المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ... ورأيته في المسجد / محاولة :)



طه خضر
15/10/2007, 10:37 AM
" أبو عزيز " رجل نعرفه مذ كـنـّا صبيانا ، مهنته بائع خضار وفواكه متجوّل ، مذ شببنا على الدنيا وهذا الرجل لم يتغيّر ، يمتلك بك أب تويوتا هاي لوكس موديل 1975 ، وهو هو لم يبدّله أو يشتري غيره مذ أن اشتراه من الوكالة قبل 32 عاما ، " أبو عزيز " يبلغ من العمر الآن 79 سنة إن لم تخني الذاكرة ، أما ما يـُـعرف به هذا الرجل فهو أنه لم يصل في حياته ركعة لله ، ولم يدخل باب مسجد ، واعتدنا رؤيته ومنذ طفولتنا ونحن متوجهون الى صلاة الجمعة يقف بسيارته البكب أب على باب المسجد ينتظر المصلين حتى ينهوا صلاتهم ، وكأن الأمر لا يعنيه من قريب ولا من بعيد وإذا خرجوا وبدأ تدفقهم ارتفعت عقيرته وبصوت جهوري ينادي على أصناف بضاعته ويبيع هذا ويوزن لذاك ويفاصل الآخر ، حتى اعتمل في ذهن غير قليل من الناس أن هذا الرجل نصرانيّ أو على غير ملـّة الإسلام ، لكن شكهم سرعان ما يتبدد عندما يعرفون أن أولاده عزيز وعارف ، يداومون على الصلاة جماعة ، ... أما ما حدث مؤخرا ، وبالتحديد في الجمعة الأولى من رمضان وتأكدنا أنه لم يكن حلما بعد تكراره اليوم ؛ فهو أننا رأينا أبا عزيز يجلس في الصفوف الأولى في المسجد وسط عجائز الحي الذين يقتعدون الكراسي لعلل في أقدامهم أو لشيخوختهم وكلهم على كل حال أصغر من أبي عزيز وأحدث منه عمرا ، أما هو فكان يجلس في منتصف الصف الأول ويصلي كأي شاب لا علة أو مرض فيه ، ... كثير من الناس كذّب عيونه ولم يصدّق ، بعضهم تحسس الرجل ليتأكد أنه هو ، وعندما خرج بعد انتهاء الصلاة بارك له البعض وهو ما بين مصدق لما يرى تارة ومكذب تارة أخرى لمعرفته بالرجل ، وعانقه البعض الآخر وهو يقول في سرّه : أبا عزيز في المسجد؟؟؟!!! ، سبحانك ربي تهدي من تشاء ..
أما أبا عزيز ؛ فسرعان ما يركض الى سيارته القديمة ويرتفع صوته مناديا على خضرواته ..


هذا واقع عايشناه قبل أسبوع واليوم ..

* احترت فيها ؛ فلا هي قصة قصيرة جدا ولا أقصوصة ...


طــه خضــر ..

هدى الجيوسي
15/10/2007, 12:41 PM
سبحان الله ما أحلمه بعباده!
الحمد لله رب العالمين أن هدى أبو عزيز قبل أن يفوت الفوت وهذا من فضل الله ورحمته بعباده، كثير من الناس يعمل بعمل أهل النار فيختم الله له بعمل صالح فيفوز بالجنة والعكس صحيح، نسأل الله أن يحسن خاتمتنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة¨.

لا شك بأنها قصة تحمل من العبر الكثير.

كل تقديري أخي طه خضر.
كل عام وأنتم بألف خير.

طه خضر
16/12/2007, 10:34 AM
سبحان الله ما أحلمه بعباده!
الحمد لله رب العالمين أن هدى أبو عزيز قبل أن يفوت الفوت وهذا من فضل الله ورحمته بعباده، كثير من الناس يعمل بعمل أهل النار فيختم الله له بعمل صالح فيفوز بالجنة والعكس صحيح، نسأل الله أن يحسن خاتمتنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة¨.

لا شك بأنها قصة تحمل من العبر الكثير.

كل تقديري أخي طه خضر.
كل عام وأنتم بألف خير.

مع أن الرد أتى متأخرا ..!!

لكن هدى الجيوسي لا يستهان بردودها وإطلالتها على المواضيع أبدا :)

آخر خبر .. الرجال مداوم وإلى الآن !

احترامي أستاذتي هدى ..

علاء البشبيشي
16/12/2007, 12:07 PM
أغبط من كان السبب في دخوله المسجد، إن كان من أحد، لكن وإن كان والدنا العزيز قد هداه الله في آخر أيامه، فما بال آخرين ينتظرون؟!!
وما بالنا نحن نتفرج ولا نتحرك؟!

حين قرأت القصة قفز إلى ذهني أمر خطير، ماذا لو مات هذا الرجل على ما كان عليه؟! ماذا سيكون موقفه وموقفنا يوم العرض الأكبر؟!

تذكرت قصة أحد الدعاة حين ذهب لأمريكا، فقابله أحد المسلمين الأمريكين وأمسك بتلابيبه، وقال له أين كنتم حين مات أبواي على غير دين الإسلام؟!!

كما قال أخونا / طه: "احترت فيها ؛ فلا هي قصة قصيرة جدا ولا أقصوصة )..إنها حجة على الجميع!!

تحية تحب الخير للبشر.. كل البشر

سعيد نويضي
17/12/2007, 08:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الأستاذ طه...تحية طيبة...سلام من الله الهادي إلى طريق الحق طريق الفلاح طريق التوبة و الغفران...

قصة كهذه جميلة جدا أن يقرأها من لا زال يتخبط في "المتاهة" من العارفين و غير العارفين...من المثقفين و الجاهلين...الدنيا متاهة بكل المقاييس التي قد تخطر لك على البال...و لكن طريق الهداية تبدأ من الإنسان ذاته بسؤال...هل يريد الإنسان حقا الهداية؟إن أرادها بصدق نية فتح الله عليه و أعانه...

يقول الحق جل و علا: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56...فمشيئته عز و جل النافذة في كل وقت و حين و في كل شيء...
لذلك لما سألوا الرسول عن مكانه...مكان وجود الله عز و جل هل هو قريب أو بعيد...كان جواب الحق جل و علا: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16...فهو القريب المجيب الدعوات...لذلك قال لهم: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60...فمن شاء الهداية صبر و داوم على دعاء الهداية...الموجود في سورة الفاتحة:اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}...

فقصة هذا الإنسان هي قصة كل إنسان لم يصدق النية مع ربه و نفسه و من حوله...و التعليق الذي تفضل به الأخ علاء في ما ورد من كلامه الذي يحمل المسئولية في التبليغ لمن لم يصلهم بعد هذا الدين العظيم و هذا الخير الكثير...تذكرت قصة أحد الدعاة حين ذهب لأمريكا، فقابله أحد المسلمين الأمريكين وأمسك بتلابيبه، وقال له أين كنتم حين مات أبواي على غير دين الإسلام؟ أليس لهؤلاء الأمريكيين الذين لا زالوا بعد على غير دين الحق و لا زالوا على قيد الحياة "عقل" يعقلون به النافع من الضار...؟الحق من الباطل...؟أليس لهم العديد من العلماء و المراكز التي تدعو لدين الحق؟ مهما فعل الإنسان كيفما كان مبلغا عن ربه كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم"بلغوا عنى و لو آية"...فأقول لمثل ذلك السائل الذي حمل الداعية مسئولية التقصير في الدعوة إلى الله عز و جل...كم من منبر يخاطب العالم و ليس أمريكا وحدها بأن دين الإسلام هو الدين الحق؟فلم يحاربونه...؟كما كان خالد بن الوليد سيف الله المسلول رضي الله عنه و أرضاه...حارب الإسلام حتى تعب...و لما شاء الله عز و جل له الهداية هداه...فكان أعظم من ذي قبل فنصر الله جل و علا به الإسلام...و دعوتي لهؤلاء هي دعوة أفضل الخلق و المرسلين:اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون...أما من هم أعداء الدين فحسابهم موكول لله جل و علا هو القادر عليهم و إليه المصير...

دمتم في حفظ الله و رعايته...

علاء البشبيشي
18/12/2007, 01:48 PM
و التعليق الذي تفضل به الأخ علاء في ما ورد من كلامه الذي يحمل المسئولية في التبليغ لمن لم يصلهم بعد هذا الدين العظيم و هذا الخير الكثير...تذكرت قصة أحد الدعاة حين ذهب لأمريكا، فقابله أحد المسلمين الأمريكين وأمسك بتلابيبه، وقال له أين كنتم حين مات أبواي على غير دين الإسلام؟ أليس لهؤلاء الأمريكيين الذين لا زالوا بعد على غير دين الحق و لا زالوا على قيد الحياة "عقل" يعقلون به النافع من الضار...؟الحق من الباطل...؟أليس لهم العديد من العلماء و المراكز التي تدعو لدين الحق؟ مهما فعل الإنسان كيفما كان مبلغا عن ربه كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم"بلغوا عنى و لو آية"...فأقول لمثل ذلك السائل الذي حمل الداعية مسئولية التقصير في الدعوة إلى الله عز و جل...كم من منبر يخاطب العالم و ليس أمريكا وحدها بأن دين الإسلام هو الدين الحق؟فلم يحاربونه...؟كما كان خالد بن الوليد سيف الله المسلول رضي الله عنه و أرضاه...حارب الإسلام حتى تعب...و لما شاء الله عز و جل له الهداية هداه...فكان أعظم من ذي قبل فنصر الله جل و علا به الإسلام...و دعوتي لهؤلاء هي دعوة أفضل الخلق و المرسلين:اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون...أما من هم أعداء الدين فحسابهم موكول لله جل و علا هو القادر عليهم و إليه المصير...
دمتم في حفظ الله و رعايته...

أخي الفاضل، الحبيب / سعيد نويضي،
* نعم علماؤنا الأفاضل لهم من الجهد والفضل ما لا ينكره إلا حاقد، لكني أردت تحفيز الهمم، وتحريك القلوب، حتى تقوم بدورها في هذا الميدان.
* ورغم ذلك أرى المشكلة أخي الحبيب ليست في قلة العاملين للدين، بل الأزمة في كيفية توصيلهم لهذا الدين!!
* كم من منفر، مفرق للأمة، شاق لعصا الجماعة!
* نعم كثير من الغرب وصله الإسلام، لكن كم منهم عُرِض عليه الإسلام بصورته الحقيقية السمحة، غير المتكلفة؟!
* كم من غربي كره الإسلام لأنه ارتبط في ذهنه بصورٍ ديننا منها براء!، نعم منهم متحاملون، لكن منا أيضًا مقصرون!
* لن أقصص عليك مئات الحكايات التي تدلل على ما أقول، فهي مضيعة للوقت والجهد، وربما أدت للفرقة أكثر منها إلى التجمع! لكن السؤال الذي كنت أرمي إليه من وراء كلماتي مفاده ( ماذا فعلت أنت في هذا المضمار، وأنا هنا لا أقصد شخصكم الكريم، بل كل المسلمين؟!!!.
* أخي الحبيب إذا ما حدثت أحدًا عن الإسلام وجدته يقول لك ( أي إسلام تدعوني إليه..إسلام الـ..، أم الـ...، أم الـ...)، قل لي بالله عليك خطأ من هذا، خطأ الغربيين، أم خطأ غير العقلاء من المسلمين، الذين ليس لهم هم إلا الخلافات الفرعية؟!!
* أتوقع ألا يكون رأيك أنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان، وأن العلماء والدعاة والمراكز الإسلامية في الغرب أدت ما عليها"، والغربيون (ذنبهم على جنبهم).
هل تذكرون دمعة النبي على اليهودي حين مات على غير دين الإسلام!
هذا ما كنت أقصده،

واقرأوا ما بين السطور، ولي عودة إن اقتضى الأمر ذلك!!

تحية بلا شماعات!!

سعيد نويضي
18/12/2007, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

يقول الحق جل و علا: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99...

في هذه الآية تتجلى حقيقة لا يمكننا أن نمر عليها كأنها ليس لها أثر في الواقع...فالإيمان هو بمشيئة الله عز و جل...و ليس بمشيئتي و لا حتى بمشيئة أي أحد على الأرض سوى الله عز و جل..و لكن قد يجعلك الله عز وجل سببا في توضيح أو تفسير للآخر آية فتكون النتيجة المرجوة التي أرادها الله عز وجل...و الحديث الذي ذكرت بخصوص دمعة الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم على اليهودي الذي مات دون أن يدخل في الإسلام دليل على أن الإيمان هو بمشيئة الله عز و جل...و بالرغم من وجود النبي الكريم عليه الصلاة و السليم كأكبر معلم في تاريخ البشرية لم يتوصل لهدايته...و قصة أبي جهل و هو من أقرباء الرسول الكريم أكبر دليل على ذلك... و لا أعتقد أن هناك اختلاف بيننا في هذا المجال...و لن يكون بإذن الله جل و علا...

في الحقيقة يا أخي لقد طرحت بتساؤلاتك بحثا يتطلب العديد من الصفحات...ولكن قد يكون في الإيجاز إفادة و قد يكون في التطويل قلة الاستفادة...

عملية التواصل مع الآخر خاصة في مجال الدين و العقيدة تحتاج إلى العديد من الجهود...و هنا تحضرني قولة قالها أحد الغربيين لما أسلم...قال:الحمد لله أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين...ماذا يعني هذا القول...يعني ما أشرت إليه... إذن خيوط الأزمة أو أسبابها الأصلية تكمن بين ظهرانينا..."عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين...فلو عرف المسلمين قبل الإسلام لما أسلم ...هذا هو الاستنتاج المنطقي البشري الذي يؤدي إليه تحليل هذا الكلام...و لكن لكي تكون قولة تاريخية تشهد على استهتار المسلمين بدينهم...شاء الله جل و علا أن يكون هذا القول حجة عليهم... فمشيئة الله عز و جل أرادت لهذا الإنسان قبل أن يعرف تعامل المسلمين مع الإسلام...أن يهديه الحق جل و علا للإسلام...كما هدى العديد من قبله و كما سيهدي بإنه من يشاء...إذن العيب يبدأ منا...من تعاملنا مع الإسلام حكاما و محكومين...علماء و مثقفون و مفكري و أفراد عاديين أميين أو جهلاء أو منافقين كذابين...مشكلتنا تبدأ من وعينا بديننا...فلو أدركنا جيدا كيف نتعامل مع الدين لاستطعنا أن نوصل للآخر بالشكل الذي أراده الله جل و علا...و لحققنا ما حققه من سبقونا بمشيئة من الله جل و علا...

أعتقد أن العديد من الأشخاص يرددون هذه العبارة"الإسلام بصورته الحقيقية السمحة"...الإسلام في جوهره و رسالته ــ صورة هذا الإسلام في الواقع الحي و في السلوك الفعلي للمسلمين أولا ثم الذين يتعاملون معهم ــ حقيقة هذه الصورة بين النظرية و التطبيق ــ ثم سماحة هذا الدين و أين تتجلى؟
بالنسبة للإسلام في جوهره الباطن و الظاهر ورسالته...
قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : حدثنا علي بن محمد ثنا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن بن عمر عن عمر قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد شعر الرأس لا يرى عليه أثر سفر ولا يعرفه منا أحد قال فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبته ووضع يديه على فخذيه ثم قال يا محمد ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت قال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال فمتى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فما أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها قال وكيع يعني تلد العجم العرب وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البناء قال ثم قال فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث فقال أتدري من الرجل قلت الله ورسوله أعلم قال ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم...

هذا الحديث الصحيح لا يتطلب كثرا من الفهم و التحليل وووو... و لكن يتطلب الجهد الجهيد في التطبيق...لماذا؟ و هنا المعضلة الكبرى... لماذا؟ هل الفهم كاف بدون الوعي؟ ما علاقة الوعي بالفهم؟ هل الوعي هو التطبيق؟ هل له علاقة بالإرادة ؟ هل المؤسسات القائمة على ترويج ما يخدم مصلحتها...سيترك مجالا للاشتغال حتى تبين الحق حق و الباطل باطل؟

لا لست من الذين يقولون مثل هذا القول ولكن من الذين يقولون :أنه في الإمكان تطوير و تجديد المتغير فيما كان و الإبقاء على الثابت فيما كان...بمعنى أن كل ما من شأنه أن يعرقل تطبيق العقيدة تصورا أو منهجا يجب تجاوزه...و تركيز ما هو ثابت في الإسلام و الإيمان و الإحسان... بكل تأكيد هذه سنة الله في خلقه...
فالآية التي تقول : {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62...
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23...
فسنة الله عز وجل في الإنسان في الكون في الحياة في المشيئة لا تتغير و لا تتبدل...و العديد من السنن التي تحكم هذا العالم بمختلف مستوياته و مجرياته...فهناك من السنن ما استطاع الإنسان معرفتها و استخدامها لصالحه...لأنها خلقت في الأصل من أجله و بتسخير من الله له...و هناك ما لم يتم اكتشافه...
تقول الآية: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53...
أما الأحكام المنصوص عليها شرعا و التي تنظم العقيدة من صلاة و زكاة و صيام و حج فهي الأخرى غير خاضعة للتغيير...فلا يمكن مثلا أن تجعل الصبح بعد الظهيرة أو أن تجعل صلاة الظهر خمس ركعات بحجة الاجتهاد أو تنقص منها دون مبرر شرعي...فالحلال بين و الحرام بين...بين بالحكم الشرعي و ليس بحكم الظرفية...و القاعدة القائلة درء المفسدة أفضل من جلب المنفعة...تجعل من الصالح العام أفضل من الصالح الخاص...و لك في القياس منهج لا مثيل له إن لم يتعارض مع قاعدة شرعية قطعية الدلالة...
أما المتغير فحدث و لا حرج...فزمان كانوا يستيقظون للصبح بالفطرة أو بما يسمى "الساعة البيولوجية" أما اليوم فلهم من الأشكال و المنبهات العديدة ما يوقظ أمة بحالها...و لكن انظر العدد من المصلين الذين يستيقظون لصلاة الفجر...فالأشياء المادية التي طورها الإنسان لجلب الطمأنينة و الراحة و السعادة للإنسان هي من المتغيرات و يجب استعمالها و الأخذ بها و بالأسباب التي أدت إلى الانتقال من البعير إلى القطار السريع...و قس على ذلك...أما الذي من شأنه أن يفسد عليك حياتك بشقيها الظاهري و الباطني فلا تقربها...

أقول قولي و أستغفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين... هذا مع العلم أني لست فقيها...و لكن باب الحوار و من باب "بلغوا عني و لو آية"

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

وكل عام و أنتم بألف خير...