المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملابس العيد



حنين حمودة
10/10/2007, 07:07 PM
ملابس العيد

وَضَعتُ رَأسِي عَلى الوِسَادَةِ، وأَنَا أَحلُمُ بِمَلابِسِ العِيدِ التِي اشتَرَيتُهَا مِنَ السُّوقِ أَنَا وماما.


ثَوبُ مَلِيءٌ بِالأَزهَارِ، لَهُ جَيبَانِ كَبِيرَانِ، وكَشَاكِشُ بَيضَاءُ جَمِيلَةٌ تُلفِتُ الأَنظَارَ، وحِينَ أَمُدُّ يَدِي وأَلُفُّ بِحِذَائِي الأَسوَدِ اللمَّاعِ الجَدِيدِ، تَنفَرِدُ طَيَّاتُ ثَوبِي لِتَرسُمَ دَائِرَةً كَبِيرَةً .. أَقِفُ أَنا فِي وَسَطِهَا.


تَمَنَّيتُ أَنْ أَظَلَّ أَلُفُّ وأَلُفُّ وأَلُفُّ.. إِلا أَنَّ ماما أَمَرَتْني أَنْ أَخلَعَ الثَّوبَ الجَدِيدَ. قَالَتْ: إِنَّهُ لِلعِيدِ. لَم يَأْتِ العِيدُ بَعدُ!


جَلَستُ عَلى المِقعَدِ القَرِيبِ بِهُدُوءٍ، ورَفَعتُ قَدَمَيَّ لأَرَى جَمَالَ الحِذَاءِ الجَدِيدِ، وإِنْ كَانَ يَلِيقُ بِالثَّوبِ!
قَالتْ ماما: سَيَتَجَعلَك. عَلِّقِيهِ في الخِزَانَةِ، يا حَبِيبَتِي.


خَلَعتُهُ. عَلَّقتُهُ.. ثُمَّ لَبِستُهُ مَرَّةً ثَانِيَةً لأَتَأَكَّدَ مِن أَنَّ طُولَهُ مُنَاسِبٌ.
خَلَعتُهُ. لَبِستُهُ. خَلَعتُهُ .. قِستُهُ خَمسَ مَرَّاتٍ، حَتَّى أَخَذَتهُ ماما وعَلَّقَتهُ في خِزَانَتِهَا.


لَبِستُ مَلابِسَ النَّومِ. قَبَّلتُ ماما وبابا .. : تُصبِحونَ عَلى خَيرٍ،


ثُمَّ دَخَلتُ غُرفَتِي، واندَسَستُ في فِرَاشِي.
أَغلَقتُ عَينَيَّ وتَخَيَّلتُ ثَوبِي ..


فَتَحتُ عَينَيَّ..
سَحَبتُ غِطَائِي إِلى أَعلَى أَكثَر، ونَظَرتُ إِلى أَحلَى حِذاءٍ لِلعِيدِ!

أبويزيدأحمدالعزام
10/10/2007, 07:35 PM
سبحان الله,أجمل مافي الأطفال براءتهم وعنفوانهم,اذكر عندما كنت صغيرا من شدة لهفتي للعيد وانتظاري له لا استطيع ان انام,انتظر الصباح لألبس ملابس العيد واخرج مع رفاقي,وصف رائع دكتورة حنين
تحية.

حسام الدين نوالي
12/10/2007, 05:40 PM
الفاضلة حنين..
ملابس العيد هي حكاية نعيشها هذه الأيام، الأباء يشترون ملابس لأطفالهم بمناسبة العيد، لكن لا احد يتساءل: ما الذي يُفرح الطفل أكثر: العيد أم ملابسه؟
بصيغة أخرى، الكثير من الأشياء في حياتنا لها ارتباطات جمالية ليس بذاتها بل بغيرها، تقريبا كل ما يدخل في نطاق الثقافة المجتمعية.. وهنا في النص، يبدو أن الطفلة مستعجلة، (هل هو استعجال ارتداء الملابس، أم استعجال عيش لحظات العيد؟)،
ربما الأطفال لا يميزون بالتحديد فروقا بين العيد وطقوسه، لكنهم حتما يعيشون أعلى منا فرحة، واكثر اندماجا في طقوس العيد ولحظاته..
على مستوى الشكل، أريد أن أشيد بملكة الالتقاط لدى الكاتبة.. تملك ما يجعلها تمنح الأشياء الصغيرة العابرة وقفة تقود المتلقي حتما نحو متعة الحكي.
مودتي

لطفي منصور
18/10/2007, 07:46 PM
حقا دخلت إلى نفس الطفل وتجولت آمنة مطمئنة فخرجت بصدق فني معبر في إبداع .
قبل رمضان بأيام كان ابني وهو في العاشرة من عمره في زيارة لعمان ... مع والدته .. وأحضر من الملابس ما أعجبه ... لم يلبس بعضها ... أي بقيت جديده ...وكنت أعتقد وأمه أنه سيلبس منها يوم العيد ... ولكنه فاجأنا بأنه يريد شراء ملابس للعيد أفهمته بأن ملابسه جديدة لم يلبسها .. وهي تصلح للعيد ولا يوجد أجمل منها هنا ... وعبثا حاولنا ... فهذه ليست ملابس عيد ... وأصر ... رفضت من باب عدم تدليع الولد .... غضب وذهب إلى غرفة جدته التي يحبها وتحبه فوق التصور .... فأعطته عشرين دينارا ليشتري الملابس .... حاولت إقناعها ... بأن ملابسه جديدة لم تلبس مطلقا فأصرت أكثر منه .... وولدي هذا ترتيبه الرابع والأخير بين إخوانه ... والفرق في العمر بينه وبين أخيه الأكبر منه مباشرة ثلاثة عشر عاما .... فهو الصغير الأوحد في البيت منذ ولادته .... اتصلت بأخيه الأكبر في مدينة رام الله وطلبت منه شراء ملابس لأخيه ..
ولم تتصوري حاله بعد ذلك فبعد الوجوم والصمت بدأ يغني ويلعب ويمازح جدته ويحضر ألعابه ... ويحسب كم معه من النقود ... وما مشاريعه غدا ... أما نحن الكبار فالهموم أفقدتنا معنى الفرحة بالعيد .... حقا إن العيد للأ طفال لهم فبه متعه ... ويرون فيه التميز والجمال .... وهم بذلك محقون وفي نظرتهم صادقون ... ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :( للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) .
سلمت أختاه

لطفي منصور

عزة أحمد أنور
19/10/2007, 01:34 AM
الجميلة حنين
قصة رائعة ...لقد شعرت بالسعادة وانا اتخيل نفسي ارتدي فستانك وألف به ..ليرسم دائرة أنا في وسطها احسست أن الشحنة العاطفية والجمالية للقصة نفذت إلي لكن الفقرة الأخيرة والتي تبدأ ب "فتحت عيني" شعرت أنها لاتدفع الحدث في القصة بدت مثل شىء زائد .. أظن أنها تظل أجمل لوحلقت مع طائر الخيال .. دون استطراد.
محبتي
عزة

حنين حمودة
19/10/2007, 08:49 AM
أستاذي الشاعر لطفي
امتناني لمرورك
سعيدة لأن مشاعري وجدت صدى لديك

حنين حمودة
19/10/2007, 08:55 AM
العزيزة عزة
كنت قد قسمت القصة لصفحات، سطر أو ما قسم له وصورة.
رسمي سيء جدا لكنه يعبر عن الفكرة.
في الصورة قبل الأخيرة نراها في السرير ممددة وقد أغلقت عينيها.
في الصفحة الأخيرة ... تفتح عينيها وتشد الغطاء نحوها للأعلى
لترى وترينا الحذاء!

عزيزتي، لا تبخلي علينا بملاحظاتك.
وجدت نسخة يتيمة لرسمي ملون عليها بشكل سيء من قبل الأطفال
قد ارفقها كما هي... سأحاول.
تقديري

حنين حمودة
20/12/2007, 11:57 AM
أخي ابا هاجر
كل عام وأنت بخير
وشكرا لمرورك

ابراهيم ابويه
20/03/2008, 12:29 PM
كل مولد وانتم بالف خير.
قصة جميلة جدا.

هيمى المفتي
05/09/2008, 08:34 AM
الأستاذة حنين
لقطة جميلة جداً ومؤثرة، لكن هل هي موجهة للطفل؟.. أظن أنها عن الطفل، لكنها موجهة للكبار..
كل الشكر لك

عبدالقادربوميدونة
05/09/2008, 10:49 PM
من كان يقف وراء الطفل الرجل ..طفل الحجارة ؟
الأخت حنين حمودة .. قصتك قصة تربوية هادفة بامتياز ..الكتابة عن الطفل وللطفل ليست بالسهولة التي نعتقد .هكذا علمنا علماء نفس الطفل ..هناك مدرستان في هذا الشأن ..واحدة تلقينية تنسيخية كيفما أردت تنشئة أبنائك يكونون ..
" يولد الولد على الفطرة وأبواه يهودانه أوينصرانه أويمجسانه .." فماذا غرسنا في نفوس جيل اليوم يا ترى ؟
لقد أدى الأباء رسالتهم كاملة.. أخلاقية ودينية وتربوية .وها نحن أباء وأبناؤنا فيهم الثوار..أبناء الحجارة وفيهم المنسلخون المقلدون المنبهرون ببهرجة العولمة والتكنولوجية الحديثة يستخدمونها فيما يضر بمجتمعاتهم ..
فكيف يمكن تحديد معالم سبيل مستقيم لتنشئة جيل محصن ذاتيا..ضد محاولات تذويبه وصهره في ثقافات غريبة عنه وعن أبائه وأجداده .. متسلحا بالعلم ومتمسكا بقيم الأصالة ومتشبعا بفضائل الحب مزودا بروح الوطنية الحقة ..منفتحا على جديد الحضارة ومنافعها..
كيف يمكن مواجهة حملات التنصيروالأمركة والصهينة التي تجتاح العالم اليوم ..التي تمتلك كل وسائل التأثير النفسي على الإنسان العربي ؟
الموقف بين هذين النمطين المتناقضين هو واجب كل مرب واع ..واجبه في البحث فيهما وانتهاج السبيل الأصلح والأنجع منهما .. لبناء جيل راسخ الأقدام ..ينتمي لأمته دون تزمت مرفوض أودون تطرف مقيت أوإفراط ودون تفسخ وانحلال وتفريط ..
قصتك كانت تصورببراعة عالم الطفولة البريء الصافي ..المليء بالفرح والبهجة والأحلام اللذيذة..
فرحة العيد وملابسه لا يستطيع التعبيرعنها إلا من كان ما يزال الطفل يكبر معه وفيه ..وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد ..ويا حبذا لوتوقفت قصتك عند :
... " وتصبحون على خير. " لكانت خير ا وأجمل ..وشكرا لك .