المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل ظهر جسد فرعون بعد الغرق , هل أحد تلك المومياويات المكتشفة هي لفرعون موسى



غالب ياسين
09/10/2007, 01:51 PM
هل ظهر جسد فرعون بعد الغرق .!!!!!
يقول البعض أن القرآن قال هذا , و نتمهل قليلا فالقرآن الكريم كلام الله . و لقد ورد في القرآن أن بدن فرعون قد نجى , و أن في ذلك آيه , فكيف فسر المفسرون هذا , للأمانه سوف أطرح ما تحصلت علية من أقوال المفسرين بالكامل و من ثم مناقشتها , و أرجوا إن فاتني شيء إبلاغي عنه ....
يعتقد البعض أن رمسيس الثاني أو إبنه مرنبتاح هو فرعون موسى , مستندا على أن جسد فرعون قد ظهر بعد الغرق فحنط و حفظ و أختفي عن الأنظار فترة طويلة , ثم تم إكتشافه عام 1882 ثم كشف النقاب عن ذلك السر عام 1975 على يد الدكتور موريس بوكاي , فهل هذا الإعتقاد صحيح...
للموضوع أهمية عظيمة للفصل و التمييز بين الإعتقاد أن القرآن قد قال أن جسد فرعون ظهر بعد الغرق و بين أن هذا هو تفسير بعض المفسرين . فكلام المفسرين قد يتغير و أما القرآن الكريم فهو ثابت يغير و لا يتغير ...
ثم ماذا إن تم إثبات أن جسد فرعون لم يظهر بعد الغرق .... أو تم إكتشاف جسد فرعون موسى الحقيقي .

قال تعالى " وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {90} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {91} فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ {92} " يونس
لقد بحثت في تفاسير الآية 92 فوجدت بعض التفاسير التي أقتبس منها التالي :
1- تفسير الجلالين - (فاليوم ننجيك) نخرجك من البحر (ببدنك) جسدك الذي لا روح فيه (لتكون لمن خلفك) بعدك (آية) عبرة فيعرفوا عبوديتك ولا يُقدِموا على مثل فعلك ، وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موته فأُخرج لهم ليروه (وإن كثيراً من الناس) أي أهل مكة (عن آياتنا لغافلون) لا يعتبرون بها
2- التفسير المسير - فاليوم نجعلك على مرتفع من الأرض ببدنك, ينظر إليك من كذَّب بهلاكك; لتكون لمن بعدك من الناس عبرة يعتبرون بك. فإن كثيرًا من الناس عن حججنا وأدلتنا لَغافلون, لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون.
3- و جاء في كتاب ‏الجامع لأحكام القرآن، الإصدار 1.48 للإمام القرطبي - الجزء 8. سورة يونس. الآية: 92 {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون} قوله تعالى: "فاليوم ننجيك ببدنك" أي نلقيك على نجوة من الأرض. وذلك أن بني إسرائيل لم يصدقوا أن فرعون غرق، وقالوا: هو أعظم شأنا من ذلك، فألقاه الله على نجوة من الأرض، أي مكان مرتفع من البحر حتى شاهدوه قال أوس بن حجر يصف مطرا:

فمن بعقوته كمن بنجوته والمستكن كمن يمشي بقرواح

وقرأ اليزيدي وابن السميقع "ننحيك" بالحاء من التنحية، وحكاها علقمة عن ابن مسعود؛ أي تكون على ناحية من البحر. قال ابن جريج: فرمي به على ساحل البحر حتى رآه بنو إسرائيل، وكان قصيرا أحمر كأنه ثور. وحكى علقمة عن عبدالله أنه قرأ "بندائك" من النداء. قال أبو بكر الأنباري: وليس بمخالف لهجاء مصحفنا، إذ سبيله أن يكتب بياء وكاف بعد الدال

لأن الألف تسقط من ندائك في ترتيب خط المصحف كما سقط من الظلمات والسماوات، فإذا وقع بها الحذف استوى هجاء بدنك وندائك، على أن هذه القراءة مرغوب عنها لشذوذها وخلافها ما عليه عامة المسلمين؛ والقراءة سنة يأخذها آخر عن أول، وفي معناها نقص عن تأويل قراءتنا، إذ ليس فيها للدرع ذكره الذي تتابعت الآثار بأن بني إسرائيل اختلفوا في غرق فرعون، وسألوا الله تعالى، أن يريهم إياه غريقا فألقوه على نجوة من الأرض ببدنه وهو درعه التي يلبسها في الحروب. قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي: وكانت درعه من لؤلؤ منظوم. وقيل: من الذهب وكان يعرف بها. وقيل: من حديد؛ قاله أبو صخر: والبدن الدرع القصيرة. وأنشد أبو عبيدة للأعشى:
وبيضاء كالنهي موضونة لها قونس فوق جيب البدن
وأنشد أيضا لعمرو بن معد يكرب:
ومضى نساؤهم بكل مفاضة جدلاء سابغة وبالأبدان
وقال كعب بن مالك:
ترى الأبدان فيها مسبغات على الأبطال واليلب الحصينا ,

أراد بالأبدان الدروع واليلب الدروع اليمانية، كانت تتخذ من الجلود يخرز بعضها إلى بعض؛ وهو اسم جنس، الواحد يلبة. قال عمرو بن كلثوم:
علينا البيض واليلب اليماني وأسياف يقمن وينحنينا

وقيل "ببدنك" بجسد لا روح فيه؛ قاله مجاهد. قال الأخفش: وأما قول من قال بدرعك فليس بشيء. قال أبو بكر: لأنهم لما ضرعوا إلى الله يسألونه مشاهدة فرعون غريقا أبرزه لهم فرأوا جسدا لا روح فيه، فلما رأته بنو إسرائيل قالوا نعم! يا موسى هذا فرعون وقد غرق؛ فخرج الشك من قلوبهم وابتلع البحر فرعون كما كان. فعلى هذا "ننجيك ببدنك" احتمل معنيين: أحدهما - نلقيك على نجوة من الأرض. والثاني - نظهر جسدك الذي لا روح فيه. والقراءة الشاذة "بندائك" يرجع معناها إلى معنى قراءة الجماعة، لأن النداء يفسر تفسيرين، أحدهما - نلقيك بصياحك بكلمة التوبة، وقولك بعد أن أغلق بابها ومضى وقت قبولها: "آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" [يونس: 90] على موضع رفيع. والآخر - فاليوم نعزلك عن غامض البحر بندائك لما قلت أنا ربكم الأعلى؛ فكانت تنجيته بالبدن معاقبة من رب العالمين له على ما فرط من كفره الذي منه نداؤه الذي افترى فيه وبهت، وادعى القدرة والأمر الذي يعلم أنه كاذب فيه وعاجز عنه وغير مستحق له. قال أبو بكر الأنباري: فقراءتنا تتضمن ما في القراءة الشاذة من المعاني وتزيد عليها. ‏

4- و جاء في كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور الإصدار 1,34 , للإمام جلال الدين السيوطي وجدت في: المجلد الرابع.

أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: العدو والعلو والعتو في كتاب الله تجبر.

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما خرج آخر أصحاب موسى ودخل آخر أصحاب فرعون، أوحي إلى البحر أن أطبق عليهم، فخرجت أصبع فرعون بلا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل. قال جبريل عليه السلام: فعرفت أن الرب رحيم وخفت أن تدركه الرحمة فدمسته بجناحي، وقلت {آلآن وقد عصيت قبل} فلما خرج موسى وأصحابه قال: من تخلف في المدائن من قوم فرعون، ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون، فأوحي إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا، فلفظه عريانا أصلع أخنس قصيرا، فهو قوله {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية} لمن قال: إن فرعون لم يغرق، وكانت نجاته عبرة لم تكن نجاة عافية، ثم أوحي إلى البحر أن الفظ ما فيك، فلفظهم على الساحل وكان البحر لا يلفظ غريقا يبقى في بطنه حتى يأكله السمك، فليس يقبل البحر غريقا إلى يوم القيامة.

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما أغرق الله عز وجل فرعون {قال أمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال لي جبريل: يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة".

وأخرج الطيالسي والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة".

وأخرج ابن مردويه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن جبريل عليه السلام قال: لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه حتى لا يتابع الدعاء لما أعلم من فضل رحمة الله".

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "قال لي جبريل: ما كان على الأرض شيء أبغض إلي من فرعون، فلما آمن جعلت أحشو فاه حمأة وأنا أغطه خشية أن تدركه الرحمة".

وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال لي جبريل: يا محمد لو رأيتني وأنا أغط فرعون بإحدى يدي وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه الرحمة فيغفر له".

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال لي جبريل: ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون إذ قال (ما علمت لكم من إله غيري) (القصص الآية 38) (وإذ قال أنا ربكم الأعلى) (النازعات الآية 24) فلما أدركه الغرق استغاث وأقبلت أحشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة".

أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كانت عمامة جبريل عليه السلام يوم غرق فرعون سوداء.

وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال لي جبريل: ما أبغضت شيئا من خلق الله ما أبغضت إبليس يوم أمر بالسجود فأبى أن يسجد، وما أبغضت شيئا أشد بغضا من فرعون، فلما كان يوم الغرق خفت أن يعتصم بكلمة الإخلاص فينجو، فأخذت قبضة من حمأة فضربت بها في فيه فوجدت الله عليه أشد غضبا مني، فأمر ميكائيل فأنبه وقال {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: بعث الله إليه ميكائيل ليعيره فقال {آلآن وقد عصيت قبل}.

وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أخبرت أن فرعون كان أثرم.‏ ‏

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: أنجى الله فرعون لبني إسرائيل من البحر فنظروا إليه بعدما غرق.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: بجسدك، كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون فألقي على ساحل البحر حتى يراه بنو إسرائيل أحمر قصيرا كأنه ثور.

وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: جسده ألقاه البحر على الساحل.

وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن كعب رضي الله عنه {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: بدرعك، وكانت درعه من لؤلؤ يلاقي فيه الحروب.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صخر رضي الله عنه {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: البدن الدرع الحديد.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جهيم موسى بن سالم رضي الله عنه في قوله {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: كان لفرعون شيء يلبسه يقال له البدن يتلألأ.

وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ عن يونس بن حبيب النحوي رضي الله عنه في قوله {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: نجعلك على نجوة من الأرض كي ينظروا فيعرفوا أنك قد مت.

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فاليوم ننجيك ببدنك...} الآية. قال: لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك، فأخرجه الله ليكون عظة وآية.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {لتكون لمن خلفك آية} قال: لبني إسرائيل.

وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود أنه قرأ "فاليوم ننجيك بندائك".

وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن السميقع اليماني ويزيد البربري أنهما قرآ"فاليوم ننحيك ببدنك" بحاء غير معجمه.‏


5- و جاء في مختصر تفسير ابن كثير. الإصدار 1.22 , اختصار الصابوني , -: المجلد الثاني -90- وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين - 91 - آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين - 92 - فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون , التفسير: يذكر تعالى كيفية إغراقه فرعون وجنوده، فإن بين إسرائيل لما خرجوا من مصر وهم فيما قيل ستمائة ألف مقاتل سوى الذرية، اشتد حنق فرعون عليهم، فأرسل في المدائن حاشرين يجمعون له جنوده من أقاليمه، فركب وراءهم في أبهة عظيمة وجيوش هائلة لما يريده اللّه تعالى بهم، فلحقوهم وقت شروق الشمس، {فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون}، أي كيف المخلص مما نحن فيه؟ فقال: {كلا إن معي ربي سيهدين}، فأمره اللّه تعالى أن يضرب البحر بعصاه، فضربه فانفلق البحر، فكان كل فرق كالطود العظيم، وجاوزت بنو إسرائيل البحر، فلما خرج آخرهم منه، انتهى فرعون وجنوده إلى حافته من الناحية الأخرى، وهو في مائة ألف، فلما رأى ذلك هاله، وأحجم وهاب وهمَّ بالرجوع، وهيهات ولات حين مناص، فاقتحموا كلهم عن آخرهم، وميكائيل في ساقتهم، لا يترك منهم أحداً إلا ألحقه بهم، فلما استوسقوا فيه وتكاملوا، وهمَّ أولهم بالخروج منه أمر اللّه القدير البحر أن يرتطم عليهم، فارتطم عليهم، فلم ينج منهم أحد، وجعلت الأمواج ترفعهم وتخفضهم، وتراكمت الأمواج فوق فرعون، وغشيته سكرات الموت، فقال وهو كذلك: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين}، فآمن حيث لا ينفعه الإيمان {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا}، ولهذا قال اللّه تعالى في جواب فرعون حين قال ما قال: {آلآن وقد عصيت قبل} أي أهذا الوقت تقول، وقد عصيت اللّه قبل هذا قيما بينك وبينه؟ {وكنت من المفسدين} أي في الأرض، {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون}، وهذا الذي حكى اللّه تعالى عن فرعون من قوله هذا في حاله، ذلك من أسرار الغيب التي أعلم اللّه بها رسوله صلى اللّه عليه وسلم، ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل، عن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لما قال فرعون آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل - قال، قال لي جبريل: لو رأيتني وقد أخذت من حال (حال البحر: طينه الأسود) البحر فدسسته في فيه مخافة أن تناله الرحمة" (ورواه الترمذي وابن أبي حاتم وقال الترمذي: حديث حسن). وقوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية}، قال ابن عباس وغيره من السلف: إنَّ بعض بني إسرائيل شكّوا في موت فرعون، فأمر اللّه البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح، ليتحققوا من موته وهلاكه؛ ولهذا قال تعالى: {فاليوم ننجيك} أي نرفعك على نشز من الأرض {ببدنك}، قال مجاهد: بجسدك، وقال الحسن: بجسم لا روح فيه، وقوله: {لتكون لمن خلفك آية} أي لتكون لبني إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك، وأن اللّه هو القادر الذي ناصية كل دابة بيده، وأنه لا يقوم لغضبه شيء، {وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون} أي لا يتعظون بها ولا يعتبرون بها، وقد كان إهلاكهم يوم عاشوراء كما قال ابن عباس: قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: "وأنتم أحق بموسى منهم فصوموه" (رواه البخاري عن ابن عباس).‏

إنتهى الإقتباس
ينفرد القرآن الكريم بسرد هذه المعلومة الهامة , و نحن على ثقة بصدق هذه المعلومة لأنها من عند المولى عز و جل علام الغيوب , أن بدن فرعون قد نجى بمشيئة و إرادة الله , و أن في ذلك آية يغفل عنها الكثير من الناس. لقد حاولت أن أجمع عدد من التفاسير و أعتقد أن هناك المزيد , و لكن بناءا على ما جمعت أعلاه و إستنادا على أقوال المفسرين خلصت لبعض النقاط الهامة :
1- النجاه : هناك إجماع على أن فرعون قد مات غرقا و أن هناك نجاه للبدن بدون روح , و تم تفسير كلمة نجاة على أنه ظهور , أما المقصود بكلمة بدن ففسرت على أنه جسد فرعون و البعض فسر الكلمة على أنها درع فرعون. كذلك البعض فسر أن البدن ظهر على نجوى من الأرض و البعض فسر أن البدن رمي على الساحل .
2- سبب النجاة : رجح البعض أن النجاة كانت بسبب شك بعض بني إسرائيل في موت فرعون . و البعض رجح أن النجاة كانت بسبب النداء . و البعض رجح أن نجاة البدن كانت آية لكل من خلف فرعون.
3- مراجع المفسرين : لم يرد في أحاديث رسولنا الحبيب تفسير لمعنى نجاة بدن فرعون , و ما المقصود بالبدن , كذلك لم يرد أي شيء عن النجاة في كتب و قصص أهل الكتاب , و هذا يرجح أن تفاصيل بعض المفسرين بنيت على إجتهاد بعض العلماء ...
4- التوثيق : نظرا للفارق الزمني بين زمن سيدنا موسى و بين زمن بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام . و نظرا لأن قصة النجاة لم يكن يعرفها أحد من أهل الكتاب فما بالنا بغيرهم . فلم يكن موثق أو متداول أو متعارف أن بدن فرعون قد نجى بعد موت فرعون غرقا . و هذا يؤكد أن ماجاء به المفسرون هو إجتهاد و رأي . و إن كان هذا هكذا فذلك الرأي قابل للنقاش ...

و من خلال إطلاعي على التفاسير جائتني بعض التساؤلات مثل :
1- لقد ذكر سيدنا جبريل كيف أنه أغرق فرعون و كيف دس حال البحر في فم فرعون مخافة أن تدرك فرعون رحمة الله , و لم يذكر سيدنا جبريل أن بدن فرعون خرج من المياه أو ظهر على نجوى من الأرض . فلماذا لم يذكر سيدنا جبريل ذلك..! , ألا يعتقد البعض أن ظهور البدن هو الآية الهامة و أن ظهور البدن هو المقصود بالنجاة .... لماذا لم يذكر سيدنا جبريل ماذا حدث للبدن بعد أن دسه في حال البحر , و توقف حديث سيدنا جبريل عند هذا الحد و لم يذكر ماذا حدث بعد ذلك ...!
2- إن كان المقصود بالنجاة هو فقط ظهور البدن و أن هذا الظهور هو آية عظيمة فلماذا أختفى ذلك البدن بعد الظهور . و لم يشر أحد المفسرين أن البدن قد تم تحنيطه , ثم من يستطيع أن يفعل ذلك , أليس التحنيط هو تقديس و تخليد للميت حسب الطقوس الفرعونية , و كيف يستوي ذلك مع اليقين أن في موت فرعون آية , و هل بقى بعد موت فرعون و جنوده من يؤمن بصدق ذلك الفرعون الغريق و الذي مات شر ميته , من قام بتحنيطه إذن , هل هم الكهنه أم بني إسرائيل , كيف وصل الكهنه لبدن فرعونهم...!
3- و إن صح أن جسد فرعون قد ظهر بعد الغرق لكان أولى أن يسجل بني إسرائيل هذا في كتبهم أو على الأقل يتوارثون قصة هذا الظهور الهام في حكاياتهم و قصصهم و ماذا فعلوا بهذا البدن بعد ظهورة . و يفترض أنهم هم الذين شاهدوا ظهور بدنة و أن تلك الآية كانت لهم , و يفترض أن عدد كبير منهم شاهد هذا , و يفترض أن ذلك الظهور له نصيب كبير من الأهمية و أنه لا ينسى .
4- هل من رآى بدن فرعون بعد الغرق كان عددهم محدود و أنهم نسوا أن يخبروا باقي بني إسرائيل بذلك أو أنهم تعمدوا تجاهل ذلك الدليل القوي الدال على موت فرعون. ماذا عن شكهم أو شك الأجيال اللاحقة في صدق موت فرعون . هل كان عدم إنتشار هذا الخبر قد سقط سهوا. أم أن كان هناك إجماع على تجاهل ظهور البدن و ما صالحهم في الإجماع على إخفاء ذلك الخبر الهام .

و بمزيد من التدقيق في التفاسير و النقاط أعلاة خلصت إلى التالى :
1- لم أجد حديث لرسولنا الحبيب يفسر المقصود من نجاة بدن فرعون , و ما وجدت كان حديث سيدنا جبريل بأنه دس حال البحر في فيه فرعون .... و لم يذكر سيدنا جبريل أن البدن قد ظهر بعد الغرق...... و الحديث الثاني كان تساؤل رسولنا الحبيب عن يوم عاشوراء..... و خلصت أن رسولنا الحبيب لم يفسر لنا تفاصيل غرق فرعون و نجاة بدنه.
2- بعض المفسرين تحدث عن تفاصيل هامة و لم تكن تلك التفاصيل منقولة عن رسولنا الحبيب ... و لم تكن منقول عن أهل الكتاب , فأهل الكتاب ليس لديهم علم بأن البدن قد نجي على الإطلاق . و لقد كان مصدر معلومات المفسرين هو نقلا عن إجتهاد بعض علماء المسلمين , و لقد لاحظت أن لا إجماع على المقصود بالبدن فالبعض رجح أن المقصود هو الجسد , و البعض رجح أن المقصود هو الدرع . أو أنه أسم لشيء كان يلبسه فرعون . و البعض رجح أنه ألقي على نجوه من الأرض , و البعض ذكر أنه كان بدون ملابس...
3- يعتقد البعض أن سبب النجاة كانت بسبب عدم تصديق بعض بني إسرائيل بأن فرعون قد غرق , فأظهر الله لهم بدنه حتى يوقنوا بوفاته. و بالرجوع لقوله تعالى " {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ }البقرة50 , تؤكد هذه الآية أن بني إسرائيل نظروا بأعينهم و كانوا شهودا لحادث الغرق , و نرى أن بني إسرائيل قد سجلوا حادث الغرق في كتبهم ( مثل سفر الخروج ) , و في المقابل لم يذكروا أنهم شاهدوا جسد فرعون أو أنهم شكوا في وفاته و لم يسجلوا أي شيء يدل على هذا في كتبهم. و كان أجدر بهم أن يذكروا ظهور جسد ذلك الفرعون الطاغية بعد الغرق حتى يؤكدوا للأجيال اللاحقة أنه بالفعل غرق إن كان ساور أحدهم الشك , فمن أين جاء الإعتقاد أن بعض بني إسرائيل شكوا أن فرعون قد غرق , لم يتبين لي مصدر هذه المعلومة.....
4- بالتمعن في القرءات المختلفة , مثل : ننجيك و ننحيك , ببدنك و بندائك , لاحظت أن هناك تكامل بين تلك القرءات , فهي جميعها صحيحة و تتكامل سويا لتعمق فهمنا للأحداث : في القراءة " بندائك " مع القراءة " ببدنك " تكامل, فنرى أن نداء فرعون الوارد في الآية 91 له علاقة بنجاة البدن و لم يكن شك بني إسرائيل هو المسبب للنجاة . و تشير الآيات أن النداء جاء متأخرا , و نعلم أن المولى عز و جل السميع البصير , علام الغيوب قد سمع النداء و نعلم أن بني إسرائيل لم يسمعوا هذا النداء و لم يسجلوه في كتبهم. و أشارت الآيات أنك يا فرعون تأخرت و لن ينفعك إيمانك الآن , و لكن سوف يكون في نجاة بدنك آية تدل على ردوخك وقت موتك و إقرارك بأن لا إله إلا الذي آمنت به بني إسرائيل و نجاة بدنك دليل على ندائك المتأخر و في ذلك آية يغفل عنها الكثير من الناس . و أما تكامل ننجيك و ننحيك فتدل أن البدن قد تم نجاته و تم تنحيتة و حفظة في ناحية ما من موضع الغرق ... و الله أعلم.

تحليلي للمقصود من نجاة البدن:
بالرجوع للآيات نرى أن القرآن ذكر لنا أن بدن فرعون قد نجى , و لكن هل النجاة و الظهور كلمتين مترادفتين , ألا تعني النجاة السلامة , و أن الظهور لا يعني السلامة و عليه لا يكفي ظهور الجسم بعد الغرق لكي نسمي ذلك نجاة . و ليس للتقارب اللفظي بين كلمة نجاة و نجوى من الأرض دليل قطعي أن يكون هذا هو تفسير الآيات.
أن تذكر الآيات أن في تلك النجاة آية و أن كثيرا من الناس عنها غافلين , نستشعر عمق تلك الآية , فليس الموضوع بتلك البساطة : أن يشك بني إسرائيل في غرق فرعون ( مع أنهم شهدوا إنشقاق البحر و عبورهم ثم غرق فرعون و جنوده الضخم عددهم ) , ثم يرمي البحر جسم فرعون فوق نجوى من الأرض لكي يوقنوا أنه مات ( و هل كان الأمر يتطلب أن يرمي البحر بجسد فرعون أو حتى جميع أجساد جنود فرعون حتى يوقن بني إسرائيل أن فرعون قد مات أو حتى أي من جنوده) , ثم يكون في ذلك عبرة لهم و لكل من شاهد الجسد بعد خروجه من الماء , و مع ذلك لم يرد أي دليل يوحى بأن أحد من أهل الكتاب أو غيرهم قد شاهد بدن فرعون بعد الغرق.
إذن : لاشك أن البدن قد نجى و لكن لم يشاهده أحد . بمعنى أعمق ندرك أن البدن قد نجي و لكنه لم يظهر, و هذا يرجح أن البدن مازال مدفون في مكان ما من موضع الغرق....
- إذا سقط أي بني آدم في الماء و شارف على الغرق , و إن تمكن من الخروج أو تم إخراجه قبل الموت عندها نقول أن ذلك الشخص قد نجى من الغرق .
- و إذا مات ذلك الشخص و هو في الماء فعندها:
o إما أن يبقى بدنه في الماء فيتحلل و يتعفن و تأكل منه الآسماك و عندها لا الشخص نجى ( فلقد مات ) و لا بدنه نجى ( لأن بدنه تحلل ).
o و إما أن يرمى بدنه الى الشاطئ أو يطفوا فوق سطح الماء , و نرى هنا أن الشخص لم ينجوا ( بسبب موته ) و لكن ماذا لو أكلته السباع أو الطيور الجارحة , ماذا إن تعفن , لذلك قد يعتبر البعض أن خروج البدن من الماء هو نجاة و ذلك مجازا لأنه إن بقى في الماء فسوف يتحلل .
- و لكن ماذا إن مكث البدن في محل الغرق و لم يتعفن و لم يتحلل , ألا نقول عندها أن البدن قد نجى مما يلحق بأبدان الغرقى . مع ملاحظة أن أحد القراءات لكلمة " ننجيك " جاءت بالتشديد , و قد يفهم منها دوام النجاة و هو الحفاظ على البدن من التحلل و دوام الحفاظ على سلامته , و لا يصح أن يفهم منها دوام الظهور.
إذن : لاشك أن فرعون قد مات غرقا و لكن بدنه على الأرجح قد نجى مما يلحق بأبدان الغرقى من تحلل و تعفن أي أن البدن محفوظ بإرادة المولى عز و جل في مكان ما من موضع الغرق .....

و عليه وصلت للتالي :
أخبرنا القرآن أن البدن قد نجى و لم يخبرنا أن البدن قد ظهر ..... أن ظهور بدن فرعون هو رأي المفسرين , فلماذا لا يكون للآيات معنى و تفسير أعمق . لماذا لا يكون المقصود هو نجاة البدن مما يلحق بالغرقى من تحلل و تعفن . أي أن البدن مدفون في موقع الغرق و مازال محفوظ على هيئته حين الغرق و بشكل جيد , بدون تحنيط و بدون عناية بشرية. فالمنجى هو القوي العزيز... و أن بدن فرعون سوف يكتشف بإذن الله عن قريب , و يكون هو آية ناطقة ....

و أما لماذا قرب وقت ظهور بدن فرعون ... فلا يخفى على أحد الإهتمام الكبير بعلوم الآثار و الإهتمام بالمومياوات و الإنبهار بعلم التحنيط و خصوصا عند الفراعنة فلقد برعوا في الحفاظ على أبدان موتاهم عن طريق التحنيط . و أهمية براعتهم في علوم التحنيط لا تظهر بعد الموت مباشرة بل بعد مرور آلاف السنين أي في وقتنا الحالي , و في ظهور بدن فرعون الذي تم حفظة بدون تحنيط و بقدرة المولى عز و جل و بمشيئتة , آية عظيمة كان الناس في غفلة عنها و لم يرد عند أي من شعوب العالم و كتبهم في الماضي و الحاضر ما يشير لأن البدن قد نجى .

فقط ينفرد القرآن الكريم بذكر أن البدن قد نجى , و القرآن صادق و إن شاء الله عندما يتم العثور على هذا البدن يكون في ذلك دليل مادي قطعي و آية عظيمة و فتح عظيم .....

و ما وصلت إليه هو حسب فهمي و تحليلي لتفاسير علمائنا الأفاضل للآيات الكريمة و إجتهاد أدعوا الله أن يتقبله مني و أن ينور قلوبنا جميعا لما فيه الخير. إن كنت قد أصبت فذلك توفيقا من المولى عز و جل و إن كنت غير ذلك فهو من نفسي . و بالله عليكم تحققوا مما كتبت و بتحفظ فربما كان للآيات معنى أعمق و أقوى, ربما قد فاتني شيء , ربما كان في بعض ما كتبت حقيقة .

لا أقول أنني أفسر في الآيات , و لكن لا أستطيع الصمت عن شيء أدركته أو أكتم شيء أعتقد أنه حقيقة. و أؤكد للجميع أن ما وصلت إليه لا يكون صحيح إلا إن تم العثور على بدن فرعون .

في يقيني عدم ركون إلى أن تلك المومياوات المعروضة في المتاحف أحدها هو فرعون موسى , فحالة تلك المومياوات يرثى لها لولا عناية علماء الآثار . و بإذن الله أنا على يقين أنه عندما يريد المولى عز و جل أن يحفظ بدنا فيكفي أن يقول له كن فيكون و ذلك بدون تحنيط و بدون تدخل من البشر , و ليكن بإذن الله في إكتشاف بدن فرعون آية مادية قوية دامغة تؤكد قدرة المولى عز و جل على فعل ما يريد كيف يريد , و تؤكد تفرد القرآن الكريم في وصف أمر من الأمور الغيبية و التي حتى من عاصرها من بني إسرائيل لم يدركها و لم يسجلها في كتبهم , إنه أمر نجاة بدن فرعون موسى . فهم يعلمون كما نعلم أن فرعون قد غرق و لكنهم لا يعلمون أن البدن قد نجى..

لقد وصلت و بشكل مبدئي أن الغرق تم في مياه النيل و ليس في البحر الأحمر , و رجحت أن مكان الغرق هو منطقة جنوب الدلتا , و ذلك بناءا على عدة دلائل و أسباب ..... ذكرت بعضها في مشاركة سابقة .... للموضوع بإذن الله بقية ...
و وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير و الصلاح ...

لقراءة أصل الموضوع يمكن لكم الرجوع للموضوع الذي كتبته و وضعته في الرابط للرابط
http://www.islamonline.net/discussio...=6062&tstart=0

مصطفى ربعي
11/10/2007, 01:08 AM
تحياتي لك استاذ غالب ياسين على هذا الموضوع الجميل .
واليك هذا الموقع الذي يثبت ان المومياء المكشفة هي لفرعون ومكتشف الجثمان هو عالم فرنسي اعتنق الاسلام بعد هذه الحادثة

http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1321&select_page=1

المنتصر طموس
14/10/2007, 01:04 AM
الأخ غالب يا سين
بعد التحية ,,,
رأيت أنك أخذت موضوعي و وضعته تحت إسمك , و لكن لإحتفاظك بالرابط يدل على الأمانة العلمية

أخي مصطفى محمد ربعي
لقد شاهدت الرابط الذي أوضحته و تعليقي أن ما تم كتابته هو سيناريو لا يستند على حقائق , بمعنى هو تخيل لكيف تمت الأحداث و لكن ليست تلك التفاصيل مبنيه لا على معلومات أثرية و لا على سجلات تاريخية و لا شيء .... هي فقط توقع للأحداث صاغها الكاتب . و إن دققت بين ما كتب و بين ما كتبه الدكتور موريس بوكاي في كتابه فلن تجد توافق و خصوصا فيما يتعلق بشخصية فرعون موسى ذلك أن دكتور موريس يتوقع أن يكون مرنبتاح هو فرعون الخروج ( كما يسمى عند أهل الكتاب) و أما الدكتور صاحب الرابط الذي أشرت إليه فهو يؤكد في كتاباته أن رمسيس الثاني هو فرعون الخروج ....

محمد سليم
14/10/2007, 04:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن موضوع غرق فرعون موسى وما حدث مع فرعون في تلك اللحطة وإيمانه بالله وقتها من الغيبيات..والله سبحانه وتعالى قد أطلع سيدنا محمد على هذا الجزئية من الغيب ونزلها وحيًا عليه,ففرعون آمن في نهاية امره حيث قال:" آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" وقالها في حالة غرقه ولم يطلع عليها موسى او بنو إسرائيل ,ولكن الله سبحانه وتعالى أخبر نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بها...وقد قرأت تفسير العلامة إبن عاشور_وارتاح لتفسيره كثيرًا فهو من علماء عصرنا المبدعين بلاغة وتفسيرًا_:"وقال الله هذا الكلام له على لسان الملَك الموكل بتعذيبه تأييساً له من النجاة في الدنيا وفي الآخرة، تلك النجاة التي هي مأمولة حين قال:{ آمنت }[يونس: 90] إلى آخره، فإنه ما آمن إلا وقد تحقق بجميع ما قاله موسى، وعلم أن ما حل به كان بسبب غضب الله، ورجا من اعترافه له بالوحدانية أن يعفو عنه وينجيه من الغرق. ويدل على ذلك قول الله عقب كلامه { فاليوم ننجيك ببدنك } كما سيأتي.
والاستفهام في { ألآن } إنكاري. والآن: ظرف لفعل محذوف دل عليه قوله:{ آمنتُ }[يونس: 90] تقديره: الآن تؤمن، أي هذا الوقت. ويقدر الفعل مؤخراً، لأن الظرف دل عليه، ولأن محط الإنكار هو الظرف.
والإنكار مؤذن بأن الوقت الذي عُلق به الإنكار ليس وقتاً ينفع فيه الإيمان لأن الاستفهام الإنكاري في قوة النفي، فيكون المعنى: لا إيمان الآن.
والمنفي هو إيمانٌ ينجي مَن حصل منه في الدنيا والآخرة. وإنما لم ينفعه إيمانه لأنه جاء به في وقت حصول الموت. وهو وقت لا يقبل فيه إيمان الكافر ولا توبة العاصي، كما تقدم عند قوله تعالى:
{ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبتُ الآن ولا الذين يموتون وهم كفّار }[النساء: 18].
و(الآن) اسم ظرف للزمان الحاضر... وقد تقدم عند قوله تعالى:{ الآن خفَّف الله عنكم }في سورة [الأنفال: 66].
وجملة: وقد عصيتَ قبلُ وكنتَ من المفسدين } في موضع الحال من معمول (تؤمن) المحذوف، وهي موكدة لما في الاستفهام من معنى الإنكار، فإن إيمانه في ذلك الحين منكر، ويزيده إنكاراً أن صاحبه كان عاصياً لله ومفسداً للدين الذي أرسله الله إليه، ومفسداً في الأرض بالجور والظلم والتمويه بالسحر.
وصيغة: { كنتَ من المفسدين } أبلغ في الوصف بالإفساد من: وكنتَ مُفسداً، كما تقدم آنفاً، وبمقدار ما قدّمه من الآثام والفساد يشدّد عليه العذاب.
والفاء التي في قوله: { فاليوم } فاء الفصيحة، تفصح عن شرط مقدر في الكلام يدل عليه السياق. والمعنى: فإن رمتَ بإيمانك بعد فوات وقته أن أُنجيك من الغرق فاليوم ننجيك ببدنك، والكلام جار مجرى التهكم، فإطلاق الإنجاء على إخراجه من البحر استعارة تهكمية.
وليس مسوغها التهكم المحض كما هو الغالب في نوعها، بل فيها علاقة المشابهة، لأن إخراجه إلى البر كاملاً بشكّته يشبه الإنجاء، ولكنه ضد الإنجاء، فكان بالمشابهة، استعارة، وبالضدية تهكماً، والمجرور في قوله: { ببدنك } حال.
والأظهر أن الباء من قوله: { ببدنك } مزيدة للتأكيد، أي تأكيد آية إنجاء الجسد، فيكون قوله: (بدنك) في معنى البدل المطابق من الكاف في { ننجيك } كزيادة الباء في قول الحريري: «فإذا هو أبو زيد بعينه ومَينه».
والبدَن: الجسم بدون روح وهذا احتراس من أن يظن المراد الإنجاء من الغرق. والمعنى: ننجيك وأنت جسم. كما يقال: دخلت عليه فإذا هو جثة، لأنه لو لم يكن المقصود الاقتصار على تلك الحالة لما كان داع للبليغ أن يزيد ذلك القيد، فإن كل زيادة في كلام البليغ يقصد منها معنى زائد، وإلا لكانت حشوا في الكلام والكلام البليغ موزون، ولغة العرب مبنية على أساس الإيجاز.
و { لمن خلفك } أي من وراءك. والوراء: هنا مستعمل في معنى المتأخر والباقي، أي من ليسوا معك. والمراد بهم من يخلفه من الفراعنة ومن معهم من الكهنة والوزراء، أي لتكون ذاته آية على أن الله غالب من أشركوا به، وأن الله أعظم وأقهر من فرعون وآلهته في اعتقاد القبط، إذ يرون فرعون الإله عندهم طريحاً على شاطيء البحر غريقاً. فتلك ميتة لا يستطيعون معها الدجل بأنه رفع إلى السماء، أو أنه لم يزل يتابع بني إسرائيل، أو نحو ذلك من التكاذيب لأنهم كانوا يزعمون أن فرعون لا يُغلب، وأن الفراعنة حين يموتون إنما ينقلون إلى دار الخلود. ولذلك كانوا يموّهون على الناس فيبنون له البيوت في الأهرام ويودعون بها لباسه وطعامه ورياشه وأنفَس الأشياء عنده، فموته بالغرق وهو يُتبع أعداءه ميتَة لا تُوَوّلُ بشيء من ذلك، فلذلك جعل كونه آية لمن خلفه علة لإخراجه من غمرة الماء ميتاً كاملاً، فهم مضطرون إلى الاعتراف بأنه غرق إذا نظروا في تلك الآية.
ولم يعدم فرعون فائدة من إيمانه، فإن الله بحكمته قدر له الخروج من غمرات الماء، فلم يبق في الماء أكلة للحيتان ولكن لفظته الأمواج، وتلك حالة أقل خزياً من حالات سائر جيشه بها ظهر نفع ما له بما حصل لنفسه من الإيمان في آخر أحواله.
وكلمة { فاليوم } مستعملة في معنى (الآن) لأن اسم اليوم أطلق على جزء من زمن الحال مجازاً بعلاقة الكلية والجزئية.
وجملة: { وإنْ كثيراً من النّاس عن آياتنا لغافلون } تذييل لموعظة المشركين، والواو اعتراضية، أو واو الحال.
والمراد منه: دفع توهم النقص عن آيات الله عندما يحرم كثير من الناس الاهتداء بها، فهي في ذاتها دلائل هدى سواء انتفع بها بعض الناس أم لم ينتفعوا فالتقصير منهم.
واعلم أن هذه الآية أصرح آية في القرآن دلالةً على أن فرعون الذي أرسل إليه موسى والذي أتبع بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر قد أصابه الغرق. وقد أشارت إليه آية سورة الأعراف وآية سورة البقرة.
وفرعون هذا هو منفطاح الثاني، ويقال له (مَيْرنْبَتَا) ـ بياء فارسية ـ أو (منفتاح)، أو (منيفتا) وهو ابن رعمسيس الثاني المعروف عند اليونان باسم (سَيْزُوسْتريس)، من ملوك العائلة التاسعة عشرة من الأسر الفرعونية، وكانوا في حدود سنة1491 قبل المسيح.
قال ابن جُريج: كان فرعون هذا قصيراً أحمر فلا نشك في أن منفطاح الثاني مات غريقاً في البحر، وأنه خرجت جثته بعد الغرق فدُفن في وادي الملوك في صعيد مصر. فذكر المنقبون عن الآثار أنه وجد قبرُه هناك، وذلك يومىء إلى قوله تعالى: { فاليومَ نُنَجّيك ببدنك لتكونَ لمن خلفك آية }. ووجود قبر له إن صح بوجه محقق، لا ينافي أن يكون مات غريقاً، وإن كان مؤرخو القبط لم يتعرضوا لصفة موته، وما ذلك إلا لأن الكهنة أجمعوا على إخفائها كيلا يتطرق الشك إلى الأمة فيما يمجد به الكهنة كل فرعون من صفات بنوة الآلهة.
وخلفتْه في ملك مصر ابنته المسماة (طوسير) لأنه تركها وابناً صغيراً.
وقد جاء ذكر غرق فرعون في التوراة في الإصحاح الرابع عشر من سفر الخروج بعبارات مختلفة الصراحة والإغلاق.
ومن دقائق القرآن قوله تعالى: { فاليوم نُنجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية } وهي عبارة لم يأت مثلها فيما كتب من أخبار فرعون، وإنها لمن الإعجاز العلمي في القرآن إذ كانت الآية منطبقة على الواقع التاريخي. والظاهر أن الأمواج ألْقَت جثّته على الساحل الغربي من البحر الأحمر فعثر عليه الذين خرجوا يتقصون آثاره ممن بقُوا بعده بمدينة مصر لما استبطأوا رجوعه ورجوع جيشه، فرفعوه إلى المدينة وكان عبرة لهم."اهـ

المنتصر طموس
15/10/2007, 11:45 PM
الأخ محمد سليم
شكرا على إدراجك تفسيرا للعلامة إبن عاشور .
و لو تأملت معي يا أخي للتفسير ترى أن القناعة بأن البدن قد ظهر سبقت التفسير و أثرت عليه و نرى العديد من المفسرون قالوا أن البدن قد ظهر , و لذلك يأتي تفسيرهم للآيات من هذه الجهه , لقد ورد في كلام المفسر هنا التالي:
" فاء الفصيحة، تفصح عن شرط مقدر في الكلام يدل عليه السياق. والمعنى: فإن رمتَ بإيمانك بعد فوات وقته أن أُنجيك من الغرق فاليوم ننجيك ببدنك، والكلام جار مجرى التهكم، فإطلاق الإنجاء على إخراجه من البحر استعارة تهكمية."

لقد إعتقد أن هناك إستعارة تهكمية . قال أن هناك إستعارة لأن مفهوم النجاه هو السلامة و هو الحفاظ , و لكن عندما يعتقد أن النجاة هي الظهور يختلف الأمر... لذلك رجح المفسر أن هناك إستعارة تهكمية ... و لكن ماذا إن كان المقصود فعليا هو النجاة بمعنى الكلمة المباشر , أعتقد هنا يكون التفسير أبعدنا عن مقصد الآيات . .......

ثانيا : ليس هناك دليل قطعي على أن مرنبتاح هو فرعون موسى ... و من لديه دليل فاليتفضل به...

أحمد الأقطش
16/10/2007, 04:30 PM
الأخ العزيز محمد سليم،،

وفرعون هذا هو منفطاح الثاني
في باب الظن والتخمين لا يجوز استخدام العبارات التقريرية، لا سيما في تفسير كتاب الله، وهو المأخذ الشديد على إسرائيليات المفسرين قديماً، ويبدو أن الطبيعة البشرية الفضولية تأبى إلا هذا! فكلام الله ليس طوع استنتاجات العلماء الغربيين والمنقبين الآثاريين وعلماء المصريات يهوداً كانوا أم غير يهود! فعبارة (وفرعون هذا هو منفطاح الثاني) فيها اجتراء على القصة القرآنية عجيب، هذا مع ما هو معلوم عن السلف احترازهم من الجزم بشيء من المعاني أو الأخبار في كتاب الله خشية أن يُعدّ هذا اجتراءً على الله! وكان الأولى أن تصاغ هذه العبارة هكذا: (ومن المحتمل أن يكون فرعون هذا هو...).

وفرعون هذا هو منفطاح الثاني، ويقال له (مَيْرنْبَتَا) ـ بياء فارسية ـ أو (منفتاح)، أو (منيفتا)
الفرعون المشار إليه يُكتب اسمه بالمصرية القديمة هكذا (مر ن پتح) وعُرِّب إلى (مرنپتاح) ومعناه: المحبب إلى الإله پتاح.

وهو ابن رعمسيس الثاني المعروف عند اليونان باسم (سَيْزُوسْتريس)
من الفداحة بمكان أن يكون المستنـِـد إلى التاريخ المصري في تفسير القصص القرآني غير ملم به أساساً، ولديه من التخليط ما يجعل قوله ساقطاً من الاعتبار! فما أبعد رعمسيس الثاني عن (سيزوستريس)!! فهذا الأخير هو الاسم اليوناني للملك المصري (سنوسرة). فهذا في الدولة الحديثة، وذاك في الدولة الوسطى!!

فلا نشك في أن منفطاح الثاني مات غريقاً في البحر، وأنه خرجت جثته بعد الغرق فدُفن في وادي الملوك في صعيد مصر.
.. وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً!

وخلفتْه في ملك مصر ابنته المسماة (طوسير) لأنه تركها وابناً صغيراً.
لا أدري من أين جيء بهذا؟! فالملك مرنبتاح بن رعمسيس تولى مقاليد الحكم وهو في الستينيات من عمره، وخلفه على العرش ابنه (سيتي) الثاني. وأما (طوسير) هذه فليست سوى إحدى زوجات سيتي بن مرنبتاح، واسمها (توسرة).
http://touregypt.net/featurestories/seti2.htm

خالص تقديري واحترامي

المنتصر طموس
16/10/2007, 11:14 PM
رابط موضوعي في منتديات واتا هو
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=15676

غالب ياسين
19/10/2007, 10:55 AM
رابط موضوعي في منتديات واتا هو
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=15676

اخي الفاضل
المنتصر طموس
لو كان لدي اي علم بموضوعك لما ادرجت الموضوع وكررته
لك اعتذاري:fl:

المنتصر طموس
20/10/2007, 11:02 PM
أخي الفاضل غالب ياسين
شكرا على ردك الكريم ,
لقد كتبت ما كتبت و وضعته في ساحات حوار عدة طلبا للمساعدة و كان إستغرابي من أن البعض أخذ بعض ما كتبت و وضعه تحت إسمه و في هذا تشتيت للفكرة التي أريدها أن تصل , ذلك لأني صاحب المقال و أستفيد من النقاش بالسلب و الإيجاب و من واجبي التحقق و مناقشة ما كتبت على أن أظهرها إن ثبتت أو أن أنفيها إن إكتشفت غير ذلك ... و لكن تعجبي هو أنه بالرغم من أني صاحب المقال إلا أن لا أحد رد على مقالي الأصلي و لكن وجدت الردود على المقالات المدرجة تحت أسماء أخرى . و جعلني هذا أن أبحث في النت على مقالاتي التي كتبتها و نشرها آخرين تحت أسماءهم.. و بالرغم من أنني و بصراحة إنزعجت من وجود مقالي تحت أسم كاتب آخر إلا أن عزائي أن وجدت ردود بعضها مفيد .. مع الملاحظة بأن الرابط لموضوعي الأصلي يعمل من مشاركتي و لا يعمل هنا ... و من يريد الإطلاع على موضوعي الأصلي و مواضيعي الأخرى يمكن له بتتبع الرابط في مشاركتي ...
و أخيرا بارك الله في الجميع و ربنا يوفقنا لما فيه الخير و الصلاح لنا جميعا .... و هذه المسؤلية تقع على جميع الكتاب و الحمل ثقيل ...
و كل عام و انتم بخير .

المنتصر طموس
20/10/2007, 11:02 PM
أخي الفاضل غالب ياسين
شكرا على ردك الكريم ,
لقد كتبت ما كتبت و وضعته في ساحات حوار عدة طلبا للمساعدة و كان إستغرابي من أن البعض أخذ بعض ما كتبت و وضعه تحت إسمه و في هذا تشتيت للفكرة التي أريدها أن تصل , ذلك لأني صاحب المقال و أستفيد من النقاش بالسلب و الإيجاب و من واجبي التحقق و مناقشة ما كتبت على أن أظهرها إن ثبتت أو أن أنفيها إن إكتشفت غير ذلك ... و لكن تعجبي هو أنه بالرغم من أني صاحب المقال إلا أن لا أحد رد على مقالي الأصلي و لكن وجدت الردود على المقالات المدرجة تحت أسماء أخرى . و جعلني هذا أن أبحث في النت على مقالاتي التي كتبتها و نشرها آخرين تحت أسماءهم.. و بالرغم من أنني و بصراحة إنزعجت من وجود مقالي تحت أسم كاتب آخر إلا أن عزائي أن وجدت ردود بعضها مفيد .. مع الملاحظة بأن الرابط لموضوعي الأصلي يعمل من مشاركتي و لا يعمل هنا ... و من يريد الإطلاع على موضوعي الأصلي و مواضيعي الأخرى يمكن له بتتبع الرابط في مشاركتي ...
و أخيرا بارك الله في الجميع و ربنا يوفقنا لما فيه الخير و الصلاح لنا جميعا .... و هذه المسؤلية تقع على جميع الكتاب و الحمل ثقيل ...
و كل عام و انتم بخير .