المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظة تأمل



محمد نجي
10/11/2006, 10:28 PM
جلس أمام شاشة الحاسوب يتسلى بالمحادثة مع أصدقائه عبر الماسنجير في انتظار المفاجأة. انغمس في حوارات حول مواضيع متنوعة. ظل ينظر إلى هاتفه الثابت يترقب رناته. غزته حمى هذيانية كمن شعر بلحظة حب احتضرت فيه لحظات اللامبالاة تجاه

مواضيع الجمال. أحس بزمان عسير استبد به. بين الفينة و الأخرى، كانت نظراته

تخترق لجة من الكتب نفض عنها طبقات من غبار النسيان، تشكلت عليها منذ حصوله

على الشهادة الجامعية. كان على وعي أنه في حاجة إلى آلة حفر حادة كي يجعل طبقات

النسيان السمكية المكسية لمضامين الكتب تتناثر هناك و هناك . بنى أحلاما وردية

بعد تتويجه في الجامعة بميزة. برج الأحلام الذي تشكل لديه ظل يعتبره سفينة نوح

شراعها الأمل الذي نسج بعمق في لا شعوره. ظل يجدف مركبه في وداعة يغازل بها

الحكمة يعتبرها بوصلة ذهنه الشارد بين متاهات حياة تكاد تضيع فيها حقيقة

الوجود. يعدها بأنها سوف تكون من نصيبه. يخدمها بعزم كعزم سليمان الحكيم. يحلم

بأن يعيد ترميم صرح محبوبته حتى يصبح ممردا من قوارير. رأى بأن يجعل من هذا

الصرح منارة يقتفي من خلالها كل عابر سبيل أثر مسيره كلما وجد نفسه في مفترق

طرق. هكذا نمت علاقة ود و إعجاب بينه و بين الحكمة منسوجة بخيوط حريرية تشع

برغبة الغوص في أعماق شتى متونها. لجة الأسفار التي تكاثفت أمامه في طقس قرائي

مسترسل، غذت فيه روح التأمل في الوجود. أحس أن مضامينها تراصت ثم تداخلت في

ذهنيته بعدما حصل بينها سجال بعده نما حوار عميق أصيل. ظل يحس بداخله بدبيب

أفكارها تتجاذب أطراف الحديث، مشكلة محاورات ذكرته بمحاورة الكراتيل و سؤالها

العميق " هل اللغة تقول الحقيقة؟" كانت تغمره النشوة و هو يراقب هذا الاستشكال

الفكري الذي نما في كيانه في جو نوراني مشرق. عزم على الإنصات له بعدما دعي

إلى أروقة محبوبته ينعم بمفاتن متونها. ظلت تحضن ذهنيته بعصارة مجدها

التاريخي. يستحم في ينابيعها المتدفقة في صبيب تارة يكون منتظما و تارة يظهر

وفق مسحة يخيل للمرء أنها فوضوية التشكل. لاحظ باستغراب أن بعضا من الأروقة

المعروضة يحرصها حارس ذو غلظة و شدة. يراقب صبيب التدفق بصرامة. يحمل في

بنانه مقياسا غربيا. شمله ارتياح و هو يستعرض هذه الأروقة محاولا اختراق جدار

الصرامة للأروقة المشيدة. يحلم بتفكيك طبقات كل صرح مرمرم. في لحظة ما من

تفكيره العميق و استبصاره الفجائي، دخل على حين غرة و بدون أن يشعر رواقا كتب

على بابه العريض " مرحبا بك في عالم المثال و البداهة". رأى شخصين و هما يطيران

على بياض غمام كتب عليه بحروف بارزة" لا يدخل هذا الرواق إلا من كان رياضيا"

على جبين أحدهما كتب باليونانية " أفلاطون" و على جبين الثاني كتب بالفرنسية "

ديكارت" . حينها فهم جدوى دعوة محبوبته له لدخول هذه الأروقة المعروضة في أزهى

حللها. أحس بدهشة بلقيس إذ رأت عرش سليمان مكلم النمل. زاد من صقل أدوات بحثه

بعد هذه الدهشة المستطيرة. دنا من مستضيفيه اللذين دخلا معه في حوار معاكس و

غير منسجم. عندما طفق الشخصان يستعرضان خصائص صرحيهما والفخر يغزوهما باطراد،

كان هو يستذكر، يحلل، يفكك و يحفر. بمنهجه الخاص و الثاقب، وضع يده على مكمن

ضعفهما. تساءل متعمدا إظهار التأتأة والاضطراب كطفل ولج أول مرة حجرة الدرس.

- " بعد تحية الإجلال أيها السادة، هل تسمحا لي بدعوة كريمة أوجهها لفضيلة

صاحب رواق النقد الخالص كي ينضم لندوتنا ؟"

- أضاف وهو واثق من نفسه.

-" لقد رأيته للتو وحيدا بصدد ترميم صرحه الذي أحسبه أكثر جمالا من صرحيكما."

عندما التفت الأستاذ إلى محاوريه، وجدهما في أشد لحظات الانفعال. وجههما ملئ

احمرارا و احتقانا بلهيب الغيظ المفرط. اعتذر الأستاذ السليط اللسان و اكتفى

بالقول

- " معذرة أيها العظام. هل أخطأت معكما في شيء " أضاف في أسلوب دارج " السفة

لهذ ألفه "

تظاهر بأنه غريب مثل "يتيم في مأدبة لئيم". تحامل على نفسه متظاهرا بإصلاح

موقفه ثم قال :

- "إن وجودي بينكم أيها العباقرة الغرض منه هو تعلم فن الصرامة من أروقتكم

المهيبة."

عندما وجد نفسه إلى جانب مبدع رواق النقد، غير من موقفه فجأة و دون سابق

إعلان ثم دنا من مضيفه الجديد. على لوحة عريضة تقاس أبعادها بالسنة الضوئية،

عرض صرح النقد البهيج. اندهش الأستاذ من شكل البناء الشبيه بلوحة الشطرنج ثم

طاف في أروقته مديرا ظهره لمن تشنجت أعصابهما و اللذين كادا أن يستقطباه بتنويم

البداهة و المثال. زار رواق النقد الخالص، رواق نقد العمل ثم طاف في أرجاء رواق

نقد الحكم. أعجب بمنهجية العرض ، حفاوة الاستقبال و جرأة الموقف المنفتح على

العقل، الحس و الوجدان. حسب نفسه يعيش لحظة جمالية خارقة. اكتشف أن وعاء ذهنيته

يغمرها سيل من الأفكار دعته إلى تعلم فنون السباحة من جديد بعيدا عن قواعد

المنهج و فن الجدل. كانت معشوقته تتراءى له مثل يمامة مهاجرة تبحث عن مكان

يناسب رغباتها الموسمية. تمنحه حرية اختيار منهجية الطواف في الأروقة. تكتفي

بتوجيهه ببعض الإرشادات و العلامات بدلالة طقس المواسم. "حذار من الترحال و

الغوص عن غير علم." هي المقولة التي ظل يفككها. بدد الإعجاب عن قناعة بالصرحين

السابقين. اقتنع أنهما هشان مثل قارورات الزجاج. شفافيتها الواضحة تسمح بتسرب

الضوء في سهولة لتكشف عن لغز بنائها العقيم. السفر الحالم الذي أخذه إلى عالم

رواق النقد، اعتبره نقطة انعطاف في مسيرته الفكرية. فتح له مسارا رمى به في

متاهات و دروب قدمت له على طبق من ذهب. خشي في هذه اللحظة أن يكون ضمن قائمة

المبحوث عنهم بعدما تمرد على صرح المثال و البداهة. أحس بوجل شديد و طفق يفكر

في طلب اللجوء كي يحتضنه رواق من الأروقة المشعة حكمة وانفتاحا. خاف على نفسه

أن تجهض فيه هذه الصحوة التي أهداها له بسخاء رواق النقد. في تلك اللحظة، تذكر

مصير صاحب رواق التوليد ثم قال في حسرة :

- " آه ثم آه يا مولد الأفكار كم كنت شجاعا و مسالما في نفس الوقت."

- تنهد قليلا كي يستجمع أنفاسه ثم ندب ندبة اهتزت لها أركان الأروقة التي

استضافته.

-" وا حكمتاه. أيعقل أن يعدم من ضرب برجله كوكب الأرض حتى اهتز راثيا ثم صرح

في جرأة نادرة " و رغم ذلك فهي تدور !!!"

بعد هذه الندبة، انهمرت عيناه عبرات ثم بكى رائدا الصحوة الفلسفية اللذان ضحيا

بمصيرهما في سبيل الحقيقة المنفتحة كي لا تضيع في مخادع التضليل و السفسطة.

اقشعر جلده عندما تخيل تلك اللحظة التي دنا فيها السجان من سقراط كي يناوله سم

"الشوكران" الناقع . تعجب من جرأة موقف سقراط الذي صاح في وجه الأصدقاء

المؤازرين له. تذكر ما صاح به في وجههم " أيها الأغبياء أتدفعون الرشوة مقابل

حفظ حياتي التي هي إلى زوال ؟". تذكر آخر مقولة فاه بها الحكيم الشهيد

مخاطبا الحضور الذي شهد المأساة "افرحوا إنكم توارون في التراب جسدي فقط". رثا

الأستاذ الشهيدين ببيت شعري حيث أنشد.

إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن يموت الإنسان جبانا.

أحس بالحياة تسري من جديد في عروقه التي كاد أن يخرقها الوجل. خاطبته المعشوقة

من هناك و هي تطوف به في الأروقة.

- " هل أخذت ما يكفي من جرعات الشجاعة الأدبية ؟"

- قال في صوت خافت " اخفضي صوتك أيتها البلهاء- معذرة أيتها الحكيمة - دعني

استكمل رحلتي في غفلة من هؤلاء المارقين. إني أشم رائحة عطر جديد يبعث رغبة

البحث و يولد دهشة عارمة هناك في ذلك الرواق المجهول / المفتوح." قهقهت

محاورته في لطافة مثل غادة مسلولة تدعو محبها إلى جولات و مغامرات تطوف به في

غيابات العشق المشع. ترتدي فستان الساتان الحريري الشفاف. تدعو الناظر إلى

السفر البعيد. تطوف به في أروقة حدائق غناء تسر الناظرين. تراءت له من بعيد

أروقة لم يستطع أن يحصيها عددا. على كل الأبواب، تشكلت أوراش تشير كلها بأصابع

الاتهام إلى رواق المثال و رواق البداهة. في كل ورش يظهر عمال مجندون للخدمة.

من رؤوسهم، تنبعث آليات البحث المنفتح : معاول الحفر و أدوات التفكيك تشبه ما

يستعمله الكهربائي في تمديد خيوط الكهرباء كي تبعث النور بما يكفي في فناء ظل

كالحا يستضيء بنور قنديل خافت. لعبت الرياح بالألسنة المنبعثة منه. ألاوراش

كلها تريد أن تحدث فالقا عموديا في صرح المثال و البداهة التي بناه أفلاطون و

ديكارت من الإسمنت الفكري المسلح. كي لا يعطيا فرصة الاختراق للقصف بصواريخ

النقد الموجهة بأشعة المنهج المعاصر.

في تلك اللحظة، بدأ يلمس أطرافه، يتحسس وجوده. يشك في لحظته. عاد من سفره

الحالم.

فجأة، رن الهاتف. تردد قليلا قبل أن يمسك ببنانه السماعة. كان على يقين أن

المفاجأة تحملها المكالمة. بجرأة واثقة اكتسبها من مقولات سقراط و مواقفه، عزم

على كشف الغطاء عن نتيجة الانتقاء. رد على الرنة التي صعقته والتي أرغمته على

تأجيل الحلم قائلا في عبارة خجولة.

- " الو من معي ؟"

- " أهلا بك أستاذ أنا الدكتور عبد الرحمان "

قال الأستاذ و هو يرد على التحية.

- " خيرا إن شاء الله"

رد محاوره قائلا :

- " اسمك لا يوجد ضمن لائحة المنتقين"

- أضاف المحاور قائلا و هو ينوي التخفيف من وطأة الصدمة.

- " للزمان مسرات و أحزان."

قهقه الأستاذ ثم ختم طقس المكالمة قائلا :

- " لا تنشغل بالأمر معشوقتي علمتني جرأة الموقف "

رجع إلى عالم الأروقة التي انتظمت على مكتبه في انتظام غير مرغوب فيه. على

يمينه يرى الآن أروقة زاهية تليدة. منها تخرج براعم الأروقة التي كان في

حضرتها. كان يشرف عليها حارس حكيم كتب على جبينه " لا نستحم في النهر مرتين"

حرص على أن تكون هذه الأروقة الطبقة الأولى في وعاء ذهنيته الذي ازداد حجما

بولوجها. كان يرغب في أن تكون هذه الطبقة الأولى أساس الطبقات التي ستلي في

بناء صرح جديد مغاير لصرح المثال و البداهة المتينين.

انخرط في جو تأملي من جديد. تسارع عنده إيقاع الحسرة التي بعثرت أحلام اليقظة

عنده في الأثير. تشابه الموقف عنده بلحظة إعدام سقراط. ود أن يستأنف صحبة

عشيقته الصولة و التجوال في الأروقة كي يحكي عن معاناته كلها. لم يجد إلا

معشوقته التي ترشده إلى الصواب. شكا إليها لواعج الفكر و الوجدان. همست في

وعاء ذهنيته بعدما نظر عن يمينه وعن شماله فلم يجد إلا دبيب الأفكار

المتحاورة. قالت الحكمة العاشقة و المعشوقة " بارمنيدس و هيراقليطس هما

الفيلسوفان الحكيمان لأنهما لم يمتهنا حرفة الاسترزاق بالدرس الفلسفي." عقب

على مقولتها " سقراط ضحية السفسطة و أنا ضحية الكتابة الرياضية". ظلت العبارة

مبهمة. بزغ طيف ديكارت فجأة و من جديد التمس منه شرح هذه المقولة على عجل

بعدما أثارت زوبعة ذهنية لديه. جال الأستاذ في مؤلفات الفيلسوف الحديث

بسرعة خارقة ثم صاح في وجهه " ألم تقل إن اليقين مسكنه الأرقام الرياضية ؟"

قهقه الفيلسوف الواثق من بنيان صرحه المشيد ثم قال في نبرة فيها جد و هزل :

- " بلى أيها الغبي؟ "

تشنجت أعصاب الأستاذ بعدما خوطب بسوء اللياقة ثم أحس بالقرف و رد على

محاوره

- " أنا ضحية بداهتك و يقينك الرياضي."

احمر وجه طيف ديكارت عندما أحس أن صرحه يكاد يخترقه من حسبه إنسانا بسيطا لا

يمتك كفايات التحليل المنطقي الرياضي الصارم ثم قال في نبرة قاسية :

- " هات ما عندك أيها السوفسطائي اللئيم."

علق الحوار مع هذا الطيف المخيف و لم يهتم الأستاذ بتقديم الأدلة على كلامه.

فضل نسيان لحظة المكالمة التي حملت معها إعدام أحلامه. رد على نفسه قائل :

- " اهدئي إنما حلم الانتقاء هو الذي سوف يوارى تراب النسيان. أما همة طموحك

فقدرها هناك مكينة"

قرر أن لا يسمح لهذه اللحظة اليائسة فرصة التسلل إلى شعوره و هي تحاول أن

تخترق جدار الجرأة المنفتحة على كل الاحتمالات. اقتنع بمقولة الحكمة التي استحم

بها و طهرته من شوائب اليأس و ضيق الأفق . ارتاح لهذا الموقف و بدد الزوبعة

الذهنية التي جاءت كعاصفة صحراء قصفت إرادته بوابل من قنابل اليأس المحرقة. غذى

بطارية الإرادة و الجرأة عنده بزيادة في كمية غرامه للحكمة و اعتبرها غاية

جمالية مستقلة عن كل نزوع أو لذة مادية. قرر أن يؤمن لذاته زاد المسيرة. ضالته

الحقيقة بما هي انفتاح و حرية. أحس أنه يعيش في صميم الوجود. من جديد و عن

غير قصد، استعاد لحظة رنة الهاتف التي جاءت بالقول الفصل و تساءل :

- " ألا يمكن أن تكون هذه اللحظة موضوعا لحوار فلسفي عميق ؟"

ندم على إجهاض المحاورة مع طيف ديكارت المنفعل و الغاضب . صاح بأعلى صوته كي

يؤلب الورشات التي رآها سابقا على صرح المثال الأفلاطوني و على مقولة البداهة

الرياضية الديكارتية. قال صائحا في وجههما :

- " هلموا جميعا أيتها ألاوراش المباركة إلى " تويزة" من أجل الإطاحة باليقين

الرياضي الديكارتي"

فتح بهذه الصيحة شديدة كانت على منوال صيحة يوم النفخ، ورشا للحفر و الاستذكار

و التفكيك. كان على يقين أن الكتابة الرياضية لعبت بمصيره في الأثير كما لعبت

عواصف الرياح بريش دجاج سطا عليه ثعلب ماكر مع مغيب شمس يوم الكسوف. خاطب عقل

الحكمة قائلا :

- "هل يعقل أن يصدر في حقي هذا الحكم انطلاقا من نتائج بيانات النقط يرجع

تاريخها إلى زمن سحيق؟"

كان الغرض من هذا التساؤل يكمن في موقف ما حول الكتابة الرياضية التي حسبها

تؤمن بثبات الحكم وعدم تغيره.

- "الكتابة لحظة الانتقاء تخاطب الأرقام الجامدة" قال هو في حسرة على من مايزال

يؤمن بانتقاء أساسه أرقام جامدة قد تكون صدرت بزلة قلم أو بحكم ذاتي انبنى على

نزوع مزاجي. أضاف متأملا :

- " ما حقيقة هذه الأرقام التي عكست لحظة من لحظات مضت و انصرمت تاركة أثرا

لا ينمحي كالوشم في جبين غادة نال الزمان من وجهها الصبوح، لم يسعفه الزمان

في تجديد مقولات جماله"

استرسل في التحليل في مسألة الكتابة الرياضية في مثل هذا الموقف ووجد أن منطق

أساسها الحكم الجاهز. ود لو يظهر له ديكارت بيقينه كي يجهر له في جرأة نادرة

- " لغة الرياضيات لغة سلطة يا غريمي."

تساءل : " كيف نبني الحقيقة على صرح نظري لا يقبل الرغبة في التحول و التجدد؟ "

في لحظة، ود أن يعيش تجربة حالمة و هو يقبل على امتحان شفاهي كي يخاطب من خلاله

الكتابة الرياضية كي يناجيها و تناجيه حول حقيقة بداهة الانتقاء. رتب لجة

الكتب بطريقة خاصة و عزم على محاورتها بدون انقطاع في تجربة حرة بعيدا عن

حلم انتظار نتائج الانتقاء التي حسبها قاهرة.