المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفل في الأربعين



حسن الرفيع
15/10/2007, 07:30 PM
طفل في الأربعين

ترقد بلؤم على صدري كابوس ليلي , وفي النهار لهيب شمس حارقة, وسيل من التذمر والشكوى يخترق عظامي التي نخرها الدود.
أهرب بعيدا إلى حلمي أناجيه لعل دواء يشفيني.. يتعالى صوت مضيفي ... يخترق سكون الليل ووحشة الفضاء الكامن خلف حنجرته التي أدمنت الحزن شلالاً .. عراقي اللحن والهوى, وبحة يتلون في نشيجها بكاء طفل تاه عن أمه في زحمة العيد .. يرتفع صوت المؤذن لإقامة صلاة الفجر .. ومعلنا عن طفل تاه في الزحام .. في ليلة عيد قسرية ..
يتعجب أهل الحي أوصاف الطفل الذي ضاع في زحمة النسيان .. طفل في الأربعين.. يحتاج صدر أمه يروي العطش الذابل في روحه التي هجرت مسجد المدينة .. وابتعد عن رحمة ربه قبل أن يبلغ الحلم .. أعيدوا الطفل الهارب والجاحد برب نعمته .. الذي خلق له عينين ولسان وشفتين .. أعيدوه إليَّ أو اجلدوه حتى يتوب, أو تزهق روحه ليعتبر من بعده المارقين .. يرن الهاتف معلنا قدوم البِشر في محياه.. تغمزني سماعة الهاتف بضوء خافت أن استل سماعتي بعيدا عن أعينهم ..
غادرت مضيفي الى غرفة أخرى .. تلك النبرة أعرفها.. ملحمة تعبر التاريخ وتحلق في بلاد الرافدين أسطورة عشق..
خمس دقائق فقط .. لا يمكنني بلوغ مرامي لقرب مضيفي مني .. أجعلها عشر سأنتظرك .. نعم ستنتظرني .. إحساس ما راودني بأن اللئيمة ستنفجر معلنة أن الرقم المطلوب غير متوفر حاليا قد يكون الـ..........
لهدوء الليل سحر .. وأغصان الأشجار تحف بجدران الحديقة النائمة .. يبدد سحر الصمت وروعة المكان عواء كلاب شاردة ..
...................
أجدني أمام باب لبيت أعرفه لم تتغير معالمه القديمة.. تمتد يدي لقرع الباب غير آبه إن كانت أختي قد استسلمت للنوم باكرا .. كررت الطلب بالدخول تسمرت أمام الباب .. لن أبرح مكاني حتى أنسل إلى بيت أعرفه .. يغفو تحت قبة كبيرة لما تبقى من سور المدينة النائمة .. يفتح الباب رجل ضخم الجثة أصافحه معتذرا لم أكن أعلم بأنه عاد من السفر .. اصعد إلى سطح المنزل حيث..يفترش الأرض أطفالاً لا آباء لهم .. يحلمون بعيد قادم وفجر جديد, تستيقظ أختي على وقع خطواتي ..
_ أهلا لم أنم بعد كيف حالك ..?
نجلس على الشرفة نتسامر قليلا .. أخطف منها هذا الجهاز اللعين .. موسيقى كئيبة وصوت اللئيمة يطيح بما تبقى من خمرة في رأسي .. يصعد الرجل ضخم الجثة .. تلحقه زوجته متثائبة بكسل تتمتم بمفردات غائمة .. ينبعث صوت طفل من الطابق السفلي .. أداري خيبتي ببعض المرح .. تسألني أختي الصغرى أخباري .. نبدد سكون الليل بضحكات مجروحة ..
أنهيت السهرة مع خيوط الفجر متسللا إلى بيتي .. وعدت إلى عوالم مجنونة يطرزها زكريا تامر بكل أحرف العطف المتاحة وبلا سبب أحيانا.
حسن الرفيع
الرقة 15 آب 2005

الحاج بونيف
19/10/2007, 08:53 AM
أخي الفاضل/ حسن الرفيع
نص حزين تنبعث منه رائحة حب مجنون.. مناجاة الحلم وضياع الطفل في وسط الزحام..وروحك التي هجرت مسجد المدينة.. وسهرات حتى الفجر.. والعمر يجري ولا يعود.. نص جميل بسرد محكم الفنيات.. فقط هناك هنات لغوية لعلها من عدم مراجعة النص بعد كتابته. أصدق التحيات. أنتظر تفاعلك مع بعض نصوصي، شكرا..

حسن الرفيع
19/10/2007, 06:23 PM
أخي الفاضل/ حسن الرفيع
نص حزين تنبعث منه رائحة حب مجنون.. مناجاة الحلم وضياع الطفل في وسط الزحام..وروحك التي هجرت مسجد المدينة.. وسهرات حتى الفجر.. والعمر يجري ولا يعود.. نص جميل بسرد محكم الفنيات.. فقط هناك هنات لغوية لعلها من عدم مراجعة النص بعد كتابته. أصدق التحيات. أنتظر تفاعلك مع بعض نصوصي، شكرا..

أخي الكريم ..
أسعدني مرورك .. وأشكر لك الثناء ..وأتمنى أن أتخلص من الهنات اللغوية ..
قريبا جدا سأتفاعل مع نصوصك ..
محبتي وتقديري

عبد الحميد الغرباوي
26/10/2007, 09:36 PM
في هذا النص القصصي للكاتب حسن الرفيع، نلتقي بشخصية غارقة في شجنها و يتنازعها الإحساس بفراغ داخلي يوحي بالوحدة والضياع..
شخصية إشكالية،تعكس شريحة من الناس الذين يعيشون ضياعا و عدم استقرار على جميع المستويات...
كان هذا النص سيحقق لدي المتعة الفنية المرجوة، لولا الأخطاء التي طالته و هي أخطاء لم تقتصر على الجانب اللغوي و لكن طالت أيضا التعبير عن حالات و كذا الوصف الذي لم يكن ناجحا في بعض فقرات أو عبارات النص..
و على سبيل المثال لا الحصر:

ترقد بلؤم على صدري كابوس ليلي

وسيل من التذمر والشكوى يخترق عظامي التي نخرها الدود.

أهرب بعيدا إلى حلمي أناجيه لعل دواء يشفيني

يخترق سكون الليل ووحشة الفضاء الكامن خلف حنجرته
أتوقف عند هذا الحد.
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
26/10/2007, 09:36 PM
في هذا النص القصصي للكاتب حسن الرفيع، نلتقي بشخصية غارقة في شجنها و يتنازعها الإحساس بفراغ داخلي يوحي بالوحدة والضياع..
شخصية إشكالية،تعكس شريحة من الناس الذين يعيشون ضياعا و عدم استقرار على جميع المستويات...
كان هذا النص سيحقق لدي المتعة الفنية المرجوة، لولا الأخطاء التي طالته و هي أخطاء لم تقتصر على الجانب اللغوي و لكن طالت أيضا التعبير عن حالات و كذا الوصف الذي لم يكن ناجحا في بعض فقرات أو عبارات النص..
و على سبيل المثال لا الحصر:

ترقد بلؤم على صدري كابوس ليلي

وسيل من التذمر والشكوى يخترق عظامي التي نخرها الدود.

أهرب بعيدا إلى حلمي أناجيه لعل دواء يشفيني

يخترق سكون الليل ووحشة الفضاء الكامن خلف حنجرته
أتوقف عند هذا الحد.
مودتي

حسن الرفيع
28/10/2007, 04:39 AM
في هذا النص القصصي للكاتب حسن الرفيع، نلتقي بشخصية غارقة في شجنها و يتنازعها الإحساس بفراغ داخلي يوحي بالوحدة والضياع..
شخصية إشكالية،تعكس شريحة من الناس الذين يعيشون ضياعا و عدم استقرار على جميع المستويات...
كان هذا النص سيحقق لدي المتعة الفنية المرجوة، لولا الأخطاء التي طالته و هي أخطاء لم تقتصر على الجانب اللغوي و لكن طالت أيضا التعبير عن حالات و كذا الوصف الذي لم يكن ناجحا في بعض فقرات أو عبارات النص..
و على سبيل المثال لا الحصر:




أتوقف عند هذا الحد.
مودتي

سيدي الفاضل
أشكر قراءتك للنص ..
وأتمنى أن توجه ما غاب عن ذهني ..
أو ما وقعت فيه .. ومايمكن تصويب في مثل هذه الحالة

مودتي

عبد العزيز غوردو
28/10/2007, 05:04 PM
هذا أول نص أقرأه لك أخي حسن..

وواضح أن الحس الإبداعي أصيل لديك.. ولن أخوض فيما يتعلق بشخصيات النص وأحداثه فذاك هو إبداعك...

لكني أضم صوتي لصوت العزيزين بونيف والغرباوي...

ودعوة لرعاية هذا "التشكيل" الذي تمتح منه..

خالص مودتي...

وتمنياتي لك بمقام طيب بيننا...