المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة "الشجرة" للشاعر الفرنسي يوجين غيللفيك؛ ترجمة محمد علي اليوسفي



محمد علي اليوسفي
15/10/2007, 11:22 PM
قصيدة "الشجرة"
للشاعر الفرنسي يوجين غيللفيك
ترجمة محمد علي اليوسفي

ولد الشاعر الفرنسي يوجين غيللفيك في مدينة كرنك من مقاطعة بروتاني الفرنسية سنة 1907. درس الرياضيات والاقتصاد وعمل في وزارتيْ المالية والاقتصاد منذ 1926. تقاعد سنة 1967 من عمله وكان في منصب مفتش في الاقتصاد القومي. ناصر الشيوعيين منذ الحرب الأهلية الأسبانية وانتسب إلى الحزب الشيوعي الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية. بدأ بالنشر متأخّرًا فأصدر أول مجموعة شعرية سنة 1942. من أعماله: كرنك، الربح، المدينة، الدائرة، إحدى وثلاثون سونيتا، إلخ... توفّي يوجين غيللفيك سنة 1997.


الشجرة

تعال إلى داخلي،
قالت الشجرة.
فضاؤك فيَّ
وليس في مكان آخر.
كُنْ شجرة. كنْ
هذه الشجرة التي أكون.
*
لن تحتاج
إلى الذّهاب والإياب.
لن تحتاج إلى البحث
عمَّا يجب أن تجد
ولا مجال للقلق
من عدم العثور عمَّا تبحث.
لا حاجة للبحث أيضًا،
لا حاجة للتذكّر
لما ينبغي أن تفعل
ولا للزمن الذي تقيس.
*
هنا، نعرف دائمًا
ماذا نفعل بالدقائق،
أما أنت فلن تحتاج
إلى عيش الدقائق،
لن يبقى في أعماقك
إحساس بالزمن،
فهنا، دائمًا
توجد اللحظة الوحيدة ذاتها
التي نقضيها في
نقل النّسغ
حتى في الشتاء
عندما تحسبني ميتة.
*
سوف تعيش كيانًا ممتلئًا
وتكون أنت دائمًا،
من الشروش
إلى ذؤابات الأوراق.
سوف تكون مملكة ذاتك
من دون حاجة إلى الحكم،
من دون حاجة إلى المعرفة،
والبتّ في الأسئلة.
*
لن تسأم
من ضرورة السّأم
لأنك سوف تكون
هبَةً دائمة لفعلك.
سوف تحاذي أيضًا
ما تعرف أنها تُخومك
ولن ترغب حتى
في محاولة اجتيازها.
*
سوف تكون في مركز ذاتك
ويكون مركزك
كلَّ ما يشكّل
شجرةً سوف تصيرها.
*
لن تحتاج أبدًا
إلى الاهتمام بالآخرين.
لن تنتظر قدومَكَ
عند وصول الآخرين.
سوف تكون تلك المملكةَ
التي تحكم ذاتها،
إليك تأتي الريح،
الطيور، الحشرات
وإذا لم تأتِ
فلن يُضيرَك ذلك.
لن تضحِّي ليلاً
أو نهارًا،
لن تحلم
بتغيير قدرك،
بالتّوصُّل إلى النّفوذ
على ما لستَ أنت،
بالتخلّص من قوانين
تكون هي دروبك.
لن ترتجف كما اعتدت
أمام الأفق.
*
حتى صيحة الدّيك
لن تكون أمْرًا.
*
سوف تعيش
في الامتلاء.

زاهية بنت البحر
16/10/2007, 12:04 AM
جميل هذا القول الذي تنادي به الشجرة ،ولكن رغم جماله، فلاأظن أن الإنسان يقبل بأن يكون شجرة ،ولوظلَّت خضراء معطاء مدى العمر ،لأنه خلق إنسانًا وسيظل إنسانًا حتى الممات، وقد ينحلُّ في الشجرة عندما يدفن تحتها ،فتمتص غذاءها من بقاياه ..وعليه هو في حياته أن يكون إنسانًا تتمنى الشجرة أن تكونه إنسانا بكل صفات الخير التي خلقها الله له..قصيدة محرضة على الخير بلسان شجرة تعتز بنفسها ،لك الشكر والتقدير أخي المكرم محمد علي اليوسفي على هذه الترجمة الجميلة والمفيدة وكل عام وأنت بخير
أختك
بنت البحر

محمد علي اليوسفي
16/10/2007, 06:02 AM
العزيزة زاهية بنت البحر
شكرا على مرورك وتفاعلك مع القصيدة المترجمة.
يبقى أن للشاعر جوازاته في النظر إلى الأشياء ومحاولة مناجاتها
أو قلب الأدوار فإذا الأشياء هي التي تناجيه
ودمت بكل عافية وخير

ايمان حمد
18/07/2008, 10:44 PM
الزميل المترجم / محمد على اليوسفى

سلام الله عليك ،

شكرا على مشاركتك القيمة فى منتديات الترجمة الادبية والشعر
وليتك تنشر لنا النص الأصلى ( الفرنسى ) حتى يتسنى لنا المقارنة والتعلم

تحياتى