نانيس خطاب
11/10/2007, 11:51 AM
منذ نعومة أظافرى وأنا شخص مميَّز فقد كنت مميَّزًا فى عائلتى وبين اصدقائى
التحقت بالجامعة وكلمة " مميز " مخطوطة على جبينى حتى قابلتها... فقط " هى " من رأتنى إنسانا عاديا
كانت متفوقه دراسياً تساعد كل من يحتاج إليها ، حاولت طوال الأربع سنوات الدراسية جذبها بكل الطرق فلم أفلح ثم حاولت منافستها فلم أستطع
أخيرا طردتها من رأسي المكتظ بالفتيات واللعب والسهر.
انتهت الدراسة ورميتها فى سلة الذكريات، وذات يوم ذهبت لاستلم عملى الجديد فى شركة كبيرة وأنا فى ملل وبرود.
هربت سحابات الملل من سماء حياتى لحظة واحده عندما رأيتها تصعد درجات سلم الشركة فأدركت أنها ستتقدم للوظيفة معي وتحرك الغرور بداخلى عندما توجهت نحوى
وابتسمت ابتسامة عذبة وقالت: لو سمحت هل تعرف الطابق الذى يقدم فيه أوراق وظيفة المحاسبة؟
تلعثمت وتصبَّبَ العرق من جبينى؛ ليمحو كلمة (التميز) والتقطت منديلاً لأمسح وجهى ،واسترقت نظرة إلى وجهها الجميل الفاتن
قلت: نعم إنه فى الطابق الخامس .
ابتسمت برقة وقالت: شكرًا.. أستاذ معتز.
وتركتنى وأنا أدُورُ في دوامة ذاكرتي وأقول في نفسى: هل تعرفنى؟! أتعرف اسمي؟! كيف وقد كنت أظنها تجهلنى ؟! وقلت لنفسى باستعلاء: لنبدأ اللعبة ... جريت وراءها فوجدتها على السلم وقلت بابتسامة ماكرة: أنت الآنسة إيمان
أليس كذلك؟! فابتسمت وأومأت برأسها، لي: بلى.
استطردت: لقد كنت زميلتي فى كلية التجارة، أتعرفيننى؟!
قالت بخجل: نعم أعرفك فأنت زميل كفاح أربع سنوات دراسة وابتسمت ابتسامة خجلى.
سألتها : لماذا لم تستقلى المصعد؟ قالت: إنه للعاملين فى الشركة فقط.
قلت: ومن الذى رشحك للعمل هنا؟
قالت: الدكتور أشرف، ابتسمت بضيق وقد سرى الغضب فى أوصالى فقد كان شخصية مرموقة وترشيحه لها وسام يضاف لرصيدها ، ومن المؤكد إنهم سيرحبون بها فى الوظيفة وسيكون لها وضع مميز.
قلت فى تعال: أما أنا فأبى صديق المدير، وجاذبتها أطراف الحديث حتى وصلنا إلى غرفة تقديم الأوراق، وانهمكت فى تقديم الأوراق.
مرت الأيام واستلمنا العمل وفرحت؛ لأنها قريبة منى وكنا نتبادل الأحاديث عن ذكريات الجامعة
فى يوم طِرْتُ إلى العمل مبكرا.... ذهبت إلى مكتبها قلت لها بنظرة تعبر شواطئ عينيها: لن أقدم لك مقدمات ولا شرحاً.
كل ما أريد قوله: أريد أن أتزوجك.
أحمر وجهها خجلا وتاهت الكلمات فى ثغرها الباسم وقد أحنت رأسها فأدركت أنها موافقة.
تقدمت لأسرتها لخطبتها ، فتمت الموافقة وبقينا على ما يرام
حتى جاء يوم عقد القران وجهزت كل شئ وجاء المدعوون وتأخرت طويلا، وعندما جئت جَرَتْ نحوي وقالت: معتز ..لماذا تأخرت هكذا؟! أليس اليوم موعد عقد قراننا ؟!
قلت وقد ركب الغرور رأسي واكتملت خيوط الخطة العنكوبتية عندي : عقد قران من ؟ ألا تعرفين الفارق الاجتماعي بيننا ؟ وما هي إلا لحظات .... وإذ بها
تسكتنى بكلمات باردة كالماء الذى يطفئ النار قالت بصوت متوجع يمتلئ كبرياءً: أيها السادة نعتذر لكم ليس هناك حفل لعقد القران اليوم ... لأن العريس مات ، ونظرت لى نظرة صارمة، وقد صرخت بداخل عينيها الدموع المقيدة بقيود التعالى :
مات عريسي فى قلبى ودفنت معه الذكريات الجميلة والأحلام الوردية، وتابعت: شكرا لكم على مجيئكم لحفلنا
انصرفت من أمامى، ووقفت بلا حراك كقالب الثلج من هول المفاجأة.
لقد فشلت خطتى ، فلم تكن هذه النهاية التى رسمتها، فقد كنت أظنها ستستنجد بى، وتستعطفنى وتبكى بين يديَّ، وأسترد كرامتى ثم نعقد قراننا، وذلك بعد خضوعها وكسرها أمامى وأمام كل من كان يظنها أفضل وفى نهاية الخطة أكسرها وأفوز بها وأنال الاثنين معا.
خرجت وأنا مذهول أجُرُّ أذيال الخيبة ومشيت فى الشوارع؛ لا أعرف كم مر عليَّ من الزمن؟! وفى النهاية وصلت إلى منزلى وارتميت على سريرى، وقد أصبحت أنا المكسور المهزوم، فقد كان كسرى الحقيقى فى فقدها وليس فى التفا هات السابقة وبرزت التساؤلات فى رأسى كيف وصلت بى الأفكار الشيطانية إلى هذه اللعبة الدنيئة؟!
وماذا فعلت هى لتستحق منى كل هذا العذاب؟ ولماذا رسمت هذه الخطة الحقيرة؟! وأنا أحبها حبا حقيقيا ولن أستطيع تحمل هجرها.
َانْهَرْتُ وعندما حاولت تجميع شتات نفسى فقررت البوح لها بحبى العميق ...لكنني حين عرفت أنها طلبت الانتقال لفرع الشركة فى الخارج. شعرت أن حبها يسمو فوق نفسى وذاتى وتميزى؛ ولذلك عرفت ميعاد سفرها وذهبت إلى المطار ورميت الخجل والأنا و شعوري بالتميز وراء ظهرى وقررت الاعتراف لها بحبى واستعدادي لتحقيق أى مطلب لها ؛ فلن أجد أغلى وأعز منها فمعها تتحقق
كرامتى وأبني مستقبلى ،اتجهت نحو المطار ورأيتها تحمل حقيبتها فأسرعت إليها والتقت عيوننا، واحمر وجهها ولكن هذه المرة غضبا وحنقا، وقبل أن تبدأ كلامها قلت بهدوء: إيمان.. أرجوك أسمعينى هذه المرة فقط، فهذا الكلام مختلف عما قبله لأنه يخرج من قلب حزين يلفه الندم على ما كان مني ....
قالت بصرامة: ومن جرح وكسر هذا القلب؟! وتابعت متهكمة: صاحبه هو من جرحه وكسره.
قلت بحزن: نعم ! ولكنها لحظة شعور بالأنا والكبر فسامحيني .
قالت بمرارة: الحب والكره لا يجتمعان فى قلب واحد
قلت فى خجل: نعم ولكن التسامح والمغفرة يا أحب الناس
قالت وهي قلقة مربكة: لقد حان موعد الطائرة. قلت بصوت متهدج: إيمان.. أرجوك سامحينى أو افعلى بى ما شئت؛ ولكن لا تهجرينى ولا تتركينى وحيدا بعد ما فتحتِ لى أبواب السعادة والحياة والحب لا تغلقيها فى وجهى ثانية.
قالت: لقد مات حبك فى قلبى ومن مات لا يحيا ثانية مع السلامة يا معتز
تركتنى وهي تبدو قوية شامخة........ أما أنا أشعر أننى أضعف وأضعف، حتى صرت منهارا تمام الانهيار .
نانيس خطاب _ مصر
روح الحب
شكرا للقائ
roh_el_hob@hotmail.com
التحقت بالجامعة وكلمة " مميز " مخطوطة على جبينى حتى قابلتها... فقط " هى " من رأتنى إنسانا عاديا
كانت متفوقه دراسياً تساعد كل من يحتاج إليها ، حاولت طوال الأربع سنوات الدراسية جذبها بكل الطرق فلم أفلح ثم حاولت منافستها فلم أستطع
أخيرا طردتها من رأسي المكتظ بالفتيات واللعب والسهر.
انتهت الدراسة ورميتها فى سلة الذكريات، وذات يوم ذهبت لاستلم عملى الجديد فى شركة كبيرة وأنا فى ملل وبرود.
هربت سحابات الملل من سماء حياتى لحظة واحده عندما رأيتها تصعد درجات سلم الشركة فأدركت أنها ستتقدم للوظيفة معي وتحرك الغرور بداخلى عندما توجهت نحوى
وابتسمت ابتسامة عذبة وقالت: لو سمحت هل تعرف الطابق الذى يقدم فيه أوراق وظيفة المحاسبة؟
تلعثمت وتصبَّبَ العرق من جبينى؛ ليمحو كلمة (التميز) والتقطت منديلاً لأمسح وجهى ،واسترقت نظرة إلى وجهها الجميل الفاتن
قلت: نعم إنه فى الطابق الخامس .
ابتسمت برقة وقالت: شكرًا.. أستاذ معتز.
وتركتنى وأنا أدُورُ في دوامة ذاكرتي وأقول في نفسى: هل تعرفنى؟! أتعرف اسمي؟! كيف وقد كنت أظنها تجهلنى ؟! وقلت لنفسى باستعلاء: لنبدأ اللعبة ... جريت وراءها فوجدتها على السلم وقلت بابتسامة ماكرة: أنت الآنسة إيمان
أليس كذلك؟! فابتسمت وأومأت برأسها، لي: بلى.
استطردت: لقد كنت زميلتي فى كلية التجارة، أتعرفيننى؟!
قالت بخجل: نعم أعرفك فأنت زميل كفاح أربع سنوات دراسة وابتسمت ابتسامة خجلى.
سألتها : لماذا لم تستقلى المصعد؟ قالت: إنه للعاملين فى الشركة فقط.
قلت: ومن الذى رشحك للعمل هنا؟
قالت: الدكتور أشرف، ابتسمت بضيق وقد سرى الغضب فى أوصالى فقد كان شخصية مرموقة وترشيحه لها وسام يضاف لرصيدها ، ومن المؤكد إنهم سيرحبون بها فى الوظيفة وسيكون لها وضع مميز.
قلت فى تعال: أما أنا فأبى صديق المدير، وجاذبتها أطراف الحديث حتى وصلنا إلى غرفة تقديم الأوراق، وانهمكت فى تقديم الأوراق.
مرت الأيام واستلمنا العمل وفرحت؛ لأنها قريبة منى وكنا نتبادل الأحاديث عن ذكريات الجامعة
فى يوم طِرْتُ إلى العمل مبكرا.... ذهبت إلى مكتبها قلت لها بنظرة تعبر شواطئ عينيها: لن أقدم لك مقدمات ولا شرحاً.
كل ما أريد قوله: أريد أن أتزوجك.
أحمر وجهها خجلا وتاهت الكلمات فى ثغرها الباسم وقد أحنت رأسها فأدركت أنها موافقة.
تقدمت لأسرتها لخطبتها ، فتمت الموافقة وبقينا على ما يرام
حتى جاء يوم عقد القران وجهزت كل شئ وجاء المدعوون وتأخرت طويلا، وعندما جئت جَرَتْ نحوي وقالت: معتز ..لماذا تأخرت هكذا؟! أليس اليوم موعد عقد قراننا ؟!
قلت وقد ركب الغرور رأسي واكتملت خيوط الخطة العنكوبتية عندي : عقد قران من ؟ ألا تعرفين الفارق الاجتماعي بيننا ؟ وما هي إلا لحظات .... وإذ بها
تسكتنى بكلمات باردة كالماء الذى يطفئ النار قالت بصوت متوجع يمتلئ كبرياءً: أيها السادة نعتذر لكم ليس هناك حفل لعقد القران اليوم ... لأن العريس مات ، ونظرت لى نظرة صارمة، وقد صرخت بداخل عينيها الدموع المقيدة بقيود التعالى :
مات عريسي فى قلبى ودفنت معه الذكريات الجميلة والأحلام الوردية، وتابعت: شكرا لكم على مجيئكم لحفلنا
انصرفت من أمامى، ووقفت بلا حراك كقالب الثلج من هول المفاجأة.
لقد فشلت خطتى ، فلم تكن هذه النهاية التى رسمتها، فقد كنت أظنها ستستنجد بى، وتستعطفنى وتبكى بين يديَّ، وأسترد كرامتى ثم نعقد قراننا، وذلك بعد خضوعها وكسرها أمامى وأمام كل من كان يظنها أفضل وفى نهاية الخطة أكسرها وأفوز بها وأنال الاثنين معا.
خرجت وأنا مذهول أجُرُّ أذيال الخيبة ومشيت فى الشوارع؛ لا أعرف كم مر عليَّ من الزمن؟! وفى النهاية وصلت إلى منزلى وارتميت على سريرى، وقد أصبحت أنا المكسور المهزوم، فقد كان كسرى الحقيقى فى فقدها وليس فى التفا هات السابقة وبرزت التساؤلات فى رأسى كيف وصلت بى الأفكار الشيطانية إلى هذه اللعبة الدنيئة؟!
وماذا فعلت هى لتستحق منى كل هذا العذاب؟ ولماذا رسمت هذه الخطة الحقيرة؟! وأنا أحبها حبا حقيقيا ولن أستطيع تحمل هجرها.
َانْهَرْتُ وعندما حاولت تجميع شتات نفسى فقررت البوح لها بحبى العميق ...لكنني حين عرفت أنها طلبت الانتقال لفرع الشركة فى الخارج. شعرت أن حبها يسمو فوق نفسى وذاتى وتميزى؛ ولذلك عرفت ميعاد سفرها وذهبت إلى المطار ورميت الخجل والأنا و شعوري بالتميز وراء ظهرى وقررت الاعتراف لها بحبى واستعدادي لتحقيق أى مطلب لها ؛ فلن أجد أغلى وأعز منها فمعها تتحقق
كرامتى وأبني مستقبلى ،اتجهت نحو المطار ورأيتها تحمل حقيبتها فأسرعت إليها والتقت عيوننا، واحمر وجهها ولكن هذه المرة غضبا وحنقا، وقبل أن تبدأ كلامها قلت بهدوء: إيمان.. أرجوك أسمعينى هذه المرة فقط، فهذا الكلام مختلف عما قبله لأنه يخرج من قلب حزين يلفه الندم على ما كان مني ....
قالت بصرامة: ومن جرح وكسر هذا القلب؟! وتابعت متهكمة: صاحبه هو من جرحه وكسره.
قلت بحزن: نعم ! ولكنها لحظة شعور بالأنا والكبر فسامحيني .
قالت بمرارة: الحب والكره لا يجتمعان فى قلب واحد
قلت فى خجل: نعم ولكن التسامح والمغفرة يا أحب الناس
قالت وهي قلقة مربكة: لقد حان موعد الطائرة. قلت بصوت متهدج: إيمان.. أرجوك سامحينى أو افعلى بى ما شئت؛ ولكن لا تهجرينى ولا تتركينى وحيدا بعد ما فتحتِ لى أبواب السعادة والحياة والحب لا تغلقيها فى وجهى ثانية.
قالت: لقد مات حبك فى قلبى ومن مات لا يحيا ثانية مع السلامة يا معتز
تركتنى وهي تبدو قوية شامخة........ أما أنا أشعر أننى أضعف وأضعف، حتى صرت منهارا تمام الانهيار .
نانيس خطاب _ مصر
روح الحب
شكرا للقائ
roh_el_hob@hotmail.com