المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطـــــــــــــــــــــــين في البال



عقاب اسماعيل بحمد المغربي
16/10/2007, 05:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفلسطين نقول
انظر الى الحبل وتكراره *** بالصخرة الصماء قد اثرا
لفلسطين رجالها وفخرا نساؤها
طالعت عن نضال احدى النساء
حيث كتبت

دعوة..لزيارة القدس / أملي القضماني


دليلك / أملي القضماني

وجهت لجان "المرأة الفلسطينية"دعوة للمرأة السورية الجولانية، لمشاركتها المهرجان الاحتفالي بمناسبة (8) آذار وتكريم أمهات الأسرى والشهداء، وأحياء ذكرى استشهاد جيفارا غزة(محمد الأسود) شهيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

استقلينا الباص في الساعة السابعة صباحا، وأنطلق بنا نحو القدس عاصمة فلسطين بإذن الله ...الطقس بارد جدا، الثلج يتساقط، النسوة متلفعة بأغطية صوفية، الصمت يخيم، إلا من صوت راديو خافت في الباص...
الطريق طويلة، أنا جالسة قرب الشباك، استعرض الشارع الممتد أمامنا، وجوانبه المليئة ببرك ماء مبعثرة... توالت الصور أمامي، وعادت الذكريات , منذ متى لم أذهب للقدس، تلك العاصمة التي يخفق القلب عند ذكر أسمها، ويصدح في الأذن صوت فيروز وهي تغني شوارع القدس القديمة، تذكرت، ذكريات ومواقف ،وأمور كثيرة جالت في رأسي، وقطع علي استرسالي في استعادة الذكريات صوت غناء انطلق من مقاعد الباص الخلفية، عقبه صوت أخر ثمّ آخر حتى تعالت الأصوات بأغاني وطنية وعاطفية وحكايات ومزحات، فلم نعد نسمع إلا ضحكات من هنا وتعليقات من هناك...

وضعت رأسي على يدي وأخذت أستعيد شريط الماضي: زياراتي المتكررة للقدس، زوجي الذي دخل مستشفى المقاصد لأجراء عملية جراحية هناك، وبالرغم من أوجاعه تحولت غرفته إلى غرفة عمليات إعلامية، للتعريف عن ما يقوم به العدو من قمع وقهر بهدف فرض الجنسية علينا ابان مرحلة الإضراب الكبير عام 1982.... تذكرت زيارتي إليه بعد أن تدخل الصليب الأحمر بالموضوع، تذكرت كيف لم يسمح لي بالذهاب الا بسيارة يحرسها جنود، الجنود كانوا معنا داخل السيارة منعا لنا من الاتصال بأحد....تذكرت ساعة وصولي اليه ووقوف الجنديين على باب الغرفة، تذكرت انفعال الممرضات والأطباء اللذين حاولوا منعهم من المكوث هناك، تذكرت أبا العبد ( السيد فيصل الحسيني) الذي أصبح فيما بعد مسئول ملف القدس، تذكرته وهو يرتجف من الغضب والقهر لممارسة سياسة الاحتلال معنا، تذكرت ابا هاشم وعبد اللطيف... كل هذا قفز فجأة الى ذهني، وفجأة توقف الباص في مكان استراحة، وأعادني الى اين أنا، نزل الجميع ليتناولوا طعامهم على العشب الأخضر، فالمسافة الى المكان الذي نقصده لا زالت بعيدة...


جلسنا على العشب الأخضر قرابة نصف ساعة، ومن ثمّ صعدنا مجددا الى الباص ليعاود انطلاقته ، فعادت النسوة للغناء وبمشاركة الجميع: سوريا يا حبيبتي، الجولان ويلي ما تهون علينا، لفيروز، لكاظم الساهر... ها نحن نشرف على( القدس) تهللت أساريرنا، فمنظر قبة الصخرة يجعلك تغوص في أعماق التاريخ، كان البرنامج جولة في شوارع وأسواق القدس القديمة، وزيارة المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، والتبضع من أسواقها....

تفرقت الصبايا، تتفرج وتشتري، وبعد الانتهاء جمعنا أنفسنا وعدنا للباص ليقلنا الى مكان المهرجان، كنا حوالي الأربعين امرأة، وصلنا الى المكان المتفق عليه واذ بنا نرى أحدهم ينتظر ليبلغنا أنّ سلطات الاحتلال أقفلت القاعة، ومنعتهم من الاحتفال بحجة "الأمن القومي"، مع أنّ هذا النشاط نشاط اجتماعي بحت، فأي نشاط له هوية عربية لا تسمح باقامته، ومنعتهن من التجمع ، لكن نحن أصررنا على لقائهن وتوجيه التحية لهنّ، نزلنا من الباص وكان معنا العلم السوري ومشينا باتجاههنّ، وما أن رأونا حتى هرعوا إلينا غير آبهات بالجنود المحيطة بهنّ وبدأن بالزغاريد، والغناء، الوطني وامتزجت النسوة سويا بشكل يدمع العين، ويشعر بالعزة والرفعة: هتافات سورية، فلسطينية، عربية، لكن هذا لم يرق للمحتلين، فتحوا جدار أصواتهنّ يرطنون بالعبرية(روخ روخ بيتك) الكل يمشي ما يظل حدا، تفرقوا, بسرعة....شغلوا صفارات الازعاج، و استطاعوا تفريق المظاهرة، بسياراتهم التي أداروها على الناس مباشرة، مما دفع بالجميع إلى التفرق، لكن أصوات الهتاف لا زالت مرتفعة، ورافقتنا بعضهنّ إلى مكان أخر حيث سلموا علينا ووزعوا الورود والهدايا الخفيفة

شكرا سيده املي القضماني ولرفيقاتك المناضلات الف تحيه
***
الشاعر اللبناني
ابو شوقي :fl: