المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله كريم ..



محمود النجار
10/10/2007, 12:03 AM
كان عليه أن ينتهي من تجميع المبلغ المطلوب للعملية الجراحية التي يفترض أن تجرى لابنته غدا ..
بقي مئة دينار .. لا بد من تدبرها بأية طريقة ..
الحرج وضيق الوقت كانا سيدَي الموقف ..
أخيرا تجرأ وطلبها من أخيه ..
كانت ليلة القدر المفترجة .. لم يفكر أخوه كثيرا .. مد يده وناوله مئة الدينار بأريحية عالية كأنه يمد له دينارا .. حتى إنه لم يسأله : متى ستسددها .. ؟!
يا إلهي .. ما هذا الفرج ؟! سبحانك ربي ما أعظم شأنك .. !
تناول المبلغ ، وهرول سعيدا ممتطيا سعادة قبله إلى الشارع الرئيسي ، ليركب أول سيارة أجرة تصادفه ليطير إلى البيت ويبشر ابنته وزوجته ..
وما هي إلا دقائق حتى كان أسفل البيت ..
ناول السائق دينارا ، وسامحه بخمسة عشر قرشا ، وصعد ملهوفا إلى البيت ..
ـ الحمد لله أمنت المبلغ بالكامل ، يبقى مصاريف التنقل والمفاجآت ..
ـ لا بأس يا ابن الحلال ، الله سوف ييسرها بإذنه تعالى .. الله كريم ..
بعد السحور ، مد يده في جيبه ؛ ليعطي المبلغ لزوجته التي سترافق ابنته إلى المستشفى صباحا ؛ فوجده ناقصا خمسين دينارا .. !!
نظر إلى عيني السائق ثانية ؛ فوجدهما تبرقان لصيد ثمين .. !!


محمود النجار

سعيد أبو نعسة
10/10/2007, 11:43 PM
أخي الكريم محمود النجار
هذه قصة قصيرة و لا ينطبق عليها وصف القصة القصيرة جدا لأن للأخيرة شروطا قاسية ذكرتها في مقالتي المثبتة في هذا القسم .
و لي سؤال : لقد ذكرت في خاتمة القصة :( نظر إلى عيني السائق ثانية ؛ فوجدهما تبرقان لصيد ثمين .. !!) فهل ظل السائق ينتظر هذا الراكب حتى ما بعد السحور ؟؟
دمت في خير و عطاء

مجدي السماك
11/10/2007, 01:43 AM
اخي العزيز المبدع محمود النجار ..القصة ممتعة ..و بها عبرة وحكمة .
و لكن كيف نظر بعيني السائق و هو قد صعد الى البيت ..هل السائق صعد معه .
لغة سلسة ممتنعة ..تحياتي لك .

محمود النجار
11/10/2007, 03:18 PM
الأخوان العزيزيان
مجدي السماك
سعيد أبو نعسة

لم أتصور أنكما ستأخذان ( نظرته لعيني السائق ) على الحقيقة .. !!
أنا أستهجن منكما ذلك .. !!!

لي عودة

محمود النجار

سعيد نويضي
12/10/2007, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الاستاذ محمود...غالبا ما الفرحة حين تغمرنا تنسينا بعض الشيء قواعد الحياة...و منها قواعد الدقة في العمل و الوضوح في الرؤيا...ففرحة الأب الذي أمن مصاريف العملية أنسته المحاسبة مع سائق الطاكسي ...ففي اعتقاده أنه ترك له إكرمية خمسة قروش و لم يحا سبه عليها...
فلو كنت استعملت مع كامل احترامي للمخزون الأدبي لديك عوض جملة:{ نظر إلى عيني السائق ثانية ؛ فوجدهما تبرقان لصيد ثمين...}في وقت السحور...لأنه ما كانت خمسة قروش بل هي خمسون دينارا {لحظتها تذكر نظرة السائق حين أربرقتا لصيد ثمين...} ...لأن زمن معرفة حقيقة ما لديه من النقود كان في وقت متأخر...لاستقام الزمن في سرد القصة...

دمت مبدعا و في رعاية الله جل و علا...

سعيد أبو نعسة
12/10/2007, 07:17 PM
أخي الكريم محمود النجار
لا تتعب نفسك بالعودة إذا كنت لا تدرك معنى كلمة ( استهجن )
إذا كنت تظن أنك فوق النقد فأنت مخطئ تماما لأن الكمال لله وحده و لأن النص حين يُنشر يصبح ملكا لكل من يقرؤه و له الحق في مناقشته و نقده نقدا بنّاء
الإعتراف بالخطأ فضيلة لا يقر بها إلا من يملكون الشجاعة الأدبية
لن أسترسل في هذا الجدل فوقتي أثمن بكثير من صرفه في المهاترات التي بدأت ألحظ تسللها إلى هذا المنتدى الكريم

محمود النجار
13/10/2007, 01:27 PM
أخي الكريم محمود النجار
لا تتعب نفسك بالعودة إذا كنت لا تدرك معنى كلمة ( استهجن )
إذا كنت تظن أنك فوق النقد فأنت مخطئ تماما لأن الكمال لله وحده و لأن النص حين يُنشر يصبح ملكا لكل من يقرؤه و له الحق في مناقشته و نقده نقدا بنّاء
الإعتراف بالخطأ فضيلة لا يقر بها إلا من يملكون الشجاعة الأدبية
لن أسترسل في هذا الجدل فوقتي أثمن بكثير من صرفه في المهاترات التي بدأت ألحظ تسللها إلى هذا المنتدى الكريم

غفر الله لك يا أخي الفاضل سعيد أبو نعسة
بل أنا أول من يركع أمام النقد ..
لكن أليس من حقي أن أقول أنني أستهجن ، وذلك لأنني أرى من منظوري لفهم الجملة أن الجملة صحيحة ، بل متفوقة ..

" بعد السحور ، مد يده في جيبه ؛ ليعطي المبلغ لزوجته التي سترافق ابنته إلى المستشفى صباحا ؛ فوجده ناقصا خمسين دينارا .. !!
نظر إلى عيني السائق ثانية ؛ فوجدهما تبرقان لصيد ثمين .. " !!

الجملة الأخيرة أخي الفاضل : لا تقول أبدا أن السائق ظل ينتظر في الشارع ، إنها تعني أبعد من ذلك إنها تعني أنه تخيل عيني السائق حين أعطاه الدنانير الخمسين ، إنها تعني العودة إلى الخلف ، الارتداد إلى الماضي ضمن أسلوب القطع الاسترجاعي ( الإضاءة الخلفية أو تيار الوعي ) وهذا مما يثري بناء القصة من خلال استدعاء الأحداث الفائتة لإقامة مفارقات مع الأحداث القائمة ، وهنا مكمن المفارقة .

وعلى كل حال أن أعتذر عن كلمة ( أستهجن ) إن كانت آذتك إلى هذا الحد .. واعلم أنني أتقبل النقد تقبلا مغايرا لتقبل كثيرين ، وأحترم كل كلمة تخط في أي نص من نصوصي ..

أخي اقبل حبي وتقديري

محمود النجار

فيصل الزوايدي
13/10/2007, 04:02 PM
أخي محمود النجار أسعدتني هذه الاريحية في تقبل النقد من اخوينا سعيد أبو نعسة و مجدي السماك و اسعدني اكثر اعتذارك عن كلمة "استهجن " التي لم يستسغها أخونا ابو نعسة ..
القصة اعجبتني في نهايتها .. كيف انكشف سر الدنانير الناقصة عندما تذكر عيني السائق فوميضهما الغريب كان لمبلغ اقتنصه ذات غفلة من الاب المضطرب فرحا و خوفا و ليس لقروش قليلة قُدِّمت له
مع المودة

سعيد أبو نعسة
13/10/2007, 07:02 PM
أخي الكريم محمود النجار
استهجن في اللغة تعني استقبح
و لو قلت أستغرب لكانت أبلغ في الدلالة
المهم أن الزمان في القصة لا بد له من قرينة دالة عليه إن لم يذكر صراحة و هذا ما لم يتوفر في الجملة الأخيرة
دمت مبدعا

عبد الحميد الغرباوي
14/10/2007, 12:02 AM
أخي الشاعر محمود،
الجملة التي أثارت ما أثارت، لوكانت لقطة في فيلم قصير جدا، لعمد المخرج إلى استعمال (فلاش باك)، و هي تقنية العودة إلى الخلف أو إلى الوراء..
و هكذا سترى أن المخرج سيكون بذلك قد حافظ على السياقات الزمنية داخل الشريط ...
بعد الشرح الذي قدمته انجلى الأمر..لكن هل سيكون الكاتب حاضرا دوما إلى جانب القارئ لتوضيح ما غمض عليه أو ما استعصى عليه فهمه؟...
ما حصل في سردك للأحداث أن قطعا ما لم يحدث، و أن لا شيء فصل بين الزمنين، مما أحدث إرباكا في تقبل الجملة الأخيرة، ليس عند الأديب سعيد أبي نعسة فحسب، فأنا أيضا أحسست بشيء ما ينقص القفلة...
و أنا مع اقتراح سعيد النويضي:"لحظتها تذكر نظرة السائق حين أبرقتا لصيد ثمين."بدل:"نظر إلى عيني السائق ثانية ؛ فوجدهما تبرقان لصيد ثمين .. !!"
و تأمل معي لفظة: "ثانية" ألا تشير إلى أن النظرة الأولى تلتها نظرة ثانية في سياق زمني واحد؟...

مودتي

حسام الدين نوالي
14/10/2007, 12:24 AM
الأخوة الكرام..

مسألة هذا الخلاف تعيدني إلى مسألة "قراءة المبدع لنصه عن بُعد"، والقراءة بمسافة ما ليست متيسرة دائما،..
لنتفق سلفا أن الكاتب يعرف تماما ما يريد قوله، لكن هل تسعفه العبارة؟، فالمتلقي يتعامل مع النص على المستوى اللغوي الصرف أولا، وفي حال ارتباك ما يتعذر التواصل..
الأستاذ محمود النجار يفسر الفقرة ب "الإضاءة الخلفية أو تيار الوعي "، صحيح أن هذا ما سعى إليه في الكتابة، لكن هل النص يقول هذا؟..
شخصيا ارتبكت عند قراءة المقطع، لكن خمنت تقريبا الفكرة،و مع ذلك أحسست أن بيني وبين النص خيطا غير ثابت..

زاهية بنت البحر
14/10/2007, 05:03 PM
الأستاذ محمود النجار يفسر الفقرة ب "الإضاءة الخلفية أو تيار الوعي "، صحيح أن هذا ما سعى إليه في الكتابة، لكن هل النص يقول هذا؟..
شخصيا ارتبكت عند قراءة المقطع، لكن خمنت تقريبا الفكرة،و مع ذلك أحسست أن بيني وبين النص خيطا غير ثابت..
حسام الدين نوالي
أجل هذا ماكان وأنا أقرأ النص والحل بسيط بضافة تذكر كما اقترح الأخ سعيد نويضي.الحدث مؤلم جدا لمن وقع له ومؤثرة جدا بالنسبة لي كقارئة .
بارك الله بكم جميعًا ونفعنا بكم
قبله =قلبه
أختكم
بنت البحر

محمود النجار
15/10/2007, 07:03 PM
أخي الكريم محمود النجار
استهجن في اللغة تعني استقبح
و لو قلت أستغرب لكانت أبلغ في الدلالة
المهم أن الزمان في القصة لا بد له من قرينة دالة عليه إن لم يذكر صراحة و هذا ما لم يتوفر في الجملة الأخيرة
دمت مبدعا

أخي سعيد أبو نعسة
هون عليك ..

بالنسبة لكلمة ( أستجن ) ، لم ترد في المعجمات القديمة ، فهي لفظ مولّد ، و (الهجين ) لها في لسان العرب معان كثيرة .
وقد أخطأت بعض المعجمات ( كما أرى ) في تخصيص معنى ( أستقبح ) لها .. !
وفي كل حال أنا تعاملت مع المفردة على أنها بمعنى ( أستغرب جدا ) ، وقد فاجأني معناها في المنجد ( أستقبح ) ؛ فرجعت للسان العرب فلم أجد هذا الوزن ( أستفعل ) من الفعل ( هجن ) .. !

ما يهني في الموضوع أنني استخدمت المعنى الدلالي المركوز في ذهني أنها بمعنى ( أستغرب جدا ) ..

لك مودتي وتقديري


أخوكم / محمود النجار

محمود النجار
15/10/2007, 07:16 PM
أحترم جدا كل ما قاله الإخوة ، وكل ما علقوا به ..
لكنني أظن أن على المتلقي أن يفكر في الجملة قليلا .. أن يسأل نفسه : كيف نظر الأب ثانية إلى السائق ؟!
أتصور أن اللغة المباشرة لحظة التنوير ستكون عبئا على النص ، وسيفقد بريقه ، سوف تحمل تفسيرا للمفارقة .. !
لا أدري .. أريد أن أقتنع بكل ما قاله اإخوة المبدعون ؛ فلا أستطيع ، ثم أقول لنفسي : كل هذا الكم من الآراء خطأ ، وانا على صواب ؟! فأعود لأحاول أن أقتنع ؛ فلا أستطيع .. !

على كل حال ، أحترم جدا آراء الإخوة جميعا ، ولا أقول أبدا أنني على صواب ، وهم مخطئون ، فقط أرجو أن يتقبل الإخوة الأحبة أنني أريدها هكذا ، دون التقليل من شأن كل ما قالوا ، فمن لا يحترم رأي الآخرين ، لا يستحق الاحترام ..

لكم مودتي


محمود النجار