لله رفع ومن تعالى على الله قمعه ..

شيء من التواضع يا علماء ونخبة النخبة ، أستاذنا الأول يتحيّن الفرصة في كل مناسبة لينال من العلماء ويقدح فيهم وفي شرفهم ويتهمهم باللصوصية ولم يكلف نفسه حتى عناء توثيق ما سـُرق على حد زعمه ، وقد قالها صراحة أن لا قداسة عنده لأحد ، متناسيا مقولة ابن عساكر- رحمه الله - الشهيرة : " لحوم العلماء مسمومة " - في كتابه " تبيين كذب المفتري " ( ص 29 ) ، والثاني قالها أكثر من مرة وتمنن على الجميع ان اقتطع بعضا من وقته الثمين وترك طلابه الأمريكان وهم من جد في الحصول على العلم واستماتوا في سبيل ذلك ، وجاء ليعلمنا و يقوم اعوجاج ألسنتنا بكلام لا يحتمل النقاش ولا الأخذ ولا حتى التأويل ..!!

الأساتذة الأعزاء .. شيء من اللـّين والتواضع ، أنتم تخاطبون نخبة وأساتذة جامعات وبحـّاثة وتتكلمون عن علماء لهم احترامهم والسواد الأعظم هنا ليسوا من الأغرار أو طلاب معلومة عابرة في محاضرة أو مدرّج ، يلقيها أستاذ متوّج..!!


تحياتي ..!!

حسام الدين مصطفى
06/10/2007, 07:14 PM
أخي الأستاذ جواد البشيتي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أشكر لك ما تفضلت به من إيضاحات و أعبر لك عن عرفاني بجهدك الذي بذلته وتجسد من خلال ردك الكريم
ورغم اختلافنا في وجهات النظر إلا أنك بما تفضلت به استحققت كل احترام حين أجبت عن معظم تساؤلاتي
وهذا لعمري أمر لا يسعني حياله إلا أن أعبر لك عن بالغ امتناني و خالص إجلالي لطريقتكم...
ولا أخفي عنك أنك قد استطعت وبكل مهارة أن تقفز فوق لجاجة الخطاب و أخضعت قلمك لتواضع المفكر فجئت بما يستوجب الاعتبار والتدبر ....
وليظل ما بيننا هو قاعدة "أن رأيي صواب قد يحتمل الخطأ ورأي غير خطأ قد يحتمل الصواب"
ولي عودة أصافح بها فكرك مرة أخرى ...
مع عميق احترامي
حسام الدين مصطفى

حسام الدين مصطفى
06/10/2007, 07:14 PM
أخي الأستاذ جواد البشيتي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أشكر لك ما تفضلت به من إيضاحات و أعبر لك عن عرفاني بجهدك الذي بذلته وتجسد من خلال ردك الكريم
ورغم اختلافنا في وجهات النظر إلا أنك بما تفضلت به استحققت كل احترام حين أجبت عن معظم تساؤلاتي
وهذا لعمري أمر لا يسعني حياله إلا أن أعبر لك عن بالغ امتناني و خالص إجلالي لطريقتكم...
ولا أخفي عنك أنك قد استطعت وبكل مهارة أن تقفز فوق لجاجة الخطاب و أخضعت قلمك لتواضع المفكر فجئت بما يستوجب الاعتبار والتدبر ....
وليظل ما بيننا هو قاعدة "أن رأيي صواب قد يحتمل الخطأ ورأي غير خطأ قد يحتمل الصواب"
ولي عودة أصافح بها فكرك مرة أخرى ...
مع عميق احترامي
حسام الدين مصطفى

حسام الدين مصطفى
06/10/2007, 07:51 PM
أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
سلام الله عليك
طالعت كل ما جاء بمداخلاتك سواء ما سبق ردي "المقتضب" عليك
أو تلك التي "أسهب" قلمك الكريم في إفرادها بعد ردي
وأعد سيادتك أستاذنا برد لا يغفل شاردة أو واردة مما حملته كلماتك
واضعاً نصب عيني نصائحك وإرشاداتك التي لن أحيد عنها في ردي المفصل
والذي سأتشرف بوضعه بين يديك قريباً ...
وأرجو أن لا يمتد سوء التفسير والتأويل الذي خلعته على أسطر تعقيبي السابق
ليطال تريثي و تؤدتي فيما استوجبته "تساؤلاتك" فتحسب أنه الهروب أو الاقتناع
بما جئت به وأوردته وإنما هو محض امتثال لنصيحتك بالتدبر والتفكير قبل ادراج
ما يعكس عن التسرع في الفهم و الرغبة المحمومة في استعراض المعلومات
دون الولوج إلى لب الموضوع
فأرجو منك السماح بفسحة من الوقت تتفق وقدر ما حملته كلماتك ...

حسام الدين مصطفى

حسام الدين مصطفى
06/10/2007, 07:51 PM
أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
سلام الله عليك
طالعت كل ما جاء بمداخلاتك سواء ما سبق ردي "المقتضب" عليك
أو تلك التي "أسهب" قلمك الكريم في إفرادها بعد ردي
وأعد سيادتك أستاذنا برد لا يغفل شاردة أو واردة مما حملته كلماتك
واضعاً نصب عيني نصائحك وإرشاداتك التي لن أحيد عنها في ردي المفصل
والذي سأتشرف بوضعه بين يديك قريباً ...
وأرجو أن لا يمتد سوء التفسير والتأويل الذي خلعته على أسطر تعقيبي السابق
ليطال تريثي و تؤدتي فيما استوجبته "تساؤلاتك" فتحسب أنه الهروب أو الاقتناع
بما جئت به وأوردته وإنما هو محض امتثال لنصيحتك بالتدبر والتفكير قبل ادراج
ما يعكس عن التسرع في الفهم و الرغبة المحمومة في استعراض المعلومات
دون الولوج إلى لب الموضوع
فأرجو منك السماح بفسحة من الوقت تتفق وقدر ما حملته كلماتك ...

حسام الدين مصطفى

عبد الحميد مظهر
06/10/2007, 09:41 PM
:vg:


إقتراح

بسم الله الرحمن الرحيم

أتقدم هنا بإقتراح الى كل المهتمين بالبحث فى موضوع التفسير العلمى لأيات القران ، لعله يلقى قبولاّ . أقترح ان يذهب كل باحث فى هذا الموضوع الى الأساتذة الدكاترة الذين يكتبون فى قضايا الإعجاز العلمى للقرأن وأن يطلبوا منهم التسجيل معهم للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة ، ويكون هدف البحث هو استعمال العلم ومناهجه فى حل مشاكل الأمة العلمية . مشاكل مثل التلوث، ومشاكل الموارد المائية ، و مشاكل نضوب مصادرالطاقة ، والتصحر ، و السحابة السوداء ، والمصادر المتجددة للطاقة ، ومشاكل تطوير التعليم، وغيرها من مشاكل ملحة تؤثر فى حال الأمة وتعمل على حل مشاكل تخلفها . أليس هذا أولى من من التنقيب عن نتائج العلم الغربى فى القرأن؟

ولنا فى الهند مثالاّ ، فرغماّ عن كونها دولة فقيرة إلا انها متفوقة فى مجال البحث العلمى ، وأصبحت من الدول المتقدمة فى صناعة البرمجيات . ولعلى أذكركم بمهام المسلم الأسا سية فى الحياة وهى توحيد الله ، والنماء الفردى والمجتمعى ، والأستخلاف وعمارة الأرض . وهل هناك أفضل من البحث العلمى لعمارة وإستخلاف الأرض؟ فالعمر قصير والوقت قليل والطاقة محدودة ، والأفضل وضع المجهودات المتاحة فى بحث وحل مشاكل الأمة ، بدلاّ من البحث فى القرأن لإستخراج ما أنتجه الغرب من العلم. ولعلكم تتذكرون أيضاّ انه حتى الأن نتفاخر بالماضى الفرعونى ، وبالحضارة الأسلامية ، وبما نملكه من مصادر الثروة ، ولكننا ننسى أن:

- ألذى كشف عن حضارتنا الفرعونية وأثارها هم الغربيون ، حتى اللغة الفرعونية اكتشفها الفرنسيون وان الذى فك شفرة حجر رشيد هو شامبليون الفرنسى .

- ألذى كشف واستخرج الثروة البترولية هم الغربييون.

- الذى كشف ووثق الكثير من تراث الحضارة الإسلامية هم المستشرقون.

والسؤال هو متى نعتمد على انفسنا فى الفكر والعلم ومصادرهما قبل الشروع فى العمل؟
وهل لنا دور أو ربما ادواراّ فى رؤية مستقبلنا؟ كيف نعيد الثقة بأنفسنا؟ و نعمل على ان يكون لنا أدواراّ فى الفكر والعلم والعمل؟

ومع تحياتى ،

أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر


:good: :good: :good:

عبد الحميد مظهر
06/10/2007, 09:41 PM
:vg:


إقتراح

بسم الله الرحمن الرحيم

أتقدم هنا بإقتراح الى كل المهتمين بالبحث فى موضوع التفسير العلمى لأيات القران ، لعله يلقى قبولاّ . أقترح ان يذهب كل باحث فى هذا الموضوع الى الأساتذة الدكاترة الذين يكتبون فى قضايا الإعجاز العلمى للقرأن وأن يطلبوا منهم التسجيل معهم للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة ، ويكون هدف البحث هو استعمال العلم ومناهجه فى حل مشاكل الأمة العلمية . مشاكل مثل التلوث، ومشاكل الموارد المائية ، و مشاكل نضوب مصادرالطاقة ، والتصحر ، و السحابة السوداء ، والمصادر المتجددة للطاقة ، ومشاكل تطوير التعليم، وغيرها من مشاكل ملحة تؤثر فى حال الأمة وتعمل على حل مشاكل تخلفها . أليس هذا أولى من من التنقيب عن نتائج العلم الغربى فى القرأن؟

ولنا فى الهند مثالاّ ، فرغماّ عن كونها دولة فقيرة إلا انها متفوقة فى مجال البحث العلمى ، وأصبحت من الدول المتقدمة فى صناعة البرمجيات . ولعلى أذكركم بمهام المسلم الأسا سية فى الحياة وهى توحيد الله ، والنماء الفردى والمجتمعى ، والأستخلاف وعمارة الأرض . وهل هناك أفضل من البحث العلمى لعمارة وإستخلاف الأرض؟ فالعمر قصير والوقت قليل والطاقة محدودة ، والأفضل وضع المجهودات المتاحة فى بحث وحل مشاكل الأمة ، بدلاّ من البحث فى القرأن لإستخراج ما أنتجه الغرب من العلم. ولعلكم تتذكرون أيضاّ انه حتى الأن نتفاخر بالماضى الفرعونى ، وبالحضارة الأسلامية ، وبما نملكه من مصادر الثروة ، ولكننا ننسى أن:

- ألذى كشف عن حضارتنا الفرعونية وأثارها هم الغربيون ، حتى اللغة الفرعونية اكتشفها الفرنسيون وان الذى فك شفرة حجر رشيد هو شامبليون الفرنسى .

- ألذى كشف واستخرج الثروة البترولية هم الغربييون.

- الذى كشف ووثق الكثير من تراث الحضارة الإسلامية هم المستشرقون.

والسؤال هو متى نعتمد على انفسنا فى الفكر والعلم ومصادرهما قبل الشروع فى العمل؟
وهل لنا دور أو ربما ادواراّ فى رؤية مستقبلنا؟ كيف نعيد الثقة بأنفسنا؟ و نعمل على ان يكون لنا أدواراّ فى الفكر والعلم والعمل؟

ومع تحياتى ،

أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر


:good: :good: :good:

حسام الدين مصطفى
07/10/2007, 08:01 PM
الرد على أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر... ثوابت جوهرية
الكاتب المفكر الأستاذ جواد البشيتي
أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
الأخوات والأخوة الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
في المشاركات التالية والتي سأوردها تباعاً سأعرض ردي على ماجاء بمشاركات أستاذنا أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
وقبل أن أشرع في ذلك أردت أن أضع بين أياديكم الكريمة بضع نقاط جوهرية إرتأيت ضرورة تثبيتها أولاً
1- أعلم أن تواجدي بصفحة موضوع الكاتب الأستاذ جواد البشيتي هو تواجد ضيف لابد له من مراعاة أصول الضيافة واللياقة لذا فإنني أدرج مشاركاتي التالية وكلي عرفان له
وتقدير أن تتسع صفحته للرأي والرأي الآخر ..
2- إن إحترام أساتذتنا وعلمائنا هو واجب يقتضيه حسن الخلق وأدب التعلم لذلك فإني أؤكد على احترامي لشخص أستاذنا أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر وأن كل ما سأعرض له
لا أسعى من خلاله إلى انتقاص قدره أو الاساءة إليه وإنما أضعه كرد لحوار بين عقلين مع الاحتفاظ بكامل الاحترام للشخصيات
3- إن أي نقطة أتناول فيها هنا ما يتعلق بالكتاب المقدس أو المرجعية المسيحية ليست هجوماً ولا انتقاداً لديانة أجلها وأحترمها وأومن بها كشرط من شروط إيماني
وأن كل ما سأتناوله من طرح حول مسألة " الأصول الدينية للعلم الغربي" لا يغدو مجرد إجابة وإثبات لرأيي الذي أوردته ضمن مشاركاتي
وأقر بإحترامي للكتاب المقدس وللدين المسيحي وبمحبتي لكافة إخواني وزملائي المسيحين
وبعد تثبيت هذه النقاط فإنني أنتقل إلى ردودي بشأن ما أورده أستاذنا أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
ولكم جميعاً التحية والتقدير
حسام الدين مصطفى

حسام الدين مصطفى
07/10/2007, 08:06 PM
مقدمة:
من خلال هذا الموضوع الذي طرحه الكاتب المفكر جواد البشيتي قدم الأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهرعدداً
من المداخلات وجاء من بينها ما ورد بالمشاركة رقم (13) والتي أورد فيها ..
هل يمكننا ان نفسر القرأن بالعلم الطبيعى دون الأستعانة بعلم الغرب؟
لماذا أنتج الغرب العلم دون الأستعانة بالكتاب المقدس؟
لماذا لم يكتشف المسلمون العلم اعتماداّ على القران فقط قبل اكتشاف الغرب للعلم؟

فاستوجب ذلك مداخلتي التي جاء بنصها ...


أستاذنا أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر (الموقر)
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
رعاك الله وجزاك لما أوردته من شروحات وتعليقات
ورغم تعدد هذه الشروحات وما بنيت عليه من نظرة علمية لها ولرأيك كل تقدير ولاحترام
لكن هناك أمر أردت أن أشير إليه أستاذنا الجليل
بشأن العلم الغربي والكتاب المقدس
فبكل تواضع أمام علمك سيدي أرى أن أشير إلى أن الكتاب المقدس كان هو المرجعية الأساسية لكل صنوف العلم الغربي
حتى قرنين وأن ما تم بعد ذلك لم يكن سوى الانطلاق مما تم التوصل إليه لتغلفه الطبيعة العلمية البحتة
ورغم أني لست اختصاصياً ولم أصل إلى ما وصلت إليه أستاذي
فإنني أعلنها حقيقة لسيادتك بأن التوراة والكتاب المقدس هما المرجعين الأساسيين لما لدي علم به على الأقل
وأشير هنا إلى علوم السياسة والشؤون الدولية
ويكفي أستاذي أن أشير إلى نظرية " التدبيرية الالهية" أو بتعبير آخر Forcing God's Hand وهي الحاكمة والضابطة والمطبقة لكل أمور علم السياسة الغربي
ولك كل التقدير والإحترام


وبعد ذلك توالت ردود وتساؤلات وتعليقات أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر بشأنها
وقد وعدته أن أرد على جميع ما أورده ... ولولا مشاغل حياتية لأوردت ردي بأسرع من ذلك ...

حسام الدين مصطفى
07/10/2007, 08:13 PM
ردود على تساؤلات الأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهر
هل قرأت الكتاب المقدس؟ وبأى لغة ؟ و أى تحقيق للنص الأصلى ؟ هل تقصد العهد الجديد ام القديم؟ وأى فرقة مسيحية تأخذ شروحها ، الأرثوذوكس ؟ الكاثوليك ؟ او البروتستانت؟ وهل قرأت ودرست التوراة أيضاّ ؟ وأى نصوص سيادتكم تراها تؤيد دعواك؟ (مشاركة 31)
نعم أستاذي قرأت الكتب المقدسة "إنجيلاً" و "توراة" وتدارستها مع فقهائها وأهلها وأمضيت في ذلك ردحاً من الدهر .... وبالنسبة للفرق المسيحية فقد درست تاريخها وفكرها ليس فقط ما أشرت إليه بل أضف إليها الأدفنست، والأنجليكان، واللوثرية ودرست المسيحية الأصولية والليبرالية وقرأت في أصول اللاهوت واللاهوت النظامي والبيلاجي، والأغسطيني والطقسي
أما نصوص الإنجيل فلدي نسخة كاملة للعهدين القديم والجديد بالعربية والانجليزية طبعة الملك جيمس King James Version و طبعة New International Version إصدار International Bible Society .
أما النصوص ... فقد خانتك الدقة سيدي فأنا لم أشر إلى نصوص بعينها وإنما تحدثت عن " الأصول الدينية للعلم الغربي"
هو مفهومك لكلمة العلم ؟ وهل فعلاّ درست تاريخ نشوء العلم الغربى وتطوره ، اقول درست ولا أقول قرأت، حتى يمكنك ان تثبت ما تقول عن اصل العلم الغربى ؟ (مشاركة 31)


مفهومي لكلمة العلم ودون الخوض في استعراض فلسفي بأنه المعرفة الإنسانية التي تحددها ثوابت وتصوغها نظريات ... فالعلم بذرته القراءة و جذره الدراسة وساقه المعرفة وثمرته الفائدة والنفع
وقد درست تاريخ العلم البشري بما في ذلك نشأة العلم الغربي وجذوره ومراحل تطوره وأعلامه

هل العلوم السياسية هى علوم فعلاّ؟ وعن أى مدرسة من مدارس العلوم السياسية تتكلم ؟ أم إنك تكرر ما درسته فى احد المقررات الجامعية دون فحص ناقد؟ (مشاركة 31)
رغم أن سؤالك هذا يعكس نظرتك التجريبية حول مفهوم العلم من ناحية ويوضح بعض قصور في رؤيتك للعلم أستاذي حيث أنك تسأل عن ما يفترض أنك به أعلم ...
فالعلوم السياسية هي نوع من العلوم التي اتفق على تصنيفها ضمن العلوم الاجتماعية حتى استقل بذاته وصار علماً قائماً تتفرع منه شعب كثيرة وله قواعده وضوابطه وأسسه ونظرياته وله علمائه وأعلامه
أما بشأن مدارس العلوم السياسية فأنا لم آتي على ذكرها ولا أشرت إلى إنتمائي لإحداها...
وأما قولك أستاذي بأني أتحدث عن أحد المقررات الجامعية ... فما بالك أستاذي تارة تحدثني عن وجوب الدراسة وتارة تحقرها بوصفها مجرد مقررات جامعية!!!
وعلى كل فإن كان سؤالك الذي لم تطرحه أو أخطأته الكلمات هو إلى أي مدرسة سياسية أنتمي ؟ فإن ردي على ذلك سأورده في إجابتي على سؤالك التالي وهو:


ما هى الطريقة المنطقية التى تدربت عليها للإستنتاج؟ المنطق الصورى ؟ أم المنطق الرياضى ؟ أم المنطق الرمزى ؟ وهل هو منطق ثنائى القيمه أم متعدد القيم ام منطق المنظومات؟ و أى اسلوب منطقى تستعملة فى الأستنتاج الإستنباط ام الإستقراء؟ و هل فعلاّ تدربت على استعمال اساليب المنطق؟ (مشاركة 31)إنني أستاذي الكريم أعمد في فكري وفي تحليلي وفي منطقى إلى المذهب الانتقائي eclecticismلذلك فإنني أطبق كل ما أوضحته وأستخدمه دون أن يستخدمني أو يحد من قدرتي التفكيرية



ما ورد بالمشاركة (36 )
هل تستطيع ان ترشدنى الى النصوص من الكتاب المقدس التى تثبت الأتى:

- أفكار أدم سميث من الكتاب المقدس
- الفكر الأسمالى من الكتاب المقدس
- افكار جان جاك روسو حول العقد اللإجتماعى من الكتاب المقدس
- نظريات هوبز وهيوم و ليبنتز و سبينوزا ولوك من الكتاب المقدس
- أفكار ميكيافيللى السيا سية من الكتاب المقدس
- أفكار مونتيسيكو
- نظريات كارل ماركس
- البرجماتية من الكتاب المقدس


وما ورد بالمشاركة رقم (37)
هل تستطيع ان تدلنى على نص من الكتاب المقدس

- أعتمد عليه جاليليو فى إكتشاف نظرياته؟ مع العلم بما لاقاه من الكنيسة لمخالفته للكتاب المقدس.
- أعتمد عليه كبلر فى إكتشاف قوانينه؟
- أعتمد عليه نيوتن فى إكتشاف نظرياته؟
- أعتمد عليه ماكسويل فى إكتشاف نظرياته؟
- أعتمد عليه ماكس بلانك فى إكتشاف نظرياته؟
- أعتمد عليه اينشتين فى إكتشاف نظرياته؟
- أعتمد عليه أصحاب النظرية الكمومية فى إكتشافهاه؟

لكأني بك هنا أستاذي تمسك بين يديك تفاحة نيوتن وتسألني أين الجذور التي تتحدث عن أنها أصل هذه الثمرة ؟؟؟
يا أستاذي ... أين المنطق حين تمسك قطعة قماش ترفعها أمام ناظريك وتسأل أين هي نوارة القطن التي أخرجتها ؟؟
يا أستاذي ... أين العقل في أن تنظر لفرد في ريعان شبابه ثم تديره أمامك باحثاً عن النطفة بين ثنايا أضلعه!!!!
بلغتك سيدي أرد عليك ما رأيك في قانون نيوتن الأشهر " لكل فعل ردة فعل......"
لو أنك طبقت التفسير الفلسفي لهذا القانون لتوصلت إلى أن كل ما أوردته ما هو إلا ردة فعل فكرية للدين
وعلى سبيل المثال فلعلك تتذكر مقولة الفيلسوف والمنظر الأكبر للفكر الشيوعي صاحب "رأس المال" كارل ماركس " الدين أفيون الشعوب ..." ألا ترى أن فكره في كتابه جاء كردة فعل أساس الفاعل فيها هو الدين.
وكذا أستاذي هل درست منهج ميكافيللي أو طالعت كتابه " The Discourses" والذي يتحدث فيه عن ضرورة الدين و الاستعانة به كوسيلة لتماسك الدولة وتحدث عن أهمية العقائد الدينية وأنها هي المسبب لكل خير ويتعين على الحاكم أن يهتم بالدين .....
فقط أستاذي راجع فصول هذا الكتاب بداية من الفصل الثاني عشر ... وبعدها نتحدث عن المرجعية الدينية في فكر نيقولا ميكافيللي

ولو تحدثنا عن الفرنسي مونتيسيكو صاحب النهج الفريد في دراسة التاريخ والذي استخلص منه بدايات علم التحليل السياسي والمشهور بقوانينه الأربعة ....فلعلك تعرف أنه وضع المعتقد الديني ضمن عناصر البنيوية السياسية وكيف أنه أعطاها دوراً مركزاً في تشكيل الفكر الليبرالي الأمريكي بل وخلص إلى أن الليبرالية جاءت نتيجة لقوى الدين الداعمة لها ...
ولعلك أستاذي لو رجعت إلى نظرة مونيسيكو القائلة بالحتمية المادية لوجدت أنه لم يغفل الجانب الديني بل تجده يقر بأن الله خالق الكون وأن له بالغ التأثير على الإنسان وأن الإنسان جبل بطبيعته المتمردة جبل على خرق القوانين سواء الإلهية أو البشرية بسبب نزعات الهوى والجهل والخوف.
فقط أستاذي راجع نشأة مونتيسكيو و نظرته بشأن الدور الذي يلعبه الدين في الحياة إجمالاً وفي النظام السياسي على وجه الخصوص وراجع نظرته للمسيحية ووصفه لها وكيف أنه لم ينادي بالفصل بين الكنيسة والدولة ... فقط راجع كتابه " روح القوانين" - The Spirit of Laws (1748)

وكل من ذكرتهم يمكن أن أدرج لك من أفكارهم ما يوضح خلفياتهم الدينية وتفاعلهم الديني من خلال أفكارهم وأعمالهم سواء كان ذلك "فعلاً" أو "ردة فعل"

حسام الدين مصطفى
07/10/2007, 08:24 PM
نقد النقاش الجدلي لدى الأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهر
نظرية الغرب المُخَلِص ....
جاء بمشاركات أ.د.م. عبدالحميد مظهر

لماذا لم يكتب العلماء المسلمون الاوائل عن الإعجاز العلمى للقرأن بينما كانوا اقوى فى المعرفة الدينية ، وفى الفقه وفى علوم القرأن . وهم الذين انتجوا علما مثل الخورازمى وابن النفيس والرازى وابن سينا والحسن بن الهيثم وغيرهم ، بينما نحن فى هذا العصر نتكلم عن القرأن والعلم ولا ننتج علما ولا معرفة بل نعتمد على الغرب ، وايضا نحن اقل علماّ دينياّ عن المسلمون الأوائل؟ المشاركة رقم (13)

لماذا لم يكتب العلماء المسلمون الاوائل عن الإعجاز العلمى للقرأن بينما كانوا اقوى فى المعرفة الدينية ، وفى الفقه وفى علوم القرأن . وهم الذين انتجوا علما مثل الخورازمى وابن النفيس والرازى وابن سينا والحسن بن الهيثم وغيرهم ، بينما نحن فى هذا العصر نتكلم عن القرأن والعلم ولا ننتج علما ولا معرفة بل نعتمد على الغرب ، وايضا نحن اقل علماّ دينياّ عن المسلمون الأوائل؟المشاركة رقم (14)


وبداية ففي هذا ما يثبت أن الأستاذ الدكتور كان لديه نص معد مسبقاً يحاول أن يقحمه داخل الحوار حتى أنه لم يلحظ تكرار نفس الفقرتين في ردين متتاليين ...
وحتى عند اتباعنا لأفضل الفروض وهي أن التكرار جاء توكيداً –وهذا الاحتمال ضعيف جداً- لوجدنا أن هناك إصرار لديه على التركيز على نقطة أن الزمان قد توقف عند الأسماء التي أوردها –والتي لها جلالها واحترامها- وأن من خلفهم هم مجرد أفراد أقل منهم في العلم والدين وهو بذلك يفسح الطريق أمام دعوة " الغرب المخلص"
وهذا ليس محض تأويل بل أثبتته قناعاته من خلال ما جاء بكلماته ومنها:
هل يمكننا ان نفسر القرأن بالعلم الطبيعى دون الأستعانة بعلم الغرب؟ (مشاركة 13)
لماذا أنتج الغرب العلم دون الأستعانة بالكتاب المقدس؟(مشاركة 13)
لماذا لم يكتشف المسلمون العلم اعتماداّ على القران فقط قبل اكتشاف الغرب للعلم؟ (مشاركة 13)
بينما نحن فى هذا العصر نتكلم عن القرأن والعلم ولا ننتج علما ولا معرفة بل نعتمد على الغرب (مشاركة 14)
اكتفوا بتكرار ما هو موجود ومنشور خصوصاّ فى الغرب (مشاركة 14).
اما الغرب رغم كل عيوبه ، التى يعلن عنها هو وتنشر بلغته ، هذا الغرب ، وخصوصاّ امريكا يربط الفكر والقول بالعمل مع ما يرتكبه من أخطاء. (مشاركة 15)
ماذا يستطيع مفسروا القراّن بالعلم اذا لم يقدم لهم الغرب العلم ؟ (مشاركة 15).



كذلك أوردت أستاذنا بالمشاركة رقم (25)
قولك :
أولاّ: معرفة جيدة بالقراّن الكريم
ثانياّ: معرفة معتبرة بمجالات العلم المرتبطة بالتفسير
ثالثاّ: قدرة عقلية ومهارة منطقية للربط بين أيات القراّن وبين المجال العلمى المناسب للأيات
وبدوري أسألك أستاذي
فأي من هذه المعارف والقدرات قد تحقق لديك ؟؟
وما هو معيار الجودة المعرفية لديك...
وبفرض توافر كل ذلك لديك فأين اسهامك في تناول تلك المعضلة الجدلية ؟؟
وإن كنت تقول بأنه لا ضرورة للاستعانة بتفسير علمي للقرآن الكريم، وتتساءل عن الحاجة إلى ذلك وترى أن القرآن لا يفسر دون الاعتماد على علم الغرب بل وسعيت إلى خلق مقارنة مغلوطة (سأثبت خطأها في غير هذا الموضع) بأن الغرب أنتج علماً دون الاستعانة بالكتاب المقدس (مرجع: مشاركة رقم 13)
ألا ترى تناقضاً واضحاً بين قوليك في المشاركتين (13)، (25)
ففي الأولى تقيم طرحك على انعدام الحاجة وفي الثانية تضع أسساً للتفسير العلمي فإلى أي الاتجاهين تميل ... إلى الفصل بين الدين والعلم أم إلى استخدام العلم كمفسر لآيات الذكر الحكيم ؟؟!!!


ومرة أخرى نعود لأخطاء الجدل والنقاش
فإنني حين أوردت ردي (المشاركة 29) والذي جاء فيه:
ورغم تعدد هذه الشروحات وما بنيت عليه من نظرة علمية لها ولرأيك كل تقدير ولاحترام
لكن هناك أمر أردت أن أشير إليه أستاذنا الجليل
بشأن العلم الغربي والكتاب المقدس
فبكل تواضع أمام علمك سيدي أرى أن أشير إلى أن الكتاب المقدس كان هو المرجعية الأساسية لكل صنوف العلم الغربي
حتى قرنين وأن ما تم بعد ذلك لم يكن سوى الانطلاق مما تم التوصل إليه لتغلفه الطبيعة العلمية البحتة
ورغم أني لست اختصاصياً ولم أصل إلى ما وصلت إليه أستاذي
فإنني أعلنها حقيقة لسيادتك بأن التوراة والكتاب المقدس هما المرجعين الأساسيين لما لدي علم به على الأقل
وأشير هنا إلى علوم السياسة والشؤون الدولية
ويكفي أستاذي أن أشير إلى نظرية " التدبيرية الالهية" أو بتعبير آخر Forcing God's Hand وهي الحاكمة والضابطة والمطبقة لكل أمور علم السياسة الغربي

فأستاذنا لم يلحظ أنني مررت بكافة ما أورده بمشاركاته ولم أعقب عليه .... وفي ذلك دليل على تقبلي لمعظم ما جاء فيه من أسس علمية وانتظاراً لما سيدرجه لاحقاً وأبنت له أني مَعنيٌ هنا بتوضيح النقطة التي أوردتها ... ونفيت عن نفسي أن أصل لما بلغه من علم في تخصصه وتحدثت من منطلق ما أوتيت بعض علم فيه ....فجاءت ردوده المتلاحقة

فجاء برده : " وكان من المفروض ان تقرأ كل ما قلت، ولا تقتطف مما قلت كلمة او جملة وتشرع بالرد ، وكان عليك ان تنتظر حتى اكمل ما بدأت ، فكما ذكرت فى مشاركاتى امس، فأنت قد وقعت فى احدى الأخطاء المشهورة عند المتلقى، سواء كان مستمعاّ أو قارىءّ" (مشاركة 31)
وهذا دليل على أنه لم يعط لنفسه الفرصة للتمعن في أن ما أوردته كان قاصراً على نقطة بعينها استوجبت التعقيب فوقع هو فيما اتهم به غيره والذي يتمثل حسب قوله : " ، فأنت قد وقعت فى احدى الأخطاء المشهورة عند المتلقى، سواء كان مستمعاّ أو قارىءّ... اما اذا كنت تريد الجدال والإستعراض وأطلاق الإستنتاجات المتعجلة ، فأنا ليس لدى وقت لذلك" (مشاركة 31)
والآن فإني أسائلك أستاذنا ... أي جدل أو استعراض هذا الذي تشير إليه .... لقد جاء بكلماتك ما استوجب تعقيبي وقد عقبت ... وكان الأجدر بك وأنت العالم المتفقه في طرق التحليل أن ترد على مقولتي أو تسائلني عنها ... لا أن تشير باصبع كلماتك قائلاً " صه..صه" وما كان ما أوردته مناوشة أو تحذلقاً ... ولكن حسب سيل المشاركات المتدفق و ما حوته من خطاب فيبدو أن ما أوردته لم يرق لك ....

والآن يا دكتور إن كنت تعتب علي أن تركزت مداخلتي على جزئية واحدة فهل لك أن تبرر لي لما جاءت كل مشاركاتك حتى الآن معنية بنقطة واحدة فقط وهي ما أوردته بنفسك في المشاركة رقم (13) ...
أستاذي الدكتور لقد حادثتك بما أعلم وما لي معرفة به لذلك جاءت مداخلتي متضمنة ما حوته وقد أقررت أنا نفسي بذلك .... أما بالنسبة لك فأنت حتى الآن ورغم مشاركاتك العديدة فلم تحادثنا بحرف يتناول رأي العلم فيما أورده مضيفنا الكاتب الأستاذ البشيتي ... فأينا كان أكثر موضوعية ومنهجية ...
كذلك قولك أستاذي : " ولا تستطيع ان تعمم الأحكام وبسرعة هكذا" (مشاركة 31) ولن أطلب إليك سيدي أن تعيد قراءة ما جاء بأسطر مداخلتي لتكتشف أنه ليس هناك "تعميم" وإنما أنت من عمد إلى "التعتيم".

إضافة إلى ذلك ... فقد خرجت عن موضوعية النقاش وبنيت جدلاً لا عماد له حين اتهمتني : " هل تستطيع علميا ان تأخذ كلمة او عبارة من خطاب طويل وتطلق حكما عاماّ على كل ما قيل دون تدقيق ولا توثيق؟" فأين الكلمة أو العبارة التي اتخذتها منطلقاً لتعميم ... أستاذي وقعت مرة أخرى فيما تنهى عنه فأنت هنا من عمم حين خلطت بين تساؤلاتي وبين حقائق أوردتها ... ألا ترى أن هناك فارق بين تساؤلاتي التي جاءت ضمن نقاشي للأستاذ البشيتي وبين الحقيقة التي تضمنتها مداخلتي بشأن ما جاء بمشاركاتك من مغالطة واضحة متعمدة ...

وكذلك أستاذنا ولبيان ضعف منطقك الجدلي فلننظر لما أوردته بالمشاركة رقم (32)
فإنك قد ابتدأت مشاركتك بقولك
انت تتكلم عن العلم ، وقلت ان الكتاب المقدس هو اساس العلم الغربى ، ولكى اتأكد من فهمك للعلم احب ان أسئلك الأتى :


فى الفيزياء :
1) إذا سقط حجر من إرتفاع متر واحد ، اين يقع بالنسبة لقدمك؟ وإذا سقط من إرتفاع 4000 كم اين سيقع بالنسبة لقدمك؟
2) هل تستطيع ان تكتب معادلات اينشتاين فى النظرية العامة للنسبية ، وما علاقة هذه المعادلات بأفكار جورج جامو و الأخرين الذين ذكروا فى المشاركات المختلفة هنا ؟
3) لقد ذكرت كتاب الثلاث دقائق الأولى ل وينبرج ، هل تفهم المعادلات التى كتابها فى نهاية الكتاب؟
أستاذي فاتك أمر وهو أن إجابتي على هذه الأسئلة وإن كانت جميعها بالإيجاب لا ترتبط بالنقطة الجوهرية وهي "الأساس الديني للعلم الغربي" وإنما هي محاولة منك لاستعراض ما لك علم به ويبدو أنك لم تلحظ أنني وفي سطوري القليلة أجبتك عن ما لدي علم به ....
وهذا خطأ منك في الاستدلال لا يجدر بعالم مثلك أن يقيم حجته على أساسه وكأني هنا أحادثك بالعربية فترد علي بالألمانية ...
إن عدم الالمام بكل العلوم ليس دليلاً على الجهل وإلا ألزمتك بجهلك بأن السياسة علم حسبما أوردته في تساؤلك :
هل العلوم السياسية هى علوم فعلاّ؟ (مشاركة 31) ..
وكذلك قولك بنفس المشاركة لقد ذكرت كتاب الثلاث دقائق الأولى ل وينبرج ، هل تفهم المعادلات التى كتابها فى نهاية الكتاب؟
فهل ترى أن ذلك هو المعيار لقياس مدى علمي ... فما رأيك لو استخدمنا النهج العكسي وأسائلك ما علمك بنظرية التدبيرية الالهية؟؟ وما علمك بكتابات نيكولا ميكافيللي عن السياسة وفن الحرب وما علمك " بالمرض الهولندي" وما علمك بمؤسسات الوقف الأمريكي للديمقراطية ......
.أظن أنه وفقاً لقياسك لصار كلانا في الجهل سواء
لكن ما يشفع لي أني وكما أوضحت لسيادتك قد قصرت استشهادي على مجال اختصاصي... أما أنت فقد سكت عن ما تعلم ...


ثم تبع ذلك انتفاضة تساؤلية منك حملتها مشاركاتك 32، 33، 34
وساءلتني عن قضايا وعلوم لو اجتمعت لديك لبايعتك أعلم أهل الأرض ... لكن ذلك يقودنا إلى تساؤل أستاذنا أين إينشتاين والعباقرة من علماء الغرب أمثاله –حسب قناعاتك- من كل هذا ...
يا أستاذي كان حري بك وأنت العالم ذو الحجة أن تطلب إلي وبكل بساطة دليلاً على ما أوردته بشأن " الأسس الدينية للعلم الغربي" لا أن تطالبني بأن أكن على علم بعلوم يقيني أنك لم تحط بها جميعها وبالتالي تسقط عنك صفة العالم بها ويخرجك هذا من دائرة النقاش الاختصاصي فيها ...
ولعلك لم تنس أنك اشترطت لثبوت العلم أن يكون المرء دارساً له ... ولعلك أيضاً لن تغفل التوجه نحو التخصصية في العلم ...
وهذا على سبيل المثال لا الحصر

حسام الدين مصطفى
07/10/2007, 08:29 PM
الأصول الدينية للعلم الغربي
أدرج هنا هذه الأمثلة مما تضمنته ردودي السابقة لحين إنتهائي من إعداد رد تفصيلي حول هذا الموضوع



[color=#8B0000]وعلى سبيل المثال فلعلك تتذكر مقولة الفيلسوف والمنظر الأكبر للفكر الشيوعي صاحب "رأس المال" كارل ماركس " الدين أفيون الشعوب ..." ألا ترى أن فكره في كتابه جاء كردة فعل أساس الفاعل فيها هو الدين.
وكذا أستاذي هل درست منهج ميكافيللي أو طالعت كتابه " The Discourses" والذي يتحدث فيه عن ضرورة الدين و الاستعانة به كوسيلة لتماسك الدولة وتحدث عن أهمية العقائد الدينية وأنها هي المسبب لكل خير ويتعين على الحاكم أن يهتم بالدين .....
فقط أستاذي راجع فصول هذا الكتاب بداية من الفصل الثاني عشر ... وبعدها نتحدث عن المرجعية الدينية في فكر نيقولا ميكافيللي

ولو تحدثنا عن الفرنسي مونتيسيكو صاحب النهج الفريد في دراسة التاريخ والذي استخلص منه بدايات علم التحليل السياسي والمشهور بقوانينه الأربعة ....فلعلك تعرف أنه وضع المعتقد الديني ضمن عناصر البنيوية السياسية وكيف أنه أعطاها دوراً مركزاً في تشكيل الفكر الليبرالي الأمريكي بل وخلص إلى أن الليبرالية جاءت نتيجة لقوى الدين الداعمة لها ...
ولعلك أستاذي لو رجعت إلى نظرة مونيسيكو القائلة بالحتمية المادية لوجدت أنه لم يغفل الجانب الديني بل تجده يقر بأن الله خالق الكون وأن له بالغ التأثير على الإنسان وأن الإنسان جبل بطبيعته المتمردة جبل على خرق القوانين سواء الإلهية أو البشرية بسبب نزعات الهوى والجهل والخوف.
فقط أستاذي راجع نشأة مونتيسكيو و نظرته بشأن الدور الذي يلعبه الدين في الحياة إجمالاً وفي النظام السياسي على وجه الخصوص وراجع نظرته للمسيحية ووصفه لها وكيف أنه لم ينادي بالفصل بين الكنيسة والدولة ... فقط راجع كتابه " روح القوانين" - The Spirit of Laws (1748)

عبد الحميد مظهر
07/10/2007, 10:30 PM
:good: :good: :good:


الى محبى التفسير العلمى للقراّن الكريم

فى بحث مسألة التفسير العلمى لأيات القراّن نحتاج الى مراجعة الطرق والمسالك التى يأخذها الفكر للوصول الى نتائج معينة فى قضية محددة ، وحتى يكون الإستنتاج مقنعاّ لابد ان ان يكون الفكر سليما. واذا طبقت هذا المنهج على العديد من الكتابات حول التفسير العلمى للقراّن ستكتشف بنفسك صحة ما يطرحون . والطلب الذى ارجوه من محبى التفسير العلمى ان يعملوه هو ان يقوموا هم بأنفسهم بهذا التفكير الناقد ولايأخذوا ما يقال لهم كنتائج مسلم بها ويكرروها فى كل مناسبة. لذلك نبدأ بالفكر وكيف نطمئن لسلامته.

من المبادئ المعروفة فى الفكر ان ما يصل اليه المفكرمن اراء يعتمد على:

- مصادر المعلومات
- منهج علمى للتعامل مع المعلومات للوصول لبعض الاستنتاجات
- طرق للتحقق من صحة الاستنتاجات.

ومن اكثر الاسباب التى تضعف من سلامة الإستنتاج هى

أولاّ: الإنتقائية فى التعامل مع مصادر المعرفة بطريقة غير موضوعية، وإختيار التعاريف والمفاهيم الفكرية والعلمية إختياراّ ليؤيد إستنتاج المفسر العلمى.
ثانياّ: عدم وجود منهج علمى متسق للتعامل مع المعلومات المنتقاة للوصول لنتائج محددة.
ثالثاّ: عدم المراجعة واستمرراها للتحقق من صحة النتائج.

وعدم القدرة على الإستمرار فى نقاش صحى وحوار موضوعى، حول قضية التفسير العلمى للقراّن له عدة اسباب من أهمها الأتى:

أولا: المتلقى وهو المحب ، الذى يحب ما يقوله المفسر الموضوعى ، والذى من حبة يرتكب كل الأخطاء ، ويستعمل كل العبارات للدفاع عن محببوه أى المفسر ، وينسى القضية المطروحة وهى البحث عن الحقيقة.

ثانياّ: يأخذة الناس التفسير العلمى كدفاع عن العقيدة الأسلامية ، لذلك يفهم العامة وبعض الخاصة ان نقد هذا النو ع من التفسير هو هجوم على العقيدة وعلى القراّن وعلى الإسلام.

ثالثاّ: بعض المفسرين يتصور انه بهذا يدافع عن العقيدة ويساعد على نشر الأسلام ويعمل على تغيير عقائد الأخرين الى الإسلام . وبالتالى نقد هذا التفسير هو هجوم على الدعوة الأسلامية وعلى العلماء أصحاب اللحوم المسمومة!!

رابعاّ: حب بعض المفسرين للشهرة والإنتشار يجعلهم يتسرعون فى الكتابة والنشر ، وتكرار ما يقولون دون مراجعة او تأنى فى البحث. لذلك فأى نقد لهم سيؤثر فى هذا الإنتشار ، ولذلك وجب الدفاع المستميت حتى يكثروا من النشر والمحاضرات و اللقاءات الإذاعية والتليفزيونية

خامساّ: فشل الأنظمة التعليمية فى تدريب الطلاب على التفكير الناقد ، ويكفى الطلاب تكرار ما يحفظون .


ومع تحياتى ،

أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر

:hi: :hi: :hi:

حسام الدين مصطفى
07/10/2007, 11:11 PM
أستاذنا أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
سلام الله عليك
أضحك الله سنك وأسعدك ... :laugh:
ومتعك بالصحة والعافية .... :fl:
حيرتني معك ولكن ما عيل صبري ولا حيلتي معك ...:good:
أين السؤال يا دكتور هل هو ما أوردته بآخر كلماتك " فأين هو سوء التفسير واتأويل؟؟؟"
أم أنه الطوفان السابق من الأسئلة حول خلفياتي العلمية و محتواي المعرفي و بنائي الثقافي
أم ما أعمل عليه حالياً وأثبت لك بعضاً منه بشأن " الأسس الدينية للعلم الغربي"
لو أن سؤالك أستاذي هو .... أين هو سوء التفسير واتأويل؟؟؟
فلن أجشمك عناء مراجعة مشاركاتك السابقة ولا أسئلتك الاجبارية والاختيارية ولا الضمنية
وإنما أقول لك أنك أسأت تأويل وتفسير مداخلتي فاعتبرتها عدواناً ومعارضة لكلامك بينما كانت هي إثبات لحقيقة لا أكثر ولا أقل ....
وبعدها جاءتني أسئلتك و ما حملته بأن ما أوردته كان محض إدعاءات استوجبت أن أثبتها ...
فارق كبير يا دكتور أن تصف الكلام بأنه حقيقة أو وجهة نظر أو ادعاء.... (ولنرجع لعلمي المعاني و تحليل الخطاب فندرك الفارق )
وأضم إلى أسألتي السابقة سؤال يحتاج منك إلى جواب .... هل ما أوردته ضمن ردودي صحيحاً وأنك قد نلت جواباً صريحاً... أم لا زال السجال والجدال مستمراً
ولك احترامي
حسام الدين مصطفى

عبد الحميد مظهر
08/10/2007, 12:19 AM
:tired: :tired: :tired: :tired:

أين هو سوء التفسير والتأويل(4)

عزيزى المثقف العربى المحترم/ حسام الدين مصطفى


قبل ان تكمل اعادة وتكرار المقالات التى تنقلها من هنا وهناك. وقبل الإستعراض بحفظ عدداّ من المصطلحات وعناوين النظريات التى ابتكرها غيرك ، وهى لا زالت نظريات ، ولازال هناك إختلافات حولها ، وقبل إستمرار الإدعاء بدراسة ومعرفة كل شىء خاص بموضوعنا هنا وخصوصا الكتاب المقدس واصول وتاريخ العلم الغربى ، دعنا نبدأ من جديد . وأحب ان أذكرك بالأتى:

أولا : أنا لم أرد عليك بعد، وكل مداخلاتى السابقة كانت مجرد أسئلة. أرجوك احفظ هذا... اسئلة فقط... لا تنسى

ثانيا: فى تسرعك وعدم تأنيك فى التفكير فيما سألتة لك قد تعجلت فى الرد ، وليس هذا من شيم لا المفكرين ولا العلماء ، وأحب أن أذكرك بخلق الإمام مالك الذى كان يقضى الليالى للإجابة على مسائل فى الفقة وكان لا يجيب إلا على بعض منها. وتذكر ان فى العجل تكثر الأخطاء.

ثالثاّ: لقد تسرعت ولم تتروى فى فهم ما كتبتة وخرجت عن النص كثيراّ كثيراّ. ويبدو انك تبحث عن نصر شخصى سريع على حساب الفهم والحقيقة. أرجوا ان تتسع لك الفرصة لتحضر مؤتمرات علمية مكلية و دولية وعالمية ، وتشارك فيها و تنشر كلامك هذا فى مجلات علمية او دوريات علمية محكمة حتى تعرف اخطاء التسرع

رابعاّ: يبدوا انك ترد على تصورات فى ذهنك انت وليست فى السطور التى كتبتها . تقول عنى مثلا ما معنا ة اننى عالم تجريبى( يعكس نظرتك التجريبية حول مفهوم العلم ).... هل هذا فى كلامى؟ ام فى ذهنك؟ أم لأنى اعيش فى أمريكا؟ والحقيقة انت لا تعرف تخصصى العلمى وكان الأجدر بك ان تسال اولا. وهل من تدرب على المنطق يتبع هذا الإسلوب؟
ّ
خامساّ: يبدو ان كثرة الأسئلة أفقدتك البوصلة للإتجاة السليم ، وحب النفس دفعك الى التسرع فى الإجابة ، فأخطئت فى الكثير من الأستنتاجات.

سادساّ: فى محيط أجواء العلم المحترم لا نجد فى معظم الأحوال شخصاّ واحداّ يجيد الدراسة الكاملة والمتعمقة للكتاب المقدس والتوراة وبعدد من اللغات التى كتب بها والتحقيقات المتعددة للكتاب المقدس أو بالمعنى المتداول فى مصر لا نعرف واحد بتاع كله . ولا نعرف شخصا واحداّ يجمع بالإضافة الى ذللك معرفة ودراسة لتاريخ العلم الغربى. قل لى بالله عليك كم من الناس عندهم الوقت والمجهود والكفاءة العلمية لهذه الدراسة فى مجال العلم بكافة فروعه؟ انا لا اعرف.. لا تجد بتاع كله فى العلم.

سابعاّ: أحب ان اكرر اننى حتى الأن وضعت اسئلة فقط للإستفسار، ولم ادعى المعرفة بكل ما سألت عنه ، ولكن لتنبيهك على المطلوب للمداخلات المقنعة.

ثامناّّ: قرأت أجاباتك المتسرعة ولم أقتنع انك تدربت لا على المنطق ولا على الطريقة العلمية فى التفكير ، ولا حتى اسس النقد. إنك تخلط بين التعاريف و المفاهيم ، ومبادىء الفكر ، والنظريات والفرضيات والحقائق و الثوابت خلطا شنيعاّ ، وتقفز الى استنتاجات مغلوطة. ويبدوا انك لا تعرف الفرق بين العلم ، والمعرفة ، ولا الفرق بين العلم ولا فلسفتة و لا الفرق بين الموضوعى ولا الشخصى. لذلك وجبت المراجعة واتوقف للبدء من جديد

تاسعاّّّ: إذا كنت فعلاّ تبحث عن الحقيقة ، واذا كنت لا تبحث بكل الطرق للإنتصار للنفس ، واذا لم تكن من هؤلاء الذين تأخذهم العزة بالإثم .... فاننى أقترح عليك ان تتأنى ، ولنبدأ من جديد، سوف اعيد عليك الأسئلة السابقة مرة أخرى ، ولكن سؤال سؤال ، ولن أطرح السؤال التالى إلا بعد أن تجيب عن السؤال المطروح.

عاشراّ: اليوم هو الأحد وهو أخر أيام فى اجازتى هنا، ولكى أفهم ما تقوله بطريقة أفضل، علينا ان نبدأ من جديد ، سؤال واجابته ثم السؤال التالى وهكذا ، والتأنى والمراجعة هى الأساس .

أخيراّ: اذا اردت ان تكون موضوعيا بالتركيز على الفكر وعدم القفز الى الإستنتاج ، والإقلال من نقل الكلام وتكرار التكرار، وعدم أخذ الأمور نظرة شخصية ، فسوف ارد عليك .


ومع تحياتى ،

أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر

:hi:

عبد الحميد مظهر
08/10/2007, 05:23 AM
:hi: :hi: :hi:

مع السلامة


بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ جواد البيشيتى

لقد إنتسبت الى هذة المجموعة من 5 أيام فقط ، ولأننى كنت فى أجازة لمدة اسبوع واحد فقط ، فلقد أستطعت أن أشارك فى موضوعين وهما عن الهجمة الثقافية وعن التفسير العلمى للقراّن الذى أثرتة أنت . وسبب المشاركة اهتمامى بهذة الموضوعات منذ أكثر من عشرين سنة . واليوم هو الأحد أخر أيام أجازتى ، وسوف أدوام عملى غداّ إن شاء الله، ولن يتاح لى المشاركة إلا فى أجازة نهاية الأسبوع إذا سمحت الظروف .لذلك أردت أن أوجه رسالتى لك فقط لأنك الذى طرحت القضية . ولى بعض الملحوظات وهى:

أولاّ: عدد الذين شاركو هنا 5 أعضاء فقط ، وهذا العدد من المشاركين و خلفيتهم العلمية والتعليمة صغير، ولا يسمح بمناقشة موضوع واسع مثل هذا الموضوع.

ثانياّ: ليست هناك طريقة يمكن بها التفاهم العاقل مع من يناقش هذة الموضوعات التى عادة يختلط فيها الموضوعى مع الشخصى .

ثالثاّ: أخطر ما فى الأمر هنا أن البعض هو حاطب ليل يجمع قولاّ من هنا وقولاّ من هناك دون منهج للإستنتاج معروف ومتفق علية فى دوائر العلم. منطق القفز الى النتائج بسرعة عجيبة , أسلوب يطرح ما فى ذهن المشارك وليس ما كتب فى المداخلة . والحقيقة أنا مستاء جداّ من هذة الطريقة.

رابعاّ: لست أدرى كيف أفهم عقلية مشارك ، اسأله اسئلة، فقط أسئلة ، فيرد بسرعة مدعياّ ان ما قلتة هو من نوع الجدال مع اننى طرحت أسئلة فقط، ولم أجادل ،ويطلق الأحكام واننى كذا وكذا وهو بذلك ينتقل من الموضوعى الى الشخصى. هل هذا ما يميز الفكر العربى المعاصر؟

خامساّ: أرجوك أرشدنى لفهم عقلية أحدهم الذى اسأله سؤلاّ ، فيحكم على من خلال سؤالى . مثلاّ ، لقد سألت سؤالاّ وهو :

هل يمكننا ان نفسر القرأن بالعلم الطبيعى دون الأستعانة بعلم الغرب؟

وكان فهم السؤال والأجابة عليه وربطها بالعلم الغربى كما يفهمه صاحب الرد ، هى إجابات غريبة جداّ ، وغير مقنعة ولا دقيقة ، وتفتقد سلامة المنطق . انه منطق اللعب بالكلام والقفز الى ما فى عقل المشارك ، وليس له علاقة بما سئلته.

سادساّ: فى مثل ذلك الجو لا أجد إمكانية نقاش موضوعى لا يتهجم على أشخاص لا يعرفهم المشارك. لذلك فأنا سوف أنتظر مشاركات أخرى ، أكثر تعقلاّ ، ومنطقية ، وغير متسرعة الرد ولا متعجلة فى الإستنتاج . وتحمل نضج المفكرين . وتصور إن أحد المشاركين لم ينتظر أكثر من يوماّ ليرد فيه على تسؤلاتى ، أنتظر 24 ساعة فقط ، ثم يقول إنه صبر ، ويقول شيئا أخر عن صبره على. ولقد ذكرت له خلق الإمام مالك ، ولكنة لم يعى ما قلته له . أما أينشتين الذى صبر من 1905 إلى 1915 حتى يحل مشكلة النسبية العامة ، فهو غبى وحمار ، وكله أخطاء ، ويا عجبى.

سابعاّ: لقد أظهرت إحصائيات عدة تأخر ترتيب الجامعات العربية على مستوى العالم ، وعدم ظهور أبحاث علمية من البلاد العربية ، ولعل السؤال لماذا تأخرت البلاد العربية عن ركب العلم ، ولم تتقدم حتى فى فتح باب الإجتهاد، مع وجود أعداد كبير من المثقفين والمفكرين القادرين على إثبات ما يقولونه بمنطق القفز من فوق المسلمات الى المبرهنات.


ومع تحياتى ،

عبد الحميد مظهر


:hi: :hi: :hi: :hi: :hi:

جواد البشيتي
08/10/2007, 12:08 PM
الأستاذان الكبيران عبد الحميد مظهر وحسام الدين مصطفى

تحية

أوَّلاً، أتمنى على الأستاذ عبد الحميد أن يبقى معنا في هذا المنتدى أو المنبر الفكري الذي على ما يتمتَّع به الآن من أهميته فكرية وعلمية وحوارية نريد له مزيدا من الارتقاء. وأتمنى عليه أيضا أن ينأى بنفسه عن مشاعر اليأس والإحباط، وأن يتجمَّل بمزيد من الصبر.. صبر الأنبياء.

في الآراء التي أدلى بها الأستاذ عبد الحميد رَجَحَت كفَّة الأسئلة على كفَّة الأجوبة. وعلى أهمية كثير من أسئلته وتساؤلاته فإنَّني رأيتُ في بعضها ما تنتفي حاجة الحوار إليه في القضية التي هي محل الحوار، أو كان ينبغي لها أن تكون كذلك، فمدار الحوار كان في قضايا أُخرى. وقد فَهِمْتُ هذه الفئة من أسئلته على أنَّها محاولة لدبِّ "الذعر الأكاديمي" في قلب محاوره الأستاذ حسام الدين، الذي رأيتُ في آرائه كفَّة الأجوبة ترجح على كفَّة الأسئلة.

كنتُ أتمنى أنْ أرى الأفكار والآراء التي تضمَّنتها مقالتي هي مدار الحوار مهما تشعَّب؛ ولكنَّني لم أرَ.

لقد أصاب الأستاذ عبد الحميد إذ قال ضِمْناً في سؤاله (هل يمكننا أن نُفسِّر القرآن بالعلم الطبيعي من غير أن نستعين بعلوم الغرب؟) إنَّ التأويل العلمي (الفيزيائي والكوزمولوجي والطبِّي..) لآيات قرآنية يمكن أن يغدو كمثل بالون أفْرغناه من كل ما فيه من هواء لو أنَّ العلوم الغربية المضبوطة كانت بمنأى عن أبصار وبصائر هذا النمط من المؤوِّلين، الذين انتهى بهم جهدهم التأويلي إلى الإساءة إلى العلم والدين معاً.

الأستاذان أدليا بآرائهما في قضية "التفسير العلمي للقرآن". وأحسبُ أن القضية ليست هي هذه القضية، فـ "الإعجازيون"، أو المؤوِّلون "العلميون، لا يحاولون، في المقام الأوَّل، تفسير القرآن، أو آياتٍ منه، تفسيراً علميا، إنَّما يحاولون "تفسير العلم تفسيراً قرآنياً"، فالدكتور زغلول النجار فسَّر "الانفجار (الكوني) العظيم" على أنَّه "الفَتْق"، و"الانسحاق العظيم" على أنَّه "طي السماء"، و"الثقب الأسود" على أنَّه "الخُنَّس والجواري الكُنَّس"، .. إلخ.

الدين، أي كل دين، لا يَصْلُح أن يكون منطلقا أو أساسا لاكتشافات علمية؛ ولو كان يصلح لأكتشف المسلمون قبل غيرهم "الذرَّة" Atom فالكلمة ورد ذكرها غير مرَّة في القرآن. ولو أردتُ المقارنة بين التوراة والإنجيل وبين القرآن لجهة المحتوى من المنطق (والعلمية) لقلْتُ إنَّ التوراة والإنجيل "طفوليان" إذا ما قورنا بالقرآن.

العِلْم في الغرب إنَّما نشأ وتطوَّر في الصراع، وبالصراع، مع "العهد القديم"؛ وقد جاءت اكتشافاته الكبرى تقويضا لأساس "العهد القديم". "الإنجيل" لم يكن أساسا للعلم هناك.. العلم هناك كان تقويضا لأساس "الإنجيل". على أنَّ هذا لا يمنع بعض المفكِّرين (ومنهم علماء) الغربيين من أن يلبسوا بعض النظريات العلمية الكبرى لبوسا دينيا، لعلَّهم يحيون عِظام "الإنجيل" وهي رميم. ونرى ذلك على خير وجه في التشويه الميثولوجي ـ التوراتي لنظرية "الانفجار العظيم"، التي أصبحت على أيدي بعضهم نسخة (كوزمولوجية) من قصة الخلق التوراتية.. أو الخلق من العدم.

ليس مهمَّا أن نتوصَّل عبر "لعبة التأويل"، التي من أركانها "التدليس اللغوي"، إلى أنَّ هذا الاكتشاف العلمي الكبير يصلح مصداقا لقول قرآني، ففي "لعبة التأويل" يُمْكِنكَ، وبقليل من الجهد، أن ترى في أي نصٍّ المعنى الذي تريد.. يُمْكِنك استنطاق النص بما يؤيِّد فكرتك. المهم، بل الأهم، أن نتوصَّل إلى هذا الاكتشاف عبر آية قرآنية، فأين هي الآية التي أفادت العلماء في التوصُّل إلى أي اكتشاف علمي؟!

كل هذا، وأكثر منه بكثير، قُلْته في أبحاث نشرتها من قبل، ولسوف أُرْفِق أحدها هنا، فافْتَح الوصلة الآتية:

http://sijalat.hautetfort.com/media/01/02/d61ea163a1e1862f49eb5f8532ddb002.pdf

عبد الحميد مظهر
09/10/2007, 07:45 AM
[align=justify][align=right][size=4][font=Times New Roman]الأستاذان الكبيران عبد الحميد مظهر وحسام الدين مصطفى

تحية

أوَّلاً، كنتُ أتمنى أنْ أرى الأفكار والآراء التي تضمَّنتها مقالتي هي مدار الحوار مهما تشعَّب؛ ولكنَّني لم أرَ.


الدين، أي كل دين، لا يَصْلُح أن يكون منطلقا أو أساسا لاكتشافات علمية؛ ولو كان يصلح لأكتشف المسلمون قبل غيرهم "الذرَّة" Atom فالكلمة ورد ذكرها غير مرَّة في القرآن.

http://sijalat.hautetfort.com/media/01/02/d61ea163a1e1862f49eb5f8532ddb002.pdf



المشاركة الأخيرة


:hi: :hi:
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ جواد البيشيتى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الحمد لله الذى أعطانى وقتا لقراءة مشاركتك الأخيرة ، وسوف يكون ردى عليها هو أخر ردودى هنا إن شاء الله تعالى. وكنت خلال الأسبوع الماضى قد شاركت بمساهما ت أخرى حول موضوع الهجوم الثقافى الذى أقترحه الأستاذ عامر العظم ، وسوف أنهى عضويتى بعد ذلك فى هذا المنتدى كله . وبعد مشاركاتى فى العديد من المناقشات المماثلة فقد وصلت لقناعة محددة حول النتيجة الممكنة لنشاط العرب الفكرى والثقافى عبر الإنترنت. أما بالنسبة لردك الأخير فلى بعض التعليقات.

لقد تصورت إنك فهمت ما أريدة من مداخلاتى الكثيرة ، حول الموضوع التى طرحته أنت ، ولكن ردك الأخير أوضح لى خطأ ما تصورت . فقد قلت فى ردك الأخير العبارة الأتية :

((( كنتُ أتمنى أنْ أرى الأفكار والآراء التي تضمَّنتها مقالتي هي مدار الحوار مهما تشعَّب؛ ولكنَّني لم أرَ )))


ولكن مساهماتى كانت تصب فى صميم الموضوع التى تكلمت أنت حوله . ونتيجه لما توصلت إلية أنت وأنا ، ولإدراكى لعدم أهمية ما طرحته انا هنا ، فقد حذفت مساهماتى وسوف أنسحب سالما من هذا النقاش غير المفيد لى على أقل تقدير. أنت فتحت موضوعاّ حول التفسير العلمى لأية لها علاقة ما بنشئة وعمر الكون من خلال نظرية الإنفجار العظيم . وهذا هو مثال واحد فقط من العديد من الكتابات التى تشوه أيات القرأن ، وتفصل دورة من الحياة الأنسانية ، بأستعمال العلم الذى ظهر فى الغرب ، وهذا نوع جديد من علمنة القرأن يقوم به أناس مخلصون ولكنهم ليسوا حكماء . وياريتهم استعملوا العلم الطبيعى الصحيح من خلال مراجع علمية معتبرة . والمشكلة الكبرى هى فى هؤلاء الذين يقرأون كتب العلم المبسط وبعدها يتكلمون بمنتهى القوة والشجاعة عن العلم . والمصيبة الكبرى ان الذى يتكلم عن نظرية الأنفجار العظيم مثلا لا يوثق معرفتة بهذة النظرية بذكر المراجع العلمية المضبوطة والتى يجب ان يستعين بها من يريد ان يدلى بدلوه فى هذا الموضوع . اما العامة التى لا تناقش هذا الموضوع فعليها ان تقرأ عنها فى كتب العلم المبسط. و كان هدف مساهماتى هى إثبات ان هناك أخطاء علمية وفنية لا يمكن إغفالها فى مناهج الذين يناقشون ويكتبون فى هذا الموضوع . ويدخل ضمن ذلك مساهمتك أنت حول هذا الموضوع.

لقد تصورت أنا ، ان من يتكلم عن العلم والتفسير لابد له من إتقان والتمكن من فهم العلم الطبيعى ؛ تعاريفه ومفاهيمه ومسلماتة وقوانينه و فروضه ومبادئه، وطرقه .ولابد له أيضاّ من أن يتفقه فى الدين و القرأن بعمق من خلال معرفة علومه ومن بينها علوم التفسير. ومن أهم ما يجب أن يجيدة المفسر العلمى للقرأن هو إجادة إستعمال الطرق والمناهج المنطقية والعلمية المضبو طة للربط بين العلم والدين. والعنصر الأخير هذا هو من المهارات الفكرية التى لا تجدها فى كثيرا ممن يكتب فى هذا الموضوع أو يناقشه. وكنت قد اقترحت سابقاّ ان مهمة التفسير العلمى للقرأن لا يستطيع ان يقوم بها فرد واحد ولابد فى هذا العصر ان تكون عمل جماعى يجمع كل التخصصات المتمكنة من عناصر موضوع البحث.

مساهماتى كانت حول عنصرين فقط من العناصر الثلاثة السابقة ، ولم أتطرق بعد الى الأيات القرأنية ، ومن هنا كانت أسئلتى للتذكير والمراجعة قبل الدخول فى مناقشة الأية وكيف يلوى المفسر النص حتى يستخرج ما يريدة ، ومن المعروف أن النص القرانى حمال وجوه . ومن المعروف ان الكثير ممن تكلم عن نظرية الأنفجار العظيم لم يدرس المقررات الفيزيائية المناسبة لذلك ، ولم يلم بالرياضيات والتى هى اللغة الأساسية لفهم عميق لهذة النظريات . واى مشارك يريد أن يفهم ما أقصده هنا ، سوف أرسل له أسماء المصادر العلمية التى تتكلم على هذة النظرية وأمل ان يصبر على متابعتها.

وايضا يجب على المفسر أن يفرق بين العلم وفلسفة العلم ، فيجب على المفسر أن لا يعتمد على ما يقال فى فلسفات العلم، فما يقال فيها لا نعرف صحتة ، فلكل فيلسوف رأى ولا نعرف أى رأى هو ألأكثر صوابا فى بحور الفلسفة التى ليس لها مرشد للإطمئنان على ما تعلنة . لذلك من يريد ان يناقش قضية الأنفجار العظيم وينتقدها أن يبدأ أولا من داخلها من الفيزياء النظرية ومن فيزياء ما بين النجوم وعلم الكونيات ، وعلم فيزياء الجزيئيات والمفاعلات النووية ، ليعرف الأصول العلمية بدقة ، بذلك يمكنة ان ينتقدها من داخلها حتى يقبل رأيه فى دوائر العلم . وبعد ذلك يمكنه ان يناقش هذة النظريه عن طريق أفكار وتأملات فلاسفة العلم .

أخى الفاضل

لقد قال البعض عن وجود كلمة الذرة فى القران ، وانه كان من الممكن للعلماء ان يستخرجوا النظرية الذرية من أيات الذكر الحكيم ، وهذا القول يحتاج مراجعة دقيقة

((( ولو كان يصلح لأكتشف المسلمون قبل غيرهم "الذرَّة" Atom فالكلمة ورد ذكرها غير مرَّة في القرآن. )))

. ولكننى أحب أن أذكر اصحاب هذة الفكرة ، ان النظرية الذرية اكتشفت وطورت ومرت بمراحل منذ دالتون ورذرفورد وطومسون و بوهر وغيرهم فى القرون 19 و 20 . وفى القرن 19 لم يكن أحد فى العالم الإسلامى على دراية بما يجرى فى الغرب . وخير شاهد على ذلك كتابات رفاعة الطهطاوى ، وما حدث مع وبعد الحملة الفرنسية على مصر . وعندما اراد العرب ان يعرفوا المزيد عن علم الغرب بدأت حركة الترجمه . وعندما أراد المترجمون أن يجدوا كلمة ملائمة لترجمة كلمة الذرة الإنجليزية ، بحثوا فوجدوا أنسب كلمة هى كلمة الذرة ومعناها فى العربية هى الشىء الصغير جداّّ أو هى النملة . وظهرت بعد ذلك فى مقررات المدارس العلمية كلمة الذرة . معنى ذلك ان كلمق الذرة فى العربية كان لها معنى لغوى وبعد الترجمة أصبح لها معنى فيزيائى . وتصور ان المترجم العربى للنظرية الذرية قد إختار كلمة أخرى، فماذا كان يستطيع المفسر العلمى للقرأن ان يقول؟

ونتيجة لحال الأمة العربية ، والفكر العربى المعاصر ، وحالة البحث العلمى فى الجامعات العربية فإننى قد اقترحت على الباحثين فى التفسير العلمى للقرأن أن يتخلوا عن الكلام عن العلم وينتجوا علماّ ، ألم يكن من الأولى لنا فى العالم العربى ان نتقدم فى العلم وليس التفلسف فى العلم دون ان نجيدة؟؟؟ وهل هذا الإقتراح مفيد ام ضررة أكبر من نفعة؟ أن يبحث المتكلمون عن العلم فى العلم ويحلوا مشاكل بلادهم علمياّ ، أليست هذة من المهمات المطلوبة فى العالم العربى بدلاّ من سب الغرب والإعتماد عليه فى العلم؟ فعليكم ايها الباحثون فى التفسير العلمى الألتحاق بالدراسات العليا فى اقسام العلوم والهندسة وانشغلوا بحل مشاكل امتكم علمياّ، بدلاّ من أضاعة الوقت فى مسائل لا طائل من ورائها. ألم يقل رسول الله (ص) فى حديثة ، اللهم انى اعوذ بك من علم لا ينفع. أما محبى فلسفة العلم والذين يرغبون فى نقد العلوم أليس ألأولى لهم نقضها من داخلها بدلا من نقدها فلسفياّ وكلامياّ؟ فمن الملاحظ من تاريخ العلم ومن حياة علماء الطبيعة ان تغيير العلم وتطويرة يأتى من داخل العلم وليس من فلسفة العلم ، وما يحدث عادة هو ان فلاسفة العلم يبدأوا الكلام حول نظريات العلم بعد ان ينتجها العلماء ، ولكى تتأكد من ذلك عليك بمراجعة تواريخ نشر النظريات العلمية وتواريخ كتابة فلاسفة العلم حولها .

اعزائى الأفاضل

قبل ان اترككم اود ان اقول لكم واذكركم وأذكر نفسى ان القلم مسئولية ، وان الكاتب فى موضوع التفسير العلمى للقرأن لابد له ان يكون متمكنا مما يقول ويعى بعمق مسئولية كلامه ، ولا يكن كحاطب ليل يجمع كلمة من هنا ونظرية من هناك و رأى وجدة مكتوبا فى مقالة أو كتاب اعجبة ثم يقوم بتوليفة إنتقائية عجيبة ليثبت بها ما يقول. أن كل كاتب لا يحقق شروط المعرفة المضبوطة لن يضيف شيئا للعلم ولا للدين ولن يتذكره احد بعد موتة ، ولا تستحق كتاباته ان تقرأ ، فهى إضاعة للوقت ، ولأن الوقت قليل والعمر قصير فالأفضل بذل الجهد وتمضية الوقت فيما هو أكثر إفادة .

و أخيراّ السلام على من إتبع الهدى.


ومع تحياتى ،


أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر

:hi: :hi: :hi: :hi:

منذر أبو هواش
09/10/2007, 09:37 AM
المشاركة الأخيرة


:hi: :hi:
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ جواد البيشيتى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الحمد لله الذى أعطانى وقتا لقراءة مشاركتك الأخيرة ، وسوف يكون ردى عليها هو أخر ردودى هنا إن شاء الله تعالى. وكنت خلال الأسبوع الماضى قد شاركت بمساهما ت أخرى حول موضوع الهجوم الثقافى الذى أقترحه الأستاذ عامر العظم ، وسوف أنهى عضويتى بعد ذلك فى هذا المنتدى كله . وبعد مشاركاتى فى العديد من المناقشات المماثلة فقد وصلت لقناعة محددة حول النتيجة الممكنة لنشاط العرب الفكرى والثقافى عبر الإنترنت. أما بالنسبة لردك الأخير فلى بعض التعليقات.

لقد تصورت إنك فهمت ما أريدة من مداخلاتى الكثيرة ، حول الموضوع التى طرحته أنت ، ولكن ردك الأخير أوضح لى خطأ ما تصورت . فقد قلت فى ردك الأخير العبارة الأتية :

((( كنتُ أتمنى أنْ أرى الأفكار والآراء التي تضمَّنتها مقالتي هي مدار الحوار مهما تشعَّب؛ ولكنَّني لم أرَ )))

ولكن مساهماتى كانت تصب فى صميم الموضوع التى تكلمت أنت حوله . ونتيجه لما توصلت إلية أنت وأنا ، ولإدراكى لعدم أهمية ما طرحته انا هنا ، فقد حذفت مساهماتى وسوف أنسحب سالما من هذا النقاش غير المفيد لى على أقل تقدير. أنت فتحت موضوعاّ حول التفسير العلمى لأية لها علاقة ما بنشئة وعمر الكون من خلال نظرية الإنفجار العظيم . وهذا هو مثال واحد فقط من العديد من الكتابات التى تشوه أيات القرأن ، وتفصل دورة من الحياة الأنسانية ، بأستعمال العلم الذى ظهر فى الغرب ، وهذا نوع جديد من علمنة القرأن يقوم به أناس مخلصون ولكنهم ليسوا حكماء . وياريتهم استعملوا العلم الطبيعى الصحيح من خلال مراجع علمية معتبرة . والمشكلة الكبرى هى فى هؤلاء الذين يقرأون كتب العلم المبسط وبعدها يتكلمون بمنتهى القوة والشجاعة عن العلم . والمصيبة الكبرى ان الذى يتكلم عن نظرية الأنفجار العظيم مثلا لا يوثق معرفتة بهذة النظرية بذكر المراجع العلمية المضبوطة والتى يجب ان يستعين بها من يريد ان يدلى بدلوه فى هذا الموضوع . اما العامة التى لا تناقش هذا الموضوع فعليها ان تقرأ عنها فى كتب العلم المبسط. و كان هدف مساهماتى هى إثبات ان هناك أخطاء علمية وفنية لا يمكن إغفالها فى مناهج الذين يناقشون ويكتبون فى هذا الموضوع . ويدخل ضمن ذلك مساهمتك أنت حول هذا الموضوع.

لقد تصورت أنا ، ان من يتكلم عن العلم والتفسير لابد له من إتقان والتمكن من فهم العلم الطبيعى ؛ تعاريفه ومفاهيمه ومسلماتة وقوانينه و فروضه ومبادئه، وطرقه .ولابد له أيضاّ من أن يتفقه فى الدين و القرأن بعمق من خلال معرفة علومه ومن بينها علوم التفسير. ومن أهم ما يجب أن يجيدة المفسر العلمى للقرأن هو إجادة إستعمال الطرق والمناهج المنطقية والعلمية المضبو طة للربط بين العلم والدين. والعنصر الأخير هذا هو من المهارات الفكرية التى لا تجدها فى كثيرا ممن يكتب فى هذا الموضوع أو يناقشه. وكنت قد اقترحت سابقاّ ان مهمة التفسير العلمى للقرأن لا يستطيع ان يقوم بها فرد واحد ولابد فى هذا العصر ان تكون عمل جماعى يجمع كل التخصصات المتمكنة من عناصر موضوع البحث.

مساهماتى كانت حول عنصرين فقط من العناصر الثلاثة السابقة ، ولم أتطرق بعد الى الأيات القرأنية ، ومن هنا كانت أسئلتى للتذكير والمراجعة قبل الدخول فى مناقشة الأية وكيف يلوى المفسر النص حتى يستخرج ما يريدة ، ومن المعروف أن النص القرانى حمال وجوه . ومن المعروف ان الكثير ممن تكلم عن نظرية الأنفجار العظيم لم يدرس المقررات الفيزيائية المناسبة لذلك ، ولم يلم بالرياضيات والتى هى اللغة الأساسية لفهم عميق لهذة النظريات . واى مشارك يريد أن يفهم ما أقصده هنا ، سوف أرسل له أسماء المصادر العلمية التى تتكلم على هذة النظرية وأمل ان يصبر على متابعتها.

وايضا يجب على المفسر أن يفرق بين العلم وفلسفة العلم ، فيجب على المفسر أن لا يعتمد على ما يقال فى فلسفات العلم، فما يقال فيها لا نعرف صحتة ، فلكل فيلسوف رأى ولا نعرف أى رأى هو ألأكثر صوابا فى بحور الفلسفة التى ليس لها مرشد للإطمئنان على ما تعلنة . لذلك من يريد ان يناقش قضية الأنفجار العظيم وينتقدها أن يبدأ أولا من داخلها من الفيزياء النظرية ومن فيزياء ما بين النجوم وعلم الكونيات ، وعلم فيزياء الجزيئيات والمفاعلات النووية ، ليعرف الأصول العلمية بدقة ، بذلك يمكنة ان ينتقدها من داخلها حتى يقبل رأيه فى دوائر العلم . وبعد ذلك يمكنه ان يناقش هذة النظريه عن طريق أفكار وتأملات فلاسفة العلم .

أخى الفاضل

لقد قال البعض عن وجود كلمة الذرة فى القران ، وانه كان من الممكن للعلماء ان يستخرجوا النظرية الذرية من أيات الذكر الحكيم ، وهذا القول يحتاج مراجعة دقيقة

((( ولو كان يصلح لأكتشف المسلمون قبل غيرهم "الذرَّة" Atom فالكلمة ورد ذكرها غير مرَّة في القرآن. )))

. ولكننى أحب أن أذكر اصحاب هذة الفكرة ، ان النظرية الذرية اكتشفت وطورت ومرت بمراحل منذ دالتون ورذرفورد وطومسون و بوهر وغيرهم فى القرون 19 و 20 . وفى القرن 19 لم يكن أحد فى العالم الإسلامى على دراية بما يجرى فى الغرب . وخير شاهد على ذلك كتابات رفاعة الطهطاوى ، وما حدث مع وبعد الحملة الفرنسية على مصر . وعندما اراد العرب ان يعرفوا المزيد عن علم الغرب بدأت حركة الترجمه . وعندما أراد المترجمون أن يجدوا كلمة ملائمة لترجمة كلمة الذرة الإنجليزية ، بحثوا فوجدوا أنسب كلمة هى كلمة الذرة ومعناها فى العربية هى الشىء الصغير جداّّ أو هى النملة . وظهرت بعد ذلك فى مقررات المدارس العلمية كلمة الذرة . معنى ذلك ان كلمة الذرة فى العربية كان لها معنى لغوى وبعد الترجمة أصبح لها معنى فيزيائى . وتصور ان المترجم العربى للنظرية الذرية قد إختار كلمة أخرى، فماذا كان يستطيع المفسر العلمى للقرأن ان يقول؟

ونتيجة لحال الأمة العربية ، والفكر العربى المعاصر ، وحالة البحث العلمى فى الجامعات العربية فإننى قد اقترحت على الباحثين فى التفسير العلمى للقرأن أن يتخلوا عن الكلام عن العلم وينتجوا علماّ ، ألم يكن من الأولى لنا فى العالم العربى ان نتقدم فى العلم وليس التفلسف فى العلم دون ان نجيدة؟؟؟ وهل هذا الإقتراح مفيد ام ضررة أكبر من نفعة؟ أن يبحث المتكلمون عن العلم فى العلم ويحلوا مشاكل بلادهم علمياّ ، أليست هذة من المهمات المطلوبة فى العالم العربى بدلاّ من سب الغرب والإعتماد عليه فى العلم؟ فعليكم ايها الباحثون فى التفسير العلمى الألتحاق بالدراسات العليا فى اقسام العلوم والهندسة وانشغلوا بحل مشاكل امتكم علمياّ، بدلاّ من أضاعة الوقت فى مسائل لا طائل من ورائها. ألم يقل رسول الله (ص) فى حديثة ، اللهم انى اعوذ بك من علم لا ينفع. أما محبى فلسفة العلم والذين يرغبون فى نقد العلوم أليس ألأولى لهم نقضها من داخلها بدلا من نقدها فلسفياّ وكلامياّ؟ فمن الملاحظ من تاريخ العلم ومن حياة علماء الطبيعة ان تغيير العلم وتطويرة يأتى من داخل العلم وليس من فلسفة العلم ، وما يحدث عادة هو ان فلاسفة العلم يبدأوا الكلام حول نظريات العلم بعد ان ينتجها العلماء ، ولكى تتأكد من ذلك عليك بمراجعة تواريخ نشر النظريات العلمية وتواريخ كتابة فلاسفة العلم حولها .

اعزائى الأفاضل

قبل ان اترككم اود ان اقول لكم واذكركم وأذكر نفسى ان القلم مسئولية ، وان الكاتب فى موضوع التفسير العلمى للقرأن لابد له ان يكون متمكنا مما يقول ويعى بعمق مسئولية كلامه ، ولا يكن كحاطب ليل يجمع كلمة من هنا ونظرية من هناك و رأى وجدة مكتوبا فى مقالة أو كتاب اعجبة ثم يقوم بتوليفة إنتقائية عجيبة ليثبت بها ما يقول. أن كل كاتب لا يحقق شروط المعرفة المضبوطة لن يضيف شيئا للعلم ولا للدين ولن يتذكره احد بعد موتة ، ولا تستحق كتاباته ان تقرأ ، فهى إضاعة للوقت ، ولأن الوقت قليل والعمر قصير فالأفضل بذل الجهد وتمضية الوقت فيما هو أكثر إفادة .

و أخيراّ السلام على من إتبع الهدى.


ومع تحياتى ،


أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر

:hi: :hi: :hi: :hi:

خِتامُها مِسْكٌ
:vg: :fl: :good:

جواد البشيتي
09/10/2007, 11:59 AM
في وداع "مِسْك الختام"!

جواد البشيتي

ختامها كان "مَسْخَاً"، ولم يكن "مِسْكاً"..

مُذْ هبط علينا الأستاذ عبد الحميد بالمَظًَلَّة وأنا مُنْتَظِر.. مُنْتَظِر أن يَنْتَقِل من "ضواحي" المدينة إلى قَلْبِها، أي أن يُدْلي بـ "رأي" في القضية التي كان ينبغي لها أن تكون مدار الحوار، وفي ما تضمَّنته "المقالة" التي كَتَبْت من أفكار. كنتُ مُنْتَظِراً أن يُمْسِكَ ولو بفكرة واحدة منها ليقول لي: أنتَ هنا أخطأت، وها هي أوجه الخطأ، وها هو الصواب، دينياً وعِلْمياً.

لقد اعتصمتُ بحبل الصمت مُنْتَظِراً لعلَّ دجاجته تبيض، ولعلَّ هذا "الجَبَل الأكاديمي" يتمخَّض فيَلِدَ غير ما وَلَد.

وكان هو مثلي يَنْتَظِر.. يَنْتَظِر أن أَخْرُج عن صمتي لِيُعْلِن ما أعلن، وكأنَّه القائد الروماني القديم فابيوس يسعى دائماً في اجتناب المعارك الحاسمة.

وفي خروجي عن صمتي قُلْتُ: كنتُ أتمنى أنْ أرى الأفكار والآراء التي تضمَّنتها مقالتي هي مدار الحوار مهما تشعَّب؛ ولكنِّني لم أرَ.

وقُلْتُ أيضا: الدين، أي كل دين، لا يَصْلُح أن يكون منطلقا أو أساسا لاكتشافات علمية؛ ولو كان يصلح لأكتشف المسلمون قبل غيرهم "الذرَّة" Atom فالكلمة ورد ذكرها غير مرَّة في القرآن.

في قولي الأوَّل، يا أيُّها "العلاَّمة"، إنَّما أردتُ أن أُبَيِّن لكَ أنَّني أريد حوارا يبحث في الشيء ذاته، وليس في رائحته؛ ولكنَّكَ ظللتَ مُصِرَّاً على البحث في رائحة الشيء، عَبْر إمطاركَ وقَصْفِكَ بعض محاوريكَ بأسئلةٍ يستطيع أي إنسان أُوتي من العِلْم والفكر قليلا أن يمطرك ويقصفك بأضعافها، ولو كان هو نفسه لا يستطيع إجابة كثير منها.

قُلْ لي بربِّكَ أين هي "الفكرة" التي حاوَرْتَ فيها، أي مارسْتَ الدياليكتيك في معناه الإغريقي القديم، فنفيتها ودحضتها؛ ثمَّ جِئْتَ بنقيضها من الأفكار؟!

إنَّكَ، غير إمطارنا بالأسئلة التي تشبه الألعاب النارية، لم تفعل شيئاً يؤسِّس لحوار حقيقي في القضية التي كان ينبغي لها أن تكون محل حوار.

لُعْبَتُكَ، لعبة إغراق الحوار بأسئلة في كل شيء.. حتى في أمْر الدجاجة والبيضة، إنَّما تفيد في شيء واحد فحسب هو جَعلكَ تبدو "جَمَلاً مُزَخْرَفا". إنَّها لعبة إظْهار العضلات الأكاديمية لعلَّ الذعر يدب في قلب الخصم فيرفع الراية البيضاء حتى قبل أن يَدْخُل الحرب، فتكفي نفسكَ شرِّ قتال أنت لست بأهل له مهما كَنَزْتَ من الألقاب الأكاديمية.

وفي اعتراضكَ على قولي الثاني جئتَ بما يُمكِّنني من أن أُوَجِّه إليكَ تهمة التطاول على حقوق المِلْكية الفكرية، فأنتَ قُلْت مُعْتَرِضا: "ولكننى أحب أن أذكر اصحاب هذة الفكرة ، ان النظرية الذرية اكتشفت وطورت ومرت بمراحل منذ دالتون ورذرفورد وطومسون و بوهر وغيرهم فى القرون 19 و 20 . وفى القرن 19 لم يكن أحد فى العالم الإسلامى على دراية بما يجرى فى الغرب . وخير شاهد على ذلك كتابات رفاعة الطهطاوى ، وما حدث مع وبعد الحملة الفرنسية على مصر . وعندما اراد العرب ان يعرفوا المزيد عن علم الغرب بدأت حركة الترجمه . وعندما أراد المترجمون أن يجدوا كلمة ملائمة لترجمة كلمة الذرة الإنجليزية ، بحثوا فوجدوا أنسب كلمة هى كلمة الذرة ومعناها فى العربية هى الشىء الصغير جداّّ أو هى النملة . وظهرت بعد ذلك فى مقررات المدارس العلمية كلمة الذرة . معنى ذلك ان كلمق الذرة فى العربية كان لها معنى لغوى وبعد الترجمة أصبح لها معنى فيزيائى . وتصور ان المترجم العربى للنظرية الذرية قد إختار كلمة أخرى، فماذا كان يستطيع المفسر العلمى للقرأن ان يقول؟".

انتهى قولكَ الذي نَقَلْتَهُ على علاَّته.

وفي بحثي "تهافت منطق التأويل العلمي.. عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!"، والذي لا شكَّ في أنَّكَ قرأته قبل أن تَعْتَرِض على قولي ذاك، قُلْتُ الآتي: دعونا نوضِّح ذلك في المثال الآتي: جاء في الآية 3 مِنْ سورة "سبأ": "لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ ولا فِي الأرْضِ ولا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ ولا أَكْبَرُ". هذه الآية قَبْلَ، ومِنْ أجل، أنْ تكون "إشارة قرآنية علمية" تفيد في أبحاث علمية تقود إلى اكتشاف "الذرَّة" Atom والأصغر مِنَ "الذرَّة"، كان لا بدَّ مِنْ أنْ تُفَسَّر، قَبْلَ وليس بَعْد اكتشاف "الذرَّة"، على أنَّها "إشارة قرآنية" إلى أنَّ المادة تتكوَّن مِنْ عناصر متناهية في الصِغَر، لا تُرى في العين المجرَّدة، هي "الذرَّات"، التي هي، أيضاً، تتكوَّن مِنْ جسيمات أصغر. حتى اكتشاف "الذرَّة"، كانت عبارة "مثقال ذرَّة" تُفَسَّر على أنَّها إشارة إلى شيء يَعْدِلُ ثقله ثقل "نملة"، أو "هباءة"، أو "حبَّةٍ مِنْ خردل"، فالله لا يَعْزُب عنه مثل هذا المثقال ولا أصغر منه ولا أكبر. ونحن نَعْلَم أنَّ ديموقريطس كان أوَّل مَنْ قال بـ "الذرَّة"، أي Atom. وقد اعتبر أنَّ كل الأشياء التي نراها بالعين المجرَّدة تتألَّف مِنْ عناصر لا تُرى بالعين المجرَّدة، وأنَّ كل عنصر مِنْ هذه العناصر (أي كل "ذرَّة" Atom) في حركة دائمة ضمن فراغ. وبَعْدَ اكتشاف "الذرَّة" Atom جاء "التأويل"، ففُسِّرت "الذرَّة القرآنية" على أنَّها Atom. وفُسِّرَت عبارة "ولا أصغر مِنْ ذلك" على أنَّها إشارة قرآنية إلى "الجسيمات دون الذرِّية". والأمر كله لا يتعدَّى أنَّ اللغويين العرب أرادوا لفظاً في اللغة العربية يُقابِل كلمة "Atom". وقد وَقَعَ اختيارهم، واتَّفقوا، على لفظ "الذرَّة". وكان ممكناً أنْ يتواضعوا على لفظ "كِسْرَة"، أو لفظ "جزئية". فلو هُمْ تواضعوا على هذا اللفظ أو ذاك لحبط سعي "المؤوِّلين" لاكتشاف إشارة علمية إلى "الذرَّة" Atom في تلك الآية القرآنية وفي غيرها!

نسي الكاتب أنَّها "لعبة لفظية"، فقال: "الآية تكشف أنَّ الذرَّة غير مرئية، ولها مثقال، وأنَّها ليست بأصغر شيء في الكون، ويمكن تقسيمها. إنَّ أحداً لم يكن يَعْلَم، عند نزول القرآن، أنَّ هناك ما هو أصغر مِنَ الذرَّة".

إنَّ هذه "اللعبة اللفظية" تضرُّ ولا تنفع. إنَّها تضرُّ بـ "العِلْم" و"الدين" معاً، وكان ينبغي لهم أنْ يكفونا، وأنْ يكفوا أنفسهم، شرورها، فكثرة "المطِّ"، ولو كان مطَّاً للمطَّاط، يُقِطِّع ويُمَزِّق!

انتهى قولي، فَلْيُقارِن القرَّاء بين قوله الاعتراضي وقولي في بحثي هذا والذي نشرته منذ بضع سنوات. ألَمْ يَسْطُ سطواً على ما قُلْت؛ ثمَّ يُظْهِرَهُ على أنَّه قولٌ له!

مشاركته الأخيرة كانت سرقة في وَضَح النهار.. ومِمَّن؟ من الذي اتِّهمه بأنَّه لم يقف على حقيقة ما قاله، فأنهى بالتالي، عضويته، ومشاركته في الحوار.. وفي كل حوار في هذا المنتدى!

أنا لا أُقلِّل من شأنه الأكاديمي والمهني؛ ولكنَّني أقول إنَّه، في القضية التي أراد الاصطياد في مياهها العكرة، قطرة في بحر مكانته الأكاديمية.

تمنَّنَ علينا كثيرا، فهو، ومن أجل أن يعظنا ويرشدنا ويوجِّهنا، يقتطع من وقته (الإلهي) وكأنَّه يقتطع من لحم جسمه. يُعْلِن أنَّ مشاركته هذه هي الأخيرة وكأنَّه مبعوث العناية الإلهية، زارنا على حين غرة، ومكث عندنا بضعة أيَّام، لِيُكْمِل لنا ديننا، ويتمم علينا نعمته!

ولم ينسَ أن يَلْعَن العرب العاجزين عن أن يكونوا مثله في السموِّ الفكري والثقافي. لقد كان كغُصْنٍ غير ذاك الغُصْن الممتلئ ثماراً في تعاليه.

ويبدو أنَّه لَمْ يأتِ إلينا "مصادفةً"، فَسِرُّه في قلب قائل "ختامها مِسْك"؛ كما أنَّه يطمع في أن يرأس مُجَمَّعاً يتوفَّر على التفسير العلمي للقرآن، وعلى التأسيس لفرع جديد من الفيزياء يمكن تسميته "الفيزياء القرآنية".

وقبل، ومن أجل، أن ندلي بأي رأي لا بدَّ لنا من الآن وصاعدا من أن نتوجَّه إليه طالبين "المصادِر والمراجع العلمية" حتى يُقِرَّ لنا بالشرعية العلمية لما نُدْلي به من آراء؛ وكم تمنينا أن يُدْلي هو ولو برأي واحد، ولو كان حُرَّاً من تلك القيود الأكاديمية!

إنَّني لَمْ أرَ في حياتي محاوِراً مثله، يسألُكَ في كل شيء، ولا يقول لكَ شيئاً يصلح أن يكون قضية للحوار.

لقد زارنا لِيْلقي في بيتنا قنابل دخان، هي الأسئلة التي اسْتَجْمعها من "المصادِر والمراجع العلمية والأكاديمية"، وليسطو على ما لدينا من متاع فكري، ولِِيحاوِل من ثمَّ بَيْعنا إيَّاه وكأنَّه من ممتلكاته، ولِيَحْمِل عصاه، أي أسئلته، ويَرْحَل، وكأنَّه فابيوس في نسخته الهزلية، الذي وَجَد من يُودِّعه قائلا: "اذْهَب، رافقتكَ السلامة يا مِسْك الختام". إنَّها سيكولوجيا الضرَّة!

سعيد نويضي
09/10/2007, 08:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

السلام على من اتخذ الإيمان يقينا و العلم نورا و التواضع خلقا و الحق سندا و الحقيقة هدفا من أجل غاية كبرى"رضا الله جل و علا" أما بعد...

لذلك لن أعلق على ما سبق... على أساس أن هذه الجمعية هي جمعية مفكرين و ليست جمعية أشخاص...لأن الفكرة تبقى ما بقي الدهر...أما الشخص فيحضر و يغيب كما هي الأيام... {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140...

فالمسك أعظم شأنا من المسخ...و كلاهما من صنف المادة...لذلك مادامت التجربة هي المحك الأساسي بالنسبة لمن لا يؤمن إلا الملموس و يعتقد في ذلك... ففي الانتظار كما حدث على مر السنين صبر جميل..

"تجربة عن الانفجار العظيم

قرر خبراء في جامعة بارغن النرويجية بالتعاون مع علماء من بلدان أخرى القيام بتجربة مخبريه تثبت نظرية الانفجار العظيم، وذلك عبر إجراء انفجار مصغر لفصل جزيء لأحد مكونات نواة الذرة الافتراضية Quark-Gluon.
وقد تبنت المنظمة الأوروبية للدراسات النووية مشروع هذه التجربة وأطلقت عليها اسم "ALICE". ويشارك في هذا المشروع الباهظ التكلفة 83 مؤسسة علمية موزعة على 27 دولة، فيما يقوم على متابعة هذا المشروع أكثر من 18 ألف عالم وخبير، وهو ما يعتبر أكبر مشروع كوني من هذا النوع كما يقول دييتر روريخ بروفيسور الفيزياء النووية بجامعة بارغن،ويبين روريخ أن التجربة المخبرية ستتمثل بالعمل على تصادم الجزيئات الثقيلة بسرعة هائلة وبطاقة عالية جدا من أجل وقوع حالة الانفجار العظيم بصورة مصغرة وتحرير جزيئات الـ Quark-Gluon.

وأوضح فريق العمل في التجربة أن العمل جار الآن على إعداد مزود للسرعة على عمق كبير تحت الأرض حيث ستتم التجربة، مشيرا إلى أن التحضير لهذا المشروع بدأ في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، من المتوقع إجراء التفجير المعملي في عام 2007.
وسيتابع الخبراء نتائج وآثار هذا التفجير لمدة عشرة أعوام أخرى كما يقول البروفيسور، مؤكدا أنه سيناط بهم في جامعة بارغن تصنيع آلاف الأجهزة البالغة الحساسية والمعدة لقراءة الرموز وترجمة ما سيحدث، وهذا ما يمنحهم فرصة لمعرفة بعض الشيء عن خلق الكون، في حين سيجري الاختبار المعملي في سويسرا.

وبسبب خطورة الانفجار سيكون الخبراء على بعد 100 متر على الأقل عن الجهاز المزود للسرعة، وسيحتاجون حينئذ إلى أجهزة تقنية معقدة للغاية، وتقوم جامعة بارغن حاليا بصناعة جزء من هذه الأجهزة، فيما تتولى بعض المؤسسات العلمية في أوروبا تصميم وصناعة أجزاء أخرى بالغة التعقيد والحساسية.
ولم يستبعد روريخ احتمالات الفشل في تحقيق الهدف من هذه التجربة ،كما أنه لا يستبعد أن تضع التجربة المزيد من الأسئلة والحيرة وتدخلهم في طرق أكثر ظلمة وتخبطا." منقول عن مجلة علمية...

و قبل أن أختم كلمتي أردت أن أذكرك يا أستاذ جواد...و أنت المتضلع في الثراث الإسلامي قراءة و نقدا بقصة إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه...

ويروى في سبب إسلامه: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للوليد بن الوليد أخيه، وهو في عمرة القضاء: "لو جاء خالد لقدّمناه، ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله"، فكتب "الوليد" إلى "خالد" يرغبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.
وقد سُرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسلام خالد، وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير".

دمتم بألف خير و في رعاية الله جل و علا...

الهادي ثابت
15/10/2007, 12:15 PM
أعجبني هذا النقاش الطريف واستفدت منه. لكن لاحظت أنّ بعض الردود على مقالة الأستاذ جواد البشيتي، الذي أكن له احتراما كبيرا لرشاحة آرائه، ولاطلاعه الواسع على الاكتشافات العلمية الحديثة، لم تسم إلى مستوى النقاش العلمي الذي ياخذ قاعدة علمية، لأنه بكل بساطة قليلون الذين يطلعون على هذه الاكتشافات العلمية والتي انطلقت من فرضيات علمية، ثم تحولت إلى نظريات علمية بنا أصحابها عليها اكتشافات تكنولوجية كبيرة مثل السفرات الفضائية لمسابر الفضاء، والتلسكوبات العملاقة التي بدأت تعطينا فكرة تزداد دقة يوما بعد يوم عن حقيقة الكون. حتى جاءت نظرية "الكنتا" و"الفيزياء الكنفية" وهي التي أعطتنا صورة أوضح للكون وسفهت كثير من النظريات العلمية والغير علمية التي تقول بكون منظم. وهذه النظريات ليس جدلا ميتافيزيقيا بل هي تجارب مخبرية تؤدي إلى اختراعات علمية وتكنولوجية هامة تقدّم الإنسان وتجعله أقل بلاهة أمام هذا الكون الشاسع الغريب عن عقل الإنسان الذي تربى على تحديد الأشياء حسب منظاره البسيط والمتواضع.
كان طرح الأستاذ جواد البشيتي علمي أي يقول بما توصلت إليه النظريات العلمية التي مرت عليها سنوات وهي تناقش، ثم جاءت التكنولوجيا الحديثة لتثبت بعضها وتفند أخرى. هكذا العلم الحديث ليس ولن يكون ثابتا، إنه متغير بتغير وسائل الإنسان المتطورا دوما.
إني أرى أنّ خلط العلم المعاصر، الذي كما ذكرت لا يستند إلى مقولات ثابتة أبدا بل يتعامل مع المتغيرات، بما جاء في الكتب المقدسة هو عمل لا يجدي ولا ينفع أحد لأنه لا يقدم العلم من ناحية ولا يزيد الكتاب المقدس قدوسية.
وما يقوم به الأستاد جواد البشيتي من رد على أصحاب هذه الشطحات الدينية العلمية هو نافع أكثر من الشطحات نفسها، فهو يقرب العلم الحديث من الجمهور العريض، بينما أصحاب الشطحات يدفعون إلى اعتقادات غير علمية وبالتالي يقع تجهيل الناس بالعلم وتقع لخبطة عقلية لا تفيد أحدا.
الهادي ثابت

الغالبي
15/10/2007, 02:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد لقد راقني ما قرأت من نقاش بخصوص الموضوع، الأمر الذي يشير إلى أن جسم المثقفين العرب والمسلمين بخير وان هناك حاسة نقد حية والتي أتمنى أن تكون بناءة مساهمة في العمران والتشييد لا هدامة تكبت كل إبداع وتقف في وجه كل إنتاج جديد. ولدي بعض الملاحظات بخصوص النقاش الدائر حول الموضوع:
- لا ينبغي أبدا أن يدفعنا اختلافنا مع الآخرين إلى تقليل الاحترام لهم أو لمزهم وغمزهم دونما داع وأن نقر ولو بشيء من النسبية لآرائنا التي نحن بها مقتنعون وفي صحتها واثقون. ولنكن باحثين عن الحق ناشدين له فلله در الإمام الشافعي حين قال: ما ناظرت أحدا إلا رجوت الله أن يجري الحق على لسانه وقد بين لنا ربنا الكريم كيف نتنازل عن الحق أمام الباطل ونضع الإثنين في نفس المرتبة، تمهيدا للحوار والنقاش، يقول تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }سبأ24 ؛
- إن الحديث عن العلم الغربي والانتشاء به ولوم الباحثين المسلمين الذين يستثمرون ما ثبت منه لتفسير آي القرآن التي لم يكن بمقدور الصحابة وسلف الأمة من المفسرين تفسيرها بل حتى أن تفسير كثير منها كان تفسيرا مجانبا للصواب معتمدا في أحيان عديدة على الإسرائيليات والتي كانت من قبيل الثقافة الشعبية عند أهل الكتاب وليست من العلم في شيء، يوحي بأن العلم له حدود وحواجز وجغرافيا وعرق وجنسية وهذا لعمري خطأ فادح وكأن هذا العلم الغربي ليس امتدادا لإبداعات المسلمين وإنجازاتهم في مختلف ميادين العلم والمعرفة!! وكأن الجامعات والمختبرات الغربية اليوم لا تعج بالباحثين والعلماء والعباقرة المسلمين في كل مجالات المعرفة وفي كل تخصصاتها !!؛
- أما القول بأن المشتغلين بالتفسير العلمي للقرآن يضيعون وقتهم فيما لا صلة له بواقع الأمة واهتمامات الإنسانية الملحة، ففيه كثير من غمط الحق ونحن نعلم ان الاشتغال بالقرآن ومحاولة الإجابة عن كثير من الأسئلة المتعلقة بعبادات المسلمين كالصلاة والصيام... كان الدافع الحقيقي في تأسيس علوم لم تكن قائمة قبل اهتمام المسلمين بها كعلم الفلك الذي لا علاقة له بالتنجيم الذي كان معروفا لدى الأمم الأخرى بالإضافة إلى غيرها من العلوم التي كان حث القرآن على العلم والتعلم وإعمال العقل السبب المباشر في تطوير المسلمين لها. ولا يجب أبدا أن ننسى ما يتوصل إليه اليوم علماء المسلمين الذين يحاولون إعادة ربط الصلة بين العلم والإيمان بعد أن أله الغرب العلم وعزل الإله، من كشوف جديدة من خلال محاولتهم لفهم آيات القرآت وتفسيرها والتدبر فيها: كالصيدلاني المصري الذي حصل على برائتي اختراع من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لقطرات عيون جد فعالة في علاج بعض الأمراض البصرية وذلك انطلاقا من سورة يوسف التي تتحدث عن رد الله لنبيه يعقوب عليه السلام بصره (انظر مقالات مجلة الإعجاز العلمي www.nooran.org )، وكالمهندسة المصرية التي حصلت على جائزة الحكومة السويدية الأولى بعد اكتشافها لمادة بناء لا تأثر فيها الصواريخ ولا الزلازل انطلاقا من سورة الكهف بعد أن حاولت محاكات طريقة ذي القرنين في بناء السد.... والأساتذة الأفاضل يعلمون أن الميزانيات المخصصة للبحث العلمي هزيلة جدا وما يخصص منها لخدمة القرآن وجعله منصة انطلاق لتطوير العلوم وتصويب توجهات الكثير منها هو أشد هزالا، وإلا لرأت الإنسانية العجب؛

وللحديث صلة بإذن الله

أخوكم الأستاذ خلاف الغالبي

الغالبي
15/10/2007, 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
صحيح ان العلم ونظرياته ليست ثابتة وأنها تتسم بالنسبية، لكن كثيرا من حقائقه قد استقر استقرارا لذلك لا يجوز ان نضع الحقائق العلمية المستقرة في نفس السلة مع الفرضيات التي لاتزال محل نظر او النظريات التي لاتزال في مرحلة مد وجزر ومع ذلك نقول أن الباحث الذي يرى ان هناك توافقا ما قد حصل بين ما ترجحت صحته من النظريات العلمية المعتبرة ويعبر عن هذه القناعة التي حصلت لديه (ولا داعي لاتهام الناس بدون بينة واتهام نياتهم التي لا يطلع عليها غير بارئ النفوس ومسويها)، بعد جهد وبحث وتفكر وتدبر وتفكير...: إنه لا يضيرك بعد ذلك أن يتبين للناس خطأ ما اعتمدت من نظريات علمية حديثة فإنك مع ذلك مأجور بإذن الله لأن للمجتهد المخطئ أجر الاجتهاد لكنه يحرم أجر إصابة الحقيقة، ولأن القرآن لا ينقص من قيمته ولا ينال من قدسيته أن يخطأ المفسر أو أن يجانبه التوفيق فيما ذهب إليه من تفسير وتأويل شريطة التقيد بالشروط والانضباط بالضوابط التي وضعها علماء الأمة وأهل الخبرة فيها بخصوص التعامل مع النص القرآني تفسيرا وتأويلا. ولا أدل على ذلك من وجود أخطاء عديدة في كتب التفسير الكثيرة التي تتوفر عليها المكتبة الإسلامية فإن ذلك لم ينل أبدا من النص القرآني ولا من قدسيته وإقبال أهل الأرض عليه... ومعلوم لدى علماء الأمة أن تعارض العقل والنقل مستحيل وان الحكمة والشريعة متصلان فلماذا نريد الفصل بينهما.
ثم إن في الأمة من يحتاج إلى هذا الجهد الجبار الرامي إلى ربط العقول والقلوب بالخالق وأن هذا العمل المنضبط بضوابطه المحترم لشروطه المتريث في استنتاجاته... هو جد مجد وكثير النفع (وليس كما أشار أخونا الهادي ثابت في المشاركة 35)، ففي الأمة وفي غيرها من يحتاج لأن يعرف أن القرآن قد سبقت الإشارة فيه بقرون عديدة - مع أنه ليس موسوعة علمية - إلى كثير من الحقائق العلمية، لأنه بذلك يحصل لهم الاطمئنان القلبي الذي يزيد الإيمان تجذرا ويزيد القلب ثباتا، أو لم يطلب أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام من ربه أن يريه آية بها يطمئن قلبه؟؟؟ يقول تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260 .
وفي الأخير أود أن أعود إلى مسألة أثيرت في بداية الموضوع بخصوص الأيام في القرآن وإنكار أستاذنا جواد البشيتي المعنى الذي ذهب إليه الدكتور زغلول النجار، أقول إن القرآن قد أشار إلى اليوم في سياقات متعددة ومختلفة بحيث يتخذ اليوم معنى مختلفا في كل سياق على حدة (فهناك اليوم الخاص بالخلق والذي لم يتم تحديد زمنه في القرآن، واليوم الخاص بعروج الأمر من السماء إلى الأرض الذي حدد في ألف سنة من زمننا الأرضي (365000 يوم أرضي)، واليوم المتعلق بالعذاب في الآخرةالذي حدد في ألف سنة من زمننا الأرضي (365000 يوم أرضي)، واليوم الذي تعرج فيه الملائكة والروح والذي حدد في خمسين ألف سنة أرضية (18250000 يوم أرضي ...):
-- {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }الحج47 ؛
-- {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5؛
-- {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }المعارج4
فلنترك الباب مشرعا للاجتهاد والبحث ومحاولة التوصل إلى حقيقة هذه الأيام مصداقا لقوله تعالى {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20 وإنما نطالب كل مجتهد بتقديم أدلته فيما ذهب إليه (البينة على من ادعى) على أن نقف عند باب الاحترام والتقدير المتبادل بين كل الإخوة الباحثين لا نتجاوزه قيد أنملة والله الموفق

أخوكم الأستاذ خلاف الغالبي

Dr. Schaker S. Schubaer
19/10/2007, 09:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة 1
أسلوب وطريقة الطرح العلمي

1. أود في البداية أن أعرب عن سروري عندما يتبنى مداخل ما اقترحته في مداخلة سابقة من التركيز في المسار على موضوع المسار، وعدم الإنجرار إلى المشتتات، وتخصيص مسار جديد لأي موضوع قد يتمخض عنه مسار ما. مع أنه ليس أمامه إلا ذلك الأمر لأن ما أطرحه هو جزء من ممارسة معيارية للمهنية التخصصية، وليس رأي شخصي مزاجي، وأقيم إيجابياً Appreciate هذا النهج، فعلى الأقل لم تأخذ المداخل العزة بالإثم، وأخضع نفسه للمعايير العلمية. كما لاحظت البعض يأخذ من المداخلات ويتبناها، وهذه سرقة، لذا أقترح على إدارة واتا الموقرة أن تسجل حقوق الملكية الفكرية لواتا مع صاحب المداخلة، بحيث لا تتم السرقة من مداخلات واتا.

2. لكن أود أيضاً أن أقترح للمرة القادمة أن يتم طرح القضية في إطارها العلمي ضمن منظومة الخبرات البشرية، كاتخاذ مواضيع مثل التفسير العلمي للقرآن، حدود التفسير العلمي للقرآن، القرآن ونظرية نشوء الكون...... الخ. بدلاً من تحويلها إلى هجوم شخصي منفر، متمثلاً في هذا الهجوم الكاسح على عالم فاضل في تخصصه، حاول أن يجتهد في مجال التفسير العلمي للقرآن، فإن أخطأ فعليه خطأه، ولكن يبقى له أجر المحاولة من الله عز وجل، وإن أصاب فنصيبه أجرين – إن شاء الله. أن يجتهد ويخطأ خير من أن يبقى نائماً ويترك المجتمع في ركود Stagnation.

3. مفهوم "يوم" كما ورد القرآن لا يشير إلى فترة زمنية ثابتة. يقول تعالى:"إن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون". ويقول تعالي:"تعرج الملائكة والروح إليه في يوم مقداره خمسين ألف سنة".

4. مشكلة البعض أنهم يرتكنون إلى الاتجاهات الشعبوية Layman Attitudes، ليس فقط في المنطلقات، بل في التراكيب الداخلية التي يستخدموها في مداخلاتهم. لنفرض أن الدكتور زغلول النجار اجتهد الرجل وأخطأ، فماذا بعد؟ فلماذا كل هذا الاستهزاء.

5. أنا لا أوافق الإتجاه لبعض الإخوة المصريين الذين يطلقون على الحجر الأسود الحجر الأسعد. فلا يمكن أن يكون الحجر سعيداً أو أسعداً. بهذا العمل هم ربما يسيئوا حيث أرادوا الإحسان. الفاروق عمر رضي الله عنه قال: والله أعرف أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك، لما قبلتك.

6. أنا لا أوافق أن يقوم الشيخ صالح كامل باستغلال خالد عمرو للترويج بتحريم عمل وصلة دون إذن من قنوات صالح كامل للحصول على خدمة قناة فضائية لمشاهدة الألعاب الرياضية العالمية مثل كأس العالم دون أخذ إذن من القناة، فالأولى به أن يبدأ بتحريم الاحتكار، أي بتحريم ما قام به صالح كامل. بأي حق يحتكر صالح كامل نقل الألعاب الأولمبية أو مباريات كرة القدم؟ إن ما دفعه ليس حق بل هو رشوة للهيئات الرياضية. كما أن صالح كامل بعمله هذا يستخدم قنواته الفضائية لعصر المسلمين واستخراج أموالهم وتسليمها للغرب. وإذا كانت دول تواطئت معه، فلا بد من تحرك شعبي لكسر الاحتكار غير الشرعي. أنا أقول: إنه مأجور كل من يساعد على كسر هذا الاحتكار الضار بالأمة، والذي تم دون وجه حق، سواء بمقاطعة قنوات صالح كامل، أو محاولة توصيلها دون إذن منه ومساعدة الآخرين على توصيلها دون إذن من صالح كامل أو أي من إداراته، حتى لا يستفيد صاحب هذه القنوات، بل ويدفعه إلى الخسارة بسبب فعلته الشنعاء، التي جعلت من أموال الخليج أدوات لعصر هذه الأمة وتقزيمها أمام الغرب، بدلاً من أن تكون عنصر قوة للأمة. لقد حول عمل مثل هذا أموال الخليج من نعمة للأمة إلى نقمة عليها. ومع هذا ألتمس لعمرو خالد العذر، خاصة أنه ليس خريج علوم شرعية، ربما اشتبه عليه الأمر، وربما ضعف كإنسان. كما لا أنكر منحاه الطيب في الدعوة إلى الله.


أفي هذا تَكْمُن "عبقرية" الدكتور زغلول النجار؟!
هذا "العبقري" الذي اسْتَكْثِرَ عليه أن يكون نجَّاراً!
واحد يجرؤ على أن يُخْبِر طفلاً أنَّ
العبقري" النجار قال، وكأنَّ مستمعيه قَوْمٌ من الأغبياء
ويتطرَّف الدكتور النجار في "عبقريته"، فـ "يكتَشِف" أنَّ "الجبال" في الأرض قد أسْقَطَها الله عليها من فَوْ
بالله عليكم دعوه يجيب، ويَكْفينا، بالتالي، شرَّ "عبقريته"، التي لا يراها عبقرية إلاَّ كل من خَتَم الله على قلبه.. وعلى سمعه، وجَعَلَ على بصره غِشاوة!
والآن هل اقتنعتم بأنه "لص فكري"؟!

7. يقول المثل الشعبي: "من يعرف يعرف، ومن لا يعرف يقول ضمة عدس". يظهر أن البعض ليس لديهم أية فكرة عن بيئة التعليم العالي والبحث العلمي في العالم العربي؛ والتي هي مصيبة من المصائب. فهم يُنَظِّرون دون دراية بواقع البيئة التي عمل فيها الأستاذ الدكتور زغلول النجار. وأود اللتفصيل في هذا لأنه هناك على مسار آخر دعوة إلى العقول العربية للعودة. أذكر هنا بالتفصيل أيضاً فما أقوله ليس مجرد تنظير من خيال، إنه ناتج عن خبرة حقلية ذاتية، وليس آراء نظرية لا رصيد لها من الواقع. وأورد هنا حقائق حقلية ثابتة، أعرضها هنا أيضاً لأوضح الأساس الذ تم بناء الاستقراءات علية بشفافية أمام أولي العلم في واتا. وأولوا العلم (أصحاب الاختصاص) في تجمع العقول في واتا، يدركون تماماً حقيقة ما أقول. إضافة إلى ما أقوله لا بد من وضعه في الاعتبار عند دعوة علماء عرب لأن يرجعوا للمساهمة في بناء الأمة وتحولها الحضاري، وهي موجودة الآن على مسار في واتا.

8. عندما كنت في ألمانيا، في معهد الفيروسات التابع لجامعة يوستوس ليبيج في جيسن Institute fuer Virologie der Justus Liebig Universitaet zu Giessen، وهو مبنى مكون من 7 طوابق يقع على ناصية شارع شوبيرت Ecke Schubert Strasse في جيسن. كان تحت تصرفي - أي لاستخدامها في بحثي - أجهزة متطورة. أذكر منها فقط الأجهزة في مجال أجهزة الطرد المركزي: كان تحت تصرفي أجهزة طرد مركزي عالية السرعة High Speed Centrifuges، وهي أجهزة تزيد سرعتها عن 6000 دورة/دقيقة، جهاز طرد مركزي تحليلي Analytic Ultracentrifuge، وهو جهاز يتم به فصل الجزيئات الكبيرة Macromolecules باستخدام محلول كلوريد السيزيوم. هذا إضافة إلى أجهزة الطرد المركزي الاعتيادية والتي تصل سرعتها إلى 4000 دورة في الدقيقة أو يزيد قليلاً. عندما رجعت إلى دولة عربية لم أجد ولا حتى أجهزة طرد جيربر Gerber Centrifuge، وهي أجهزة طرد تصل سرعتها إلى حدود 1500 دورة في الدقيقة! ولا تقل لي إنهم ليس لديهم الإمكانيات المادية (المالية) لشراء تلك الأجهزة. فمليارات تنفق فيما لا طائل فيه. هذا من الناحية. هذا من ناحية توفر الأجهزة.

9. عندما بدأت في معهد الفيروسات أعطوني مفتاح عام Masterkey، وهو ما يسميه إخواننا المصريون (طفاشة)، يقوم بفتح جميع الأبواب بما يشمل مكتب رئيس القسم. وهذا ليس معهداً لتدريب الطلبة، إنه مركز أبحاث، به باحثون معروفون عالمياً مثل بروفسور روت Prof. Rott أشهر مختص في الفيروسات اللحمية Myxoviruses، وفيه بروفسور سينجر Prof. Saenger أحد مكتشفي الفيروسات العريانة (غير المغلفة) Naked Viruses، وهي الفيروسات التي ليس لها غلاف بروتيني أي مجرد أحماض نووية. فإذا أردت القيام بتجهيزات لتجارب في اليوم التالي، أذهب في أي وقت مساء أو في الليل، وأتأكد من أن كل شيء على مايرام، أتأكد من أني عملت الأمر بتجهيز المزارع الخلوية Tissue Culture التي أحتاجها.. وقد حدثت في تلك الفترة حوادث ميونيخ الشهيرة (أخذ رهائن في القرية الأولمبية عام 1972). ولم يسحبوا المفتاح مني لكوني فلسطيني؟ لذلك أنا أتفهم ما يقوله الأستاذ الكريم منير مزيد نتيجة المرارة التي يشعر بها في حلقة. بينما الباحثون في الدول العربية عليهم أن يكونوا موظفين أي يلتزموا بالدوام الرسمي ومستهجن أن يكونوا في مكاتبهم بعد الدوام الرسمي.

10. عندما تعاقدت جامعة سويسرية (أعتقد أنها جامعة زيوريخ) مع بروفسور بوجوت أستاذ الكيمياء الحيوية بالجامعة، (والأستاذ بوجوت كان مرشحاً في عام 1971 لجائزة نوبل في الكيمياء الحيوية)، كان من ضمن عقده مع الجامعة السويسرية، أن وضع له تحت تصرفة مبلغ 5 مليون دولار لشراء أجهزة في المعهد تلزم لأبحاثه خاصة، بخلاف ميزانية المعهد التي تتضمن أجهزة للمعهد يستفيد هو أيضاً منها في أبحاثه، مع أن عقده السنوي كان بربع مليون فرانك سويسري. أي رصدت له الجامعة وقبل استلامه العمل ميزانية تغطي أجهزة لأبحاثه الخاصة تعادل 20 ضعف راتبه السنوي. هل هذا يتم لدينا؟ وإذ كان هذا لا يحدث عندنا فاسمحوا لي أن أعيد السؤال التالي: أو من قلة يارسول الله؟!

11. كنت أستخدم إنزيم الهيالورونيديز Hyaluronidase Enzyme في البحث، وفي نهاية يوم دوام وأنا أخطط لليوم التالي، اكتشفت أن الكمية المتبقية من الإنزيم لا تكفي. كانت الساعة تقل عن الخامسة مساء بقليل، ذهبت إلى البروفسور روت لأخبره. وأنا جالس معه، إتصل بجامعة ديرهام Durham University في انجلترا، وقال لي غدا سيكون عندك. وذهبت إلى مختبري لأكمل عملي. في اليوم التالي كانت لدي زجاجة الإنزيم قبل الساعة التاسعة، ولم يكن يومها ما يعرف بالدي إتش إل. هل هذا يتم عندنا؟ وإذ كان هذا لا يحدث عندنا فاسمحوا لي أن أعيد السؤال التالي: أو من قلة يارسول الله؟!

12. التفاوت الكمي على سلم القياس يقابلة استقطاب على الجانب الكيفي، وإذا كبرت المسافة بين نقطتين على مستوى السلم الكمي زاد التناقض على الجانب الكيفي. وإذا كان الكيف هو ما تستقبله إنطباعاتنا، فالفرد عند انتقاله من دول متقدمة مثل ألمانيا أو سويسرا على سبيل المثال إلى دولنا يعيش أزمة حقيقية؛ أزمة تناقض. عندما عدت إلى الدول العربية للمساهمة في بناء الأمة، لا أنكر أنني أصبت بالصدمة. كنت أسأل نفسي بذهول: هل أنا بالفعل كنت في ألمانيا؟ أم أنه كان مجرد حلم واستيقظت منه وعلق منه في الذاكرة ما جعله يبدو كأنه حقيقة؟!

13. في هذه البيئة عمل الأستاذ الدكتور زغلول النجار، وأنجز. وعليه أية حال آينشتين نجاحه في نظريته الخاصة وليس في النظرية النسبية العامة، فلو أخذنا برأي البعض بفشل الأستاذ الدكتور زغلول النجار في محاولته العامة خارج حدود الجيولوجيا التي هي اختصاصه، فالدكتور زغلول يقف على مسار مواز لآينشتين. أي أن كلاهما أنجز كل في اختصاصه سواء الفيزياء والجيولوجيا، وفشل في تحويل إنجازاته العلمية التخصصية غلى فكر إنساني عام.

14. قد يكون أن المراد هو أنه لم ينجز ما أنجزه الدكتور زويل وتحت يده إمكانيات كاليفورنيا تيك وهي مرجع ناسا، أو الأستاذ الدكتور فارق الباز في جامعة بوسطن، وتحته إمكانيات ناسا. تماماً كما كان آينشتين يعيش العصر الذهبي للفيزياء في ألمانيا وهي أم الفيزياء في العالم. طالب الفيزياء في ألمانيا يفخر بنفسه أكثر من فخر طالب الطب أو الهندسة بنفسه، وله لقب مهني Physiker، وعندما يكون خريج فيزياء يضع أمام اسمه لقب Diplom-Physiker. ومن تقدير الألمان للفيزياء انتخاب الفيزيائي ريشارد فون فايتسجر رئيساً لألمانيا. فهل تريد من جميع الكفاءات أن تهاجر إلى الغرب كي تتمكن من تحقيق إنجازات لها على المستوى الفردي؟! فهم أفضل في أرض الهجرة منهم هنا؟! وهل يكمن في هذا تطلع الأستاذ جواد لتطوير الأمة؟!

15. أتعلمون ما هو أهم ما يميز الجنس البشري عن بقية الكائنات؟ إنه ليس العقل المتمثل في الذكاء والقدرة على الاستقراء كما يعتقد البعض. فالفئران لها القدرة على الاستقراء، ربما أبعد مدى من الإنسان. الفئران عندما يموت أي منها بعد وجبة ما، فإن بقية الفئران تمتنع عن تناول هذا الغذاء، حتى لو كان الزمن بين تناول الغذاء وحدوث الموت أكثر من يومين أو ثلاثة. فهي تستقرأ مبدأ السببية في حدوث تلك الوفاة. هذه الحقيقة تجعل مكافحة القوارض صعبة، وكثيراً ما يتم اللجوء إلى مواد سامة تميت الفأر ببطء ليصل إلى مدى أشهر أو عدة أسابيع، مثل مادة الوارفيرين Warferine، وهي تسبب نزفاً داخلياً بطيئاً، يستمر عدة اسابيع. بعدها يموت الفأر الذي تناول السم.

16. إن أهم ما يميز الجنس البشري هو تراكمية المعرفة. جميع الكائنات خبراتها ذاتية، وقد تنتقل إلى جيل أو جيلين على الأكثر، لكنها تعجز عن النمو بعد ذلك. الإنسان هو الذي يراكم المعرفة بلا حدود. ولولا هذا الخاصية لبقيت البشرية في مستويات الحضارة البدائية، لأن على كل جيل أن يعيد اكتشاف الشيء الذي اكتشفه جيل سابق. فعلينا اكتشاف العجلة من جديد في كل مرة. ونتج عن هذا الخاصية البشرية مخزون من المعرفة يمكن أن نطلق عليه مخزون المعرفة البشري. ويمكن تعريف مخزون المعرفة البشري بأنه المخزون الناتج عن تراكم المعرفة لدى الإنسان عبر مسيرته التاريخية. هذا المخزون المعرفي يحتوى على النظريات الهندسية التي ابتدعها المصريون، والبراهين الهندسية لها التي ابتدعه اليونان، وعلم الرياضيات الهندي وعلم الفلك البابلي، وعلم الجبر العربي.

17. وعندما وصل حجم القضايا (الخبرات) التي يحتويها هذا المخزون إلى حجم كبير، كان لا بد من تصنيفه بطريقة تسهل عملية تناوله. فتم تقسيم بنود هذا المخزون المعرفي إلى منظومات Disciplines، وهكذا لدينا منظومات الفيزياء، والكيمياء والرياضيات والمنطق والجغرافيا والفلك. لكن يجب أن لا ننسى أن هذا التصنيف قد تم بناءه على يد الإنسان، بناء على مفاهيم محددة. وأنه بناءه على مبدأ ومفاهيم تقسيميه أخرى يمكن إعادة تصنيف هذا المخزون. فبناء محتوى القضايا التي في المخزون من حيث احتوائها على حقائق أم تطبيقات أمكن تصنيف بنود هذا المخزون إلى علوم وفنون؛ العلوم التي تتناول حقائق، والفنون تتناول تطبيقاتها. أو ما يطلق عليه معرفة ماذا ومعرفة كيف. ثم إن هذا المخزون ليس علوماً غربية، إنه مخزون المعرفة البشري، وهو ملك للبشرية، إنه ليس ملكاً أو حكراً على ما يسمى بالغرب. الاستناد إليه وتطبيقة في الحياة هو حق للبشرية. فخر للأفراد أن يساهموا فيه ولو بجزئية. وعندما يقوم بشر ياستخدام أو تطبيق بنود من هذا المخزون، وهو حق لهم، فلا نقول إنهم لصوص. لصوص الأفكار عندما يدعي فرد أنه اكتشف شيء، لم يكتشفه، أو يقوم بعمل لا ينسبه إلى من اقترحه. والدكتور النجار لم يقم بشيء من هذا.

18. في الاختبارات النفسية نستخدم اختبار بقعة الحبر Inkblot Test لمعرفة التركيبة النفسية لفرد ما. الاختبار عمله سهل، يتم بوضع نقطة حبر بين ورقتين، ونحركها قليلاً، ثم نفصلهما لتجف الورقة. فيتكون أشكال على الورقة. عندما يتم إعطاؤها لفرد مستحوذ عليه Obsessed with موضوع ما، فيبدأ الفرد في التكلم عن المواضيع التي تستحوذ اهتمام خلفيته. وهكذا يتم عمل خريطة لتركيبته النفسية، ومن ثم تشخيص مالديه من اتجاهات نفسية قد تحتاج إلى علاج. يبدو من خلال مداخلات متعددة أن الدكتور زغلول النجار قد استحوذ على الأستاذ جواد، فها هو يحشر اسمه في مناقشة موضوع الديمقراطية، وها هو يعنونه في موضوع التفسير العلمي للقرآن، وغداً لوناقشنا قضية فلسطين، فسيأتي ذكر الدكتور زغلول النجار في مداخلته. وبدلاً من أن يناقش بطريقة علمية، يشتم بكلام غير منطقي .. إنه لا يقبل به نجاراً هل هذا كلام يقال في مناقشة علمية؟ علموني! إذا كانت إدارة واتا الموقرة تقبل مثل هذا السلوك، فأدعو الأستاذ عامر العظم بصفته مدير الجمعية أن يتوسط لدى أبي جواد البشيتي، ليقبل الدكتور زغلول النجار أن يعمل نجاراً في منجرته. كما أدعو شاعرنا الكبير هلال الفارع أن يقوم بعمل قصيدة عصماء للأستاذ جواد، عله يقبل الدكتور زغلول النجار أن يعمل نجاراً في ورشة أبيه. وأعد بأن أتوسط في المقابل لدى الأستاذ الدكتور زغلول النجار أن يقبل الأستاذ جواد زغلولاً عنده.

19. كان يمكنني في المداخلة السابقة؛ عندما كان الأستاذ جواد يهاجم العلم ويدافع عن الجهل، أن أنعته بأبي جهل، هل فعلتها؟ بالطبع لا، لماذا؟ لأن هذا ليس أسلوباً علمياً. وهو أسلوب ينهى عنه خلق العالم وخلق القرآن: ولا تنابزوا بالألقاب كان يمكن للأستاذ جواد إعطاء الرأي بكلمات الحقيقة العلمية، [بأن مأخذه على ما قاله الأستاذ الدكتور زغلول النجار إنَّما هو "الخلط".. الخلط بين "مدة" خلق الكون و"عُمْر" الكون. أمَّا بالنسبة إلى نظرية "الانفجار العظيم" فإنه يرْفُض جوهرها الذي هو في رأيه أقرب إلى الميتافيزياء منه إلى الفيزياء، فبعضٌ من جوانبها وعناصرها فحسب يراه مستوفيا للحقيقة الفيزيائية الموضوعية].

20. لماذا كل هذا الحقد؟!! أهذا أسلوب علمي؟ أنا لم أقرأ أي مقال لرذرفورد يهاجم فيها دالتون على غبائه الفاحش، كيف أنه لم يتخيل أن الذرة يمكن تجزئتها! إذا كان كل هذا الكيل من الاستهزاء والشتائم المقززة لا يدل على حقد، كما استنبطت الأخت الكريمة الأستاذة هدى الجيوسي، فماذا نسميه؟ حب؟! حب للدكتور زغلول ومصلحته؟ حب للحقيقة وغيرة على العلم؟! من لديه كل هذا الحقد ليس بحاجة إلى حوار، إنه بحاجة إلى علاج.


It looks like you are not a good student. I have many M. Sc. and Ph. D. students they have much better skills.You need to take courses on reading, and comprehension, to be able to understand the written documents and intelligigble discuss. Based on . your skills of deduction, I suggest that you take GRE and TOEFL tests. I do not have time to spend with this type of flat mentality

21. انسحاب الأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهر لم يكن بسبب ضيق الوقت، هذه قالها كحجة مؤدبة. السبب قلته في مداخلات سابقة؛ وهو أن لاعب شطرنج متمرس لا يستمتع باللعب أمام شخص مبتدئ؛ مازال يتدرب على تحريك الحجارة، فهو مضطر أن يرشده في كل لحظة، كيف يحرك الطابا والحصان والوزير. في هذه الحالة يحل تعب التدريب محل استمتاع المحاورة. وقد قال لك كما في الاقتباس إنه لا يستحق أن يكون تلميذه سواء نحو الماجستير أو الدكتوراة، وأعطى أسباباً موضوعية، وأنه ليس لديه الوقت ليمضيه مع تلك العقليات السطحية، التي تقفز على كل شيء لتصل غلى برهان ما تريد قوله لنا، وقد أسميت في مداخلة سابقة هذه الطريقة بالـ Indoctrination. وليقرأ أي من الزملاء مداخلة الدكتور عبدالحميد مظهر في اللوحة رقم 29 جيداً، فمداخلة اللوحة رقم 33 تدل على أن صاحبها لم يستوعب ماورد في المداخلة. وأعتقد أن الدكتور مظهر لن يرد إلا بالقول: سلاما سلاما.

اللهم إن كان اجتهادي صواب فهو هداية منك وحدك، وإن كان غير ذلك فمني. اللهم أنر بصيرتي، عليك اتكالي فلا تتركني لنفسي لحظة وإن كانت أقل من طرفة عين.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
19/10/2007, 10:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة 2

إمكانية تأسيس العلوم القرآنية

1. إن مجموع الخبرات التي توصلت لها البشرية في مسيرتها تسمى مخزون لمعرفة البشري. وهو مخزون إنساني أي ينتمي فقط وفقط ينتمي إلى جنس الإنسان Homo sapiens، ولا هوية إضافية له، أي لا يمكن القول إنه علم غربي أو شرقي. ففيه علم الهندسة المصري، وعلم الرياضيات اليوناني، وعلم الفلك البابلي وعلم الجبر العربي.

2. للتعامل مع مخزون المعرفة البشري، تم تصنيفه بطرق متباينة حسب مبدأ أو مفهوم التصنيف المستخدم. نتج عن تصنيف له منظومات Disciplines، مثل منظومة الأحياء ومنظومة الفيزياء ومنظومة الكيمياء ومنظومة الرياضيات. إلا أن هذا التصنيف لم ينجح في تكوين منظومات منفصلة تماماً، أي لا يوجد بينها تقاطع. فالنظرية الذرية - على سبيل المثال - هي مكون هام في منظومة الفيزياء ومنظومة الكيمياء.

3. كما أمكن تصنيف هذا المخزون لأغراض تربوية (تعليمية) إلى معرفة كيف وهي تتناول القضايا التطبيقية، ويطلق عليها أيضاً الفنون Arts وبالألمانية Kunst (Technisch)، ومعرفة ماذا وهي تتناول العلوم Science وبالألمانية Wissenschaft. وبهذا تم تقسيم المخزون إلى قسمين رئيسيين هي العلوم والفنون. وقد قسم الألمان العلوم في نظامهم التعليم إلى علوم عقلية Geisteswissnschaften وهي العلوم النظرية مثل الفلسفة والآداب، في مقابل العلوم الطبيعية Naturwissenschaften مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء. جامعات اعتبرت الرياضيات، خاصة الرياضة البحتة Pure Mathematics بالألمانية Reine Mathematik، علوم عقلية فتبعت الراضيات إلى كلية الفلسفة Philisophische Fakultaet مثل جامعة ماينز Mainz Universitaet، وأخرى صنفته إلى علوم طبيعية فكانت الرياضيات ضمن كلية العلوم الطبيعية Naturwissenschaftliche Fakultaet كما في جامعة جيسن.

4. ليس بالضرورة أن يتناول مبدأ التصنيف خواص القضايا أو البنود المكونة للمخزون، كأساس للتصنيف، بل يمكن بناء التصنيف على أساس علاقتها واستخداماتها الحقلية. فالعلوم الطبية Medical Sciences أمكن بلورتها من خلال مفهوم صحة الإنسان والتعامل الحقلي مع ذلك المفهوم. ما هي العلاقة التي تربط علم التشريح Anatomy بعلم الفيروسات Virology من حيث خواص قضايا كل منهما؟ في الواقع لا علاقة في خواص القضايا المطروحة في كليهما من حيث التشابه. العلاقة بين كليهما تكمن في علاقة محتملة لتوليد حالة مرضية. أي أن العلوم الطبية تم بلورتها من خلال علاقات الأنشطة الحقلية التكاملية لدراسة وضع الإنسان الصحي، فهي ككل مجموعة بنود أو قضايا مخزون المعرفة البشري التي لها علاقة بصحة الإنسان.

5. وبنفس طريقة تأسيس العلوم الطبية، يمكن تأسيس علم يبلور مجموع قضايا أو بنود مخزون المعرفة البشري التي لها علاقة بالقرآن (كتاب الله)، يطلق عليه العلوم القرآنية. مفهوم علوم القرآن المتداول حالياً يتناول مواضيع محدودة مثل أسباب التنزيل والتفسير، لكن ما نسميه هنا العلوم القرآنية يشير إلى منظومات معرفية مستقلة تنبع من القرآن. ويمكن أن يتفرع من العلوم القرآنية المنظومات المعرفية التالية:

5.1. علم النفس القرآني: وهو يبحث في:
5.1.1. تفاعلات النفس البشرية بين الحق والباطل، بلورة مفاهيم لأوضاع النفس البشرية وسلوكها بين الحق والباطل، مثل مفهوم العزم في مواجهة الباطل: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما.
5.1.2. تفاعلات المؤمنين مع العوامل البيئية،
5.1.3. العلوم السلوكية وعمل نماذج للسلوك مبنية على التصور القرآني. التكلم عن نماذج
5.1.4. حفظ القرآن وتأثيره على الذاكرة اللغوية Syntactic Memory.
5.2. علم اللغة القرآني: وهو يبحث في:
5.2.1. دلالات الفاظ القرآن وإعطاء تعريفات قرآنية للمفاهيم الواردة في القرآن: خذ مثلاً مفهوم الرحمة في القرآن. فالله يعطي تعريف الرحمة من خلال صور ومشاهد مثلما ورد في سورة مريم، حيث وردت مشاهد الرحمة على سيدنا زكريا عليه السلام، "ذكر رحمة ربك عبده زكريا". ثم تتوالى المشاهد في توضيح مفهوم الرحمة: "إذ نادى ربه نداءً خفيا" ........ "يا زكريا إنا نبشرك بغلام إسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا". هذه صورة من الصور التي تعبر عن مفهوم الرحمة القرآني.
5.2.2. والتحول من المفهوم المعنى العام إلى المعنى الفني.
5.2.3. بلاغة القرآن.
5.3. علم الدولة القرآني وهذا يشمل:
5.3.1. مواصفات الدولة في القرآن.
5.3.2. عمل المعاهدات مع مع الكيانات الأخرى (العلوم السياسية).
5.3.3. القرآن دستوراً.
5.3.4. الشريعة والقوانين القرآنية.
5.4. العلوم الطبيعية القرآنية: وهي تتناول الإشارات التي وردت في القرآن وتتضمن حقائق علمية، سواء كانت فيزياء أو كيمياء أو جيولوجيا.
5.5. علم الإعجاز القرآني، ويتناول تعريف مفهوم الإعجاز، وأوجه الإعجاز القرآني. الإعجاز القرآني يستند إلى الآية: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"،

6. لذا فكلية العلوم القرآنية المقترحة تتضمن أقساماً لا تشملها كليات الشريعة تقليدياً وحالياً مثل قسم علم النفس، قسم العلوم الطبيعية، الدستور، قسم الإدارة والتنظيم الإداري (للمنشأة العامة والمنشأة الأهلية)، قسم اللغة العربية، قسم التمهن والأخلاق المهنية، قسم السياسات الشرعية والإجرءات.

7. العلوم القرآنية بالطبع ستكون مؤسسة على اجتهادات، فكأي اجتهاد قد يكون أي منها:
أ‌. اجتهاد مؤسس أو مسوغ أو مبرر، وهو الاجتهاد الذي التوصل إليه من خلال أسس في الظاهرة نفسها. عملية التسويغ تعني التوصل إليه فقط من خلال مبدأ الضرورة العقلية Necessity، بالألمانية Notwendigkeit سواءً كان استدلالاً Deduction أم استقراءً Induction. هذا الاجتهاد له قوة أخلاقية على الآخرين.
ب‌. اجتهاد غير مؤسس، وهو الاجتهاد الذي تم التوصل من خلال مبدأ الاتفاق Arbitrariness، بالألمانية Willkur، دون لأن تخضع العلاقة لمبدأ الضرورة العقلية. والنتائج هنا غير ملزمة للآخرين، قل يقبله المرء، لأنه يرى فيه معقولية، لكن ليس لها قوة أخلاقية.

8. فهم القرآن مستقل عن الإيمان به. الإيمان ليس شرطاً لفهم القرآن، عكس الدولة اللاهوتية أو الدينية حيث يحتكر المؤمنون أو طبقة منهم فهم معاني الكتاب المقدس، أي لا يقتصر فهم القرآن الكريم على المؤمن، وهذا يعني أن غير المؤمن أيضاً يستطيع استيعابه وتفسيره. فتحدي القرآن كان موجهاً لغير المؤمنين كما في الآية الكريمة:"قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"، أي أن هناك مواصفات موضوعية في القرآن تجعل منه كذلك. هذه المواصفات الموضوعية في القرآن هي التي تجعل غير المؤمنين يؤمنوا به بعد الاطلاع عليه. المخاطر في ذلك الأمر أن يحاول أن يؤول ويفسر على هواه، دون الالتزام بالموضوعية. وهو أمر يمكن التعرف عليه.

9. القواعد الموجودة في القرآن تمثل الحل الأمثل. هذه ليست مجرد قضية إيمانية، إنها قضية موضوعية. بدليل قوله تعالى يقول: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، "وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم".تناول أي قضية ما وأوجد الحلول البديلة، واعرضها على مختص غير مسلم، سيرى أن الحل المطروح في القرآن هو الحل الأمثل. المطلوب أن لا تبتر القضايا، وتأخذ المواضيع كعناقيد متكاملة Clusters.

مثال: لنتناول أبسط شيء وهي قضية التسمية أي تسمية الوليد، "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله". ولماذا التسمية باسم الرجل، فالمرأة تتعب على المولود أكثر من الرجل؟ ومع أنهم في الغرب يبدلون اسم الزوجة على اسم زوجها، وتمشي عل سنتهم بعض الدول الأذناب في الشرق. إلا أن قضية تسمية الأبناء للآباء تثار بين حين وآخر. وقد تم إثارتها في أحد الجلسات.

9.1. المعايير

اتفقنا في البداية على وضع معايير لنظام التسمية الجيد، هذه المعايير تشمل المعايير التالية:

- أن يكون سهل التطبيق، فالتسمية يقوم بها كل شخص مهما كان مستواه الثقافي أو العلمي أو المادي.
- أن يمكن استرجاع معلومات السلالة.
- أن يحافظ على حقوق الوليد.
- أن يراعي الطبيعة البشرية.

9.2. الاختيارات

ولننسى كل ما نعرف من نظم، ونبدأ بوضع نظام تسمية جديد، عندئذ لدينا فقط 3 اختيارات أساسية:

‌أ- التسمية بالأب والأم معاً كمحورين رئيسيين.
‌ب- التسمية باسم الأم كمحور رئيس والأب كمحور فرعي.
‌ج- التسمية باسم الأب كمحور رئيس والأم كمحور فرعي.

9.2.1. في الاختيار (أ)
‌أ-1- لدينا آدم تزوج حواء، وأنجبوا ولد سموه قابيل فعليهم تسميته مع اسم الأسلاف المباشرين: قابيل آدم حواء أو قابيل حواء آدم. (اسم الوليد مع جيل واحد من الأسلاف=3).
‌أ-2- قابيل آدم حواء × (تزوج من) مها حسين محمود وأنجبوا يوسف فعليهم تسميته مع جيل آخر من الأسلاف المباشرين: يوسف قابيل مها آدم حواء حسين محمود (اسم الوليد مع جيلين من الأسلاف=7).
‌أ-3- يوسف قابيل مها آدم حواء حسين محمود × فاطمة على نائلة اسماعيل سارة حسن عبدالله أنجبوا صهيب فعليهم تسميته صهيب يوسف فاطمة قابيل مها آدم حواء حسين محمود علي نائلة اسماعيل سارة حسن عبدالله (اسم الوليد مع ثلاثة أجيال=15).
‌أ-4- عدد الأسماء في الحد النوني+1 = 2 أس (ن) مطروحاً واحداً من القيمة. وهكذا تقفز الأسماء في متوالية هندسية التي ابتدأت باسم واحد فقط للأب واسم واحد للأم في جيل البدء، إلى 3 إلى 7 إلى 15 إلى 31 إلى 63. وهو ما يسبب عبئاً في التسمية.
‌أ-5- بل من الصعب معرفة من أين أصل إسم الأب أو الأم الوارد في الإسم وهو يجتاج إلى نظام مصفوفات معقد للتعريف على الإسم.
‌أ-6- إضافة إلى أنه من الصعب استرجاع المعلومات المتعلقة بالسلالة، وهي ضرورية لدراسة الصحة العامة لأفراد اي مجموعة ما مثل وجود أمراض وراثية، وجود قابلية لأمراض وراثية.
‌أ-7- لذا فهذا الاختيار من الناحية الشكلية أي حتى قبل الدخول في دراسة المضمون، نقول هذا الاختيار الأسوأ،وإذا ماتم تبنية فعندما تسأل أي فرد عن اسمه فسوف يعطيك قرص كمبيوتر مرن للإجابة على السؤال. وعلى هذا لم يتبقى أمامنا إلا الاختيارين ب، ج.

9.2.2. بين الاختيارين (ب) ، (ج)

9.2.2.1. علينا وضع الحيثيات التالية في الاعتبار:
 الأمومة ثلاثية، أمومة البويضة، وأمومة الرحم وأمومة الرضاعة، بينما الأبوة أحادية.
 علاقة الأمومة في طبيعتها أعمق من علاقة الأبوة، فارتباط الأم الشعوري بالمولود يبدأ مبكراً منذ الرفصات الأولى للجنين، بينما الأب يشعر بالطفل في النصف الثاني من العام الأول من عمر الطفل.
 الأم بحاجة إلى رعاية هي وجنينها ووليدها، ففترة الحمل هي وهن على وهن.
 إذا أسمنا الطفل لأمه، فسيتنصل الرجل من مسؤولياته نحوها ونحو المولود. سيتمتع ثم يتركها. أما عند تسجيل الطفل باسم الأب، فستناديه، تعال تحمل مسؤولية أولادك.
 إذن هنا حدثت مقايضة. يتم تسجيل الطفل باسم الأب، مقابل أن يتحمل هو مسؤوليتها ووليدها كاملة، حتى الرضاعة وهي عملية بيولوجية محض، لها أن تطلب أجر مقابل إرضاعها للطفل. والمرأة بحاجة إلى هذه المقايضة، فهي في وضع ضعف وبحاجة إلى من يرعاها.
 كما أن هذه المقايضة لا تتدخل في حق الأم، بل إن حق الأب هو أمر مترتب على رعايته للأم. ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن. ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً.

9.2.2.2. أود الإجابة على الأسئلة التالية: هل الأفضل أن أسمي الطفل باسم الأم ونتركها بلا رعاية (الاختيار ب)، أم نسميه باسم الأب وفي المقابل يتحمل مسؤولية الأم والطفل (الاختيار ج).
 وفي الوضع ب تنشأ حقوق للأب جديدة نتيجة تلك الرعاية.
 أيهما أفضل لاستقرار الأسرة، في هذا الصدد (الاختيار ب) أم (الاختيار ج)؟ في هذا الصدد علينا مراجعة أبحاث علم النفس الاجتماعي وعلم الاحتماع عما يسمى بالأسر المرؤوسة بالسيدات Women headed families، وهي أسر لمطلقات تركهن الزوج ويقمن برعاية الطفال، أو أسر لحالات إنجاب دون زواج. وكيف أن الغالبية من انحرافات الأحداث تحدث في تلك الأسر. هذه الدراسات أجريت في الولايات المتحدة بالذات وفي أوروبا الغربية.

9.3. النتيجة:

يبقى نظام التسمية باسم الأب (الاختيار ج) هو الاختيار الأمثل من حيث:
الشكل، فهو نظام سهل الاستخدام (يتساوى مع الاختيار ب).
يسهل عملية استرجاع المعلومات، فيما يختص بدراسة المجموعة السكانية (يتساوى مع الاختيار ب). لكنه يتفوق على الاختيار ب في النقاط التي تلي.
يكلف الرجل برعاية الأم، فهو يراعي الطبيعة البشرية ضعف المرأة في فترة الحمل.
يحافظ على التماسك الأسرى ويعمل على حماية الأسرة، وبالتالي رعاية الأجيال اللاحقة Progeny، وحمايتها هذا الأجيال من الانحراف من خلال التكليف برعايتها. وهنا مثال لعملية تفصيل القواعد الشرعية على فطرة الأشياء.

9.4. التحدي:

والآن لتدعو أي واحد من يشاء من الخلق، بغض النظر عن ملته ودينه واعتقاده، غير المدعو فقط هم جماعة: معزة ولو طارت (أو ما سميناهم مجموعة 5=1)، ونسألهم: أي من الاختيارات الثلاث في التسمية هي الأقوم؟

10. فهم المرء لكتاب ما أو لظاهرة ما، تتوقف تركيبتة المعرفية Schemata. وهو أمر بديهي، وإن غاب عن بالنا أحياناً، فالتركيبة المعرفية للفرد هي التي تقوم بمعالجة المدخلات.
أ‌- ملايين الناس تحمموا ورأوا أجسامهم مغمورة في الماء، ورأوا الماء ينسكب من الوعاء (الطشت أو البانيو)، ولم يروا معنى لذلك. لكن وجد فيها أرشميدس الحل لمشكلة معرفة معدن التاج. فقفز من حمامه صارخاً وجدتها وجدتها. ولليوم ندرس قاعدة أرشميدس.
ب‌- ملايين رأو التفاحة تسقط ولم يروا أكثر من المدرك الحسي الذي أمامهم. لكن عندما رأى نيوتن التفاحة في يوم ما فتح الله عليه بقوانين الجاذبية.
ت‌- بل إن مئات العلماء رأوا البوصلة تتحرك عند مرور تيار كهربائي في سلك معدني، أورستد قطع محاضرته عندما شاهدها، مضيفاً إلى البشرية فصلاً مهماً في العلاقة بين المجال الكهربي والمجال المغناطيسي.
ث‌- طالب مراهق في الثانوية، أسئلته كثيرة، والمعلم يريد أن يوزع وقته بين الطلبة، فأعطاه سؤال قال له إجمع لي من الأعداد من 1 إلى 100. عله يلهيه به بقية وقت الحصة. في دقيقة حل الطالب المسألة بأن وضعهم تصاعدياً ووضعهم تنازلياً وجمع التصاعدي والتنازلي وكان مجموع الجميع 100، من خلال قانون وضعه لحظتها. ذهل المعلم من هذا الإنجاز لقد فتح بهذا فصلاً جديداً في الجبر وهو جمع المتواليات والمتسلسلات. أتعرفون من هو، إنه العبقري الرياضي الفيزيائي الألماني جاوس Gaus.

ج‌- لذا عندما يقول لي فرد ما إنه لا يرى أي شيء في كتاب الله، فأعرف أنه محق فيما ذهب إليه. لأن فهم النص يختلف بتركيبة الفرد المعرفية، ولا بد من تأهيل التركيبة المعرفية حتى يرتفع عن صفر سلم الفهم ومن ثم يستطيع.

ج‌-1- سلم الفهم Scale of Comprehension لأي نص يبدأ من الصفر، ولا سقف له (سقفه مستوى مخزون المعرفة البشري).
ج‌-2- صفر السلم: حمار يحمل أسفارا،
ج‌-3- وسقف السلم (ولنرمز له بالرمز س) هو دالة لثراء التركيبة المعرفية للبشرية،
ج‌-4- ويرتفع سقف السلم كلما نما وتطور المخزون المعرفي للبشرية.
ج‌-5- مدى السلم يغطي الفاصل [0،س).
ج‌-6- وهو ما أشار إليه أخي الكريم البروفسور عبد الستار قاسم برؤيته الثاقبة في ميثاق التجمع العربي الإسلامي الذي اقترحه، حيث أشار إلى ثبات النص القرآني وحركية الفهم الإنساني له. وأعتقد أن البعض سيسيء فهم هذه النقطة عند أخينا الكريم البروفسور عبد الستار. وسيتكلمون عن تدليس في معاني القرآن، لعدم درايتهم بطبيعة الأمور.

ج‌-6-أ‌- اليوم نحن نرى أن أمريكا منهكة، ولا تستطيع ضرب أيران، ومع ذلك فمن الممكن أن تتحرك الإدارة الأمريكية في لحظة يأس مستفحل أن تقوم بضربة يائسة. والبعض يقول إنها ستضرب. يعني الناس لا تعرف على وجه اليقين هل ستضر أم لا، فما بالك في يوم قمة الانتصار الفارسي على الروم تأتي آية لتقرر حقيقية استراتيجية غيبية هامة وهي: "غلبت الروم في أدنى الأرض (حقيقة كينونة قائمة) وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين (صيرورة في نقطة زمنية مستقبلية محددة وهي أقل من بضع سنين)، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون"، وتتحقق هذه النبوءة تاريخياً. لا يمكن أن تكون هذه الجملة إلا صادرة عن علام الغيوب الذي يرى تلك الصيرورات كينونات. عندما يقرأ إمرء عاقل هذه الآية يحس بالاندهاش والارتعاش أمام عظمته. وقد يقرأها آخر فلا يكتشفها، وقد يقرأها ثالث يقف عن درجة الصفر في السلم، فلا يرى شيئاً فيها.

ج‌-6-ب‌- القسيس الكندي الذي اسلم أخيراً، أحد الأشياء التي أدهشته في القرآن: سورة المسد، التي نزلت في حياة أبي لهب، والتي توثق حقيقة صيرورته أنه من أهل النار. عاش أبو لهب بعدها سنين، لو نطق أبو لهب بالشهادتين ولو رياءاً، لأصبحت الآية غير صادقة الحكم، وبالتالي تمكن من الطعن في القرآن. لكن هذا لم يحصل، لأنه ما كان يمكن أن يحصل في ظل مصير أبي لهب وقد تحددت صيرورته وهي كينونة قائمة معروفة لعلام الغيوب. كثيرون يقرأون الآية ولا يحسوا بالاندهاش.

ج‌-6-ت‌- آية من كتاب الله تتناول مجال علم الأجنة Embryology: "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين".
ج‌-6-ت‌-1- المصطلحات العلمية المستخدمة اليوم تتكلم عن الزيجوت، عمليات التفلج والتبطين كمراحل في نمو الجنين.
ج‌-6-ت‌-2- استخدام نفس المصطلحات الفنية المعاصرة في النص القرآني تسمى المصداقية الظاهرية Face Validity، وهي ليست مصداقية حقيقية كما يعرف كل علماء القياس والتقويم والعلوم الاجتماعية. المهم هو ما يسمى بصدق المحتوى Content Validity والتي سأقوم بشفافية أمام جمعكم الكريم بوضع صدق المحتوى على المحك.
لا يوجد إسم يوحنا في القرآن، لكن القرآن تكلم عنه. الإسم العربي وباللغات السامية ليوحنا هو يحيى. وعندما تم تسجيله (توثيقه) باليونانية، حيث يضاف المقطع إس للإسم مثل أوف بالروسية، فنقول محمدوف. كما أن حرف الحاء غير موجود في اللغة اليونانية، فتحول إسم يحيى في القالب اليوناني إلى يوهانيس. وعند تعريب الإسم أزيل القالب اللغوي اليوناني، فأصبح الإسم يوحنا، وهو ابن سيدنا زكريا.
ومنه تم اشتقاق الأسماء التالية مثل: يوهان Johan وهانز Hans ويوهانيس Johannes باللغة الألمانية واللغات الاسكندنافية. وجون John وجونز Johns في اللغة الإنجليزية.
لذا من السخف نفي تناول القرآن ليوحنا بحجة أن الإسم يوحنا لم يرد في القرآن، فهو اعتماد للمصداقية الظاهرية على حساب صدق المحتوى، فصدق المحتوى هو الفرد بعينه أي ابن زكريا معاصر المسيح عليه السلام. وأبوه النبي زكريا عليه السلام الذي رعى مريم أم المسيح عليه السلام، والذي كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا. وكان حافزاً له ليدعو ربه بأن يرزقه ولد، فكان بالإسم العربي يحيى أو بالإسم المعرب يوحنا.
ج‌-6-ت‌-3- سأضع النص القرآني باللون الأحمر، وفهمي العلمي لما يعنيه القرآن بالأزرق، وما يقوله العلم بالأسود أي الحقائق العلمية المرتبطة بالموضوع.
ج‌-6-ت‌-4- ثم جعلناه نطفة (خلية) في قرار مكين، أي ليس سهل التخلص منها. العلم يقول إن هذه الخلية (الزيجوت) في قناة فالوب لا يمكن التخلص منها بسهول مهما قامت المرأة من عمل شاق، مقارنة بالجنين في المرحلة اللاحقة.
ج‌-6-ت‌-5- ثم خلقنا النطفة علقة، مادة صغيرة عالقة في المكان. علم الأجنة يقول إن البويضة الملقحة تنتقل من قناة فالوب Fallopian Tube إلى الرحم حيث تعلق وتتغذى على السوائل في جدار الرحم وتبدأ ما يسمى بمرحلة التفلج والتبطين. فتنقسم الخلية عدة مرات لتكون كتلة لحمية معلقة في جدار الرحم. في هذه المرحلة إذا كانت المرأة هزيلة، يمكن للجنين أن ينزل، لأن الجنين لم يتطفل بعد بقوة على الأم. وفي هذه المرحلة يمكن للمرأة التي لا ترغب في الجنين أن تسقطه من خلال أعمال عنيفة مثل تمرينات رياضية. في هذه المرحلة يمكن أن يتم الإجهاض عن طريقة زيادة تقلص الرحم، باستخدام أدوية (مثل هرمون الأوكسيتوسين Oxytocin)، لمعاكسة فعل البروجيستيرون وهو الهرمون المهدئ للرحم ليعطي الفرصة للعلقة لتبدأ تأسيس علاقة مع الغشء المخاطي للرحم.
ج‌-6-ت‌-6- فخلقنا العلقة مضغة، وهو مرحلة من حياة الجنين قبل بين العلقة وظهور الهيكل العظمي حسب النص القرآني. يقول علم الأجنة أن العلقة تبدأ في تأسيس علاقة طفيلية على الأم من خلال أوعية دموية وظهور المشيمة. وإذا تم إجهاض في هذه المرحلة فهو إجهاض حقيقي، وتحتاج الكثر من النساء اللائي يقمن بها إلى عملية تنظيفات، تظل تأثيراتها ربما مدى الحياة، مثل زبادة حجم دم الدورة بالنسبة لما كان عليه قبل الإجهاض، أو زيادة مدتها أي تصبح 4 ايام مثلاً بدلاً من يومين إلى ثلاثة. في هذه المرحلة يكون الجنين لم يعد مجرد كتلة لحم، بل حصل أو تغاير وظيفي لخلايات الكتلة اللحمية، وتبلورت لدينا 3 طبقات وهي الخارجية Ectoderm والمتوسطة Mesoderm والداخلية Mesoderm. كل واحدة من الطبقات الثلاث ستعطي أجهزة محددة. في هذه المرحلة لا يوجد لحم أو عظم أو أعصاب. لأنها لم تتكون بعد فكل طبقة من هذه الطبقات ستعطي أجهزة ما في جسم الإنسان، فالطبقة الخارجية ستعطي الجهاز العصبي والجلد، والطبقة المتوسطة ستعطي الجهاز العضلي (اللحم)، والطبقة الداخلية ستعطي الأغشية المخاطية.
ج‌-6-ت‌-7- فخلقنا المضغة عظاماً، فكسونا العظام لحماً. أي أن تكوين الجهاز العضلي لا يسبق تكوين الجهاز العظمي. فالعظمة مرتبطة بالعظام من خلال منبتها Origin ونهايتها Insertion. ويتم عمل العضلة من خلال ثبات عظم منبتها وتحريك عظمة نهايتها.
ج‌-6-ت‌-8- ثم أنشأناه خلقاً آخر.وهو يعني أن يتم بعدها نقلة نوعية في كينونة الجنين. أي عمله بني آدم بتكامل أجهزته الأخرى وصورته.
ج‌-6-ث‌- أمام هذا التجمع من العقول في واتا، أقول وأنا أتخيل لدينا علماء وأطباء ما يمر أمام ذهني هذه اللحظة د. فضلون والدكتور أبو الرب، أود أن أسأل:
ج‌-6-ث‌-1- هل فهمي للآيات (وهي مكتوبة بالخط الأحمر، وفهمي بالخط الأزرق)، صحيح أم أنني أتقول على الله؟ أرجو أي واحد أن يداخل في الموضوع حتى أفهم إن كنت على خطأ في فهمي.
ج‌-6-ث‌-2- هل الآيات الواردة مفصلة على حقائق العلم الذي تم اكتشاقة في العصر الحديث أم أنها مجرد محاولة تلفيقية لإلصاق علم بالقرآن؟

11. المسلمون بحاجة إلى إنشاء كلية للعلوم القرآنية، أي يكون محور الدراسة فيها القرآن الكريم، مع منظومات معرفية مرتبطة بالقرآن الكريم، ليس من الضروري أن يتم تصنيفها وفقاً للتصنيف القائم لمخزون المعرفة البشري، بل ربما تحتاج إلى إعادة تصنيف. والذي يقبل فيها لا بد أن يكون من الأقسام العلمية. كما أنه ممكن للكلية أن تمنح كمخرجات العلوم القرآنية كتخصص رئيس وتخصص فرعي.

اللهم إن كان اجتهادي صواب فهو هداية منك وحدك، وإن كان غير ذلك فمني.
اللهم أنر بصيرتي، عليك اتكالي فلا تتركني لنفسي لحظة وإن كانت أقل من طرفة عين.

وبالله التوفيق،،،

مروة متولي
21/10/2007, 09:32 AM
جواد الشيتي
لقد ضيعت وقتي في قراءة مقالك عديم الاهمية و عديم الفائدة
انا اكرة جميع من يحاولوا تشويه صورة العلماء لمجرد ان يلفتوا الانظار اليهم
و بالنسبة لردك علي العضو الاستاذ طه خضر يجب ان نضع في الاعتبار ان الاهتمام بالمضمون اهم من الاهتمام بالمظهر الذي تنظر انت اليه في الغالب

مروة متولي
21/10/2007, 09:32 AM
جواد الشيتي
لقد ضيعت وقتي في قراءة مقالك عديم الاهمية و عديم الفائدة
انا اكرة جميع من يحاولوا تشويه صورة العلماء لمجرد ان يلفتوا الانظار اليهم
و بالنسبة لردك علي العضو الاستاذ طه خضر يجب ان نضع في الاعتبار ان الاهتمام بالمضمون اهم من الاهتمام بالمظهر الذي تنظر انت اليه في الغالب