المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخر الأشياء



عزوز عقيل
04/10/2007, 10:54 PM
أخر الأشياء

_________________________ بقلم : عزوز عقيل _____
يا آخر الليل توقف كي لا تراني العيون ، يا آخر الصمت أصرخ كي أنتفض من آخر العمر كانت عيون الليل تحرسني من وجع المدينة ونسمات آخر العمر تجيء محملة بكتابات عاشق لم يراني ، هم الجبناء أسقطوه من آخر الماضي كي لا يجيء هنا، آخر الأساطير قالت للريح رائحة الجنة وللشعر تسبيحة من ثنايا الوجع " عزوز " يا ولدي موجة والبحر لم يعد مالحا تفاصيل الحكاية قالها شيخ مكث صمتا نصف العمر ، زينب كانت تعشق البحر ، تهوى الصمت ، تخاف الليل ، أخر الوجع لم يأت وزينب العمر لم تفهم يا ولدي تفاصيل الحكاية وسنابل القلب تحاصرها مناجل العمر .
كان اللقاء الأخير ، المدينة هادئة والبحر هذا العام لم يأت عرافة الحي قالت فناجين العمر تحاصرها كؤوس العشق وزينب صامتة حالمة لم تدرك أنهم أسقطوها من آخر صفحات العشق تنهدت عرافة الحي وراحت تقول خيوط دخان،،، خيوط دخان ،،، رعشات الجسد أيقظت زينب من غفوتها لتواصل ركضها خلف العمر الآتي وشعرها الليلي تعبث به نسمات الليل.
02
آخر الواقفين كان يحرق أيامه يحرق أشياؤه يحرق ما تبقى من العمر عيون الحي تراقبه والنافذة هذا المساء لم يتسلل منها الضوء عيناه آخر ماتبقى من جسده ، تلويحة بيده فتحت نوافذ العمارة ، إلا التي كان يريد عيون بائعات الجسد كانت تأكل جسده تهزم خطواته لم يعد ذاك الطفل العاشق ، كل النسوة لوحن له كي يصعد ليدفئ هذا الجسد الذي يأكله البرد عجوز الحي جاءته راكضة كي تعرض عليه أجساد اللواتي عندها شابت وجهه حمرة الخجل ، لم يجد أمام إلحاحها سوى الانهزام ، ثم راح يتبعها بخطوات شبه مهزومة لم يشعر إلا وبقايا من الحلم تطارده سهام الذي وعدتها بأن لا تخونها .....كاد يختنق لولا صوت تلك العجوز التي قدمت له فنجان القهوة وقالت له أي جسد تريد وأرسلت قهقهة لا بدا وأنك تحب الأجساد الطرية ، وراحت تنادي بصوت شبه مبحوح سهام ...سهام ...كان آخر الأشياء التي يسمعها قبل أن يستفيق من غيبوبته .
03
بداية الزخات أنثى وآخرها قطرة ندى ،كان يكتب آخر العشق وكانت تشرب حزنه تغسل خطاياه ، وردة العمر تستحم بدمه الليل سلطان والمدينة آخر ضحايا رجل طاردته الكراسي والمومسات، فنان المدينة يحلم بأن يرسم قطعة خبز لأطفاله الجياع والمومسات يغزون المدينة يطلق الفنان صرخة "بولقازال " امرأة تطاردها لعنة الذين فضوا بكارتها ،، رجال الحي أمسكوه بينما في الضفة الأخرى كان الحفل على وشك الانتهاء .







_________________________
* بولقازال : الاسم القديم لمدينة عين وسار

الحاج بونيف
04/10/2007, 11:02 PM
أخي عزوز عقيل السلام عليكم وأهلا وسهلا ..
كما عهدناك دائما تكتب القصة بشعرية متميزة .. مررت من هنا لأسلم .. وسأعود.. تحيتي الخالصة.

عزوز عقيل
04/10/2007, 11:28 PM
أخي عزوز عقيل السلام عليكم وأهلا وسهلا ..
كما عهدناك دائما تكتب القصة بشعرية متميزة .. مررت من هنا لأسلم .. وسأعود.. تحيتي الخالصة.


شكر على المرور الجميل وساكون سعيد لملاحظاتك القيمة فلا تبخل بها علينا دمت أستاذنا الفاضل

الحاج بونيف
05/10/2007, 08:30 AM
أخي عزوز بصدق لا أستطيع أن اسمي هذا الأبداع الرائع سوى بالقصة القصيدة..
بداية الزخات أنثى، وآخرها قطرة ندى..
كان يكتب آخر العشق..
وكانت تشرب حزنه..
سلمت أناملك .. ودمت لنا مبدعا متميزا..

عزوز عقيل
05/12/2008, 06:26 PM
الأخ والأستاذ الفاضل بونيف الحاج دمت متألقا.... وهنيئا برواية الكرسي التي تعتبر فتحا روائيا وساريا وجزائريا وعربيا، وفقت