المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وثائق الصراع العربي الصهيوني في أكثر من 200 عام الجزء الاول( الوثائق من 1798 - 1921)



مصطفى ربعي
12/10/2007, 04:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

تعكس هذه الوثائق للمرة الأولى على شبكة المعلومات بهذه الشمولية وبهذا التنوع وعلى مساحة قرنين من الزمان هما عمر وثائق الصراع العربي الصهيوني .
والوثائق بشموليتها وتنوعها تتعرض لأحداث كثيرة يصلح كل منها أن يكون ملفًا مستقلاً، على سبيل المثال، حرب 67، حرب لبنان، المنظمات الفلسطينية، الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني وغيرها الكثير مما تتناوله الوثائق مما يجعلها متفردة في شموليتها متميزة بتنوعها ..


الوثائق من 1897-1921


نداء شبتاي زفي* إلى اليهود
1798

أيها الإخوان: لا يغربن عن ذهنكم أن زفراتكم وتنهداتكم صعدت في خلال العصور إلى عنان السماء لشدة ما رزحتم تحت أثقال الجور والاضطهاد فهلا تنوون أن تتخلصوا نهائيًا من الحالة المقرونة بالإذلال والانحطاط التي وضعكم فيها أناس من الهمج. إننا نرى الازدراء مرافقًا لنا في كل مكان فالبدار البدار. فقد حان الوقت لتحطيم سلاسل الخسف والإهانة التي طوق العدو بها أعناقكم، وخلع النير الذي لا يطاق احتماله. نعم قد آن الأوان لنهوضنا واحتلال المركز اللائق بنا بين أمم العالم فهيا بنا أيها الإخوان لتجديد هيكل أورشليم. إن عددنا يبلغ ستة ملايين منتشرين في جميع أقطار العالم. وفى حوزتنا ثروات طائلة واسعة وممتلكات عظيمة شاسعة فيجب أن نتذرع بكل ما لدينا من الوسائل لاستعادة بلادنا.
إن الفرصة لسانحة ومن واجبنا أن نغتنمها.
إنه يجب العمل بالوسائل التالية لتحقق هذا المشروع المقدس وهي إقامة مجلس ينتخبه اليهود المقيمون في الخمسة عشر بلدًا التالية وهي: إيطاليا. وسويسرة. والمجر، وبولونيا، وروسيا، بلاد الشمال، بريطانيا العظمى، إسبانيا، وبلاد ولس، والسويد وألمانيا، وتركيا، وآسيا، وإفريقيا. فاللجنة الممثلة لليهود المقيمين وفى هذه البلدان كلها يمكنها أن تبحث في مهمتها لتتخذ ما تراه من القرارات في صددها ويكون من الواجب على جميع اليهود أن يقبلوا هذه القرارات ويجعلوها بمثابة قانون لا مندوحة لهم من الخضوع له.

* حركة شبتاي زفي (1626-1676) الذي أدعى أنه مسيح اليهود المخلص لفأخذ اليهود يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن مخلصهم مات.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 04:51 AM
خطاب العالم الطبيعي جوزيف بريستلي * إلى نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب
1799

فلسطين، مجد البلاد قاطبة، تؤلف الآن جزءًا من الإمبراطورية التركية، وهي تكاد تكون خالية من السكان: أرضها لا تعرف الحراثة أبدًا، إنها فارغة ومستعدة لاستقبالكم. غير أنه ما لم تَنْهَر هذه الدولة التي تحتفظ لنفسها بتلك البلاد دونما أية منفعة يجنيها، فمن المحال أن تصبح بلادكم، لذا فأنا أصلي جديًا لأغلالها.


* اشتهر العالم الإنكليزي جوزيف بريستلي (1733ـ 1804) في تاريخ الكيمياء بأنه أول من اكتشف الأوكسجين، وإن كان لم يهتد إلى تعريف خصائصه وتركيبه. فلما جاء العالم الفرنسي لافوازييه، هداه البحث إلى خصائص هذا الغاز وصفاته.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 04:54 AM
رسالة القنصل البريطاني بالقدس وليام يونج1 إلى بالمرستون2

14 مارس سنة 1839
هناك، يا سيدي، طرفان ينبغي أخذهما في الاعتبار وهما ولا شك يعتبران نفسيهما لهما هدف إبداء رأيهما في مستقبل الأوضاع هنا: أحد هذين الطرفين هم اليهود الذين أعطاهم الرب في الأصل هذه الأرض ملكًا لهم، أما الطرف الثاني فهم المسيحيون البروتستانت، سلالته الشريفة. ويبدو كما أرجو أن أقترح بكل تواضع أن تكون بريطانيا العظمى الحارس الطبيعي لهم. ولقد بدءوا هنا في أخذ مواقفهم بين المطالبين الآخرين.


1 وليم يونج :الصهيوني المسيحي أول نائب للقنصل البرياطني في القدس وذلك كجزء من الحملة الواسعة التي هدفت إلى خلق أرضية مناسبة لمشروع التوطين.
2 وزير خارجية بريطانيا اللورد بالمرستون (1784- 1865) الذي أنشأ في العام 1838 أول قنصلية لبريطانيا في القدس.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 05:03 AM
مذكرة بالمرستون إلى سفير بريطانيا في تركيا بخصوص توطين اليهود في فلسطين

11 أغسطس سنة 1840
يقوم بين اليهود الآن المبعثرين في كل أوربا شعور قوي بأن الوقت الذي ستعود فيه أمتهم إلى فلسطين آخذ في الاقتراب. ومن المعروف جيدًا أن يهود أوربا يمتلكون ثروات كبيرة، ومن الواضح أن أي قطر يختار أعدادًا كبيرة من اليهود أن يستوطنوه سيحصل على فوائد كبيرة من الثروات التي سيجلبها معهم هؤلاء اليهود. فإذا عاد الشعب اليهودي تحت حماية ومباركة السلطان فسيكون في هذا حائلاً بين محمد علي ومن يخلفه وبين تحقيق خطته الشريرة في المستقبل.
وحتى إذا لم يؤدِ هذا التشجيع الذي سيقدمه السلطان لليهود بالفعل إلى استيطان عدد كبير منهم في حدود الإمبراطورية العثمانية إلا أن إصدار قانون من هذا النوع سيعمل على انتشار روح الصداقة تجاه السلطان بين جميع يهود أوربا، وسترى الحكومة التركية في الحال كم سيكون مفيدًا لقضية فلسطين أن يكسب أصدقاء مفيدين في كثير من الأقطار بقانون واحد بسيط كهذا.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 05:05 AM
رسالة بالمرستون إلى سفيره في تركيا لإقناع السلطان بإباحة هجرة اليهود

فبراير سنة 1841
سيكون مفيدًا جدا للسلطان إذا ما أغرى اليهود المبعثرون في أوربا وإفريقيا بالذهاب والتوطن في فلسطين، لكن اليهود يطلبون نوعًا من الأمان الحقيقي الملموس، ولذلك فإني اقترح أن يكون في استطاعتهم الاعتماد على حماية بريطانيا وأن يسمح لهم بأن ينقلوا إلى الباب العالي شكاواهم عن طريق السلطات البريطانية.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 05:12 AM
معاهدة الآستانة

29 أكتوبر سنة 1888
إن جلالة ملك بريطانيا العظمى، وأيرلندا، وإمبراطور الهند وجلالة إمبراطور ألبانيا، وملك بروسيا، وجلالة إمبراطور النمسا، وملك بوهيما ... إلخ. وملك هنغاريا، وجلالة ملك إسبانيا. وباسم الملكة الوصية على المملكة، ورئيس جمهورية فرنسا، وجلالة ملك إيطاليا، وجلالة ملك هولندا، ودوق لكسمبورج، وجلالة إمبراطور الدول الروسية وجلالة إمبراطور الدولة العثمانية.
رغبةً منهم في إبرام اتفاق فيما بينهم خاص بوضع نظام نهائي لضمان حرية جميع الدول في استعمال قناة السويس في كل وقت وفي تكميل نظام المرور في القناة المذكورة المقررة بمقتضى الفرمان الصادر من الباب العالي بتاريخ 18 مارس 1886 والمؤيد للشروط التي منحها سمو الخديو - قد عينوا ممثلين لهم المذكورين بعد، الذين اتفقوا بعد تقديم أوراق الاعتماد على المواد الآتية:
مادة (1):
تظل قناة السويس البحرية بصفة دائمة حرة ومفتوحة في زمن السلم كما في زمن الحرب لجميع السفن التجارية، والحربية بدون تمييز بين جنسياتها. وبناءً على ذلك فقد اتفقت الدول العظمى المتعاقدة على عدم إلحاق أي مساس بحرية استعمال القناة سواء في زمن السلم أو في الحرب، ولن تكون القناة خاضعة مطلقًا لاستعمال حق الحصار الحربي.
مادة (2):
تقرر الدول العظمى المتعاقدة، نظرًا لما تعلمه من لزوم قناة المياه العذبة وضرورتها للقناة البحرية أنها أحيطت علمًا بتعهدات سمو الخديو قبل شركة قناة السويس العالمية فيما يختص بقناة المياه العذبة، وهي التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق المبرم بتاريخ 18 مارس سنة 1863 والمشتمل على ديباجة وأربع مواد وتتعهد الدول العظمى بعدم المساس بسلامة القناة ومشتقاتها وعدم إتيان أية محاولة لسدها.
مادة (3):
تتعهد الدول العظمى المتعاقدة أيضًا بعدم المساس بالمهمات والمنشآت والمباني والأعمال الخاصة بالقناة البحرية وقناة المياه العذبة.
مادة (4):
بما أن القناة البحرية تظل في زمن الحرب طريقًا حرًا ولو كان ذلك لمرور السفن الحربية التابعة للدول المتحاربة عملاً بالمادة الأولى من هذه المعاهدة قد اتفقت الدول العظمى المتعاقدة على عدم جواز استعمال أي حق من حقوق الحرب أو إتيان أي فعل عدائي أو أي عمل من شأنه تعطيل حرية الملاحة في القناة أو في المواني الموصلة إليها أو في دائرة نصف قطرها ثلاثة أميال بحرية من هذه المواني حتى ولو كانت الدولة العثمانية إحدى الدول المتحاربة.
ويمتنع على البوارج الحربية للدول المتحاربة أن تباشر، داخل القناة أو في المواني المؤدية إليها عمليات التموين أو التخزين إلا بالقدر الضروري جدًا، ويتم مرور السفن المذكورة في القناة في أقصر زمن ممكن وفقًا للأنظمة المعمول بها، ولا يجوز لها الوقوف إلا لضرورة قضت بها مصلحة العمل. ولا يجوز أن تزيد مدة بقائها في بورسعيد أو في خليج السويس على 24 ساعة إلا في حالة التوقف الجبري، وفي هذه الحالة يجب عليها الرحيل في أقرب فرصة ممكنة. ويجب أن تمضي 24 ساعة بين خروج سفينة متحاربة من إحدى مواني الدخول وبين قيام سفينة أخرى تابعة للدول المعادية.
مادة (5):
لا يجوز لدول الأعداء في زمن الحرب أن تأخذ أو تنزل في القناة أو المواني المؤدية إليها جيوشًا أو معدات وأدوات حربية غير أنه في حالة حدوث مانع طارئ في القناة يجوز الإذن بركوب أو نزول الجيوش في مواني الدخول على دفعات بحيث لا تتعدى الدفعة الواحدة ألف رجل مع المهمات الحربية الخاصة بهم.
مادة (6):
تخضع الغنائم في جميع الأحوال للنظام نفسه الموضوع للسفن الحربية التابعة للدول المتحاربة.
مادة (7):
لا يجوز للدول أن تبقي سفنًا حربية في مياه القناة بما في ذلك ترعة التمساح والبحيرات المرة، ولكن يجوز للسفن الحربية أن تقف في المواني المؤدية إلى بورسعيد والسويس بشرط ألا يتجاوز عددها اثنين لكل دولة ويمتنع على الدول المتحاربة استعمال هذا الحق.
مادة (8):
تتعهد الدول الموقعة على هذه المعاهدة إلى مندوبيها بمصر السهر على تنفيذها وفي حالة حدوث أمر من شأنه تهديد سلامة القناة أو حرية المرور فيها يجتمع المندوبون المذكورون بناءً على طلب ثلاثة منهم برياسة عميدهم لإجراء المعاينة اللازمة، وعليهم إبلاغ حكومة الحضرة الخديوية بالخطر الذي يرونه لتتخذ الإجراءات الكفيلة بضمان حماية القناة وحرية استعمالها. وعلى كل حال يجتمع المندوبون مرة في السنة للتثبت من تنفيذ المعاهدة تنفيذًا حسنًا، وتعقد هذه الاجتماعات الأخيرة برياسة قومسير خاص تعينه حكومة السلطة العثمانية لهذا الغرض، ويجوز أيضًا لقومسير الحضرة الخديوية حضور الاجتماع كذلك، وتكون له الرياسة في حالة غياب القومسير العثماني ويحق للمندوبين المذكورين المطالبة بنوع خاص بإزالة كل عمل أو فض كل اجتماع على ضفتي القناة من شأنه أن يمس حرية الملاحة وضمان سلامتها التامة.
مادة (9):
تتخذ الحكومة المصرية في حدود سلطتها المستمدة من الفرمانات والشروط المقررة في المعاهدة الحالية التدابير الضرورية لضمان تنفيذ هذه المعاهدة.
وفي حالة عدم توافر الوسائل الكافية لدى الحكومة المصرية يجب عليها أن تستعين بالدولة العثمانية التي يكون عليها اتخاذ التدابير اللازمة لإجابة هذا النداء، وإبلاغ ذلك إلى الدول الموقعة على تصريح لندن المؤرخ في 12 مارس 1885 وعند اللزوم تتشاور معها في هذا الصدد. ولا تتعارض أحكام المواد (4 و5 و7 و8) مع التدابير التي ستتخذ عملاً بهذه المادة.
مادة (10):
كذلك لا تتعارض أحكام المواد (4 و5 و7 و8) مع التدابير التي قد يرى عظمة السلطان وسمو الخديو اتخاذها باسم صاحب الجلالة الإمبراطورية ليضعا بواسطة قواتهما وفي حدود الفرمانات الممنوحة، الدفاع عن مصر وصيانة الأمن العام.
وإذا رأى صاحب العظمة الإمبراطورية السلطان أو سمو الخديو ضرورة استعمال الحقوق الاستثنائية المبينة بهذه المادة يجب على حكومة الإمبراطورية العثمانية أن تخطر بذلك الدول الموقعة على تصريح لندن.
ومن المتفق عليه أيضًا أن أحكام المواد الأربع المذكورة لا تتعارض إطلاقًا مع التدابير التي ترى حكومة الإمبراطورية العثمانية ضرورة اتخاذها لكي تضمن بواسطة قواتها الخاصة الدفاع عن ممتلكاتها الواقعة على الجانب الشرقي من البحر.
مادة (11):
لا يجوز أن تتعارض التدابير التي تتخذ في الحالات المنصوص عنها في المادتين (1، 10) من هذه المعاهدة مع حرية استعمال القناة.
وفي الحالات المذكورة يظل إنشاء الاستحكامات الدائمة المقامة خلافًا لنص المادة الثامنة محظورًا.
مادة (12):
إن الدول المتعاقدة - تطبيقًا لمبدأ المساواة الخاص بحرية استعمال القناة ذلك المبدأ الذي يعتبر إحدى دعائم المعاهدة الحالية - وقد اتفقت على أنه لا يجوز لأحدهما الحصول على مزايا إقليمية أو تجارية أو امتيازات في الاتفاقات الدولية التي تبرم مستقبلاً فيما يتعلق بالقناة. ويحتفظ في جميع الأحوال بحقوق تركيا كدولة ذات سيادة إقليمية.
مادة (13):
فيما عدا الالتزامات المنصوص عنها في هذه المعاهدة لا تمس حقوق السيادة التي لصاحب العظمة السلطان وحقوق صاحب السمو الخديو وامتيازاته المستمدة من الفرمانات.
مادة (14):
قد اتفقت الدول العظمى المتعاقدة بأن التعهدات المبينة في هذه المعاهدة غير محددة بمدة الامتياز الممنوح لشركة قناة السويس العالمية.
مادة (15):
لا يجوز أن تتعارض نصوص هذه المعاهدة مع التدابير الصحية المعمول بها في مصر.
مادة (16):
تتعهد الدول العظمى المتعاقدة بإبلاغ هذه المعاهدة إلى علم الدول التي لم توقع عليها مع دعوتها إلى الانضمام إليها.
مادة (17):
يصدق على هذه المعاهدة ويتم تبادل التصديقات في الآستانة خلال شهر أو قبل ذلك إن أمكن.
وإثباتًا لما تقدم قد وقع عليها المندوبون المفوضون وختموها بخاتم شاراتهم

مصطفى ربعي
12/10/2007, 05:14 AM
احاد هاعام* في مقاله " الحقيقة من فلسطين "

1891
كانوا عبيدًا في بلدان الدياسبورا، وفجأة وجدوا أنفسهم وسط حرية بلا حدود، بل وسط حرية لا رادع لها ولا يمكن العثور عليها إلا في تركيا وحدها. ولقد ولد هذا التحول المفاجئ في نفوسهم ميلاً إلى الاستبداد، كما هي الحال " حين يصبح العبد السوء سيدًا، وهم يعاملون العرب بروح العداء والشراسة فيمتهنون حقوقهم بصورة معوجة ولا معقولة، ثم يوجهون لهم الإهانات دون مبرر كافٍ ويفاخرون بتلك الأفعال رغم كل ذلك .. نحن نفكر بأن العرب كلهم من الوحوش الهمج الذين يعيشون كالحيوانات ولا يفقهون ما يدور ".

* آحاد هاعام كان أول من لفت الأنظار إلى ما سمي بالمسألة العربية في فلسطين .

مصطفى ربعي
12/10/2007, 05:17 AM
تحذير احاد هاعام من استيطان اليهود لفلسطين

إبريل سنة 1891
لقد اعتدنا على الاعتقاد بأن جميع العرب رجال بدائيون يعيشون في الصحراء وأنهم لا يرون ولا يفهمون ما يجري من حولهم. لكن هذه غلطة كبيرة فإن العرب وخاصة سكان المدن منهم يرون ويفهمون ما نفعله وما نبتغيه في فلسطين لكنهم لا يقابلون هذا بعمل مضاد ويتظاهرون بأنهم لا يلاحظون شيئًا ذلك لأنهم لا يرون في الوقت الحاضر فيما نفعله الآن أي تهديد لهم في المستقبل.
ولكن إذا ما تطور الأمر في فلسطين إلى درجة زحفنا على المجال الحيوي للمواطنين الأصليين فإنهم لن يتخلوا عن مكانهم بسهولة.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 05:19 AM
رسالة هرتزل1 إلى روتشيلد2


15/ 6/ 1895
لقد تركنا مفاوضينا الدبلوماسيين في أمريكا الجنوبية، يتممون معاهدات الإحلال مع الدول هناك.
لقد انتهت هذه المعاهدات الآن ونحن متأكدون من البلاد التي سنحتلها.
ليس هناك شك من أن هذه العملية شرعية ولكنها ليست خالية من الوساوس، نحن نعرف أن الثمن يزداد ازديادًا لا يدري به البائع في البدء ولهذا السبب وبعد أن تتم معاملات البيع والشراء نعطي البائع حق الاختيار بين أن يقبض الثمن نقدًا أو يأخذه أسهمًا حسب القيمة الاسمية. أما إذا ظن بأن الأمر كله خديعة فإنه بذلك يسيء إلى نفسه أكثر. وعلى كل حال فلن يكون علينا لوم في شيء.
إن أرض اليهود الجديدة يجب أن تستكشف وتستخدم بجميع الوسائل الحديثة. وعندما يقرر علماؤنا الجغرافيون البقعة التي سنأخذها وبعد أن تتم معاملات الشراء وعقوده الدولية والخاصة، ستسير سفينة إلى ذلك المكان لتستلم الأرض. ستحمل هذه السفينة موظفين إداريين وفنيين مختلفين ومندوبين من الجماعات المحلية.
سيكون عمل هؤلاء الرواد مقسمًا في ثلاثة أمور:
أولاً: دراسة خصائص البلاد الطبيعية درسًا دقيقًا.
ثانيًا: تأسيس إدارة مركزية محكمة.
ثالثًا: توزيع الأراضي.
وهذه الأعمال الثلاثة تتلاحم معًا، ولا بد أن نوسعها بحكمة لتتناسب وغايتنا التي هي معلومة لدى الجميع.
هناك أمر واحد لم نوضحه بعد، وهو طريقة توزيع السكان على المناطق المختلفة بالنسبة للجماعات المحلية. شرط مهم هنا أن نفكر بالطقس ونعطي لكل فئة ما يشبه الطقس الذي هم متعودون عليه في مكان إقامتهم الأول بعد هذا التقسيم العام تأتي الاعتبارات الأخرى الخاصة.. وسيكون كل شيء منظمًا منذ البدء، وحتى على السفينة التي ستسير لاحتلال البلاد سيعرف كل واحد مهمته واضحة، العلماء والفنيون والرؤساء والموظفون وأخيرًا وأهم الجميع الممثلون المعتمدون للجماعات المحلية.
وعندما تبدو بلادنا الجديدة من بعيد سيرتفع علمنا على سارية.


1 هيرتزل، ثيودور (1860 - 1904م). صحفي يهودي نمساوي ومؤلف مسرحي، مؤسس الحركة الصهيونية. التي وضعت هدفها الأول إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين. وُلد هيرتزل في بودابست في المجر.


2 روتشيلد (1743 - 1812م). ماير أمسكيل روتشيلد هو مؤسس الأسرة المصرفية المشهورة في أوروبا وكان ابنًا لأحد التجار اليهود في فرانكفورت بألمانيا. افتتح ماير روتشيلد مصرفًا في فرانكفورت، حيث حقق استثمارات مثمرة للعائلات الملكية، في عدد من الدول الأوروبية. ودرب أبناءه الخمسة على أساليب الحرص في إدارة الأموال، فقد كان روتشيلد يدير استثمارات تدر أرباحًا معقولة وليست مفرطة. وقد ساعدته هذه الأساليب على تكوين ثروة طائلة.

بعد وفاة روتشيلد، قام أبناؤه بتوسيع نطاق النشاط التجاري للعائلة، وتولّى أكبر الأبناء سنًا، وهو أمسكيل ماير روتشيلد إدارة مصرف فرانكفورت. وافتتحت فروع أخرى لمؤسسة روتشيلد في كل من فيينا بالنمسا بوساطة سولومون ماير روتشيلد (1774 - 1855م)؛ وفي نابولي بإيطاليا بوساطة كارل ماير روتشيلد (1788 - 1855م)؛ وفي باريس بفرنسا بوساطة جيمس ماير روتشيلد (1792 - 1868م).

مصطفى ربعي
12/10/2007, 05:54 AM
هرتزل حول مقابلته مع دوق بادن الأكبر

13 / 4/ 1896

إن مهمتي هذا المساء هو أن أقنع الدوق الكبير، بأن يحصل لي على مقابلة مع القيصر وأيضًا أن يتكلم عني وعن قضيتي عند دوق هس الكبير حمى قيصر روسية، إذ لا بد من أن يتكلم دوق هس الكبير في سانت بيترزبرغ عندما يحضر تتويج قيصر روسية.
لقد اهتم دوق بادن الكبير باقتراحي بأن تقوم دولة منذ البدء، وكان الشيء الوحيد الذي يخشاه من مساندة القضية هو أن يساء فهم هذه المساندة وينظر إليها كعمل لا سامي. فطمأنته أن الذين سيذهبون من اليهود هم فقط الفئة التي تريد الذهاب. فاليهود مثلاً الذين في بادن راضون عن حكمه ولن يهاجروا ولهم حق في ذلك. وكنت أثناء حديثي معه أعود بين الوقت والآخر إلى موضوع صداقته لليهود لأقنعه بأنه إذا ساعد قضيتنا، لن يبدو ذلك معاديًا لليهود أبدًا، وأنه من واجبنا نحن زعماء اليهود أن نقنع الشعب أن تأسيس دولة يهودية هو من صالح اليهود وليس اضطهادًا لهم. وأضفت إذا انتشر خبر معاملتك الحسنة لليهود فسوف ينهال على دوقية سموكم عدد كبير منهم مما قد لا تحمد عقباه.
تطرق الدوق الكبير إلى ما ذكرته الصحف عن سوء حال اليهود الذين هاجروا إلى لندن. فقلت:
لهذا بالضبط يتوجب إيجاد قوة تراقب الأمور، ولهذا لا يمكن الاستغناء أبدًا عن اعتراف الدول الكبيرة بنا منذ البدء. أجاب الدوق الكبير، إن ألمانية لن تبادر إلى الأخذ بمثل هذا العمل، أولاً لأنها لا تهتم بالمسألة إلى القدر الذي تهتم به النمسة التي فيها المشاكل اللاسامية بسبب لويجير. إن اليهود في ألمانيا ليسوا كثيرين، ولن يؤثر تركهم حتى ولا في الحالة الاقتصادية، أو يحسنها وهنا عدت إلى القول بأن الفائض من اليهود فقط سيترك. وشرحت له أن الممتلكات التي يمكن نقلها لن تكون لاصقة بالبلد التي هي فيه بالضرورة وكيف أنه بعد إيجاد حل للمسألة اليهودية سترجع إلى أكثر ما كانت عليه كذلك أتيت على ذكر الخطر الذي سيكون في البلاد بسبب كثرة رؤوس الأموال ذلك أنها سوف تشجع الصناعة في البلاد البعيدة وبيد عاملة أرخص. لن يحتاج الصينيون أن يأتوا إلى أوربة لأن المصانع أصبحت تقام لهم هناك وهكذا بعد أن هددت أميركة الزراعة، أخذ الشرق الأقصى يهدد الصناعة ولمنع هذا فأنا أدعو إلى حركة تعمل على جبهتين: تصفية الفائض من اليهود والعمال، وحفظ رؤوس الأموال الدولية تحت المراقبة. سيضطر اليهود الألمان أن يرحبوا بهذه الحركة، لأنها ستحول عنهم انهيال يهود شرق أوربة.
وكان الدوق الكبير يعلق طيلة الوقت على كلامي بقوله: حبذا لو حصل ذلك. ثم التفت إلى هكلر وقال: أظن أنه لا أمل من التعاون بين إنجلتره وألمانية، لأن العلاقات بين البلدين سيئة الآن. أتظن أن إنجلتره ستسير في المشروع؟ فقلت: يجب أن يفكر يهودنا الإنجليز بالأمر. فقال الدوق الكبير بشيء من الاستياء: إذا استطاعوا ذلك. قلت: إن القضية ستكون أقوى وقعًا إذا أذيع أن دوق بادن الكبير مهتم بها. فصاح: هذا ليس صحيحًا، ليست لي كل هذه السلطة. حبذا لو ساند القضية قيصر ألمانية أو ملك بلجيكة. ولكني عدت إلى التشديد عليه قائلاً: ولكن دوقًا مجريًا مثلك، أنت الذي ساعدت في صنع الإمبراطورية الألمانية، أنت الذي يستشيرك قيصر ألمانيا، إذا أنت سندت المشروع فسوف تثبته. إن سموك هو مستشار القيصر.
ثم سألني الدوق الكبير ما إذا كنت عملت شيئًا بخصوص السلطان وهنا أخذت أشرح له الفوائد التي ستعود على الشرق من هذا المشروع. إذا تم تقسيم تركية في المستقبل القريب فسوف تقف الدولة التي تقام في فلسطين دولة حاجزًا. هذا ونستطيع أن نلعب دورًا كبيرًا في المحافظة على تركية نستطيع أن نسند السلطان سندًا قويًا بالمال، إذا هو تخلى لنا عن قطعة أرض لا قيمة كبيرة لها عنده.
وتساءل الدوق الكبير ما إذا كان من الأفضل أن يذهب بضع مئات الآلاف من اليهود أولاً إلى فلسطين ومن ثم تثار القضية. فقلت بحزم: أنا ضد هذا لأنه يعني إدخالهم بالسر، مما يعني أن هؤلاء اليهود سيجابهون السلطان كمتمردين. أريد أن أقوم بكل شيء علانية، أريد أن أعمل ضمن القانون.
أذهله كلامي الحازم هذا أولاً ولكنه ما لبث أن وافقني. ثم توسعت في موضوع الفوائد العامة التي ستجنيها أوربة من هذا المشروع سنرجع الصحة إلى مركز الوباء في الشرق. سنبني سكك حديد في آسية - ونشق الطريق للأمم المتحضرة، وهذه الطريق لن تكون في يد دولة كبيرة واحدة بل للجميع. قال الدوق الكبير: إن هذا سيحل المسألة المصرية تتمسك إنجلترا بمصر فقط للمحافظة على طريقها للهند، ولكن مصر تكلفها أكثر مما تساوي.
وسأل هكلر، هل لروسية مخططات في فلسطين؟ أجاب الدوق الكبير لا أظن ذلك لأن روسية ستبقى بعد مدة طويلة مشغولة بالشرق الأقصى.
وسألته: هل يظن سموك أنه باستطاعتي أن أحظى بمقابلة قيصر روسيه؟ قال: إن التقارير الأخيرة تقول بأن القيصر لا يقابل أحدًا، إنه لا يقابل إلا وزراءه عند الضرورة
ولا أحد غيرهم. على أنه يمكن المحاولة مع هس فربما استطاع أن يضع كتابك بين يديه.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:02 AM
هرتزل حول وقوف اليهود مع تركيا ضد الشعب الأرمني

7/ 5/ 1896
جاء نيولنسكى ليزورني وكنت قد اتصلت به تليفونيًا. وأطلعته باختصار على تطورات القضية، أخبرني أنه قرأ كراستي قبل ذهابه إلى القسطنطينية وتحدث عنها مع السلطان، وأن السلطان قال إنه لن يتخلى أبدًا عن القدس. يجب أن يبقى جامع عمر بيد المسلمين دائمًا. قلت له، سندبر هذا الأمر سنجعل القدس خارج حدود الدولة، وبهذا لا تكون لأحد وحده وتكون للجميع في الوقت نفسه - المكان المقدس يمتلكه كل المؤمنين، بلد الثقافة والأخلاق المشتركة، وكان نيولنسكى يعتقد أن السلطان يفضل أن يعطينا أناضولية لأن المال لا يعني شيئًا له، وهذا شأن كثير من الحكام. ولكن هناك طريقة أخرى يمكن أن تؤثر على السلطان بها، وهي مساندته في قضية الأرمن. ونيولنسكى الآن يقوم بمهمة سرية للسلطان، أرسله السلطان إلى اللجان (الأرمنية) في بروكسل وباريس ولندن، ليحملهم على الإذعان له، فإذا ما قبلوا فسوف يمنحهم السلطان عن طيب خاطر الإصلاحات التي رفض أن يعطيهم إياها تحت ضغط القوى الكبيرة. لذلك طلب مني نيولنسكى أن أؤمن مساعدة اليهود للسلطان في مسألة الأرمن، حتى ينقل للسلطان هذا الخبر الذي سيرضي السلطان ويحرز تقديره. وجدت الفكرة هذه ممتازة، ولكني أخبرته أننا لن نعطي هذه المساعدة مجانًا، سنعطيها فقط بدلاً عن خدمات مؤكدة لقضية اليهود. وهنا أشار نيولنسكى أن ما يطلب منا هو أن نساعد على الحصول على هدنة من الأرمن. كانت اللجان قد قررت القيام بإضراب في تموز، يجب أن نقنعهم بالانتظار شهرًا. وخلال هذه المدة نقوم بمفاوضات مع السلطان، وبما أن نيولنسكى أصبح مهتمًا بقضية اليهود، يريد أن يماطل في مسألة الأرمن ليستفيد من ذلك، لأنه يرى في ذلك أن قضية تسند أخرى. وقد قلت له: إنك ستستفيد من قضية اليهود أكثر من قضية الأرمن، أنا نفسي لا أستطيع أن أعدك بمال ولكني سأوصي بك رجالنا الأثرياء. ونيولنسكى الذي هو على علاقات طيبة مع السلطان يؤكد بأن بهذه الخطوة تستطيع أن تنجح ولكنه يجب ألا تتدخل أي الأوساط السياسية، بل بالعكس ربما كان من الأفضل أن تعاكسنا هذه الأوساط وعندها نحصل على ما نريد من السلطان الذي سيفعل ذلك ليكيدهم.
وفي المساء شرح لي ابن عم زوجتي حالة تركية الاقتصادية. ولذا فأنا أرى الآن أن الخطة المالية التي يجب أن نسير عليها هي أن نضع نهاية لبعثة الحماية الأوربية ونحمل على عاتقنا مهمة التحويل فنكون بهذا قد خلصنا السلطان من خضوعه للحماية بحيث يستطيع أن يأخذ ما يريد من الديون الجديدة.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:06 AM
هرتزل - مباحثاته مع جاويد بك*

8/ 6/ 1896
كانت معارضاته ما يلي: مصير الأماكن المقدسة. قال إن القدس يجب أن تظل تحت الإدارة التركية، لأن أي تغيير في ذلك سيسيء إلى مشاعر الناس الدينية، فوعدته أن تبقى القدس خارج حدود الدولة، لأن الأماكن المقدسة التي تخص العالم المتمدين يجب أن تكون للجميع وليس لأحد بالذات وفي النهاية لابد أن نقدر على إبقاء القدس على حالتها الراهنة. وسأل جاويد بك عن العلاقة التي ستكون بين الدولة اليهودية وبين تركية، وهو سؤال يشبه تمامًا ما سأله زياد عن تبعية فلسطين لا استقلالها. قلت إنني أرى النجاح لا يتم بالاستقلال، ولكننا على أي حال سنتحدث في نوع من الحكم مثل ذلك الذي في مصر أو في بلغاريا، أي علاقة فرعية. وأخيرًا سأل جاويد عن نوع الحكم الذي سيكون لهذه الدولة.
أجبت: جمهورية أرستقراطية. فاحتج جاويد بشدة قائلاً. إياك أن تذكر كلمة " جمهورية " للسلطان. إن الناس هنا يخافون منها خوفهم من الموت. إنهم يخافون أن تنتقل عدوى هذا النوع من الحكم الثوري إلى كل مقاطعة. فأخبرته أن ما أفكر به أنا هو نوع من الحكم، يشبه الحكم الموجود في البندقية. هذا وتوسلت إليه أن يكون موجودًا في المقابلة التي رتبت لي مع أبيه الصدر الأعظم خليل رفعت باشا. وقد وعدني بذلك.

* جاويد بك. وزير المالية بالدولة العثمانية وهو يهودي الاصل من يهود الدونمة .

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:08 AM
هرتزل حول قرار فلسطيني من السلطان

15/ 6/ 1896
تصرف عشرين مليون ليرة تركية لنصلح الأوضاع المالية في تركية ندفع من هذا المبلغ مليونين بدل فلسطين. وهذه الكمية تستند على تحويل رأس مال من مدخول الحكومة الحاضر الذي هو ثمانون ألف ليرة تركية في السنة. وبالثمانية عشر مليونًا تحرر تركية من بعثة الحماية الأوربية أما أصحاب الأسهم من الفئات الأولى والثانية والثالثة والرابعة فسوف نحملهم على الرضى بإزالة البعثة وذلك بإعطائهم امتيازات خاصة - فوائد أعلى وتمديدًا لملكية الأرض... إلخ.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:12 AM
هرتزل - ما نقله نيولنسكى* إلى هرتزل حول رأي السلطان عبد الحميد في بيع فلسطين لليهود

19/ 6/ 1896
قال السلطان لي: إذا كان هرتزل صديقك بقدر ما أنت صديقي فانصحه ألا يسير أبدًا في هذا الأمر. لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدًا من البلاد، لأنها ليست لي بل لشعبي. لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم وقد غذوها فيما بعد بدمائهم وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابهـا منا. لقد حاربت كتيبتنا في سورية وفي فلسطين وقتل رجالنا الواحد بعد الآخر في بلفنة لأن أحدًا منهم لم يرضَ بالتسليم وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال. الإمبراطورية التركية ليست لي وإنما للشعب التركي، لا أستطيع أبدًا أن أعطي أحدًا أي جزء منها. ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل. إنما لن تقسم إلا جثثنا ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان.



* فيليب نيولنسكي Philippe Newlinski (1841 – 1899) : صهيوني غير يهودي، بولندي الجنسية. كان يعمل صحفيا (رغم أصوله الأرستقراطية) ودبلوماسياً. ومن خلال عمله في السفارة النمساوية المجرية في القسطنطينية تعرَّف إلى العثمانيين وعرف الوضع في تركيا ودول البلقان. وقد تعرَّف إليه هرتزل عام 1896 وجنده للدعوة إلى الأهداف الصهيونية، وكان يدفع له لقاء جهوده وتعبه، ولكنه بعدئذ تحمَّس للدعوة الصهيونية وأصبح مستشار هرتزل الموثوق به. حاول نيولنسكي أن ينظم لقاء بين هرتزل والسلطان العثماني لكنه فشل، ونجح فقط في أن يجعل البلاط العثماني يُقلِّد هرتزل نيشاناً. ولكنه نجح في مقابلة ملك صربيا وإقناعه بفكرة توطين اليهود في فلسطين. وحاول أن يكسب تأييد الفاتيكان وبسمارك للقضية الصهيونية.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:21 AM
رسالة هرتزل إلى صادوق خان كبير حاخامي باريس الاليانس الإسرائيلي

26/ 7/ 1896
هذه هي الحقائق، باختصار وثقة تامة: كنت في القسطنطينية، حيث حصلت على نتائج أذهلتني أنا أيضًا. أخذ السلطان علمًا بمشروعي " فلسطين لليهود " ومع أنه يعارض فكرة البيع عاملني بامتياز من عدة نواحٍ وجعلني أفهم أنه يمكن عقد الصفقة إذا وجدنا الصيغة المناسبة. إنها مسألة حفظ ماء الوجه وقد قدم العرض التالي من حاشية السلطان: يدعو السلطان اليهود، بحفاوة للعودة إلى وطنهم التاريخي، وليستقروا هناك بحكم ذاتي مستقلين إداريًا وتابعين للإمبراطورية التركية، ومقابل ذلك يدفعون له ضريبة.
ذهبت بهذه النتيجة إلى لندن حيث وعدني السير ص. مونتاجو وغيره بمساعدتهم إذا تحققت هذه الشروط: موافقة الدول الكبرى، اشتراك صندوق هيرش، اشتراك ادموند روتشيلد. وأني آمل تحقق الشرط الأول لأنه سبق لأمرين أن وعداني بالتأييد. فذهبت إلى باريس وتكلمت مع ادموند روتشيلد أخبرته بالأمر ورجوته أن ينضم إلى القضية بشروطه، أي ألا يشترك بها إلا بعد أن يوقع عليها، وتختم، وتسلم. وقلت له ألا ضرورة له لأن يظهر وإني أرتب كل شيء مع السلطان والحكومات الأخرى. ولكن ما إن توضع الخطة موضع التنفيذ حتى يستلم المقاليد مني، وهو ومونتاجو، والآخرون.
وبذلك لا يبقى مجال للشك بأني أريد أن أوحد قوانا لأستولي على الزعامة. إني أعد بأن انسحب تمامًا بمجرد أن تتأسس لجنة العمل. مقابل كلمة شرف هؤلاء السادة بأن يجعلوا هدفي هدفهم أريد أن أعطيهم كلمة شرفي بألا أتدخل بأمر. عند ذاك يستطيعون أن يوجهوا الحركة حسب معرفتهم وضمائرهم ما دامت لي الثقة بأصدقاء صهيون إلى اليوم. وبإمكانهم، فوق ذاك، أن يعملوا في السر ولا يعلنوا في الوقت المناسب إلا ما يرونه ضروريًا.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:24 AM
رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد

25/ 8/ 1896
ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنيه إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنويًا. ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة على هجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين. أما سير العمل المفصل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية.
مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية: الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي ليس فقط تكون غير محدودة بل أيضًا تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة. ويُعْطَى المهاجرون اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم (فلسطين كدولة شبه مستقلة). ويجب أن يقرر، في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطان في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.
قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي: يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم.
سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقًا.

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:30 AM
نداء "نابليون" إلى يهود العالم سنة 1799 *

"من نابليون بونابرت القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسية في أفريقيا وآسيا إلى ورثة فلسطين الشرعيين.

أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبه نسبه ووجوده القومي، وأن كانت قد سلبته أرض الأجداد فقط.

إن مراقبي مصائر الشعوب الواعين المحايدين ـ وإن لم تكن لهم مقدرة الأنبياء مثل أشعياء ويوئيل ـ قد أدركوا ما تنبأ به هؤلاء بإيمانهم الرفيع أن عبيد الله (كلمة إسرائيل في اللغة العبرية تعني أسر الله أو عبد الله) سيعودون إلى صهيون وهم ينشدون، وسوف تعمهم السعادة حين يستعيدون مملكتهم دون خوف.

انهضوا بقوة أيها المشردون في التيه. إن أمامكم حربا مهولة يخوضها شعبكم بعد أن اعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم... لابد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزى الذي شل إرادتكم لألفي سنة. إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو التعبير عنها، بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن حقكم . ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، وبالرغم من شواهد اليأس والعجز.

إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد اختار القدس مقرا لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي لم تعد تُرهب مدينة داود.

يا ورثة فلسطين الشرعيين..

إن الأمة الفرنسية التي لا تتاجر بالرجال والأوطان كما فعل غيرها. تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء.

انهضوا وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تخمد شجاعة أحفاد هؤلاء الأبطال الذين كان تحالفهم الأخوي شرفا لأسبرطة وروما، وأن معاملة العبيد التي طالت ألفي سنة لم تفلح في قتل هذه الشجاعة.

سارعوا ! إن هذه هي اللحظة المناسبة ـ التي قد لا تتكرر لآلاف السنين ـ للمطالبة باستعادة حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم، تلك الحقوق التي سلبت منكم لآلاف السنين وهي وجودكم السياسي كأمة بين الأمم. وحقكم الطبيعي المطلق في عبادة إلهكم يهواه، طبقا لعقيدتكم، وافعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد.

"بونابرت"

* محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل . (الجزء الأول)

مصطفى ربعي
12/10/2007, 08:35 AM
رسالة هرتزل إلى لورد سولزبرى

ديسمبر سنة 1896
هذا عامل يجدر بالسياسة الإنجليزية في الشرق أن تقدره حق قدره عامل جديد بكل تأكيد.
بإمكان اللورد سولزبرى أن يضرب بواسطته ضربة معلم. إن تقسيم تركية في الوضع العالمي الحاضر، الذي يسيطر عليه الحلف الروسي - الفرنسي، قد يضع إنجلترة في مأزق خطير. إن تقسيمًا كهذا، الآن، لا بد أن يكون خسارة بالنسبة لإنجلترة. ولذلك عليها أن تسعى نحو التوازن الدولي الذي لا يحافظ عليه إلا إذا صححت مالية تركية. وهذا ما دعا روسية أن تحبط التدابير الحالية المقترحة. فإنها تبغي انحلال تركية وانقسامها. إلا أن هناك طريقة لتصحيح المالية التركية وبالتالي المحافظة على التوازن الدولي لمدة أطول ولإيجاد طريق جديد إلى الهند في الوقت ذاته، وهو الطريق الأقصر بالنسبة إلى إنجلترة.
يُجْرَى هذا كله دون أن تخسر إنجلترة قرشًا واحدًا دون أن تلزم نفسها علنًا بأي شيء.
أقصد بهذه الطريقة إنشاء دولة يهودية في فلسطين لها استقلال ذاتي، مثل مصر، تحت سيادة السلطان. وكما نعلم، مهدت الجو لهذا المشروع في زيارتي للقسطنطينية في الصيف الماضي. والأمر ممكن إذا توافر لنا دعم دولة كبرى، أكرر هنا أنه دعم مخفي. وما دام السلطان لا يزال هو السيد غير المنازع، ما من قوة تستطيع أن تمنعه من دعوة اليهود إلى الهجرة إلى فلسطين. وسوف نحصل له، مقابل عمله هذا، على قرض كبير على الضريبة التي سيؤديها اليهود له والتي ستكون مؤمنة مسبقًا.
وسيكون من مصلحة إنجلترة بناء خط حديدي، رأسًا، عبر فلسطين من البحر المتوسط إلى الخليج الفارسي، أو ربط هذا الخط بما يصبح ضروريًا، بفضل حاجات المواصلات الحديثة، من خط عبر فارس وبلوخستان وربما الأفغان إلى الهند. ستجني إنجلترة هذه المكاسب بدون مصاريف وبدون أن يعلم العالم شيئًا عن دورها. إذ بينما تعد روسية خطًا حديديًا إلى آسية، في الشمال، سيكون لبريطانية، في الجنوب، طريق احتياطي حيادي إلى الهند، في حال قيام مصاعب في قناة السويس. إذا أراد اللورد سولزبرى تفحص هذه الفكرة عن كثب تحت تصرف سفيره، أو تحت تصرفه شخصيًا في لندن إن استدعاني.