المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شجرة



عامر الدبك
11/11/2006, 05:39 PM
شجرة



جذع1
من الطين
أو من حفيف الفراغ
وقفت لأتلو على الريح
أحزان وجدي
لدي هنا
ما يعيد الرمال إلى بردها
سأشرد ملئ الحكايات
ملئ النوافذ في رمل ذاتي
غصن
كأني من الصمت البعيد أصابعي
ومن لحظة النهر الذي يمشي معي
سأتلو من الآلاء أحزان وحدتي
وأحنو على صمتي إذا تاه مخدعي
2
بدأت من الماء والماء ناري
وفي النار
أسرار ضلت مفاتيحها
في الدوائر حولي
تدور ليكتمل المد
يشتد عودي
ويختال ظلي
غصن
أيها الوقت ياسليل الغياب
دع ظلالي أمدها كالحجاب
لا تكن عالقا بأهداب بوحي
واترك النهر طالعا من كتابي
3
لأغصاني الريح
تفضي لها بالخفايا
وللريح وقع الصدى في المرايا
إذا ما تدلى الهوى من رؤايَ
تجلى من الرمل
ما لا يراه سواه
وما لا يُرى في هوايَ
غصن
مذ كنت ماء ربطت النهر في عنقي
حملت أسطورتي في صفحة الأفق
سكنت في جنة الفردوس فاتنة
أغريت بالإثم لما فاض بي ألقي
4
من السر يمتد جذعي ضلالا
فوانيس مطفأة تتوالى
يحار المدى مذ دعاني إليه
وخرَّ على بابه
ثم قالا
أنا الآن قيد برغم امتدادي
وأنتِ امتداد يهيم اختيالا
غصن
أيها الأفق أنا سر الهوى
والهوى بي حار وجدا وانطوى
كلما لملمت فصلا من فصولي
عاد لي فصل طوى فيه النوى
5
منحت النبوءات أسرارها
آنس الظل ناري
فأسرى إلي وحيدا
تجاوزت
ما هزّ أغصان صمتي
وأيقظ في رحلتي
ما طوته سراديب نفسي
فقلت : اخلع البرد
وادخل
فأنت هنا تدخل الآن قدسي
ومُدّ الرؤى حيث خاب الطريق
وخذ قبسا من لهيب الرحيق
ومما تجلى هنا
من نزيف الحريق


غصن
هالكَ الصمت الذي هلكا
فبكت روح به وبكا
فلكَ الريح التي حملت
ولك النور الذي سلكا
6
توسلت طين البدايات
حتى سعى ما سعى
في لفيف الجذور
تناهيت في ردهات الخريف
كأني تلفعت بالزمهرير
فصلى علىّ المساء الحزين
وقالت لي الريح :
سر الهوى
ما اختفى في الصدور
أدور
أدور
ولا شيء في الرمل
يمسك سري
بكيت
تمسكت بالطين كي لا أطير
لقد كنت
مذ كنت ظلا كثيفا
يهيم به العاشق المستجير
ويحفر أحلامه في دمائي
ليذكر ما فاته من دهور
غصن
ياوادي الريح قد طغى شغفي
واستعبد الرمل شرفة اللهفِ
ياليته الليل يشتري سهري
حتى أرى ما يعيد لي أنَفِي
7
أنا لهفة إن طواني الحنين
رداء من الأخضر الأزلي
إذا ناسك ضاق فيه الوجود
تفيا بظلي
ونام على فيئ ظل خفي
تمد لي الأرض أسرارها
من شفاه الخفاء
فأطوي من الماء أنهارها
وأفضي لها إن بكت نارها
وأنسلّ في ضرعها كالدماءْ
غصن
إذا العشق حار فينا
وصار الهوى حزينا
حملنا له فؤادا
له العشق صار دينا
8
حكاياي من رعشة النهر
حين يصلي على ضفتيه
من البرد
حين يدفّئُ في رعشتي راحتيه
حكاياي أحرسها بالحنين
إذا ما تنفس في النبض
أو حمل الورد في مقلتيه
حكاياي تحملها الريح
والريح إن تحمل الشوق
يلقي عليها متاهاته
حين تلقي
مسافاتها في الدروب عليه
غصن
إنما الذي وهبا
للفؤاد ما وهبا
كلما دعاه هوى
مزق الذي كتبا
9
ليَ الوقت
جرح من الوهم والظن
والأمنيات
تجلى على عُري ذاتي
ونام بأغصاني العاريات
تنفست من وهمه
فدعاني إليه
لأدخل في رحلة الأغنيات
مررت على رمله بالأغاني
وقلت :
أفي الغيب تكتمل الصلوات
فمدَّ لي الحلم نسغا خفيا
وبرعم أسراره ثم مات
غصن
إذا الســـاقي إلــى كأس دعــانا
وفي الروح الهوى ســـرا تــدانى
دع الوقت الذي يجري بعيـــدا
وعش وانس الذي في العمر كان
10
كما الأرض مرآة سري
أنا سرها
أمد لها حكمة الريح
تمنحني حكمة الصبر
تنهال بي كالأغاني
توشح أصداء حلمي
وتمسك بي من جذوري
وتنهض
حين أرى الأفق طيرا
يمد جناحيه حولي
وكالنور في أضلع السر يسري
غصن
للحب إيقاع المدى سحر الندى
رمل البدايات حكايات الصدى
يبـــدي إذا أبدى خفايا سحره
يــــخفي إذا ماذقته ماقد بدى
11
سريري تراب
تندى بغيم وجودي
أنا بذرة الصمت
أغفو على مطر الشوق
لي لهفة للفضاء المديد
إذا هسهس البوح في الصدر
مزقت عني ردائي
وحطمت بالحب
كل قيودي
أمد إلى النور وجهي
وأنفض عنه غبار الصعود
تكلمني أنهر من مرايا
ويغفو بأحضاني الورد
أنهض .. أمتد
أكبر
أجنح نحو الهواء
تلوح لي أذرع الورد
تلقي إلي زجاجات عطر
لتنهض من عطرها في مدودي
غصن
إذا حلت بك الأشياءُ ـ
ـ ســـرا ضمك المــــاءُ
وحار المد في جنبيك ـ
ـ وانتـــابتك أهـواءُ
12
إذا قامتي عانقتها الرياح
يعانقني ناسك الصمت
ثم يسافر في لحظات التأمل
يشطح .. يرمح
فيه الخيال
ويهبط في كهفه الشعراءُ
أرى قامتي
في نسيج الصباح
تعانقها في المساء السماءُ
غصن
ما أنــت إلا راحــــل ومودعُ
طــيف يمر ورحلة لا ترجعُ
كــــم مرة أغواك نهر أحمق ٌ
ضلت خطاه وجف فيه المنبعُ
13
إذا حكمة أيقظتْ نارها
كنتُ فيها
تراتيل من برزخ الغيب
من سكرات العناق
إذا أمسك النهر أحلامه
قلت : يانهر
كن بي ربيعا
وته في هواي مع السر تيها
ودر حول ذاتي
وغب في سرير الضفاف
أنا لاضفاف لحلمي
وليس لقامة حسني شبيها
غصن
إن تاه فيك الخيالُ
أو زاحمتك التلالُ
أمسك بغيم تدلى
يأتي إليك الكمالُ
14
حروف أنا أنزلتها الغيوبُ
إذا ما تنفستُ
عطرت هذا الهواء
وفاضت
بأغصاني المورقات الطيوبُ
أنا الكلمات التي لفظتها
على جمر ات الغرام القلوبُ
نزيف حناني
وقلبي ر هيف رطيبُ
كما الكائنات جميعا أنا
إذا لفني العشق وجدا أذوبُ
غصن
إن ضمك وجدٌ زد لهفا
فالوجد السر لمن عرفــــا
كن بحرا إن زاد به الموجُ ـ
ـ ازداد به العاشق دنفـــا
15
حملت الرؤى ثمرا من ضياء
وأخفيت في داخلي نهر عتمةْ
إذا تاه غصن طواه الفضاء
وأسرتْ له من دمائي حكمةْ
فأغسله من بقايا الفناء
وأخلع عنه الضلال ووهمهْ
أنا بي تكاثف صوت عتيق
تجلى وألقى على القلب سهمهْ
فأيقظ بي تمتمات الطريق
فأيقظ نجمهْ
فسبحت باسم الذي في السماء
فهامت غصوني
كأن السماء
تجلت عليها من الغيب خيمةْ
أنا لي شبابيك
منها أطل على الكائنات
لأكمل في القلب حلمهْ
غصن
أغمض فوانيـــس الرؤى قلقا
واسحب ذيول الروح محترقا
مــــا أنــت إلا كـــائن نـــزق
يـخفي ويـبـدي ســـره نـزقا
جذور
أ
قفا كيف للقلب الحزين وقوف ُ
وفيه من الرمل الكثيف حروفُ
ب
" غير مُجدٍ " وكيف يجدي بكاءُ
ومع الدمع قد طوانا الفناءُ
ت
يسري إلى سره بين الثرى ألمُ
خابت به رحلة فاغتاله العدمُ
ث
ينحني ماء على حزن الرمادْ
حمل الضوء به طيفُ الرقادْ
ج
هذه الأرض استوت ندما
كلما اشتاقت بكت حمما
ح
يا أيها العاشق الذي سكرا
من الرضاب استزد عمى لترى
خ
إذا الليل طال وجدا
سعى الصبح فيه وعدا
د
كلما الهوى شرحا
عنه غاب ما اتضحا
ذ
أفض ياقلب بالأشواق نارا
فنار الشوق من ثغر العذارى
ر
رقص هو الدمع الذي في المقلتينْ
يستغفر اللحن الذي ضم اليدينْ
ز
من الليل الذي فينا
حملنا حلمنا طينا
س
هل غادر الشعراء ظني أنهمْ
ماغادروا بل غادرت أحلامهمْ
ش
الصمت ليل طويلُ
للموت فيه سبيلُ
ص
كلماتي تستل خيالي
في السر وتمتد خلالي
ض
أستغفر الوقت الذي مر بي
يوما وقد أمعنت في العتب
ط
إذا جاءت الريح سلم لها
وكن سرها أو وكن خلها
ظ
الشجرة أمنا
الأرض أمها
كلما متنا
تحبل الأرض بنا
فتلدنا أمنا الشجرة
ع
الأفكار
أغصان الخيال
غ
الأسماء
وجدت
كي لا نعرف شيئا سواها
ف
الأشجار عذارى
يحبلن بالريح
ق
الريح
شعر مرأة
من نور
ك
البحر سمكة كبيرة
تحبل بأمواج
تشبه الأسماك الصغيرة
ل
النور
طين بلا عتمة
وماء بلا كثافة
م
المرأة
هي الكائن الوحيد
الذي يحبل بالأرض
ويلد نفسه
ن
الرجل
رغبة
تشبه الجمر تحت الرماد
كلما لفحته الريح اتقد
هـ
الماء
سرير الفراغ
و
الفراغ
وحش يفترس
كل الأشياء
ي
الطين
نور وعتمة
معجونة بالملح والماء
شعر عامر الدبك
سورية ـ حلب / ص ب / 13525 /
جوال / 093447037 /
عامر الدبك


ـ إجازة باللغة العربية جامعة حلب
ـ عضو جمعية العاديات بحلــــــب
ـ عضو نادي التمثيل العربي بحلب
ـ عضو اتحاد الكتاب العرب
ـ عضو في كتاب بلا حدود ألمانيا
ـ عضو في اتحاد كتاب الإنترنت
صدر له
في الشعر
1 ـ قبل أن يطفح الياسمين 2 ـ لذيذة كالمعصية
3 ـ قريبا سأهطــــــــل 4 ـ انتظار خارج الهواء
5 ـ كأي مواطن حزين 6 ـ كلام بحجم الخيبة
7ـ أوقفني في الصمت وقال 8 ـ هكذا قال الهواء
9 ـ أريد أن أتثاءب 10ـ هكذا تكلم قميصها
11ـ وعرجت من ظلي 12ـ الفصول والأسرار والإشارات
13 ـ الخوافي 14 ـ لن أسكت لهذا البحر
في النقد
ـ القصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض
مشترك مع الأديبة بهيجة مصري إدلبي
ـ الحلم ومأزق الخلاص ( قراءات في الرواية العربية )
في الرواية
1 ـ ألواح من ذاكرة النسيان ( مشتركة )
2 ـ الانكسار
3 ـ يا ليتني كنت حمارا
4 ـ أبو زيد المبالي

حائز على الجوائز التالية
جائزة د. سعاد الصباح للقصة القصيرة 1994
جائزة دار الفكر للـــــرواية العربية 1998
جائزة المعـــــــري للشـــــــــــــعر 2000
جائزة الشيخ بدر الدين نعساني للشعر 2000
جائزة المزرعة للقصة القصيرة 2002
جائزة الصدى للرواية دبي 2003
جائزة طنجة الشاعرة المغرب 2003
جائزة ناجي نعمان الأدبية بيروت 2003
جائزة الإبداع الشارقة 2004


سورية ـ حلب ـ ص ب13525 جوال / 093447037 /
موقعي على الأنترنت : www.arab-ewriters.com/debik/
إيميل : AMERALDABAK@HOTMAIL.COM

اشرف الخضرى
06/07/2007, 07:32 PM
حكاياي من رعشة النهر
حين يصلي على ضفتيه
من البرد
حين يدفّئُ في رعشتي راحتيه
حكاياي أحرسها بالحنين
إذا ما تنفس في النبض
أو حمل الورد في مقلتيه
حكاياي تحملها الريح
والريح إن تحمل الشوق
يلقي عليها متاهاته
حين تلقي
مسافاتها في الدروب عليه
..

ملحمة من الشاعر بل باقة من الريحان والورد

شاعر كبير بكل معنى الكلمة بل وشاعر حكيم حقا

لذا انه لشرف لمنتدى الشعر ان يتباهى بمثل هذا الابداع

تثبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــيـــت

لطفي منصور
11/07/2007, 08:12 AM
الأخ الشاعر القدير عامر الدبك ...... نحية
ما زلت أقرأ من رائعتك وأستزيد ...
تحفة حوارية نرشف من ألقها ونقول هل من مزيد ....

لطفي منصور