المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أجمله من خلق



أيمن كمال السباعي
11/11/2006, 10:27 PM
من العار علي أمةٍ سادت العالم بإسلامها و أخلاقها أن تدفن بعزوفها عن الحق المبين أخلاق قد أمر الله بها و رسوله الكريم صلي الله عليه و سلم ، قال الله تعالي : "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ "آل عمران110. فقد هجر المسلمون ما خصهم به الله دون غيرهم من فضائل و شمائل الخُلق ، فساروا في دروب الظلمات و تخبطوا بين مفاهيم سقيمة ما انزل الله بها من سلطان . و لعل خلق " الإيثار " من الأخلاق التي توارت تحت تراب الأنانية و الجهل و الانصياع الأعمى وراء ملذات الدنيا و إطماعها ، فأصبحنا يَرَاعون يملأ قلوبنا الوُكْدُ ، و فرغت أنفسنا من محبة الله تعالي و الإيثار علي النفس و كبح شهواتها من أجل الله ، فأمسينا أمة هزيلة ، صور لا تتكلم ، و أبدان لا تتحرك ، و أصوات خرسا . .
و ما أجمل ما قاله الإمام الشافعي رحمة الله عليه : " رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بما فيه صلاح نفسك فالزمهُ"
فالإيثار دليل كمال الإيمان و حسن الإسلام و رفعة ا؟لأخلاق و هو الطريق إلي محبة الله سبحانه ، و حصول الألفة بين الناس و طريق لجلب البركة و وقاية الشُّحِّ .
قال الله تعالي : " وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " الحشر9
و لقد قسم الإمام ابن القيم الإيثار إلي مراتب و درجات :
الأولى: أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما لا يخْرُمُ عليك دِينًا، ولا يقطع عليك طريقًا، ولا يُفسد عليك وقتًا، يعني أن تُقدمهم على نفسك في مصالحهم، مثل: أن تطعِمهم وتجوع، وتكسوهم وتعرَى، وتسقيهم وتظمأ، بحيثُ لا يؤدي ذلك إلى ارتكاب إتلافٍ لا يجوز في الدين، وكلُّ سببٍ يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثِر به أحدًا، فإن آثرت به فإنما تُؤْثِر الشيطان على الله وأنت لا تعلم.
الثانية: إيثارُ رضا الله على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن وضعف عنه الطول والبدن ، وإيثار رضا الله عز وجل على غيره، هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه. وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبينا صلى الله عليه وسلم، وعليهم، فإنه قاومَ العالم كُله وتجرد للدعوة إلى الله، واحتمل عداوة البعيد والقريب في الله تعالى، وآثر رضا الله على رضا الخلق من كل وجه، ولم يأخذه في إيثار رضاه لومةُ لائم، بل كان همُّه وعزْمُه وسعيه كله مقصورًا على إيثار مرضاة الله وتبليغ رسالاته، وإعلاء كلماته، وجهاد أعدائه؛ حتى ظهر دين الله على كل دين، وقامت حجته على العالمين، وتمت نعمتُهُ على المؤمنين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاد، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه، فلم ينل أحدٌ من درجةِ هذا الإيثار ما نالَ، صلوات الله وسلامه عليه.
الثالثة: أن تنسب إيثارك إلى الله دون نفسك، وأنه هو الذي تفرد بالإيثار لا أنت، فكأنك سلمت الإيثار إليه، فإذا آثرت غيرك بشيء؛ فإن الذي آثره هو الحق لا أنت فهو المؤثر على الحقيقة، إذ هو المُعطي حقيقةً.
فما أجمله من خلق يجعل الحياة سعيدة و طيبة ، يكسب العبد رفعة في الدنيا و الآخرة : يكتسب المتصف بهذا الخلق جميل الذكر في الدنيا ، حيث إن القلوب جُبلت علي تعظيم من يؤثرها ، و جزيل الأجر في الآخرة مع ما يجلبه له الإيثار من البركة و فيضان الخير عليه . .

بنت الشهباء
12/11/2006, 02:19 AM
قال الله تعالي :
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ "آل عمران110

أخي الكريم الفاضل

أيمن كمال

أما علينا أن نتدبّر شرط الآية !!!؟؟؟....

كيف لنا أن نكون خير أمة أخرجت للناس , وصرنا نرى المنكر معروفا , والمعروف منكرا !!!؟؟؟...

من منّا يستطيع في هذا الزمن الغابر أن يقول كلمة حقّ !!!؟؟؟....

الأفواه كمت , والأقلام جفّت , والبلاد ضاعت , والثروات نهبت ,
والأعراض والحرمات هتكت ووو.......

وأمتنا لاهية غافلة , وفي سبات عميق