المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين .. من يكتب التاريخ ؟!



محمود النجار
09/10/2007, 11:55 AM
فلسطين .. من يكتب التاريخ ؟!



إن من أخطر المسائل وأكثرها إلحاحا على الخاطر مسألة الجهل التي يعاني منها أبناء هذا الجيل بتاريخ فلسطين وجغرافيتها، وأكثر ما يؤلم في الموضوع أن المناهج التعليمية في معظم الدول العربية تدرس مادتي التاريخ والجغرافيا الخاصتين بكثير من دول العالم ؛ بيد أنها لا تدرس تاريخ فلسطين القديم ، وإذا درست تاريخها الحديث ؛ فإنها تعرضه بطريقة محزنة تتعلق بالقضايا ذات الصلة بدورها في دعم القضية الفلسطينية ، بل إن كثيرا من الدول العربية حذفت من مناهجها كل ما يمت لفلسطين بصلة ؛ بذريعة السلام الموهوم ، مع أن الحد الأدنى لمطالب تجار الأرض والمقدسات لم يتحقــق منه شيء بعد ، ناهيك عن مطالب الشرفاء من أبناء هذه الأمة .. في اللحظة التي نجد فيها المناهج في الكيان الصهيوني تلح على تزوير التاريخ والجغرافيـــا ، وتقر في روع الطلبة اليهود بأن فلسطين ما هي إلا إسرائيل عبر استعراضات تاريخية زائفة لا تستند إلى الواقع والحقيقة في شيء ..
إن نسبة ضئيلة جدا من مثقفينا يستطيعون التعرض لتاريخ فلسطين القديم باقتدار .. ولو طلبت من مئة طالب جامعي في أية جامعة عربية أن يثبتوا حقنا التاريخي في فلسطين لوجدت من بينهم واحدا أو اثنين ، أو لعلك لا تجد من يستطيع ذلك ، بينما تجد في المدارس اليهودية ـ وخصوصا الدينية منها ـ ما يحيلك إلى البكاء .. إنهم يحفظون التزوير عن ظهر قلب ، ونـحن لا نعرف من الحقائق إلا ما جادت به قراءاتنا واهتماماتنا المتواضعة ‍‍‍‍‍‍‍‍‍.. فنحن كما قال عنا موسى ديان : شعب لا يقرأ !!

التزوير التاريخي :
على المؤرخين العرب تقع مسؤولية تصحيح الأخطاء المتعلقة بتاريخ فلسـطين ، وعليهم تقع مسؤولية كشف التزوير والتلاعب اللذين تبنتهما الصهيونية منهجا في التعامل مع المسألة التاريخية ؛ فالتاريخ يثبت بما لا مجال فيه للشك أن فلسطين كانت وما زالت عربية ، وقد عزز الإسلام عروبتها وأكد على هويتها العربية الأصيلة . فعلى الرغم من المحاولات الجاهدة التي تقوم بها آلة التزوير الصهيونية في سبيل طمس الحقائق التاريخية الثابتة ، إلا أن منطقهم التاريخي وهروبهم من بعض وقائع التاريخ ، واختيارهم ما يناسبهم من بعضها ، وتشويههم لبعضها الآخر ، وعبثهم فيه بات أمرا مكشوفا حتى لبعض من كان يفترض أن يكونوا حلفاء لهم في دعم عمليات التزوير هذه ومساندتها ؛ ذلك أن ثمة جبهة مناوئة في الاتجاه المعاكس من اليهود والأمريكان القدامى والجدد يقفون في وجه المؤرخين المزيفين للتاريخ من اليهود ، ومن أهم هؤلاء " كيث وايتلام " اليهودي الأمريكي ، صاحـب كتاب " اختلاف إسرائيل القديمة " الذي يعد وثيقة مهمة في إدانة التلفيق التاريخي اليهودي حول فلسطين ، وحق اليهود التاريخي والديني فيها ـ كما يشير الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ اللغة العبرية في كلية الآداب بجامعة القاهرة ـ والذي يشير أيضا إلى بداية ظهور جيل جديد من المؤرخين الذين يلتزمون الموضوعية التاريخية ، ويسعون للخروج على دائرة المؤرخين الصهاينة الذين وجهوا الكتابة التاريخية المعاصرة المتعلقة بفلسطين لخدمة أهداف الصهيونية القائمة على الكذب والتشويه والتزوير ؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث أكبر عملية تزييف للتاريخ في العصر الحديث ، حيث تمكن هؤلاء المؤرخون من اختراع " إسرائيل " قديمة .. ويعد المؤرخ اليهودي الأمريكي " كيث وايتلام من أهم الذين فضحوا ألاعيب اليهود في هذا الشأن . لقد كذبوا الكذبة وصدقوها ..
ويقول الدكتور محمد خليفة حسن مدير مركز الدراسات الشرقية بأن أهمية كتاب " اختلاف إسرائيل القديمة " تكمن في كونه اعترافا غربيا بقيام فريق من المؤرخين الصهاينة بعملية تزييف ضخمة لأحداث التاريخ القديم في المنطقة نتج عنها خلق فكرة إسرائيل القديمة على حساب التاريخ الفلسطيني القديم ، ولحساب التاريخ اليهودي ، وأشار كذلك إلى أن مؤلف الكتاب تمكن من الخروج من دائرة التأثير الصهيوني والهروب من خطاب الدراسات الدينية التوراتية التي فرضت نفسها على الخطاب التاريخي ووجهته لخدمة الأهداف والمصالح الصهيونية ، وأبعدت دراسة تاريخ فلسطين عن دائرة الكتابة التاريخية الموضوعية ، واعتبرت تاريخ فلسطين تابعا للدراسات الدينية التي تسيطر عليها التوراة والجغرافيا التاريخية للتوراة والمفاهيم التوراتية الخاصة بالعهد والاختيار والخلاص والحدود ومفهوم أرض " إسرائيل " والحدود التوراتية لهذه الأرض من النيل إلى الفرات .
كما أشار الدكتور خليفة إلى مسألة حساسة ومهمة ألا وهي مسألة غياب الرؤية العربية لتاريخ الشرق الأدنى القديم وحضارته ، وترْك الباب مفتوحا على مصراعيه للمؤرخين والباحثين وعلماء الحضارة الغربيين لكي يسيطروا سيطرة تامة على الكتابة التاريخية الخاصة بالشرق القديم وحضارته ، منبهًا إلى ارتباط هؤلاء المؤرخين بنظريتين معروفتين في تفسير التاريخ المتعلق بالشرق الأدنى ، أولاهما : النظرية الاستعمارية ، وثانيهما النظرية الصهيونية، أما الأولى : الاستعمارية ؛ فقد درست تاريخ الشرق القديم في ضوء الفكر الاستعماري الحديث والسيطرة الغربية على مقدرات شعوب المنطقة ، وفسرت تاريخ المنطقة بما يخدم أهداف الغرب الاستعمارية ، وأضاف : لعل أهم جزئيات التفسير التاريخي المرتبط بالنظرية الاستعمارية محاولة عزل تاريخ العرب عن تاريخ بقية شعوب الشرق الأدنى القديم ، وذلك لفصل هذه الشعوب عن جذورها في شبه الجزيرة العربية والعمل على تحقير الشأن التاريخي والحضاري للعرب .. أما النظرية الصهيونية ، فقد طورها المؤرخون اليهود أصحاب الميول الصهيونية ومن والاهم من المؤرخين غير اليهود الذين عملوا جميعا على إعادة كتابة تاريخ الشرق الأدنى القديم من وجهة نظر يهودية صهيونية بهدف تأصيل الوجود اليهودي في فلسطين قديما ، والإشارة إلى استمرارية التاريخ اليهودي في المنطقة وربط " إسرائيل " الحالية بما يسمى زورًا بـ " إسرائيل القديمة ، وعدم الاعتراف بالعصور التاريخية التي مرت بها فلسطين واعتبار تاريخها تاريخا يهوديا خالصا .. ويضيف : ولعل من أهم افتراءات هذه المدرسة التاريخية اليهودية الصهيونية إنكار العصرين الإسلامي والمسيحي في تاريخ فلسطين ، واعتبار هذين العصرين من عصور الاحتلال لفلسطين ، بما يعني أنه كان ثمة احتلال مسيحي وآخر إسلامي لفلسطين استمر حتى قيام ما يسمى زورًا بـ " إسرائيل " الحالية عام 1948 .
ومما يبعث على القلق أن اليهود وأعوانهم في الغرب بذلوا وما زالوا يبذلون جهودا جبارة في سبيل إلغاء كل ما يمت لفلسطين والفلسطينيين بصلة ، ويصدرون الكتب والموسوعات ودوائر المعارف والأطالس التي تخلو من كلمة فلسطين . وإنه لمن المؤسف أن بعض المدارس في بعض الدول العربية تستخدم مدارسها أطالس استغنت عن كلمة فلسطين عند الإشارة إلى خريطتها ومهرتها باسم جديد " إسرائيل " ، وقد أنهيت خدمات أحد المعلمين في إحدى المدارس الخاصة ( خمس نجوم ) في دولة خليجية بعد أن جمع الأطالس الموجودة مع الطلبة ، وقام بطمس كلمة " إسرائيل " مستبدلا بها كلمة فلسطين ، وأبعد من هذا فإن بعض محطات التلفزة العربية وهي تنقل الصور التي تصلها من وكالات الأنباء على شاشاتها تترك كلمة " إسرائيل " متربعة على خريطة فلسطين ، ولا أظن إلا أن ذلك مقصود بعد أن اعترفت معظم الدول العربية بما يسمى " دولة إسرائيل " ، على الرغم من أن اليهود لم يتصدقوا بعد على الفلسطينيين بشيء من حقوقهم في بلادهم .. لقد وصلت السيطرة الصهيونية والغربية المدروسة إلى عقر بيوتنـا ، وصرنا نعدها أمورا عادية !!
الدور العربي :
في اللحظة التي نجد فيها هؤلاء المؤرخين يجهدون في تزوير الحقائق التاريخية وقلب الموازين ، وإنكار المعلوم من التاريخ بالضرورة ، وكأنه مجهول بالضرورة ، ودون احترام لطرائق البحث العلمي ، نجد على الجانب الآخر جمودا وانتظارا واتكالية تبعث على الاشمئزاز لدى مثقفينا وخصوصا العاملين في حقل التاريخ ، وتكمن المشكلة في أن جميع العاملين في حقل التاريخ مبدعون في توجيه النقد للآخرين ، وكأنهم في معزل عن الأمر ، وكأنه لا يعنيهم .. لماذا لا يقوم هؤلاء المنتقدون بمهمة الهجوم المضاد فيخرجون بنظرية جديدة تفسر التاريخ تفسيرا موضوعيا من خلال مؤسسات ومراكز بحث يكون بمكنتها إيصال صوتها إلى حيث يوصله أدعياء العلم وأصحاب النظريات الفاسدة ؟!
إننا مهرة في النقد والتشخيص وعرض المشكلات، بيد أننا عاجزون عن وضع الحلول وتطبيقها.. هل نـحن بكل ما أوتينا من طاقة كلامية وطاقات بشرية وموارد مالية عاجزون فعلا عن القيام بالدور المنوط بنا في هذا الجانب ؟ أم أن هناك من يحول بيننا وبين القيام بهذا الدور ؟!
أتصور أنه من الواجب علينا أن نعلّم أبناءنا في المدارس والبيوت والجمعيات ومقار الأحزاب ما تعامـت عنه الدول ، يجب أن نعلمهم تاريخ فلسطين القديم والحديث وأن نضع بين أيديهم الكتب والمطبوعات وأن نغذيهم بالوعي والثقافة ؛ لأنها أسلحتنا الماضية في وجه المحاولات القذرة لطمس هوية هذا الشعب وبلع أرضه ومقدساته .


محمود النجار

عبد السلام معلا
09/10/2007, 11:24 PM
.
لم أزل أبحث عني
مذ تلوثت بشعري
وتشبثت بفني
محمود النجار[/align]

قد تجدك تدندن طربا الى جانب زهرات شقائق النعمان النشوانة وقد تمايلت يمنة ويسرة...
أو تصيخ السمع للبلبل الحادي وهو ينشد بعيد الفجر ...إنا باقون إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون..!!


تحياتي واحترامي استاذ محمود النجار

مصطفى ربعي
09/10/2007, 11:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشاعر محمود النجار تحية لك ..
كما تفضلت اخي فالتاريخ يثبت بما لا مجال فيه للشك أن فلسطين كانت وما زالت عربية ، وقد عزز الإسلام عروبتها وأكد على هويتها العربية الأصيلة ..
وهناك العديد من الكتابات العربية وغير العربية الجادة التي تدحض الرواية الصهيونية والتزوير ..

كتاب : هل لليهود حق ديني أو تاريخي في فلسطين؟
تأليف : يوسف أيوب حداد
الناشر : بيسان للنشر والتوزيع والإعلان
هذا الكتاب يدحض مزاعم الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية بحق اليهود الديني والتاريخي في فلسطين، كما أنه يثبت انقطاع الصلة التامة بين المسيحية واليهودية، ويبيّن كيف تشاركت الصهيونية المسيحية والعلمانية الصهيونية في تزوير التاريخ إلى جانب الدين، لتبرير اغتصاب اليهود لفلسطين إخفاء للمصالح المشتركة السياسية والاقتصادية. وقد جاء جزءا الكتاب في خمسة فصول، استعرض الأول منها بالتفصيل اليهود واليهودية عبر التاريخ، مقدماً قراءة ناقدة في أسفار الكتاب المقدس للنبوءات التوراتية، راصداً تاريخ وتطورات العلاقة بين اليهود وكل من المسيحيين والمسلمين، وبدايات نشوء الصهيونية. وفي الفصل الثاني قدّم المؤلف إسرائيل في منظور الصهيونية المسيحية، فتحدث عن نشأة الصهيونية المسيحية ومعتقداتها الأساسية، وتتبّع مسيرتها في كل من بريطانيا والولايات المتحدة .


وهناك ايضا :

الجديد في تاريخ فلسطين القديمة
تأليف: عدة مؤلفين
دار النشر: قدمس للنشر والتوزيع - دمشق - سوريا

القدس: أورشليم العصور القديمة بين التوراة والتاريخ.
دار النشر: مركز دراسات الوحدة العربية : بيروت - لبنان


تلفيق إسرائيل التوراتية: طمس التاريخ الفلسطيني.
تأليف: كيث وايتلام
دار النشر: قدمس للنشر والتوزيع - دمشق - سوريا




شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... الاستاذ محمود النجار ....

محمود النجار
13/10/2007, 02:05 PM
الأخ الكريم / عبد السلام معلا


أشكر لك تعليقك النسيمي على توقيعي ..

محمود النجار

محمود النجار
13/10/2007, 02:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشاعر محمود النجار تحية لك ..
كما تفضلت اخي فالتاريخ يثبت بما لا مجال فيه للشك أن فلسطين كانت وما زالت عربية ، وقد عزز الإسلام عروبتها وأكد على هويتها العربية الأصيلة ..
وهناك العديد من الكتابات العربية وغير العربية الجادة التي تدحض الرواية الصهيونية والتزوير ..

كتاب : هل لليهود حق ديني أو تاريخي في فلسطين؟
تأليف : يوسف أيوب حداد
الناشر : بيسان للنشر والتوزيع والإعلان
هذا الكتاب يدحض مزاعم الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية بحق اليهود الديني والتاريخي في فلسطين، كما أنه يثبت انقطاع الصلة التامة بين المسيحية واليهودية، ويبيّن كيف تشاركت الصهيونية المسيحية والعلمانية الصهيونية في تزوير التاريخ إلى جانب الدين، لتبرير اغتصاب اليهود لفلسطين إخفاء للمصالح المشتركة السياسية والاقتصادية. وقد جاء جزءا الكتاب في خمسة فصول، استعرض الأول منها بالتفصيل اليهود واليهودية عبر التاريخ، مقدماً قراءة ناقدة في أسفار الكتاب المقدس للنبوءات التوراتية، راصداً تاريخ وتطورات العلاقة بين اليهود وكل من المسيحيين والمسلمين، وبدايات نشوء الصهيونية. وفي الفصل الثاني قدّم المؤلف إسرائيل في منظور الصهيونية المسيحية، فتحدث عن نشأة الصهيونية المسيحية ومعتقداتها الأساسية، وتتبّع مسيرتها في كل من بريطانيا والولايات المتحدة .


وهناك ايضا :

الجديد في تاريخ فلسطين القديمة
تأليف: عدة مؤلفين
دار النشر: قدمس للنشر والتوزيع - دمشق - سوريا

القدس: أورشليم العصور القديمة بين التوراة والتاريخ.
دار النشر: مركز دراسات الوحدة العربية : بيروت - لبنان


تلفيق إسرائيل التوراتية: طمس التاريخ الفلسطيني.
تأليف: كيث وايتلام
دار النشر: قدمس للنشر والتوزيع - دمشق - سوريا


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... الاستاذ محمود النجار ....


أخي الكريم مصطفى محمد ربعي

أشكر لك تعقيبك على المقالة ، وأود أن أبين لك أن الكتب التي تتحدث عن تاريخ فلسطين موجودة فعلا ، وفي مكتبتي عدد لا بأس به منها .. أنا لا أتحدث عن قلة الكتب ، مع أنها قليلة أمام الهجمة الشرسة للثقافة الصهيونية ، أنا أتحدث عن ضرورة وجود اتجاه فكري تاريخي عربي ، عن مدرسة عربية لتفسير التاريخ .. عن فلسفة تاريخية خاصة .. أتحدث عن التأطير الجمعي المنظم ..

لك مودتي وتقديري أستاذنا الكريم


محمود النجار